لم يعد انفصاليو الداخل، وأغلبهم متمركزون في الكليات المغربية في "فصيل الطلبة الصحراويين"، مسنودين بمجموعات العنف الثوري لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي (يسار متطرف)، يكتفون بالتعبير عن رأيهم المعارض للوحدة الترابية، بل صاروا "يحاولون فرضه بالعنف"، الشيء الذي أدى، حسب مصادر طلابية وجامعية، أول أمس (الأربعاء) بمراكش، إلى مقتل طالب أمازيغي، "يبدي معارضة شديدة لطروحاتهم في حلقيات المقارعة الفكرية في حرم جامعة القاضي عياض بمراكش".
ويتعلق الأمر بالطالب الجامعي عمر خالق، الملقب في صفوف فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية بـ"إزم" (الأسد)، الذي باغته الموت داخل قسم الإنعاش الطبي بمستشفى ابن طفيل بمراكش، عقب استهدافه بـ"محاولة اغتيال"، السبت الماضي، من قبل أجنحة البوليساريو داخل الجامعة المغربية، عبر اعتداء استعملت فيه السيوف والسواطير والسلاسل، وفق ما أعلنته جمعيات الحركة الأمازيغية بالمغرب، في بلاغات نعي، توصلت بها "الصباح".
وبلغ مجموع المتهمين بالمشاركة في عملية الاعتداء، إلى غاية أمس (الخميس)، 11 طالبا، تمكنت الشرطة القضائية من وضع يدها عليهم، استعدادا لإحالتهم على النيابة، عدد منهم ليسوا طلبة بجامعة القاضي عياض، إنما قدموا من مواقع أخرى، من أجل دعم رفاقهم في فصيل البرنامج المرحلي للنهج الديمقراطي القاعدي، الذي يسيطر عليه النشطاء الانفصاليون.
وحل أولئك بمراكش، حسب المصادر ذاتها، في إطار "حرب" أعلنوها، "منذ دجنبر الماضي، ضد باقي الفصائل الطلابية الوطنية، المعارضة لطروحاتهم الانفصالية على الساحة الجامعية، سيما الحركة الثقافية الأمازيغية"، إذ تسربت أخبار منذ مدة، عن حصر لائحة جديدة لعدد من الطلبة المعروفين بمداخلاتهم المدافعة على الوحدة الترابية للمغرب، وسط الحلقيات التي تشهدها الكليات.
وكانت وفاة الطالب الجامعي الأمازيغي المتحدر من منطقة صاغرو الجبلية في إقليم تينغير، الثانية في ظرف أسبوع، في إطار "حرب عصابات"، تجري فصولها في كليات ومحيط جامعتي مراكش وأكادير، إذ أنه قبل وفاة عمر خالق بمراكش، أعلنت السلطات المحلية بأكادير، الأحد الماضي، أن شابا متحدرا من بوجدور، تسلل إلى الحي الجامعي لأكادير، لقي مصرعه في المستشفى الإقليمي.
وأصيب الضحية، بسيوف صديقة، في مواجهات جمعت بين الطلبة الصحراويين، عقب خلافات برزت في إحدى الحلقيات، حول الموقف من أحداث شغب ومحاولة إقامة مخيم احتجاجي من قبل الانفصاليين ببوجدور، الأسبوع الماضي، ما استدعى دخول السلطة العمومية على الخط، وأجهضت المحاولة.
وخلفت الأحداث الجديدة داخل جامعتي القاضي عياض وابن زهر بمراكش وأكادير، زيادة على المقتولين، ضحايا مصابين بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة، سقطوا في مواجهات، استلهمت أساليب "حروب العصابات"، إذ تنفذها خلايا بعد تخطيط واستخبار عن تحركات المطلوبة رؤوسهم، فيتم الترصد لهم، في محيط الجامعات وداخل الأحياء السكنية التي يكترون فيها غرفهم، وفي الاعتداءات تستعمل السيوف والسلاسل والسواطير، ما يخلف إصابات في الرأس وقطع للأعصاب، وإن لن تنته بالوفاة الفورية، تسفر عن بتر أعضاء جسدية.