مجتمع

الكشف عن حقيقة حالات الانتحار بسبب لعبة “الحوت الأزرق” بالمغرب


كشـ24 نشر في: 11 يناير 2018

"تحدي الحوت الأزرق"، لعبة قاتلة في شبكات التواصل الاجتماعي تنتهي بالانتحار. فهل فعلا دخلت إلى المغرب، وأسفرت عن خمس حالات انتحار كما ذكرت ذلك صحف ومواقع مغربية قبل أيام؟ "تيلكيل" قامت بأبحاث حول كل حالة بمفردها، وهنا حقيقة الوقائع.

"تحدي الحوت الأورق"، لعبة تعد الأكثر إثارة للهوس بين كل ظواهر شبكة الأنترنت. ظهرت في روسيا خلال 2015 على صفحات ومنتديات "في-كونتاكت"، شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر استعمالا في بلد فلاديمير بوتين، وتقوم فكرتها على خوض تحديات بين المستعملين لإيذاء النفس آخرها الانتحار. فكيف تجري العملية؟

الذي ينخرط في اللعبة، يخضع للتوجيه من قبل وصي يطالبه بالقيام بـ50 تحديا، أكثرها تفاهة مطالبة اللاعب بـ"الكتابة على يديه"، و"الحديث مع الحوت"، و"رسم الحوت على ورقة"، تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية، لكن بعدها، يطلب الوصي من اللاعب مشاهدة "فيديوهات" تحض على الانتحار، وإلى التضحية بالنفس، والصعود إلى قمة رافعة، وقطع الشفتين.

ويصل التحدي النهائي حد شنق النفس، أو القفز من فوق عمارة شاهقة، تقليدا لتضحيات الحوت الأزرق الذي يمكن أن ينتحر بأن يسمح لنفسه بالوصول إلى الشاطئ ثم الموت. وحسب نوفايا كازيتا، التي ذكرتها مجلة "فيس"، تقف اللعبة "وراء عدد كبير من حالات انتحار المراهقين في روسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، خلال الفترة بين 2015 و2016".

وبعد اتهامه بأنه من الأشخاص الذين كانوا وراء إطلاق اللعبة، أوقفت السلطات الروسية فيليب بوديكين، وهو طالب جامعي في تخصص علم النفس، فنفى وقوع عدد كبير من عمليات الانتحار، لكنه أكد قيامه بدفع 17 مراهقا إلى الانتحار

ونقلت مجلة "فيس" عن الطالب الروسي قوله:"لقد بدأ الأمر في 2013، إذ قمت بتأسيس إف57 (مجموعة على شبكة التواصل الاجتماعي فيكا حيث رأت اللعبة النور) لأعاين هل سينجح الأمر، فملأت المجموعة بمحتوى صادم استقطب كثيرا من الناس. وفي 2014 تمت معاقبة المجموعة. وخلال مدة طويلة رأيت كيف أن الناس يحاولون فهم معنى إف57. إن الأمر بسيط: (إف) تعني الحرف الأول من اسمي، و57 كان الرقم الأخير من رقمي الهاتفي. لقد فكرت في الأمر طيلة خمس سنوات، ويمكن  القول إنني استعددت، وصممت مشروعي جيدا، ومختلف مراحله. لقد كان الأمر ضروريا لفصل الأشخاص العاديين عن الهوام من الناس (الكائنات الضارة).

ومنذ ذلك الحين انتعشت اللعبة الظاهرة، فبدأت شبكات تواصل اجتماعي مثل "آنستاغرام" توجه الناس إلى مواقع تكافح الانتحار كلما قام أحدهم برقن كلمات مفتاحية للبحث عن اللعبة، غير أنه قبل أيام تحدثت صحف ومواقع مغربية عن حالات انتحار بين المراهقين المغاربة بسبب لعبة الحوت الأزرق.

وصدقت صحف ومواقع مغربية، إشاعة انتشرت، فذكرت أن مراهقين مغاربة وضعوا حدا لحياتهم بسبب لعبة الحوت الأزرق: اثنان بالدار البيضاء، واثنان بأكادير، وفتاة بخنيفرة، لكن "تيلكيل" قام باستقصاء حول كل حالة، فانتهت التحريات إلى أن "الحوت الأزرق" بعيد عن حدودنا وشواطئنا في الأنترنت.

ففي أكادير، تبين أن أحد الضحايا المفترضين للعبة، شخص عمره 25 سنة، وقفز، خلال 2 يناير الجاري، من فوق سطح علوه 7 أمتار، ليس بسبب لعبة الحوت الأزرق، إنما بسبب اضطرابات نفسية، وقد تم نقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي للأمراض العقلية بإنزكان.

وفي تيكيوين، وهي مقاطعة تابعة للجماعة الترابية أكادير، أنهى مراهق عمره 17 سنة حياته، في 3 يناير الجاري، عن طريق ابتلاع سم القوارض، ليس بسبب لعبة الحوت الأزرق، إنما بسبب مشاكل مع أمه.

وفي الدار البيضاء تحدثت الأنباء المتناقلة عن انتحار طفل عمره 8 سنوات، في 2 دجنبر 2017 بالحي المحمدي، لكن مصدرا مأذونا في المديرية العامة للأمن الوطني، أوضح لـ"تيلكيل" أن الطفل لم ينتحر، إنما كان يلعب رفقة أخواته الخمس بشبكة، فانتهى الأمر بأن التفت حول عنقه وشنقته، لكنه توفي بعد نقله إلى المستعجلات.

 وفي حي سيدي مومن بالدار البيضاء، وضعت فتاة تعيش مع جدتها حدا لحياتها، في 25 دجنبر 2017، بالارتماء من فوق "براكة" في الحي الصفيحي. أما بخنيفرة، فقد انتحرت فعلا في 6 يناير الجاري فتاة بتناول مبيد الفئران، وتركت رسالة تشير فيها إلى معاناتها المرتبطة بعلاقة غرامية.

"لقد قامت مصالحنا بتحرياتها في كل تلك الحالات ككل وقائع الانتحار والموت غير الطبيعي، ولم تبرز التحريات، في أي لحظة، بأن عمليات الانتحار والوفيات المذكورة لها علاقة بلعبة الحوت الأزرق"، يقول مصدر رفيع المستوى في المديرية العامة للأمن الوطني بالرباط، مؤكدا أن "الحالات المسجلة كلها لا تتوفر على هواتف ذكية مرتبطة بالأنترنت".

أكثر من ذلك، قامت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، بمعاينة هواتف أقرباء الضحايا، كما تحققت لدى شركات الاتصالات في المغرب، ولم يبرز أن حالات الانتحار المسجلة لها علاقة بلعبة الحوت الأزرق، وأكثر من ذلك، غاب بشبه كلي الرمز "إف57"، الذي تفرض اللعبة على المشاركين فيها وشمه على اليد، باستعمال "شفرة" الحلاقة أحيانا، لإثبات انتمائهم مجموعة مستعملي اللعبة.

ولا يعني ذلك أن الأمن الوطني ليس يقظا إزاء موضوع اللعبة، إذ تتوفر المديرية العامة للأمن الوطني على خمس مختبرات بتحليل الآثار الرقمية  في ولايات الأمن بالمدن الرئيسية، وتحرص، يؤكد المصدر ذاته، على منع الطريق أمام أي محاولة لاستعمال لعبة الحوت الأزرق بالمغرب.

وتلك المقاربة القسرية ضد لعبة الحوت الأزرق تستلزم أن ترافق بالتحسيس، مثال ما يحدث في العالم، حيث تم تأسيس مجموعات لمكافحة لعبة "تحدي الحوت الأزرق"، بل أكثر من ذلك، أطلق مستعملون للأنترنت، لعبة "تحدي الحوت الوردي"، من أجل حث المراهقين على حب الحياة، وفي بلدان مثل فرنسا وسويسرا، تمت دعوة المدارس ومؤسسات الخدمات الاجتماعية إلى المساهمة في مكافحة اللعبة القاتلة.

وفي المغرب، كانت جمعية "ماتقيش ولادي" المتخصصة في حماية الطفولة، أول من نبه إلى مخاطر اللعبة، "في الأيام المقبلة سننظم لقاء تحسيسيا لفائدة الأطفال والأباء"، حسب نجية أديب، رئيسة الجمعية، التي تتأسف على أن الأباء المغاربة منفصلون جدا عن واقع التطورات التكنولوجية التي يواكبها أبناؤهم.

"تحدي الحوت الأزرق"، لعبة قاتلة في شبكات التواصل الاجتماعي تنتهي بالانتحار. فهل فعلا دخلت إلى المغرب، وأسفرت عن خمس حالات انتحار كما ذكرت ذلك صحف ومواقع مغربية قبل أيام؟ "تيلكيل" قامت بأبحاث حول كل حالة بمفردها، وهنا حقيقة الوقائع.

"تحدي الحوت الأورق"، لعبة تعد الأكثر إثارة للهوس بين كل ظواهر شبكة الأنترنت. ظهرت في روسيا خلال 2015 على صفحات ومنتديات "في-كونتاكت"، شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر استعمالا في بلد فلاديمير بوتين، وتقوم فكرتها على خوض تحديات بين المستعملين لإيذاء النفس آخرها الانتحار. فكيف تجري العملية؟

الذي ينخرط في اللعبة، يخضع للتوجيه من قبل وصي يطالبه بالقيام بـ50 تحديا، أكثرها تفاهة مطالبة اللاعب بـ"الكتابة على يديه"، و"الحديث مع الحوت"، و"رسم الحوت على ورقة"، تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية، لكن بعدها، يطلب الوصي من اللاعب مشاهدة "فيديوهات" تحض على الانتحار، وإلى التضحية بالنفس، والصعود إلى قمة رافعة، وقطع الشفتين.

ويصل التحدي النهائي حد شنق النفس، أو القفز من فوق عمارة شاهقة، تقليدا لتضحيات الحوت الأزرق الذي يمكن أن ينتحر بأن يسمح لنفسه بالوصول إلى الشاطئ ثم الموت. وحسب نوفايا كازيتا، التي ذكرتها مجلة "فيس"، تقف اللعبة "وراء عدد كبير من حالات انتحار المراهقين في روسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، خلال الفترة بين 2015 و2016".

وبعد اتهامه بأنه من الأشخاص الذين كانوا وراء إطلاق اللعبة، أوقفت السلطات الروسية فيليب بوديكين، وهو طالب جامعي في تخصص علم النفس، فنفى وقوع عدد كبير من عمليات الانتحار، لكنه أكد قيامه بدفع 17 مراهقا إلى الانتحار

ونقلت مجلة "فيس" عن الطالب الروسي قوله:"لقد بدأ الأمر في 2013، إذ قمت بتأسيس إف57 (مجموعة على شبكة التواصل الاجتماعي فيكا حيث رأت اللعبة النور) لأعاين هل سينجح الأمر، فملأت المجموعة بمحتوى صادم استقطب كثيرا من الناس. وفي 2014 تمت معاقبة المجموعة. وخلال مدة طويلة رأيت كيف أن الناس يحاولون فهم معنى إف57. إن الأمر بسيط: (إف) تعني الحرف الأول من اسمي، و57 كان الرقم الأخير من رقمي الهاتفي. لقد فكرت في الأمر طيلة خمس سنوات، ويمكن  القول إنني استعددت، وصممت مشروعي جيدا، ومختلف مراحله. لقد كان الأمر ضروريا لفصل الأشخاص العاديين عن الهوام من الناس (الكائنات الضارة).

ومنذ ذلك الحين انتعشت اللعبة الظاهرة، فبدأت شبكات تواصل اجتماعي مثل "آنستاغرام" توجه الناس إلى مواقع تكافح الانتحار كلما قام أحدهم برقن كلمات مفتاحية للبحث عن اللعبة، غير أنه قبل أيام تحدثت صحف ومواقع مغربية عن حالات انتحار بين المراهقين المغاربة بسبب لعبة الحوت الأزرق.

وصدقت صحف ومواقع مغربية، إشاعة انتشرت، فذكرت أن مراهقين مغاربة وضعوا حدا لحياتهم بسبب لعبة الحوت الأزرق: اثنان بالدار البيضاء، واثنان بأكادير، وفتاة بخنيفرة، لكن "تيلكيل" قام باستقصاء حول كل حالة، فانتهت التحريات إلى أن "الحوت الأزرق" بعيد عن حدودنا وشواطئنا في الأنترنت.

ففي أكادير، تبين أن أحد الضحايا المفترضين للعبة، شخص عمره 25 سنة، وقفز، خلال 2 يناير الجاري، من فوق سطح علوه 7 أمتار، ليس بسبب لعبة الحوت الأزرق، إنما بسبب اضطرابات نفسية، وقد تم نقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي للأمراض العقلية بإنزكان.

وفي تيكيوين، وهي مقاطعة تابعة للجماعة الترابية أكادير، أنهى مراهق عمره 17 سنة حياته، في 3 يناير الجاري، عن طريق ابتلاع سم القوارض، ليس بسبب لعبة الحوت الأزرق، إنما بسبب مشاكل مع أمه.

وفي الدار البيضاء تحدثت الأنباء المتناقلة عن انتحار طفل عمره 8 سنوات، في 2 دجنبر 2017 بالحي المحمدي، لكن مصدرا مأذونا في المديرية العامة للأمن الوطني، أوضح لـ"تيلكيل" أن الطفل لم ينتحر، إنما كان يلعب رفقة أخواته الخمس بشبكة، فانتهى الأمر بأن التفت حول عنقه وشنقته، لكنه توفي بعد نقله إلى المستعجلات.

 وفي حي سيدي مومن بالدار البيضاء، وضعت فتاة تعيش مع جدتها حدا لحياتها، في 25 دجنبر 2017، بالارتماء من فوق "براكة" في الحي الصفيحي. أما بخنيفرة، فقد انتحرت فعلا في 6 يناير الجاري فتاة بتناول مبيد الفئران، وتركت رسالة تشير فيها إلى معاناتها المرتبطة بعلاقة غرامية.

"لقد قامت مصالحنا بتحرياتها في كل تلك الحالات ككل وقائع الانتحار والموت غير الطبيعي، ولم تبرز التحريات، في أي لحظة، بأن عمليات الانتحار والوفيات المذكورة لها علاقة بلعبة الحوت الأزرق"، يقول مصدر رفيع المستوى في المديرية العامة للأمن الوطني بالرباط، مؤكدا أن "الحالات المسجلة كلها لا تتوفر على هواتف ذكية مرتبطة بالأنترنت".

أكثر من ذلك، قامت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، بمعاينة هواتف أقرباء الضحايا، كما تحققت لدى شركات الاتصالات في المغرب، ولم يبرز أن حالات الانتحار المسجلة لها علاقة بلعبة الحوت الأزرق، وأكثر من ذلك، غاب بشبه كلي الرمز "إف57"، الذي تفرض اللعبة على المشاركين فيها وشمه على اليد، باستعمال "شفرة" الحلاقة أحيانا، لإثبات انتمائهم مجموعة مستعملي اللعبة.

ولا يعني ذلك أن الأمن الوطني ليس يقظا إزاء موضوع اللعبة، إذ تتوفر المديرية العامة للأمن الوطني على خمس مختبرات بتحليل الآثار الرقمية  في ولايات الأمن بالمدن الرئيسية، وتحرص، يؤكد المصدر ذاته، على منع الطريق أمام أي محاولة لاستعمال لعبة الحوت الأزرق بالمغرب.

وتلك المقاربة القسرية ضد لعبة الحوت الأزرق تستلزم أن ترافق بالتحسيس، مثال ما يحدث في العالم، حيث تم تأسيس مجموعات لمكافحة لعبة "تحدي الحوت الأزرق"، بل أكثر من ذلك، أطلق مستعملون للأنترنت، لعبة "تحدي الحوت الوردي"، من أجل حث المراهقين على حب الحياة، وفي بلدان مثل فرنسا وسويسرا، تمت دعوة المدارس ومؤسسات الخدمات الاجتماعية إلى المساهمة في مكافحة اللعبة القاتلة.

وفي المغرب، كانت جمعية "ماتقيش ولادي" المتخصصة في حماية الطفولة، أول من نبه إلى مخاطر اللعبة، "في الأيام المقبلة سننظم لقاء تحسيسيا لفائدة الأطفال والأباء"، حسب نجية أديب، رئيسة الجمعية، التي تتأسف على أن الأباء المغاربة منفصلون جدا عن واقع التطورات التكنولوجية التي يواكبها أبناؤهم.


ملصقات


اقرأ أيضاً
بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

الملك محمد السادس يأمر بفتح 13 مركزًا تضامنيا لخدمة الفئات المعوزة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ اليوم الأربعاء، أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بـ8 من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن “هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب”. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي “المراكز الطبية للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”شبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين” و”البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان”. ووفق المؤسسة؛ سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني. وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز. كما ستستفيد مدينة العروي، في إقليم الناظور، من مركز جديد لتصفية الدم بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي. ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (6,5 ملايين درهم)، والحسيمة (6,5 ملايين درهم) وبني ملال (4,5 ملايين درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة. من جهة أخرى، ستفتح 6 مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق، ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (32,5 ملايين درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (15,2 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (9,4 ملايين درهم)؛ وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل. وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (3,5 ملايين درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية. وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
مجتمع

تعزية في وفاة والدة الزميل عبد الرحيم فقراء الصحافي بقناة الجزيرة
ببالغ الاسى والحزن وبقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا نبأ وفاة والدة مدير مكتب قناة الجزيرة في واشنطن، والمدير الجهوي للقناة في القارة الأمريكية، الزميل عبد الرحيم فقراء. وقد ووري جثمان الفقيدة بعد عصر يومه الاربعاء 2 يوليوز 2025، بمقبرة سيدي بلعباس بالمدينة العتيقة لمراكش. وبهذه المناسبة الاليمة، تتقدم إدارة وهيئة تحرير كشـ24 بأحر التعازي للزميل عبد الرحيم فقراء، وعائلته الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويدخلها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
مجتمع

ملف الطبيب النفسي..قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس يقرر استدعاء الضحايا
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، اليوم الأربعاء، تأجيل محاكمة الطبيب النفسي المتابع بتهمة الاتجار بالبشر، وتم تحديد يوم 9 يوليوز الجاري موعدا جديدا لجلسة التحقيق والتي من المرتقب أن تحضرها ضحاياه من مريضاته اللواتي سبق أن تم الاستماع إلى إفاداتهن من قبل عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية.وكانت النيابة العامة قد أمرت بفتح تحقيق بعد توصلها بشكاية تتضمن معطيات صادمة حول استغلال جنسي مزعوم من قبل الطبيب لعدد من المريضات اللواتي يقصدن عيادته طلبا للعلاج.وكشفت الأبحاث عن ممارسات شاذة يقوم بها الطبيب وهو يستغل جنسيا عددا مريضاته، كما أظهرت بأنه كان يناولهن جرعات من المخدرات الصلبة ويوهمهن على أنها تدخل في إطار العلاج البروتوكولي الواجب اتباعه. وكان أيضا ينظم طقوسا غريبة في هذه الإعتداءات التي يستعين فيها بأجهزة تناسلية اصطناعية.ويتابع في الملف أيضا وفي حالة اعتقال ابن عم الطبيب، حيث أظهرت المعطيات أنه كان مشاركا له في هذه الممارسات الصادمة. كما تورط معه في الاستغلال الجنسي للضحايا.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 02 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة