“هذا عيب هذا عار، أطفالنا في خطر”،شعار صدحت به عشرات الحناجر من ساكنة تجزئة سعادة 3 بالمدينة الجديدة تامنصورت بمراكش، ورفعت به الصوت عاليا، لإسماع من يهمهم الأمر، والتأكيد على أن الساكنة المتضررة قد طفح بها الكيل، ولم يعد في القلوب متسع للتحمل والاحتمال.
غادرت الساكنة المذكورة بيوتاتها، واتجهت مباشرة صوب النفوذ الترابي لجماعة سعادة، حيث تنتصب بعض أشغال مد شبكة الماء الشروب، للانخراط في وقفتها الاحتجاجية، حيث سدت بأجسادها منافذ الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مراكش وأكادير.
حركة استنفرت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية بالجماعة المذكورة،وإطلاق فصول حوار ماراطوني، لدفع المحتجين للترجل من على صهوة شكلهم الاحتجاجي، وفتح الطريق العمومية أمام حركية السير والجولان، وتوجيه سهام احتجاجهم إلى وجهته الصحيحة.
استجابت الساكنة المحتجة لنداءات الدرك والسلطات المحلية، ورفعت رايات الغضب والاحتجاج في وجه الجهات المسؤولة عن تدبير قطاع الماء الشروب،للمطالبة بحقها في التزود بكفاياتها من هذه المادة الحيوية، وإبعاد شبح العطش عن فلذات أكبادها.
حسب بعض المحتجين فقد فوجئوا منذ أن وطأت أقدامهم مقرات سكنهم الجديدة بتامنصورت، بوضع غير عادي عنوانه الأساس الانقطاعات المزمنة على مستوى شبكة الماء الشروب، حيث تمتد مساحة الحرمان بالأسابيع والشهور،دون أن تكلف أية جهة نفسها عناء العمل على مواجهة المعضلة، ووقف النزيف الذي امتد ليطال جميع البيوتات والأسر.
ظلت الساكنة تحتمل هذا الواقع المفروض، وتتجمل بالصبر وتعمل على مواجهة المعضلة بمنطق” جغيمة من البير، ولا جميل الكرابة”، من خلال الاستعانة بمياه بعض الآبار التابعة لإحدى شركات القطاع لخاص بالمنطقة، لقضاء أشغال الغسل والتصبين، فيما تتوجه إلى المياه المعدنية، لتوفير حاجياتها من الشرب.
مشاهد امتدت منذ سنتين تقريبا، أي منذ انطلاق عملية تعمير التجزئة المذكورة، حيث ماانفكت تتوالى حوادث الانقطاع ،وتزج بالأسر والعوائل في متاهات البحث عن بدائل تجنبهم وأسرهم غائلة العطش، مع ما يعنيه الأمر من إرهاق جيوبها بمصاريف وأعباء مالية إضافية،في إطار مبدأ” ماكدو فيل،زادوه فيلة.”
منذ شهر تقريبا - تؤكد الساكنة - فوجئت مرة أخرى بانقطاع المياه عن مجمل البيوتات والمنازل،حيث كانت الذريعة هذه المرة،قيام بعض أشغال الترميم والتمديد على مستوى الشبكة المزودة للمنطقة، في حدود جماعة سعادة
تزامن الانقطاع مع ارتفاع موجة الحر التي تعرفها أجواء المدينة، ودخول أيام الشهر الفضيل، ما جعل الساكنة تستشعر خطورة الوضع،وتقرر كسر جدار الصمت عبر الانتظام في مسيرة احتجاجية،قطعت كيلومترات عديدة، للوصول إلى مصدر الانقطاع بالجماعة المذكورة، ورفع الصوت عاليا بالشعارات المنددة بهكذا واقع، لم يراع كل الظروف والمعطيات المذكورة.
أمام فورة الاحتجاج، دخل بعض مسؤولي المكتب الوطني للماء الشروب على الخط، وشرعوا في تهدئة خواطر المحتجين، والدفع في اتجاه”ما بقا،قد مافات”، مع تقديم وعود بالعمل على مد تجمعهم السكاني بمياه الشرب الكافية، من خلال تسريع عملية الصيانة التي تعرفها الشبكة، وبالتالي التأكيد على أن صبيب مياه الشرب سيعود للشبكة خلال أجل أقصاه بداية الأسبوع القادم.
وعد جعل الساكنة المحتجة، تقرر توقيف تحركها، لتعود صوب مقرات سكناها، ولسان حالها يردد”راه ماحس بالمزود ،غير اللي مضروب به”، ويسدل بذلك الستار عن فصول احتجاج أشعل فتيلها، الشعور بخطر العطش الذي امتد ليطل بأعناقه على عشرات البيوت بمدينة أريد لها أن تكون نموذجا في السكنى والتعمير بعاصمة النخيل.