سياسة

الرباط وبروكسيل يضفيان زخما متجددا على التزامهما


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 9 يوليو 2022

في مجال تدبير الهجرة، ظل التعاون طويل الأمد بين المغرب والاتحاد الأوروبي راسخا لا يتزعزع. وفي سياق الاختبارات، لطالما شكل المغرب شريكا موثوقا، ملتزما ومسؤولا. فقد جعلت منه إدارته الإنسانية، المندمجة والتضامنية للهجرة فاعلا إستراتيجيا ومحوريا بالنسبة لأوروبا.واليوم، فإن الرباط وبروكسيل، اللتان تعيان التحديات الجديدة للسياق الدولي والأخطار التي تشكلها شبكات المهربين والمتاجرين بالبشر، قررتا إعادة تنشيط شراكتهما في مجال الهجرة على أساس المسؤولية المشتركة.هكذا، تم إرساء أسس شراكة متجددة، أمس الجمعة، بمناسبة اللقاء الذي جمع في الرباط بين وزير الداخلية، السيد عبد الوافي لفتيت، والمفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية، إليفا يوهانسون، ووزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي- مارلاسكا.ويأتي هذا الالتزام المتجدد بعد بضعة أيام من الهجوم العنيف الأخير، المتعمد والمخطط له من قبل مهاجرين بالناظور في محاولة للعبور بالقوة نحو مليلية، والذي جاء للتذكير ببروز أنماط جديدة عنيفة للغاية تعتمدها الشبكات الإجرامية للمهربين، وتعقيد ظاهرة الهجرة غير الشرعية وضرورة إقامة تحالف شامل ومتعدد الأوجه بين الرباط ومدريد وبروكسيل.ويعكس العنف الشديد الذي وظفه المهاجمون والإستراتيجية الهجومية التي سادت، حسا تنظيميا عاليا، كما يدل على التقدم المخطط له، وعلى بنية تراتبية للمتزعمين المتمرسين والمدربين، والذين يمتلكون خصائص عناصر الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع.وتظهر هذه الأحداث، التي جاءت لتختبر الآليات الكلاسيكية لمكافحة الاتجار بالبشر، الخطر الشديد والعنف الممارس من قبل شبكات الاتجار بالبشر المستعدة لخوض جميع المخاطر.وبالنسبة للمغرب، الذي أعرب عن أسفه لهذه المأساة الإنسانية، فقد سارع إلى تجديد التأكيد على التزامه بمواصلة العمل بحزم وبلا هوادة ضد شبكات التهريب وضد هذه الأقلية العنيفة التي تشوه البعد النبيل للهجرة.وقد ظل عمل السلطات المغربية في هذا الاتجاه قويا على الدوام. ولا أدل على ذلك من الأرقام: صد أزيد من 145 هجوم حول جيبي سبة ومليلية منذ 2016 (50 في 2021 و12 إلى غاية ماي 2022)، تفكيك أكثر من 1300 شبكة تهريب خلال السنوات الخمس الأخيرة (256 في 2021 و100 إلى غاية ماي 2022)، وإحباط أزيد من 360 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية منذ 2017 (63 ألف في 2021 و26 ألف إلى غاية ماي 2022).وتلتزم بروكسيل، التي تقدر الجهد الهائل المبذول من طرف المغرب، "الشريك الإستراتيجي والملتزم" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بالعمل مع المملكة من أجل تعزيز شراكة عملياتية في مجال محاربة الاتجار في البشر، والتي يمكن أن تشمل على الخصوص، تقديم الدعم في مجال تدبير الحدود، تعزيز التعاون الأمني، بما في ذلك التحقيقات المشتركة، التحسيس بأخطار الهجرة غير الشرعية، فضلا عن تعزيز التعاون مع وكالات الاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الداخلية.وسيكون بوسع الشريكين الاعتماد على الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، التي تشكل اليوم واحدة من بين أكثر نماذج إدارة الهجرة تقدما، من الناحيتين التشريعية والمؤساستية، والتي مكنت من تسوية الوضع الإداري لعدة آلاف من المهاجرين ودمجهم في المجتمع المغربي.وفي إطار الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، تمكن أزيد من 50 ألف مواطن ينحدرون من بلدان إفريقية شقيقة وصديقة من تسوية وضعهم الإداري في المغرب. والهدف هو منح الأولوية للأشخاص في وضعية هشة وكذا تيسير حركية الشغل، والإدماج المهني والتجمع العائلي بفضل معايير للأهلية مرنة للغاية، وأيضا بفضل آليات الاستئناف تحت إشراف المجلس الوطني لحقوق الإنسان.كما يستفيد المهاجرون النظاميون من خطة وطنية للإدماج تمكنهم من الولوج على نحو كامل إلى الخدمات الاجتماعية، التعليمية، الطبية والاقتصادية، وذلك على غرار المواطنين المحليين.ومع ذلك، فإن مكافحة شبكات الاتجار بالبشر لن تكون كافية. حيث ينبغي معالجة الأسباب الجذرية للهجرة وتحسين فرص الهجرة القانونية، حتى لا يشعر الناس بالحاجة إلى المجازفة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر.ولقد استوعب المغرب هذا الأمر في وقت جد مبكر. حيث عملت المملكة على تكريس التعاون جنوب-جنوب، خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره رافعة أساسية غايتها تبديد الفوارق التنموية والتمكين من ضمان استقرار المناطق المصدرة للمهاجرين. وهنا، تعكس العديد من المبادرات الملموسة للتنمية المشتركة المنفذة من طرف المغرب على مدى السنوات العشرين الماضية، هذه الرؤية التضامنية لجلالة الملك.هكذا، فإن المغرب الذي يواصل التعاون بشكل كامل مع أصدقائه وأشقائه الأفارقة من خلال تبادل الخبرات والتكوين المشترك، لم يتوقف عن دعوة دول الشمال إلى ترجيح منظور متوازن في مقاربتها لقضية الهجرة قصد تجاوز المفهوم الأمني البحت، وتفضيل حلول بنيوية تقوم على التنمية المستدامة لبلدان المصدر وتشجيع التنقل القانوني بين الضفتين.

في مجال تدبير الهجرة، ظل التعاون طويل الأمد بين المغرب والاتحاد الأوروبي راسخا لا يتزعزع. وفي سياق الاختبارات، لطالما شكل المغرب شريكا موثوقا، ملتزما ومسؤولا. فقد جعلت منه إدارته الإنسانية، المندمجة والتضامنية للهجرة فاعلا إستراتيجيا ومحوريا بالنسبة لأوروبا.واليوم، فإن الرباط وبروكسيل، اللتان تعيان التحديات الجديدة للسياق الدولي والأخطار التي تشكلها شبكات المهربين والمتاجرين بالبشر، قررتا إعادة تنشيط شراكتهما في مجال الهجرة على أساس المسؤولية المشتركة.هكذا، تم إرساء أسس شراكة متجددة، أمس الجمعة، بمناسبة اللقاء الذي جمع في الرباط بين وزير الداخلية، السيد عبد الوافي لفتيت، والمفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الداخلية، إليفا يوهانسون، ووزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي- مارلاسكا.ويأتي هذا الالتزام المتجدد بعد بضعة أيام من الهجوم العنيف الأخير، المتعمد والمخطط له من قبل مهاجرين بالناظور في محاولة للعبور بالقوة نحو مليلية، والذي جاء للتذكير ببروز أنماط جديدة عنيفة للغاية تعتمدها الشبكات الإجرامية للمهربين، وتعقيد ظاهرة الهجرة غير الشرعية وضرورة إقامة تحالف شامل ومتعدد الأوجه بين الرباط ومدريد وبروكسيل.ويعكس العنف الشديد الذي وظفه المهاجمون والإستراتيجية الهجومية التي سادت، حسا تنظيميا عاليا، كما يدل على التقدم المخطط له، وعلى بنية تراتبية للمتزعمين المتمرسين والمدربين، والذين يمتلكون خصائص عناصر الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع.وتظهر هذه الأحداث، التي جاءت لتختبر الآليات الكلاسيكية لمكافحة الاتجار بالبشر، الخطر الشديد والعنف الممارس من قبل شبكات الاتجار بالبشر المستعدة لخوض جميع المخاطر.وبالنسبة للمغرب، الذي أعرب عن أسفه لهذه المأساة الإنسانية، فقد سارع إلى تجديد التأكيد على التزامه بمواصلة العمل بحزم وبلا هوادة ضد شبكات التهريب وضد هذه الأقلية العنيفة التي تشوه البعد النبيل للهجرة.وقد ظل عمل السلطات المغربية في هذا الاتجاه قويا على الدوام. ولا أدل على ذلك من الأرقام: صد أزيد من 145 هجوم حول جيبي سبة ومليلية منذ 2016 (50 في 2021 و12 إلى غاية ماي 2022)، تفكيك أكثر من 1300 شبكة تهريب خلال السنوات الخمس الأخيرة (256 في 2021 و100 إلى غاية ماي 2022)، وإحباط أزيد من 360 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية منذ 2017 (63 ألف في 2021 و26 ألف إلى غاية ماي 2022).وتلتزم بروكسيل، التي تقدر الجهد الهائل المبذول من طرف المغرب، "الشريك الإستراتيجي والملتزم" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بالعمل مع المملكة من أجل تعزيز شراكة عملياتية في مجال محاربة الاتجار في البشر، والتي يمكن أن تشمل على الخصوص، تقديم الدعم في مجال تدبير الحدود، تعزيز التعاون الأمني، بما في ذلك التحقيقات المشتركة، التحسيس بأخطار الهجرة غير الشرعية، فضلا عن تعزيز التعاون مع وكالات الاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الداخلية.وسيكون بوسع الشريكين الاعتماد على الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، التي تشكل اليوم واحدة من بين أكثر نماذج إدارة الهجرة تقدما، من الناحيتين التشريعية والمؤساستية، والتي مكنت من تسوية الوضع الإداري لعدة آلاف من المهاجرين ودمجهم في المجتمع المغربي.وفي إطار الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، تمكن أزيد من 50 ألف مواطن ينحدرون من بلدان إفريقية شقيقة وصديقة من تسوية وضعهم الإداري في المغرب. والهدف هو منح الأولوية للأشخاص في وضعية هشة وكذا تيسير حركية الشغل، والإدماج المهني والتجمع العائلي بفضل معايير للأهلية مرنة للغاية، وأيضا بفضل آليات الاستئناف تحت إشراف المجلس الوطني لحقوق الإنسان.كما يستفيد المهاجرون النظاميون من خطة وطنية للإدماج تمكنهم من الولوج على نحو كامل إلى الخدمات الاجتماعية، التعليمية، الطبية والاقتصادية، وذلك على غرار المواطنين المحليين.ومع ذلك، فإن مكافحة شبكات الاتجار بالبشر لن تكون كافية. حيث ينبغي معالجة الأسباب الجذرية للهجرة وتحسين فرص الهجرة القانونية، حتى لا يشعر الناس بالحاجة إلى المجازفة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر.ولقد استوعب المغرب هذا الأمر في وقت جد مبكر. حيث عملت المملكة على تكريس التعاون جنوب-جنوب، خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره رافعة أساسية غايتها تبديد الفوارق التنموية والتمكين من ضمان استقرار المناطق المصدرة للمهاجرين. وهنا، تعكس العديد من المبادرات الملموسة للتنمية المشتركة المنفذة من طرف المغرب على مدى السنوات العشرين الماضية، هذه الرؤية التضامنية لجلالة الملك.هكذا، فإن المغرب الذي يواصل التعاون بشكل كامل مع أصدقائه وأشقائه الأفارقة من خلال تبادل الخبرات والتكوين المشترك، لم يتوقف عن دعوة دول الشمال إلى ترجيح منظور متوازن في مقاربتها لقضية الهجرة قصد تجاوز المفهوم الأمني البحت، وتفضيل حلول بنيوية تقوم على التنمية المستدامة لبلدان المصدر وتشجيع التنقل القانوني بين الضفتين.



اقرأ أيضاً
صفقة بـ5 ملايير “تفشل” في تطوير منصة الضمان الاجتماعي وبرلمانية تطالب بفتح تحقيق
دعت البرلمانية فاطمة التامني، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، إلى تقديم توضيحات بشأن صفقة بخمسة ملايير لتطوير منصة الضمان الاجتماعي، لكن بدون نجاعة.وأشارت البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، إلى أنه في ظل التسريبات الخطيرة للبيانات الشخصية والتي لم يترتب عنها أي محاسبة للمسؤولين، وفي وقت تم فيه إبرام صفقة جديدة بقيمة 5,3 مليار سنتيم مع شركة خاصة لتطوير المنصة، نهاية السنة الماضية، فإن التطبيق فشل في ترجمة وعود الضمان الاجتماعي لكافة المنخرطين فيه.وتساءلت، في هذا الصدد، عن الأسباب الحقيقية وراء العجز الكبير في أداء هذه المنصة، ودعت إلى الكشف عن الإجراءات العاجلة التي سيتم اتخاذها لإصلاح الخلل الحالي، كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن تسريب بيانات المواطنين.
سياسة

مجلس المستشارين يصادق على مشروع قانون تنظيمي يتعلق بالنظام الأساسي للقضاة
صادق مجلس المستشارين، أمس الثلاثاء، بالإجماع، على مشروع القانون التنظيمي رقم 09.25 بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم 106.13 المتعلق بالنظام الأساسي للقضاة. ويندرج مشروع القانون ضمن الجهود الرامية إلى استكمال مسار إصلاح منظومة العدالة، وتحقيق الانسجام التشريعي بين النظام الأساسي للقضاة والنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، خاصة بعد التعديلات التي طالت هذا الأخير بموجب القوانين رقم 30.22 و46.24. ويهدف مشروع القانون إلى تعزيز الحماية الاجتماعية للقضاة، من خلال تمكينهم من الاستفادة من الرخص الاجتماعية، المتمثلة في رخص الولادة والأبوة والكفالة والرضاعة، فضلا عن رخص المرض المتوسطة وطويلة الأمد، مع ضمان الاحتفاظ بالأجرة كاملة خلال هذه الفترات مساواة مع موظفي الدولة. كما يتضمن النص الجديد مستجدات نوعية من قبيل استفادة المرأة القاضية التي تسند إليها كفالة طفل دون 24 شهرا من رخصة أمومة كاملة مدتها 14 أسبوعا، واستفادة القاضي من رخصة أبوة مدتها 15 يوما بأجرة كاملة، واستفادة المرأة القاضية من ساعة رضاعة يومية إلى حين بلوغ الطفل سنتين.
سياسة

بمبادرة مغربية.. الأمم المتحدة تعتمد مقاربة جديدة لمواجهة الفساد عالميا
اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين بجنيف، بالإجماع، قرارا قدمه المغرب بشأن الأثر السلبي للفساد على التمتع بحقوق الإنسان. ويؤكد هذا القرار، الذي قدمه المغرب بتنسيق مع مجموعة مصغرة تضم كلا من الأرجنتين، والنمسا، والبرازيل، والإكوادور، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وبولندا والمملكة المتحدة، على ضرورة اعتماد مقاربة قائمة على حقوق الإنسان في كافة الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد. وفي معرض تقديمه لنص القرار باسم الدول المشاركة في صياغته، أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، عمر زنيبر، أن “الفساد يشكل تهديدا قويا لجوهر مجتمعاتنا، إذ يعيق الولوج إلى الخدمات الأساسية، ويقوض التماسك الاجتماعي، ويهز الثقة في المؤسسات العمومية، ويفاقم التفاوتات، كما يخلق أرضية خصبة لأكثر انتهاكات حقوق الإنسان خطورة”. وجدد الدبلوماسي المغربي التأكيد على أن مكافحة الفساد ينبغي أن تتم وفق مقاربة قائمة على حقوق الإنسان، وهي قناعة يدافع عنها المغرب سواء على المستوى الدولي أو ضمن سياساته الداخلية. وأشار في هذا السياق إلى أن دستور المملكة لسنة 2011 جعل من مكافحة الفساد أولوية وطنية، من خلال إحداث الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، واعتماد أطر قانونية معززة، وقوانين تضمن الحق في الولوج إلى المعلومات. ويندرج هذا القرار المعتمد خلال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان، التي تتواصل أشغالها إلى غاية 9 يوليوز الجاري، في إطار استمرارية العمل الذي باشرته اللجنة الاستشارية للمجلس منذ إصدار تقريرها الأول سنة 2015. ويعهد القرار للجنة بإعداد دراسة معمقة حول الالتزامات المسطرية والجوهرية للدول في مجال حماية حقوق الإنسان ضمن أطر مكافحة الفساد. كما يسلط النص الضوء على أهمية التربية والتكوين، والدور الاستراتيجي الذي يضطلع به الوسط الأكاديمي في الوقاية من الفساد. وأوضح زنيبر أن هذه المبادرة تندرج ضمن استمرارية الالتزامات التي تم اتخاذها عنها خلال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، مبرزا أن “الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة، ودولة الحق والقانون، والحكامة الجيدة ومحاربة الفساد تشكل عناصر أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”. وفي السياق ذاته، شدد الدبلوماسي المغربي على أهمية التعاون متعدد الأطراف، داعيا إلى شراكة أقوى بين مجلس حقوق الإنسان ومختلف الهيئات الأممية المعنية، وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، من أجل التنزيل الفعلي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. وخلص زنيبر إلى أن “اعتماد هذا القرار بالإجماع يحمل رسالة مفادها أن مكافحة الفساد لا تنفصل عن النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها”.
سياسة

محلل سياسي لـكشـ24: بث خريطة المغرب مبتورة على قناة مغربية خطأ فادح
أثار بث وصلة إشهارية خلال تغطية مباريات كأس إفريقيا للسيدات، على إحدى القنوات المغربية، جدلاً واسعاً، بعدما ظهرت فيها خريطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية. وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المتابعين إساءة للقضية الوطنية، واستغله الإعلام الجزائري لترويج قراءات مغرضة، وصفها محللون بأنها محاولة يائسة للتشويش على الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء. وفي هذا السياق، عبر محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، عن أسفه الشديد لوقوع مثل هذه الأخطاء التي قال إنها تحز في النفس، خصوصا في ظل الإجماع الوطني الراسخ حول مغربية الصحراء، وما تبذله مؤسسات الدولة من مجهودات جبارة لتنمية الأقاليم الجنوبية وتعزيز حضورها في المشهد الوطني والدولي. وأضاف نشطاوي، في تصريح لموقع كشـ24، أن ما وقع يعد إخلالا خطيرا بثوابت الوطن، ويشكل ثغرة تستغلها الأطراف المعادية للمغرب، وعلى رأسها نظام العسكر الجزائري، الذي يسارع دائما إلى استغلال كل هفوة إعلامية أو رمزية لضرب وحدة المغرب الترابية، رغم أن مثل هذه المحاولات تعد عقيمة أمام صلابة الموقف المغربي. وأكد المتحدث ذاته، أن مثل هذه الأخطاء لا تخدم قضية الصحراء المغربية، بل تضر بها، خاصة حين تأتي من داخل مؤسسات يفترض فيها الالتزام الصارم بالثوابت الوطنية، مشددا على ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حد لمثل هذه التجاوزات، التي يجب أن تواجه بصرامة، حتى لا تتكرر أو يساء فهمها في الداخل أو الخارج. وأشار نشطاوي إلى أن الإجماع الوطني لا يجب أن تشوبه شائبة، سواء أكان ذلك بفعل مباشر أو غير مباشر، وبنية مبيتة أو بعفوية، لأن الأمر يتعلق بقضية مقدسة لدى جميع المغاربة، مضيفا أن أي تقاعس أو تهاون في هذا الباب يعتبر مسا بإرادة شعب بأكمله. وفي ختام تصريحه، دعا نشطاوي إلى التعامل بجدية وحزم مع كل من يساهم، عن قصد أو غير قصد، في التشويش على القضية الوطنية، سواء على مستوى الإعلانات أو وسائل الإعلام أو حتى منابر البحث الأكاديمي، معتبرا أن الاتحاد الإفريقي نفسه، إن كان مسؤولا عن بث هذه الوصلة، مطالب بالانسجام مع مواقف الدول التي أقرت بمغربية الصحراء، والعدول عن أي سلوك يمس السيادة الوطنية.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة