مجتمع

في رثاء من كانت ترثي أحوالنا…إلى رحمة الله الحاجة زينب المنصوري


كشـ24 نشر في: 12 سبتمبر 2014

في رثاء من كانت ترثي أحوالنا...إلى رحمة الله الحاجة زينب المنصوري
نامي مطمئنة القلب، قريرة العين، فقد تركت جيلا من الأطر بنات وأبناء، حفيدات وأحفاد لا شك أن تعاملهم المتميز ورقتهم، ستدي عليك رفقة فقيدنا  الحاج خليفة الأستاذ الجليل شآبيب الرحمة والمغفرة.
 
تركت مكاناً فارغا خلال مأتم الحاج، قيل لنا أنك بالمصحة، ساعتها تيقنا أنك لم تقو على فراق حليلك و رفيق درب الحياة، تنمينا عودتك لترتدي اللباس الأبيض، لكنك أصررت على لباسه رفقة الحاج خليفة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
 
تشاء الصدف ألا أحضر جنازة الحاج، قبل أن تسرقني  لحظة سفر مرة أخرى وتمنعني من توديعك في مثواك الأخير، تذكرت يوم " العشاء " أسماءعددة فارقتنا  إلى دار البقاء، تذكرت أمنا عائشة المستظرف التي خطفتهما يد المنون في غفلة منا، تذكرت أبي رحمة الله عليه،والعالية والسي مصطفى الشيخ، الدكتور محمد المنصوري في عيادته بعرصة المعاش،للا خالة وأختها خديجة، شقيقتك أم الدكتور توفيق وزوجها الحاج العربي، امحمد وآخرون عليهم رحمة الله .
 
ذعرت والدتي شافاها الله من صدمة الخبر، لتنطلق في أحاديث عن عائلة المناصرة وعلاقتهم بأسرتها، حكت لي عن وفاة ولادتك رحمة الله عليها، ذكرتني بالسي عبد العزيز وشقيقه عبد المجيد ووالدهما، ذرفت دمعتين وهي تترحم على الجميع، قبل أن تقول لي نعم وفاء للا زينب لم ولن تحل لها الحياة بعد السي خليفة، قلت لها مشيئة الله، لتجيبني قدر الله يغلفه الوفاء للزوج.
 
كنت نعم السند للحاج خليفة عليه واسع الرحمة والمغفرة في تربية الأبناء، تعملين على ظهور الحاج في أحسن مظهر نلاحظه ونحن صغار بجلبابه الأبيض يوم الجمعة، أو اللباس الوطني الذي كان يصر رحمة الله عليه أن يزينه بطربوش، قبل أن يغيره بالطاقية، كنا نهاب السي " العمل "رغم أننا لا ننتمي لمدرسة " الدروج " ابن يوسف.
 
أمي الحاجة رضوان الله عليك، لن أخفيك خشيت من مقابلة عبد الإله، عفيفة وخالد لمعرفتي الخاصة بتعلقهم  بالحاج، وهذا لا يعني أن محمد وعبد الجليل، عبد الرحيم وشفيقة وابتسام يقلون تعلقا، تشجعت لأقدم التعازي لخالد خلال وفاة الحاج، لكن بعد فراقك لم أتمكن من تحمل هول الصدمة رغم عدم حضوري الجنازة، فقد كانت عيناي تغرورق رغما عني.
 
عزاؤنا الفقيدة الغالية في صبرك ومحاولتك إخفاء المرض لتظلي بجانب الحاج، تتمظهرين بالقوة في الوقت الذي يحيط بك زمرة من الأطباء في مقدمتهم أختي العفيفية هم أدرى بوضعيتك الصحية، التي استدعت نقلك للمصحة، ليستغل حليلك الفرصة ويغادرنا إلى دار البقاء، عدت إلى المنزل ورغم المرض بحثت في صمت عن الحاج الذي انتقل إلى عفو الله، فكان قدر الله أن تلتحقي  به آمنة مطمئنة .
 
غادرتموننا إلى الحياة الأبدية لتتركوننا في الحياة الدنيا كالمتمسك بغصن شجرة يقطف ثماره، وهو لا يدري أن الشجرة يقضمها جدران أبيض ( النهار ) وأسود ( الليل ) إلى أن يلقي به الغصن في فم التنين ( الموت ) الفاتح فاه، وبذلك يعرف الله كما يردد الخالد دائما.
 
وأنا بجوار قبرك استرجعت شريطا من الذكريات الجميلة، ابتداء من زفاف أخي مولاي عبد العزيز بالمصونة عفيفة ببوكارالأول، إلى حفل عقيقة محمد طه بوكار الثاني، مرورا بمناسبات مختلفة، تذكرت درس الحاج حول العقيقة، كم تكوني في غاية الانشراح والسرور ، لا شك أنك الآن كذلك بما قدمت يداك من خير، تذكرت زيارتي رفقة الأخ محمد كتيف للمصطاف بحي الصفا بالجديدة سنة 1990 لزيارة الحاج، والحديث معه حول الاجتياح العراقي لدولة الكويت، فرغم تقديره للعراق وصدام حسين لم يكن متفقا رحمه الله على استعمال القوة في حل المشاكل العالقة بين الدول، كان نستغل الفرصة للظفر بقسط من فطورك الشهي ( الرغايف ) رغم حرصك على عدم تناول الحاج لمواد غذائية مالحة، الأمر الذي كانت ابتسام تسهر مراقبته، في الوقت الذي كان الحاج منشغل مع مذياعه الصغير لتتبع الوضعية في الخليج الغربي، وقتئذ لم يكن لا بارابول ولا جزيرة لا هم يحزنون.
 
نامي أمنا الحاجة بجوار رفيق الحياة عليكما واسع الرحمةوالمغفرة، قد يطول الحديث عنكما ولن ينقطع، لكن أفضل ما أودعكما به مقطع كان نرددها بمسجد ابن يوسف بعد الانتهاء من تلاوة الحزب قبيل صلاة الصبح في مناخ روحاني جميل ما أحوجنا إليه اليوم ول رجاله ونساءه رحمة الله عليهم وألحقنا بهم شهداء صادقين :
ألا يا لطيف يا لطيف لك اللطف فأنت اللطيف منك يشملنا اللطف 
لطيف لطيف أننامتوسلون بلطفك فأنت الذي تشفي وأنت الذي تعفو 
أعيننا على الحسنى وتبث قلوبنا وعند لقاء الله يحضر لنا اللطف
أغنيتنا يا لطيف بعبده وإذا نزل القضاء يتبعه اللطف 

في رثاء من كانت ترثي أحوالنا...إلى رحمة الله الحاجة زينب المنصوري
نامي مطمئنة القلب، قريرة العين، فقد تركت جيلا من الأطر بنات وأبناء، حفيدات وأحفاد لا شك أن تعاملهم المتميز ورقتهم، ستدي عليك رفقة فقيدنا  الحاج خليفة الأستاذ الجليل شآبيب الرحمة والمغفرة.
 
تركت مكاناً فارغا خلال مأتم الحاج، قيل لنا أنك بالمصحة، ساعتها تيقنا أنك لم تقو على فراق حليلك و رفيق درب الحياة، تنمينا عودتك لترتدي اللباس الأبيض، لكنك أصررت على لباسه رفقة الحاج خليفة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
 
تشاء الصدف ألا أحضر جنازة الحاج، قبل أن تسرقني  لحظة سفر مرة أخرى وتمنعني من توديعك في مثواك الأخير، تذكرت يوم " العشاء " أسماءعددة فارقتنا  إلى دار البقاء، تذكرت أمنا عائشة المستظرف التي خطفتهما يد المنون في غفلة منا، تذكرت أبي رحمة الله عليه،والعالية والسي مصطفى الشيخ، الدكتور محمد المنصوري في عيادته بعرصة المعاش،للا خالة وأختها خديجة، شقيقتك أم الدكتور توفيق وزوجها الحاج العربي، امحمد وآخرون عليهم رحمة الله .
 
ذعرت والدتي شافاها الله من صدمة الخبر، لتنطلق في أحاديث عن عائلة المناصرة وعلاقتهم بأسرتها، حكت لي عن وفاة ولادتك رحمة الله عليها، ذكرتني بالسي عبد العزيز وشقيقه عبد المجيد ووالدهما، ذرفت دمعتين وهي تترحم على الجميع، قبل أن تقول لي نعم وفاء للا زينب لم ولن تحل لها الحياة بعد السي خليفة، قلت لها مشيئة الله، لتجيبني قدر الله يغلفه الوفاء للزوج.
 
كنت نعم السند للحاج خليفة عليه واسع الرحمة والمغفرة في تربية الأبناء، تعملين على ظهور الحاج في أحسن مظهر نلاحظه ونحن صغار بجلبابه الأبيض يوم الجمعة، أو اللباس الوطني الذي كان يصر رحمة الله عليه أن يزينه بطربوش، قبل أن يغيره بالطاقية، كنا نهاب السي " العمل "رغم أننا لا ننتمي لمدرسة " الدروج " ابن يوسف.
 
أمي الحاجة رضوان الله عليك، لن أخفيك خشيت من مقابلة عبد الإله، عفيفة وخالد لمعرفتي الخاصة بتعلقهم  بالحاج، وهذا لا يعني أن محمد وعبد الجليل، عبد الرحيم وشفيقة وابتسام يقلون تعلقا، تشجعت لأقدم التعازي لخالد خلال وفاة الحاج، لكن بعد فراقك لم أتمكن من تحمل هول الصدمة رغم عدم حضوري الجنازة، فقد كانت عيناي تغرورق رغما عني.
 
عزاؤنا الفقيدة الغالية في صبرك ومحاولتك إخفاء المرض لتظلي بجانب الحاج، تتمظهرين بالقوة في الوقت الذي يحيط بك زمرة من الأطباء في مقدمتهم أختي العفيفية هم أدرى بوضعيتك الصحية، التي استدعت نقلك للمصحة، ليستغل حليلك الفرصة ويغادرنا إلى دار البقاء، عدت إلى المنزل ورغم المرض بحثت في صمت عن الحاج الذي انتقل إلى عفو الله، فكان قدر الله أن تلتحقي  به آمنة مطمئنة .
 
غادرتموننا إلى الحياة الأبدية لتتركوننا في الحياة الدنيا كالمتمسك بغصن شجرة يقطف ثماره، وهو لا يدري أن الشجرة يقضمها جدران أبيض ( النهار ) وأسود ( الليل ) إلى أن يلقي به الغصن في فم التنين ( الموت ) الفاتح فاه، وبذلك يعرف الله كما يردد الخالد دائما.
 
وأنا بجوار قبرك استرجعت شريطا من الذكريات الجميلة، ابتداء من زفاف أخي مولاي عبد العزيز بالمصونة عفيفة ببوكارالأول، إلى حفل عقيقة محمد طه بوكار الثاني، مرورا بمناسبات مختلفة، تذكرت درس الحاج حول العقيقة، كم تكوني في غاية الانشراح والسرور ، لا شك أنك الآن كذلك بما قدمت يداك من خير، تذكرت زيارتي رفقة الأخ محمد كتيف للمصطاف بحي الصفا بالجديدة سنة 1990 لزيارة الحاج، والحديث معه حول الاجتياح العراقي لدولة الكويت، فرغم تقديره للعراق وصدام حسين لم يكن متفقا رحمه الله على استعمال القوة في حل المشاكل العالقة بين الدول، كان نستغل الفرصة للظفر بقسط من فطورك الشهي ( الرغايف ) رغم حرصك على عدم تناول الحاج لمواد غذائية مالحة، الأمر الذي كانت ابتسام تسهر مراقبته، في الوقت الذي كان الحاج منشغل مع مذياعه الصغير لتتبع الوضعية في الخليج الغربي، وقتئذ لم يكن لا بارابول ولا جزيرة لا هم يحزنون.
 
نامي أمنا الحاجة بجوار رفيق الحياة عليكما واسع الرحمةوالمغفرة، قد يطول الحديث عنكما ولن ينقطع، لكن أفضل ما أودعكما به مقطع كان نرددها بمسجد ابن يوسف بعد الانتهاء من تلاوة الحزب قبيل صلاة الصبح في مناخ روحاني جميل ما أحوجنا إليه اليوم ول رجاله ونساءه رحمة الله عليهم وألحقنا بهم شهداء صادقين :
ألا يا لطيف يا لطيف لك اللطف فأنت اللطيف منك يشملنا اللطف 
لطيف لطيف أننامتوسلون بلطفك فأنت الذي تشفي وأنت الذي تعفو 
أعيننا على الحسنى وتبث قلوبنا وعند لقاء الله يحضر لنا اللطف
أغنيتنا يا لطيف بعبده وإذا نزل القضاء يتبعه اللطف 


ملصقات


اقرأ أيضاً
اعتقال متهمين بإسبانيا بسبب استغلال مهاجرين مغاربة بعقود وهمية
تم القبض على أربعة أشخاص في جيبوثكوا (إقليم الباسك) بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية واستغلال العمال الأجانب ، وخاصة المهاجرين المغاربة، حيث قاموا بمعالجة تصاريح العمل والإقامة غير القانونية لهم مقابل مبالغ مالية. وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" ، أوضحت الشرطة الوطنية أن المعتقلين كانوا جزءًا من "شبكة منظمة" سهلت الدخول والإقامة غير الشرعية في إسبانيا لمواطنين مغاربة من خلال عقود وهمية في بلدهم الأصلي من قبل شركتين للبناء، واحدة مقرها في بيزكايا والأخرى في جيبوثكوا. وتم استغلال عروض العمل للحصول على الإقامة وتصاريح العمل، ولكن المهاجرين لم يتم توظيفهم بعد ذلك في الشركات، بل أجبروا على العمل خارج الشركات في ظروف محفوفة بالمخاطر.وبدأ التحقيق في أكتوبر 2024، عندما تم اكتشاف مخالفات محتملة في العديد من طلبات القيد بالسجل البلدي، والتي كانت جميعها تحمل عنوان منزل في بلدة إيرون. وأكد الضباط أنه منذ نونبر 2019، تم تسجيل 19 شخصًا في هذا العنوان في إرون ، و16 آخرين في منازل في سان سيباستيان دون أن يكونوا مقيمين هناك. وتمكنت الشرطة الوطنية من تحديد هوية 19 شخصا في أماكن مختلفة بإسبانيا، والذين كانوا مسجلين في العقارات قيد التحقيق، واعترف 13 منهم بدفع أموال لأحد المعتقلين. وتمكن ما لا يقل عن 10 من المقيمين المسجلين من تسوية وضعهم في إسبانيا من خلال تصاريح الإقامة والعمل المرتبطة بعقود في بلدهم الأصلي تديرها شركتان للبناء.
مجتمع

مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة