مجتمع

“بيوت الراحة” كابوس المواطنين في العواصم العربية


كشـ24 نشر في: 7 مارس 2018

في عالمنا العربي، نجد أن وضع المراحيض العامة اليوم أصبح مزرياً للغاية، وغالباً ما يحمل المواطنون همَّ قضاء حاجتهم خارج المنزل؛ نظراً إلى النظافة المتدنِّية للمراحيض وأيضاً ندرتها، مما جعلهم يلجأون إلى حلول بديلة.هذا الأمر تسبب في العديد من المشاكل، التي وجد بعضها طريقه إلى وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، وهو ما يعطي نظرة واضحة عن مدى ما وصلت إليه المراحيض العامة من سوء.وحتى تتضح تفاصيل الصورة، نطلع على وضع المراحيض العامة في بعض الدول العربية.سائح أميركي يطلب من الحكومة الأردنية الاعتناء بمراحيضهادفع الوضع المتدني للمراحيض العامة في المملكة الأردنية، سائحاً أميركياً إلى توجيه رسالة، عبر مقطع فيديو، إلى الجهات المعنيَّة في الأردن؛ مطالباً إياها بضرورة تحسين المراحيض العامة، خاصة في الأماكن الأثرية؛ للتمكُّن من جذب السياح، موضحاً في رسالته، أن هذه المراحيض كارثية ولا تصلح للاستخدام.ولا يتوقف الأمر على السياح، فهناك العديد من الشكاوى من جانب المواطنين الأردنيين نتيجة معاناتهم النقص الكبير في أعداد المراحيض العامة، ولم تقتصر الشكاوى على المواطنين فقط؛ بل امتدت أيضاً إلى أحد أعضاء مجلس أمانة العاصمة الأردنية عمّان والذي عرض اقتراحاً عام 2009م، بإنشاء مراحيض عامة جديدة، إلا أن عرضه لم يلقَ أية استجابة، لتظل المعاناة مستمرة حتى اليوم.العاصمة المغربية لا يوجد بها سوى مرحاض عام وحيد!دعا عدد من النشطاء والجمعيات الحقوقية في المغرب إلى بناء مراحيض عامة نظيفة وملائمة للبيئة، مشيرين إلى نقص عددها في مختلف المدن المغربية.فعلى سبيل المثال، لا يوجد في العاصمة الرباط سوى مرحاض عمومي واحد، وأدى هذا النقص إلى انتشار الروائح الكريهة، نتيجة التبول وقضاء الحاجات في الحدائق والأماكن العامة.وكانت عدة جمعيات مغربية مهتمة بالبيئة، قد أطلقت حملةً، شعارها "مراحيض محترمة للجميع"، وذلك بالتزامن مع "اليوم العالمي للمراحيض" في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017م؛ من أجل تأكيد أهمية بناء المراحيض العامة في المدن السياحية والترفيهية بالذات، موضحين أن غيابها يؤدي إلى تشويه المناظر الطبيعية وتذمُّر السياح.التبول في الشارع بموريتانيا أمر عاديوفقاً للثقافة الموريتانية، لا يعد التبول في الشوارع عادة سيئة، وهذا ما جعل قضاء الحاجة بالشارع ظاهرة تكثر لدى الرجال والنساء أيضاً؛ إذ تساعدهن طبيعة الملابس التي يرتدونها على قضاء حاجتهن في العراء.وهناك من يفسر انتشار تلك الظاهرة بعدم وجود مراحيض عامة، بالإضافة إلى أن بعض المنازل في الأحياء العشوائية لا توجد بها دورات مياه، ولا توجد المراحيض العامة إلا بالأسواق والمساجد، كما أنها تكون في الغالب غير نظيفة.ورغم الجهود المبذولة لمواجهة التبول في الشارع، من خلال كتابة تحذيرات ونصائح على الجدران، بالإضافة إلى تنظيم حملات للتوعية ونشر الرأي الفقهي والصحي في الظاهرة- فإن ما سبق لا يؤثر بشكل فعال؛ نظراً إلى أن الأمر يضرب في جذور الثقافة التي نشأ عليها المجتمع الموريتاني.مراحيض مدينة الخليل في فلسطين تجمع بينها القذارة الشديدةلا تضم مدينة الخليل الفلسطينية سوى 4 مراحيض عامة، ومن الصعب الاستدلال على أماكنها؛ لعدم وجود لافتات إرشادية، وحتى لو ما اهتدى إليها أحد الراغبين في قضاء حاجته، فإنه سينفر منها؛ نظراً إلى قذارتها الشديدة.ويلجأ أغلب زوار المدينة؛ إما إلى المراحيض الخاصة بالمحال التجارية وإما إلى الملحقة بالمساجد.ولا تعد النظافة هي المشكلة الوحيدة للمراحيض العامة، ولكن هناك أيضاً انقطاع المياه، الذي يتسبب في إغلاقها عدة أيام متواصلة، ويُحمِّل المواطنون مسؤولية نظافة المراحيض العامة وقلّة عددها في المدينة على البلدية، التي أرجع رئيسها سبب ذلك إلى استهتار البعض وتخريبهم الممتلكات.القاهرة ترحِّب بكم.. مرحاض عام لكل ربع مليون مواطن!تعاني العاصمة المصرية القاهرة قلة أعداد المراحيض العامة وتدني مستوى نظافتها؛ إذ يوجد في العاصمة القاهرة 175 مرحاضاً عمومياً، منها 44 مرحاضاً فقط مفعلة لخدمة ما يزيد على 10 ملايين مواطن.ولهذا السبب، يلجأ المواطن المصري إلى الأنفاق وأسفل الكباري والأشجار؛ من أجل قضاء حاجته، أو يتجه لحلول بديلة أخرى، مثل الذهاب لدورات المياه الموجودة في المقاهي ومراكز التسوق والمساجد.ولا يقتصر الأمر فقط على سوء نظافة المراحيض العامة، وإنما -وفقاً لشهادات بعض المواطنين- توجد بها أسلاك كهربائية مكشوفة، كما تتحول بعضها ليلاً إلى أماكن لتعاطي المخدرات، وممارسة الدعارة بين أطفال الشوارع.ومن أجل مواجهة ظاهرة التبول في الشوارع، لجأت إدارة حي مصر الجديدة بالقاهرة إلى وضع كاميرات مراقبة في الشوارع، بالإضافة إلى نشر لافتات تحذر من نشر أي مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" لمن يقوم بهذا الفعل الفاضح، وكان ردُّ المواطنين على ذلك بأن دعوا إلى بناء مراحيض عامة قبل تفعيل العقوبة، مقترحين فرض رسوم مخفضة مقابل استخدامها؛ وذلك للحفاظ على مستوى نظافتها.الهندسيتمكن المواطنون في مدينة لكهنؤ الهندية قريباً، من تقييم المراحيض العامة المنتشرة في أرجاء مدينتهم، وذلك عبر تسجيل رأيهم في نظافة المرحاض، من خلال أجهزة ستُثبَّت في 50 مرحاضاً عاماً، وكل جهاز مزوَّدٌ بنظام "GPS" لتحديد موقع المرحاض، وبه 3 أزرار ملونة: الأخضر ويعني "نظيف"، أما الأصفر فيعني "لا بأس"، والأحمر يعني "قذر".وستساعد تلك الخطوة على الحفاظ على نظافة المراحيض العامة ومتابعتها باستمرار.اليابانتعتبر اليابان من الدول الرائدة في مجال المراحيض العامة، وخاصة من حيث النظافة، فهناك موزع للكحول على مقعد المرحاض من أجل التعقيم، كما أن أوراق التواليت متوافرة باستمرار.وتُزوَّد المراحيض بخرطوم لضخ المياه بدرجات حرارة مختلفة، يعقبها هواء دافئ للتجفيف، وما إن ينتهِ الفرد من قضاء حاجته ويغلق غطاء المرحاض حتى يندفع الماء تلقائياً لتنظيفه استعداداً لاستقبال الزائر القادم.ألمانيا"مبولة للسيدات"! قد تجد ذلك أمراً غير مألوف، ولكن هذا ما تسعى العاصمة الألمانية برلين إلى إنشائه؛ من أجل المساواة بين الجنسين، فبعد تكرار ملاحظة الازدحام على المراحيض العامة للسيدات أكثر من الرجال، خططت السلطات في المدينة لإنشاء مبولة للسيدات؛ لاستيعاب الأعداد المتزايدة، ولكن لا يزال الوضع ضبابياً حول استعداد النساء في برلين لقبول ذلك الأمر أو رفضه.وليست هذه التجربة هي الأولى لاستخدم المبولة للسيدات؛ ففي عام 2002م في مدينة سالزبورغ بالنمسا، رُكبت مباول للسيدات بأحد المباني الحكومية، ولكنها لم تُستخدم على الرغم من وجود دليل لتسهيل الاستخدام.وبشكل عام، تتميز المراحيض العامة في برلين بكثرتها وسهولة العثور عليها، بالإضافة إلى نظافتها وقلة رسوم استخدامها، التي توظف للحفاظ على معايير نظافة مرتفعة طوال الوقت.ولا تعد المراحيض العامة اختراعاً حديثاً، فوفقاً لعالمة الآثار في جامعة كمبردج أوجوستا ماكماهون، فإن أول مراحيض عامة حُفرت كانت في بلاد ما بين النهرين، وتميزت بالبساطة والبدائية، فكانت تُحفر في صفوف متوازية، وتوضع بداخلها أسطوانات مجوفة من السيراميك؛ لمنع التسريب.ولاحظ علماء الآثار، في دراساتهم، أن المراحيض العامة قديماً كانت تُستخدم بصورة جماعية، كما توصلوا إلى أنها شهدت تفاعلات اجتماعية؛ نظراً إلى ما وجدوه من ألعاب عالقة فيها، ومن المثير للاستغراب استخدام الرومانيين المراحيض العامة كأماكن للتعبُّد، رغم كونها أماكن مثيرة للقلق بطبيعتها.ويبدو أن للتمييز بين الجنسين دوراً في زيادة عدد المراحيض للرجال؛ فقد أوضحت البروفيسورة كلارا غريد، الأستاذة في جامعة غرب إنكلترا، أن عدم وجود مراحيض عامة خاصة بالنساء في بدايات العصر الفيكتوري ببريطانيا، كان الغرض منه إقصاء النساء عن الأماكن العامة وإلزامهنَّ بالبقاء في المنازل، وحتى اليوم يزيد عدد المراحيض المخصصة للرجال عن نظيراتها المخصصة للنساء. 

هاف بوست

في عالمنا العربي، نجد أن وضع المراحيض العامة اليوم أصبح مزرياً للغاية، وغالباً ما يحمل المواطنون همَّ قضاء حاجتهم خارج المنزل؛ نظراً إلى النظافة المتدنِّية للمراحيض وأيضاً ندرتها، مما جعلهم يلجأون إلى حلول بديلة.هذا الأمر تسبب في العديد من المشاكل، التي وجد بعضها طريقه إلى وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، وهو ما يعطي نظرة واضحة عن مدى ما وصلت إليه المراحيض العامة من سوء.وحتى تتضح تفاصيل الصورة، نطلع على وضع المراحيض العامة في بعض الدول العربية.سائح أميركي يطلب من الحكومة الأردنية الاعتناء بمراحيضهادفع الوضع المتدني للمراحيض العامة في المملكة الأردنية، سائحاً أميركياً إلى توجيه رسالة، عبر مقطع فيديو، إلى الجهات المعنيَّة في الأردن؛ مطالباً إياها بضرورة تحسين المراحيض العامة، خاصة في الأماكن الأثرية؛ للتمكُّن من جذب السياح، موضحاً في رسالته، أن هذه المراحيض كارثية ولا تصلح للاستخدام.ولا يتوقف الأمر على السياح، فهناك العديد من الشكاوى من جانب المواطنين الأردنيين نتيجة معاناتهم النقص الكبير في أعداد المراحيض العامة، ولم تقتصر الشكاوى على المواطنين فقط؛ بل امتدت أيضاً إلى أحد أعضاء مجلس أمانة العاصمة الأردنية عمّان والذي عرض اقتراحاً عام 2009م، بإنشاء مراحيض عامة جديدة، إلا أن عرضه لم يلقَ أية استجابة، لتظل المعاناة مستمرة حتى اليوم.العاصمة المغربية لا يوجد بها سوى مرحاض عام وحيد!دعا عدد من النشطاء والجمعيات الحقوقية في المغرب إلى بناء مراحيض عامة نظيفة وملائمة للبيئة، مشيرين إلى نقص عددها في مختلف المدن المغربية.فعلى سبيل المثال، لا يوجد في العاصمة الرباط سوى مرحاض عمومي واحد، وأدى هذا النقص إلى انتشار الروائح الكريهة، نتيجة التبول وقضاء الحاجات في الحدائق والأماكن العامة.وكانت عدة جمعيات مغربية مهتمة بالبيئة، قد أطلقت حملةً، شعارها "مراحيض محترمة للجميع"، وذلك بالتزامن مع "اليوم العالمي للمراحيض" في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017م؛ من أجل تأكيد أهمية بناء المراحيض العامة في المدن السياحية والترفيهية بالذات، موضحين أن غيابها يؤدي إلى تشويه المناظر الطبيعية وتذمُّر السياح.التبول في الشارع بموريتانيا أمر عاديوفقاً للثقافة الموريتانية، لا يعد التبول في الشوارع عادة سيئة، وهذا ما جعل قضاء الحاجة بالشارع ظاهرة تكثر لدى الرجال والنساء أيضاً؛ إذ تساعدهن طبيعة الملابس التي يرتدونها على قضاء حاجتهن في العراء.وهناك من يفسر انتشار تلك الظاهرة بعدم وجود مراحيض عامة، بالإضافة إلى أن بعض المنازل في الأحياء العشوائية لا توجد بها دورات مياه، ولا توجد المراحيض العامة إلا بالأسواق والمساجد، كما أنها تكون في الغالب غير نظيفة.ورغم الجهود المبذولة لمواجهة التبول في الشارع، من خلال كتابة تحذيرات ونصائح على الجدران، بالإضافة إلى تنظيم حملات للتوعية ونشر الرأي الفقهي والصحي في الظاهرة- فإن ما سبق لا يؤثر بشكل فعال؛ نظراً إلى أن الأمر يضرب في جذور الثقافة التي نشأ عليها المجتمع الموريتاني.مراحيض مدينة الخليل في فلسطين تجمع بينها القذارة الشديدةلا تضم مدينة الخليل الفلسطينية سوى 4 مراحيض عامة، ومن الصعب الاستدلال على أماكنها؛ لعدم وجود لافتات إرشادية، وحتى لو ما اهتدى إليها أحد الراغبين في قضاء حاجته، فإنه سينفر منها؛ نظراً إلى قذارتها الشديدة.ويلجأ أغلب زوار المدينة؛ إما إلى المراحيض الخاصة بالمحال التجارية وإما إلى الملحقة بالمساجد.ولا تعد النظافة هي المشكلة الوحيدة للمراحيض العامة، ولكن هناك أيضاً انقطاع المياه، الذي يتسبب في إغلاقها عدة أيام متواصلة، ويُحمِّل المواطنون مسؤولية نظافة المراحيض العامة وقلّة عددها في المدينة على البلدية، التي أرجع رئيسها سبب ذلك إلى استهتار البعض وتخريبهم الممتلكات.القاهرة ترحِّب بكم.. مرحاض عام لكل ربع مليون مواطن!تعاني العاصمة المصرية القاهرة قلة أعداد المراحيض العامة وتدني مستوى نظافتها؛ إذ يوجد في العاصمة القاهرة 175 مرحاضاً عمومياً، منها 44 مرحاضاً فقط مفعلة لخدمة ما يزيد على 10 ملايين مواطن.ولهذا السبب، يلجأ المواطن المصري إلى الأنفاق وأسفل الكباري والأشجار؛ من أجل قضاء حاجته، أو يتجه لحلول بديلة أخرى، مثل الذهاب لدورات المياه الموجودة في المقاهي ومراكز التسوق والمساجد.ولا يقتصر الأمر فقط على سوء نظافة المراحيض العامة، وإنما -وفقاً لشهادات بعض المواطنين- توجد بها أسلاك كهربائية مكشوفة، كما تتحول بعضها ليلاً إلى أماكن لتعاطي المخدرات، وممارسة الدعارة بين أطفال الشوارع.ومن أجل مواجهة ظاهرة التبول في الشوارع، لجأت إدارة حي مصر الجديدة بالقاهرة إلى وضع كاميرات مراقبة في الشوارع، بالإضافة إلى نشر لافتات تحذر من نشر أي مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" لمن يقوم بهذا الفعل الفاضح، وكان ردُّ المواطنين على ذلك بأن دعوا إلى بناء مراحيض عامة قبل تفعيل العقوبة، مقترحين فرض رسوم مخفضة مقابل استخدامها؛ وذلك للحفاظ على مستوى نظافتها.الهندسيتمكن المواطنون في مدينة لكهنؤ الهندية قريباً، من تقييم المراحيض العامة المنتشرة في أرجاء مدينتهم، وذلك عبر تسجيل رأيهم في نظافة المرحاض، من خلال أجهزة ستُثبَّت في 50 مرحاضاً عاماً، وكل جهاز مزوَّدٌ بنظام "GPS" لتحديد موقع المرحاض، وبه 3 أزرار ملونة: الأخضر ويعني "نظيف"، أما الأصفر فيعني "لا بأس"، والأحمر يعني "قذر".وستساعد تلك الخطوة على الحفاظ على نظافة المراحيض العامة ومتابعتها باستمرار.اليابانتعتبر اليابان من الدول الرائدة في مجال المراحيض العامة، وخاصة من حيث النظافة، فهناك موزع للكحول على مقعد المرحاض من أجل التعقيم، كما أن أوراق التواليت متوافرة باستمرار.وتُزوَّد المراحيض بخرطوم لضخ المياه بدرجات حرارة مختلفة، يعقبها هواء دافئ للتجفيف، وما إن ينتهِ الفرد من قضاء حاجته ويغلق غطاء المرحاض حتى يندفع الماء تلقائياً لتنظيفه استعداداً لاستقبال الزائر القادم.ألمانيا"مبولة للسيدات"! قد تجد ذلك أمراً غير مألوف، ولكن هذا ما تسعى العاصمة الألمانية برلين إلى إنشائه؛ من أجل المساواة بين الجنسين، فبعد تكرار ملاحظة الازدحام على المراحيض العامة للسيدات أكثر من الرجال، خططت السلطات في المدينة لإنشاء مبولة للسيدات؛ لاستيعاب الأعداد المتزايدة، ولكن لا يزال الوضع ضبابياً حول استعداد النساء في برلين لقبول ذلك الأمر أو رفضه.وليست هذه التجربة هي الأولى لاستخدم المبولة للسيدات؛ ففي عام 2002م في مدينة سالزبورغ بالنمسا، رُكبت مباول للسيدات بأحد المباني الحكومية، ولكنها لم تُستخدم على الرغم من وجود دليل لتسهيل الاستخدام.وبشكل عام، تتميز المراحيض العامة في برلين بكثرتها وسهولة العثور عليها، بالإضافة إلى نظافتها وقلة رسوم استخدامها، التي توظف للحفاظ على معايير نظافة مرتفعة طوال الوقت.ولا تعد المراحيض العامة اختراعاً حديثاً، فوفقاً لعالمة الآثار في جامعة كمبردج أوجوستا ماكماهون، فإن أول مراحيض عامة حُفرت كانت في بلاد ما بين النهرين، وتميزت بالبساطة والبدائية، فكانت تُحفر في صفوف متوازية، وتوضع بداخلها أسطوانات مجوفة من السيراميك؛ لمنع التسريب.ولاحظ علماء الآثار، في دراساتهم، أن المراحيض العامة قديماً كانت تُستخدم بصورة جماعية، كما توصلوا إلى أنها شهدت تفاعلات اجتماعية؛ نظراً إلى ما وجدوه من ألعاب عالقة فيها، ومن المثير للاستغراب استخدام الرومانيين المراحيض العامة كأماكن للتعبُّد، رغم كونها أماكن مثيرة للقلق بطبيعتها.ويبدو أن للتمييز بين الجنسين دوراً في زيادة عدد المراحيض للرجال؛ فقد أوضحت البروفيسورة كلارا غريد، الأستاذة في جامعة غرب إنكلترا، أن عدم وجود مراحيض عامة خاصة بالنساء في بدايات العصر الفيكتوري ببريطانيا، كان الغرض منه إقصاء النساء عن الأماكن العامة وإلزامهنَّ بالبقاء في المنازل، وحتى اليوم يزيد عدد المراحيض المخصصة للرجال عن نظيراتها المخصصة للنساء. 

هاف بوست



اقرأ أيضاً
مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

خبير دولي لـ”كشـ24″: موجات الحرارة بالمغرب مرشحة للتفاقم والمستقبل أكثر قسوة
كشف تقرير مناخ المغرب لسنة 2024 الذي أصدرته وزارة التجهيز والماء، ومديرة الأرصاد الجوية، أن السنة الماضية كانت من بين أشد السنوات حرارة على الإطلاق، وهي حقيقة لم تفاجئ المتخصصين في قضايا المناخ والبيئة، بقدر ما عمقت المخاوف من المستقبل الذي بات يلوح بمزيد من القسوة المناخية، لا سيما في الدول الأكثر تأثرا كالمغرب.وفي هذا السياق، أوضح محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية والتغيرات المناخية، في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الارتفاع المهول في درجات الحرارة يأتي في سياق طبيعي بالنسبة لمن يدرك دينامية التغيرات المناخية، لكنه في ذات الوقت مخيف ومؤسف، لما يحمله من تداعيات وخسائر بيئية وبشرية محتملة.وأشار بازة إلى أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من الانبعاثات الغازية السامة التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، مضيفا أن المشكل الأخطر حاليا هو التطبيع مع هذا التغير، وكأنه صار أمرا اعتياديا، رغم ما يصاحبه من موجات حر مفرطة وجفاف وتذبذب في الفيضانات. أكد الخبير أن المغرب من بين الدول الأوائل التي تعاني من تأثيرات الحرارة المفرطة، مستدلا بما شهده خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أربع إلى خمس موجات حر شديدة قادمة من الصحراء، وهي موجات غير مسبوقة من حيث الوتيرة والحدة مقارنة بما كان يسجل في العقود الماضية.وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه التغيرات لم تقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، بل مست أيضا مواعيدها، حيث أصبحت هذه الموجات تظهر مبكرا في أبريل وماي، بدل يوليوز وغشت كما كان في السابق، مما يزيد من صعوبة التكيف معها.وسجل مصرحنا أن مدينة مراكش تعتبر من أكثر المناطق المتأثرة، بالنظر إلى ضعف التساقطات المطرية التي عرفتها مقارنة مع مدن الشمال، إضافة إلى قلة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء، وهو ما يجعل سكانها أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة.وفي ختام تصريحه، نبّه بازة إلى أن الإحساس بحرارة مرتفعة رغم أن المؤشر قد لا يتجاوز 35 درجة، غالبا ما يكون مرتبطا بارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية، داعيا إلى ضرورة تفادي التعرض المباشر لها خلال فترات الذروة، واستعمال واقيات الجلد، نظرا لخطرها على الصحة، خصوصا وأنها سبب مباشر لمرض سرطان الجلد.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة