ثقافة-وفن

غنت أمام 3 ملوك ودخلت السجون.. المغرب يودع أيقونة العيطة الحاجة الحمداوية


كشـ24 نشر في: 5 أبريل 2021

عاشت الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية حياة الفقر والترف، جالت مدن العالم لتنشر تراث فن العيطة، تقلبت في ظلام المخافر والسجون، وكانت ضيفة محبوبة لدى الأميرات والملوك.وبعد 7 عقود من الكلام الموزون، ركنت الحاجة الحمداوية (91 سنة) أيقونة العيطة المغربية، للصمت وأعلنت اعتزالها الفن قبل أن تغادرنا إلى دار البقاء.من المسرح للعيطةورثت الحاجة الحمداوية -واسمها الحقيقي الحجاجية الحمداوية- حب العيطة (وهي تراث شعري وموسيقي تقليدي) عن والدها الذي كان يعشق هذا الفن، وكان لا يدع مناسبة تمر دون الاحتفال بدعوة "الشيخات"، وهي فرقة غنائية نسائية تغني العيوط (جمع عيطة).بعد إنهاء زواجها في سن 19 عاما، دخلت الحجاجية عالم الفن من باب المسرح ضمن فرقة الفنان المغربي الشهير بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم وهي تؤدي أدوارها المسرحية أن طريقا آخر سينفتح أمامها وسيكون لها فيه الريادة ولن يفارقها عنه سوى وهن الجسد وضعفه.تحوّلت الحجاجية من المسرح إلى غناء العيطة بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة، وفي العيطة وجدت ذاتها وأبدعت وأتقنت حتى صارت أغانيها على كل لسان، وتركت بصمتها الخاصة على تراث مغربي عمره قرون.ضيفة على السجنكانت الحاجة الحمداوية ضيفة دائمة على مخافر الأمن الفرنسي في مرحلة الاستعمار، فبعد كل أغنية تغنيها يتم استدعاؤها واستنطاقها بشأن معاني كلمات الأغنية والمقصود منها والتلميحات التي وراءها.وحين غنت الحمداوية في الخمسينيات أغنية "آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني (العجوز)… آش جاب لينا حتى كويتينا آ الشيباني… فمو مهدوم (مكسور) فيه خدمة يوم"، لم تكن تعلم أن هذه الكلمات التي صارت على لسان جميع المغاربة ستصبح علامة فارقة في قدرها.فبسبب هذه الأغنية ذاقت مرارة السجن والتعذيب، إذ اتهمتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الدار البيضاء بلمز وذم "ابن عرفة" الذي نصبته سلطات الحماية الفرنسية سلطانا على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس.وكما تعرضت الحمداوية للاعتقال والتعنيف، تعرض عدد من فناني العيطة من جيلها للقمع والتضييق في تلك المرحلة، حيث كانت الفرق الغنائية التقليدية تتنقل بين المدن والقبائل بترخيص وإذن مختوم من الإدارة الاستعمارية، فكان يحرم منه الفنانون الذين يغنون أنواعا معينة من "العيوط" خاصة تلك التي يعتبرونها تحريضية وتقوي العاطفة الوطنية والدينية.مغنية القصور لم تتحمل الحمداوية المضايقات المستمرة التي تعرضت لها بسبب أغانيها، فحملت أوجاعها وهاجرت إلى باريس حيث تعرفت على ثلة من الفنانين المغاربة والعرب.وفي عاصمة الأنوار، أبدعت في أداء أغان جديدة ظلت علامات فارقة في مشوارها الفني، لكن المضايقات والاستجوابات لم تتوقف من طرف عناصر الأمن، فرجعت إلى المغرب بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.بعد الاستقلال بدأت نجاحاتها تتوالى، فغنت في القصور الملكية في عهد 3 ملوك: الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني والملك محمد السادس، وغنت في حفلات الجنرال محمد أوفقير ورجال الدولة، كما شاركت في إحياء زفاف الملك محمد السادس و الأمير مولاي رشيد.كانت وقفتها على المسرح وهي تحمل الدف وترتدي القفطان المغربي الأنيق، تضفي على أدائها سحرا جعلها تحظى بإعجاب الجمهور واحترامه وتقديره.بصمة خاصة حافظت الحاجة الحمداوية على فن محكي شفوي، وتركت بصمتها المميزة فيه، فهي -كما يقول الباحث المختص في فن العيطة حسن نجمي للجزيرة نت- أعطت هذا التراث الموسيقي والشعري نفسا عصريا، ويضيف "كلمات أغانيها مأخوذة من معجم العيطة بتوزيع موسيقي عصري أي أنها أخضعت العيطة لمقتضيات التوزيع الموسيقي الأوركسترالي، مما جعل فنها سريع الانتشار ويلامس العمق والوجدان المغربي العام".ويوضح أن هذا التجديد لم يكن "تجديدا كاملا مبنيا على القطيعة مع أشكال الموسيقى التقليدية، بل بقي مرتبطا بالشكل التقليدي ولكن في الوقت ذاته فيه نفس مختلف ونوع من الاستيلاد والتطوير من الداخل".والعيطة بحسب نجمي -الذي يعد من أهم الباحثين في هذا التراث الغنائي المغربي- هي موسيقى تقليدية تعود من حيث الجذور للقرن 12 الميلادي خلال الفترة الموحدية عندما توافدت القبائل العربية للمغرب واستقرت فيه.ولغويا هي النداء والصراخ والبكاء، واصطلاحا هي تراث شعري غنائي موسيقي شفوي، وممارسة فنية عربية اللسان توارثتها وتناقلتها أجيال عن أجيال، ولا يعرف مؤلفها الشعري والموسيقي وإنما تقوم مثل كل تراث شفوي على مصدر مجهول.والعيطة، بحسب نجمي، هي جزء من التنوع الموسيقي التقليدي المغربي، إذ يوجد في المغرب حوالي 52 نوعا موسيقيا يتوزع إلى أنواع أمازيغية وعربية مثل الملحون وموسيقى الآلة والغناء الأمازيغي والغناء الشائع في المغرب الشرقي وغناء البحر وغناء الجبل وغناء الصحراء وغناء السهول وغيرها.قوة وضعف أن تكون المرأة مغنية أو شيخة في بداية القرن الـ20 في المغرب فهذا تحد كبير خاصة في المرحلة الاستعمارية حيث تدهورت صورة الشيخة بكيفية جارحة وألصقت بها سمعة سيئة.يقول حسن نجمي في كتابه "غناء العيطة.. الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية بالمغرب" إن الشيخة "تستمد قوة حضورها من الجماعة وفي نفس الآن تستمد من الجماعة ضعفها، إنها تصنع وتزرع الفرح في نفوس الأفراد والجماعات وتتلقى منهم في المقابل بكيفية مفارقة ما يخدش صورتها ويجرح كيانها الداخلي".وذلك لأن المجتمع، بحسب نجمي، يعيش حالة انفصام سيكولوجية بين الانشداد إلى التطهرية الزائفة أو نفاق المظهر الأخلاقي وزيف الوقار الاجتماعي من جهة، وتحقيق حاجاته الاجتماعية والثقافية والفنية من جهة أخرى، على حد قوله.في وقت كانت الخطوط الحمراء مرسومة للنساء، تاقت الحاجة الحمداوية للحرية وأصرت على ملاحقة حلمها، فتحدت محيطها المحافظ ونجحت في تحقيق الريادة في فن العيطة وأعادت لها مكانتها اللائقة ومجدها الضائع.صدحت بصوتها كلاما خالدا وعبرت عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم اليومية وغنت "منين أنا ومنين أنت"، "أنا حاضية البحر لا يرحل"، "مشا سيدي مول التاج وجا بنعرفة مول العكاز"، "آويلي الشيباني دابا يعفو يتوب"، كانت العيطة سلاحها لمقاومة الاستعمار زمن الخوف، وفي زمن الاستقلال كانت لحن فرح وبهجة.

المصدر : الجزيرة

عاشت الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية حياة الفقر والترف، جالت مدن العالم لتنشر تراث فن العيطة، تقلبت في ظلام المخافر والسجون، وكانت ضيفة محبوبة لدى الأميرات والملوك.وبعد 7 عقود من الكلام الموزون، ركنت الحاجة الحمداوية (91 سنة) أيقونة العيطة المغربية، للصمت وأعلنت اعتزالها الفن قبل أن تغادرنا إلى دار البقاء.من المسرح للعيطةورثت الحاجة الحمداوية -واسمها الحقيقي الحجاجية الحمداوية- حب العيطة (وهي تراث شعري وموسيقي تقليدي) عن والدها الذي كان يعشق هذا الفن، وكان لا يدع مناسبة تمر دون الاحتفال بدعوة "الشيخات"، وهي فرقة غنائية نسائية تغني العيوط (جمع عيطة).بعد إنهاء زواجها في سن 19 عاما، دخلت الحجاجية عالم الفن من باب المسرح ضمن فرقة الفنان المغربي الشهير بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم وهي تؤدي أدوارها المسرحية أن طريقا آخر سينفتح أمامها وسيكون لها فيه الريادة ولن يفارقها عنه سوى وهن الجسد وضعفه.تحوّلت الحجاجية من المسرح إلى غناء العيطة بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة، وفي العيطة وجدت ذاتها وأبدعت وأتقنت حتى صارت أغانيها على كل لسان، وتركت بصمتها الخاصة على تراث مغربي عمره قرون.ضيفة على السجنكانت الحاجة الحمداوية ضيفة دائمة على مخافر الأمن الفرنسي في مرحلة الاستعمار، فبعد كل أغنية تغنيها يتم استدعاؤها واستنطاقها بشأن معاني كلمات الأغنية والمقصود منها والتلميحات التي وراءها.وحين غنت الحمداوية في الخمسينيات أغنية "آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني (العجوز)… آش جاب لينا حتى كويتينا آ الشيباني… فمو مهدوم (مكسور) فيه خدمة يوم"، لم تكن تعلم أن هذه الكلمات التي صارت على لسان جميع المغاربة ستصبح علامة فارقة في قدرها.فبسبب هذه الأغنية ذاقت مرارة السجن والتعذيب، إذ اتهمتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الدار البيضاء بلمز وذم "ابن عرفة" الذي نصبته سلطات الحماية الفرنسية سلطانا على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس.وكما تعرضت الحمداوية للاعتقال والتعنيف، تعرض عدد من فناني العيطة من جيلها للقمع والتضييق في تلك المرحلة، حيث كانت الفرق الغنائية التقليدية تتنقل بين المدن والقبائل بترخيص وإذن مختوم من الإدارة الاستعمارية، فكان يحرم منه الفنانون الذين يغنون أنواعا معينة من "العيوط" خاصة تلك التي يعتبرونها تحريضية وتقوي العاطفة الوطنية والدينية.مغنية القصور لم تتحمل الحمداوية المضايقات المستمرة التي تعرضت لها بسبب أغانيها، فحملت أوجاعها وهاجرت إلى باريس حيث تعرفت على ثلة من الفنانين المغاربة والعرب.وفي عاصمة الأنوار، أبدعت في أداء أغان جديدة ظلت علامات فارقة في مشوارها الفني، لكن المضايقات والاستجوابات لم تتوقف من طرف عناصر الأمن، فرجعت إلى المغرب بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.بعد الاستقلال بدأت نجاحاتها تتوالى، فغنت في القصور الملكية في عهد 3 ملوك: الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني والملك محمد السادس، وغنت في حفلات الجنرال محمد أوفقير ورجال الدولة، كما شاركت في إحياء زفاف الملك محمد السادس و الأمير مولاي رشيد.كانت وقفتها على المسرح وهي تحمل الدف وترتدي القفطان المغربي الأنيق، تضفي على أدائها سحرا جعلها تحظى بإعجاب الجمهور واحترامه وتقديره.بصمة خاصة حافظت الحاجة الحمداوية على فن محكي شفوي، وتركت بصمتها المميزة فيه، فهي -كما يقول الباحث المختص في فن العيطة حسن نجمي للجزيرة نت- أعطت هذا التراث الموسيقي والشعري نفسا عصريا، ويضيف "كلمات أغانيها مأخوذة من معجم العيطة بتوزيع موسيقي عصري أي أنها أخضعت العيطة لمقتضيات التوزيع الموسيقي الأوركسترالي، مما جعل فنها سريع الانتشار ويلامس العمق والوجدان المغربي العام".ويوضح أن هذا التجديد لم يكن "تجديدا كاملا مبنيا على القطيعة مع أشكال الموسيقى التقليدية، بل بقي مرتبطا بالشكل التقليدي ولكن في الوقت ذاته فيه نفس مختلف ونوع من الاستيلاد والتطوير من الداخل".والعيطة بحسب نجمي -الذي يعد من أهم الباحثين في هذا التراث الغنائي المغربي- هي موسيقى تقليدية تعود من حيث الجذور للقرن 12 الميلادي خلال الفترة الموحدية عندما توافدت القبائل العربية للمغرب واستقرت فيه.ولغويا هي النداء والصراخ والبكاء، واصطلاحا هي تراث شعري غنائي موسيقي شفوي، وممارسة فنية عربية اللسان توارثتها وتناقلتها أجيال عن أجيال، ولا يعرف مؤلفها الشعري والموسيقي وإنما تقوم مثل كل تراث شفوي على مصدر مجهول.والعيطة، بحسب نجمي، هي جزء من التنوع الموسيقي التقليدي المغربي، إذ يوجد في المغرب حوالي 52 نوعا موسيقيا يتوزع إلى أنواع أمازيغية وعربية مثل الملحون وموسيقى الآلة والغناء الأمازيغي والغناء الشائع في المغرب الشرقي وغناء البحر وغناء الجبل وغناء الصحراء وغناء السهول وغيرها.قوة وضعف أن تكون المرأة مغنية أو شيخة في بداية القرن الـ20 في المغرب فهذا تحد كبير خاصة في المرحلة الاستعمارية حيث تدهورت صورة الشيخة بكيفية جارحة وألصقت بها سمعة سيئة.يقول حسن نجمي في كتابه "غناء العيطة.. الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية بالمغرب" إن الشيخة "تستمد قوة حضورها من الجماعة وفي نفس الآن تستمد من الجماعة ضعفها، إنها تصنع وتزرع الفرح في نفوس الأفراد والجماعات وتتلقى منهم في المقابل بكيفية مفارقة ما يخدش صورتها ويجرح كيانها الداخلي".وذلك لأن المجتمع، بحسب نجمي، يعيش حالة انفصام سيكولوجية بين الانشداد إلى التطهرية الزائفة أو نفاق المظهر الأخلاقي وزيف الوقار الاجتماعي من جهة، وتحقيق حاجاته الاجتماعية والثقافية والفنية من جهة أخرى، على حد قوله.في وقت كانت الخطوط الحمراء مرسومة للنساء، تاقت الحاجة الحمداوية للحرية وأصرت على ملاحقة حلمها، فتحدت محيطها المحافظ ونجحت في تحقيق الريادة في فن العيطة وأعادت لها مكانتها اللائقة ومجدها الضائع.صدحت بصوتها كلاما خالدا وعبرت عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم اليومية وغنت "منين أنا ومنين أنت"، "أنا حاضية البحر لا يرحل"، "مشا سيدي مول التاج وجا بنعرفة مول العكاز"، "آويلي الشيباني دابا يعفو يتوب"، كانت العيطة سلاحها لمقاومة الاستعمار زمن الخوف، وفي زمن الاستقلال كانت لحن فرح وبهجة.

المصدر : الجزيرة



اقرأ أيضاً
شيرين تُطفئ حماس جمهور موازين بـ”بلاي باك”وتنسف آخر ايام المهرجان
عادت المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب إلى المسارح المغربية بعد غياب دام تسع سنوات، وذلك من خلال مشاركتها في ختام مهرجان "موازين" ، الذي احتضنته العاصمة الرباط، غير أن هذه العودة المنتظرة تحوّلت سريعًا إلى مادة دسمة للجدل والنقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أكثر من 200 ألف متفرج احتشدوا لحضور حفل شيرين، بحسب تقديرات إدارة المهرجان، إلا أن لحظة افتتاحها الفقرة الغنائية بأغنية "حبيبي نساي" عبر تقنية "البلاي باك" فجّرت موجة استياء غير متوقعة من قبل عدد من الحاضرين، الذين اعتبروا أن الغناء المسجل لا يليق بفنانة من حجم شيرين ولا بحفل بهذا الحجم. وتعالت الأصوات من بين الحشود تطالبها بالغناء المباشر، رافعين شعارات عفوية من قبيل: "فين اللايف؟"، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن استخدام التسجيلات والعودة إلى الأداء الحي، فغنت لجمهورها باقة من أشهر أعمالها مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، وسط موجات من التفاعل والاندماج. تسجيلات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت لحظات التوتر والاحتجاج، كما فتحت الباب أمام سيل من التعليقات المتباينة، بين من انتقد لجوء شيرين إلى الغناء المسجل معتبرين الأمر استخفافًا بالجمهور، ومن رأى أن صوتها خلال الأداء الحي بدا مرهقًا وغير معتاد. وقد زاد حدة الانتقادات ان فئة مهمة من الجمهور ادت مبالغ كبيرة لمتابعة الفنانة المصرية عن قرب حيث بلغت اسعار التذاكر في الصفوف الامامية 1500 درهم، وهو ما جعل هذه الفئة بالذات تضتعف من حجم انتقاداتها للمهرجان و المغنية المصرية على حد سواء  ويشار ان شيرين عبدالوهاب عاشت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات العائلية والإعلامية، خاصة تلك التي طفت إلى السطح في علاقتها بطليقها الفنان حسام حبيب، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إلى عودتها إلى الغناء الحي كمؤشر على رغبتها في طي صفحة الماضي.
ثقافة-وفن

موازين 2025.. صدمة “البلاي باك” تلغي سحر شيرين
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضمن فعاليات مهرجان "موازين" في دورته العشرين، مساء أمس السبت 28 يونيو الجاري، على منصة النهضة بالعاصمة الرباط، موجة من الانتقادات الحادة، سواء من الجمهور الحاضر أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية اعتمادها على تقنية "البلاي باك" بدل الأداء المباشر. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور لشيرين في مهرجان "موازين" منذ 9 سنوات من الغياب، حيث تم الترويج لحفلها على نطاق واسع كـ"حدث استثنائي" نظرًا لشعبيتها الكبيرة في العالم العربي، وهو ما انعكس في الحضور الجماهيري الكثيف، حيث رُفعت لافتة "كامل العدد" منذ الساعات الأولى، غير أن المفاجأة كانت اعتماد الفنانة على الغناء المسجل وتحريك الشفاه فقط على المسرح، مما أشعل غضب الجمهور الذي لم يتردد في التعبير عن سخطه داخل وخارج فضاء العرض. وبرّرت شيرين قرارها بعدم الغناء المباشر بكونها مريضة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى احترامها للجمهور المغربي الذي حضر بأعداد كبيرة، وظل عدد غير قليل منه خارج أسوار المنصة رغم توفره على تذاكر الدخول، بسبب امتلاء الفضاء عن آخره. ورأى كثيرون أن لجوء المنظمين إلى "البلاي باك" في حفل اختتام واحد من أهم مهرجانات الموسيقى العربية والأفريقية، يُعد انحدارًا في مستوى التنظيم واستخفافًا بذوق الجمهور المغربي. ومما زاد من حدة الجدل، الشروط التي وضعتها الفنانة شرين، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية بأنها اشترطت تخصيص طائرة خاصة لنقلها إلى الرباط مقابل أجر مرتفع جدًّا، كما رفضت بث حفلها على القناة الأولى المغربية، وطلبت من إدارة المهرجان منع أي تصوير تلفزي مباشر، وهو ما تم بالفعل، وسط انتقادات طالت إدارة "موازين" بسبب "انصياعها" لهذه الشروط التي اعتبرها البعض تعسفية. وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عبّر عدد كبير من المغاربة عن خيبة أملهم في أداء شيرين، معتبرين أن الحفل "لم يرقَ إلى المستوى المنتظر"، وأن "الاحترام للجمهور يبدأ من فوق الخشبة، لا من خلف الشاشات"، متسائلين عن الجدوى من دعم حفل بهذا الحجم ومنح امتيازات بهذا السخاء، بينما يُحرم جمهور دفع ثمن التذاكر من عرض حيّ يليق باسمه ومهرجانه. ووضعت هذه الأحداث مجتمعة إدارة مهرجان موازين في موقف حرج للغاية، فمن جهة، لم يتمكن عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول إلى الحفل بسبب سوء التنظيم، مما دفعهم للهتاف ضد الإدارة، ومن جهة أخرى، جاء الأداء الباهت للمطربة بطريقة "البلاي باك" ليزيد من خيبة أمل الحضور، في ظل ترويج المهرجان للحفل باعتباره "استثنائياً".  
ثقافة-وفن

بعد 23 عاما على اندلاعها.. عرض مسلسل وثائقي حول أزمة جزيرة ليلى
يُعرض مسلسل "ليلى" (بيريخيل)، وهو مسلسل وثائقي يتناول الصراع حول الجزيرة بين المغرب وإسبانيا، على قناة موفيستار بلس الإسبانية في العاشر من يوليوز القادم. ويروي هذا الفيلم الوثائقي، المكوّن من ثلاثة أجزاء، تفاصيل حول الأزمة، ويضم أكثر من 40 شهادة، من بينها شهادات خوسيه ماريا أثنار نفسه، وفيديريكو تريلو ، وآنا بالاسيو . ويتزامن عرض المسلسل أيضًا مع الذكرى الثالثة والعشرين للأزمة، وتقدم السلسلة الوثائقية لقطات أرشيفية وإعادة تمثيل سينمائي، بالإضافة إلى تحليلات سياسية وعسكرية ودبلوماسية مختلفة ، بهدف تقديم نظرة أعمق إلى الحادث الذي غيّر حتما العلاقات بين إسبانيا والمغرب. وتعود قضية جزيرة ليلى إلى عام 2002. فقبل عقدين من الزمن اندلع صراع سيادي حول الجزيرة. وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب توترا كبيرا. وبعد تبادل الاتهامات بين الدولتين، تم سحب الجنود المغاربة وتم التوقيع على اتفاق ثنائي يحدد الوضع السابق للجزيرة. وارتفعت حدة التوترات بين إسبانيا والمغرب في 11 يوليوز 2002 عندما هبط 12 من الجنود المغاربة على الجزيرة وكانوا مجهزين بأسلحة الخفيفة وأجهزة راديو والعديد من الخيام. ثم قام الجنود برفع العلم المغربي وأقاموا معسكرهم التدريبي هناك. وبررت السلطات المغربية سيطرتها على الجزيرة من أجل مراقبة الهجرة غير الشرعية، ومحاربة تجار المخدرات والمهربين الذين يستخدمون الجزيرة اللوجستية كقاعدة خلفية.
ثقافة-وفن

مراكش تستعد لاحتضان مهرجانها الغيواني في دورته 13
تحتضن مراكش في الفترة ما بين 10 إلى 13 يوليوز المقبل، فعاليات الدورة 13 للمهرجان الغيواني الذي تنظمه جمعية “مؤسسة المهرجان الغيواني” التي يرأسها الفنان عبد الحفيظ البنوي.وحسب بلاغ للمنظمين فإن هذه الدورة ستحتفي بالفنان عبد المجيد الحراب رئيس مجموعة “لرصاد” الفنية والفنان حميدة الباهري رئيس مجموعة “بنات الغيوان” وستجري فعالياتها بمسرح الهواء الطلق بمنطقة المحاميد بمراكشوأضاف البلاغ أنه على غرار باقي الدورات السابقة للمهرجان، فهذه التظاهرة تسعى إلى إحياء ظاهرة النمط الغيواني التي باتت ركنا فنيا باهتا في ظل ما عرفه العصر من متغيرات وأصناف موسيقية أخرى.وتابع البلاغ أنه منذ تأسيس هذا المهرجان مند دورته الأولى في 2011 فإنه يسعى “من أجل احتضان كافة الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتطوير وتجديد الفرجة ودوام استمراريتها لهذا النوع الغنائي المتجذر في عمق ثقافتنا وهويتنا المغربية، وخاصة بمدينة مراكش التي ظلت المهد والحضن الدافئ لجميع الفنون بمختلف أشكالها وأصنافها.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة