مجتمع

في زمن كورونا.. عيد أضحى بطعم مغاير في المغرب


كريم بوستة نشر في: 30 يوليو 2020

تشير الساعة إلى العاشرة صباحا بسوق الماشية بحي النهضة بالرباط.، تحت أشعة الشمس الحارقة، يراقب باعة المواشي المعدة للذبح بمناسبة عيد الأضحى وصول مشترين محتملين، فيما يساوم آخرون أثمان الأضاحي مع الزبناء.فعشية العيد، بات هذا السوق النموذجي المجهز لبيع الأضاحي في حالة غليان حيث لا تحيد الأجواء العامة عن تلك التي سادت خلال الاحتفال بعيد الفطر وشهر رمضان المبارك، المتسمين بتفشي فيروس كورونا المستجد.مشاهد حمل الأغنام على الأكتاف والدراجات ثلاثية العجلات والمركبات الصغيرة تؤتت فضاءات السوق في كل مكان، فغالبية المواشي المعروضة للبيع من سلالات "الدمان" و"البركي"، أو "الصردي" قادمة بشكل عام من أبي الجعد بجهة بني ملال -اخنيفرة وتيمحضيت بجهة فاس-مكناس.ولاختيار الأضحية المناسبة بغض النظر عن بنيتها أو حجمها ، كما عاينت وكالة المغرب العربي للأنباء ، يلجأ الراغبون في اقتناء الأضحية إلى تقنية خاصة تتمثل في فحص الخروف ظاهريا من حيث رأسه وفروته وبنيته للتأكد من سلامة صحته وفتح فمه لعد أسنانه التي تعطي فكرة عن سنه.بعد بضع دقائق من الفحص، يبدو أن لحسن وزوجته ، القادمين من حي "التقدم" المجاور ، وجدا ضالتهما في اقتناء خروف العيد. واعتبرا أن سوق الماشية يوفر هذه السنة أضاحي تناسب جميع فئات المجتمع، حيث يتراوح متوسط أثمنة الخرفان التي تتوفر معظمها على معايير الأضحية، بين 1100 و 2700 درهم.وعبر الزوجان عن آسفهما "لعدم تمكن العديد من المواطينين تحمل مثل هذه النفقات" بسبب توقفهم عن العمل اضطراريا أو عدم تمكنهم من العمل جراء وباء كورونا وتدابير الحجر الصحي، مما أثر على وضعهم الاقتصادي ومواردهم المالية."من يقول العيد الكبير يستحضر أيضا تقاليده وتقاسم موائد الطبخ. إنه يشكل أيضا مناسبة لالتقاء العائلة والأصدقاء، لكن الجائحة وتقييد حركة التنقل أرخيا بظلالهما على أجواء الاحتفالات المعهودة خلال هذه المناسبة الدينية التي لن تمر كما سابقاتها"، يقول مصطفى بنبرة يطبعها الأسف، والذي جاء لاقتناء خروفين أحدهما للعيد والآخر لعقيقة مولودته الصغيرة. وأعرب هذا الرجل الستيني ، المنحدر من الدار البيضاء ، عن أمله في زوال هذا الوباء وأن تتمكن البلاد من التغلب على الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة، لافتا إلى أنه "في زمن كورونا، لم تعد للاحتفالات نفس الطعم".نفس الهواجس يتقاسمها محمد ، وهو كساب من جماعة "تيفيرت نيت حمزة" ، الذي وصف بمرارة وضعيته الصعبة ومعاناته اليومية منذ ظهور (كوفيد-19). وقال "هذه السنة مختلفة تماما عن غيرها. لقد قطعنا 600 كلمتر للقدوم إلى الرباط لعرض ماشيتنا، لكننا رأينا طلبا خجولا من الزبناء بسبب تداعيات الوباء"، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف حسب القطيع لكنها تظل معقولة إلى حد ما.وقال محمد الذي طالب بالعمل من أجل تحقيق تماسك اجتماعي حقيقي وللقضاء على الوباء في أقرب وقت، إنه يتعين على البائعين والمشترين التعاون فيما بينهم للتغلب على هذه الأزمة".وينضاف إلى موكب الشاحنات والعربات الأخرى المحملة بالأغنام، مجموعة من الأنشطة المتأصلة والمرتبطة بهذه المناسبة لتؤتت باقي زوايا السوق، وهي مهن موسمية صغيرة تتمثل في بيع الفحم والتبن والسكاكين من جميع الأحجام وغيرها من الأدوات الضرورية للتضحية.في العاصمة، كما هو الحال في كل مدن الجهة، فإن عرض الماشية، لاسيما من الأغنام والماعز، الموجهة للذبح خلال عيد الأضحى، "يغطي بشكل واسع الطلب" حسبما ما أفادت به به المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الرباط-سلا-القنيطرة.وحرصا منها على حسن تدبير المرحلة المتزامنة مع ظرفية الجائحة، قامت المديرية بإنشاء وتجهيز ستة أسواق نموذجية، وذلك في إطار مواكبة عملية تسويق الأضاحي في ظروف مناسبة.وحسب معطيات للمديرية، فإن هذه الأسواق النموذجية التي جرى إنشاؤها وتجهيزها وفقا لإستراتيجية وزارة الفلاحة وبتنسيق مع ممثلي السلطات الجهوية والإقليمية والمحلية، تتوزع بين الرباط (2)، وسلا (2)، والقنيطرة (1) وتمارة (1).وفي هذا الصدد ، صرحت منسقة مركز القيادة الجهوية لتدبير الأسواق بمناسبة عيد الأضحى 1441 فاطمة صغير لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأنه حرصا على تنزيل التدابير المنصوص عليها في الدليل المشترك بين وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية و المياه والغابات، الخاص بالإجراءات الصحية الوقائية التي يجب الالتزام بتطبيقها بمناسبة عيد الأضحى المبارك 1441 للوقاية من (كوفيد-19)، تم تزويد السوق النموذجي بحي النهضة، الذي يمتد على مساحة هكتارين بالكهرباء والماء،وتهييء مربعات فردية مخصصة للخرفان والماعز الموجهة للبيع.كما تم توفير ممرات محددة ومرئية، مما يتيح الحركة في اتجاه واحد مع ضمان التباعد الاجتماعي،وإجراء فحص طبي للكسابة قبل دخول السوق، وفق المتحدثة التي أشارت إلى أنه لا يسمح بولوج السوق إلا للمواشي المرقمة التي هي في صحة جيدة ولا تظهر عليه أي علامات لمرض معد.من جانبه، أكد المدير الجهوي للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بالرباط-سلا القنيطرة مراد فضلي أنه يتم مراقبة هذه الأسواق بشكل يومي من قبل المديرية في إطار لجنة مشتركة تضم كلا من المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمديرية الجهوية للفلاحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والسلطات الجهوية والمحلية والإقليمية المسؤولة عن تطبيق التدابير الصحية اللازمة لحماية المواطنين من تفشي الفيروس.وفي هذا الصدد، أشار فضلي إلى أن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وضع برنامجا تحسيسيا غنيا ومتنوعا لتحفيز جميع الزوار والكسابة والباعة على احترام التدابير الوقائية مثل ارتداء الأقنعة الواقية واستخدام المعقمات واحترام التباعد المكاني.ورغم هذه الظرفية الاستثنائية، يظل عيد الأضحى مناسبة استثنائية توحد جميع المسلمين بأنحاء المعمور في جو من التقوى والفرح والكرم والتقاسم. هاجر الفقير

تشير الساعة إلى العاشرة صباحا بسوق الماشية بحي النهضة بالرباط.، تحت أشعة الشمس الحارقة، يراقب باعة المواشي المعدة للذبح بمناسبة عيد الأضحى وصول مشترين محتملين، فيما يساوم آخرون أثمان الأضاحي مع الزبناء.فعشية العيد، بات هذا السوق النموذجي المجهز لبيع الأضاحي في حالة غليان حيث لا تحيد الأجواء العامة عن تلك التي سادت خلال الاحتفال بعيد الفطر وشهر رمضان المبارك، المتسمين بتفشي فيروس كورونا المستجد.مشاهد حمل الأغنام على الأكتاف والدراجات ثلاثية العجلات والمركبات الصغيرة تؤتت فضاءات السوق في كل مكان، فغالبية المواشي المعروضة للبيع من سلالات "الدمان" و"البركي"، أو "الصردي" قادمة بشكل عام من أبي الجعد بجهة بني ملال -اخنيفرة وتيمحضيت بجهة فاس-مكناس.ولاختيار الأضحية المناسبة بغض النظر عن بنيتها أو حجمها ، كما عاينت وكالة المغرب العربي للأنباء ، يلجأ الراغبون في اقتناء الأضحية إلى تقنية خاصة تتمثل في فحص الخروف ظاهريا من حيث رأسه وفروته وبنيته للتأكد من سلامة صحته وفتح فمه لعد أسنانه التي تعطي فكرة عن سنه.بعد بضع دقائق من الفحص، يبدو أن لحسن وزوجته ، القادمين من حي "التقدم" المجاور ، وجدا ضالتهما في اقتناء خروف العيد. واعتبرا أن سوق الماشية يوفر هذه السنة أضاحي تناسب جميع فئات المجتمع، حيث يتراوح متوسط أثمنة الخرفان التي تتوفر معظمها على معايير الأضحية، بين 1100 و 2700 درهم.وعبر الزوجان عن آسفهما "لعدم تمكن العديد من المواطينين تحمل مثل هذه النفقات" بسبب توقفهم عن العمل اضطراريا أو عدم تمكنهم من العمل جراء وباء كورونا وتدابير الحجر الصحي، مما أثر على وضعهم الاقتصادي ومواردهم المالية."من يقول العيد الكبير يستحضر أيضا تقاليده وتقاسم موائد الطبخ. إنه يشكل أيضا مناسبة لالتقاء العائلة والأصدقاء، لكن الجائحة وتقييد حركة التنقل أرخيا بظلالهما على أجواء الاحتفالات المعهودة خلال هذه المناسبة الدينية التي لن تمر كما سابقاتها"، يقول مصطفى بنبرة يطبعها الأسف، والذي جاء لاقتناء خروفين أحدهما للعيد والآخر لعقيقة مولودته الصغيرة. وأعرب هذا الرجل الستيني ، المنحدر من الدار البيضاء ، عن أمله في زوال هذا الوباء وأن تتمكن البلاد من التغلب على الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة، لافتا إلى أنه "في زمن كورونا، لم تعد للاحتفالات نفس الطعم".نفس الهواجس يتقاسمها محمد ، وهو كساب من جماعة "تيفيرت نيت حمزة" ، الذي وصف بمرارة وضعيته الصعبة ومعاناته اليومية منذ ظهور (كوفيد-19). وقال "هذه السنة مختلفة تماما عن غيرها. لقد قطعنا 600 كلمتر للقدوم إلى الرباط لعرض ماشيتنا، لكننا رأينا طلبا خجولا من الزبناء بسبب تداعيات الوباء"، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف حسب القطيع لكنها تظل معقولة إلى حد ما.وقال محمد الذي طالب بالعمل من أجل تحقيق تماسك اجتماعي حقيقي وللقضاء على الوباء في أقرب وقت، إنه يتعين على البائعين والمشترين التعاون فيما بينهم للتغلب على هذه الأزمة".وينضاف إلى موكب الشاحنات والعربات الأخرى المحملة بالأغنام، مجموعة من الأنشطة المتأصلة والمرتبطة بهذه المناسبة لتؤتت باقي زوايا السوق، وهي مهن موسمية صغيرة تتمثل في بيع الفحم والتبن والسكاكين من جميع الأحجام وغيرها من الأدوات الضرورية للتضحية.في العاصمة، كما هو الحال في كل مدن الجهة، فإن عرض الماشية، لاسيما من الأغنام والماعز، الموجهة للذبح خلال عيد الأضحى، "يغطي بشكل واسع الطلب" حسبما ما أفادت به به المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الرباط-سلا-القنيطرة.وحرصا منها على حسن تدبير المرحلة المتزامنة مع ظرفية الجائحة، قامت المديرية بإنشاء وتجهيز ستة أسواق نموذجية، وذلك في إطار مواكبة عملية تسويق الأضاحي في ظروف مناسبة.وحسب معطيات للمديرية، فإن هذه الأسواق النموذجية التي جرى إنشاؤها وتجهيزها وفقا لإستراتيجية وزارة الفلاحة وبتنسيق مع ممثلي السلطات الجهوية والإقليمية والمحلية، تتوزع بين الرباط (2)، وسلا (2)، والقنيطرة (1) وتمارة (1).وفي هذا الصدد ، صرحت منسقة مركز القيادة الجهوية لتدبير الأسواق بمناسبة عيد الأضحى 1441 فاطمة صغير لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأنه حرصا على تنزيل التدابير المنصوص عليها في الدليل المشترك بين وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية و المياه والغابات، الخاص بالإجراءات الصحية الوقائية التي يجب الالتزام بتطبيقها بمناسبة عيد الأضحى المبارك 1441 للوقاية من (كوفيد-19)، تم تزويد السوق النموذجي بحي النهضة، الذي يمتد على مساحة هكتارين بالكهرباء والماء،وتهييء مربعات فردية مخصصة للخرفان والماعز الموجهة للبيع.كما تم توفير ممرات محددة ومرئية، مما يتيح الحركة في اتجاه واحد مع ضمان التباعد الاجتماعي،وإجراء فحص طبي للكسابة قبل دخول السوق، وفق المتحدثة التي أشارت إلى أنه لا يسمح بولوج السوق إلا للمواشي المرقمة التي هي في صحة جيدة ولا تظهر عليه أي علامات لمرض معد.من جانبه، أكد المدير الجهوي للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بالرباط-سلا القنيطرة مراد فضلي أنه يتم مراقبة هذه الأسواق بشكل يومي من قبل المديرية في إطار لجنة مشتركة تضم كلا من المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمديرية الجهوية للفلاحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والسلطات الجهوية والمحلية والإقليمية المسؤولة عن تطبيق التدابير الصحية اللازمة لحماية المواطنين من تفشي الفيروس.وفي هذا الصدد، أشار فضلي إلى أن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وضع برنامجا تحسيسيا غنيا ومتنوعا لتحفيز جميع الزوار والكسابة والباعة على احترام التدابير الوقائية مثل ارتداء الأقنعة الواقية واستخدام المعقمات واحترام التباعد المكاني.ورغم هذه الظرفية الاستثنائية، يظل عيد الأضحى مناسبة استثنائية توحد جميع المسلمين بأنحاء المعمور في جو من التقوى والفرح والكرم والتقاسم. هاجر الفقير



اقرأ أيضاً
مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

خبير دولي لـ”كشـ24″: موجات الحرارة بالمغرب مرشحة للتفاقم والمستقبل أكثر قسوة
كشف تقرير مناخ المغرب لسنة 2024 الذي أصدرته وزارة التجهيز والماء، ومديرة الأرصاد الجوية، أن السنة الماضية كانت من بين أشد السنوات حرارة على الإطلاق، وهي حقيقة لم تفاجئ المتخصصين في قضايا المناخ والبيئة، بقدر ما عمقت المخاوف من المستقبل الذي بات يلوح بمزيد من القسوة المناخية، لا سيما في الدول الأكثر تأثرا كالمغرب.وفي هذا السياق، أوضح محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية والتغيرات المناخية، في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الارتفاع المهول في درجات الحرارة يأتي في سياق طبيعي بالنسبة لمن يدرك دينامية التغيرات المناخية، لكنه في ذات الوقت مخيف ومؤسف، لما يحمله من تداعيات وخسائر بيئية وبشرية محتملة.وأشار بازة إلى أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من الانبعاثات الغازية السامة التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، مضيفا أن المشكل الأخطر حاليا هو التطبيع مع هذا التغير، وكأنه صار أمرا اعتياديا، رغم ما يصاحبه من موجات حر مفرطة وجفاف وتذبذب في الفيضانات. أكد الخبير أن المغرب من بين الدول الأوائل التي تعاني من تأثيرات الحرارة المفرطة، مستدلا بما شهده خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أربع إلى خمس موجات حر شديدة قادمة من الصحراء، وهي موجات غير مسبوقة من حيث الوتيرة والحدة مقارنة بما كان يسجل في العقود الماضية.وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه التغيرات لم تقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، بل مست أيضا مواعيدها، حيث أصبحت هذه الموجات تظهر مبكرا في أبريل وماي، بدل يوليوز وغشت كما كان في السابق، مما يزيد من صعوبة التكيف معها.وسجل مصرحنا أن مدينة مراكش تعتبر من أكثر المناطق المتأثرة، بالنظر إلى ضعف التساقطات المطرية التي عرفتها مقارنة مع مدن الشمال، إضافة إلى قلة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء، وهو ما يجعل سكانها أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة.وفي ختام تصريحه، نبّه بازة إلى أن الإحساس بحرارة مرتفعة رغم أن المؤشر قد لا يتجاوز 35 درجة، غالبا ما يكون مرتبطا بارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية، داعيا إلى ضرورة تفادي التعرض المباشر لها خلال فترات الذروة، واستعمال واقيات الجلد، نظرا لخطرها على الصحة، خصوصا وأنها سبب مباشر لمرض سرطان الجلد.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة