ثقافة-وفن

فنّ الملحون الشعبي في طريقه لأن يصبح تراثاً إنسانياً عالمياً


كشـ24 نشر في: 14 يناير 2018

"فراجتو فكلامو"، هكذا يصف المغاربة فن الملحون التراثي كلما ذكروه بينهم أو مع غيرهم، في إشارة إلى أن كلام الملحون أو شعره يخلق متعة لا تضاهى. فقد كان الملحون منذ بدايته، الفن الذي ارتبط بحياة المغاربة ويومياتهم، وكان الفنّ الأثير لدى الحرفيِّين من نسّاجين وعطّارين وإسكافيين وصنّاع الأرابيسك والصاغة.

لكن هذا الفن التاريخي بدأ يتراجع ويتوارى بالتدريج تزامناً مع صعود الموجات الغنائية الجديدة في نهايات القرن الماضي، لذلك كان لزاماً التحرك لإنقاذ هذا الموروث والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

الملحون إرث حضاري

وزارة الثقافة بادرت بشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية (هيئة رسمية) أخيراً، إلى تحضير ملف ترشيح فن الملحون في أفق تسجيله كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

وأكد وزير الثقافة المغربي، محمد الأعرج، خلال لقاء تشاوري حول المشروع المتعلق بتسجيل فن الملحون في لائحة التراث اللامادي لليونسكو، بداية الأسبوع الماضي، أن فن الملحون ما زال إلى اليوم يساير تطور الحياة العصرية، ويمثل المرآة الصادقة التي تعكس هموم الناس البسطاء.

لذلك يشكل الملحون بشعره وشعرائه ومغنيه وفرقه -حسب الوزير- دائماً إرثاً حضارياً يفتخر به المغاربة، بل ويسهم في ربط أواصر ووشائج العلاقات الاجتماعية وترسيخ التلاحم الاجتماعي، مما يجعله فناً يستجيب كلياً لتعريف التراث الثقافي غير المادي، كما ورد في اتفاقية اليونسكو لسنة 2003، المتعلقة بصون التراث الثقافي غير المادي، التي صادق عليها المغرب منذ عام 2006.

التصنيف قيمة مضافة

هذه المبادرة ثمّنها المشتغلون على فن الملحون، ومن بينهم الفنان سعيد المفتاحي، الذي يعدّ واحداً من شيوخ الملحون (الذين يمارسون فناً تراثياً)، وكذا حمزة بوخليفي، رئيس جمعية ربيع الملحون بمدينة أزمور (غربي المغرب).

يقول حمزة بوخليفي، في حديث لـ"هاف بوست عربي"، إن المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة بشراكة مع أكاديمية المملكة "ستحافظ على توثيق الملحون، كما ستوسّع من دائرة التعريف بهذا الفن التّراثي، لكي لا يظل محصوراً في مناطق معينة من المغرب".

وأضاف رئيس جمعية ربيع الملحون، أن تسجيل هذا الفن التراثي لدى اليونسكو كتراث إنساني عالمي، أمر "سيحافظ على الملحون ويصونه ويحميه، بالإضافة إلى أنه سيعطى له قيمة مضافة، حينما يصبح فناً للإنسانية جمعاء".

كذلك اعتبر فنان الملحون، سعيد المفتاحي، في اتصال بـ"هاف بوست عربي"، أن خطوة تسجيل تراث الملحون لدى اليونسكو "ستكون تصنيفاً لجزء من لغة التواصل لدى المغاربة، وجزءاً مهماً من الذاكرة الوطنية، وهو أيضاً تصنيف لفن مغربي أصيل لم يشهد تأثيرات خارجية".

كما أوضح المفتاحي، أن "قصيدة الملحون تعاملت مع قضايا دولية كبرى، كما وثقت للذاكرة المغربية، خصوصاً الكثير من الأمور التي لم يتطرق لها التاريخ الرسمي". لذلك "يستحق هذا الفن أن يصنف تراثاً إنسانياً".

التوثيق خطوة انطلقت

وأبرز الفنان سعيد المفتاحي، أن خطوة حفظ تراث الملحون انطلقت "عندما أخذت أكاديمية المملكة على عاتقها توثيق النصوص الشعرية، وضمّها في موسوعة الملحون التي صدر منها حتى الآن 10 دواوين، في انتظار الديوان الـ11 الذي سيصدر قريباً"، مضيفاً أنه "بهذه الخطوة المهمة والجبّارة، تم إنقاذ نصوص كثيرة كان هناك خوف من ضياعها، وما زال التوثيق مستمراً".

كما قامت المؤسسة المذكورة، "بعملية أخرى تتعلق بإنجاز أنطولوجيا سمعية بصرية للملحون، إذ من خلالها تم توثيق القياسات والبحور بأصوات بعض الشيوخ والأصوات الجميلة في فن الملحون"، يردف المفتاحي.

من جهته، يأمل حمزة بوخليفي، رئيس جمعية ربيع الملحون، أن "تعمّم وزارة الثقافة تدريس فن الملحون في كل المعاهد الموسيقية بدون استثناء، إضافة إلى تشجيع الشباب على الملحون، بإعادة النظر في مناهج تدريس الملحون وفِي امتحاناته".

الملحون فن القريحة

وأكد حمزة بوخليفي، رئيس جمعية الملحون بأزمور، أن "الملحون بالنسبة للمغاربة هو ديوان يوثق للذاكرة الجماعية المغربية؛ ومن خلال هذا الفن التراثي، نتعرف على ثقافة أسلافنا وحياتهم اليومية، وكيف كانوا يفكرون".

كما أضاف ذات المتحدث، أن "الملحون كان في بدايته فن القريحة (أي فن الكلام)، ويبنى هذا الفن على قياسات أو مضمَّات؛ لأنه وليد فِكر الحرفيين، وبالتالي فمصطلحاته تنبع من الحِرف التقليدية".

ولا يمانع بوخليفي من تطوير هذا الفن، لأن الملحون "لم ينزل جملة وتفصيلاً، بل تدرّج عبر مجموعة من المحطات؛ في كل من هذه المحطات، وفِي كل عصر ومع كل شيخ لهذا الفن، أضيفت للملحون قياسات (بحور القصيدة) وآلات عزف".

نفس الشيء يعبّر عنه الفنان سعيد المفتاحي، في قوله إن "الملحون منذ بدايته مرّ بتجارب متعددة، منها تجارب كانت ناجحة، وأخرى لم تنجح، ويبقى لأصحابها أجر الاجتهاد".

"فراجتو فكلامو"، هكذا يصف المغاربة فن الملحون التراثي كلما ذكروه بينهم أو مع غيرهم، في إشارة إلى أن كلام الملحون أو شعره يخلق متعة لا تضاهى. فقد كان الملحون منذ بدايته، الفن الذي ارتبط بحياة المغاربة ويومياتهم، وكان الفنّ الأثير لدى الحرفيِّين من نسّاجين وعطّارين وإسكافيين وصنّاع الأرابيسك والصاغة.

لكن هذا الفن التاريخي بدأ يتراجع ويتوارى بالتدريج تزامناً مع صعود الموجات الغنائية الجديدة في نهايات القرن الماضي، لذلك كان لزاماً التحرك لإنقاذ هذا الموروث والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

الملحون إرث حضاري

وزارة الثقافة بادرت بشراكة مع أكاديمية المملكة المغربية (هيئة رسمية) أخيراً، إلى تحضير ملف ترشيح فن الملحون في أفق تسجيله كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

وأكد وزير الثقافة المغربي، محمد الأعرج، خلال لقاء تشاوري حول المشروع المتعلق بتسجيل فن الملحون في لائحة التراث اللامادي لليونسكو، بداية الأسبوع الماضي، أن فن الملحون ما زال إلى اليوم يساير تطور الحياة العصرية، ويمثل المرآة الصادقة التي تعكس هموم الناس البسطاء.

لذلك يشكل الملحون بشعره وشعرائه ومغنيه وفرقه -حسب الوزير- دائماً إرثاً حضارياً يفتخر به المغاربة، بل ويسهم في ربط أواصر ووشائج العلاقات الاجتماعية وترسيخ التلاحم الاجتماعي، مما يجعله فناً يستجيب كلياً لتعريف التراث الثقافي غير المادي، كما ورد في اتفاقية اليونسكو لسنة 2003، المتعلقة بصون التراث الثقافي غير المادي، التي صادق عليها المغرب منذ عام 2006.

التصنيف قيمة مضافة

هذه المبادرة ثمّنها المشتغلون على فن الملحون، ومن بينهم الفنان سعيد المفتاحي، الذي يعدّ واحداً من شيوخ الملحون (الذين يمارسون فناً تراثياً)، وكذا حمزة بوخليفي، رئيس جمعية ربيع الملحون بمدينة أزمور (غربي المغرب).

يقول حمزة بوخليفي، في حديث لـ"هاف بوست عربي"، إن المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة بشراكة مع أكاديمية المملكة "ستحافظ على توثيق الملحون، كما ستوسّع من دائرة التعريف بهذا الفن التّراثي، لكي لا يظل محصوراً في مناطق معينة من المغرب".

وأضاف رئيس جمعية ربيع الملحون، أن تسجيل هذا الفن التراثي لدى اليونسكو كتراث إنساني عالمي، أمر "سيحافظ على الملحون ويصونه ويحميه، بالإضافة إلى أنه سيعطى له قيمة مضافة، حينما يصبح فناً للإنسانية جمعاء".

كذلك اعتبر فنان الملحون، سعيد المفتاحي، في اتصال بـ"هاف بوست عربي"، أن خطوة تسجيل تراث الملحون لدى اليونسكو "ستكون تصنيفاً لجزء من لغة التواصل لدى المغاربة، وجزءاً مهماً من الذاكرة الوطنية، وهو أيضاً تصنيف لفن مغربي أصيل لم يشهد تأثيرات خارجية".

كما أوضح المفتاحي، أن "قصيدة الملحون تعاملت مع قضايا دولية كبرى، كما وثقت للذاكرة المغربية، خصوصاً الكثير من الأمور التي لم يتطرق لها التاريخ الرسمي". لذلك "يستحق هذا الفن أن يصنف تراثاً إنسانياً".

التوثيق خطوة انطلقت

وأبرز الفنان سعيد المفتاحي، أن خطوة حفظ تراث الملحون انطلقت "عندما أخذت أكاديمية المملكة على عاتقها توثيق النصوص الشعرية، وضمّها في موسوعة الملحون التي صدر منها حتى الآن 10 دواوين، في انتظار الديوان الـ11 الذي سيصدر قريباً"، مضيفاً أنه "بهذه الخطوة المهمة والجبّارة، تم إنقاذ نصوص كثيرة كان هناك خوف من ضياعها، وما زال التوثيق مستمراً".

كما قامت المؤسسة المذكورة، "بعملية أخرى تتعلق بإنجاز أنطولوجيا سمعية بصرية للملحون، إذ من خلالها تم توثيق القياسات والبحور بأصوات بعض الشيوخ والأصوات الجميلة في فن الملحون"، يردف المفتاحي.

من جهته، يأمل حمزة بوخليفي، رئيس جمعية ربيع الملحون، أن "تعمّم وزارة الثقافة تدريس فن الملحون في كل المعاهد الموسيقية بدون استثناء، إضافة إلى تشجيع الشباب على الملحون، بإعادة النظر في مناهج تدريس الملحون وفِي امتحاناته".

الملحون فن القريحة

وأكد حمزة بوخليفي، رئيس جمعية الملحون بأزمور، أن "الملحون بالنسبة للمغاربة هو ديوان يوثق للذاكرة الجماعية المغربية؛ ومن خلال هذا الفن التراثي، نتعرف على ثقافة أسلافنا وحياتهم اليومية، وكيف كانوا يفكرون".

كما أضاف ذات المتحدث، أن "الملحون كان في بدايته فن القريحة (أي فن الكلام)، ويبنى هذا الفن على قياسات أو مضمَّات؛ لأنه وليد فِكر الحرفيين، وبالتالي فمصطلحاته تنبع من الحِرف التقليدية".

ولا يمانع بوخليفي من تطوير هذا الفن، لأن الملحون "لم ينزل جملة وتفصيلاً، بل تدرّج عبر مجموعة من المحطات؛ في كل من هذه المحطات، وفِي كل عصر ومع كل شيخ لهذا الفن، أضيفت للملحون قياسات (بحور القصيدة) وآلات عزف".

نفس الشيء يعبّر عنه الفنان سعيد المفتاحي، في قوله إن "الملحون منذ بدايته مرّ بتجارب متعددة، منها تجارب كانت ناجحة، وأخرى لم تنجح، ويبقى لأصحابها أجر الاجتهاد".


ملصقات


اقرأ أيضاً
وليلي تتجدد.. مشروع لتهيئة أحد أبرز المعالم الأثرية بالمغرب
تستعد السلطات المغربية لإطلاق مشروع هام يهدف إلى تهيئة موقع وليلي الأثري، أحد أبرز المعالم التاريخية بالمملكة والمصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. هذا المشروع، الذي يندرج في إطار النهوض بالتراث الثقافي وتعزيز الجاذبية السياحية، سيركز بالأساس على تهيئة المسارات الداخلية وتحسين المشهد الطبيعي للموقع، بما يضمن تجربة ثقافية وسياحية أكثر تكاملاً للزوار، وفق ما أوردته صفحة "Projets et chantiers au maroc". وتهدف التهيئة الجديدة إلى إعادة تنظيم المسارات داخل الموقع بطريقة تحترم الطابع التاريخي والأثري للمكان، مع توفير لوحات إرشادية ومعلوماتية تسهّل فهم الزائرين لتاريخ وليلي الممتد لقرون. كما سيتم تحسين المشاهد الطبيعية المحيطة بالموقع، من خلال تنسيق المساحات الخضراء والعناية بالبيئة العامة، بما يعزز من جمالية الفضاء وراحته. يشار إلى أن موقع وليلي يمثل أحد أهم الشواهد على عراقة الحضارة الرومانية بالمغرب، ويزخر بمجموعة من المعالم المتميزة مثل قوس النصر، والمعابد، والفسيفساء الرائعة، التي تعكس روعة الهندسة المعمارية في تلك الحقبة. ومن خلال هذا المشروع، تتجدد الجهود للحفاظ على هذا التراث وتمكين الأجيال القادمة من استكشافه في أفضل الظروف.
ثقافة-وفن

موزارت في مراكش
ينظم المعهد الفرنسي في المغرب، من 14 إلى 17 ماي، جولة من الحفلات الموسيقية تجمع بين جوقة الغرفة المغربية والفرقة الفرنسية "الكونسير سبيريتويل"، تحت قيادة المايسترو هيرفيه نيكيه، للاحتفال بموزارت، أحد أعظم المؤلفين في تاريخ الموسيقى الغربية. وأشار المعهد الفرنسي في المغرب في بيان له، إلى أن هذه الجولة، التي ستشمل مدن مراكش والرباط والدار البيضاء وطنجة، تمثل أول تعاون بين جوقة الغرفة المغربية، التي يقودها أمين حديف، و"الكونسير سبيريتويل"، إحدى الفرق الباروكية الأكثر شهرة على المستوى الدولي. وستُقام الحفلات الموسيقية يوم الأربعاء 14 ماي (20:30) في كنيسة الشهداء في مراكش، يوم الخميس 15 ماي (20:00) في كاتدرائية سانت بيير في الرباط، يوم الجمعة 16 ماي (20:30) في كنيسة نوتردام في الدار البيضاء، ويوم السبت 17 ماي (19:30) في كنيسة نوتردام دي لاسوماسيون في طنجة. وأوضح البيان، أن هذه الرحلة الموسيقية الساحرة، تعد "أكثر من مجرد عرض فني. إنها لقاء بين فرقتين يجمعهما الشغف بالموسيقى، والأصالة ومتعة الأداء معا". وحسب المصدر فإن "هذا التعاون قد ولد من رغبة مشتركة في توحيد المواهب من ضفتي منطقة البحر الأبيض المتوسط، والجمع بين رؤيتهما وحساسياتهما المختلفة من أجل مشاركة الشغف نفسه مع الجمهور المغربي"، لافتا إلى أنه "إلى جانب الأداء البارز، تجسد هذه الجولة كل ما تقدمه الثقافة: خلق الروابط، تشجيع الحوار والاحتفاء بالتنوع".
ثقافة-وفن

الصويرة تستقبل من جديد أصوات العالم في مهرجان كناوة
يستعد عشاق الموسيقى والتلاقح الثقافي لاستقبال دورة جديدة ومتميزة من مهرجان كناوة موسيقى العالم بالصويرة، المقرر انعقاده في الفترة من 19 إلى 21 يونيو 2025. هذا الحدث الفريد، الذي ترسخ منذ عام 1998 كمنصة عالمية تحتفي بفن كناوة العريق وتلاقيه مع مختلف الأنماط الموسيقية من شتى أنحاء العالم، أصبح حدثًا موسيقيًا مميزًا يُعنى بإحياء التراث الكناوي، ويُتيح للزوار تجربة موسيقية فريدة تمزج بين الماضي والحاضر، بين إفريقيا والأمريكتين، وأوروبا وآسيا. ويستمر المهرجان في إبراز هذا المزج المذهل بين التقليد والحداثة، ليُظهر قوة التعاون بين موسيقيين من مختلف الثقافات. وأعلن المهرجان عن سلسلة جديدة من حفلات المزج التي ستُميز هذه الدورة السادسة والعشرين. كما سيتم تقديم حفلات موسيقية ولحظات بارزة أخرى خلال الأسابيع القادمة. تعاون موسيقي استثنائي: المعلم خالد صانصي × سِيمافنك يبرز المعلم خالد صانصي، أحد الوجوه الجديدة في ساحة فن كناوة، كممثل للابتكار والتجديد في هذا المجال، حيث يعيد إحياء التراث الكناوي بطريقته الخاصة التي تجمع بين الروحانية والرقص والأداء المعاصر. هذا العام، يعود المعلم خالد صانصي ليجمع قواه الموسيقية مع سِيمافنك، الظاهرة الكوبية التي تمزج بين الفانك والإيقاعات الأفرو-كوبية، في لقاء موسيقي يُعد الأول من نوعه. إنها لحظة استثنائية يمزج فيها الفانك مع الطقوس الكناوية لخلق تجربة موسيقية غنية وقوية. حوار صوفي بين إرثين: المعلم مراد المرجان × ظافر يوسف يُعد المعلم مراد المرجان من أبرز الأوجه الجديدة في فن كناوة، حيث يتميز أسلوبه التعبيري المفعم بالعاطفة. يلتقي في هذه الدورة مع الفنان التونسي ظافر يوسف، الذي يُعتبر من أبرز نجوم العود والجاز الروحي في العالم. هذا اللقاء يُشكل حوارًا بين شكلين موسيقيين عريقين، حيث تتناغم نغمات الكمبري مع العود الصوفي في تجربة موسيقية معبرة ومؤثرة. أصوات نسائية قوية: أسماء حمزاوي وبنات تمبكتو × رقية كوني ومن جانب آخر، يشهد المهرجان مشاركة الفنانة أسماء حمزاوي، التي تواصل إحياء فن كناوة بنكهة نسائية جديدة من خلال فرقتها "بنات تمبكتو". تلتقي أسماء في هذا اللقاء مع الفنانة المالية رقية كوني، التي تُعد من أبرز الأصوات النسائية في إفريقيا، لتقديم لحظات موسيقية تحمل رسائل قوية حول الهجرة والذاكرة. منذ بداياته، حرص المهرجان على تكريم الأصوات النسائية الإفريقية العظيمة، في تفاعل مع المعلمين - كما حدث مع أومو سنغاري وفاطوماتا ديوارا. هذا الثنائي الجديد يواصل هذا التقليد، بين التبادل، والأخوة الموسيقية، ومزج الإرث. حفلات فردية مميزة إلى جانب الحفلات المشتركة، يُقدم كل من سِيمافنك، رقية كوني، وظافر يوسف حفلات فردية على منصة مولاي الحسن. هذه الحفلات تُعد فرصة للجمهور لاستكشاف العوالم الموسيقية لكل فنان بشكل خاص، في لحظات منفردة غنية بالإبداع. جدير بالذكر أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة يعد أكثر من مجرد حدث موسيقي، إنه رحلة حافلة بالتبادل الثقافي، والإبداع، والانفتاح على عوالم جديدة. يجسد هذا المهرجان روح التعاون بين الثقافات المختلفة، ويُعد فرصة نادرة لاكتشاف موسيقى بلا حدود. من 19 إلى 21 يونيو 2025، سيجتمع فنانون من مختلف أنحاء العالم في الصويرة لتقديم تجربة موسيقية فريدة ستظل في ذاكرة جمهورهم طويلاً.
ثقافة-وفن

اسبوع القفطان بمراكش يكرس المملكة كمرجع عالمي للقفطان
أسدل الستار، مساء أمس السبت بمراكش، على النسخة الـ25 من أسبوع القفطان (قفطان ويك)، بتنظيم عرض أزياء كبير احتفى بالصحراء المغربية، بمشاركة 14 مصمما بارزا وعشاق الموضة، مكرسا بذلك المملكة كمرجع عالمي للقفطان. وجعل هذا الحدث المرموق، المنظم من قبل مجلة "نساء المغرب" (فام دي ماروك)، تحت شعار "قفطان، إرث بثوب الصحراء"، من المدينة الحمراء عاصمة للأزياء المغربية الراقية، عبر انغماس شاعري من عالم الجنوب، والكثبان الرملية إلى المجوهرات التقليدية، مرورا بأقمشة مستوحاة من الواحات. وتميز عرض الأزياء الختامي بمشاهد ساحرة، حيث تعاقبت على المنصة عارضات يرتدين قطع فريدة جمعت بين الحداثة والتقاليد الصحراوية، شاهدة على المهارة الثمينة للحرفيين المغاربة وإبداع المصممين الذين استمدوا إلهامهم من تراث الصحراء المغربية. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن "المغرب يعد اليوم، مرجعا عالميا للقفطان، باعتباره تراثا حيا يساهم في الإشعاع الثقافي للمملكة على الصعيد الدولي". وأشادت، في هذا الصدد، بالصناع التقليديين المغاربة الذين يعملون من دون كلل، من أجل تصميم قطع بجمال نادر، محافظين على استمرارية التقاليد العريقة مع تجديدها.من جانبها، أشارت مديرة مجلة "نساء المغرب"، إشراق مبسط، إلى أن هذه الدورة الاحتفالية "تميزت بإرادة قوية لتثمين مهن الجنوب المغربي، وتسليط الضوء على كنوز غالبا ما يجهلها عموم الناس". وأشادت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بـ"تنوع الإبداعات المعروضة والتزام المصممين بنقل هذا الإرث الثمين، عبر حوار راسخ بين التقليد والابتكار". وتميز "أسبوع القفطان 2025" ببرمجة غنية تضم معارض لمجوهرات وأزياء تقليدية صحراوية، ودورات "ماستر كلاس"، ولقاءات بين مهنيي الموضة، مع إبراز مهن فنية يحملها نساء ورجال من الصحراء المغربية. ومنذ إطلاقها سنة 1996، أضحت تظاهرة (قفطان ويك) واجهة دولية للقفطان المغربي، واحتفاء بالأناقة والهوية والعبقرية الحرفية، خدمة لتراث في تجدد مستمر.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة