سياسة

النص الكامل للخطاب الذي ألقاء الرئيس الفلسطيني في افتتاح الدورة العشرين للجنة القدس بمراكش


كشـ24 نشر في: 17 يناير 2014

النص الكامل للخطاب الذي ألقاء الرئيس الفلسطيني في افتتاح الدورة العشرين للجنة القدس بمراكش
ألقى الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس خطابا خلال افتتاح أشغال الدورة العشرين للجنة القدس والذي ترأسه اليوم الجمعة بمراكش صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس.
 
وفيما يلي نص الخطاب:
 
"بسم الله الرحمن الرحيم
 
'سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرامö إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنرöيه من آياتنا إنه هو السميع البصير". صدق الله العظيم
 
صاحب الجلالة الأخ الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس
 
معالي الأخ الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي 
 
أصحاب المعالي والسعادة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
يطيب لي بداية أن أعبر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس عن جزيل الشكر لحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة مثمنين في ذات الوقت دعوتكم الكريمة، لانعقاد لجنة القدس.
 
ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نشيد بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة المغربية الشقيقة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دفاعا عن القدس الشريف، وعن هويتها العربية الإسلامية، فأنتم يا صاحب الجلالة إنما تسيرون في ذلك على نهج المغفور له والدكم، صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني.
 
وكما نشيد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لدعم صمود أهلنا في فلسطين والقدس، كما نشكر جميع قادة الدول العربية والإسلامية على مواقفهم في الدفاع عن القدس ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وهنا تجدر الإشادة بدور المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لرعايته للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وسعيه الحثيث دائما من أجل حمايتها.
 
كما نود الإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، في تنفيذ عدد من المشاريع، التي ساهمت في التخفيف عن أهلنا في القدس ودعم صمودهم.
 
وبهذه المناسبة، نقدم الشكر الجزيل للمملكة المغربية، وللدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لمساهمتهم في ميزانية وكالة بيت مال القدس، وندعوهم للاستمرار في تقديم الدعم اللازم للوكالة، لتمكينها من أداء دورها النبيل في القيام بالمزيد من المشاريع والبرامج، وفق ما تقرره الدول الأعضاء.
 
أخي صاحب الجلالة،
 
الإخوة والأخوات جميعا،
 
لم يسبق أن كان الخطر يحدق بالقدس كما يحدق بها اليوم
 
لم يكن الأقصى في مرمى التهديد كما هو الآن، ونحن نجتمع اليوم في لحظة دقيقة جدا واستثنائية، تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض، وما تواجهه من تحديات وأخطارò من غير المسموح تجاهلها وعدم التصدي العملي لها.
 
إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، في تنفيذ ما تعتبره المعركةó الأخيرةó في حربها الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعيا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال.
 
وتمثلت ذروة هذه المعركة في الأشهر الأخيرة بالسعي الإسرائيلي اليومي لتحقيق ما يطلق عليه الاقتسام المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك، بحيث يستباح أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وساحاته أمام صلاة اليهود، وفي صباح كل يوم تقريبا خلال الشهور الماضية يتصدى مواطنونا ببسالة لاقتحامات من أفراد جيش الاحتلال وشرطته والمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لا تخفي مخططاتها العدوانية والتدميرية للحرم القدسي الشريف.
 
أخي صاحب الجلالة،
 
الأخوات والإخوة
 
إن سلطات الاحتلال تواصل العمل لتحقيق هدفها النهائي المتمثل بتهويد القدس بالعمل على عدة محاور تشمل أولا: محاولة تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، وإحلالö مشهد مغايرò يخدم أوهام الخرافات وغطرسةó القوة، متوهمين أنهم بحكم القوة الغاشمة تلك قادرون على ابتداع تاريخ وتثبيت مزاعم، وإلغاء حقائق دينية وتاريخية راسخة.
 
وفي هذا السياق تشهد القدس تسارعا غير مسبوق في الهجمة الاستيطانية، وتواصلا في هدم البيوت التي تحمل رمزية تاريخية، وبناء المستوطنات في أكثر من موقع على أراض تم الاستيلاء عليها من المواطنين، وفي نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري، وبطوق من المستوطنات لعزل المدينة عن محيطها في الضفة الغربية.
 
وفي محورò آخر يواصل الاحتلال استكمال خطة التطهير العرقي، عبر تنفيذ مخطط هدفه دفع المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية ورفض منحö رخص لبناء البيوت، والقيام بهدمö البيوت التي ترى أنها بنيت دون موافقتها، ومصادرة هويات المقدسيين وحرمانهم من الإقامة في مسقط رأسهم.
 
إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي، بكل ما يعنيه ذلك، ضد المواطنين الفلسطينيين، لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات.
 
وعلى محورò ثالث تعمل سلطات الاحتلال على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام وفي كل العصور عنوانا للإزدهار ومركزا رئيسا للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنة للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين.
 
فإضافة إلى تطويق القدس بسلسلة مستوطنات وبجدارö الفصل لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، تنصب سلطات الاحتلال الحواجز الدائمة، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم إلا بتصاريح يكون الحصول عليها مستحيلا لغالبية المواطنين.
 
لقد ولد وكبر في فلسطين، أيتها السيدات والسادة، جيل ليس بإمكانه التوجه لزيارة مدينته المقدسة، التي تبعد عن مدينته أو قريته أو مخيمه مسافة يمكن قطعها في بضع دقائق أو في ساعة من أبعد الأماكن. 
 
لذلك كله نشدد على جسامة الأخطار التي تتهدد القدس والأقصى هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى وعلى حجمö المسؤولية الملقاة على عاتقنا للدفاع عن المدينة المقدسة.
 
صاحب الجلالة،
 
أصحاب المعالي والسعادة
 
في هذه اللحظة الدقيقة التي نجتازها نخوض أيضا غمار مفاوضات صعبة برعاية الإدارة الأميركية بهدف التوصل إلى السلام العادل المنشود.
 
وفي هذا السياق فقد تمسكنا بثوابتنا الوطنية التي هي أيضا الثوابت التي دعمتها وتبنتها القمم العربية والإسلامية.
 
وقد أكدنا على الدوام حرصنا على تحقيق سلامò عادل يقوم على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا على أساس القرار 194 كما نصت مبادرة السلام العربية.
 
وأكدنا أننا نرفض أن تكون المفاوضات غطاء لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرضنا، وأن دولة فلسطين التي أصبحت عبر تأييد عالمي كاسح تتمتع بمكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة ستلجأ لاستخدام الوسائل القانونية والدبلوماسية والسياسية إضافة إلى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة هذه الإجراءات الإسرائيلية.
 
وقد رفضنا بحسم محاولات إسرائيل تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول الأعمال، وأوضحنا أن لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
 
كما أبرزنا تمسكنا الصارم بسيادة دولة فلسطين على كل ذرة من ترابها وحدودها وثرواتها الطبيعية وأجوائها، ورفضنا لأي وجود عسكري إسرائيلي على أراضيها.
 
كما أننا أكدنا ومن حيث المبدأ رفضنا القاطع لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فبجانب أننا لا نقبل أبدا المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية، وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، فإننا وفي الأساس نرفض محاولة شطب روايتنا التاريخية ومحو ذاكرتنا الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ باغتيال حقائقه الراسخة.
 
وفي الوقت الذي نؤكد تمسكنا بمتطلبات الحل العادل فإن سلطات الاحتلال تواصل ارتكاب الممارسات والمواقف التي تهدف لإفشال الجهود السلمية وتعزيز احتلال الأرض الفلسطينية الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على فرص السلام وعلى الاستقرار في المنطقة.
 
صاحب الجلالة
 
أصحاب المعالي والسعادة
 
في مواجهة تحديات اللحظة وأخطارها نثق أننا سنخرج من هذا الاجتماع بما يسهم بقوة في الدفاع عن القدس والأقصى.
 
وفي البداية أؤكد أنه ينبغي علينا أن نركز على أن تكون القدس العنوان المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم.
 
وفي الوقت نفسه يجب السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ومساعدة مختلف قطاعات الاقتصاد في القدس للبقاء والنمو والتطور لدعم صمود المقدسيين .
 
كما تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس.
 
إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المستهدفين بالاستئصال، وسيذكر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي. وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان.
 
صاحب الجلالة،
 
السيدات والسادة،
 
إن رسالة أهلنا في القدس إليكم تقول:
 
نحن أهل الأرض المقدسة، أهل الرباط، ندرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ويشرفنا حفظ الأمانة التي أودعنا إياها، ولنا الفخر أننا نقف في قلب المعركة وفى خط الدفاع الأول عن القدس.
 
فالقدس هي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، والقلب النابض لوطننا عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة.
 
عهدنا ثابت كما هو دائما لله العلي القدير، ثم لأشقائنا العرب والمسلمين والمسيحيين، ونؤكد لكم أننا صامدون هنا، راسخون هنا، كنا هنا، وسنبقى هنا نحمي قدسنا، وحتما سيأتي يوم حريتنا واستقلالنا. 
 
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته".

النص الكامل للخطاب الذي ألقاء الرئيس الفلسطيني في افتتاح الدورة العشرين للجنة القدس بمراكش
ألقى الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس خطابا خلال افتتاح أشغال الدورة العشرين للجنة القدس والذي ترأسه اليوم الجمعة بمراكش صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس.
 
وفيما يلي نص الخطاب:
 
"بسم الله الرحمن الرحيم
 
'سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرامö إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنرöيه من آياتنا إنه هو السميع البصير". صدق الله العظيم
 
صاحب الجلالة الأخ الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس
 
معالي الأخ الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي 
 
أصحاب المعالي والسعادة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
يطيب لي بداية أن أعبر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس عن جزيل الشكر لحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة مثمنين في ذات الوقت دعوتكم الكريمة، لانعقاد لجنة القدس.
 
ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نشيد بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة المغربية الشقيقة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دفاعا عن القدس الشريف، وعن هويتها العربية الإسلامية، فأنتم يا صاحب الجلالة إنما تسيرون في ذلك على نهج المغفور له والدكم، صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني.
 
وكما نشيد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لدعم صمود أهلنا في فلسطين والقدس، كما نشكر جميع قادة الدول العربية والإسلامية على مواقفهم في الدفاع عن القدس ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وهنا تجدر الإشادة بدور المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لرعايته للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وسعيه الحثيث دائما من أجل حمايتها.
 
كما نود الإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، في تنفيذ عدد من المشاريع، التي ساهمت في التخفيف عن أهلنا في القدس ودعم صمودهم.
 
وبهذه المناسبة، نقدم الشكر الجزيل للمملكة المغربية، وللدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لمساهمتهم في ميزانية وكالة بيت مال القدس، وندعوهم للاستمرار في تقديم الدعم اللازم للوكالة، لتمكينها من أداء دورها النبيل في القيام بالمزيد من المشاريع والبرامج، وفق ما تقرره الدول الأعضاء.
 
أخي صاحب الجلالة،
 
الإخوة والأخوات جميعا،
 
لم يسبق أن كان الخطر يحدق بالقدس كما يحدق بها اليوم
 
لم يكن الأقصى في مرمى التهديد كما هو الآن، ونحن نجتمع اليوم في لحظة دقيقة جدا واستثنائية، تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض، وما تواجهه من تحديات وأخطارò من غير المسموح تجاهلها وعدم التصدي العملي لها.
 
إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، في تنفيذ ما تعتبره المعركةó الأخيرةó في حربها الهادفة لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعيا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال.
 
وتمثلت ذروة هذه المعركة في الأشهر الأخيرة بالسعي الإسرائيلي اليومي لتحقيق ما يطلق عليه الاقتسام المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك، بحيث يستباح أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وساحاته أمام صلاة اليهود، وفي صباح كل يوم تقريبا خلال الشهور الماضية يتصدى مواطنونا ببسالة لاقتحامات من أفراد جيش الاحتلال وشرطته والمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لا تخفي مخططاتها العدوانية والتدميرية للحرم القدسي الشريف.
 
أخي صاحب الجلالة،
 
الأخوات والإخوة
 
إن سلطات الاحتلال تواصل العمل لتحقيق هدفها النهائي المتمثل بتهويد القدس بالعمل على عدة محاور تشمل أولا: محاولة تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، وإحلالö مشهد مغايرò يخدم أوهام الخرافات وغطرسةó القوة، متوهمين أنهم بحكم القوة الغاشمة تلك قادرون على ابتداع تاريخ وتثبيت مزاعم، وإلغاء حقائق دينية وتاريخية راسخة.
 
وفي هذا السياق تشهد القدس تسارعا غير مسبوق في الهجمة الاستيطانية، وتواصلا في هدم البيوت التي تحمل رمزية تاريخية، وبناء المستوطنات في أكثر من موقع على أراض تم الاستيلاء عليها من المواطنين، وفي نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري، وبطوق من المستوطنات لعزل المدينة عن محيطها في الضفة الغربية.
 
وفي محورò آخر يواصل الاحتلال استكمال خطة التطهير العرقي، عبر تنفيذ مخطط هدفه دفع المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية ورفض منحö رخص لبناء البيوت، والقيام بهدمö البيوت التي ترى أنها بنيت دون موافقتها، ومصادرة هويات المقدسيين وحرمانهم من الإقامة في مسقط رأسهم.
 
إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي، بكل ما يعنيه ذلك، ضد المواطنين الفلسطينيين، لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات.
 
وعلى محورò ثالث تعمل سلطات الاحتلال على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام وفي كل العصور عنوانا للإزدهار ومركزا رئيسا للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنة للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين.
 
فإضافة إلى تطويق القدس بسلسلة مستوطنات وبجدارö الفصل لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، تنصب سلطات الاحتلال الحواجز الدائمة، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم إلا بتصاريح يكون الحصول عليها مستحيلا لغالبية المواطنين.
 
لقد ولد وكبر في فلسطين، أيتها السيدات والسادة، جيل ليس بإمكانه التوجه لزيارة مدينته المقدسة، التي تبعد عن مدينته أو قريته أو مخيمه مسافة يمكن قطعها في بضع دقائق أو في ساعة من أبعد الأماكن. 
 
لذلك كله نشدد على جسامة الأخطار التي تتهدد القدس والأقصى هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى وعلى حجمö المسؤولية الملقاة على عاتقنا للدفاع عن المدينة المقدسة.
 
صاحب الجلالة،
 
أصحاب المعالي والسعادة
 
في هذه اللحظة الدقيقة التي نجتازها نخوض أيضا غمار مفاوضات صعبة برعاية الإدارة الأميركية بهدف التوصل إلى السلام العادل المنشود.
 
وفي هذا السياق فقد تمسكنا بثوابتنا الوطنية التي هي أيضا الثوابت التي دعمتها وتبنتها القمم العربية والإسلامية.
 
وقد أكدنا على الدوام حرصنا على تحقيق سلامò عادل يقوم على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا على أساس القرار 194 كما نصت مبادرة السلام العربية.
 
وأكدنا أننا نرفض أن تكون المفاوضات غطاء لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرضنا، وأن دولة فلسطين التي أصبحت عبر تأييد عالمي كاسح تتمتع بمكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة ستلجأ لاستخدام الوسائل القانونية والدبلوماسية والسياسية إضافة إلى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة هذه الإجراءات الإسرائيلية.
 
وقد رفضنا بحسم محاولات إسرائيل تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول الأعمال، وأوضحنا أن لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
 
كما أبرزنا تمسكنا الصارم بسيادة دولة فلسطين على كل ذرة من ترابها وحدودها وثرواتها الطبيعية وأجوائها، ورفضنا لأي وجود عسكري إسرائيلي على أراضيها.
 
كما أننا أكدنا ومن حيث المبدأ رفضنا القاطع لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فبجانب أننا لا نقبل أبدا المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية، وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، فإننا وفي الأساس نرفض محاولة شطب روايتنا التاريخية ومحو ذاكرتنا الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ باغتيال حقائقه الراسخة.
 
وفي الوقت الذي نؤكد تمسكنا بمتطلبات الحل العادل فإن سلطات الاحتلال تواصل ارتكاب الممارسات والمواقف التي تهدف لإفشال الجهود السلمية وتعزيز احتلال الأرض الفلسطينية الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على فرص السلام وعلى الاستقرار في المنطقة.
 
صاحب الجلالة
 
أصحاب المعالي والسعادة
 
في مواجهة تحديات اللحظة وأخطارها نثق أننا سنخرج من هذا الاجتماع بما يسهم بقوة في الدفاع عن القدس والأقصى.
 
وفي البداية أؤكد أنه ينبغي علينا أن نركز على أن تكون القدس العنوان المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم.
 
وفي الوقت نفسه يجب السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ومساعدة مختلف قطاعات الاقتصاد في القدس للبقاء والنمو والتطور لدعم صمود المقدسيين .
 
كما تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس.
 
إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المستهدفين بالاستئصال، وسيذكر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي. وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان.
 
صاحب الجلالة،
 
السيدات والسادة،
 
إن رسالة أهلنا في القدس إليكم تقول:
 
نحن أهل الأرض المقدسة، أهل الرباط، ندرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ويشرفنا حفظ الأمانة التي أودعنا إياها، ولنا الفخر أننا نقف في قلب المعركة وفى خط الدفاع الأول عن القدس.
 
فالقدس هي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، والقلب النابض لوطننا عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة.
 
عهدنا ثابت كما هو دائما لله العلي القدير، ثم لأشقائنا العرب والمسلمين والمسيحيين، ونؤكد لكم أننا صامدون هنا، راسخون هنا، كنا هنا، وسنبقى هنا نحمي قدسنا، وحتما سيأتي يوم حريتنا واستقلالنا. 
 
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته".


ملصقات


اقرأ أيضاً
تقرير : “الحريگ” من الجزائر إلى إسبانيا في تزايد
خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، شهد المسار البحري الممتد من الساحل الجزائري إلى ليفانتي أو جزر البليار زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين السريين. وأكد الصليب الأحمر ومنظمة "كاميناندو فرونتيراس" غير الحكومية لجريدة لاراثون هذه المعطيات، وأفادتا أن الشهر الماضي عرف وفاة 328 شخصًا على الطريق الجزائري بين يناير وماي. وحسب لاراثون الإسبانية، تُفنّد البيانات الميدانية يومًا بعد يوم المعلومات التي تُقدّمها المنظمات الإنسانية، حيث أُنقذ 60 شخصًا قبالة جزر بيتيوساس خلال ثلاثة أيام فقط. وفي صباح الجمعة، أنقذت فرق الإنقاذ البحري والحرس المدني 13 شخصًا على متن قارب صغير، على بُعد حوالي خمسة أميال جنوب جزيرة كابريرا، جنوب مايوركا. كما جرى إنقاذ 22 شخصًا، الخميس الماضي، على متن قاربين صغيرين يقعان في المياه جنوب فورمينتيرا. كما أنقذت فرق الإنقاذ البحري والقوات المسلحة 25 مهاجرًا، مساء الأربعاء، على متن قارب رُصد على بُعد أربعة أميال من جزيرة كابريرا، جنوب مايوركا. وحسب تقارير إخبارية، تكمن خطورة طريق "الحريگ" من الجزائر إلى إسبانيا، في افتقاره إلى آليات الكشف المبكر عن موارد الإنقاذ استجابةً للتنبيهات والبروتوكولات المشتركة، وذلك بسبب ضعف التعاون مع الجزائر، وهو أمرٌ يُحدث فرقًا عند الحديث عن حالات الاختفاء وسط البحر.
سياسة

فشل ملتمس الرقابة يبعد بين “الكتاب” و”الوردة”
بعدما سبق لهما أن عقد جلسات من أجل التقارب، يظهر أن قضية ملتمس الرقابة، وما ارتبط بها من اتهامات واتهامات مضادة تهدد بتعميق الخلافات بين كل حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية. فقد رد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، اليوم في لقاء لمنتخبي حزبه بالرباط، على تصريحات سابقة لادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهي تصريحات مرتبطة بتداعيات انسحاب حزب "الوردة" من مبادرة ملتمس الرقابة. بنعبد الله بدا غاضبا تجاه تصريحات ادريس لشكر، ودعاه إلى توقير حزب "الكتاب"، لكنه تحدث مجددا عن ممارسات وصفها بالدنيئة والبئيسة في قضية إفشال ملتمس الرقابة. وقال إن المستقبل سيكشف كل التفاصيل المرتبطة بهذا الملف الذي أعاد تسليط الضوء على هشاشة المعارضة البرلمانية. ودافع نبيل بنعبد الله عن أداء فريق "الكتاب" في مجلس النواب، لكنه أورد بأنه من المشاكل الكبيرة التي يعيشها مجلس النواب هو أن ليس هناك معارضة. وتحدث عن معارضات، في إشارة إلى التباعد في المسارات والخلفيات بين مكوناتها، ومنها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية المحافظة، وحزب الحركة الشعبية، ويضم أعيان العالم القروي، خاصة في المناطق الأمازيغية. وقال إن حزبه وسط هذا الوضع يغلب المصلحة الحزبية والحسابات السياسية الضيقة والدنية والبئيسة، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي وملتمس الرقابة. واعتبر بأنه تم إفشال الملتمس لخدمة أهداف غير معلنة، قبل أن يضيف بأن هناك من يفكر في المصلحة العامة، ولكن هناك من له خطاب وخلف الستار له حسابات أخرى، ويبحث فقط على أن يضغط وأن يؤثر وأن يموقع نفسه في المستقبل. وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ادريس لشكر، قد قال، في تصريحات سابقة، إن حزب التقدم والاشتراكية حاول أن يشيطن حزب "الوردة" في قضية ملتمس الرقابة، وذكر بأن حزب "الكتاب" كان يعترض على أي مبادرة يقوم بها الاتحاد الاشتراكي نظرا لعلاقته المشبوهة بحزب العدالة والتنمية.
سياسة

اتفاقية بين المغرب و”L3Harris” الأمريكية لتحديث أسطول طائرات “C-130”
أطلق المغرب برنامجا لتحديث طائرات النقل من طراز سي-130، مما يعزز قدراته في النقل الجوي العسكري. وفي حفل أقيم أمس الجمعة بنادي الضباط بالرباط، وقعت إدارة الدفاع الوطني المغربية والشركة الأمريكية "L3Harris Technologies" اتفاقية لتنفيذ صفقة التحديث.ويهدف البرنامج، الذي أعلنت عنه القوات المسلحة الملكية عبر منشور على فيسبوك، إلى تحديث أسطول طائرات C-130 المخصص لنقل البضائع والدعم اللوجستي. ووصفت القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية بالمغرب، إيمي كوترونا، توقيع الاتفاقية بأنها "لحظة حاسمة" في التعاون الثنائي. وستتولى شركة "L3Harris Technologies"، المتخصصة في تقنيات الدفاع والفضاء والأمن، عملية التحديث وفقًا لأعلى المعايير الدولية في جودة وصيانة الطيران. ويؤكد هذا التعاون على الشراكة المتنامية بين الولايات المتحدة والمغرب في قطاع الدفاع.تُعرف طائرة سي-130، وهي طائرة نقل عسكرية رباعية المحركات ، من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، بمتانتها وتعدد استخداماتها. وتُستخدم في مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك نقل القوات والعتاد، وعمليات الإنزال الجوي، وإعادة الإمداد، والمهام الإنسانية، والإجلاء الطبي، ومكافحة الحرائق.
سياسة

دخول سياسي ساخن ينتظر حكومة أخنوش
دخول سياسي في شتنبر القادم يرتقب أن يكون ساخن في مشهد مغربي لم يعد يفصله عن موعد الانتخابات القادمة سوى عام واحد. فقد دعا نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، في لقاء تواصلي لمنتخبي هذا الحزب، إلى تحويل الزخم السياسي لأربع سنوات من معارضة الحكومة الحالية إلى "قوة ضاربة". ودعا منتخبي حزب "الكتاب" إلى مضاعفة المجهودات والتواصل أكثر مع المواطنين ابتداء من شتنبر القادم. وقال، في هذا اللقاء الذي احتضنه المقر المركزي للحزب بالرباط، إن هناك انتظارات وطموحات وخيبة أمل كبيرة في مختلف مناطق المغرب، في إشارة إلى حصيلة الحكومة الحالية. "لا أعتقد أن هناك من يعبر عن رضاه من سنوات الفشل والإخفاق والضعف الديمقراطي البين والفشل الاقتصادي والاجتماعي المنطق بالكذب والبهتان"، يضيف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وهو يوضح الصورة أمام منتخبي حزبه، قبل أن يلمح إلى أن السعي نحو تغيير بعض القوانين الانتخابية، وتنظيم انتخابات أقرب ما يمكن الى النزاهة والتنافس الديموقراطي الشريف، وبمشاركة واسعة للمواطنين قد تغير الخريطة في المحطة القادمة.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة