ثبت المجلس الجماعي لمدينة فاس، في مبادرة غير مسبوقة، حواجز حديدية في أحد شوارع المدينة، وذلك بمبرر منع العشرات من الباعة المتجولين إليها. وتداول عدد من نشطاء الفايسبوك صورا لهذه الحواجز الحديدية، وسط انتقادات كثيرة للمجلس الجماعي الذي اتهم بهدر المال العام في مشاريع غير ذات جدوى. كما تحدث آخرون على أن الأمر يتعلق بحواجز تقدم صورة سلبية عن مدينة لها تاريخ، وبأنها تسيء إلى جمالية الشارع، ولا يمكنها في نهاية المطاف أن تقضي على ظاهرة الباعة المتجولين والتي أصبحت تتمدد في ظل تداعيات الجائحة، وغياب بدائل لفئات واسعة من الشباب.وذكرت المصادر بأن المجلس الجماعي الحالي الذي يقوده حزب التجمع الوطني للأحرار هو الذي يقف وراء هذه "الوصفة" المثيرة للجدل، وهو الذي قام بتنفيذها عن طريق صفقة مع إحدى المقاولات.وعمدت الجماعة على زرعت حواجز على طول شارع طريق صفرو، وهو من الشوارع المهمة في المدينة، في محاولة غريبة لمنع وصول الباعة المتجولين إليه.وتحدثت المصادر على أن مواجهة ظاهرة احتلال الملك العمومي لا يمكنها أن تكون بزرع حواجز تمنع الرصيف على المواطنين وتسيء إلى جمالية الشارع، وإنما تحتاج إلى وصفات تنمية محلية مستدامة، لا يمكنها أن تتحقق إلا بخلق المناخ الملائم للاستثمار، ودعم البنيات الأساسية، وتحويل المدينة إلى فضاء له جاذبية. وتساءلت المصادر عن الكيفية التي ستتحول بها فاس إلى مدينة ذات جاذبية بمشاريع حواجز حديدية للقضاء على ظاهرة الباعة المتجولين.