روج عدد من نشطاء حزب الأصالة والمعاصرة، صورا للأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، وهو يوزع مساعدات، صباح اليوم الجمعة، على ساكنة أحد الدواوير المتضررة من الزلزال بتارودانت. 

وأعادت هذه الصور حملة مناهضة "صوروني كندير الخير" والتي راجت في السنين الأخيرة في شبكات التواصل الاجتماعي، وهي الحملة التي كانت توجه انتقادات لاذعة لمسؤولين وبرلمانيين وفاعلين في المجتمع المدني، بسبب إصرارهم على تصوير أنفسهم وهم يقومون بأعمال "إحسان" في الظاهر، لكنها في العمق تقدم على أنها مبادرات ترمي إلى استغلال المآسي الإنسانية لأغراض الظهور والسياسة. 

وبخصوص هذه الزيارة، فإنها لا تخص فقط وهبي، وهو أيضا وزير للعدل في حكومة أخنوش، ورئيس لبلدية تارودانت، ولكنها تهم أيضا برلمانيين في حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أوردت المصادر بأن الأمين العام لحزب "الجرار" قام بما يشبه إنزالا لبرلمانيي حزبه لزيارة الساكنة المتضررة والتقاط الصور للترويج لاستغلال هذه القضية لأغراض سياسية. 

وجاءت هذه الزيارة، في وقت نأت جل الأحزاب السياسية بنفسها عن الخوض في أي مبادرات من شأنها أن تظهر التسابق لاستغلال الفاجعة لتسجيل أهداف انتخابية صغيرة. 

وكان الناطق الرسمي لاسم الحكومة، قد قال، في ندوته الصحفية الأسبوعية، ليوم امس الخميس، بأن السياق ليس سياق تسابق، في رده على سؤال يتعلق بمساهمة الحكومة في مواجهة آثار الزلزال المدمر، وقال إن المغرب نجح كدولة في تدبير المرحلة الأولى من هذه الفاجعة. 

وعبرت فئات واسعة من المغاربة عن حملة تضامن واسعة مع الساكنة المتضررة. ويقول متتبعون إن الحكومة، وأحزابها، وضمنها حزب الوزير وهبي، مطالبة بمقاربات حكومية عاجلة لتجاوز آثار الزلزال، ومدعوة لتنفيذ أسلم وأمثل وأنجع وأسرع للتوجيهات الملكية، عوض الظهور بمظهر الموزع للمساعدات بغرض الاستغلال السياسي المرفوض.