حملة انتخابية حبلى بتناقضاتنا.. خوف من المال ومن مستقبل توزيع الغنيمة

حرر بتاريخ من طرف

إدريس الاندلسي

سيدة تتقدم بعزم و تقتحم منصة المسرح الملكي بمراكش و تقف إلى جانب زعيم حزب يقال أنه الأكثر “حظا” لتولي زمام الحكومة المقبلة. تهمس في أذنه ببعض الكلمات في الوقت الذي كانت تسمع فيه شعارات تشبه إلى حد بعيد ما كان يردده مناضلو اليسار “ناضل يا مناضل “.

قدم الشريط على أنه تدخل للسيدة الباشا التي قامت، بحسب ما يفرضه القانون، بإيقاف تجمع انتخابي يترأسه عزيز أخنوش. الصورة جميلة لأنها تعطينا فرصة التأكد من أن السلطة لها يد قوية تقمع بها كل التجاوزات. الفيديو لم يتمكن من محو آثار ما قاله عبد اللطيف وهبي لأحد الصحافيين أو لمنبر من المنابر من شعوره بقوة تدخل المال في الحملة الإنتخابية.

قيل على لسان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن هذا المال قد يدفع الفاعلين إلى خلط الأوراق و بالتالي إسقاط أي إمكانية لتكوين أغلبية قد تكون مفروضة بقوة المال.

و في نفس الوقت تتكاثر مشاهد التنافس بصورة لا تعكس ثقافة ديمقراطية لدى الكثير من الفاعلين في الشأن السياسي. صور تظهر أفرادا في شكل منظمات مهيكلة تمنع دخول مرشحي حزب العدالة والتنمية إلى مدينة و تقرر بإسم دكتاتورية المنع الذي لا يستند على شيء.

و في مدن أخرى يتم تحريض بعض الشباب على وضع حدود وهمية أمام وصول أحزاب إلى مناطق تم إعلانها محرمة على الحملات الانتخابية. إنه لعب بالنار في بلد له دستور متقدم و تاريخ في التنافس الإنتخابي سجل إيجابيات و عرف الكثير من العلل التي تنتمي إلى ماض قبلي أو إلى قواعد لعبة من مخلفات نظام كان يحسم في التزكيات و النتائج و طريقة الإحتفال بالحصول على المقاعد.

قد نفتقد إلى الدرجات الأعلى من الذكاء السياسي و لكن الواقع و طريقة تدبير الشأن العام علمتنا أن الديمقراطية في مغربنا تبنى بكثير من التأني و المحافظة. و في الأخير نرى أن أحزابنا العتيدة تقبل بكل القواعد لأنها تضمن، حسب خطابها، الطمأنينة و الإستقرار و ضمان إستمرار الروح الوطنية المؤسسة لركائز المؤسسات.

حين نسمع الخطاب الرنان لزعيم حزب غاضب من إستعمال أموال أو سلطات، نظن أن الأمر قد يؤدي إلى سحب البساط تحت أقدام من يخططون لرسم خريطة حسب هواهم. المشكل هو أن الجميع “يرجح صوت العقل ” و يتراجع أمام المصلحة العليا للوطن. صحيح أن الوطن غال جدا و لكن قوته لا يمكن أن تصمد أمام توافقات هجينة يراها المغربي بأم عينيه.

الوطن سيزداد قوة بقوة مؤسساته و بتماسك فءاته الإجتماعية من خلال سياسات تقلص التفاوتات الإجتماعية و المجالية. سياسات لا ترجع تقدم البلاد إلى مجرد تصرف عقلاني و تقنوقراطي لمجموعة من الخبراء و لكن إلى إجماع شعب على خريطة سير ذات طابع استراتيجي. حذاري من ربط مسار المغرب بمسار أشخاص يفتخرون بما راكموه من تجارب و ثروات.

إقرأ أيضاً

التعليقات

فيديو

للنساء

ساحة