ثقافة-وفن

المراكشيون.. بين حمار نيكولا كايدج ودراجة توم كروز


كشـ24 نشر في: 20 أكتوبر 2016

عض المراكشيين، المعروفين بحس الضحك والفكاهة، وجدوا في مشهد تجول نيكولاس كايدج، في مراكش، على ظهر حمار، خلال تصوير مشاهد من دوره في فيلم "جيش في واحد"، فرصة للضحك والفكاهة عند مقارنته بمواطنه توم كروز، في فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة" لمؤلفه ومخرجه كريستوفر ماكويري، الذي صورت بعض مشاهده في مراكش؛ حيث ظهر، في معظم مشاهد الفيلم، إما محافظًا على توازنه فوق طائرة محلقة، أو راكبًا سيارات ودراجات نارية تطير أكثر أو تسير على الطرق السيارة.

توزع تصوير معظم مشاهد "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، الذي هو حركة وجاسوسية وإثارة، في المغرب، بين نواحي مراكش وأحياء الرباط والدار البيضاء، فضلًا عن الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، الذي أغلق 14 يومًا لاستكمال التصوير.
 
مفارقات سينمائية.. في المدينة الحمراء!

أغرت المدينة الحمراء صناع السينما، منذ عقود، حتى باتوا يرون فيها فضاءً ملائمًا لتصوير مشاهد من أفلامهم، التي تتناول بعض قضايا وحروب الشرق الأوسط أو قصص الجاسوسية، التي رافقت الحرب الباردة، قبل أن تتواصل، إلى اليوم، رغم سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لكن، بطقوس وتقنيات أخرى.

يمكن القول إن توالي تصوير الأفلام السينمائية في مراكش، قد جعل كثيرًا من المراكشيين يغادرون بيوتهم والمقاهي، بين الحين والآخر، للتفرج على ذوي الانفجارات ولعلعة الرصاص ومشاهدة "الجثث" على الطبيعة، بعدما اعتادوا التسمر أمام شاشات الفضائيات، لمتابعة مباريات "الكالشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسبانية، ومشاهدة أخبار الدم والدمار، مع الاستماع إلى آراء "الخبراء الاستراتيجيين"، الذين يفهمون في كل شيء، ابتداءً من دمار سوريا وفوضى ليبيا، مرورًا بـ "صراع" ميسي ورونالدو، و"عضة" سواريز، و"نطحة" زيدان، وصولًا إلى لغز سرقة مجوهرات كارداشيان، و"جنون" صدر باميلا أندرسون، فضلًا عن وجهات نظر الجنرالات المتقاعدين، الذين خاض معظمهم حروبًا فاشلة، قبل أن يُطلبوا، للتعليق على نزاعات وحروب لم يعد يُعرف من الغالب فيها ومن المغلوب.

ومن حسن الحظ أن مشاهد الأفلام العالمية، وخصوصًا الأميركية منها، والتي صار المراكشيون يشاهدونها طازجة، على الطبيعة، قبل أن تصلهم مضغوطة ومقرصنة في أقراص العشرة دراهم (دولار واحد)، هي، في الأول، وفي الأخير، مجرد تمثيل في تمثيل، رغم كل مشاهد الدمار والقصف، التي تحول بعض ساحات وأحياء المدينة إلى نُسخ موقتة من ساحات وأحياء مدن لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال. لكنها، أفلام تعطي "بهجاوة" فرصة الاستمتاع بما يحيط بصناعة الأفلام العالمية من بريق، والإمكانات الهائلة، التي توظف لإنتاجها، فضلًا عن أنها تغذي فضولًا جميلًا نحو نجوم الفن السابع.

يبقى من الطريف، حقًا، أن تتحول أحياء المْحاميد، مثلًا، إلى ساحة حرب وصراع بين الأميركيين والسوفيات، بدلًا من قفار أفغانستان، وأن يتم تصوير جزء من فيلم سينمائي في مراكش المغربية، متضمنًا مشاهد تتناول الجدار العازل، الذي أقامته إسرائيل على أرض فلسطين؛ وأن يتحول قصر البديع التاريخي إلى فضاء لتصوير مشاهد من أفلام عن الإرهاب، بينها فيلم "اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود، وبطولة ريس ويثرسبورن وجاك غيلنهال وميريل ستريب وعمر متولي؛ وأن تتحول أحياء مراكشية إلى حارات صومالية؛ وأن تتم الاستعانة بالكومبارس المغاربة للتأثيث لبعض الأحداث والمشاهد، بمقابل مادي قد لا يتعدى مائتي درهم (25 دولارًا) في فيلم سينمائي يتقاضى فيه البطل (الأميركي، طبعًا) أجرًا قد يتعدى ثلاثين مليون دولار!.
 
هوليوود أفريقيا

لن يكون فيلم "جيش من واحد" الأول ولا الأخير في قائمة الأفلام التي يتم تصويرها في المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص.

ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي. وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ "هوليوود أفريقيا"، على رأس المدن المغربية، التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بطنجة ومراكش والدار البيضاء. 

النجمة الأميركية ريبيكا فيرغيسون في مشهد من فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، في ضواحي مراكش

يعود بدء التصوير في ورزازات تحديدًا إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام "الدم" (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و"إن شاء الله" (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و"عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" (1927) للألماني جيمس بوير؛ و"في ظل الحريم"(1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
 
شاي في الصحراء

من أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميًا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر "آخر رغبات المسيح" (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و"شاي في الصحراء"(1989) لبرناندو برتولوتشي؛ و"كوندون" (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و"المصارع" (2000) لريدلي سكوت؛ و"سقوط الصقر الأسود" (2001) لريدلي سكوت؛ و"لعبة التجسس" (2001) لتوني سكوت؛ و"هوية بورن" (2002) لدوج ليمان؛ و"الإسكندر" (2004) لأوليفر ستون؛ و"طروادة" (2004) لولفجانج بيتيرسن؛ و"مملكة السماء" (2005) لريدلي سكوت؛ و"المومياء" (2005) لستيفن سومارز؛ و"بابل" (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو؛ و"اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود؛ و"أمير فارس: رمال الزمن" (2010) لمايك نيويل؛ و"القناص الأميركي" (2014) لكلينت إيستوود؛ و"روك القصبة" (2014) لباري ليفنسون؛ و"ملكة الصحراء" (2014) لورنر هيرزوغ؛ و"مهمة مستحيلة: أمة منشقة" (2015) لكريستوفر ماكويري.
 
مؤهلات طبيعية وبشرية

استثمارًا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيًا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج من تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لمصلحة المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد الموقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم في المغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
 
تعزيز إشعاع وجاذبية المغرب
لا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، من دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وبراد بيت وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود وشارون ستون ونيكولاس كايدج، خاصة في ما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). 

كما إن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية في المغرب. كما يساهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة في ما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.

عض المراكشيين، المعروفين بحس الضحك والفكاهة، وجدوا في مشهد تجول نيكولاس كايدج، في مراكش، على ظهر حمار، خلال تصوير مشاهد من دوره في فيلم "جيش في واحد"، فرصة للضحك والفكاهة عند مقارنته بمواطنه توم كروز، في فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة" لمؤلفه ومخرجه كريستوفر ماكويري، الذي صورت بعض مشاهده في مراكش؛ حيث ظهر، في معظم مشاهد الفيلم، إما محافظًا على توازنه فوق طائرة محلقة، أو راكبًا سيارات ودراجات نارية تطير أكثر أو تسير على الطرق السيارة.

توزع تصوير معظم مشاهد "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، الذي هو حركة وجاسوسية وإثارة، في المغرب، بين نواحي مراكش وأحياء الرباط والدار البيضاء، فضلًا عن الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، الذي أغلق 14 يومًا لاستكمال التصوير.
 
مفارقات سينمائية.. في المدينة الحمراء!

أغرت المدينة الحمراء صناع السينما، منذ عقود، حتى باتوا يرون فيها فضاءً ملائمًا لتصوير مشاهد من أفلامهم، التي تتناول بعض قضايا وحروب الشرق الأوسط أو قصص الجاسوسية، التي رافقت الحرب الباردة، قبل أن تتواصل، إلى اليوم، رغم سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لكن، بطقوس وتقنيات أخرى.

يمكن القول إن توالي تصوير الأفلام السينمائية في مراكش، قد جعل كثيرًا من المراكشيين يغادرون بيوتهم والمقاهي، بين الحين والآخر، للتفرج على ذوي الانفجارات ولعلعة الرصاص ومشاهدة "الجثث" على الطبيعة، بعدما اعتادوا التسمر أمام شاشات الفضائيات، لمتابعة مباريات "الكالشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسبانية، ومشاهدة أخبار الدم والدمار، مع الاستماع إلى آراء "الخبراء الاستراتيجيين"، الذين يفهمون في كل شيء، ابتداءً من دمار سوريا وفوضى ليبيا، مرورًا بـ "صراع" ميسي ورونالدو، و"عضة" سواريز، و"نطحة" زيدان، وصولًا إلى لغز سرقة مجوهرات كارداشيان، و"جنون" صدر باميلا أندرسون، فضلًا عن وجهات نظر الجنرالات المتقاعدين، الذين خاض معظمهم حروبًا فاشلة، قبل أن يُطلبوا، للتعليق على نزاعات وحروب لم يعد يُعرف من الغالب فيها ومن المغلوب.

ومن حسن الحظ أن مشاهد الأفلام العالمية، وخصوصًا الأميركية منها، والتي صار المراكشيون يشاهدونها طازجة، على الطبيعة، قبل أن تصلهم مضغوطة ومقرصنة في أقراص العشرة دراهم (دولار واحد)، هي، في الأول، وفي الأخير، مجرد تمثيل في تمثيل، رغم كل مشاهد الدمار والقصف، التي تحول بعض ساحات وأحياء المدينة إلى نُسخ موقتة من ساحات وأحياء مدن لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال. لكنها، أفلام تعطي "بهجاوة" فرصة الاستمتاع بما يحيط بصناعة الأفلام العالمية من بريق، والإمكانات الهائلة، التي توظف لإنتاجها، فضلًا عن أنها تغذي فضولًا جميلًا نحو نجوم الفن السابع.

يبقى من الطريف، حقًا، أن تتحول أحياء المْحاميد، مثلًا، إلى ساحة حرب وصراع بين الأميركيين والسوفيات، بدلًا من قفار أفغانستان، وأن يتم تصوير جزء من فيلم سينمائي في مراكش المغربية، متضمنًا مشاهد تتناول الجدار العازل، الذي أقامته إسرائيل على أرض فلسطين؛ وأن يتحول قصر البديع التاريخي إلى فضاء لتصوير مشاهد من أفلام عن الإرهاب، بينها فيلم "اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود، وبطولة ريس ويثرسبورن وجاك غيلنهال وميريل ستريب وعمر متولي؛ وأن تتحول أحياء مراكشية إلى حارات صومالية؛ وأن تتم الاستعانة بالكومبارس المغاربة للتأثيث لبعض الأحداث والمشاهد، بمقابل مادي قد لا يتعدى مائتي درهم (25 دولارًا) في فيلم سينمائي يتقاضى فيه البطل (الأميركي، طبعًا) أجرًا قد يتعدى ثلاثين مليون دولار!.
 
هوليوود أفريقيا

لن يكون فيلم "جيش من واحد" الأول ولا الأخير في قائمة الأفلام التي يتم تصويرها في المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص.

ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي. وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ "هوليوود أفريقيا"، على رأس المدن المغربية، التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بطنجة ومراكش والدار البيضاء. 

النجمة الأميركية ريبيكا فيرغيسون في مشهد من فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، في ضواحي مراكش

يعود بدء التصوير في ورزازات تحديدًا إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام "الدم" (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و"إن شاء الله" (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و"عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" (1927) للألماني جيمس بوير؛ و"في ظل الحريم"(1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
 
شاي في الصحراء

من أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميًا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر "آخر رغبات المسيح" (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و"شاي في الصحراء"(1989) لبرناندو برتولوتشي؛ و"كوندون" (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و"المصارع" (2000) لريدلي سكوت؛ و"سقوط الصقر الأسود" (2001) لريدلي سكوت؛ و"لعبة التجسس" (2001) لتوني سكوت؛ و"هوية بورن" (2002) لدوج ليمان؛ و"الإسكندر" (2004) لأوليفر ستون؛ و"طروادة" (2004) لولفجانج بيتيرسن؛ و"مملكة السماء" (2005) لريدلي سكوت؛ و"المومياء" (2005) لستيفن سومارز؛ و"بابل" (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو؛ و"اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود؛ و"أمير فارس: رمال الزمن" (2010) لمايك نيويل؛ و"القناص الأميركي" (2014) لكلينت إيستوود؛ و"روك القصبة" (2014) لباري ليفنسون؛ و"ملكة الصحراء" (2014) لورنر هيرزوغ؛ و"مهمة مستحيلة: أمة منشقة" (2015) لكريستوفر ماكويري.
 
مؤهلات طبيعية وبشرية

استثمارًا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيًا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج من تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لمصلحة المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد الموقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم في المغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
 
تعزيز إشعاع وجاذبية المغرب
لا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، من دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وبراد بيت وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود وشارون ستون ونيكولاس كايدج، خاصة في ما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). 

كما إن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية في المغرب. كما يساهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة في ما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.


ملصقات


اقرأ أيضاً
مهرجان الفنون الشعبية بمراكش.. أموال تترعرع وفنانون يبيتون في العراء+ ڤيديو
افتتحت يوم امس الخميس 3 يوليوز، فعاليات الدورة 54 لمهرجان الفنون الشعبية مدشنة معها حلقة جديدة من الفضائح، التي اعتادت ان تطفوا على السطح في كل دورة بسبب الارتجالية في التنظيم، والامعان في اهانة الفنانين البسطاء القادمين من مختلف ارياف المغرب. وعاينت كشـ24 مشاهد جديدة تؤكد الدونية التي تتعامل بها ادارة المهرجان مع الفرق الموسيقية ، حيث يقضون الليل في العراء بساحة مؤسسة تعليمية بالحي الشتوي، فيما ينقلون الى مراكش في ظروف لا انسانية على متن سيارات النقل المزدوج. ونظير كل المجهودات التي يقوم بها هؤلاء الفنانون الشعبيون، لضمان اشعاع للمهرجان الاقدم بالمغرب، لا يتقاضون سوى 250 درهما عن كل يوم بالنسبة لاعضاء الفرق الاقل عددا، بينما يقل المبلغ بالنسبة للفرق التي تضم عددا كبيرا من الاعضاء، مراعاة للميزانية "الضخمة" للمهرجان التي تجهل اين تصرف، بما ان المكون الرئيسي فيه وهو الفنان لا ينال سوى الفتات.  
ثقافة-وفن

انطلاق فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” بحضور الوزير بنسعيد
انطلقت أمس في مراكش، فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025"، وتستمر إلى غاية 5 دجنبر المقبل بمشاركة 200 شاب وشابة من أكثر من 48 بلداً عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. ويشتمل برنامج "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" على سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد أن اختيار "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي لسنة 2025" هو اختيار ذو رمزية حضارية عميقة، كونها مدينة تاريخية شكلت عبر القرون مركز إشعاع حضاري وفكري وفني، وساهمت في تشكيل الوعي الجماعي الروحي والاجتماعي باعتبارها حاضرة عريقة ذات دور محور في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. وأضاف رئيس منتدى شباب العالم الإسلامي، طه أيهان "إن هذه المبادرة التي سبق أن استضافتها مدينة فاس سنة 2017، تعد فرصة مهمة لتوحيد شباب العالم الإسلامي وتبادل الآراء والخبرات من أجل بناء مستقبل أفضل". وأكد أحمد بنسلمان الغملاس، ممثل السعودية بصفتها رئيسة للدورة الحالية لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مدينة مراكش تتميز بتاريخها العريق وروحها المتجددة التي تخدم تطلع الشباب الإسلامي نحو مستقبل مشرق ومستدام. ولفت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك إلى أن مراكش الحمراء تمثل ملتقى حقيقياً للحضارات والثقافات والفنون الإسلامية وأن تاريخ مراكش المشع يدعونا إلى التفاؤل، ويتيح لنا الفرصة لنحلم مع شبابنا لتعبيد الطريق نحو مستقبل واعد لصالح الشعوب الإسلامية. يشار إلى أن مبادرة "عاصمة شباب العالم الإسلامي" أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب لتعبر عن رغبة عميقة في ربط الدينامية الشبابية بالخصوصيات والحضارية والسياسية والثقافية للعواصم الإسلامية ولتصبح منصة استراتيجية لتعزيز الحضور الشبابي الفاعل في مجالات التنمية والابتكار.
ثقافة-وفن

شيرين تُطفئ حماس جمهور موازين بـ”بلاي باك”وتنسف آخر ايام المهرجان
عادت المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب إلى المسارح المغربية بعد غياب دام تسع سنوات، وذلك من خلال مشاركتها في ختام مهرجان "موازين" ، الذي احتضنته العاصمة الرباط، غير أن هذه العودة المنتظرة تحوّلت سريعًا إلى مادة دسمة للجدل والنقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أكثر من 200 ألف متفرج احتشدوا لحضور حفل شيرين، بحسب تقديرات إدارة المهرجان، إلا أن لحظة افتتاحها الفقرة الغنائية بأغنية "حبيبي نساي" عبر تقنية "البلاي باك" فجّرت موجة استياء غير متوقعة من قبل عدد من الحاضرين، الذين اعتبروا أن الغناء المسجل لا يليق بفنانة من حجم شيرين ولا بحفل بهذا الحجم. وتعالت الأصوات من بين الحشود تطالبها بالغناء المباشر، رافعين شعارات عفوية من قبيل: "فين اللايف؟"، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن استخدام التسجيلات والعودة إلى الأداء الحي، فغنت لجمهورها باقة من أشهر أعمالها مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، وسط موجات من التفاعل والاندماج. تسجيلات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت لحظات التوتر والاحتجاج، كما فتحت الباب أمام سيل من التعليقات المتباينة، بين من انتقد لجوء شيرين إلى الغناء المسجل معتبرين الأمر استخفافًا بالجمهور، ومن رأى أن صوتها خلال الأداء الحي بدا مرهقًا وغير معتاد. وقد زاد حدة الانتقادات ان فئة مهمة من الجمهور ادت مبالغ كبيرة لمتابعة الفنانة المصرية عن قرب حيث بلغت اسعار التذاكر في الصفوف الامامية 1500 درهم، وهو ما جعل هذه الفئة بالذات تضتعف من حجم انتقاداتها للمهرجان و المغنية المصرية على حد سواء  ويشار ان شيرين عبدالوهاب عاشت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات العائلية والإعلامية، خاصة تلك التي طفت إلى السطح في علاقتها بطليقها الفنان حسام حبيب، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إلى عودتها إلى الغناء الحي كمؤشر على رغبتها في طي صفحة الماضي.
ثقافة-وفن

موازين 2025.. صدمة “البلاي باك” تلغي سحر شيرين
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضمن فعاليات مهرجان "موازين" في دورته العشرين، مساء أمس السبت 28 يونيو الجاري، على منصة النهضة بالعاصمة الرباط، موجة من الانتقادات الحادة، سواء من الجمهور الحاضر أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية اعتمادها على تقنية "البلاي باك" بدل الأداء المباشر. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور لشيرين في مهرجان "موازين" منذ 9 سنوات من الغياب، حيث تم الترويج لحفلها على نطاق واسع كـ"حدث استثنائي" نظرًا لشعبيتها الكبيرة في العالم العربي، وهو ما انعكس في الحضور الجماهيري الكثيف، حيث رُفعت لافتة "كامل العدد" منذ الساعات الأولى، غير أن المفاجأة كانت اعتماد الفنانة على الغناء المسجل وتحريك الشفاه فقط على المسرح، مما أشعل غضب الجمهور الذي لم يتردد في التعبير عن سخطه داخل وخارج فضاء العرض. وبرّرت شيرين قرارها بعدم الغناء المباشر بكونها مريضة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى احترامها للجمهور المغربي الذي حضر بأعداد كبيرة، وظل عدد غير قليل منه خارج أسوار المنصة رغم توفره على تذاكر الدخول، بسبب امتلاء الفضاء عن آخره. ورأى كثيرون أن لجوء المنظمين إلى "البلاي باك" في حفل اختتام واحد من أهم مهرجانات الموسيقى العربية والأفريقية، يُعد انحدارًا في مستوى التنظيم واستخفافًا بذوق الجمهور المغربي. ومما زاد من حدة الجدل، الشروط التي وضعتها الفنانة شرين، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية بأنها اشترطت تخصيص طائرة خاصة لنقلها إلى الرباط مقابل أجر مرتفع جدًّا، كما رفضت بث حفلها على القناة الأولى المغربية، وطلبت من إدارة المهرجان منع أي تصوير تلفزي مباشر، وهو ما تم بالفعل، وسط انتقادات طالت إدارة "موازين" بسبب "انصياعها" لهذه الشروط التي اعتبرها البعض تعسفية. وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عبّر عدد كبير من المغاربة عن خيبة أملهم في أداء شيرين، معتبرين أن الحفل "لم يرقَ إلى المستوى المنتظر"، وأن "الاحترام للجمهور يبدأ من فوق الخشبة، لا من خلف الشاشات"، متسائلين عن الجدوى من دعم حفل بهذا الحجم ومنح امتيازات بهذا السخاء، بينما يُحرم جمهور دفع ثمن التذاكر من عرض حيّ يليق باسمه ومهرجانه. ووضعت هذه الأحداث مجتمعة إدارة مهرجان موازين في موقف حرج للغاية، فمن جهة، لم يتمكن عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول إلى الحفل بسبب سوء التنظيم، مما دفعهم للهتاف ضد الإدارة، ومن جهة أخرى، جاء الأداء الباهت للمطربة بطريقة "البلاي باك" ليزيد من خيبة أمل الحضور، في ظل ترويج المهرجان للحفل باعتباره "استثنائياً".  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة