سياسة

حزب الاحرار يكسب رهان الانسجام بين الخطاب ومرجعية الأهداف


كشـ24 نشر في: 23 سبتمبر 2018

التأم شباب الأحرار في جامعتهم الصيفية في دورتها الثانية المنعقدة بمراكش يومي 21 و 22 من شتنبر الجاري لسنة 2018، تحت شعار لنبني جميعا مسار الثقة”إسهاما في مسار سياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، يمتد لأزيد من أربعين سنة من التواجد الفاعل في الساحة الوطنية، راكم خلالها تجارب خصبة على مستوى الكم والكيف، تجسدت من خلال كل المبادرات والاختيارات و السياسيات العمومية التي أسهم في بنائها، أهلته منذ نشأته للاضطلاع بأدوار ريادية كمساهمة منه في بناء صرح الدولة المغربية الحديثة، وفي تعزيز ثقافة احترام المؤسسات، في إطار الخصوصية المغربية والثوابت التي أجمع عليها المغاربة منذ سالف الدهر.وحسب البيان الختامي للجامعة الصيفية ، فإن أهم رهان كسبه الحزب هو ذلك الانسجام والتناغم بين الخطاب و مرجعية الأهداف السياسية، وبين الممارسة في الميدان من منطلق مغربي خالص، هو توفقه في الإجابة على سؤال الهوية المحسومة والانتماء الوطني الثابت فكرا وممارسة بدون لبس أو غموض، لينطلق بلا كلل أو ملل لمقارعة أسئلة العمل في جميع مستوياته. ورغم كل المنعرجات الاجتماعية و التاريخية الفاصلة ببلادنا، فقد ظل التجمع الوطني للأحرار مخلصا لذاته، وفيا لقيمه، لصيقا بقيم وأسس الدولة المغربية العريقة، ولم يجد نفسه أبدا في أي محطة من محطات تاريخ المغرب الحديث، خصوصا تلك التي تميزت باشتباكات اجتماعية قوية، أو تلك طبعت بصراعات أيديولوجية عالمية، لم يجد نفسه معنيا بتغيير منطلقاته النظرية في الممارسة السياسية، أو ملزما بتغيير بوصلته التنظيمية والسياسية، نظرا لوضوح رؤيته الإستراتيجية منذ التأسيس، في التعاطي مع الدولة ومع المجتمع، بشكل متماه مع القيم المغربية الأصيلة، ومع المرتكزات الحضارية و أيضا مع الرصيد التاريخي للمغرب الممتد لقرون وقرون من الزمان، حريصا على الحفاظ على جسر الوصل مع هذا الرصيد العريق، وعلى استمرارية الدولة، وفي نفس الوقت لم يتخلف عن الركب لملاءمة خطابه وسلوكه بالتفاعل الإيجابي مع السياقات السياسية والثقافية الجديدة، ومتصديا لكل التيارات الدخيلة على المجتمع المغربي، والتي من شأنها أن تهدد تماسك البنيات الاجتماعية والثقافة الوسطية للمملكة.

وقد ظل التجمع الوطني للأحرار وفق البيان الختامي إطارا سياسيا تعتمل فيه قناعات مغربية راسخة، تصون عهد المغاربة و تحفظ التفافهم حول خيارات الإنتماء الاجماعية، وفق قاعدة التوازن والاعتدال، ولم يكن في يوم من الأيام شاردا عن المشاركة والمساهمة في البناء، أو عنيدا غير متفهم لسيرورة وقوانين التاريخ في تشكيل المؤسسات بالتدرج واللين والإنصات. كما لم يجد التجمع نفسه يوما من الأيام في موقف المتفرج حول مشاكل الوطن والمواطن، مادا يده إلى كل محبي المغرب، الحريصين على مصلحته وعلى صيانة ثوابته و مساهما في بناء مؤسساته من منطلق تكريس الحريات والحقوق الإنسانية من خلال الاختيار الديمقراطي، ذلك الاختيار الذي لا يشكل وصفة سحرية قابلة للتطبيق بشكل آني مرتجل، وإنما معتبرا أن البناء الديمقراطي سيرورة ممتدة عبر الزمان ولأجيال متعددة، وفق نسق تدرجي يحترم تطور الذهنيات، ويقيس الأولويات والمستعجلات الاجتماعية بمقياس السلم والاستقرار، فلا يقبل العقل، بأي حال من الأحوال أن ينحصر بناء الدول والأمم في جيل واحد.وقد تميزت هذه الدورة من الجامعة الصيفية لشباب الأحرار بالكلمة الافتتاحية للأخ عزيز أخنوش رئيس الحزب، والتي أبرز فيها من جديد تموقع الحزب في صف المواطن، من منظور ضرورة مواصلة العمل والاجتهاد من أجل مقاربة هموم المغاربة، وعلى رأسهم فئتي الشباب والنساء، بما يمكنم من مساحاتهم الطبيعية والشرعية في تملك حقهم الإنساني في الوجود بكرامة وشرف. لقد كان حرص الأخ عزيز أخنوش جليا عندما أكد مرارا خلال مداخلته، على أهمية الإعتناء بالشباب كأولوية مرحلية قصوى، كوقود إنساني محرك للتنمية داخل فضاء حر وكريم، مستحضرا الخطابين الملكيين الأخيرين في مناسبتي عيد العرش وثورة الملك والشعب الناظمين لإيقاع مرتفع نحو بناء إجتماعي متجدد.

وعلى هذا الأساس لم يكن من الممكن أن يفوت الأخ الرئيس الفرصة، لتناول الدينامية التي يعرفها المجتمع المغربي، بشكل يؤشر على إيجابية وحيوية مختلف الشرائح الاجتماعية في المشاركة في جميع الملفات العمومية، عبر نقاشات مستفيضة وغنية في مختلف فضاءات التداول العمومي للأفكار والآراء، مشددا في نفس الوقت على قيمة التميز بالاعتدال في الحوار والجدال العمومي، والتقيد بخصال النبل السياسي، وفق معايير التسامح و الوسطية، بدون مغالاة أو تطرف أو عنف لفظي، قطعا مع الخطاب التيئيسي، خطاب التشاؤم غير المثمر، خطاب تدمير الذات وتثبيط العزائم والهمم.كما شكل خطاب الثقة في المستقبل وفي قدرات البلاد وفي أبنائه وبناته، محورا غزيرا في توجيه الأخ الرئيس. وفي هذا الصدد، نوه بكل المجهودات التي يقوم بها شباب التجمع كبنية موزاية للحزب، مثمنا عاليا منسوب تفاعلهم و انخراطهم في عمل الحزب تنظيميا وتأطيريا للجماهير، ومشجعا على مزيد من التعاطي والقرب من المجتمع، لخلق وعي جماعي تكتنفه الرغبة في المشاركة في حل مشاكل المواطن اليومية، وعلى رأسها قضايا التعليم والتكوين والتشغيل والصحة، موجها نداء أخويا إلى كل شباب البلاد للانخراط الجدي في الحياة السياسية، وعدم فتح المجال أمام تجار العواطف و النقد المجاني الهدام لكل المجهودات ولكل من يخالفهم الرأي، موجها النصح للجميع بمد الأيادي لكل غيور على مصالح الوطن والمواطن بعيدا عن المزايدات السياسوية غير المنتجة لأي قيمة مضافة للإنسان المغربي.لقد شكل فضاء الجامعة الصيفية بمراكش في دورته الثانية لهذا العام، حلقة وصل بين مختلف الأجيال، و بين مختلف جهات المملكة من شمالها إلى صحرائها، بهاجس الإقبال على المعرفة السياسية برغبة منقطعة النظير، تعطي الأمل و الطمأنينة في المستقبل. مثل هذا الملتقى الشبابي أيضا فضاءا عموميا وطنيا لتبادل الخبرات والأفكار؛ للتشاور والقراءة الجماعية التي تمتد من عمقنا التاريخي وتستوعب الحاضر من أجل المستقبل؛ للتفاؤل والتنافس من أجل خلق التصورات والرؤى؛ للاستفادة من تجارب المخضرمين في الحزب عبر مختلف محطاتهم في بناء التنظيم؛ للاستماع إلى المعاناة التي تخيم في مناطق عدة؛ لمزيد من الارتباط بالشأن العام؛ لطرح الأسئلة ومحاولة وضع منهجية الإجابة عنها. لقد كان هذا الملتقى الوطني بمثابة فسيفياء جهوية وطنية تعبر عن الرغبة الوجدانية العميقة في العيش المشترك، وعن غنى الثقافة المغربية وصمودها أمام المحاولات اليائسة لزحف أفكار التشتيت وقطع الأرحام والأوصال، وتعبيرا صادقا عن الانتماء وعن رغبة الحوار والتداول بكل حرية وصراحة. إلى جانب ذلك كله، كانت الدورة درسا شاملا عميقا نظريا و عمليا للممارسة السياسية في بلادنا، من منظور تراكمات حزب التجمع الوطني للأحرار، أطر حلقاته ونقاشاته ثلة من خيرة أطر التنظيم، منفتحين على باحثين متخصصين في مختلف مناحي المعرفة .ومن منطلق كون الفدرالية الوطنية لشبببة التجمع الوطني للأحرار هيئة موازية للحزب وجزء لا يتجزأ من تصوره التنظيمي، فإنها تعبر من جديد عن وعيها التام والعميق بضرورة الانخراط الفاعل والإيجابي بنفس استشرافي للمستقبل، لمطارحة كل القضايا الوطنية التي يهتم بها الحزب، وتعبر عن جاهزيتها الكاملة في التعبئة من أجل مزيد من رص الصف الداخلي، بما يعزز مكانة التجمع الوطني للأحرار داخل المشهد السياسي والحزبي ببلادنا، وتناشد شباب المغرب إلى الإقبال على المشاركة السياسية، وعلى نبذ خيار الحياد السلبي غير المفيد، والذي لا يلبي سوى رغبات تيارات الشعبوية العدمية القاتلة، من منظور أن العمل السياسي مستمر، إذا لم يمارسه الشباب بوعي فسيمارس عليهم دون إرادتهم.وحرصا على التفاعل مع مختلف الأفكار والملفات الوطنية المستعجلة، فإن شباب الأحرار يعتبرون أن المدخل الحقيقي لأي تصور تنموي جديد، يجب أن يرتكز على رؤية تردم ثغرات المنظومة الاجتماعية، وتلبي مطالب الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، باعتبارها منافذ لخطاب اليأس، ومسوغات للارتماء في أحضان خطاب التطرف والكفر بالوطن، يتعين المشاركة في التصدي لها وفق مقاربة اقتصادية واجتماعية ذات وجه إنساني.ومن خلال هذا الملتقى الشبابي، الذي انصهر في انشطته أزيد من أربعة آلاف شاب من مختلف جهات المملكة، فإننا نوجه النداء إلى كل شباب المغرب يضيف البيان، إلى الانفتاح على نظرة الثقة التي يدافع عنها التجمع الوطني للأحرار، من أجل مغرب لكل المغاربة، بدون أي حساسيات اقصائية لمواصلة بناء صرح الدولة الوطنية، و تدعيم استقرار المجتمع المغربي وفق توافقاته التاريخية، وعقد العزم على السير بروح قوية، ومسترشدين بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و مستنيرين بتراكم التجارب والمسارات والأفكار في حزب التجمع الوطني للأحرار والله المستعان وهو ولي التوفيق، من يتوكل عليه فهو حسبه.
التأم شباب الأحرار في جامعتهم الصيفية في دورتها الثانية المنعقدة بمراكش يومي 21 و 22 من شتنبر الجاري لسنة 2018، تحت شعار لنبني جميعا مسار الثقة”إسهاما في مسار سياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، يمتد لأزيد من أربعين سنة من التواجد الفاعل في الساحة الوطنية، راكم خلالها تجارب خصبة على مستوى الكم والكيف، تجسدت من خلال كل المبادرات والاختيارات و السياسيات العمومية التي أسهم في بنائها، أهلته منذ نشأته للاضطلاع بأدوار ريادية كمساهمة منه في بناء صرح الدولة المغربية الحديثة، وفي تعزيز ثقافة احترام المؤسسات، في إطار الخصوصية المغربية والثوابت التي أجمع عليها المغاربة منذ سالف الدهر.وحسب البيان الختامي للجامعة الصيفية ، فإن أهم رهان كسبه الحزب هو ذلك الانسجام والتناغم بين الخطاب و مرجعية الأهداف السياسية، وبين الممارسة في الميدان من منطلق مغربي خالص، هو توفقه في الإجابة على سؤال الهوية المحسومة والانتماء الوطني الثابت فكرا وممارسة بدون لبس أو غموض، لينطلق بلا كلل أو ملل لمقارعة أسئلة العمل في جميع مستوياته. ورغم كل المنعرجات الاجتماعية و التاريخية الفاصلة ببلادنا، فقد ظل التجمع الوطني للأحرار مخلصا لذاته، وفيا لقيمه، لصيقا بقيم وأسس الدولة المغربية العريقة، ولم يجد نفسه أبدا في أي محطة من محطات تاريخ المغرب الحديث، خصوصا تلك التي تميزت باشتباكات اجتماعية قوية، أو تلك طبعت بصراعات أيديولوجية عالمية، لم يجد نفسه معنيا بتغيير منطلقاته النظرية في الممارسة السياسية، أو ملزما بتغيير بوصلته التنظيمية والسياسية، نظرا لوضوح رؤيته الإستراتيجية منذ التأسيس، في التعاطي مع الدولة ومع المجتمع، بشكل متماه مع القيم المغربية الأصيلة، ومع المرتكزات الحضارية و أيضا مع الرصيد التاريخي للمغرب الممتد لقرون وقرون من الزمان، حريصا على الحفاظ على جسر الوصل مع هذا الرصيد العريق، وعلى استمرارية الدولة، وفي نفس الوقت لم يتخلف عن الركب لملاءمة خطابه وسلوكه بالتفاعل الإيجابي مع السياقات السياسية والثقافية الجديدة، ومتصديا لكل التيارات الدخيلة على المجتمع المغربي، والتي من شأنها أن تهدد تماسك البنيات الاجتماعية والثقافة الوسطية للمملكة.

وقد ظل التجمع الوطني للأحرار وفق البيان الختامي إطارا سياسيا تعتمل فيه قناعات مغربية راسخة، تصون عهد المغاربة و تحفظ التفافهم حول خيارات الإنتماء الاجماعية، وفق قاعدة التوازن والاعتدال، ولم يكن في يوم من الأيام شاردا عن المشاركة والمساهمة في البناء، أو عنيدا غير متفهم لسيرورة وقوانين التاريخ في تشكيل المؤسسات بالتدرج واللين والإنصات. كما لم يجد التجمع نفسه يوما من الأيام في موقف المتفرج حول مشاكل الوطن والمواطن، مادا يده إلى كل محبي المغرب، الحريصين على مصلحته وعلى صيانة ثوابته و مساهما في بناء مؤسساته من منطلق تكريس الحريات والحقوق الإنسانية من خلال الاختيار الديمقراطي، ذلك الاختيار الذي لا يشكل وصفة سحرية قابلة للتطبيق بشكل آني مرتجل، وإنما معتبرا أن البناء الديمقراطي سيرورة ممتدة عبر الزمان ولأجيال متعددة، وفق نسق تدرجي يحترم تطور الذهنيات، ويقيس الأولويات والمستعجلات الاجتماعية بمقياس السلم والاستقرار، فلا يقبل العقل، بأي حال من الأحوال أن ينحصر بناء الدول والأمم في جيل واحد.وقد تميزت هذه الدورة من الجامعة الصيفية لشباب الأحرار بالكلمة الافتتاحية للأخ عزيز أخنوش رئيس الحزب، والتي أبرز فيها من جديد تموقع الحزب في صف المواطن، من منظور ضرورة مواصلة العمل والاجتهاد من أجل مقاربة هموم المغاربة، وعلى رأسهم فئتي الشباب والنساء، بما يمكنم من مساحاتهم الطبيعية والشرعية في تملك حقهم الإنساني في الوجود بكرامة وشرف. لقد كان حرص الأخ عزيز أخنوش جليا عندما أكد مرارا خلال مداخلته، على أهمية الإعتناء بالشباب كأولوية مرحلية قصوى، كوقود إنساني محرك للتنمية داخل فضاء حر وكريم، مستحضرا الخطابين الملكيين الأخيرين في مناسبتي عيد العرش وثورة الملك والشعب الناظمين لإيقاع مرتفع نحو بناء إجتماعي متجدد.

وعلى هذا الأساس لم يكن من الممكن أن يفوت الأخ الرئيس الفرصة، لتناول الدينامية التي يعرفها المجتمع المغربي، بشكل يؤشر على إيجابية وحيوية مختلف الشرائح الاجتماعية في المشاركة في جميع الملفات العمومية، عبر نقاشات مستفيضة وغنية في مختلف فضاءات التداول العمومي للأفكار والآراء، مشددا في نفس الوقت على قيمة التميز بالاعتدال في الحوار والجدال العمومي، والتقيد بخصال النبل السياسي، وفق معايير التسامح و الوسطية، بدون مغالاة أو تطرف أو عنف لفظي، قطعا مع الخطاب التيئيسي، خطاب التشاؤم غير المثمر، خطاب تدمير الذات وتثبيط العزائم والهمم.كما شكل خطاب الثقة في المستقبل وفي قدرات البلاد وفي أبنائه وبناته، محورا غزيرا في توجيه الأخ الرئيس. وفي هذا الصدد، نوه بكل المجهودات التي يقوم بها شباب التجمع كبنية موزاية للحزب، مثمنا عاليا منسوب تفاعلهم و انخراطهم في عمل الحزب تنظيميا وتأطيريا للجماهير، ومشجعا على مزيد من التعاطي والقرب من المجتمع، لخلق وعي جماعي تكتنفه الرغبة في المشاركة في حل مشاكل المواطن اليومية، وعلى رأسها قضايا التعليم والتكوين والتشغيل والصحة، موجها نداء أخويا إلى كل شباب البلاد للانخراط الجدي في الحياة السياسية، وعدم فتح المجال أمام تجار العواطف و النقد المجاني الهدام لكل المجهودات ولكل من يخالفهم الرأي، موجها النصح للجميع بمد الأيادي لكل غيور على مصالح الوطن والمواطن بعيدا عن المزايدات السياسوية غير المنتجة لأي قيمة مضافة للإنسان المغربي.لقد شكل فضاء الجامعة الصيفية بمراكش في دورته الثانية لهذا العام، حلقة وصل بين مختلف الأجيال، و بين مختلف جهات المملكة من شمالها إلى صحرائها، بهاجس الإقبال على المعرفة السياسية برغبة منقطعة النظير، تعطي الأمل و الطمأنينة في المستقبل. مثل هذا الملتقى الشبابي أيضا فضاءا عموميا وطنيا لتبادل الخبرات والأفكار؛ للتشاور والقراءة الجماعية التي تمتد من عمقنا التاريخي وتستوعب الحاضر من أجل المستقبل؛ للتفاؤل والتنافس من أجل خلق التصورات والرؤى؛ للاستفادة من تجارب المخضرمين في الحزب عبر مختلف محطاتهم في بناء التنظيم؛ للاستماع إلى المعاناة التي تخيم في مناطق عدة؛ لمزيد من الارتباط بالشأن العام؛ لطرح الأسئلة ومحاولة وضع منهجية الإجابة عنها. لقد كان هذا الملتقى الوطني بمثابة فسيفياء جهوية وطنية تعبر عن الرغبة الوجدانية العميقة في العيش المشترك، وعن غنى الثقافة المغربية وصمودها أمام المحاولات اليائسة لزحف أفكار التشتيت وقطع الأرحام والأوصال، وتعبيرا صادقا عن الانتماء وعن رغبة الحوار والتداول بكل حرية وصراحة. إلى جانب ذلك كله، كانت الدورة درسا شاملا عميقا نظريا و عمليا للممارسة السياسية في بلادنا، من منظور تراكمات حزب التجمع الوطني للأحرار، أطر حلقاته ونقاشاته ثلة من خيرة أطر التنظيم، منفتحين على باحثين متخصصين في مختلف مناحي المعرفة .ومن منطلق كون الفدرالية الوطنية لشبببة التجمع الوطني للأحرار هيئة موازية للحزب وجزء لا يتجزأ من تصوره التنظيمي، فإنها تعبر من جديد عن وعيها التام والعميق بضرورة الانخراط الفاعل والإيجابي بنفس استشرافي للمستقبل، لمطارحة كل القضايا الوطنية التي يهتم بها الحزب، وتعبر عن جاهزيتها الكاملة في التعبئة من أجل مزيد من رص الصف الداخلي، بما يعزز مكانة التجمع الوطني للأحرار داخل المشهد السياسي والحزبي ببلادنا، وتناشد شباب المغرب إلى الإقبال على المشاركة السياسية، وعلى نبذ خيار الحياد السلبي غير المفيد، والذي لا يلبي سوى رغبات تيارات الشعبوية العدمية القاتلة، من منظور أن العمل السياسي مستمر، إذا لم يمارسه الشباب بوعي فسيمارس عليهم دون إرادتهم.وحرصا على التفاعل مع مختلف الأفكار والملفات الوطنية المستعجلة، فإن شباب الأحرار يعتبرون أن المدخل الحقيقي لأي تصور تنموي جديد، يجب أن يرتكز على رؤية تردم ثغرات المنظومة الاجتماعية، وتلبي مطالب الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، باعتبارها منافذ لخطاب اليأس، ومسوغات للارتماء في أحضان خطاب التطرف والكفر بالوطن، يتعين المشاركة في التصدي لها وفق مقاربة اقتصادية واجتماعية ذات وجه إنساني.ومن خلال هذا الملتقى الشبابي، الذي انصهر في انشطته أزيد من أربعة آلاف شاب من مختلف جهات المملكة، فإننا نوجه النداء إلى كل شباب المغرب يضيف البيان، إلى الانفتاح على نظرة الثقة التي يدافع عنها التجمع الوطني للأحرار، من أجل مغرب لكل المغاربة، بدون أي حساسيات اقصائية لمواصلة بناء صرح الدولة الوطنية، و تدعيم استقرار المجتمع المغربي وفق توافقاته التاريخية، وعقد العزم على السير بروح قوية، ومسترشدين بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و مستنيرين بتراكم التجارب والمسارات والأفكار في حزب التجمع الوطني للأحرار والله المستعان وهو ولي التوفيق، من يتوكل عليه فهو حسبه.


اقرأ أيضاً
مذكرة تفاهم تجمع رئاسة النيابة العامة بالمملكة المغربية ونظيرتها بجمهورية الرأس الأخضر
أجرى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة مولاي الحسن الداكي، صباح اليوم الإثنين 12 ماي 2025 بمقر رئاسة النيابة العامة بالرباط مباحثات مع نظيره النائب العام ورئيس المجلس الأعلى للنيابة العامة بجمهورية الرأس الأخضر "لويس خوسيه تافاريس لانديم"، الذي يقوم بزيارة عمل لبلادنا رفقة وفد رفيع المستوى في إطار تعزيز علاقات التعاون بين مؤسستي النيابة العامة بكل من المملكة المغربية وجمهورية الرأس الأخضر، والتي تمتد من تاريخ 11 إلى غاية 17 من شهر مايو 2025.وحسب بلاغ توصلت كشـ24 بنسخة منه، فقد همت هذه المباحثات تعزيز سبل التعاون الثنائي في شقيه القضائي والتقني في مجال مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، التي تستوجب تعزيز وتعميق سبل التعاون وتطويرها بما يساهم في الحد من الجريمة وضمان عدم الإفلات من العقاب، وتحسين جودة العدالة لمواطني البلدين، في إطار مبادئ السيادة الوطنية والمساواة والمعاملة بالمثل واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.وأبرز الجانبان خلال مباحثاتهما مدى أهمية تقاسم التجارب والخبرات في المجالات ذات الصلة بعمل النيابة العامة بالبلدين، من خلال تبادل المعلومات والزيارات والخبرات في المجالات المتعلقة باختصاصاتهما، وكذا عقد الندوات والمحاضرات العلمية والمؤتمرات في المجالات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.كما مكن هذا اللقاء من استعراض التطور الذي عرفته منظومة العدالة ببلادنا، وإبراز التجربة المغربية المتميزة في استقلال السلطة القضائية عموما واستقلال النيابة العامة بشكل خاص، وكان فرصة للتعريف بمختلف الاختصاصات الموكولة إليها، واستعراض الأوراش التي يتم الاشتغال على تطويرها، في إطار استراتيجية مندمجة تروم التنفيذ الأمثل للسياسة الجنائية، وغيرها من المواضيع التي تدخل في صميم اهتمام الجانبين.وختاما وبعد التنويه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين رئاسة النيابة العامة بالمملكة المغربية والنيابة العامة لجمهورية الرأس الأخضر، في أفق صياغة برامج تقنية لتبادل التجارب والخبرات والممارسات الفضلى بين المؤسستين فيما يدخل ضمن مجالات اختصاصاتهما.
سياسة

بوروندي تجدد تأكيد دعمها للوحدة الترابية لمملكة ولسيادتها على صحرائها
جددت جمهورية بوروندي، اليوم الاثنين، تأكيد دعمها للوحدة الترابية للمغرب ولسيادة المملكة على صحرائها. وجرى التعبير عن هذا الموقف من قبل الوزير البوروندي للشؤون الخارجية، ألبرت شينجيرو، في بيان مشترك وُقع بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للجنة التعاون المشتركة بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي بالرباط، التي ترأسها بشكل مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وفي هذا البيان المشترك، أشاد رئيس الدبلوماسية البوروندية بالدينامية الدولية التي أعطاها الملك محمد السادس منذ سنوات لمغربية الصحراء ودعما للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. كما جدد التأكيد على الموقف الثابت لجمهورية بوروندي لصالح الوحدة الترابية وسيادة المغرب على كامل ترابه، بما في ذلك جهة الصحراء، مجددا تأكيد دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة، باعتباره الحل الوحيد ذي المصداقية والواقعي لتسوية هذا النزاع الإقليمي. ونوه شينجيرو، أيضا، بجهود الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الحصري للتوصل إلى حل واقعي، عملي ودائم للنزاع حول الصحراء.
سياسة

مجلس وزاري مرتقب يؤجل مساءلة أخنوش أمام البرلمان
أعلن مجلس النواب عن تأجيل الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، حول السياسة العامة، والتي كان من المقرر عقدها غدا الإثنين 12 مايو، وذلك بسبب التزامات حكومية “عاجلة”، يُرجح أنها ترتبط بانعقاد مجلس وزاري مرتقب برئاسة جلالة الملك محمد السادس. ووفق ما أفادت به مصادر برلمانية متطابقة، فإن رؤساء الفرق والمجموعة النيابية توصلوا بمراسلة طارئة من رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، تفيد بتأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل، مع تعويضها بجلسة للأسئلة الشفهية، ستُعقد في نفس الموعد المعلن سلفًا. وتابعت المصادر أن الجلسة ستقتصر على استضافة ثلاثة من كتاب الدولة، هم لحسن السعدي (الصناعة التقليدية)، وعمر احجيرة (التجارة الخارجية)، وأديب بن ابراهيم (الإسكان)، وذلك لكونهم غير معنيين بحضور المجالس الوزارية التي يترأسها جلالة الملك. ووفق المعلومات المتوفرة، ستقتصر الأسئلة البرلمانية خلال هذه الجلسة المؤقتة على سؤال واحد لكل فريق نيابي، موجه إلى كل كاتب دولة على حدة، في انتظار تحديد جدول الأعمال النهائي صباح الاثنين.
سياسة

الاستقلال يوضح حقيقة رفض تزكية الدرويش لرئاسة تسلطانت
خرجت المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال بمراكش ببيان توضيحي للرأي العام، نفت فيه صحة ما تم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي بخصوص رفض الحزب تزكية عبد العزيز الدرويش لرئاسة جماعة تسلطانت. وأكد المفتش الإقليمي للحزب، الأستاذ يونس بوسكسو، أن هذه الأخبار زائفة ولا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى أن عبد العزيز الدرويش لم يتقدم بطلب تزكية للترشح لرئاسة الجماعة المذكورة، مضيفاً أنه دائم التواصل معه. كما أهاب بوسكسو بمن عمل على ترويج هذه المغالطة أن يتحرى الدقة في نقل الأخبار والبحث عن مصادرها.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة