الثلاثاء 18 مارس 2025, 10:05

سياسة

المغرب يظل ملتزما بالعمل الإفريقي المشترك خدمة للقضايا النبيلة لإفريقيا


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 16 فبراير 2025

يظل المغرب ملتزما بالعمل الإفريقي المشترك خدمة للقضايا النبيلة لإفريقيا وللمصالح الحيوية لمواطنيها. وقد ركزت قمة الاتحاد الإفريقي لفبراير 2025 على عدة قضايا تتعلق، على الخصوص، بالسلم والأمن، والاندماج القاري، والأمن الصحي والتغيرات المناخية، إضافة إلى تجديد قيادة مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وتميز جدول أعمال هذه القمة أيضا بغياب قضية الصحراء المغربية، وهو ما أثار استياء كبيرا لدى خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وبذلك، أكدت المنظمة الإفريقية موقفها الهادف إلى تركيز جهودها على معالجة القضايا العاجلة وذات الأولوية بالنسبة لإفريقيا، وبالتالي القطع مع استغلالها كمنصة موجهة لخدمة أجندات ضيقة وأهداف سياسية للبعض.

وعلى غرار السنوات السابقة، تميزت مشاركة المغرب في أشغال هذه القمة بمساهمة جوهرية وذات قيمة مضافة عالية خلال الاجتماعات والأحداث رفيعة المستوى التي تناولت عدة مواضيع.

وفي هذا الصدد، شارك المغرب، على الخصوص، في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات حول الوضع في السودان والأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي صادق خلاله مجلس السلم والأمن بالإجماع على المقترح المغربي بالالتزام بهدنة إنسانية في السودان، خلال شهر رمضان المبارك، من أجل السماح بوصول المساعدة الإنسانية دون قيود أو تمييز.

كما شارك المغرب في الاجتماع رفيع المستوى حول تمويل الصحة، والذي أعلن خلاله المغرب عن مساهمة كبيرة بهدف تعزيز الأمن الصحي بالقارة.

لقد مرت ثمان سنوات منذ عودة المغرب إلى أسرته المؤسسية الإفريقية. وهي فترة زمنية قصيرة من عمر المؤسسات متعددة الأطراف، لكنها كانت كافية ليتمكن المغرب، بفضل الرؤية الملكية المستنيرة والاستباقية، من إعادة تأكيد موقعه كفاعل رئيسي داخل المؤسسة الإفريقية، تحظى أعماله ومبادراته بدعم جماعي، وأكسبته مصداقيته ثقة القوى الحية للاتحاد في عدة مجالات.

وهكذا، اختار الاتحاد الإفريقي، في عام 2018، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رائدا للاتحاد في موضوع الهجرة، ومدينة الرباط لاحتضان المرصد الإفريقي للهجرة. كما أن المبادرات الملكية المتعلقة بقضايا المناخ، التي تم إطلاقها سنة 2016 خلال قمة العمل الإفريقية، لا تزال تمثل "قصة نجاح" ومرجعا واضحا للبلدان الإفريقية في إطار سعيها الجماعي لبناء نموذج إفريقي للمرونة المناخية.

وعلاوة على ذلك، انتخبت الدول الإفريقية المغرب عضوا في مجلس السلم والأمن لولايتين (2018-2020 و2022-2025)، ترأست خلالهما المملكة هذه الهيئة الهامة في ثلاث مناسبات، وأطلقت مبادرات مبتكرة وغير مسبوقة وملموسة مستلهمة من الرؤية الملكية الرامية إلى خدمة المصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في مجالات السلم والأمن والتنمية.

وفي هذا الصدد، تمت بالإجماع المصادقة على إعلان طنجة، الصادر عن مؤتمر طنجة حول تعزيز الروابط بين السلم والأمن والتنمية، من قبل مؤتمر الاتحاد الإفريقي. وشكل هذا الإعلان لحظة فارقة في مسار إعادة تفعيل المقاربة القائمة على الارتباط بين السلم والأمن والتنمية، كاستجابة شاملة ومندمجة ووجيهة للتحديات ذات الصلة بالسلم والأمن في القارة. وبالإضافة إلى ذلك، عملت هذه المبادرة على توحيد جهود كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الدول الأعضاء والهيئات والمؤسسات المالية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.

كما وضع المغرب برنامجا تكوينيا متخصصا لفائدة ملاحظي الانتخابات التابعين للاتحاد الإفريقي، بهدف تعزيز المسلسل الديمقراطي في القارة الإفريقية.

إضافة إلى ذلك، نجحت المملكة في ضمان تواجد كفاءات عالية المستوى في مختلف هياكل مفوضية الاتحاد الإفريقي، مثل منصب المدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي، الذي يشكل منصبا إداريا رئيسيا داخل هذه الأخيرة، فضلا عن مناصب أخرى ذات أهمية استراتيجية. وعلى صعيد آخر، تولى المغرب منصب الرئيس ونائب الرئيس في هيئات مهمة داخل الاتحاد. وهكذا ترأست المملكة، على المستوى الوزاري، اللجنة التقنية المتخصصة حول القضايا الاقتصادية. كما شغلت منصب نائب رئيس اللجنة التقنية المتخصصة حول الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والتنمية الحضرية واللامركزية. وتولى المغرب أيضا رئاسة اللجنة الفرعية حول القضايا الاقتصادية وشغل منصب نائب رئيس اللجنة الفرعية حول القضايا البيئية.

وبعزم وإصرار، سيواصل المغرب، القوي بتجذره التاريخي في بناء المؤسسة الإفريقية باعتباره أحد أعضائها المؤسسين، وبالتزامه الثابت والمستمر بخدمة القضايا النبيلة للقارة الإفريقية، مساهمته البناءة وذات القيمة المضافة العالية في العمل الإفريقي المشترك، في إطار المسلسل البين- حكومي، لمواجهة التحديات المستمرة داخل المنظمة الإفريقية في ما يتعلق بتعزيز الحكامة الإدارية والمالية الجيدة وإحباط كافة المحاولات الرامية إلى إبطاء زخم الإصلاح داخل الاتحاد الإفريقي.

وتستهدف مجهودات المغرب داخل المؤسسة، في المقام الأول، تنزيل الرؤية الملكية المتمثلة في وضع القضايا النبيلة لإفريقيا والمصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في مجالات السلم والأمن والتنمية في صلب الأجندة الإفريقية، وإعطاء الريادة للقارة الإفريقية حتى تتمكن من إسماع صوتها على المستوى الدولي.

يظل المغرب ملتزما بالعمل الإفريقي المشترك خدمة للقضايا النبيلة لإفريقيا وللمصالح الحيوية لمواطنيها. وقد ركزت قمة الاتحاد الإفريقي لفبراير 2025 على عدة قضايا تتعلق، على الخصوص، بالسلم والأمن، والاندماج القاري، والأمن الصحي والتغيرات المناخية، إضافة إلى تجديد قيادة مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وتميز جدول أعمال هذه القمة أيضا بغياب قضية الصحراء المغربية، وهو ما أثار استياء كبيرا لدى خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وبذلك، أكدت المنظمة الإفريقية موقفها الهادف إلى تركيز جهودها على معالجة القضايا العاجلة وذات الأولوية بالنسبة لإفريقيا، وبالتالي القطع مع استغلالها كمنصة موجهة لخدمة أجندات ضيقة وأهداف سياسية للبعض.

وعلى غرار السنوات السابقة، تميزت مشاركة المغرب في أشغال هذه القمة بمساهمة جوهرية وذات قيمة مضافة عالية خلال الاجتماعات والأحداث رفيعة المستوى التي تناولت عدة مواضيع.

وفي هذا الصدد، شارك المغرب، على الخصوص، في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات حول الوضع في السودان والأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي صادق خلاله مجلس السلم والأمن بالإجماع على المقترح المغربي بالالتزام بهدنة إنسانية في السودان، خلال شهر رمضان المبارك، من أجل السماح بوصول المساعدة الإنسانية دون قيود أو تمييز.

كما شارك المغرب في الاجتماع رفيع المستوى حول تمويل الصحة، والذي أعلن خلاله المغرب عن مساهمة كبيرة بهدف تعزيز الأمن الصحي بالقارة.

لقد مرت ثمان سنوات منذ عودة المغرب إلى أسرته المؤسسية الإفريقية. وهي فترة زمنية قصيرة من عمر المؤسسات متعددة الأطراف، لكنها كانت كافية ليتمكن المغرب، بفضل الرؤية الملكية المستنيرة والاستباقية، من إعادة تأكيد موقعه كفاعل رئيسي داخل المؤسسة الإفريقية، تحظى أعماله ومبادراته بدعم جماعي، وأكسبته مصداقيته ثقة القوى الحية للاتحاد في عدة مجالات.

وهكذا، اختار الاتحاد الإفريقي، في عام 2018، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رائدا للاتحاد في موضوع الهجرة، ومدينة الرباط لاحتضان المرصد الإفريقي للهجرة. كما أن المبادرات الملكية المتعلقة بقضايا المناخ، التي تم إطلاقها سنة 2016 خلال قمة العمل الإفريقية، لا تزال تمثل "قصة نجاح" ومرجعا واضحا للبلدان الإفريقية في إطار سعيها الجماعي لبناء نموذج إفريقي للمرونة المناخية.

وعلاوة على ذلك، انتخبت الدول الإفريقية المغرب عضوا في مجلس السلم والأمن لولايتين (2018-2020 و2022-2025)، ترأست خلالهما المملكة هذه الهيئة الهامة في ثلاث مناسبات، وأطلقت مبادرات مبتكرة وغير مسبوقة وملموسة مستلهمة من الرؤية الملكية الرامية إلى خدمة المصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في مجالات السلم والأمن والتنمية.

وفي هذا الصدد، تمت بالإجماع المصادقة على إعلان طنجة، الصادر عن مؤتمر طنجة حول تعزيز الروابط بين السلم والأمن والتنمية، من قبل مؤتمر الاتحاد الإفريقي. وشكل هذا الإعلان لحظة فارقة في مسار إعادة تفعيل المقاربة القائمة على الارتباط بين السلم والأمن والتنمية، كاستجابة شاملة ومندمجة ووجيهة للتحديات ذات الصلة بالسلم والأمن في القارة. وبالإضافة إلى ذلك، عملت هذه المبادرة على توحيد جهود كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الدول الأعضاء والهيئات والمؤسسات المالية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.

كما وضع المغرب برنامجا تكوينيا متخصصا لفائدة ملاحظي الانتخابات التابعين للاتحاد الإفريقي، بهدف تعزيز المسلسل الديمقراطي في القارة الإفريقية.

إضافة إلى ذلك، نجحت المملكة في ضمان تواجد كفاءات عالية المستوى في مختلف هياكل مفوضية الاتحاد الإفريقي، مثل منصب المدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي، الذي يشكل منصبا إداريا رئيسيا داخل هذه الأخيرة، فضلا عن مناصب أخرى ذات أهمية استراتيجية. وعلى صعيد آخر، تولى المغرب منصب الرئيس ونائب الرئيس في هيئات مهمة داخل الاتحاد. وهكذا ترأست المملكة، على المستوى الوزاري، اللجنة التقنية المتخصصة حول القضايا الاقتصادية. كما شغلت منصب نائب رئيس اللجنة التقنية المتخصصة حول الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والتنمية الحضرية واللامركزية. وتولى المغرب أيضا رئاسة اللجنة الفرعية حول القضايا الاقتصادية وشغل منصب نائب رئيس اللجنة الفرعية حول القضايا البيئية.

وبعزم وإصرار، سيواصل المغرب، القوي بتجذره التاريخي في بناء المؤسسة الإفريقية باعتباره أحد أعضائها المؤسسين، وبالتزامه الثابت والمستمر بخدمة القضايا النبيلة للقارة الإفريقية، مساهمته البناءة وذات القيمة المضافة العالية في العمل الإفريقي المشترك، في إطار المسلسل البين- حكومي، لمواجهة التحديات المستمرة داخل المنظمة الإفريقية في ما يتعلق بتعزيز الحكامة الإدارية والمالية الجيدة وإحباط كافة المحاولات الرامية إلى إبطاء زخم الإصلاح داخل الاتحاد الإفريقي.

وتستهدف مجهودات المغرب داخل المؤسسة، في المقام الأول، تنزيل الرؤية الملكية المتمثلة في وضع القضايا النبيلة لإفريقيا والمصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في مجالات السلم والأمن والتنمية في صلب الأجندة الإفريقية، وإعطاء الريادة للقارة الإفريقية حتى تتمكن من إسماع صوتها على المستوى الدولي.



اقرأ أيضاً
في لقاء تواصلي.. استقلاليون يشهرون تداعيات الجمود التنظيمي في وجه نزار بركة
ترأس مساء اليوم الإثنين، 17 مارس الجاري، الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، لقاء تواصليا بمدينة فاس، حضره عدد من نشطاء الحزب، إلى جانب عضوي اللجنة التنفيذية، علال العمراوي وعبد المجيد الفاسي. وجاء هذا اللقاء في سياق خرجات لنزار بركة عبر فيها عن تطلع حزب الاستقلال لتصدر المشهد الحزبي في الانتخابات القادمة، وترأس حكومة المونديال. كما جاء في سياق سلسلة لقاءات تواصلية ينظمها حزب "الميزان" في مختلف مناطق المغرب، لتفعيل مبادرات دشنها في الآونة الأخيرة، ومنها مبادرة "تطوع"، سلسلة التواصل مع الشباب. وحضر الوضع التنظيمي للحزب بقوة في هذا اللقاء التواصلي، حيث ارتفعت أصوات ناشطين استقلاليين لمطالبة الأمين العام لحزب بتجاوز وضعية الجمود التنظيمي الذي أدخل فيه منذ ما يقرب من خمس سنوات. وكانت اللجنة التنفيذية للحزب قد سبق لها أن قررت حل جميع الهياكل بالمدينة، وذلك في سياق تصدع عاشه الحزب بالمدينة مرتبط بصراع طاحن بين أنصار حميد شباط، الأمين العام السابق، وأنصار نزار بركة، الأمين العام الحالي للحزب. وتم تكليف حميد فتاح الرئيس الحالي لمجلس مقاطعة المرينيين لتدبير المرحلة الانتقالية، دون أن يسجل أي تدخلات بعد ذلك لتجاوز هذا الوضع الاستثنائي. وظل اسم مدينة فاس مقترنا بحزب الاستقلال، لكن بريق هذا الأخير تراجع في العقود الأخيرة، حيث انهار في الانتخابات الجماعية لسنة 2016، مقابل اكتساح حزب العدالة والتنمية. وفي سنة 2021، سجل تراجع مهول لحزب "المصباح" مقابل اكتساح لافت لحزب الأحرار.
سياسة

التأخر في تعيين الممرضين الجدد بجهة مراكش آسفي يسائل وزير التهراوي
وجه النائب البرلماني أحمد الزوين، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص التأخر في تعيين الممرضين الجدد بجهة مراكش آسفي. وأوضح النائب البرلماني أنه جرى الإعلان عن 371 منصبا شاغر للممرضين بتاريخ 22 شتنبر 2024، وتم لاحقا تحديد المناصب حسب التخصصات يوم 10 فبراير 2025. ومع ذلك، وبعد مرور فترة زمنية مهمة، لم يتم بعد توقيع محاضر الالتحاق الرسمية للمرشحين المعينين، مؤكدا على خطورة هذا التأخير خاصة أن جهة مراكش آسفي تواجه تحديات صحية متزايدة نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية التمريضية. وأضاف النائب البرلماني أن هذا الوضع لا يتوافق مع الفصل 31 من الدستور المغربي، الذي يضمن حق المواطنين في العلاج والعناية الصحية على قدم المساواة. ويطرح تساؤلات مشروعة حول التزام الحكومة بتعزيز المنظومة الصحية وتوفير خدمات ذات جودة تلبي احتياجات السكان. وأكد أحمد الزوين على أهمية وجود رؤية استراتيجية بعيدة المدى لمعالجة مشكلة الخصاص في الموارد البشرية الصحية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب الاستثمار في تكوين الأطر الجديدة، تحسين ظروف عمل الأطباء والممرضين، وتعزيز البنية التحتية الصحية بالجهة. واستفسر الزوين عن الأسباب الكامنة وراء هذا التأخير، وعن السبب وراء عدم توقيع محاضر الالتحاق الرسمية حتى الآن، وعن العراقيل التي تعيق هذه العملية. وطالب النائب وزير الصحة بالكشف عن الخطوات التي تعتزم وزارته القيام بها لتسريع عملية التعيين وضمان التحاق الممرضين الجدد بمناصبهم بأسرع وقت ممكن.  
سياسة

اعتماد قرار تقدم به المغرب بشأن تأثير المخدرات على البيئة بفيينا
اعتمدت الدورة الـ68 للجنة الأمم المتحدة للمخدرات، التي انعقدت في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 بفيينا، الجمعة الماضي، ولأول مرة، قرارا تقدم به المغرب وفرنسا والبرازيل بشأن تأثيرات الأشطة غير المشروعة المتعلقة بالمخدرات على البيئة. ويبرز اعتماد هذا القرار المعنون بـ"مكافحة الآثار البيئية للأنشطة غير المشروعة المتعلقة بالمخدرات" المساهمة الكبيرة للمغرب، خلال العقد الماضي، في النقاش الدولي داخل الأمم المتحدة بشأن المشكل العالمي للمخدرات. وفي تصريح بهذه المناسبة، أعرب السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في فيينا، عز الدين فرحان، عن شكره لجميع أعضاء اللجنة على دعمهم لهذا القرار، الذي شاركت في تقديمه عدة دول، وكذلك مشاركتهم النشطة والإيجابية والبناءة طوال مسار مناقشة هذا القرار. وأوضح الدبلوماسي المغربي أن هذا القرار يشجع، في جوهره، الدول الأعضاء أساسا على مراعاة حماية البيئة في سياساتها المتعلقة بالمخدرات، ووبلورة وتنفيذ استراتيجيات دولية لمواجهة الآثار البيئية للأنشطة غير المشروعة المتعلقة بالمخدرات. ودعا، في هذا السياق، إلى تعزيز التعاون الدولي بين السلطات القضائية والمصالح المعنية بالزجر وإنفاذ القانون، مع احترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية. وذكر فرحان أن هذه المبادرة التي تقدم المغرب وفرنسا والبرازيل وتمثل ثلاث قارات، تندرج في إطار تنفيذ الإعلان الوزاري الصادر سنة 2019 وإعلان استعراض منتصف المدة في 2024 اللذين أقرا بضرورة مكافحة الأسباب الجذرية والآثار السلبية للأنشطة غير المشروعة المتعلقة بالمخدرات على البيئة. وفي هذا السياق، سجل أن هذا القرار يستمد كنهه من الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية الثلاثين للجمعية العامة التي انعقدت سنة 2016، والتي جددت فيها الدول الأعضاء التأكيد على "أهمية حماية البيئة في سياق مكافحة الزراعة غير المشروعة للنباتات التي تستخرج منها المخدرات والأنشطة الأخرى المرتبطة بالمخدرات". كما أشاد بالأبحاث التي أنجزها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في السنوات الأخيرة، لا سيما إصدارات سنة 2022 و 2023 و 2024 للتقرير العالمي حول المخدرات، الذي يقدم، من بين أمور أخرى، لمحة عامة عن الآثار البيئية المباشرة وغير المباشرة للأنشطة غير المشروعة المتعلقة بالمخدرات على البيئة. إضافة إلى ذلك، تم بموجب هذا القرار التفويض للجنة المخدرات بأن تقرر مواصلة النقاش حول مسألة الآثار البيئية للأنشطة غير المشروعة المتعلقة بالمخدرات، في إطار الاستعراض النصفي الذي ستخصصه سنة 2029 للتقدم المحرز في تنفيذ جميع الالتزامات التي تم التعهد بها فيما يتعلق بالسياسة الدولية لمكافحة المخدرات. وتعد لجنة المخدرات هيئة تقريرية داخل الأمم المتحدة مكلفة بتوجيه العمل الدولي في مجال مكافحة المخدرات والجريمة. وهي لجنة وظيفية تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وهيئة إدارة لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وتوفر مقررات اللجنة وقراراتها مبادئ توجيهية للدول الأعضاء، وكذلك لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
سياسة

إنجازات غير مسبوقة لرئاسة المغرب للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الإفريقي
أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الإفريقي، خالد بودالي، الذي بلغت مهمته نهايتها بعد أن قضى أربع سنوات على رأس هذه الهيئة (2020-2024)، الجمعة بمكناس، أن الرئاسة المغربية لهذا المجلس اتسمت بإنجازات “غير مسبوقة”، و”رؤية استشرافية”، وتأثير ملموس على أرض الواقع. وأكد بودالي، خلال ندوة سلطت الضوء على عمل المملكة داخل الاتحاد الإفريقي، نظمت بمبادرة من مؤسسة “يدا في يد من أجل التنمية المستدامة” بمكناس، أن فترة رئاسة المغرب للمجلس والتي بلغت نهايتها “أعادت تشكيل موقع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي داخل المنظومة الإفريقية، وارتقت به إلى مصاف الأجهزة الأكثر فاعلية وتأثيرًا”. وأشار بودالي، الذي تم تعيينه مؤخراً مستشارا استراتيجيا ومبعوثا خاصا مكلفا بالمجتمع المدني لدى الاتحاد الأفريقي، إلى أن المجلس أصبح “ركيزة أساسية في بلورة وتنفيذ أجندة التنمية المستدامة للقارة”. وهذه النتيجة، يضيف بودالي، تجعل من هذه الهيئة الآن نموذجا حقيقيا للحكامة التشاركية، متجاوزة دورها التقليدي كجهاز استشاري، ليصبح المجلس ضامنًا لمسيرة التحول الديمقراطي والتنمية الشاملة التي تتطلع إليها الشعوب الإفريقية. وبرأيه، فإن عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي لم تكن مجرد استعادة لموقعها الطبيعي، بل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون والتكامل القاري، إذ رسّخت المملكة حضورها كفاعل رئيسي في قضايا السلم والأمن، والتكامل الاقتصادي، والتنمية المستدامة، من خلال مشاريع كبرى مثل أنبوب الغاز الإفريقي-الأوروبي، وتعزيز منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية. وأوضح بودالي أن المجلس حقق خلال السنوات الأربع الماضية “قفزة نوعية” في ظل الرئاسة المغربية من حيث تعزيز المشاركة المدنية، وتوسيع نطاق تأثير المجتمع المدني في الحكامة القارية. وأبرز في هذا الصدد، التحول الذي تجسد في عملية إصلاح شاملة أعادت تعريف أسس وهياكل المجلس على المستويات المؤسسية والقضائية والتشغيلية، مذكرا بمراجعة ميثاقه التأسيسي لتعزيز الحكامة الجيدة والشفافية والمسؤولية وكذا تعزيز الآليات القضائية لتكريس مزيد من الرقابة والمحاسبة. وأضاف أن هذا الإصلاح امتد، من جهة أخرى، ليشمل آليات المشاركة مع المجتمع المدني، مما أتاح للمؤسسات الأكاديمية والمنظمات لأن تصبح شريكا أساسيا في صياغة السياسات القارية وتحديد مسارات التنمية المستدامة. كما سلط بودالي الضوء على الاعتراف بدور المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي كجهة فاعلة في الإشراف على شفافية الانتخابات وضمان الشرعية الديمقراطية في أفريقيا، مشيرا إلى أن المجلس قام، في هذا الصدد، بعدة بعثات مراقبة انتخابية وأصدر تقارير مما ساعد على تعزيز العملية الديمقراطية من خلال آليات الشفافية والإنصاف.
سياسة

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 18 مارس 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة