الحلقة 4: “كشـ24” ترصد تفاصيل ولادة المجموعتين الغنائيتين المراكشيتين لرصاد وألوان
الحلقة 4
لرصاد أول مجموعة غنائية مغربية تغنت بالقضية الفلسطينية وناصرت القضايا المغربية والعربية
ظلت مجموعة لرصاد حاضرة في قلوب محبيها وعشاقها منذ نشأتها، واستطاعت الحفاظ على نهجها ووفائها للأغنية الملتزمة بالرغم من التهميش والإقصاء الذي طالها،وكسبت عطف فئة عريضة من الجمهور خاصة المراكشي من خلال رصد هموم المجتمع وتطرقها لمواضيع ذات الصلة بالواقع المعاش فضلا عن تناولها للقضية العربية، إذ كانت أول مجموعة غنائية مغربية تغنت بالقضية الفلسطينية.
ويبقى المسار الفني لمجموعة “لرصاد” منذ نشأتها، مليئا بالإبداعات الجادة و الهادفة، توجزه ال 24 شريطا الذي أنتجته، كما تترجمه القاعدة الجماهيرية الواسعة التي واكبت أعمالها.
واهم ماميز المرحلة اللاحقة الممتدة إلى سنة 1989، هو تخلي المجموعة عن عنصرين من عناصرها و هما عبد الله الشفيرة و زرابة مولاي الحسن لأسباب تمثلت بالأساس في عدم انضباطهما مع أدبيات و التزامات المجموعة، ولسد هذه الثغرة، ضمانا لاستمرارية المجموعة في العطاء و الإبداع، تم إقحام كل من مصطفى جوريح و عبد الغني الحراب.
وتعتبر سنة 1990 الانطلاقة الحقيقية لمجموعة لرصاد التي تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشارع المراكشي، بعد الاستقرار الذي عرفته على مستوى عناصر المجموعة التي جرى حصرها في خمسة عناصر،مما انعكس إيجابا على عطائها الفني و إبداعها الغنائي،ترجمته وتيرة إصداراتها الغنائية، بنسبة إنتاج ألبوم غنائي في كل سنة.
بعد سنة 1995، تاريخ إصدار شريط “السندباد”، دخلت المجموعة في مرحلة تأمل فرضها التطور السريع الذي اجتاح الوسط الغنائي عموما و المجموعاتي على وجه الخصوص،سواء على مستوى الألحان أو على مستوى الآلات المستعملة، إذ قامت المجموعة في محاولة منها لمواكبة هذا التطور، بإعادة توزيع بعض أغانيها الخالدة باستعمال آلات موسيقية حديثة، و هي التجربة التي مكنتها من توسيع قاعدتها الجماهيرية، محليا و وطنيا على السواء.
ذهبت المجموعة، التي تزخر خزانتها بحوالي 25 البوم، إلى التلفزة المغربية من أجل تقديم أغنية “مغربي”، التي مطلعها:
علي يا راية النصر علي وزيدي كتر مغربي
أنا مغربي في طريق النور ياهلي مركبي راحل
وأنت عارف يا الليل نوري ما ساهل
منحوها للمشرفين على التلفزة هذه الكلمات قبل أن يجابهوا بمقص الرقابة، عندما طلبوا منهم إزالة كلمة “الليل” على اعتبار أنها مبهمة، فما كان من أفراد المجموعة إلا أن رفضوا العرض جملة وتفصيلا، وظلت “لرصاد” تتغنى بقضايا الشعب والأمة، وتكابد عقباتها وتسعى لتسهيل عقبات الإنسان المغربي والعربي المسلم، قبل ان تتلقفها قناة “الجزيرة”، والقنوات العربية كقناة “نسمة”، التي عرضت إنتاجاتها، وأوصلتها إلى العالم.