مجتمع

“السماوي”… أغرب طرق النصب والاحتيال في المغرب


كشـ24 نشر في: 1 مارس 2021

في أكبر شوارع الدار البيضاء، وسط المغرب، وفي وضح النهار، تعرضت زينب للنصب دون أن يثير الأمر انتباه المارة، ودون أن تستوعب هي ذلك، بعد أن تحكم شخص مجهول في عقلها وسلبها كل ما كان في حوزتها دون عنف أو تهديد.وعن تفاصيل ما وقع ذلك اليوم تقول زينب لموقع "سكاي نيوز عربية": "في طريق عودتي من العمل، استوقفني شخص وسألني عن عنوان طبيب عام، وفي الوقت الذي كنت أدله فيه على العنوان التحقت بنا سيدة ورجل، تبين فيما بعد أنهما شريكان له، حيث بدأ في استعراض معارفه عن عالم الغيب وقدراته الخارقة".وبحسب زينب فقد ظلت مذهولة حينها ومنبهرة بما سمعته من كلام أغلبيته مبهم، مما جعل تفكيرها يتوقف، ورضخت لطلبات الشخص الذي استوقفها في الشارع، وقدمت له وعن طواعية كل ما كانت تحمله معها من مال وما ترتديه من ذهب.وتعد زينب واحدة من بين عشرات الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم ضحايا عمليات نصب واحتيال، يسلبهم فيها مجهول مبالغ مالية أو ممتلكات قيمة دون تهديد أو مقاومة وعن طيب خاطر، بعد أن يسيطر على عقولهم ويفقدهم وعيهم عن طريق ما يعرف في المغرب بـ"السماوي".ويربط البعض هذه الطريقة الغريبة والتي تصنف ضمن جرائم النصب والاحتيال، بعالم السحر والروحانيات فيما يربطها آخرون بالتنويم المغناطيسي، حيث يقوم الجاني بإدخال ضحاياه وغالبيتهم من النساء في حالة من فقدان الوعي وعدم السيطرة على النفس.صدمة وذهولوتقول زينب إنها لم تستوعب ما تعرضت له من سرقة وخداع إلا بعد أن غادر الأشخاص المكان، واختفى أثرهم لتكتشف وتدرك أنهم سلبوها ما قيمته 10 ألف درهم مغربي (حوالي 1000 دولار) مما أدخلها في حالة من الصدمة والذهول، أمام عدم قدرتها على فهم أو تفسير ما وقع.وبنفس الأسلوب الغريب والغامض تعرضت زهراء لسرقة مبلغ مالي قيمته 30 ألف درهم مغربي (حوالي 3000 دولار)، بعد أن قامت بسحب المال من البنك وقدمته للمحتال الذي كان يتحكم في تصرفاتها ذلك اليوم.وحول الحادثة أوضحت زهراء لموقع "سكاي نيوز عربية": "أغمي عليّ وسط الشارع من هول الصدمة، فور اكتشافي ما وقع، ولا أستوعب إلى اليوم كيف دخلت إلى البنك وقمت بسحب كل ما كنت أدخره، وسلمته من تلقاء نفسي ودون تردد لذلك الشخص الذي ظل ينتظرني بكل ثقة وهدوء خارج البنك".لعب بالعقولوكباقي ضحايا هذا النوع من النصب والاحتيال، تعجز زينب وزهراء عن تفسير ما وقع لهما لكنهما تتفقان على أنهما كانتا تحت تأثير شخص غريب سيطر على عقلهما، تحت ما يسمى في المجتمع المغربي بظاهرة "السماوي".وفسر الخبير الأمني المغربي عبد القادر الخراز، ما وقع للسيدتين وما يتعرض له العديد من الأشخاص ضحايا "السماوي"، بكونه لا يعدو أن يكون تحايلا على العقول من طرف أشخاص يتقنون هذه اللعبة، ويتخذونها مهنة للنصب والاحتيال على المواطنين، ويصطادون ضحاياهم من الشارع العام.ويعتبر الخراز في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن معاناة الضحايا من مشاكل وضغوط الحياة اليومية وإيمانهم بعالم الروحانيات تجعل منهم فريسة سهلة الوقوع في شباك النصابين عن طريق ما يعرف بـ"السماوي".وبيّن الخبير الأمني أن النصابين يستهدفون عادة المدن الكبرى، حيث يصعب الوصول إليهم بسهولة، كما يمكنهم تكرار فعلتهم والإيقاع بأكبر عدد من الضحايا دون أن ينكشف أمرهم.وبحكم تجربته المهنية في سلك الشرطة المغربية ومعاينته لمجموعة من الجرائم المرتبطة بالنصب عن طريق "السماوي"، يوضح الخراز أن الجناة وبعد إيقافهم والبحث معهم، يجمعون على أنهم يعتمدون أساسا على تجميع معلومات قبلية عن الأشخاص المستهدفين قبل الإقدام على فعلتهم.وأضاف الخبير الأمني، أنه وبمجرد إيقاف الجاني للضحية يسأله بداية عن عنوان معين ثم يدخل معه في حديث ويقدم نفسه على أساس أنه صاحب "بركة" ولديه قدرات لقراءة المستقبل ويطلعه عن بعض الأمور الشخصية التي تتعلق بحياته، ويقدم له خدمة تحصين ما يملك من مال أو أشياء ثمينة ومضاعفة قيمتها.وما يساعد أيضا على الإيقاع بالضحية حسب الخراز، هو وجود أعوان يلتحقون بالشخص الرئيسي حيث يساعدونه وفق سيناريو محبك على إتمام عملية النصب، عبر تأكيد كلامه ومعرفتهم السابقة به وبقدراته على حل المشاكل المستعصية.تأثير الخرافة والربط بالتنويم المغناطيسيمن جانبه يعتبر محسن بنزاكور، المختص في علم النفس الاجتماعي، أن الاعتقاد بالقدرات الخارقة للآخر والشجع والطمع، هو ما يسهل عملية النصب على عدد من الضحايا عن طريق "السماوي".ويردف بنزاكور أن من يمتهن هذه الحرفة لهم طرق خاصة في الإيقاع بالضحايا، كإتقانهم فن الكلام والإقناع، واشتغالهم كفريق يتخصص كل عنصر منه بمهمة محددة في جريمة النصب.ويرى المختص الاجتماعي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذه الظاهرة تستحوذ على النفوس وتستعمل أساليب لإسقاط الضحايا وتستغل تأثير الخرافة على العقل الإنساني، واستعداد البعض المسبق للقبول بمفهوم "الفكر السماوي".وتتبنى ظاهرة النصب باستعمال "السماوي" حسب بنزاكور "فكرة الخوارق التي تجد لها مكانا في كل العقول بدون استثناء لكن درجاتها تختلف حسب طرق توظيف هذا الفكر، فإذا كان محصنا بشكل علمي فهو باب للابتكار، وإن لم تحكمه ضوابط وارتبط بضعف نفسي فقد ينتج ظواهر اجتماعية مثل السماوي".ووفق بنزاكور فإن "جهل الإنسان بالحقيقة العلمية لا يقتصر فقط على الشخص غير المتعلم، حيث يسقط في مخالب السماوي ضحايا من كل الأصناف الاجتماعية، وهو ما يعطي لهذا النوع من النصب الاستمرارية داخل المجتمع".ويرفض بنزاكور ربط البعض لظاهرة "السماوي" وما يتعرض له الضحايا بالتنويم المغناطيسي، معتبرا أن التنويم يخضع لضوابط علمية، حيث لا يستطيع أيا كان القيام به دون خلفية علمية، كما لا يمكن تطبيقه في الشارع العام ودون المرور عبر مراحل معينة، التي لا ينجح فيها إلا المتخصصون في التنويم المغناطيسي.ويشدد بنزاكور على أن ما يقوم به أصحاب "السماوي" هو تحايل ونصب باستعمال أساليب وألفاظ خاصة، تقود الضحية إلى السقوط في الفخ وتغيّب المنطق والعقل، وما يساهم في ذلك هو التكرار والسرعة التي تميّز العملية التي لا تتيح للضحية مجالا لاكتشاف أو ملاحظة أنه يتعرض لعملية نصب واحتيال.سكاي نيوز

في أكبر شوارع الدار البيضاء، وسط المغرب، وفي وضح النهار، تعرضت زينب للنصب دون أن يثير الأمر انتباه المارة، ودون أن تستوعب هي ذلك، بعد أن تحكم شخص مجهول في عقلها وسلبها كل ما كان في حوزتها دون عنف أو تهديد.وعن تفاصيل ما وقع ذلك اليوم تقول زينب لموقع "سكاي نيوز عربية": "في طريق عودتي من العمل، استوقفني شخص وسألني عن عنوان طبيب عام، وفي الوقت الذي كنت أدله فيه على العنوان التحقت بنا سيدة ورجل، تبين فيما بعد أنهما شريكان له، حيث بدأ في استعراض معارفه عن عالم الغيب وقدراته الخارقة".وبحسب زينب فقد ظلت مذهولة حينها ومنبهرة بما سمعته من كلام أغلبيته مبهم، مما جعل تفكيرها يتوقف، ورضخت لطلبات الشخص الذي استوقفها في الشارع، وقدمت له وعن طواعية كل ما كانت تحمله معها من مال وما ترتديه من ذهب.وتعد زينب واحدة من بين عشرات الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم ضحايا عمليات نصب واحتيال، يسلبهم فيها مجهول مبالغ مالية أو ممتلكات قيمة دون تهديد أو مقاومة وعن طيب خاطر، بعد أن يسيطر على عقولهم ويفقدهم وعيهم عن طريق ما يعرف في المغرب بـ"السماوي".ويربط البعض هذه الطريقة الغريبة والتي تصنف ضمن جرائم النصب والاحتيال، بعالم السحر والروحانيات فيما يربطها آخرون بالتنويم المغناطيسي، حيث يقوم الجاني بإدخال ضحاياه وغالبيتهم من النساء في حالة من فقدان الوعي وعدم السيطرة على النفس.صدمة وذهولوتقول زينب إنها لم تستوعب ما تعرضت له من سرقة وخداع إلا بعد أن غادر الأشخاص المكان، واختفى أثرهم لتكتشف وتدرك أنهم سلبوها ما قيمته 10 ألف درهم مغربي (حوالي 1000 دولار) مما أدخلها في حالة من الصدمة والذهول، أمام عدم قدرتها على فهم أو تفسير ما وقع.وبنفس الأسلوب الغريب والغامض تعرضت زهراء لسرقة مبلغ مالي قيمته 30 ألف درهم مغربي (حوالي 3000 دولار)، بعد أن قامت بسحب المال من البنك وقدمته للمحتال الذي كان يتحكم في تصرفاتها ذلك اليوم.وحول الحادثة أوضحت زهراء لموقع "سكاي نيوز عربية": "أغمي عليّ وسط الشارع من هول الصدمة، فور اكتشافي ما وقع، ولا أستوعب إلى اليوم كيف دخلت إلى البنك وقمت بسحب كل ما كنت أدخره، وسلمته من تلقاء نفسي ودون تردد لذلك الشخص الذي ظل ينتظرني بكل ثقة وهدوء خارج البنك".لعب بالعقولوكباقي ضحايا هذا النوع من النصب والاحتيال، تعجز زينب وزهراء عن تفسير ما وقع لهما لكنهما تتفقان على أنهما كانتا تحت تأثير شخص غريب سيطر على عقلهما، تحت ما يسمى في المجتمع المغربي بظاهرة "السماوي".وفسر الخبير الأمني المغربي عبد القادر الخراز، ما وقع للسيدتين وما يتعرض له العديد من الأشخاص ضحايا "السماوي"، بكونه لا يعدو أن يكون تحايلا على العقول من طرف أشخاص يتقنون هذه اللعبة، ويتخذونها مهنة للنصب والاحتيال على المواطنين، ويصطادون ضحاياهم من الشارع العام.ويعتبر الخراز في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن معاناة الضحايا من مشاكل وضغوط الحياة اليومية وإيمانهم بعالم الروحانيات تجعل منهم فريسة سهلة الوقوع في شباك النصابين عن طريق ما يعرف بـ"السماوي".وبيّن الخبير الأمني أن النصابين يستهدفون عادة المدن الكبرى، حيث يصعب الوصول إليهم بسهولة، كما يمكنهم تكرار فعلتهم والإيقاع بأكبر عدد من الضحايا دون أن ينكشف أمرهم.وبحكم تجربته المهنية في سلك الشرطة المغربية ومعاينته لمجموعة من الجرائم المرتبطة بالنصب عن طريق "السماوي"، يوضح الخراز أن الجناة وبعد إيقافهم والبحث معهم، يجمعون على أنهم يعتمدون أساسا على تجميع معلومات قبلية عن الأشخاص المستهدفين قبل الإقدام على فعلتهم.وأضاف الخبير الأمني، أنه وبمجرد إيقاف الجاني للضحية يسأله بداية عن عنوان معين ثم يدخل معه في حديث ويقدم نفسه على أساس أنه صاحب "بركة" ولديه قدرات لقراءة المستقبل ويطلعه عن بعض الأمور الشخصية التي تتعلق بحياته، ويقدم له خدمة تحصين ما يملك من مال أو أشياء ثمينة ومضاعفة قيمتها.وما يساعد أيضا على الإيقاع بالضحية حسب الخراز، هو وجود أعوان يلتحقون بالشخص الرئيسي حيث يساعدونه وفق سيناريو محبك على إتمام عملية النصب، عبر تأكيد كلامه ومعرفتهم السابقة به وبقدراته على حل المشاكل المستعصية.تأثير الخرافة والربط بالتنويم المغناطيسيمن جانبه يعتبر محسن بنزاكور، المختص في علم النفس الاجتماعي، أن الاعتقاد بالقدرات الخارقة للآخر والشجع والطمع، هو ما يسهل عملية النصب على عدد من الضحايا عن طريق "السماوي".ويردف بنزاكور أن من يمتهن هذه الحرفة لهم طرق خاصة في الإيقاع بالضحايا، كإتقانهم فن الكلام والإقناع، واشتغالهم كفريق يتخصص كل عنصر منه بمهمة محددة في جريمة النصب.ويرى المختص الاجتماعي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذه الظاهرة تستحوذ على النفوس وتستعمل أساليب لإسقاط الضحايا وتستغل تأثير الخرافة على العقل الإنساني، واستعداد البعض المسبق للقبول بمفهوم "الفكر السماوي".وتتبنى ظاهرة النصب باستعمال "السماوي" حسب بنزاكور "فكرة الخوارق التي تجد لها مكانا في كل العقول بدون استثناء لكن درجاتها تختلف حسب طرق توظيف هذا الفكر، فإذا كان محصنا بشكل علمي فهو باب للابتكار، وإن لم تحكمه ضوابط وارتبط بضعف نفسي فقد ينتج ظواهر اجتماعية مثل السماوي".ووفق بنزاكور فإن "جهل الإنسان بالحقيقة العلمية لا يقتصر فقط على الشخص غير المتعلم، حيث يسقط في مخالب السماوي ضحايا من كل الأصناف الاجتماعية، وهو ما يعطي لهذا النوع من النصب الاستمرارية داخل المجتمع".ويرفض بنزاكور ربط البعض لظاهرة "السماوي" وما يتعرض له الضحايا بالتنويم المغناطيسي، معتبرا أن التنويم يخضع لضوابط علمية، حيث لا يستطيع أيا كان القيام به دون خلفية علمية، كما لا يمكن تطبيقه في الشارع العام ودون المرور عبر مراحل معينة، التي لا ينجح فيها إلا المتخصصون في التنويم المغناطيسي.ويشدد بنزاكور على أن ما يقوم به أصحاب "السماوي" هو تحايل ونصب باستعمال أساليب وألفاظ خاصة، تقود الضحية إلى السقوط في الفخ وتغيّب المنطق والعقل، وما يساهم في ذلك هو التكرار والسرعة التي تميّز العملية التي لا تتيح للضحية مجالا لاكتشاف أو ملاحظة أنه يتعرض لعملية نصب واحتيال.سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
الدرك يحجز سيارة محملة بكمية ضخمة من مخدر الشيرا بحد السوالم
أفلحت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي حد السوالم، التابعة نفوذيا لدرك سرية برشيد، القيادة الجهوية سطات، في إحباط عملية تهريب ما يقارب طنين من المخدرات، وذلك على مستوى تجزئة رياض الساحل، المقاطعة الثانية باشوية حد السوالم، عمالة إقليم برشيد. وأوضحت مصادر الصحيفة الإلكترونية كش 24، أن عناصر الدرك الملكي بمركز حد السوالم، بقيادة قائد المركز الترابي بالنيابة، تحت إشراف القائدين الإقليمي والجهوي، كانت قد توصلت بمعلومات دقيقة، مفادها تواجد سيارة لنقل البضائع مشكوك في حمولتها، على إثرها تجندت دورية دركية، وتوجهت صوب المكان تحديدا، وتمكنت من حجز السيارة من نوع رونو طرافيك كانت محملة بما مجموعه 43 رزمة، قدر وزنها الإجمالي بما يقارب الطنين، أي ما يعادل 1983 كيلوا غرام من مخدر الشيرا. وإنتقل كبار مسؤولي الدرك الملكي الإقليمي ببرشيد والجهوي بسطات، فضلا عن ممثل السلطة المحلية بباشوية حد السوالم، حيث جرت معاينة كمية المخدرات المحجوزة، التي بلغت 43 رزمة، قاربت طنين من مخدر الشيرا، بعدما جرت عملية وزنها من طرف مصالح درك المركز الترابي حد السوالم. وأمرت النيابة العامة المختصة، بالمحكمة الإبتدائية ببرشيد، التابعة للدائرة القضائية سطات، بنقل المحجوزات إلى القيادة الجهوية للدرك الملكي بعاصمة الشاوية، قصد تسليمها لمصلحة الجمارك لإتخاد المتعين في شأنها. وبالموازاة مع ذلك، قامت عناصر الشرطة العلمية والتقنية، التابعة نفوذيا لدرك جهوية سطات، برفع البصمات عبر ما يعرف بالتشخيص القضائي، قصد تحديد هوية المتورطين وكشف علاقتهم بعملية التهريب الدولي للمخدرات
مجتمع

وسط اشادة حقوقية.. موقف انساني جديد يكشف المعدن الحقيقي للدكتور فهد الشعرة
في زمن تتعالى فيه الحاجة إلى مواقف نبيلة تعيد الاعتبار للقيم الإنسانية في القطاع الصحي، جاء موقف جديد للدكتور فهد الشعرة، مدير المستشفى الخاص الدولي بأنفا، ليشكل نموذجًا حقيقيًا للطب بمفهومه الأصيل، الذي يتجاوز الوظيفة نحو رسالة سامية قائمة على الرحمة والتضامن. و الحديث هنا عن قصة الطفل سيف الدين، الذي ينحدر من أسرة معوزة بمدينة المحمدية، والتي بدأت بنداء استغاثة حملته عائلته إلى المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، بعد أن أصبحت حالته الصحية تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً. ومنذ تلك اللحظة، انطلقت سلسلة من الاتصالات والمبادرات التي كشفت عن أوجه مشرقة في المجتمع، كان في طليعتها الدكتور الشعرة  وحسب مراسلة موجهة من الهيئة الحقوقية الى عامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، فإن الدكتور الشعرة، فور تلقيه طلباً عاجلاً من المنظمة الحقوقية، أبدى تجاوباً تلقائيًا وسريعًا، موجهاً أطر المؤسسة الطبية إلى استقبال الطفل وتقديم كافة العناية الطبية اللازمة دون قيد أو شرط مادي. في اليوم التالي، خضع الطفل لعملية جراحية دقيقة كللت بالنجاح، وسط متابعة دقيقة من الطاقم الطبي، ليغادر المصحة في وضع صحي مطمئن. ولم تكن هذه المبادرة مجرد استجابة طبية، بل موقف إنساني يبعث برسائل أمل وسط سياقات اجتماعية صعبة، لا سيما و ان الدكتور فهد الشعرة لم يكتف بإدارة مصحة ناجحة فحسب، بل أعاد تعريف العلاقة بين المريض والمؤسسة الصحية، وجعل من الكرامة الإنسانية مبدأً لا يقبل التفاوض، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو القدرة المالية. وقد لقي هذا الموقف إشادة واسعة من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، التي اعتبرت أن ما قامت به إدارة المستشفى يجسد قيم التضامن الفعلي والمسؤولية الاجتماعية التي تفتقر إليها كثير من المؤسسات. كما أشادت المنظمة بانفتاح صلاح الدين الشرايبي، أحد مسؤولي المؤسسة، على الحوار الفعّال والبنّاء، مما يعزز ثقة المواطنين في المؤسسة الصحية. واضافت الهيئة الحقوقية في مراسلتها، ان ما حصل ليس مجرد حالة إنسانية عابرة، بل تجسيد حي لمبدأ التكافل المجتمعي، واستثمار فعّال في الثقة بين المواطن والمؤسسة، وهو ما يستحق أن يُحتذى به، لا فقط في قطاع الصحة، بل في مختلف القطاعات.
مجتمع

بالصور.. حملة مراقبة تفضح “سناكات” تقدم لحوماً فاسدة بسيتي فاضمة
شهدت منطقة سيتي فاضمة التابعة لإقليم الحوز، اليوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، حملة مراقبة واسعة النطاق استهدفت محلات بيع المأكولات الخفيفة والمقاهي، وذلك في إطار تعزيز إجراءات السلامة الغذائية وضمان جودة المواد المعروضة للاستهلاك.ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فقد أشرفت على الحملة لجنة مختلطة تضم قائد قيادة سيتي فاضمة، وعناصر من الدرك الملكي، والوقاية المدنية، بالإضافة إلى القوات المساعدة وأعوان السلطة، بتنسيق مع اللجنة المحلية المكلفة بمراقبة الأسعار والجودة.وتركزت الحملة، التي شملت عدداً من محلات بيع الأطعمة السريعة "سناكات" بمنطقة والماس ومجموعة من المقاهي المجاورة، على مراقبة جودة وصلاحية المواد الغذائية المعروضة للبيع، ومدى احترام شروط الصحة والنظافة، فضلاً عن فحص الأواني والوسائل المستعملة في إعداد الطعام.وقد وقفت اللجنة على مجموعة من المخالفات التي تم تسجيلها لدى عدد من المحلات، همّت بالخصوص عرض مواد غذائية فاسدة، واستعمال أوانٍ غير صالحة للطهي أو تقديم المشروبات، فضلا عن انعدام النظافة.وفي هذا الإطار، تم حجز وإتلاف كميات من المواد الغذائية غير القابلة للاستهلاك من لحوم فاسدة وأسماك وغيرها، إضافة إلى إتلاف طواجن وأباريق أظهرت المعاينات الميدانية عدم مطابقتها لشروط الاستعمال الصحي.وتندرج هذه الحملة في سياق الجهود المبذولة لحماية صحة المواطنين، وتفعيل المراقبة المستمرة للأسواق المحلية، خاصة في المناطق السياحية التي تعرف توافداً مكثفاً للزوار.
مجتمع

بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة