الخميس 28 مارس 2024, 10:13

ثقافة-وفن

“الإخوان ميكري”.. جوهرة المجموعات الغنائية المغربية


كشـ24 نشر في: 13 يناير 2022

عبد الكبير الميناويشكلت تجربة "الإخوان ميكَري"، في شكلها وتوجهها الفني، إضافة مميزة وتنويعا جميلا في مسار المجموعات الغنائية التي ميزت المشهد الغنائي لمغرب ما بعد الاستقلال. هي تجربة فنية متميزة، لكنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام، تحقق بعضها وأجهض بعضها الآخر. تجربة يشدد كثيرون، في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة المتتبع، على أنها لم تـُـستثمر بالشكل المطلوب، هي التي جاءت اختيارا موسيقيا راقيا واجتهادا مغايرا للمناخ الموسيقي السائد، في زمن كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين موسيقى الشرق ورياح الغرب.وتنقل حكاية "الإخوان ميكَري"، التي انطلق مسارها الغنائي في بداية ستينيات القرن الماضي، لحكاية فنية حاول من خلالها كل من محمود وحسن، ثم جليلة ويونس، أن يضيفوا شيئا وأن يجتهدوا تأكيدا للمسار وإنجاحا للاختيار.انطلقت التجربة بمحمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في منتصف الستينيات، ويلتحق بالثلاثة، في مطلع السبعينيات، شقيقهم الرابع، يونس، لتكتسب المجموعة شهرة تخطت حدود المغرب، قبل أن يتراجع الحضور الجماعي ويتفرق الجهد الفني في أعمال فردية أكدت المؤهلات الفردية لأعضائها، وهي تلامس السينما والكتابة والتشكيل والغناء الموسيقى التصويرية، وغيرها.تجربة غنيةقبل سنوات قليلة، كنت دونتُ جانباً من حكاية "الإخوان ميكَري"، مجسدة في محمود وحسن وجليلة ويونس. حوارات اختلطت فيها الذكريات الخاصة بالقناعات والاختيارات الفنية، في ارتباط بجزء مهم من تاريخ البلد والمنطقة المغاربية، انطلاقاً من خمسينيات وجدة، وصولاً إلى ستينيات الرباط، وما تلاها.في حديثهم عن تجاربهم الفردية والجماعية، بدا كل فرد من هذه المجموعة الغنائية، التي أمتعت أجيالا من المغاربة، خزانا من الذكريات والأحداث والقناعات، بشكل ينقل لقيمة وتفرد مجموعة فنية كان لها سبق التميز والتألق في اقتراح لون موسيقي مختلف، في مغرب ستينيات القرن الماضي، خلف لعشاق الفن الجميل عشرات الأغاني، التي بقدر ما أغنت ريبرتوار الموسيقى المغربية، وصل الإعجاب بها من طرف عدد من فرق وفناني الشرق والغرب حد "السطو" عليها.حكم الزمنفي الوقت الذي يرى فيه بعض المهتمين بتاريخ المجموعات الغنائية في المغرب أن "تجربة "الإخوان ميكَري" سبقت زمنها"، وأن المجموعة كانت "ضحية مجيئها في غير وقتها"، يصر المعنيون بالأمر على خلاف ذلك. بالنسبة ليونس ميكري، فـ"التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه. من عادة المبدع أن يأتي في غير الزمن المنتظر. كما أن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال"؛ قبل أن يتابع: "نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حين أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة".من جهته، يقول محمود ميكري، متفقا مع كلام شقيقه الأصغر: "لم نذهب ضحية عصرنا. لو لم نأت في ذلك الوقت لما كنا نموذجا موسيقيا للشباب المغربي فيما بعد. نحن جئنا في وقتنا. كنا نعيش عصرنا، وهو عصر لمعت فيه فرق شهيرة وفنانون متميزون عبر العالم. نحن نموذج لتفكير شبابي مغربي أراد أن يكون ابن زمنه، وربما تقدمت أكثر، فقلت إن ظهور "الإخوان ميكري" فتح الباب أمام التجارب والمجموعات الغنائية لكي تبرز في الساحة، فنحن فتحنا أعين عدد من الفنانين المغاربة على حقيقة أن تواجد ثلاثين فردا ليس شرطا للغناء، وأن كل التعقيدات التي ظلت ترافق النمط العصري الستيني، لا ينبغي أن تشكل شرطا تعزيزيا أمام الفنانين الذين يحملون رغبات تعبيرية مغايرة، من حيث العمق والشكل الفني، الشيء الذي تأكد مع ظهور مجموعات رائدة ومتميزة، مثل "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وغيرهما. لقد شكل حضورنا الفني اندفاعاً متقدما للتفكير في انطلاقة مغايرة وجديدة للأغنية المغربية نحو آفاق أخرى. اشتغلنا بآلات غربية. وقد كان استعمالنا لهذه الآلات حقاً ولم يكن انسلاخاً عن هويتنا، كما اعتقد البعض. إذ، كيف نستفيد مجتمعيا من آخر الصيحات والمنتجات الصناعية والتكنولوجية، ونمنع ذلك على الفنانين؟".ما بين وجهة نظر المتتبعين وقناعة المعنيين بالأمر، هل علينا أن "نحاكم" المبدع، لأنه اقترح علينا إبداعا خرج به عن مألوف زمنه، أم "نلوم" المتلقي الذي، ربما، لم يعرف كيف يساير أو يدرك قيمة ما اقترح عليه من جديد فني وأدبي؟ ألم يتكرر حدوث مثل هذا الأمر عبر التاريخ؟ ألم يحدث هذا مع فينسنت فان غوغ، بالشكل الذي اختصره مشهد في فيلم "عند بوابة الخلود"، لمخرجه جوليان شنايبل وبطولة ولييم دافوي، والذي توفق في رسم سيرة لهذا الفنان الهولندي الذي لم يجد، تقريبا، من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية؟ في هذا المشهد المؤثر والمعبر، من فيلم "عند بوابة الخلود"، لم يجد فينسنت فان غوغ، إلا أن يرد على من انتقص من قيمة أعماله وتميز رسوماته، بالقول: "لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر".أيام وجدةفي لقاءاتك به، يستعيد محمود ميكري طفولته بوجدة، وهي طفولة كانت مليئة بكثير من الذكريات والمواقف والأحداث. يتذكر خمسينيات وجدة والعلاقة التي ربطت سكان وجدة والجزائريين، أيام النضال المشترك ضد الاستعمار، فيقول: "في وجدة، لا يوجد بيت لم يرتبط، تقريبا، بعلاقة نسب مختلط بين المغاربة والجزائريين، ولذلك لم يدخل في بال وعقول الوجديين أن يصير هناك فرق بين مغربي وجزائري. المؤسف أن هذا كله لم يبرز إلا مع أيام الاستقلال، حيث ذهبنا ضحية الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأنا أرى أن الفضل الكبير في استقلال الجزائر يعود إلى المغرب، وذلك لم يكن منة، بل واجب أخوة وجوار".يتذكر محمود ميكري كيف أن عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، كان واحدا من بين ثلاثة نفذوا في حقه عقوبة "الفلقة" أيام "المْسيد" والطفولة، وذلك بأمر من "الفْقيه" فيقول: "أسترجع هذه الذكرى في علاقة بالثانوية العصرية التي كنت أدرس بها. يحدث للطفل الصغير ألا ينسى من كان سببا في عقوبة ألحقت به، إذ تبقى صورة ذلك الشخص عالقة ومرسومة في ذهنه وذاكرته. كان عبد العزيز بوتفليقة، وقتها، في الباكالوريا، وكنت أنا في السنة الثانية، التي درست خلالها تاريخ وشخصية نابليون بونابرت، مما جعلني أقارنه بعبد العزيز بوتفليقة. كان نابليون بونابرت قصير القامة، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة. نابليون بونابرت اشتهر بانعزاليته، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحجم عن مخالطة الآخرين، وقت الاستراحة، مكتفيا بتأبط الكتب والجلوس وحيدا إلى شجرة معينة بالثانوية. بعدها، سمعنا، في الثانوية، أن "بوتفليقة اطلع للجبل"، وكان وقتها لم يكمل العشرينات بعد. "اطلع للجبل"، يعني أنه انخرط في المقاومة الجزائرية المسلحة، التي انخرط فيها كثير من الشباب المغاربة ضد فرنسا". ثم استدرك محمود، فقال: "من المعروف أن كثيرا من القياديين الجزائريين عاشوا في وجدة واختلطوا بناسها، حتى أن فرنسا تحدثت عن "الحكومة الوجدية"، قاصدة الحكومة التي ستقود الجزائر، فيما بعد".فضل البدايات يتحدث محمود ميكري عن بدايات التجربة، مرجعا الفضل إلى كل أفراد العائلة، حيث يقول: "نحن أبناء عائلة لها معرفة ودراية بالفن، وممارسة لآلة العود والطرب الغرناطي. والدي كان رساما وعازفا على آلة العود، لكنه كان يحصر موهبته بين أركان البيت. والدتي، أيضا، كان لها صوت جميل وعلاقة بالطرب الغرناطي، دون أن أنسى أننا ولدنا في وجدة، التي كانت الموسيقى فيها عادة وثقافة. أما البداية الحقيقية، على صعيد الممارسة، فانطلقت حين انتقلنا إلى الرباط، في بداية الستينيات، وقد كانت مع برنامج إذاعي اسمه "للشباب، فقط"، للإذاعي الكبير أحمد ريان، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في الغناء بين الشباب، حيث حصلنا على الجائزة الأولى على مستوى مدينة الرباط، فطلب منا ريان المشاركة في جولة فنية كمحترفين، وكانت تلك مناسبة سجلنا من خلالها مع الجوق الوطني أغنية "من يوم حبيتك"، التي تبقى أول أغنية في مسارنا الفني".من جهتها، تتذكر جليلة ميكري طفولتها وعلاقتها بوالدها والجو العائلي الذي تربى فيه "الإخوان ميكري"، فتقول: "كان الجو في منزلنا ممتعا للغاية. كان جوا فنيا بامتياز. أذكر أن والدي، حين كان يعود من عمله، يطلب مني أن أغني له أغنية "عايز جوباتك" لنجاح سلام. لاحقا سيقول كثيرون إن صوتي يشبه صوت فيروز، وكنت أرد بأني أغني فيروز، لكن بصوت جليلة. حين انتقلنا إلى الرباط، كنت في الـ 12 من العمر، وكان يحدث أن أردد بين الوقت والآخر أغاني فيروز وشادية وبعض الأغاني الهندية، قبل أن يقترح على محمود وحسن، في وقت لاحق، الانضمام إليهما ومصاحبتهما في الغناء. كانا قد انطلقا في الغناء قبل أكثر من سنتين من ذلك، خلال برنامج شبابي للتلفزة المغربية. كان محمود وحسن مجدان في دراستهما، لذلك ترك لهما والدي حرية ولوج عالم الفن والغناء. وأذكر أنه بكى من شدة الفرح، حين شاهدهما على شاشة التلفزة".تستحضر جليلة ميكري "ودّعته"، أول أغنية أدتها ذات سهرة على شاشة التلفزة المغربية. وعلى عكس موقفه من محمود وحسن، كان موقف الوالد رافضا لأن تغني جليلة أمام الجمهور، خصوصا بعد أن سمع في وجدة أن الناس انتقدت مرور فتاة وجدية على شاشة التلفزة لتغني وأن تتعاطى الفن والغناء. تقول جليلة ميكري: "لم يستسغ الوالد أن تكون عائلته مادة للقيل والقال، قبل أن يتدخل محمود ليقول له بأن جليلة لن تغني سوى رفقته وحسن. لاحقا، سأعتذر عن قبول عروض للتعامل مع أحمد الموجي وسيد مكاوي".هذا الالتزام بالغناء حصريا رفقة "الإخوان ميكري" لم يزعج يوما جليلة ميكري، التي تميزت بأغاني "ودعته" و"موعدي" و"علموك تحسب حساب" و"فْراق لحمام"، وغيرها، فضلا عن "لاتْكونْش أناني" و"نشَف الدمع"، لذلك قالت: "صارت تجربة "الإخوان ميكري" مدرسة بالنسبة لي. وصار لا يمكنني أن أترك هذه المدرسة، التي تربيت فيها لأذهب في اتجاه آخر. لم أرغب في أن أترك اسمنا الفني الذي كوناه لأنفسنا والشهرة والحب الذي وجدناه عند الجمهور المغربي. صار لنا شكلنا الفني الذي نتميز به. كنت أرى أن المغرب يمكن أن يكون نقطة انطلاق وشهرة، وأنه ليس ضروريا أن يهاجر الفنان إلى مصر وغيرها لكي يفرض ذاته وفنه".نهضة شبابيةعن الذي ساعد في تكوين طريقة ومضمون الأداء الذي ميز التجربة، يتحدث محمود ميكري عن انتقال العائلة من وجدة إلى الرباط، في بداية الستينيات، الشيء الذي مكنها من هامش للاختيار ما بين الشرق والغرب والتراث الموسيقى المغربي؛ مع إشارته إلى أن الرباط كانت وقتها عاصمة إدارية وثقافية وفنية، بحكم أن الإذاعة الوطنية كانت نافذة يطل من خلالها الفنانون على الجمهور. يقول: "في وجدة، كان هناك الطرب الغرناطي، كما كان هناك إعجاب بالمشرق العربي، ممثلا في عبد الحليم حافظ والإخوان رحباني، الذين عملوا على تقديم سامفونية عربية، بل ربما أمكن تشبيهنا بالإخوان رحباني، لكن بأغاني قصيرة. في نفس الوقت، كانت مرحلة الستينيات والسبعينيات، وحتى الثمانينيات، تؤرخ لنهضة شبابية وغنائية عالمية تجسدت في "البيتلز" و"كات ستيفنسن" و"إلفيس برسلي" و"بوب دايلن" وغيرهم، ممن وصلنا تيارهم، فتساءلنا لماذا لا تكون الأغنية المغربية عالمية وبنفس المستوى. نحن اقتبسنا من التراث ومن الشرق والغرب".من جهته، تحدث حسن ميكري عن فرادة وقيمة التجربة التي أطلقها رفقة شقيقه محمود، قبل أن يلتحق بهما كل من جليلة ويونس، وعن كل تلك المجموعات الغنائية التي ظهرت في الستينيات، ذاكراً بالإسم "توبقال" و"الرولزس" و"الأنامل الذهبية"، مشيرا إلى أن مجموعة "الإخوان ميكري" ظهرت، في بداية الستينيات، بلون موسيقي مختلف على مستوى الألحان؛ وهي المسألة التي قال إنه قد ساهم فيها، إلى جانبه على مستوى الألحان، كل من محمود ويونس الذي قال عنه إنه أعطى للأغنية الميكرية بعدا عالميا من خلال أغنيته الشهيرة "ليلي طويل"، التي ستفوز بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا.يتوسع محمود ميكري في الحديث عن بداية ستينيات القرن الماضي، على المستوى الموسيقي، محليا، فيقول: "كان انتشار الأغنية المغربية محدوداً ومحصوراً في الإذاعة. وكان هناك مناخ موسيقي ينتصر لنمط من الغناء تأثر بالمدرسة المصرية في الموسيقى والطرب، وهو ما تجسد بشكل واضح في الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي توجوه عميداً للأغنية المغربية بأداء وألحان "سنباطية". كلامي لا يدل، هنا، على رغبة في التنقيص من قيمة أغنية الستينيات، كما أني لست ضد الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي بذل جهداً كبيراً، في سبيل تطوير الأغنية المغربية العصرية، إذ يتوجب علينا أن نتذكر، في سياق الحديث عن مرحلة الستينيات، أغاني متميزة مثل "الدار اللي هناك" و"القمر الأحمر"، وغيرها. فقط، ما كان على هذا النمط العصري من الغناء أن يفرض على كل المغاربة. أما، نحن، فحين فكرنا في شكل الغناء اخترنا ما يرافق الأجيال والحساسيات الفنية حتى بعد مرور أربعين سنة، أو أكثر.تجربة الإخوان ميكري، حاولت أن تكسر من نمطية الأداء والتوجه الموسيقي السائد، آنذاك. بعد ذلك، زالت العقدة، لتخرج فرق ومجموعات أخرى، كل واحدة صارت تغني بنبرات خاصة بها، لتبرز وتشتهر مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"لمشاهب" و"أوسمان" و"إزنزارن" و"إيمازيغن"، وغيرها، تعبيراً عن رغبة في نهضة موسيقية شعبية. لكن، تبقى الإشارة، هنا، إلى أن ظهور هذه الفرق والمجموعات الغنائية، لم يكن دليلا على انهزام نمط معين من الغناء، بل اختيارا حرا للتعبير عن أفكار وقناعات أخرى، راودت جيلا شابا كانت له همومه واختياراته الخاصة. نحن حاولنا تقديم أغنية مغربية لها مواصفات عصرية، انطلاقا من المغرب، مع الإشارة إلى أنه كان يحدث أن تأتينا دعوات من مهتمين وعارفين بميدان الغناء للاستقرار بمصر، مثلا. وأذكر مرة أن أحد المصريين، ممن التقيناهم بالجزائر، حيث كنا في جولة فنية، اقترح علينا الانتقال إلى مصر، قائلا إنه يمكننا أن نغني، هناك، ضمن ظروف متميزة واهتمام كبير. ويمكن القول، إن المصريين كان عندهم شعور بقيمة تجربتنا وبالمزاحمة التي يمكن أن نخلقها لمدرستهم في الغناء، ولذلك حاولوا احتضاننا. المفارق، أن ما رفضناه في الستينيات والسبعينيات صار، اليوم، غاية وهدفا لكثير من شبابنا وفنانينا".قضايا الأمة والوطنلا شك أن مجموعة "الإخوان ميكري"، التي قدمت أعمالا فنية متفردة، من قبيل "قالو لي نساها" و"صبار" و"حورية" و"لن يسمح قلبي" و"يا مرايا" و"هي سمرة" و"جرحونا" و"دام ديرام دام" و"ليلي طويل" و"شعلتيها نار" والهارب" و"مغروم" و"هذا أنا" و"ياما"، تتم استعادتها بكثير من العشق والحنين، تميزت، أيضا، باقتراح مضامين أخرى مختلفة عبرت عن الهواجس الفردية والجماعية، فيما تساير التحولات التي عاشها المغرب، في أبعادها الوطنية والقومية والكونية. يقول محمود ميكري: "غنينا للقدس ولإفريقيا، ومختلف القضايا الوطنية والمغاربية والعربية. هناك، مثلا، أغنية أعطيناها عنوان "المغرب العربي"، وهي من كلمات محمد يحياوي، غنيناها، نحن "الإخوان ميكري"، مجتمعين، بمناسبة اجتماع القادة المغاربيين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي بمدينة مراكش. كما أننا، غنينا للقضية الفلسطينية، ومن ذلك أغنية تقول في بعض كلماتها: "القدس لينا وكـتـْـشوف فينا / وفلسطين كـتـْـنادينا / ياشباب هيا بنا ...".أيضا، هناك أغنية "دار جـْـدودنا"، وهي من كلمات الشاعر التونسي منصف غشام. غنينا، أيضا، لقضايا الوطن، ومن ذلك أغنية "شمس الوطن"، التي هي من ألحاني ومن كلمات المرحوم محمد الزياتي الإدريسي، وقد سجلت بمناسبة المسيرة الخضراء، وقد أدتها المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني، ومن كلماتها: "الله الله ... الله أكبر / شمس الوطن بـْـدات تبان / فـْـعيون الشعب نـْـسا ورْجال / الله أكبر...". بل، حتى أطفال المغرب كان لهم نصيب من تجربتنا، ومن ذلك أغنية "عندي بابا عندي ماما / ديما معايا حتى فْ النوم"، التي هي من ألحاني".

عبد الكبير الميناويشكلت تجربة "الإخوان ميكَري"، في شكلها وتوجهها الفني، إضافة مميزة وتنويعا جميلا في مسار المجموعات الغنائية التي ميزت المشهد الغنائي لمغرب ما بعد الاستقلال. هي تجربة فنية متميزة، لكنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام، تحقق بعضها وأجهض بعضها الآخر. تجربة يشدد كثيرون، في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة المتتبع، على أنها لم تـُـستثمر بالشكل المطلوب، هي التي جاءت اختيارا موسيقيا راقيا واجتهادا مغايرا للمناخ الموسيقي السائد، في زمن كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين موسيقى الشرق ورياح الغرب.وتنقل حكاية "الإخوان ميكَري"، التي انطلق مسارها الغنائي في بداية ستينيات القرن الماضي، لحكاية فنية حاول من خلالها كل من محمود وحسن، ثم جليلة ويونس، أن يضيفوا شيئا وأن يجتهدوا تأكيدا للمسار وإنجاحا للاختيار.انطلقت التجربة بمحمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في منتصف الستينيات، ويلتحق بالثلاثة، في مطلع السبعينيات، شقيقهم الرابع، يونس، لتكتسب المجموعة شهرة تخطت حدود المغرب، قبل أن يتراجع الحضور الجماعي ويتفرق الجهد الفني في أعمال فردية أكدت المؤهلات الفردية لأعضائها، وهي تلامس السينما والكتابة والتشكيل والغناء الموسيقى التصويرية، وغيرها.تجربة غنيةقبل سنوات قليلة، كنت دونتُ جانباً من حكاية "الإخوان ميكَري"، مجسدة في محمود وحسن وجليلة ويونس. حوارات اختلطت فيها الذكريات الخاصة بالقناعات والاختيارات الفنية، في ارتباط بجزء مهم من تاريخ البلد والمنطقة المغاربية، انطلاقاً من خمسينيات وجدة، وصولاً إلى ستينيات الرباط، وما تلاها.في حديثهم عن تجاربهم الفردية والجماعية، بدا كل فرد من هذه المجموعة الغنائية، التي أمتعت أجيالا من المغاربة، خزانا من الذكريات والأحداث والقناعات، بشكل ينقل لقيمة وتفرد مجموعة فنية كان لها سبق التميز والتألق في اقتراح لون موسيقي مختلف، في مغرب ستينيات القرن الماضي، خلف لعشاق الفن الجميل عشرات الأغاني، التي بقدر ما أغنت ريبرتوار الموسيقى المغربية، وصل الإعجاب بها من طرف عدد من فرق وفناني الشرق والغرب حد "السطو" عليها.حكم الزمنفي الوقت الذي يرى فيه بعض المهتمين بتاريخ المجموعات الغنائية في المغرب أن "تجربة "الإخوان ميكَري" سبقت زمنها"، وأن المجموعة كانت "ضحية مجيئها في غير وقتها"، يصر المعنيون بالأمر على خلاف ذلك. بالنسبة ليونس ميكري، فـ"التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه. من عادة المبدع أن يأتي في غير الزمن المنتظر. كما أن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال"؛ قبل أن يتابع: "نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حين أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة".من جهته، يقول محمود ميكري، متفقا مع كلام شقيقه الأصغر: "لم نذهب ضحية عصرنا. لو لم نأت في ذلك الوقت لما كنا نموذجا موسيقيا للشباب المغربي فيما بعد. نحن جئنا في وقتنا. كنا نعيش عصرنا، وهو عصر لمعت فيه فرق شهيرة وفنانون متميزون عبر العالم. نحن نموذج لتفكير شبابي مغربي أراد أن يكون ابن زمنه، وربما تقدمت أكثر، فقلت إن ظهور "الإخوان ميكري" فتح الباب أمام التجارب والمجموعات الغنائية لكي تبرز في الساحة، فنحن فتحنا أعين عدد من الفنانين المغاربة على حقيقة أن تواجد ثلاثين فردا ليس شرطا للغناء، وأن كل التعقيدات التي ظلت ترافق النمط العصري الستيني، لا ينبغي أن تشكل شرطا تعزيزيا أمام الفنانين الذين يحملون رغبات تعبيرية مغايرة، من حيث العمق والشكل الفني، الشيء الذي تأكد مع ظهور مجموعات رائدة ومتميزة، مثل "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وغيرهما. لقد شكل حضورنا الفني اندفاعاً متقدما للتفكير في انطلاقة مغايرة وجديدة للأغنية المغربية نحو آفاق أخرى. اشتغلنا بآلات غربية. وقد كان استعمالنا لهذه الآلات حقاً ولم يكن انسلاخاً عن هويتنا، كما اعتقد البعض. إذ، كيف نستفيد مجتمعيا من آخر الصيحات والمنتجات الصناعية والتكنولوجية، ونمنع ذلك على الفنانين؟".ما بين وجهة نظر المتتبعين وقناعة المعنيين بالأمر، هل علينا أن "نحاكم" المبدع، لأنه اقترح علينا إبداعا خرج به عن مألوف زمنه، أم "نلوم" المتلقي الذي، ربما، لم يعرف كيف يساير أو يدرك قيمة ما اقترح عليه من جديد فني وأدبي؟ ألم يتكرر حدوث مثل هذا الأمر عبر التاريخ؟ ألم يحدث هذا مع فينسنت فان غوغ، بالشكل الذي اختصره مشهد في فيلم "عند بوابة الخلود"، لمخرجه جوليان شنايبل وبطولة ولييم دافوي، والذي توفق في رسم سيرة لهذا الفنان الهولندي الذي لم يجد، تقريبا، من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية؟ في هذا المشهد المؤثر والمعبر، من فيلم "عند بوابة الخلود"، لم يجد فينسنت فان غوغ، إلا أن يرد على من انتقص من قيمة أعماله وتميز رسوماته، بالقول: "لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر".أيام وجدةفي لقاءاتك به، يستعيد محمود ميكري طفولته بوجدة، وهي طفولة كانت مليئة بكثير من الذكريات والمواقف والأحداث. يتذكر خمسينيات وجدة والعلاقة التي ربطت سكان وجدة والجزائريين، أيام النضال المشترك ضد الاستعمار، فيقول: "في وجدة، لا يوجد بيت لم يرتبط، تقريبا، بعلاقة نسب مختلط بين المغاربة والجزائريين، ولذلك لم يدخل في بال وعقول الوجديين أن يصير هناك فرق بين مغربي وجزائري. المؤسف أن هذا كله لم يبرز إلا مع أيام الاستقلال، حيث ذهبنا ضحية الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأنا أرى أن الفضل الكبير في استقلال الجزائر يعود إلى المغرب، وذلك لم يكن منة، بل واجب أخوة وجوار".يتذكر محمود ميكري كيف أن عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، كان واحدا من بين ثلاثة نفذوا في حقه عقوبة "الفلقة" أيام "المْسيد" والطفولة، وذلك بأمر من "الفْقيه" فيقول: "أسترجع هذه الذكرى في علاقة بالثانوية العصرية التي كنت أدرس بها. يحدث للطفل الصغير ألا ينسى من كان سببا في عقوبة ألحقت به، إذ تبقى صورة ذلك الشخص عالقة ومرسومة في ذهنه وذاكرته. كان عبد العزيز بوتفليقة، وقتها، في الباكالوريا، وكنت أنا في السنة الثانية، التي درست خلالها تاريخ وشخصية نابليون بونابرت، مما جعلني أقارنه بعبد العزيز بوتفليقة. كان نابليون بونابرت قصير القامة، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة. نابليون بونابرت اشتهر بانعزاليته، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحجم عن مخالطة الآخرين، وقت الاستراحة، مكتفيا بتأبط الكتب والجلوس وحيدا إلى شجرة معينة بالثانوية. بعدها، سمعنا، في الثانوية، أن "بوتفليقة اطلع للجبل"، وكان وقتها لم يكمل العشرينات بعد. "اطلع للجبل"، يعني أنه انخرط في المقاومة الجزائرية المسلحة، التي انخرط فيها كثير من الشباب المغاربة ضد فرنسا". ثم استدرك محمود، فقال: "من المعروف أن كثيرا من القياديين الجزائريين عاشوا في وجدة واختلطوا بناسها، حتى أن فرنسا تحدثت عن "الحكومة الوجدية"، قاصدة الحكومة التي ستقود الجزائر، فيما بعد".فضل البدايات يتحدث محمود ميكري عن بدايات التجربة، مرجعا الفضل إلى كل أفراد العائلة، حيث يقول: "نحن أبناء عائلة لها معرفة ودراية بالفن، وممارسة لآلة العود والطرب الغرناطي. والدي كان رساما وعازفا على آلة العود، لكنه كان يحصر موهبته بين أركان البيت. والدتي، أيضا، كان لها صوت جميل وعلاقة بالطرب الغرناطي، دون أن أنسى أننا ولدنا في وجدة، التي كانت الموسيقى فيها عادة وثقافة. أما البداية الحقيقية، على صعيد الممارسة، فانطلقت حين انتقلنا إلى الرباط، في بداية الستينيات، وقد كانت مع برنامج إذاعي اسمه "للشباب، فقط"، للإذاعي الكبير أحمد ريان، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في الغناء بين الشباب، حيث حصلنا على الجائزة الأولى على مستوى مدينة الرباط، فطلب منا ريان المشاركة في جولة فنية كمحترفين، وكانت تلك مناسبة سجلنا من خلالها مع الجوق الوطني أغنية "من يوم حبيتك"، التي تبقى أول أغنية في مسارنا الفني".من جهتها، تتذكر جليلة ميكري طفولتها وعلاقتها بوالدها والجو العائلي الذي تربى فيه "الإخوان ميكري"، فتقول: "كان الجو في منزلنا ممتعا للغاية. كان جوا فنيا بامتياز. أذكر أن والدي، حين كان يعود من عمله، يطلب مني أن أغني له أغنية "عايز جوباتك" لنجاح سلام. لاحقا سيقول كثيرون إن صوتي يشبه صوت فيروز، وكنت أرد بأني أغني فيروز، لكن بصوت جليلة. حين انتقلنا إلى الرباط، كنت في الـ 12 من العمر، وكان يحدث أن أردد بين الوقت والآخر أغاني فيروز وشادية وبعض الأغاني الهندية، قبل أن يقترح على محمود وحسن، في وقت لاحق، الانضمام إليهما ومصاحبتهما في الغناء. كانا قد انطلقا في الغناء قبل أكثر من سنتين من ذلك، خلال برنامج شبابي للتلفزة المغربية. كان محمود وحسن مجدان في دراستهما، لذلك ترك لهما والدي حرية ولوج عالم الفن والغناء. وأذكر أنه بكى من شدة الفرح، حين شاهدهما على شاشة التلفزة".تستحضر جليلة ميكري "ودّعته"، أول أغنية أدتها ذات سهرة على شاشة التلفزة المغربية. وعلى عكس موقفه من محمود وحسن، كان موقف الوالد رافضا لأن تغني جليلة أمام الجمهور، خصوصا بعد أن سمع في وجدة أن الناس انتقدت مرور فتاة وجدية على شاشة التلفزة لتغني وأن تتعاطى الفن والغناء. تقول جليلة ميكري: "لم يستسغ الوالد أن تكون عائلته مادة للقيل والقال، قبل أن يتدخل محمود ليقول له بأن جليلة لن تغني سوى رفقته وحسن. لاحقا، سأعتذر عن قبول عروض للتعامل مع أحمد الموجي وسيد مكاوي".هذا الالتزام بالغناء حصريا رفقة "الإخوان ميكري" لم يزعج يوما جليلة ميكري، التي تميزت بأغاني "ودعته" و"موعدي" و"علموك تحسب حساب" و"فْراق لحمام"، وغيرها، فضلا عن "لاتْكونْش أناني" و"نشَف الدمع"، لذلك قالت: "صارت تجربة "الإخوان ميكري" مدرسة بالنسبة لي. وصار لا يمكنني أن أترك هذه المدرسة، التي تربيت فيها لأذهب في اتجاه آخر. لم أرغب في أن أترك اسمنا الفني الذي كوناه لأنفسنا والشهرة والحب الذي وجدناه عند الجمهور المغربي. صار لنا شكلنا الفني الذي نتميز به. كنت أرى أن المغرب يمكن أن يكون نقطة انطلاق وشهرة، وأنه ليس ضروريا أن يهاجر الفنان إلى مصر وغيرها لكي يفرض ذاته وفنه".نهضة شبابيةعن الذي ساعد في تكوين طريقة ومضمون الأداء الذي ميز التجربة، يتحدث محمود ميكري عن انتقال العائلة من وجدة إلى الرباط، في بداية الستينيات، الشيء الذي مكنها من هامش للاختيار ما بين الشرق والغرب والتراث الموسيقى المغربي؛ مع إشارته إلى أن الرباط كانت وقتها عاصمة إدارية وثقافية وفنية، بحكم أن الإذاعة الوطنية كانت نافذة يطل من خلالها الفنانون على الجمهور. يقول: "في وجدة، كان هناك الطرب الغرناطي، كما كان هناك إعجاب بالمشرق العربي، ممثلا في عبد الحليم حافظ والإخوان رحباني، الذين عملوا على تقديم سامفونية عربية، بل ربما أمكن تشبيهنا بالإخوان رحباني، لكن بأغاني قصيرة. في نفس الوقت، كانت مرحلة الستينيات والسبعينيات، وحتى الثمانينيات، تؤرخ لنهضة شبابية وغنائية عالمية تجسدت في "البيتلز" و"كات ستيفنسن" و"إلفيس برسلي" و"بوب دايلن" وغيرهم، ممن وصلنا تيارهم، فتساءلنا لماذا لا تكون الأغنية المغربية عالمية وبنفس المستوى. نحن اقتبسنا من التراث ومن الشرق والغرب".من جهته، تحدث حسن ميكري عن فرادة وقيمة التجربة التي أطلقها رفقة شقيقه محمود، قبل أن يلتحق بهما كل من جليلة ويونس، وعن كل تلك المجموعات الغنائية التي ظهرت في الستينيات، ذاكراً بالإسم "توبقال" و"الرولزس" و"الأنامل الذهبية"، مشيرا إلى أن مجموعة "الإخوان ميكري" ظهرت، في بداية الستينيات، بلون موسيقي مختلف على مستوى الألحان؛ وهي المسألة التي قال إنه قد ساهم فيها، إلى جانبه على مستوى الألحان، كل من محمود ويونس الذي قال عنه إنه أعطى للأغنية الميكرية بعدا عالميا من خلال أغنيته الشهيرة "ليلي طويل"، التي ستفوز بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا.يتوسع محمود ميكري في الحديث عن بداية ستينيات القرن الماضي، على المستوى الموسيقي، محليا، فيقول: "كان انتشار الأغنية المغربية محدوداً ومحصوراً في الإذاعة. وكان هناك مناخ موسيقي ينتصر لنمط من الغناء تأثر بالمدرسة المصرية في الموسيقى والطرب، وهو ما تجسد بشكل واضح في الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي توجوه عميداً للأغنية المغربية بأداء وألحان "سنباطية". كلامي لا يدل، هنا، على رغبة في التنقيص من قيمة أغنية الستينيات، كما أني لست ضد الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي بذل جهداً كبيراً، في سبيل تطوير الأغنية المغربية العصرية، إذ يتوجب علينا أن نتذكر، في سياق الحديث عن مرحلة الستينيات، أغاني متميزة مثل "الدار اللي هناك" و"القمر الأحمر"، وغيرها. فقط، ما كان على هذا النمط العصري من الغناء أن يفرض على كل المغاربة. أما، نحن، فحين فكرنا في شكل الغناء اخترنا ما يرافق الأجيال والحساسيات الفنية حتى بعد مرور أربعين سنة، أو أكثر.تجربة الإخوان ميكري، حاولت أن تكسر من نمطية الأداء والتوجه الموسيقي السائد، آنذاك. بعد ذلك، زالت العقدة، لتخرج فرق ومجموعات أخرى، كل واحدة صارت تغني بنبرات خاصة بها، لتبرز وتشتهر مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"لمشاهب" و"أوسمان" و"إزنزارن" و"إيمازيغن"، وغيرها، تعبيراً عن رغبة في نهضة موسيقية شعبية. لكن، تبقى الإشارة، هنا، إلى أن ظهور هذه الفرق والمجموعات الغنائية، لم يكن دليلا على انهزام نمط معين من الغناء، بل اختيارا حرا للتعبير عن أفكار وقناعات أخرى، راودت جيلا شابا كانت له همومه واختياراته الخاصة. نحن حاولنا تقديم أغنية مغربية لها مواصفات عصرية، انطلاقا من المغرب، مع الإشارة إلى أنه كان يحدث أن تأتينا دعوات من مهتمين وعارفين بميدان الغناء للاستقرار بمصر، مثلا. وأذكر مرة أن أحد المصريين، ممن التقيناهم بالجزائر، حيث كنا في جولة فنية، اقترح علينا الانتقال إلى مصر، قائلا إنه يمكننا أن نغني، هناك، ضمن ظروف متميزة واهتمام كبير. ويمكن القول، إن المصريين كان عندهم شعور بقيمة تجربتنا وبالمزاحمة التي يمكن أن نخلقها لمدرستهم في الغناء، ولذلك حاولوا احتضاننا. المفارق، أن ما رفضناه في الستينيات والسبعينيات صار، اليوم، غاية وهدفا لكثير من شبابنا وفنانينا".قضايا الأمة والوطنلا شك أن مجموعة "الإخوان ميكري"، التي قدمت أعمالا فنية متفردة، من قبيل "قالو لي نساها" و"صبار" و"حورية" و"لن يسمح قلبي" و"يا مرايا" و"هي سمرة" و"جرحونا" و"دام ديرام دام" و"ليلي طويل" و"شعلتيها نار" والهارب" و"مغروم" و"هذا أنا" و"ياما"، تتم استعادتها بكثير من العشق والحنين، تميزت، أيضا، باقتراح مضامين أخرى مختلفة عبرت عن الهواجس الفردية والجماعية، فيما تساير التحولات التي عاشها المغرب، في أبعادها الوطنية والقومية والكونية. يقول محمود ميكري: "غنينا للقدس ولإفريقيا، ومختلف القضايا الوطنية والمغاربية والعربية. هناك، مثلا، أغنية أعطيناها عنوان "المغرب العربي"، وهي من كلمات محمد يحياوي، غنيناها، نحن "الإخوان ميكري"، مجتمعين، بمناسبة اجتماع القادة المغاربيين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي بمدينة مراكش. كما أننا، غنينا للقضية الفلسطينية، ومن ذلك أغنية تقول في بعض كلماتها: "القدس لينا وكـتـْـشوف فينا / وفلسطين كـتـْـنادينا / ياشباب هيا بنا ...".أيضا، هناك أغنية "دار جـْـدودنا"، وهي من كلمات الشاعر التونسي منصف غشام. غنينا، أيضا، لقضايا الوطن، ومن ذلك أغنية "شمس الوطن"، التي هي من ألحاني ومن كلمات المرحوم محمد الزياتي الإدريسي، وقد سجلت بمناسبة المسيرة الخضراء، وقد أدتها المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني، ومن كلماتها: "الله الله ... الله أكبر / شمس الوطن بـْـدات تبان / فـْـعيون الشعب نـْـسا ورْجال / الله أكبر...". بل، حتى أطفال المغرب كان لهم نصيب من تجربتنا، ومن ذلك أغنية "عندي بابا عندي ماما / ديما معايا حتى فْ النوم"، التي هي من ألحاني".



اقرأ أيضاً
عزيز حطاب يكشف لـ”كشـ24″ سر نجاح “بين القصور” ويفصح عن جديده الفني
يتناول مسلسل "بين القصور" العمل الدرامي الذي يبث بشكل على قناة MBC5، قصة حي عريق في مدينة الدار البيضاء يسمى “بين القصور”، حيث خرجت منه شخصيات وازنة في مجالات متعددة، على غرار الحي المحمدي الذي كان شاهدا على ميلاد نخبة من مشاهير المغرب قبل أن يتحول بعد توالي السنين إلى مرتع للمنحرفين والخارجين عن القانون، وكتبت بشرى مالك سيناريو هذا المسلسل، وشارك في صناعته نخبة من النجوم المغربيين، منهم عزيز حطاب ومحمد خييي والسعدية لديب وهدى الريحاني وسعد موفق وفرح الفاسي وأنس بسبوسي، وآخرون، وأشرف على إخراج المسلسل هشام الجباري وإنتاج فاطنة بنكيران عن شركة سبيكتوب. وفي تصريح خص به الفنان عزيز حطاب موقع "كشـ24"، قال أن دور الطبيب الهادئ الذي يتعامل مع جميع ساكنة الحي بطيبوبة واحترام، ويخدم الجميع على حد سواء، وجد في نفسه باعتباره ابن المدينة القديمة بالدار البيضاء، ولكونه عاش وترعرع في حي أنجب الكثير من الأطباء والأساتذة ومهنيي القضاء والأطر العليا، بالإضافة إلى الفنان والمغنيين والرياضيين أيضا، والدور الذي لعبته في المسلسل وجدت في نفسي وقمت بتشخيصه. وأشار حطاب، أن مخرج مسلسل "بين القصور" وكاتبة السيناريو، حاولوا إرسال الكثير من الرسائل للمتفرج عن طريق مجموعة من المشاهد التي تسلط الضوء على مجموعة من القضايا المجتمعية، وأول هذه الرسائل هي أن مسؤولية أحيائنا تقع علينا جميعا، وعلى سكان الأحياء أن يحاربوا الظواهر والممارسات الغير قانونية واللاأخلاقية في حيهم، وهذا هو سبب نجاح هذا العمل الفني الدرامي. وأفصح عزيز حطاب، عن موعده مع الجمهور مباشرة بعد شهر رمضان من خلال فيلم سينمائي "اللي طرا فمراكش يبقا فمراكش"، من إخراج سعيد خلاف وبطولة عزيز حطاب ورفيق بوبكر وفاتي جمالي وآخرون، حيث يحمل الفيلم طابعا كوميديا ويبعث رسائل اجتماعية ومواضيع مستوحاة من دراسات في علم النفس وعلم الاجتماع، وجرى تصوير مشاهد الفيلم بمدينة مراكش.
ثقافة-وفن

تعيين المدير الجديد لـ “ISMAC” يثير الجدل ومطالب بتصحيح الوضع
تعيين المدير الجديد لمهن السمعي البصري والسينما يعود إلى شتنبر 2023، لكنه لا يزال يثير الجدل، وهناك أصوات ارتفعت للمطالبة بتدخل وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد لتصحيح الوضع. التعيينات في مناصب مديري مؤسسات التعليم العالي غير التابعة للجامعة تعد مناصب عليا يتم التداول في شأنها بمجلس الحكومة، طبقًا للفصل 92 من الدستور والقانون التنظيمي رقم 12-02 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا، تطبيقًا لأحكام الفصلين 49 و92 من الدستور. لكنه في حالة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، تم تعيين المدير الجديد دون أن يتم التعيين بموافقة مجلس الحكومة. البرلمانية فاطمة التامني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي اعتبرت بأن التعيين يتنافى مع مضامين الفصل 92 من الدستور والقانون التنظيمي 02-12، اللذين ينصان على مبدأ تكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية والمساواة كمعايير للتعيين في المناصب العليا. وقالت إن التعيين تم في غياب تام لمشروع تطوير المعهد الذي ينص عليه القانون 01-00، مما يشكل خرقًا تامًا لمبدأ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ثقافة-وفن

أحمد نتاما يكشف لـ”كشـ24″ تفاصيل حصرية بخصوص “بابا علي”
نجح المسلسل التلفزيوني "بابا علي" في تحقيق نسب مشاهدة عالية خلال عرضه على القناة الأمازيغية في كل شهر رمضان خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تفوقه على مستوى عدد المشاهدات على مستوى موقع "يوتوب". وتدور أحداث مسلسل "بابا علي" حول رجل بسيط في علاقته بمحيطه العائلي والمجتمعي، داخل قرية أمازيغية، ترصد غنى الطبيعة والتراث المغربي الأمازيغي، حيث يناقش المسلسل مواضيع درامية عديدة بالاعتماد على أسلوب مشوق وحبكة درامية مميزة وتصوير رائع، إذ تعكس أحداثه العلاقات الإنسانية والاجتماعية في المجتمع الأمازيغي. ويقدم المسلسل عددا من المواضيع الدرامية، اعتمادا على أسلوب مشوق وحبكة درامية مميزة وتصوير رائع، برز في كافة أجزائه الأربعة، وهو ما جعله يحقق متابعة جماهيرية واسعة. وفي اتصال هاتفي لـ"كشـ24"، ببطل المسلسل وكاتب السيناريو أحمد نتاما، قال أن الجزء الرابع من مسلسل "بابا علي" هو عمل درامي تحدث عن الكثير من القضايا التي تهم المجتمع والإنسان بصفة عامة، وسيناريو هذا العمل الفني مستوحى من التقاليد والعادات والثقافة الأمازيغية بصفة عامة، وهو عمل موجه للجمهور الأمازيغي والعربي أيضا، لأن المغاربة الذين لا يتكلمون الأمازيغية أصبحوا بدورهم يشاهدون هذا العمل ويتتبعونه. وشيَّد أمازال بالعمل الاحترافي الذي قامت به شركة الإنتاج، من أجل تقديم عمل فني أمازيغي يرقى إلى تطلعات المشاهد الأمازيغي والمغربي بصفة عامة، ويفصح "بابا علي" على أجواء التصوير التي اعتبرها بالمضحكة والتي اتسمت بروح التعاون والتفاهم بين كافة أفراد الطاقم، حيث أن المسلسل خلق المتعة للممثلين أولا ثم تم تقاسمه مع الجمهور ليستمتع هو الآخر بدوره. وعبر "بابا علي" عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي لقيه الجزء الرابع من المسلسل، والذي يعكس تقدير الجمهور للعمل الفني والجهود المبذولة من قبل الفريق الإنتاجي والفني، وفرح بتلقي الكثير من المكالمات من طرف جمهور المسلسل العريض، الشيء الذي اعتبره أحمد نتاما شرف له وتكليف من أجل بدل الكثير من المجهودات لتقديم أعمال فنية جديدة بنفس المستوى أو أحسن. وأفصح السيناريست أحمد نتاما، عن استعداده لكتابة الجزء الخامس من السلسلة، وعن توفر الأفكار والمشاهد في مخيلته، لكن القرار في صناعة وإنتاج الجزء الخامس يرجع إلى القناة الثامنة، لأنها هي من تتكلف بإنتاج هذا العمل الدرامي الامازيغي، وحين سأتوصل بالموافقة من لدن القناة سنشرع في كتابة الجزء الخامس وتصويره، ونضرب بذلك موعدا جديدا مع الجمهور الأمازيغي في رمضان المقبل.
ثقافة-وفن

بوطازوت تعرب عن سعادتها بنجاح سلسلة “أولاد ايزة”
عبرت الفنانة دنيا بوطازوت في تصريح لها، عن سعادتها البالغة بالاستجابة القوية التي نالتها سلسلة “ولاد إيزة”، التي تُعرض حالياً خلال شهر رمضان على القناة الأولى المغربية، وأكدت بوطازوت أن هذا التفاعل الكبير يعكس تقدير الجمهور للعمل الفني والجهود المبذولة من قبل الفريق الإنتاجي والفني. وتشيد بوطازوت بالتفاعل الإيجابي الذي لاقته السلسلة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الفنية، معربة عن سعادتها الكبيرة بالتأثير الإيجابي الذي أحدثته الأحداث الكوميدية في نفوس المشاهدين. وتؤكد بوطازوت تطلعها لمزيد من النجاحات والتحديات الفنية في المستقبل، مُؤكدة على استعدادها للاستمرار في تقديم الأعمال المميزة التي تلامس قلوب الجمهور وتُسلط الضوء على القضايا الاجتماعية بروح الفكاهة والطرافة.
ثقافة-وفن

الكشف عن مشاريع الأفلام المستفيدة من دعم الأعمال السينمائية
كشفت لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية، التي عقدت دورتها الأولى برسم السنة الجارية من 10 إلى 18 مارس، عن مشاريع الأفلام الروائية المرشحة للاستفادة من الدعم قبل الإنتاج برسم سنة 2024. وذكر بلاغ للمركز السينمائي المغربي، أنه في ما يخص الأفلام الروائية المرشحة للاستفادة من الدعم قبل الإنتاج، تدارست اللجنة، خلال هذه الدورة، 53 مشروع فليم روائي طويل، و (06) ستة مشاريع أفلام قصيرة، و(08) مشاريع أفلام وثائقية، و(08) مشاريع سيناريو مرشحة لدعم كتابة السيناريو. كما تدارست اللجنة فيلمين وثائقيين بعد الإنتاج، و 26 مشروع فيلم وثائقي قبل الإنتاج، تهم التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني.وأوضح البلاغ أنه في ما يخص التسبيق على المداخيل قبل الإنتاج بالنسبة للأفلام الروائية، قررت اللجنة منح مبلغ 6 ملايين درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل ” 18JOURS “، سيناريو مختار عيش، وإخراج المهدي سويسي، والذي قدمته شركة -RANI VISION، و 4 ملايين درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل DERRIERE LES PALMIERS / BEHIND THE PALM TREES ، سيناريو وإخراج مريم بنمبارك، والمقدم من قبل شركة AGORA FILMS ، إضافة إلى مبلغ 3 ملايين و 700 ألف درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل “MAYYAL “، سيناريو محمد بوهاري، وإخراج سعيد خلاف، والمقدم من شركة PRO SAKIA. كما تقرر منح مبلغ 3 ملايين و 400 ألف درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل ” ELDORADO” ، سيناريو وإخراج علاء الدين الجم، والمقدم من شركة LE MOINDRE GESTE، ومبلغ 3 ملايين درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل ” FATWA”، سيناريو إبراهيم هاني، وإخراج محمد البدوي، والمقدم من شركة APOSTROPHE FILMS ، ومبلغ 3 ملايين درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل “TAOURAS /التورس ” عن سيناريو لـمنير نجيب، وإخراج ربيع الجوهري، والمقدم من شركة IBDAA LAAYOUNE PRODUCTION كما تم منح مبلغ مليونين و500 ألف درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل ” PHÉNOMÈNE ، سيناريو محمد لمويسي، وإخراج نور الدين دوكنة، والمقدم من شركة DOUG PICTURES ،إضافة إلى منح مبلغ مليونين و500 ألف درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل الخطابة / KHATABA ، سيناريو لعبد المولى التركيبة، وإخراج عبد الله توكونا، والمقدم من شركة NASSCOM في سياق متصل، تم منح مبلغ مليون درهم لمشروع الفيلم الوثائقي L ‘INDEPENDANCE De “L’ALGERIE : UNE CAUSE MAROCAINE ، سيناريو لحميد خباش، وإخراج حسن البوحروتي، والمقدم من شركة NETPROD. وبخصوص دعم إعادة كتابة السيناريو، قررت اللجنة منح مبلغ 100 ألف درهم لمشروع الفيلم الروائي الطويل “تفردوست”، سيناريو محمد منصف القادري، وإخراج أيوب المحجوب، والمقدم من قبل شركة HANANE FILMS AGENCY وفيما يتعلق بدعم كتابة السيناريو، قررت اللجنة منح 100 ألف درهم لمشروع سيناريو الفيلم الروائي الطويل LES AMES SUSPENDUS، للسيناريست أيوب لحنود، والمقدم من شركة SEVEN SHOTS، و100 ألف درهم لمشروع سيناريو الفيلم الروائي الطويل ” SINGULAR HEART BEAT، سيناريو هشام عيوش، والمقدم من شركة PRESIDENT PRODUCTION، وكذا 100 ألف درهم لمشروع كتابة الفيلم الروائي الطويل بعنوان LA PUNITION ، سيناريو إسماعيل فروخي، والمقدم من شركة IFFILMS PRODUCTION وبخصوص الأفلام الوثائقية حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، تم منح مبلغ 900 ألف درهم ، في إطار التسبيق على مداخيل بعد الإنتاج، للفيلم الوثائقي بعنوان MEMOIRE LA PAZ ، من إخراج أحمد زركان، والذي قدمته شركة ZARMEDIA ، ومبلغ 900 ألف درهم للفيلم الوثائقي DERRIERE LE VOILE DU DESERT، من إخراج عبد العزيز خوادير، والذي قدمته شركة MISOMEDIA وفي نفس هذا الصنف من الأفلام، قررت اللجنة، في إطار التسبيق على المداخيل قبل الإنتاج، منح مبلغ مليون درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان MOUNJE /أمنج”، سيناريو وإخراج سيدي محمد الدريسي، والمقدم من قبل شركة SAHARINA PRODUCTION ، ومبلغ مليون درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان AMAYNATE/ أميناط ، الذي قدمته شركة SOCIÉTÉ DE PRODUCTION AUDIOVISUELLE DU SUD ، إخراج محمد فاضل الشيخ ماء العينين، وسيناريو خطاري المجاهدي. وفي نفس الإطار، تم منح مبلغ مليون درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان “رحلة الموسيقى” ، إخراج ALI OUALDAHk k وسيناريو BRAHL ZAROUALI ، والمقدم من قبل شركة NETWORK FILM AGENCY، ومليون درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان COLORS AND WAVES/ ألوان وأمواج ، من إخراج محمد أسناد، وسيناريو أباشخ بعلي، والمقدم من شركة SADA FILM k ، ومليون درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان AMARZ /آمرز ، من إخراج هشام إبراهيمي، وسيناريو فاطمة الزهراء موهيمي، والمقدم من قبل شركة SOUHAILA MEDIA. أما في ما يتعلق بدعم إعادة كتابة السيناريو، فقد تم منح مبلغ قدره 100 ألف درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان “تيرس وغْنَاهَا” ، من إخراج محمد مروان كمال وسيناريو BABA ALLIH ، والمقدم من شركة ABBAD FILM AGENCY ، وكذا 100 ألف درهم لمشروع الفيلم الوثائقي بعنوان ATRANGUI من تقديم شركة DCHIRA VISION ، وسيناريو وإخراج MINA HANYANE. وقد انعقدت هذه اللجنة ، التي ترأستها بهاء الطرابلسي، بحضور بوشرى بولويز، وسناء غواتي، وجيهان بوكرين، والسعدية عطاوي، ولطيفة مفتقر وخديجة فضي، وحسن الشاوي، وعبد الله أبو عوض، والمعطي قنديل وسعيد زربيع.
ثقافة-وفن

ماجدولين الإدريسي تكشف لـ”كشـ24″ عن سعادتها بنجاح “جوج وجوه”
يسلط مسلسل "جوج وجوه" الضوء على ظاهرة التسول، التي أصبحت مهنة لعدد من الأشخاص، الذين يكسبون أموالا مهمة عن طريقها، ويكشف هذا الأخير، حقائق حول “مافيات التسول” الذين يوهمون المواطنين بإصابتهم بعاهات مستديمة أو أمراض مستعصية، كما يتعمدون استغلال رضع وأطفال لتحقيق أكبر الأرباح. وحاول المسلسل في مجموعة من المشاهد فضح لجوء هذه المافيات إلى طرق وأساليب احتيالية للنصب على المواطنين وسلبهم مبالغ مالية كبيرة، حيث حظي المسلسل منذ عرض حلقاته الأولى، بإشادة وتنويه كبيرين من قبل المشاهدين، على اعتبار أنه يتناول ظاهرة اجتماعية مهمة وفي قالب درامي مميز. وفي هذا الصدد، أعربت ماجدولين الإدريسي في تصريح لها لـ"كشـ24"، عن سعادتها البالغة بالاستجابة القوية التي نالها العمل الفني الدرامي "جوج وجوه"، والمسلسل يتحدث عن ممتهني مهنة التسول بالشارع العام، الذين يستغلون عواطف الناس وطيبوتهم، والمسلسل تعمد في مشاهده إظهار الجانب المظلم من شخصية المتسولين الذين تعج بهم شوارعنا المغربية. وتضيف حسناء الشاشة المغربية، إن الفضل في نجاح هذا العمل الدرامي يرجع إلى احترافية المشخصين، كدنيا بوطازوت وعزيز داداس، سحر الصديقي، طارق البخاري، و"وينزة"، وكشفت الادريسي عن أجواء تصوير المسلسل التي وصفتها بالرائعة والمريحة بالنسبة للممثلين والطاقم الإداري لـ"جوج وجوه". ووصفت المتحدثة في نهاية حديثها، أجواء الاشتغال مع شركة الإنتاج "إيماج فاكتوري"، وكأنها تشتغل في جو عائلي تطغى عليه قيم التفاهم والانسجام بين جميع الأطقم في استوديو التصوير، بالإضافة عمل الشركة على توفير كافة الوسائل والإمكانات التي من شأنها أن تجعل الممثل يعمل في ظروف ملائمة. وتؤكد الادريسي، تطلعها لمزيد من النجاحات والتحديات الفنية في المستقبل، مؤكدة على استعدادها للاستمرار في تقديم الأعمال المميزة التي تلامس قلوب الجمهور وتسلط الضوء على القضايا الاجتماعية.
ثقافة-وفن

الصحافية والسيناريست والممثلة فاطمة الوكيلي في ذمة الله
توفيت صباح اليوم الثلاثاء 26 مارس الجاري، الصحافية وكاتبة السيناريو والممثلة فاطمة الوكيلي، بعد صراع طويل مع مرض السرطان. واشتغلت الراحلة صحافية بإذاعة ميدي 1 قبل أن تنتقل للعمل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ثم بالقناة الثانية. وفي السينما، استهلت الوكيلي تجربتها بكتابة حوار لفيلم تلفزي "الصفحة الأخيرة" من إخراج جيلالي فرحاتي سنة 1985، قبل أن تعمل على كتابة سيناريوهات وحوارات مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزية المغربية من بينها "نساء ونساء"، "عطش" و"الإسلام يا سلام" لسعد الشرايبي، "عود الورد" للحسن زينون، "فيها الملحة والسكر ومابغاتش تموت" لحكيم النوري وغيرها. وسجلت حضورها في عدة أفلام بأدائها لمجموعة من الأدوار التمثيلية، من ذلك دورها في "باب السما مفتوح" (1986)، و"الدار البيضاء يا الدار البيضاء" (2002) و"كيد النسا"(2005) لفريدة بنليزيد، "شاطئ الأطفال الضائعين" (1991)، و"ذاكرة معتقلة" (2003) للجيلالي فرحاتي، و"الصمت" لمصطفى الدرقاوي. شاركت فاطمة الوكيلي في العديد من لجن التحكيم في مهرجانات سينمائية وطنية ودولية، كما ترأست لجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني سنة 2019 2020.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 28 مارس 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة