قلل فريق حزب التقدم والاشتراكية في مجلس النواب من شأن الإجراءات التي قالت الحكومة إنها ساهمت في صنع أمجاد السياحة في المغرب، في السنوات الأخيرة. وقال في تعقيب على رئيس الحكومة، في جلسة المساءلة الشهرية، يوم أمس الإثنين، إن ما تحقق في القطاع هو نتيجةٌ طبيعيةٌ للمجهود الذاتي للفاعلين فــي مجال السياحة؛ ولسياقاتٍ موضوعية.

وتحدث، في هذا السياق عن عاملِ الإسهام الترويجي، الهائل، للإنجاز الرياضي الذي بَصَمَ عليه المنتخب الوطني في مونديال 2022. كما استحضر عامل انتعاش السفر والتنقُّل ما بعد كورونا، وخاصة لمغاربة العالَم، وتساءل عن أيِّ منطقٍ غريبٍ تَستعملُهُ هذه الحكومةُ لاحتسابهم ضمن أرقامِ السُّيَّاح، لا سيما عندما يزورون وطنَـــهُم الأم ويُقِيمُون لدى أُسرهم.

واعتبر فريق حزب "الكتاب" أن الصناعة السياحية ميدانٌ عَرَضَاني له علاقةٌ بمناصب الشغل، ولكنَّ نسبةَ بطالة الشباب في عهد الحكومة الحالية تقتربُ من 40%، مضيفا بأن السياحة الداخلية تواجه بكُلفة المعيشة التي تُواصِلُ ارتفاعَها بسبب الغلاء الفاحش للأسعار، إلى درجة أنَّ 81% من الأسر المغربية تَدَهوَرَ مستوى معيشتِها حَسَبَ ال HCP.

وذهب إلى أن النشــاط الســياحة يُعاني من تركيــزٍ ثُلاثي الأبعاد: تركيزٌ حســب بَلَــدِ القُدُوم، وتركيزٌ حســب المدن والوِجهــات المستقبِلَة، وتركيزٌ حســب المواسِم والفُصول. كما يُعاني من صعوباتِ وُلُوجِ المقاولات إلى التمويل؛ ومن ضُعف التوطين الترابي للمشاريع السياحية؛ ومحدودية التعاقد مع الجهات؛ ومن الخصاص في الموارد البشرية المؤهَّلة. كما أنه، غالبا، ما تتسمُ مناصــبُ الشغل في القطاع السياحي بالهشاشة والموسمية وهزالة الأجور وضُعف الحماية الاجتماعية.

ودعا، في هذا الصدد، الحكومة للعمل على انبثاق عرضٍ سياحي داخلي يتلاءم مـع القـدرة الشـرائية للمغاربة، دون إغفال ضرورةِ تطويرِ السياحة الاجتماعية وتطويـر المـآوي الموجَّهـَة للطلبة والشـباب.كما دعا إلى معالجة تعثرات وتأخر تنفيذ برنامج التأهيل العام لمناطق زلزال الحوز، وقال إنه بالإمكان جعلُ السياحة محرِّكاً تنمويا حقيقياًّ بتأثيرٍ إيجابي أكبر، بما يَسـتجيبُ لمتطلبـات المنافسـة العالمية.