مجتمع

تكناوي : التعليم المدرسي الخصوصي بالمغرب يخلف موعده مرة أخرى مع التاريخ


كشـ24 نشر في: 7 يونيو 2020

في تاريخ الامم والشعوب وحياة عموم الناس لحظات فارقة عما كان قبلها، ويكون لها ما بعدها من شؤون وتبعات؛ كما يقول المفكر النمساوي ستيفان سفايج في كتابه الموسوم ب " اللحظات الحاسمة في التاريخ ".والشعب المغربي مثل باقي الشعوب والامم عاش لحظات جائحة كورونا، التي شكلت بالفعل لحظات فارقة وحاسمة ليس فقط على مدى جسامة الحدث إنسانيا وما خلفه من ضحايا وأضرار، ولكن ايضا بما ترتب عليها من تحولات كبرى لامست كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، هي لحظات عاشها وعايشها ايضا عموم الناس الذين واجهوا مفارقات مؤلمة غير مسبوقة من حظر الحركة وفرض اجراءات التباعد الاجتماعي وغيرها.هذه اللحظات الفارقة بقدر ما كشفت عن الجانب المشرق لدى الكثير من الهيئات والقطاعات التي ابانت عن روح المواطنة واستعدادها للتضحية، اماطت اللثام عن هيئات اخرى وابانت عن اقسى اوجه جشعها وتغولها، بل و اتاحت مختبرا لتمحيص كثير من الا دعاءات المؤطرة لواقعها خاصة على مستوى مرتكزات تدبيرها للحظة حالة الطوارئ الصحية ومقاربتها الاستفرادية ، و الكلام هنا ينسحب على العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي بالمغرب.جائحة كورونا جسدت لحظات اخفاق لعدد من هذه المؤسسات التي لم تستطع أن تبقى في منجاة عن الطابع التجاري سلوكا ونظاما، فضاضة وسطوة وتطاول وتوغل وتبديد وهدر لفرص التقرب والتشابك مع انتظارات وتطلعات المواطنين والأسر، والتأسيس لوعي نوعي يمكن ان يسهم في تأصيل لواقع تعليم خصوصي جديد بحس وطني رفيع.فمن رحم المواقف العصيبة للجائحة والتي شهد الجميع بقساوتها، كانت الجمعيات الممثلة للتعليم الخصوصي اول المهرولين الى مراسلة رئيس الحكومة للاستفادة من صندوق تدبير جائحة كورونا، بل ولجأت بعدها إلى انتهاج اساليب تدليسية واحتيالية حسب تعبير وزير التشغيل والادماج المهني للحصول على تعويض 2000 درهم من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .المحظور الذي وقعت فيه هذه المؤسسات امتد الى محاولة اجبار الاسر على اداء واجبات التمدرس خلال الفترة التي توقفت فيها الدراسة بسبب الحجر الصحي رغم ان التلاميذ لم يستفيدوا من كل الخدمات المنصوص عليها في العقد الذي يجمعهم بها، بل وأن بعضها توجه الى القضاء لاستخلاصها.امام هذه الممارسات التي لم يطاوعها المجتمع المغربي والتي دفعت بالتوتر بين المدارس الخاصة والأسر الى مسالك وانفاق لا قرار لها، وجب على الدولة التدخل لاجتثاث الممانعة بهذا القطاع، ووضع اليد بجرأة وشجاعة على الاختلالات التي عرفها تدبير مسار جائحة كورونا من طرف هذه مؤسسات، بل واعادة النظر في هذا القطاع برمته، ومواجهة الحقائق والوقائع التي ابانت عنها تداعيات هذه الجائحة بما يستلزم من اساليب المكاشفة باعتبار التعليم المدرسي الخصوصي هو مقاولة مواطنة فوضت تقديم خدمة التعليم مقابل رسوم لها معقولية ومصداقية وليس المتاجرة بها، و ليس أيضا مجالا للإثراء الفاحش، وللجم ممارسة دواليب الهيئات المسيرة له من مقامري الفرص الخدماتية باستغلال حاجة المواطنين للتربية والتعليم، ووقف طغيان الحس الربحي والتحصيل الهيستري.والكلمة التي لابد من قولها في خاتمة هاته السطور أن المغرب سيعرف لا محالة تحولات لما بعد مرحلة كورونا ستفرض طرح العديد من الاستفهامات حول التصورات العامة المستهدفة خلال المرحلة الجديدة القادمة والتي ينبغي على قطاع التعليم مواكبتها والاسهام في بلورة مضامينها وتعميق المرتكزات الكبرى حولها، والتعليم المدرسي الخصوصي ليس بمنأى عنها باعتباره مكونا اساسيا من مكونات المنظومة التربوية والتكوينية ودون خوض في مزايدات ينتظر الشعب المغربي من التعليم الخصوصي بالدرجة الاولى ان تنسحب عليه مسوح الوطنية وقواعد العقلنة و أسس التضامن والتكافل لتدشين مرحلة جديدة في التعامل والتواصل بينه وبين الاسر تعطي الامل وتعيد الثقة التي بددتها تداعيات تدبير جائحة كورونا. محمد تكناوي

في تاريخ الامم والشعوب وحياة عموم الناس لحظات فارقة عما كان قبلها، ويكون لها ما بعدها من شؤون وتبعات؛ كما يقول المفكر النمساوي ستيفان سفايج في كتابه الموسوم ب " اللحظات الحاسمة في التاريخ ".والشعب المغربي مثل باقي الشعوب والامم عاش لحظات جائحة كورونا، التي شكلت بالفعل لحظات فارقة وحاسمة ليس فقط على مدى جسامة الحدث إنسانيا وما خلفه من ضحايا وأضرار، ولكن ايضا بما ترتب عليها من تحولات كبرى لامست كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، هي لحظات عاشها وعايشها ايضا عموم الناس الذين واجهوا مفارقات مؤلمة غير مسبوقة من حظر الحركة وفرض اجراءات التباعد الاجتماعي وغيرها.هذه اللحظات الفارقة بقدر ما كشفت عن الجانب المشرق لدى الكثير من الهيئات والقطاعات التي ابانت عن روح المواطنة واستعدادها للتضحية، اماطت اللثام عن هيئات اخرى وابانت عن اقسى اوجه جشعها وتغولها، بل و اتاحت مختبرا لتمحيص كثير من الا دعاءات المؤطرة لواقعها خاصة على مستوى مرتكزات تدبيرها للحظة حالة الطوارئ الصحية ومقاربتها الاستفرادية ، و الكلام هنا ينسحب على العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي بالمغرب.جائحة كورونا جسدت لحظات اخفاق لعدد من هذه المؤسسات التي لم تستطع أن تبقى في منجاة عن الطابع التجاري سلوكا ونظاما، فضاضة وسطوة وتطاول وتوغل وتبديد وهدر لفرص التقرب والتشابك مع انتظارات وتطلعات المواطنين والأسر، والتأسيس لوعي نوعي يمكن ان يسهم في تأصيل لواقع تعليم خصوصي جديد بحس وطني رفيع.فمن رحم المواقف العصيبة للجائحة والتي شهد الجميع بقساوتها، كانت الجمعيات الممثلة للتعليم الخصوصي اول المهرولين الى مراسلة رئيس الحكومة للاستفادة من صندوق تدبير جائحة كورونا، بل ولجأت بعدها إلى انتهاج اساليب تدليسية واحتيالية حسب تعبير وزير التشغيل والادماج المهني للحصول على تعويض 2000 درهم من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .المحظور الذي وقعت فيه هذه المؤسسات امتد الى محاولة اجبار الاسر على اداء واجبات التمدرس خلال الفترة التي توقفت فيها الدراسة بسبب الحجر الصحي رغم ان التلاميذ لم يستفيدوا من كل الخدمات المنصوص عليها في العقد الذي يجمعهم بها، بل وأن بعضها توجه الى القضاء لاستخلاصها.امام هذه الممارسات التي لم يطاوعها المجتمع المغربي والتي دفعت بالتوتر بين المدارس الخاصة والأسر الى مسالك وانفاق لا قرار لها، وجب على الدولة التدخل لاجتثاث الممانعة بهذا القطاع، ووضع اليد بجرأة وشجاعة على الاختلالات التي عرفها تدبير مسار جائحة كورونا من طرف هذه مؤسسات، بل واعادة النظر في هذا القطاع برمته، ومواجهة الحقائق والوقائع التي ابانت عنها تداعيات هذه الجائحة بما يستلزم من اساليب المكاشفة باعتبار التعليم المدرسي الخصوصي هو مقاولة مواطنة فوضت تقديم خدمة التعليم مقابل رسوم لها معقولية ومصداقية وليس المتاجرة بها، و ليس أيضا مجالا للإثراء الفاحش، وللجم ممارسة دواليب الهيئات المسيرة له من مقامري الفرص الخدماتية باستغلال حاجة المواطنين للتربية والتعليم، ووقف طغيان الحس الربحي والتحصيل الهيستري.والكلمة التي لابد من قولها في خاتمة هاته السطور أن المغرب سيعرف لا محالة تحولات لما بعد مرحلة كورونا ستفرض طرح العديد من الاستفهامات حول التصورات العامة المستهدفة خلال المرحلة الجديدة القادمة والتي ينبغي على قطاع التعليم مواكبتها والاسهام في بلورة مضامينها وتعميق المرتكزات الكبرى حولها، والتعليم المدرسي الخصوصي ليس بمنأى عنها باعتباره مكونا اساسيا من مكونات المنظومة التربوية والتكوينية ودون خوض في مزايدات ينتظر الشعب المغربي من التعليم الخصوصي بالدرجة الاولى ان تنسحب عليه مسوح الوطنية وقواعد العقلنة و أسس التضامن والتكافل لتدشين مرحلة جديدة في التعامل والتواصل بينه وبين الاسر تعطي الامل وتعيد الثقة التي بددتها تداعيات تدبير جائحة كورونا. محمد تكناوي



اقرأ أيضاً
نداء لإنقاذ آية.. طالبة هندسة بمراكش تصارع الموت في باريس
أطلق أقرباء وزملاء الطالبة المغربية آية بومزبرة، نداءً إنسانيًا عاجلًا للتبرع من أجل إنقاذ حياتها، بعد أن عجزت أسرتها عن توفير مبلغ 250 ألف أورو، الضروري لإجراء عملية زرع كبد مستعجلة في العاصمة الفرنسية باريس. آية، البالغة من العمر 23 عامًا، تتابع دراستها في السنة الرابعة من سلك الهندسة المعمارية بـالمدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية بمدينة مراكش. وكانت قد خضعت لعملية زرع أولى أنقذت حياتها قبل عام، إلا أنها اليوم تعيش مجددًا وضعًا صحيًا حرجًا، بعد إصابتها بعدوى خطيرة استدعت نقلها بشكل طارئ إلى قسم الإنعاش بمستشفى بول بروس (Paul-Brousse) بمدينة فيلجويف قرب باريس، حيث ترقد حاليًا في الغرفة رقم 11. وتؤكد عائلتها أن آية تقف على حافة الخطر، وأن حياتها مرهونة بإجراء هذه العملية الثانية في أقرب الآجال، في ظل عجز الأسرة التام عن تحمل التكاليف الباهظة للتدخل الطبي العاجل. وفي هذا السياق، ناشد المقربون منها، إلى جانب زملائها في الجامعة، كل من يستطيع المساهمة، سواء من داخل المغرب أو خارجه، بالتبرع لإنقاذ هذه الشابة الطموحة، التي لا تزال تحلم بإتمام دراستها والعودة لحياتها الطبيعية. وجاء في النداء الإنساني: "كل تبرع، مهما كان بسيطًا، قد يُحدث فرقًا. فلنعطِ آية فرصة ثانية للحياة، لتُكمل مسارها الدراسي، وتعود إلى حضن أسرتها، وتحقق أحلامها التي لم تكتمل بعد." وتأمل عائلة آية أن يتجاوب المواطنون وذوو القلوب الرحيمة مع هذه المبادرة، لإنقاذ ابنتهم التي تصارع الموت وتنتظر بشغف فرصة جديدة للحياة.
مجتمع

تعزية في وفاة والدة قائد المركز الترابي للدرك الملكي تسلطانت
ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا، نبأ وفاة والدة بن دحو المحجوب قائد المركز الترابي للدرك الملكي تسلطانت، التي وافتها المنية زوال يوم الاثنين 30 يونيو 2025 بمنطقة تبدو نواحي وجدة. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم "كشـ24" ببالغ التعازي المواساة لبن دحو المحجوب قائد المركز الترابي للدرك الملكي تسلطانت، وعائلته الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجَلّ أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويدخلها فسيح جناته، ويلهم ذويها جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مجتمع

المؤبد لمغربي متهم بقتل زوجته وشقيقتها بفرنسا
أدانت محكمة الجنايات في جارد بفرنسا، مؤخرا، عامل بناء مغربي يبلغ من العمر 38 عامًا، بارتكاب جريمتي قتل زوجته (26 عامًا) وشقيقتها (39 عامًا) في 5 ماي 2023 في سال دو جاردون. وصدر الحكم بناءً على طلب المدعية العامة ناتالي ويث، وحكمت محكمة الجنايات الكبرى على المتهم بالسجن المؤبد مع حد أدنى للإكراه البدني لمدة 18 عامًا، بالإضافة إلى حرمانه من الولاية الأبوية على ابنته. واستندت المحكمة إلى تقرير الطبيب الشرعي قبل إصدار قرارها. ووفقًا لهذا التقرير، طعن المتهم زوجته حليمة زرهوني 14 طعنة، اثنتان منها كانتا قاتلتين، وألحق ثلاث جروح، منها جرح قطعي في الحلق، بفاطمة، شقيقة زوجته. وتعود أسباب جريمة القتل المزدوجة هذه إلى شجار وقع في سياق انفصال. كانت حليمة ضحية عنف، وفقًا لأقاربها، وأرادت الانفصال عن زوجها وخشيت أن يصطحب ابنتهما البالغة من العمر عشرة أشهر إلى المغرب. وغادرت منزل الزوجية بحثًا عن ملجأ لدى أختها في مقاطعة جارد. ولم يتقبل زوجها الانفصال. وفي 5 ماي 2023، توجه هذا الحرفي المغربي إلى سال دو جاردون. ثم اندلع شجار بينه وبين شقيقة زوجته. وتدخلت زوجته على الفور. وارتكب المتهم جريمة قتل مزدوجة أمام طفلته الصغيرة. ووقعت الحادثة أمام شاهدة، أدلت بشهادتها أمام محكمة الجنايات، حسب جريدة "ميدي ليبر" الفرنسية.
مجتمع

اتفاقية تعاون تجمع بين “نارسا” ووزارة العدل
وقع هشام الملاطي، مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة، التابعة لوزارة العدل، وبناصر بولعجول، المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، الخميس بمدينة الرباط، اتفاقية إطار للتعاون والشراكة ترمي إلى تطوير مقاربة علمية متكاملة في مجال السلامة الطرقية. وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعت على هامش انعقاد أشغال اجتماع اللجنة الدائمة للسلامة الطرقية، الذي ترأسه عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك، بحضور عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، إلى تطوير قاعدة بيانات موحدة للمعطيات والبيانات الإحصائية القضائية والإدارية الخاصة بحوادث السير، وتطوير مؤشرات ولوحات قيادة خاصة حول السلامة الطرقية بالمغرب، وتعزيز البحث والتحليل في مجال السلامة الطرقية عبر إنجاز دراسات تشخيصية وتحليلية للظاهرة ونجاعة التشريعات والقوانين التنظيمية الخاصة بقواعد السير على الطرق. ووفق بلاغ في الموضوع، يسعى هذا التعاون إلى تنمية الخبرات والمؤهلات القانونية والتقنية المتعلقة بالسلامة الطرقية عبر تنظيم أنشطة علمية لتعزيز المؤهلات، وتبادل التجارب الفضلى وطنيا ودوليا، وتعزيز القوة الاقتراحية للطرفين في مجال البرامج والخطط الناجعة من أجل الحد من الظاهرة، مع تقديم التوصيات، التي يمكن الاعتماد عليها في رسم معالم السياسة العمومية في مجال السلامة الطرقية للقطاعات المعنية، وتوعية الرأي العام عبر تنظيم أنشطة تواصلية هادفة إلى التحسيس، والرفع من المعارف القانونية لمستعملي الطريق في مجال السلامة الطرقية لما للتوعية والتحسيس من آثار إيجابية. ولفت البلاغ، إلى أن هذه الشراكة تجسد التزاما مشتركا ورؤية وطنية طموحة في إطار تعزيز آليات التعاون المؤسساتي لتحسين السلامة الطرقية وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة