“فرصة” الحملات الانتخابية..”عمال” ترديد الشعارات وتوزيع “الأوراق”

حرر بتاريخ من طرف

مع اقتراب انطلاق الحملات الانتخابية المقبلة، لا حديث في الأحياء الشعبية سوى عن “فرص” العمل في الحملات الانتخابية. مدة الشغل مؤقتة، ولكنها، بالنسبة لأفواج كبيرة من النساء والأطفال والشبان، تعتبر مورد رزق إضافية، قد يساعد على تغطية جزء من تكاليف الحياة الصعبة. وبالنسبة للأطفال، فقد يساعد على اقتناء ملابس والمحافظ الثقيلة للدخول المدرسي المقبل. أما الشبان، فإنه “مصروف الجيب” قد يساعد على محاربة تداعيات البطالة التي حولت عددا منهم إلى “حائطيين”، في انتظار انبعاثة أمل وسط أفق لا يعد بالكثير.

ولا يكترث عمال الحملات كثيرا باللون السياسي والانتماء الحزبي والمرجعية الإيديولوجية والمسار التاريخي وعدد من الأمور التي تشغل بال الطبقة المثقفة. كل ما يهمه هو أن يلتزم صاحب الحملات بالأداء، وفي المقابل يكون على العامل في الحملة أن يحفظ الشعارات وأن يرتدي القبعة الحزبية وأن يظهر رمز الحزب ويحرص على توزيع أكبر عدد من الأوراق التي تعرف بالمرشح وأن يقول الكلام المعسول في حقه، وأن يدق أبواب المنازل ويلتمس منهم التصويت لفائدة الرمز واللائحة.

وفي كل مساء يتجمع أصحاب الحملة في مكان ما وينطلقون جميعا في مسيرة مشيا على الأقدام وراء مكبرات الصوت، وأمامهم مرشحهم، مرددين نفس الشعارات..وعندما ينتهي “وقت العمل” يصطف هؤلاء في الطابور للحصول على أتعاب عمل يوم مضني، في انتظار اليوم الموالي.

ويحرص عمال الحملات الانتخابية أن يتوصلوا بأجورهم عند نهاية كل يوم عمل، لأنهم لا يثقون في هؤلاء المرشحين الذين قد ينهزمون ولا يلتزمون بأداء ما بذمتهم، وقد ينجحون ولا يؤدون لهم أتعابهم. ويتفق هؤلاء العمال على أن التجربة علمتهم أن لا يثقوا في هؤلاء السياسيين.

وقد تجد أن العامل في هذه الحملة قد يصوت في نهاية المطاف على مرشح آخر، بعدما أنهى عمله معه، وهو لا يشعر بأدنى حرج في التعبير عن هذه القرار الذي اتخذه. ومنهم من يعمل في الحملة مقابل المال، ويمنح الصوت مقابل المال. وعندما يُسأل عن ذلك، يجيب بأن التصويت شيء والعمل في الحملة شيء آخر. ولكل شيء أتعابه.

وقد تجد من يشارك في الحملة ويرفع الشعارات جهرا ويطلب من الناس التصويت للمرشح علانية، لكنهم عندما ينزوي ببعضهم يطلب منه أن لا يصوت عليه، ويدعوه إلى البحث عن مرشح آخر يستحق صوته. ويبرر هذا الاختيار بترديد قاعدة “للضرورة أحكام” ويضيف إليها العبارة الرائجة: “مكره أخاك لا بطل”.

إقرأ أيضاً

التعليقات

فيديو

للنساء

ساحة