مجتمع

المهاجرون القاصرون في جيب سبتة.. اكتظاظ وأزمة وترحيل


كشـ24 نشر في: 29 مايو 2021

بعد استبعاد إسبانيا لأكثر من 7000 شخص عبروا إلى جيب سبتة الأسبوع الماضي، تعمل حكومة البلد الأوروبي، على محورين فيما يتعلق بالقاصرين غير المصحوبين بذويهم.ويقدر عدد هؤلاء المهاجرين القاصرين بنحو ألف تقل أعمارهم عن 18 سنة، ما زالوا في جيب سبتة حتى يوم الاثنين 24 مايو 2021، يتجولون في الشوارع أو يتم إيواؤهم في مراكز تديرها السلطات المحلية.وكان آلاف المهاجرين قد وصلوا إلى جيب سبتة الخاضع لإدارة إسبانيا، شمالي المغرب، وسط أزمة ديبلوماسية بين مدريد والرباط.من ناحية أولى، أعلن وزير الحقوق الاجتماعية الإسباني، يوم الثلاثاء، أنه سيتم قريباً نقل حوالي 200 قاصر من سبتة إلى مناطق مختلفة من إسبانيا، لإفساح المجال للوافدين الجدد، ممن كانوا موجودين بالفعل في الجيب الإسباني قبل الوصول الاستثنائي من المغرب.وغرد الوزير الإسباني في تغريدة على موقع تويتر "بهذه الطريقة، نسهل رعاية أولئك الذين وصلوا للتو ومن ظلوا معنا لفترة طويلة".ومن ناحية أخرى، تحاول السلطات أن تواصل مع عائلات القاصرين الذين يريدون العودة إليهم.وعلى عكس البالغين، لا يمكن ترحيل القصر غير المصحوبين بذويهم تلقائيًا وبسرعة، بموجب اتفاقية جنيف لطالبي اللجوء (1951)، واتفاقية حقوق الطفل، والقوانين الأوروبية المتعلقة بحماية الأطفال التي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء. وبالتالي، لا يمكن اتخاذ قرار التسوية أو الطرد إلا عند بلوغهم سن الرشد.ومع ذلك، تمنح النصوص الحق في إعادة القاصر إلى بلده الأصلي بشروط ثلاثة؛ أولها أن يوافق الوالدان على هذه الإعادة وتقديم دليل على أبوتهم. وعدم تعريض القاصر للخطر بعودته إلى بلده، كما أن القاصر يجب أن يوافق على الأمر.صعوبات التوزيع والتسجيلوبحسب فرانسيسكو كارديناس، رئيس جمعية "أبروديم" الإسبانية لحماية الطفولة في تصريحه لموقع سكاي نيوز عربية، فإن أحدث بيانات نشرها مكتب المدعي العام للدولة، تؤكد أن 12 ألف و417 قاصرا أجنبيا مسجلا على الأراضي الإسبانية.وأضاف أن هذه "الأرقام تبقى بعيدة عن الواقع بكثير كما تلاحظ معظم المنظمات غير الحكومية".، لأن غالبيتهم غير مسجلين وآخرون يمرون من إسبانيا للوصول إلى دول أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا أو المملكة المتحدة أو بلجيكا.ويضيف في هذا الشأن، "من الواضح أن القاصرين "يأتون إلى أوروبا"، ولكن على حد علمي لا توجد سياسة توزيع على بلدان مختلفة. كلهم يقيمون في إسبانيا".وعن عملية التوزيع، يوضح كارديناس أن توزيع القاصرين يتم بين مختلف مناطق الحكم الذاتي في إسبانيا "توجد 17 منطقة حكم ذاتي بالإضافة إلى سبتة ومليلية. ووفقًا لمعايير مختلفة تقيس أساسا سعة كل منطقة، يتم توزيع القاصرين واستقبالهم في المراكز. غير أن العملية عادة ما تكون بطيئة".ويتيح التسجيل في السجلات لهؤلاء الشباب الذهاب إلى المدرسة والاستفادة من الضمان الاجتماعي المحلي. لكن الجزء الأصعب هو الوثائق الرسمية بالنسبة للغالبية العظمى منهم، لأنهم يصلون إلى إسبانيا بدون وثائق.وعلى صعيد آخر، تزامن وصول القاصرين الجدد إلى سبتة مع مصادقة النواب الإسباني على قانون لحماية القاصرين، إلا أن رئيس الجمعية الإسبانية يعتبره قانونا يحميهم من العنف الجنسي أو الاعتداء الجسدي ولا يغطي كل أنواع العنف. إذ أن "هناك عنفا مؤسسيا آخر لا يدخل في هذا القانون".ويتابع، "هذا القانون الجديد لا يواجه في العمق الإصلاح المطلوب، حيث إنه في إسبانيا لا يتم اتخاذ قرار إبعاد قاصر عن والديه أو قرار قبوله في مركز إيواء أو أي قرار آخر من قبل القاضي. بل من طرف رجال الخدمة المدنية دون أي نوع من الرقابة، وهذا يعرضهم لخطر التعسف كما يحدث في كثير من الحالات". تضامن الأسر الإسبانيةوبين مراكز مكتظة بالمهاجرين وشوارع تأوي المشردين والفارين من مراكز الإيواء، بادرت أسر في مدينة سبتة لمساعدة هؤلاء القاصرين.وفي حديثها لموقع سكاي نيوز عربية، تؤكد صباح دودوح، إحدى ساكنة المدينة أنها فتحت منزل أسرتها لاستقبال المئات، منذ الثلاثاء الماضي.وصرحت "ورثت روح المساعدة من والدي اللذين كانا يساعدان كل محتاج ويفتحان باباهما لكل مغترب، وفي فترة انتشار الوباء ومع إقفال المغرب حدوده بدأت عملي التطوعي بشكل رسمي، إذ استقبلت في بيتي وبيت العائلة عشرات الأسر".ومع موجة الهجرة الجديدة التي عرفتها المدينة، ورغم تخوفها من الأوضاع، بادرت صباح إلى المساعدة، "لا أخفي أنني ترددت في اليوم الأول في تقديم العون، لكن بعد أن شاهدت شبابا يتجولون حفاة في الشارع، ويعانون الجوع والعطش، تدخلت واستضفت حوالى 100 شخص في الساعات الأولى، وفرت لهم المأكل والملبس رغم تحذير السلطات لنا، وحاليا خلال اليومين الأخيرين، استقبلنا حوالى 1000 شخص".وأوردت "هم ليسوا قطاع طريق ولا أبناء شوارع، هم أصحاب شهادات في القانون والاقتصاد وحرفيون ضاقت بهم السبل" هكذا تقول صباح بكل أسف.وتوضح في المقابل، أن الكثير من سكان المدينة وخارجها، من مسلمين ومسيحيين إسبان، قدموا الأغطية والملابس وبعض المواد الغذائية. "لكن أمام هذه الأعداد الكبيرة الوافدة لا شيء يكفينا".وتختم حديثها بأنها أقنعت الكثير من القاصرين بالعودة، خصوصا أولئك الذين غادروا المغرب دون علم ذويهم، "سلمت الكثير من الشباب إلى السلطات المحلية برضاهم، بعد أن اقتنعوا أن ما ارتكبوه عرض حياتهم للخطر والمجهول هو ما ينتظرهم".المصدر: سكاي نيوز

بعد استبعاد إسبانيا لأكثر من 7000 شخص عبروا إلى جيب سبتة الأسبوع الماضي، تعمل حكومة البلد الأوروبي، على محورين فيما يتعلق بالقاصرين غير المصحوبين بذويهم.ويقدر عدد هؤلاء المهاجرين القاصرين بنحو ألف تقل أعمارهم عن 18 سنة، ما زالوا في جيب سبتة حتى يوم الاثنين 24 مايو 2021، يتجولون في الشوارع أو يتم إيواؤهم في مراكز تديرها السلطات المحلية.وكان آلاف المهاجرين قد وصلوا إلى جيب سبتة الخاضع لإدارة إسبانيا، شمالي المغرب، وسط أزمة ديبلوماسية بين مدريد والرباط.من ناحية أولى، أعلن وزير الحقوق الاجتماعية الإسباني، يوم الثلاثاء، أنه سيتم قريباً نقل حوالي 200 قاصر من سبتة إلى مناطق مختلفة من إسبانيا، لإفساح المجال للوافدين الجدد، ممن كانوا موجودين بالفعل في الجيب الإسباني قبل الوصول الاستثنائي من المغرب.وغرد الوزير الإسباني في تغريدة على موقع تويتر "بهذه الطريقة، نسهل رعاية أولئك الذين وصلوا للتو ومن ظلوا معنا لفترة طويلة".ومن ناحية أخرى، تحاول السلطات أن تواصل مع عائلات القاصرين الذين يريدون العودة إليهم.وعلى عكس البالغين، لا يمكن ترحيل القصر غير المصحوبين بذويهم تلقائيًا وبسرعة، بموجب اتفاقية جنيف لطالبي اللجوء (1951)، واتفاقية حقوق الطفل، والقوانين الأوروبية المتعلقة بحماية الأطفال التي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء. وبالتالي، لا يمكن اتخاذ قرار التسوية أو الطرد إلا عند بلوغهم سن الرشد.ومع ذلك، تمنح النصوص الحق في إعادة القاصر إلى بلده الأصلي بشروط ثلاثة؛ أولها أن يوافق الوالدان على هذه الإعادة وتقديم دليل على أبوتهم. وعدم تعريض القاصر للخطر بعودته إلى بلده، كما أن القاصر يجب أن يوافق على الأمر.صعوبات التوزيع والتسجيلوبحسب فرانسيسكو كارديناس، رئيس جمعية "أبروديم" الإسبانية لحماية الطفولة في تصريحه لموقع سكاي نيوز عربية، فإن أحدث بيانات نشرها مكتب المدعي العام للدولة، تؤكد أن 12 ألف و417 قاصرا أجنبيا مسجلا على الأراضي الإسبانية.وأضاف أن هذه "الأرقام تبقى بعيدة عن الواقع بكثير كما تلاحظ معظم المنظمات غير الحكومية".، لأن غالبيتهم غير مسجلين وآخرون يمرون من إسبانيا للوصول إلى دول أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا أو المملكة المتحدة أو بلجيكا.ويضيف في هذا الشأن، "من الواضح أن القاصرين "يأتون إلى أوروبا"، ولكن على حد علمي لا توجد سياسة توزيع على بلدان مختلفة. كلهم يقيمون في إسبانيا".وعن عملية التوزيع، يوضح كارديناس أن توزيع القاصرين يتم بين مختلف مناطق الحكم الذاتي في إسبانيا "توجد 17 منطقة حكم ذاتي بالإضافة إلى سبتة ومليلية. ووفقًا لمعايير مختلفة تقيس أساسا سعة كل منطقة، يتم توزيع القاصرين واستقبالهم في المراكز. غير أن العملية عادة ما تكون بطيئة".ويتيح التسجيل في السجلات لهؤلاء الشباب الذهاب إلى المدرسة والاستفادة من الضمان الاجتماعي المحلي. لكن الجزء الأصعب هو الوثائق الرسمية بالنسبة للغالبية العظمى منهم، لأنهم يصلون إلى إسبانيا بدون وثائق.وعلى صعيد آخر، تزامن وصول القاصرين الجدد إلى سبتة مع مصادقة النواب الإسباني على قانون لحماية القاصرين، إلا أن رئيس الجمعية الإسبانية يعتبره قانونا يحميهم من العنف الجنسي أو الاعتداء الجسدي ولا يغطي كل أنواع العنف. إذ أن "هناك عنفا مؤسسيا آخر لا يدخل في هذا القانون".ويتابع، "هذا القانون الجديد لا يواجه في العمق الإصلاح المطلوب، حيث إنه في إسبانيا لا يتم اتخاذ قرار إبعاد قاصر عن والديه أو قرار قبوله في مركز إيواء أو أي قرار آخر من قبل القاضي. بل من طرف رجال الخدمة المدنية دون أي نوع من الرقابة، وهذا يعرضهم لخطر التعسف كما يحدث في كثير من الحالات". تضامن الأسر الإسبانيةوبين مراكز مكتظة بالمهاجرين وشوارع تأوي المشردين والفارين من مراكز الإيواء، بادرت أسر في مدينة سبتة لمساعدة هؤلاء القاصرين.وفي حديثها لموقع سكاي نيوز عربية، تؤكد صباح دودوح، إحدى ساكنة المدينة أنها فتحت منزل أسرتها لاستقبال المئات، منذ الثلاثاء الماضي.وصرحت "ورثت روح المساعدة من والدي اللذين كانا يساعدان كل محتاج ويفتحان باباهما لكل مغترب، وفي فترة انتشار الوباء ومع إقفال المغرب حدوده بدأت عملي التطوعي بشكل رسمي، إذ استقبلت في بيتي وبيت العائلة عشرات الأسر".ومع موجة الهجرة الجديدة التي عرفتها المدينة، ورغم تخوفها من الأوضاع، بادرت صباح إلى المساعدة، "لا أخفي أنني ترددت في اليوم الأول في تقديم العون، لكن بعد أن شاهدت شبابا يتجولون حفاة في الشارع، ويعانون الجوع والعطش، تدخلت واستضفت حوالى 100 شخص في الساعات الأولى، وفرت لهم المأكل والملبس رغم تحذير السلطات لنا، وحاليا خلال اليومين الأخيرين، استقبلنا حوالى 1000 شخص".وأوردت "هم ليسوا قطاع طريق ولا أبناء شوارع، هم أصحاب شهادات في القانون والاقتصاد وحرفيون ضاقت بهم السبل" هكذا تقول صباح بكل أسف.وتوضح في المقابل، أن الكثير من سكان المدينة وخارجها، من مسلمين ومسيحيين إسبان، قدموا الأغطية والملابس وبعض المواد الغذائية. "لكن أمام هذه الأعداد الكبيرة الوافدة لا شيء يكفينا".وتختم حديثها بأنها أقنعت الكثير من القاصرين بالعودة، خصوصا أولئك الذين غادروا المغرب دون علم ذويهم، "سلمت الكثير من الشباب إلى السلطات المحلية برضاهم، بعد أن اقتنعوا أن ما ارتكبوه عرض حياتهم للخطر والمجهول هو ما ينتظرهم".المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

خبير دولي لـ”كشـ24″: موجات الحرارة بالمغرب مرشحة للتفاقم والمستقبل أكثر قسوة
كشف تقرير مناخ المغرب لسنة 2024 الذي أصدرته وزارة التجهيز والماء، ومديرة الأرصاد الجوية، أن السنة الماضية كانت من بين أشد السنوات حرارة على الإطلاق، وهي حقيقة لم تفاجئ المتخصصين في قضايا المناخ والبيئة، بقدر ما عمقت المخاوف من المستقبل الذي بات يلوح بمزيد من القسوة المناخية، لا سيما في الدول الأكثر تأثرا كالمغرب.وفي هذا السياق، أوضح محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية والتغيرات المناخية، في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الارتفاع المهول في درجات الحرارة يأتي في سياق طبيعي بالنسبة لمن يدرك دينامية التغيرات المناخية، لكنه في ذات الوقت مخيف ومؤسف، لما يحمله من تداعيات وخسائر بيئية وبشرية محتملة.وأشار بازة إلى أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من الانبعاثات الغازية السامة التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، مضيفا أن المشكل الأخطر حاليا هو التطبيع مع هذا التغير، وكأنه صار أمرا اعتياديا، رغم ما يصاحبه من موجات حر مفرطة وجفاف وتذبذب في الفيضانات. أكد الخبير أن المغرب من بين الدول الأوائل التي تعاني من تأثيرات الحرارة المفرطة، مستدلا بما شهده خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أربع إلى خمس موجات حر شديدة قادمة من الصحراء، وهي موجات غير مسبوقة من حيث الوتيرة والحدة مقارنة بما كان يسجل في العقود الماضية.وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه التغيرات لم تقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، بل مست أيضا مواعيدها، حيث أصبحت هذه الموجات تظهر مبكرا في أبريل وماي، بدل يوليوز وغشت كما كان في السابق، مما يزيد من صعوبة التكيف معها.وسجل مصرحنا أن مدينة مراكش تعتبر من أكثر المناطق المتأثرة، بالنظر إلى ضعف التساقطات المطرية التي عرفتها مقارنة مع مدن الشمال، إضافة إلى قلة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء، وهو ما يجعل سكانها أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة.وفي ختام تصريحه، نبّه بازة إلى أن الإحساس بحرارة مرتفعة رغم أن المؤشر قد لا يتجاوز 35 درجة، غالبا ما يكون مرتبطا بارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية، داعيا إلى ضرورة تفادي التعرض المباشر لها خلال فترات الذروة، واستعمال واقيات الجلد، نظرا لخطرها على الصحة، خصوصا وأنها سبب مباشر لمرض سرطان الجلد.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة