سياسة

صبحي غندور يكتب عن الرؤى المتناقضة لحاضر ومستقبل أميركا


كشـ24 نشر في: 17 أكتوبر 2020

رؤيتان متناقضتان لحاضر ومستقبل أميركا يتمّ ترديدهما الآن في محاولة استكشاف ما قد يحدث في الانتخابات الأميركية القادمة وما بعدها أيضاً. الرؤية الأولى ترى أنّ الولايات المتّحدة قد تشهد أعمال عنفٍ خلال يوم الانتخابات، وفي الأسابيع والأشهر القليلة بعده، بسبب ما ردّده الرئيس ترامب من مواقف تؤكّد سعيه للبقاء في “البيت الأبيض” حتّى لو جاءت نتائج الانتخابات لغير صالحه. فترامب يُشكّك باستمرار في التصويت الذي يحصل الآن من خلال أجهزة البريد، ويريد من الناخبين الاعتماد فقط على التصويت المباشر في مراكز الاقتراع رغم قانونية التصويت عبر البريد في العديد من الولايات الأميركية.وهذه الرؤية الأولى تجد فيما يحصل الآن بالمجتمع الأميركي من انقساماتٍ سياسية حادّة، ومن تضاعف أرقام حجم شراء الأسلحة لدى المواطنين الأميركيين، ومن نموّ دور الجماعات العنصرية المسلّحة الداعمة لترامب، بأنّ ذلك كلّه مؤشّرات على إمكانية حدوث ما يشبه حرباً أهلية أميركية جديدة.الرؤية الأخرى المناقضة لذلك، لا تجد أنّ الأمر سيختلف كثيراً عن انتخابات رئاسية سابقة في الولايات المتّحدة، وبأنّ الرئيس ترامب سيضطرّ، في حال عدم فوزه بانتخابات نوفمبر، إلى مغادرة “البيت الأبيض” فور انتهاء مدّته الدستورية أي مع نهاية الشهر الأول من العام القادم، وبأنّ أقصى ما يمكن حدوثه من أزمة سياسية، في حال اعتراض ترامب على النتائج، هو اللجوء إلى المحكمة الدستورية العليا التي ستحسم الأمور دستورياً ومن دون انعكاساتٍ سلبية أمنية كبرى داخل أميركا.فما مدى صحّة التوقّعات لدى كلٍّ من الرؤيتين، وهل يمكن حسم أي اتّجاه تسير إليه الولايات المتّحدة الأميركية في هذه المرحلة؟! الإجابة في تقديري ستكون ممكنة فقط في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر القادم. فالحيثيات التي على أساسها بنت الرؤية الأولى توقّعاتها التشاؤمية هي فعلاً قائمة الآن في المجتمع الأميركي، وتُهدّد بمزيدٍ من المخاطر على وحدة الأميركيين واستقرارهم الأمني والسياسي. في المقابل، ما تعتمد عليه الرؤية المتفائلة المناقضة للرؤية الأولى هو أيضاً جدير بالاعتبار بسبب ما حدث في التاريخ الأميركي من حالات عنفٍ داخلي ارتبط معظمها أيضاً بمشكلتيْ العنصرية ومشاعة التسلّح، منذ النشأة الأولى للولايات المتّحدة وفي ماضيها كلّه، لكن جرى تجاوز هذه الحالات وتطوير النظام السياسي الأميركي لصالح الحفاظ على وحدة الولايات والمجتمع.إنّ العامل المهم، الذي يمنع الآن التنبّؤ بالمسار الذي عليه الحاضر والمستقبل الأميركي، هو وجود “ظاهرة ترامب” التي لم تشهد أميركا مثيلاً لها في السابق مع أي تجربة رئاسية أميركية آخرى، هذه الظاهرة التي تساهم في إشعال نار الفرقة والانقسام بين الأميركيين، والتي تُشجّع على حمل السلاح وتُحرّض على المهاجرين حديثاً، وتتّصف بالكثير من الحالات المرضية الشخصية ومن انعدام الخبرة السياسية وغياب الحكمة في الحكم!.وصحيحٌ أنّ ثلاثية قضايا الصحّة والاقتصاد والعنصرية هي التي تهيمن الآن على المناخ السياسي المحيط بالانتخابات الأميركية القادمة، وهي القضايا التي تعمل لغير صالح حملة ترامب، لكن مراهنة ترامب هي على ما يقوم به من حملاتٍ سياسية وشعبية يخاطب بها قطاعاتٍ مختلفة من الناخبين الأميركيين بما يمكن وصفه باللعب على الوتر الحسّاس لدى كلٍّ منها.فهو يخاطب العنصريين البيض بما فعله ضدّ المهاجربن من الدول اللاتينية ومن بعض دول العالم الإسلامي، وبدعمه الكبير لأجهزة الشرطة وبرفضه لإدانة الجماعات العنصرية. وترامب يخاطب المسيحيين البروتستانت المحافظين بتبنّيه لأجندتهم السياسية والاجتماعية وباختيار مايك بنس كنائبٍ له. وترامب يخاطب المسيحيين الكاثوليك بالقول إنّ الديمقراطيين يؤيّدون الإجهاض المخالف لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية. وترامب يخاطب اليهود بأنّه أفضل صديق لإسرائيل من أي رئيس أميركي سابق، وبأنّه اعترف بالقدس كعاصمة لها ولم يعترض على المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية. وترامب يخاطب حملة السلاح في أميركا بأنّه سيحمي حقّهم الدستوري في ذلك وهو يتلقّى دعماً كبيراً من “رابطة حملة السلاح”.وترامب يخاطب عموم الأميركيين بتخويفهم على مصير اقتصادهم ومدّخراتهم من عناصر التيّار التقدّمي في “الحزب الديمقراطي” ويتّهمهم بالشيوعية، ممّا يُذكّر الأميركيين بأسلوب “المكارثية” في حقبة الخمسينات من القرن الماضي.وقد مهّد ترامب أيضاً لإمكانية رفضه لنتائج الانتخابات، في حال عدم فوزه، من خلال تشكيكه بالتصويت عبر البريد وبتعيينه شخصًا داعمًا له على رأس مؤسّسة البريد، وبإصراره على تعيين القاضية المحافظة في المحكمة العليا قبل الانتخابات لتكون كفّة المحافظين في المحكمة راجحة لصالحه في حال اللجوء إليها لحسم النتائج.الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة هي الأهمّ في تاريخها. فما حدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة في العام 2016، وفوز دونالد ترامب بالرئاسة، كان يمكن اعتباره بمثابة “انقلاب مضاد” قام به الأميركيون المحافظون المعتقدون بضرورة الحفاظ على أميركا البيضاء الأوروبية الأصل، ضدّ “الانقلاب الثقافي” الذي حدث في أميركا في العام 2008 من خلال انتخاب الرئيس باراك حسين أوباما، وما رمز اليه انتخاب أوباما من معانٍ هامّة في مجتمع أميركي نشأ واستمرّ لقرونٍ ماضية بسِماتٍ “أوروبية – بيضاء- بروتستانتية”، وبتاريخٍ من العنصرية المُستعبِدة ضدّ ذوي البشرة السوداء.وستكون الانتخابات الأميركية في شهر نوفمبر حاسمة ومهمّة جدًّا لتقرير مستقبل أميركا السياسي والأمني والاجتماعي، فالمجتمع الأميركي يشهد الآن درجاتٍ عالية من الانقسام والتحزّب، ولن يكون من السهل إعادة وحدة الأميركيين أو الحفاظ على تنوّعهم الثقافي والإثني في حال جرى تجديد انتخاب ترامب لولايةٍ ثانية.المجتمع الأميركي يعيش حالة انقسامٍ شديد بين مؤيّدي ترامب وما يرمز إليه من “أصولية أميركية”، وبين معارضيه الذين ينتمون إلى فئاتٍ متنوّعة اجتماعيًا وثقافيًّا وعرقيًّا، لكن يجمعهم الهدف بضرورة عدم التجديد لترامب في الانتخابات الرئاسية. فعلى سطح الحياة السياسية الأميركية هو صراع بين “الحزب الجمهوري” والحزب الديمقراطي” بينما الصراع الحقيقي الآن هو بين “أميركا القديمة” وأميركا “الحديثة”، بين الماضي وبين المستقبل، فالولايات المتحدة شهدت متغيّراتٍ كثيرة في تركيبتها السكّانية والاجتماعية والثقافية، ولم يعد ممكنًا العودة بها إلى الوراء20-صبحي غندور : مدير مركز الحوار العربي في واشنطن

رؤيتان متناقضتان لحاضر ومستقبل أميركا يتمّ ترديدهما الآن في محاولة استكشاف ما قد يحدث في الانتخابات الأميركية القادمة وما بعدها أيضاً. الرؤية الأولى ترى أنّ الولايات المتّحدة قد تشهد أعمال عنفٍ خلال يوم الانتخابات، وفي الأسابيع والأشهر القليلة بعده، بسبب ما ردّده الرئيس ترامب من مواقف تؤكّد سعيه للبقاء في “البيت الأبيض” حتّى لو جاءت نتائج الانتخابات لغير صالحه. فترامب يُشكّك باستمرار في التصويت الذي يحصل الآن من خلال أجهزة البريد، ويريد من الناخبين الاعتماد فقط على التصويت المباشر في مراكز الاقتراع رغم قانونية التصويت عبر البريد في العديد من الولايات الأميركية.وهذه الرؤية الأولى تجد فيما يحصل الآن بالمجتمع الأميركي من انقساماتٍ سياسية حادّة، ومن تضاعف أرقام حجم شراء الأسلحة لدى المواطنين الأميركيين، ومن نموّ دور الجماعات العنصرية المسلّحة الداعمة لترامب، بأنّ ذلك كلّه مؤشّرات على إمكانية حدوث ما يشبه حرباً أهلية أميركية جديدة.الرؤية الأخرى المناقضة لذلك، لا تجد أنّ الأمر سيختلف كثيراً عن انتخابات رئاسية سابقة في الولايات المتّحدة، وبأنّ الرئيس ترامب سيضطرّ، في حال عدم فوزه بانتخابات نوفمبر، إلى مغادرة “البيت الأبيض” فور انتهاء مدّته الدستورية أي مع نهاية الشهر الأول من العام القادم، وبأنّ أقصى ما يمكن حدوثه من أزمة سياسية، في حال اعتراض ترامب على النتائج، هو اللجوء إلى المحكمة الدستورية العليا التي ستحسم الأمور دستورياً ومن دون انعكاساتٍ سلبية أمنية كبرى داخل أميركا.فما مدى صحّة التوقّعات لدى كلٍّ من الرؤيتين، وهل يمكن حسم أي اتّجاه تسير إليه الولايات المتّحدة الأميركية في هذه المرحلة؟! الإجابة في تقديري ستكون ممكنة فقط في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر القادم. فالحيثيات التي على أساسها بنت الرؤية الأولى توقّعاتها التشاؤمية هي فعلاً قائمة الآن في المجتمع الأميركي، وتُهدّد بمزيدٍ من المخاطر على وحدة الأميركيين واستقرارهم الأمني والسياسي. في المقابل، ما تعتمد عليه الرؤية المتفائلة المناقضة للرؤية الأولى هو أيضاً جدير بالاعتبار بسبب ما حدث في التاريخ الأميركي من حالات عنفٍ داخلي ارتبط معظمها أيضاً بمشكلتيْ العنصرية ومشاعة التسلّح، منذ النشأة الأولى للولايات المتّحدة وفي ماضيها كلّه، لكن جرى تجاوز هذه الحالات وتطوير النظام السياسي الأميركي لصالح الحفاظ على وحدة الولايات والمجتمع.إنّ العامل المهم، الذي يمنع الآن التنبّؤ بالمسار الذي عليه الحاضر والمستقبل الأميركي، هو وجود “ظاهرة ترامب” التي لم تشهد أميركا مثيلاً لها في السابق مع أي تجربة رئاسية أميركية آخرى، هذه الظاهرة التي تساهم في إشعال نار الفرقة والانقسام بين الأميركيين، والتي تُشجّع على حمل السلاح وتُحرّض على المهاجرين حديثاً، وتتّصف بالكثير من الحالات المرضية الشخصية ومن انعدام الخبرة السياسية وغياب الحكمة في الحكم!.وصحيحٌ أنّ ثلاثية قضايا الصحّة والاقتصاد والعنصرية هي التي تهيمن الآن على المناخ السياسي المحيط بالانتخابات الأميركية القادمة، وهي القضايا التي تعمل لغير صالح حملة ترامب، لكن مراهنة ترامب هي على ما يقوم به من حملاتٍ سياسية وشعبية يخاطب بها قطاعاتٍ مختلفة من الناخبين الأميركيين بما يمكن وصفه باللعب على الوتر الحسّاس لدى كلٍّ منها.فهو يخاطب العنصريين البيض بما فعله ضدّ المهاجربن من الدول اللاتينية ومن بعض دول العالم الإسلامي، وبدعمه الكبير لأجهزة الشرطة وبرفضه لإدانة الجماعات العنصرية. وترامب يخاطب المسيحيين البروتستانت المحافظين بتبنّيه لأجندتهم السياسية والاجتماعية وباختيار مايك بنس كنائبٍ له. وترامب يخاطب المسيحيين الكاثوليك بالقول إنّ الديمقراطيين يؤيّدون الإجهاض المخالف لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية. وترامب يخاطب اليهود بأنّه أفضل صديق لإسرائيل من أي رئيس أميركي سابق، وبأنّه اعترف بالقدس كعاصمة لها ولم يعترض على المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية. وترامب يخاطب حملة السلاح في أميركا بأنّه سيحمي حقّهم الدستوري في ذلك وهو يتلقّى دعماً كبيراً من “رابطة حملة السلاح”.وترامب يخاطب عموم الأميركيين بتخويفهم على مصير اقتصادهم ومدّخراتهم من عناصر التيّار التقدّمي في “الحزب الديمقراطي” ويتّهمهم بالشيوعية، ممّا يُذكّر الأميركيين بأسلوب “المكارثية” في حقبة الخمسينات من القرن الماضي.وقد مهّد ترامب أيضاً لإمكانية رفضه لنتائج الانتخابات، في حال عدم فوزه، من خلال تشكيكه بالتصويت عبر البريد وبتعيينه شخصًا داعمًا له على رأس مؤسّسة البريد، وبإصراره على تعيين القاضية المحافظة في المحكمة العليا قبل الانتخابات لتكون كفّة المحافظين في المحكمة راجحة لصالحه في حال اللجوء إليها لحسم النتائج.الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة هي الأهمّ في تاريخها. فما حدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة في العام 2016، وفوز دونالد ترامب بالرئاسة، كان يمكن اعتباره بمثابة “انقلاب مضاد” قام به الأميركيون المحافظون المعتقدون بضرورة الحفاظ على أميركا البيضاء الأوروبية الأصل، ضدّ “الانقلاب الثقافي” الذي حدث في أميركا في العام 2008 من خلال انتخاب الرئيس باراك حسين أوباما، وما رمز اليه انتخاب أوباما من معانٍ هامّة في مجتمع أميركي نشأ واستمرّ لقرونٍ ماضية بسِماتٍ “أوروبية – بيضاء- بروتستانتية”، وبتاريخٍ من العنصرية المُستعبِدة ضدّ ذوي البشرة السوداء.وستكون الانتخابات الأميركية في شهر نوفمبر حاسمة ومهمّة جدًّا لتقرير مستقبل أميركا السياسي والأمني والاجتماعي، فالمجتمع الأميركي يشهد الآن درجاتٍ عالية من الانقسام والتحزّب، ولن يكون من السهل إعادة وحدة الأميركيين أو الحفاظ على تنوّعهم الثقافي والإثني في حال جرى تجديد انتخاب ترامب لولايةٍ ثانية.المجتمع الأميركي يعيش حالة انقسامٍ شديد بين مؤيّدي ترامب وما يرمز إليه من “أصولية أميركية”، وبين معارضيه الذين ينتمون إلى فئاتٍ متنوّعة اجتماعيًا وثقافيًّا وعرقيًّا، لكن يجمعهم الهدف بضرورة عدم التجديد لترامب في الانتخابات الرئاسية. فعلى سطح الحياة السياسية الأميركية هو صراع بين “الحزب الجمهوري” والحزب الديمقراطي” بينما الصراع الحقيقي الآن هو بين “أميركا القديمة” وأميركا “الحديثة”، بين الماضي وبين المستقبل، فالولايات المتحدة شهدت متغيّراتٍ كثيرة في تركيبتها السكّانية والاجتماعية والثقافية، ولم يعد ممكنًا العودة بها إلى الوراء20-صبحي غندور : مدير مركز الحوار العربي في واشنطن



اقرأ أيضاً
جلالة الملك يعزي ترامب في ضحايا فيضانات تكساس
بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، وذلك على إثر الفيضانات التي شهدتها ولاية تكساس. وأكد الملك محمد السادس، في هذه البرقية، أنه تلقى بعميق الأسى نبأ الفيضانات المفاجئة التي ضربت ولاية تكساس، وخلفت، للأسف، العديد من الضحايا. وقال العاهل المغربي: “فليرقد ضحايا هذه المأساة في سلام”. وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب الملك محمد السادس عن أحر التعازي وعميق المواساة للرئيس ترامب، ولعائلات الضحايا المكلومة، وللشعب الأمريكي. وخلص الملك محمد السادس إلى القول “مشاعرنا ودعواتنا معكم ومع الأشخاص المكلومين”.
سياسة

أخنوش: من المتوقع إنتاج 5 ملايين ونصف من جرعات اللقاحات خلال سنتين
أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إنه من المتوقع إنتاج حوالي 5 ملايين ونصف من الجرعات خلال سنتي 2025 و2026، في إطار الاتفاقيات الموقعة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومصنع اللقاحات "ماربيو". وأوضح أخنوش، في جوابه عن الأسئلة الشفوية الموجهة إليه بمجلس النواب خلال الجلسة الشهرية أن هذه الاتفاقيات تم تأكيدها من خلال ثلاث اتفاقيات توريد للاستجابة للحاجيات الوطنية المبرمجة في الجدول الوطني للتلقيح، مبرزا أنها تشكل مرحلة أولى من الإنتاج، ستتم مواصلتها لتمكين مصنع اللقاحات من تفعيل أكبر لقدرته الإنتاجية". وأضاف أخنوش أن الحكومة، وفي سياق تعزيز استقلالية المنظومة الدوائية وتقليل تبعيتها للخارج، وضعت خارطة طريق طموحة ساهمت من خلالها التحفيزات الممنوحة للمستثمرين في إحداث 53 وحدة صناعية متخصصة، مكنت من تغطية أكثر من 70 في المائة من الحاجيات الوطنية من الأدوية، إلى جانب تطوير صناعة الأدوية الجنيسة التي ارتفع استعمالها إلى 40 في المائة من الاستهلاك الوطني، "مما يتيح للمواطنين علاجات فعالة بأسعار مناسبة". وأشار رئيس الحكومة إلى أن "الطريق إلى الإنصاف الصحي لا يتوقف عند محطة واحدة"، مبرزا أن الحكومة مستمرة في نهج هذا الإصلاح، عبر مراجعة منظومة الأسعار لضمان ألا يكون الدواء عبئا على المواطنين، بل وسيلة للشفاء وأملا في الحياة. وذكر أنه تم إطلاق سياسة طموحة لمراجعة وتخفيض أثمنة الأدوية، عبر إقرار إجراءات جريئة، كان أبرزها الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة، سواء عند الاستيراد أو على المستوى الداخلي، وهو ما أدى إلى خفض أسعار أكثر من 4500 دواء جنيس. ولفت إلى أن "تخفيض أسعار الأدوية يشكل إحدى أولويات السياسة الدوائية، إدراكا منا بأن الدواء ليس مجرد سلعة، بل هو حق أساسي من حقوق المواطن في الصحة، وسعيا لضمان استدامة منظومة التغطية الصحية الشاملة". وشدد أخنوش على أن الحكومة حرصت، من خلال إصلاح منظومة الصحة، على ضمان استدامة منظومة التغطية الصحية، عبر تأمين التوازن المالي المستدام لصناديق التغطية، من خلال تبني سياسة دوائية فعالة تراعي أثر التكلفة على المواطنين. وتابع أنه تم إحداث الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، باعتبارها رافعة محورية لضمان السيادة الدوائية الوطنية، والتي ستتولى مسؤولية ضمان وفرة الأدوية والمنتجات الصحية، مع الحرص على سلامتها وجودتها.
سياسة

أخنوش: المغرب سيبقى صامدا في وجه الحملات التي تستهدف سيادته
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن جميع السياسات العمومية والقطاعية التي تنفذها المؤسسات الدستورية في المملكة، تأتي في سياق تعزيز السيادة الوطنية، وفي ظل التوجيهات السامية للملك محمد السادس، مبرزا أن النموذج المغربي القائم على الاستقرار والأمن يشكل مصدر "إزعاج" لبعض الأطراف، داخليا وخارجيا. وخلال الجلسة الشهرية لمساءلته بمجلس النواب، يومه الاثنين 07 يوليوز الجاري، والتي خُصصت لموضوع: "المقاربة الحكومية لتعزيز الحق في الصحة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة الاجتماعية"، شدد أخنوش على أن الاستقرار الذي تنعم به المملكة هو ثمرة "مجهود جماعي" تشارك فيه القوات المسلحة الملكية، والأجهزة الأمنية، والسلطات العمومية، بتوجيهات ملكية سامية. وأشار رئيس الحكومة إلى أن المغرب يواجه "حملات يائسة" تستهدف المساس بسيادته، مبرزا أن المؤسسات الدستورية ستبقى مجندة ووفية للعرش العلوي المجيد، ومستمرة في مواجهة كل التهديدات والمؤامرات التي تحاول النيل من استقرار الوطن، كيفما كانت. وقال أخنوش: "سنظل، كمؤسسات دستورية، أوفياء ومجندين وسداً منيعاً تجاه كل الحملات اليائسة التي تستهدف سيادتنا، كيفما كان شكلها ومصدرها."  
سياسة

أخنوش: الحكومة تقود إصلاحا جذريا وشاملا للمنظومة الصحية
أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن الحكومة التي يترأسها تقود إصلاحا جذريا وشاملا للمنظومة الصحية، عبر اتخاذ جملة من القرارات والتدابير غير المسبوقة، التي أبرز أنها ساهمت في إحداث تغيير حقيقي للقطاع، بمنأى عن الإصلاحات الجزئية التي لم تعطِ النتائج المرجوة في الماضي. وأوضح أخنوش، الجلسة الشهرية لمساءلته بمجلس النواب، يومه الاثنين 07 يوليوز الجاري، والتي خُصصت لموضوع: "المقاربة الحكومية لتعزيز الحق في الصحة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة الاجتماعية"، أن الحكومة تمكنت من إخراج القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، الذي يعد الأرضية الصلبة لجميع التدابير الإصلاحية، التي تؤسس لبناء قطاع صحي حديث وفعال. وأضاف أن مضامين هذا الإطار التشريعي ترتكز على أربعة محاور أساسية؛ تتمثل في إرساء حكامة جيدة للقطاع وتعزيز بعده الجهوي، وتكوين وتحفيز الموارد البشرية، وتأهيل العرض الصحي، فضلا على تعزيز رقمنة القطاع”. وأشار إلى أن الحكومة بذلت جهودا جبارة لتعزيز التمويل اللازم لهذا الإصلاح، حيث تم العمل على رفع ميزانية قطاع الصحة بشكل غير مسبوق. إذ انتقلت من 19.7 مليار درهم في عام 2021 إلى 32.6 مليار درهم في عام 2025، أي بزيادة تفوق 65% خلال الولاية الحكومية الحالية. وشدد رئيس الحكومة على أن هذا ما يؤكد على جدية التزامات الحكومة، ويعبر عن إرادتها السياسية الحقيقية في إحداث تحول هيكلي للقطاع الصحي.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 08 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة