

ثقافة-وفن
تشكيليون يتوحدون في المعرض السنوي الثاني بطانطان ويكرمون الأزهر
اختتم، أمس الاثنين، المعرض التشكيلي السنوي الثاني بطانطان، الذي نظمته جمعية أصدقاء متحف الطنطان، بدعم من وزارة الثقافة ومؤسسة الموغار والمجلس الإقليمي لطانطان وعمالة الإقليم.وتميز الحدث الثقافي والفني، الذي انطلق تحت شعار"الذاكرة الجمالية لرحل الصحراء 2018 ببهو الخزانة الوسائطية لطانطان بتقديم حصيلة ورشة فنية أقيمت بالثانوية الإعدادية المسيرة الخضراء أطرها الأساتذة: الرَّاكَب الحَيْسن، ياسين الشرايبي وعبد الإله قندادي وشارك فيها 12 تلميذا موهوبا يدرسون بالمؤسسة، وهم: ياسمين العجيني، ياسمين كاجا، نزهة لياغلي، نورة مسموح، وصال الروطبي، عمر هباد، محمد الصياد، حفصة بستاوي، عمر بوكزي، حسناء القاضي، أيمن بنتونسي ومليكة بنهاشم. وتنوعت المواضيع والأساليب الفنية التي طبعت الأعمال المنتقاة لهؤلاء التلاميذ المبدعين إذ شملت قوافل الصحراء ومسكن البدو ولباسهم، إلى جانب نماذج من فنونهم الشعبية وغير ذلك من المواضيع التراثية التي صاغوها بتقنيات تعبيرية تأرجحت عموما بين الرسم الواقعي والانطباعية اللونية، وذلك على سند القماش بمقاسات متوسطة.وستساهم حصيلة هذه الورشة الفنية في تحفيز الناشئة على الانخراط المتزايد في مجال الإبداع التشكيلي والتصوير واستثمار مختلف الوسائط والخامات المحلية للتعبير جماليا عن موروثهم الثقافي وفنونهم المحلية المستوحاة من تربة الصحراء.وشكل المعرض امتدادا للمبادرة المحمودة التي أقدمت عليها جمعية أصدقاء متحف الطنطان السنة الماضية والمتمثلة في لم شمل مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب من أبناء المناطق الصحراوية إلى جانب مشاركة نوعية ووازنة لفنانين تشكيليين من مناطق الشمال من أجل الحوار والاحتكاك وتبادل التجارب الإبداعية والجمالية، وذلك ضمن معرض تشكيلي جماعي يتيح هذه الإمكانية النادرة التي تروم التعريف بالمنجز الفني لهؤلاء الفنانين الشباب مما سيفتح لهم -بكل تأكيد- آفاقا ورهانات جمالية لتشييد نموذجهم الإبداعي في صورة مغايرة أكثر نضجا وإقناعا.
وتمحورت جل الأعمال الفنية المرشحة للعرض حول "الذاكرة الجمالية لرحل الصحراء" التي يرسمها الإنتاج اليدوي الصحراوي، وهو لا يقوم على مهارة المحاكاة Imitation بدافع الحفاظ على الشكل الموروث فحسب، بقدر ما يشتغل على استخدام الصيغ الفنية القديمة وإعادة صياغتها وفق رؤى وتصورات جديدة متميزة على مستوى التكوين والبناء الجمالي والأسلوب الفني (المرئي والمرسوم). ورغم أنه يدور في فلك العادات والتقاليد والحاجات اليومية، فإن هذا الإنتاج -الذي يستلهم منه الفنانون أعمالهم التشكيلية- يسعى إلى الانتقال من البسيط التقليدي إلى الشكل الفني الجمالي، ومن مرحلة التعبير النمطي (المتكرِّر والرتيب) إلى مرحلة الإنتاج المتجدِّد ليصبح علامة من علامات التقدُّم المعرفي الذي يعتمد على نمو التجربة الجمالية بشكل متواتر واطرادي.وفي إطار ثقافة المشاركة والاعتراف تم تكريم الفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر تقديرا لمساره الجمالي الذي أغنى الساحة الفنية العربية والمغربية على امتداد سنوات كثيرة، إلى جانب تنظيم ندوة تخصصية حول منجزه الصباغي بمشاركة الناقدين التشكيليين شفيق الزكَاري وعبد الله الشيخ والباحث اسليمة أمرز، مع عرض وتحليل شريط سمعي بصري (5 د.) يؤرخ لتجربته الصباغية بعنوان "التشكيلي عبد الكريم الأزهر- تحولات الجسد". عقب المداخلات، ألقى المحتفى به كلمة مؤثرة شكر فيها منظمي هذا المعرض ومثمنا هذه الالتفاتة التي اعتبرها ولادة جديدة قبل أن يستعرض بعض التفاصيل الجميلة التي رافقت مراحله الإبداعية.
بالمناسبة، أعدت جمعية أصدقاء متحف الطَّنطان كتيبا توثيقيا تضمن نصوصا نقدية مضيئة وشهادات حول المنجز الجمالي لهذا المبدع المتميز، وذلك بمساهمة نخبة من أصدقائه النقاد الفنيين والأدباء والشعراء، وهم: كرستيان رييڤو Christian Rivot (ترجمة: محمد صوف)، محمد الأشعري، صدوق نور الدين، بشير القمري، نور الدين فاتحي، حسن نجمي، عبد الحميد بنداود، ابراهيم الحَيْسَن، شفيق الزكَاري وعبد الله الشيخ.وبفضاء ذراع الخيل الذي ينبت غرب مدينة الطنطان، أقيم داخل خيمة صحراوية حفل عشاء على شرف المشاركين تميز بتنظيم جلسة تقييمية على إيقاع شرب الشاي الصحراوي وقد أطرها ونشطها النقاد والفنانون المشاركون، حيث خلصت إلى استصدار مجموعة من التوصيات والتدابير التي تدعو إلى تطوير هذه التجربة الفنية من خلال إقامة ورشات تكوينية في الحفر والسيريغرافيا والخزف، وكذا خلق إقامات فنية بمشاركة فنانين من المغرب وخارجه.
وتركت فعاليات هذا المعرض أصداء طيبة لدى المشاركين والحاضرين الذين ثمنوا هذه التجربة الفنية الجماعية واعتبروها فرصة سانحة للتعريف بالطاقات المبدعة بالأقاليم الجنوبية وبما تكتنزه هذه المناطق من موروث ثقافي وتعبيرات فنية محلية بهية أضحت تمثل سندا مرجعيا للفنانين التشكيليين، مؤكدين على ضرورة دعم هذه التجربة متمنين لها في الوقت نفسه المزيد من الاستمرارية والترسيخ.
اختتم، أمس الاثنين، المعرض التشكيلي السنوي الثاني بطانطان، الذي نظمته جمعية أصدقاء متحف الطنطان، بدعم من وزارة الثقافة ومؤسسة الموغار والمجلس الإقليمي لطانطان وعمالة الإقليم.وتميز الحدث الثقافي والفني، الذي انطلق تحت شعار"الذاكرة الجمالية لرحل الصحراء 2018 ببهو الخزانة الوسائطية لطانطان بتقديم حصيلة ورشة فنية أقيمت بالثانوية الإعدادية المسيرة الخضراء أطرها الأساتذة: الرَّاكَب الحَيْسن، ياسين الشرايبي وعبد الإله قندادي وشارك فيها 12 تلميذا موهوبا يدرسون بالمؤسسة، وهم: ياسمين العجيني، ياسمين كاجا، نزهة لياغلي، نورة مسموح، وصال الروطبي، عمر هباد، محمد الصياد، حفصة بستاوي، عمر بوكزي، حسناء القاضي، أيمن بنتونسي ومليكة بنهاشم. وتنوعت المواضيع والأساليب الفنية التي طبعت الأعمال المنتقاة لهؤلاء التلاميذ المبدعين إذ شملت قوافل الصحراء ومسكن البدو ولباسهم، إلى جانب نماذج من فنونهم الشعبية وغير ذلك من المواضيع التراثية التي صاغوها بتقنيات تعبيرية تأرجحت عموما بين الرسم الواقعي والانطباعية اللونية، وذلك على سند القماش بمقاسات متوسطة.وستساهم حصيلة هذه الورشة الفنية في تحفيز الناشئة على الانخراط المتزايد في مجال الإبداع التشكيلي والتصوير واستثمار مختلف الوسائط والخامات المحلية للتعبير جماليا عن موروثهم الثقافي وفنونهم المحلية المستوحاة من تربة الصحراء.وشكل المعرض امتدادا للمبادرة المحمودة التي أقدمت عليها جمعية أصدقاء متحف الطنطان السنة الماضية والمتمثلة في لم شمل مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب من أبناء المناطق الصحراوية إلى جانب مشاركة نوعية ووازنة لفنانين تشكيليين من مناطق الشمال من أجل الحوار والاحتكاك وتبادل التجارب الإبداعية والجمالية، وذلك ضمن معرض تشكيلي جماعي يتيح هذه الإمكانية النادرة التي تروم التعريف بالمنجز الفني لهؤلاء الفنانين الشباب مما سيفتح لهم -بكل تأكيد- آفاقا ورهانات جمالية لتشييد نموذجهم الإبداعي في صورة مغايرة أكثر نضجا وإقناعا.
وتمحورت جل الأعمال الفنية المرشحة للعرض حول "الذاكرة الجمالية لرحل الصحراء" التي يرسمها الإنتاج اليدوي الصحراوي، وهو لا يقوم على مهارة المحاكاة Imitation بدافع الحفاظ على الشكل الموروث فحسب، بقدر ما يشتغل على استخدام الصيغ الفنية القديمة وإعادة صياغتها وفق رؤى وتصورات جديدة متميزة على مستوى التكوين والبناء الجمالي والأسلوب الفني (المرئي والمرسوم). ورغم أنه يدور في فلك العادات والتقاليد والحاجات اليومية، فإن هذا الإنتاج -الذي يستلهم منه الفنانون أعمالهم التشكيلية- يسعى إلى الانتقال من البسيط التقليدي إلى الشكل الفني الجمالي، ومن مرحلة التعبير النمطي (المتكرِّر والرتيب) إلى مرحلة الإنتاج المتجدِّد ليصبح علامة من علامات التقدُّم المعرفي الذي يعتمد على نمو التجربة الجمالية بشكل متواتر واطرادي.وفي إطار ثقافة المشاركة والاعتراف تم تكريم الفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر تقديرا لمساره الجمالي الذي أغنى الساحة الفنية العربية والمغربية على امتداد سنوات كثيرة، إلى جانب تنظيم ندوة تخصصية حول منجزه الصباغي بمشاركة الناقدين التشكيليين شفيق الزكَاري وعبد الله الشيخ والباحث اسليمة أمرز، مع عرض وتحليل شريط سمعي بصري (5 د.) يؤرخ لتجربته الصباغية بعنوان "التشكيلي عبد الكريم الأزهر- تحولات الجسد". عقب المداخلات، ألقى المحتفى به كلمة مؤثرة شكر فيها منظمي هذا المعرض ومثمنا هذه الالتفاتة التي اعتبرها ولادة جديدة قبل أن يستعرض بعض التفاصيل الجميلة التي رافقت مراحله الإبداعية.
بالمناسبة، أعدت جمعية أصدقاء متحف الطَّنطان كتيبا توثيقيا تضمن نصوصا نقدية مضيئة وشهادات حول المنجز الجمالي لهذا المبدع المتميز، وذلك بمساهمة نخبة من أصدقائه النقاد الفنيين والأدباء والشعراء، وهم: كرستيان رييڤو Christian Rivot (ترجمة: محمد صوف)، محمد الأشعري، صدوق نور الدين، بشير القمري، نور الدين فاتحي، حسن نجمي، عبد الحميد بنداود، ابراهيم الحَيْسَن، شفيق الزكَاري وعبد الله الشيخ.وبفضاء ذراع الخيل الذي ينبت غرب مدينة الطنطان، أقيم داخل خيمة صحراوية حفل عشاء على شرف المشاركين تميز بتنظيم جلسة تقييمية على إيقاع شرب الشاي الصحراوي وقد أطرها ونشطها النقاد والفنانون المشاركون، حيث خلصت إلى استصدار مجموعة من التوصيات والتدابير التي تدعو إلى تطوير هذه التجربة الفنية من خلال إقامة ورشات تكوينية في الحفر والسيريغرافيا والخزف، وكذا خلق إقامات فنية بمشاركة فنانين من المغرب وخارجه.
وتركت فعاليات هذا المعرض أصداء طيبة لدى المشاركين والحاضرين الذين ثمنوا هذه التجربة الفنية الجماعية واعتبروها فرصة سانحة للتعريف بالطاقات المبدعة بالأقاليم الجنوبية وبما تكتنزه هذه المناطق من موروث ثقافي وتعبيرات فنية محلية بهية أضحت تمثل سندا مرجعيا للفنانين التشكيليين، مؤكدين على ضرورة دعم هذه التجربة متمنين لها في الوقت نفسه المزيد من الاستمرارية والترسيخ.
ملصقات
