مجتمع

زاكورة بدون إنعاش.. عندما تصبح أرواح المواطنين ثمناً لتقصير المسؤولين


أسماء ايت السعيد نشر في: 1 يونيو 2025

تعاني مدينة زاكورة، كغيرها من مدن المغرب العميق، إهمالا مزمنا وتهميشا "ممنهجا" في مختلف القطاعات الحيوية، ولعل قطاع الصحة يعد أكثرها إيلاما وفداحة. فمن نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات، إلى غياب تخصصات طبية أساسية، يجد المواطن الزاكوري نفسه أمام واقع صحي مأساوي، يهدد حقه في العلاج والحياة، وأكبر دليل على هذا الوضع الكارثي هو الغياب التام لطبيب التخدير والإنعاش.

مع كل حالة حرجة، تتجدد مأساة المرضى وذويهم، حيث يصبح نقلهم إلى مستشفيات بعيدة، كمراكش أو الدار البيضاء، مغامرة قاتلة قد لا تكلل بالنجاح. بعضهم يموت في الطريق، والبعض الآخر يفقد الأمل في النجاة، فقط لأن مستشفى زاكورة لا يتوفر على أبسط ضروريات الحياة؛ فأي مهزلة هذه؟ وأي استخفاف بحياة الناس وكرامتهم؟

ما يقع في زاكورة ليس مجرد تقصير، بل جريمة موصوفة بـ"الإهمال العمد"، يرتكبها من يفترض أنهم "مسؤولون" عن تدبير شؤون المدينة والدفاع عن مصالح سكانها.

زاكورة، المدينة التي يبدو أنها كتب لها أن تعاني عن سبق إصرار وترصد، تركت فريسة لعقود من التهميش واللامبالاة، تذبح كل يوم بصمت الدولة، وبتواطؤ منتخبين لا يرون فيها سوى خزان انتخابي يستعمل وينسى، ومسؤولون يتلذذون بالجلوس على الكراسي الوثيرة، ويزينون خطاباتهم بكلام معسول عن التنمية والكرامة، في حين أن الواقع المعاش شيء آخر؛ مدينة أفقرت وهمشت بسياسات عرجاء، واختيارات عمياء، وصناع قرار لا يرون أبعد من مصالحهم الشخصية.

هذا الوضع، للأسف، لم يعد يثير استغراب أحد. المواطنون تعودوا على العجز، وعلى الصمت القاتل، وعلى الوعود الانتخابية الكاذبة التي لا يتغير فيها سوى الوجوه المتعاقبة على رئاسة كراسي مختلف المؤسسات والإدارات، بينما يظل المشهد نفسه؛ إهمال بشع في مختلف المجالات.

ورغم كل الشعارات الرسمية حول العدالة المجالية وتعميم التغطية الصحية، تظل زاكورة خارج حسابات السياسات الصحية الفعلية، في ظل صمت المنتخبين وتخاذل المسؤولين، الذين لم ينجحوا في ضمان أبسط الحقوق الصحية للساكنة.

باختصار، القطاع الصحي في زاكورة لا يحتاج فقط إلى إصلاح، بل إلى إنقاذ شامل وعاجل، يعيد الاعتبار لكرامة الإنسان الزاكوري، ويصون حقه الدستوري في العلاج، ويعيد للمسؤولية معناها الحقيقي: خدمة المواطن لا خيانته.

وفي ظل هذا الواقع المؤلم، تطرح مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة نفسها بإلحاح. فمن يحاسب هؤلاء الذين تركوا زاكورة تنزف في صمت؟ ومن يسائل أولئك الذين يتنقلون بين قاعات البرلمان وفنادق الرباط، بينما مدينة زاكورة تحتضر؟

تعاني مدينة زاكورة، كغيرها من مدن المغرب العميق، إهمالا مزمنا وتهميشا "ممنهجا" في مختلف القطاعات الحيوية، ولعل قطاع الصحة يعد أكثرها إيلاما وفداحة. فمن نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات، إلى غياب تخصصات طبية أساسية، يجد المواطن الزاكوري نفسه أمام واقع صحي مأساوي، يهدد حقه في العلاج والحياة، وأكبر دليل على هذا الوضع الكارثي هو الغياب التام لطبيب التخدير والإنعاش.

مع كل حالة حرجة، تتجدد مأساة المرضى وذويهم، حيث يصبح نقلهم إلى مستشفيات بعيدة، كمراكش أو الدار البيضاء، مغامرة قاتلة قد لا تكلل بالنجاح. بعضهم يموت في الطريق، والبعض الآخر يفقد الأمل في النجاة، فقط لأن مستشفى زاكورة لا يتوفر على أبسط ضروريات الحياة؛ فأي مهزلة هذه؟ وأي استخفاف بحياة الناس وكرامتهم؟

ما يقع في زاكورة ليس مجرد تقصير، بل جريمة موصوفة بـ"الإهمال العمد"، يرتكبها من يفترض أنهم "مسؤولون" عن تدبير شؤون المدينة والدفاع عن مصالح سكانها.

زاكورة، المدينة التي يبدو أنها كتب لها أن تعاني عن سبق إصرار وترصد، تركت فريسة لعقود من التهميش واللامبالاة، تذبح كل يوم بصمت الدولة، وبتواطؤ منتخبين لا يرون فيها سوى خزان انتخابي يستعمل وينسى، ومسؤولون يتلذذون بالجلوس على الكراسي الوثيرة، ويزينون خطاباتهم بكلام معسول عن التنمية والكرامة، في حين أن الواقع المعاش شيء آخر؛ مدينة أفقرت وهمشت بسياسات عرجاء، واختيارات عمياء، وصناع قرار لا يرون أبعد من مصالحهم الشخصية.

هذا الوضع، للأسف، لم يعد يثير استغراب أحد. المواطنون تعودوا على العجز، وعلى الصمت القاتل، وعلى الوعود الانتخابية الكاذبة التي لا يتغير فيها سوى الوجوه المتعاقبة على رئاسة كراسي مختلف المؤسسات والإدارات، بينما يظل المشهد نفسه؛ إهمال بشع في مختلف المجالات.

ورغم كل الشعارات الرسمية حول العدالة المجالية وتعميم التغطية الصحية، تظل زاكورة خارج حسابات السياسات الصحية الفعلية، في ظل صمت المنتخبين وتخاذل المسؤولين، الذين لم ينجحوا في ضمان أبسط الحقوق الصحية للساكنة.

باختصار، القطاع الصحي في زاكورة لا يحتاج فقط إلى إصلاح، بل إلى إنقاذ شامل وعاجل، يعيد الاعتبار لكرامة الإنسان الزاكوري، ويصون حقه الدستوري في العلاج، ويعيد للمسؤولية معناها الحقيقي: خدمة المواطن لا خيانته.

وفي ظل هذا الواقع المؤلم، تطرح مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة نفسها بإلحاح. فمن يحاسب هؤلاء الذين تركوا زاكورة تنزف في صمت؟ ومن يسائل أولئك الذين يتنقلون بين قاعات البرلمان وفنادق الرباط، بينما مدينة زاكورة تحتضر؟



اقرأ أيضاً
من حفرة كنز إلى مركز الدرك.. تدخل أمني يُنهي حلم “صائدي كنوز” بتاسلطانت
في تدخل مشترك، تمكنت السلطة المحلية ممثلة في قائد الملحقة الإدارية تاسلطانت، بمعية عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بذات الجماعة، من توقيف ثلاثة أشخاص بدوار واحة كوكو، ضُبطوا في حالة تلبس بالحفر غير القانوني بحثًا عن الكنوز. ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فإن العملية أسفرت عن توقيف مالك ضيعة يبلغ من العمر حوالي 70 سنة، رفقة اثنين من شركائه يبلغان من العمر نحو 40 سنة، وذلك أثناء وجودهم داخل حفرة عميقة تجاوز عمقها أربعة أمتار كانوا بصدد تعميقها باستعمال معدات مخصصة للحفر والنزول. وقد تم حجز جميع المعدات المستعملة في العملية، في حين تدخلت عناصر الوقاية المدنية التي نزلت بدورها إلى الحفرة للتحقق من عمقها والتأكد من عدم وجود أشخاص آخرين عالقين داخلها. وبعد اقتياد المشتبه فيهم إلى مركز الدرك الملكي، وصلت آلية للأشغال إلى المكان، حيث تم العمل على ردم الحفرة وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، لا يزال البحث جاريا مع الموقوفين للكشف عن جميع المتورطين المحتملين في هذه القضية.
مجتمع

تفكيك شبكة متورطة في تزوير معطيات تقنية ولوحات ترقيم السيارات بوجدة
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة وجدة، مساء أمس الثلاثاء 3 يونيو الجاري، من توقيف أربعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في التزوير واستعماله وتزييف المعطيات التقنية للسيارات. ويتحدد الأسلوب الإجرامي الذي تتبعه هذه الشبكة الإجرامية في تزييف المعطيات التقنية وتزوير لوحات ترقيم السيارات، فضلا عن تزوير وثائق ملكيتها قبل بيعها في الأسواق الوطنية للسيارات المستعملة. وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة عن تحديد هوية المشتبه فيهم، قبل أن يتم توقيف أربعة منهم بمدينة وجدة، فيما مكنت عملية الضبط والتفتيش من حجز عشر سيارات تحمل لوحات ترقيمها مزورة كانت مستوقفة في مرابض بأحد أحياء المدينة. وقد تم إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف باقي المشاركين والمساهمين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
مجتمع

حصري.. محاولة تهريب كمية من “خيار البحر” تطيح بصينيين بمطار مراكش
تمكنت مصالح الامن بمطار مراكش المنارة الدولي صباح يومه الاربعاء 4 يونيو، من توقيف ثلاث مواطنين صينيين بصدد محاول تهريب كمية من "خيار البحر" الى جانب مجموعة من الرقائق الالكترونية. وحسب مصادر "كشـ24" فإن الكمية المذكورة التي تم حجزها من طرف مصالح الامن يناهز وزنها 12 كلغ، وعادة ما تهرب لاستعمالها في مواد التجميل وغيرها من الاستعمالات بطرق ملتوية بالنظر الى تجريم عملية صيد هذا الكائن البحري الباهض الثمن بجل دول العالم، لاعتباره معرضا للانقراض. وقد تمت احالة المواطنين الصينيين الموقوفين الذين كانوا بصدد مغادرة المغرب على مصالح الشرطة القضائية بولاية امن مراكش للاستماع اليهم قبل عرضهم على انظار النيابة العامة. ويشار ان "خيار البحر" يستخدم في صنع مواد التجميل، وكدواء لعلاج الأورام ومداواة أمراض المفاصل، ويعد منشط قوى للطاقة الجنسية للرجال، وذلك لأنه يحتوى على نسبة عالية من الفيتامينات، كما أنه يدخل فى بعض الأحيان فى صناعة المنشطات مثل الفياجرا، حيث أنه غنى بالأملاح المعدنية والفيتامينات.
مجتمع

تنسيق أمني يفك لغز إشهار مسدس لسرقة غريبة بجرسيف
أسفر تنسيق أمني بين الشرطة القضائية بمدينة جرسيف بتنسيق مع نظيرتها بتازة، عن توقيف عشريني يشتبه في تورطه في سرقة سيارة من شابة تحت التهديد بمسدس بلاستيكي. وكانت المدينة قد شهدت صباح أول أمس الاثنين تعريض شابة لاعتداء تحت التهديد بواسطة سلاح مزيف، وذلك على مستوى شارع عبد الخطيب بطريق السوق الأسبوعي. وقام المشتبه فيه باعتراض سبيل السيارة وأشهر في وجه صاحبتها مسدسًا بلاستيكيًا، مهددًا إياها بمرافقته إلى دوار الغياطة، ما دفعها للرضوخ، وسلمت السيارة للجاني الذي فر بها إلى وجهة غير معروفة. وتمكنت عناصر الشرطة القضائية بجرسيف من تحديد مكان الجاني، بالاستعانة بالوسائل التقنية، حيث تبين بأنه توجه إلى مدينة تازة. وقاد تنسيق مع الشرطة بهذه المدينة، إلى توقيف الجاني والذي ظهر بأن له سوابق قضائية. وتم استرجاع السيارة وهاتف نقال كان ضمن المسروقات.
مجتمع

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 04 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة