سياسة

استثناء المغرب من جولة بن سلمان.. أزمة صامتة؟


كشـ24 نشر في: 4 ديسمبر 2018

يثير استثناء المغرب من جولة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تساؤلات عن احتمال وجود "أزمة صامتة" بين الرباط والرياض تعكسها مؤشرات عديدة.خبير مغربي اعتبر أن هذا الاستثناء يعكس "حالة فراغ وفتور ملحوظة" في العلاقات الثنائية، فيما رأى آخر أن الأمر يتعلق بـ"أزمة صامتة".وبدأ "بن سلمان"، في 22 نوفمبر الماضي، جولة خارجية شملت حتى الآن: الإمارات، البحرين، مصر، تونس، الأرجنتين، موريتانيا، والجزائر.وبينما التزم مسؤولو البلدين الصمت، احتفى نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعية، بعدم زيارة "بن سلمان" لبلدهم، ضمن أول جولة خارجية له منذ مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.واختتم "بن سلمان"، الإثنين، زيارة للجزائر استغرقت يومين، وسط انتقادات من شخصيات وأحزاب جزائرية.ووصف المنتقدون توقيت الزيارة بـ"غير المناسب"؛ بسبب أزمة مقتل خاشقجي (59 عامًا) على أيدي مسؤولين سعوديين في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر الماضي.** مؤشرات عديدةخلال العقود الأخيرة ارتبط المغرب والسعودية بعلاقات وصفت بـ"المتميزة"، وتجمع البلدين اتفاقيات تعاون كثيرة في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.لكن قضايا عديدة أظهرت اتساع الهوة بين البلدين، لاسيما موقف الرباط من أزمة الخليج الراهنة، بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ يونيو 2017.اختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين أطراف النزاع، الذي وصل حد فرض "إجراءات عقابية" على قطر؛ بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.وأرسل المغرب طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، وزار العاهل المغربي، محمد السادس، الدوحة، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.وأحدث مؤشر على توتر العلاقات بين الرباط والرياض هو ما حدث إثر أزمة مقتل خاشقجي، إذ لم يصدر عن الرباط أي موقف متضامن مع السعودية، عكس دول عربية كثيرة.وخلافًا للمعتاد في السنوات الأخيرة، لم يتوجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الصيف الماضي، في إجازته المعتادة إلى مدينة طنجة المغربية، وزار محلها منطقة نيوم شمال غربي السعودية.وظهر الفتور جليًا، بعدما صوتت السعودية لصالح الملف الثلاثي (الولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك) لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، على حساب الملف المغربي.** فتور ملحوظقال محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي (حكومية) بتطوان (شمال)، إن "غموض كبير يلف العلاقات الثنائية، وإن كانت ملفات يصعب معها فك الترابط بين البلدين".ورأى بوخيزة، في حديث للأناضول، أن "الأمر يتعلق بحالة فراغ وفتور ملحوظة في العلاقات يتم ترجمتها في سلوكيات، منها عدم التصويت لصالح الملف المغربي لاحتضان مونديال 2026".وكذلك "عدم قضاء العاهل السعودي إجازته في طنجة، ثم استثناء الرباط من جولة ولي العهد السعودي، بغض النظر إن كان ولي العهد هو من استثنى أم أن المغرب من تحفظ"، بحسب بوخيزة.وأضاف أنه "توجد إشكالات بين البلدين انطلاقًا من أحداث سابقة".وأوضح أن "المغرب يحاول النأي بنفسه عن بعض الملفات والقضايا ويتفادى الخوض فيها".** أزمة صامتةأما سلمان بونعمان، الكاتب والباحث المغربي في العلاقات الدولية، فاعتبر أن العلاقات بين البلدين "تمر بأزمة صامتة اختار فيها المغرب أسلوبًا وسطًا لا يقوم على التصعيد ولا على المقاطعة".وأضاف بونعمان للأناضول أن "مؤشرات عديدة تؤكد وجود فتور يصل حد التوتر، منها توقيع المغرب 11 اتفاقية مع قطر في مجالات عديدة، وعدم إبداء المغرب أي موقف تجاه أزمة السعودية مع كندا".وأوضح بونعمان أن "للمغرب تصوره الخاص لتدبير العلاقات العربية والخليجية، قائم على التضامن والتعاون والمصلحة المشتركة في ظل احترام السيادة دون تبعية لأي طرف مهما وكيفما كان".وأردف أن "المغرب يرفض الابتزاز والوصاية من أي طرف أو توجه في الأزمات العربية والدولية الراهنة".وشدد بونعمان على أن "المغرب ينبني خياره لتكريس سياسة خارجية متوازنة ومحايدة ومستقلة تدعم الاستقرار والأمن، وتبتعد ما أمكن عن المغامرات والمقامرات".

يثير استثناء المغرب من جولة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تساؤلات عن احتمال وجود "أزمة صامتة" بين الرباط والرياض تعكسها مؤشرات عديدة.خبير مغربي اعتبر أن هذا الاستثناء يعكس "حالة فراغ وفتور ملحوظة" في العلاقات الثنائية، فيما رأى آخر أن الأمر يتعلق بـ"أزمة صامتة".وبدأ "بن سلمان"، في 22 نوفمبر الماضي، جولة خارجية شملت حتى الآن: الإمارات، البحرين، مصر، تونس، الأرجنتين، موريتانيا، والجزائر.وبينما التزم مسؤولو البلدين الصمت، احتفى نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعية، بعدم زيارة "بن سلمان" لبلدهم، ضمن أول جولة خارجية له منذ مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.واختتم "بن سلمان"، الإثنين، زيارة للجزائر استغرقت يومين، وسط انتقادات من شخصيات وأحزاب جزائرية.ووصف المنتقدون توقيت الزيارة بـ"غير المناسب"؛ بسبب أزمة مقتل خاشقجي (59 عامًا) على أيدي مسؤولين سعوديين في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر الماضي.** مؤشرات عديدةخلال العقود الأخيرة ارتبط المغرب والسعودية بعلاقات وصفت بـ"المتميزة"، وتجمع البلدين اتفاقيات تعاون كثيرة في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.لكن قضايا عديدة أظهرت اتساع الهوة بين البلدين، لاسيما موقف الرباط من أزمة الخليج الراهنة، بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ يونيو 2017.اختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين أطراف النزاع، الذي وصل حد فرض "إجراءات عقابية" على قطر؛ بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.وأرسل المغرب طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، وزار العاهل المغربي، محمد السادس، الدوحة، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.وأحدث مؤشر على توتر العلاقات بين الرباط والرياض هو ما حدث إثر أزمة مقتل خاشقجي، إذ لم يصدر عن الرباط أي موقف متضامن مع السعودية، عكس دول عربية كثيرة.وخلافًا للمعتاد في السنوات الأخيرة، لم يتوجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الصيف الماضي، في إجازته المعتادة إلى مدينة طنجة المغربية، وزار محلها منطقة نيوم شمال غربي السعودية.وظهر الفتور جليًا، بعدما صوتت السعودية لصالح الملف الثلاثي (الولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك) لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، على حساب الملف المغربي.** فتور ملحوظقال محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي (حكومية) بتطوان (شمال)، إن "غموض كبير يلف العلاقات الثنائية، وإن كانت ملفات يصعب معها فك الترابط بين البلدين".ورأى بوخيزة، في حديث للأناضول، أن "الأمر يتعلق بحالة فراغ وفتور ملحوظة في العلاقات يتم ترجمتها في سلوكيات، منها عدم التصويت لصالح الملف المغربي لاحتضان مونديال 2026".وكذلك "عدم قضاء العاهل السعودي إجازته في طنجة، ثم استثناء الرباط من جولة ولي العهد السعودي، بغض النظر إن كان ولي العهد هو من استثنى أم أن المغرب من تحفظ"، بحسب بوخيزة.وأضاف أنه "توجد إشكالات بين البلدين انطلاقًا من أحداث سابقة".وأوضح أن "المغرب يحاول النأي بنفسه عن بعض الملفات والقضايا ويتفادى الخوض فيها".** أزمة صامتةأما سلمان بونعمان، الكاتب والباحث المغربي في العلاقات الدولية، فاعتبر أن العلاقات بين البلدين "تمر بأزمة صامتة اختار فيها المغرب أسلوبًا وسطًا لا يقوم على التصعيد ولا على المقاطعة".وأضاف بونعمان للأناضول أن "مؤشرات عديدة تؤكد وجود فتور يصل حد التوتر، منها توقيع المغرب 11 اتفاقية مع قطر في مجالات عديدة، وعدم إبداء المغرب أي موقف تجاه أزمة السعودية مع كندا".وأوضح بونعمان أن "للمغرب تصوره الخاص لتدبير العلاقات العربية والخليجية، قائم على التضامن والتعاون والمصلحة المشتركة في ظل احترام السيادة دون تبعية لأي طرف مهما وكيفما كان".وأردف أن "المغرب يرفض الابتزاز والوصاية من أي طرف أو توجه في الأزمات العربية والدولية الراهنة".وشدد بونعمان على أن "المغرب ينبني خياره لتكريس سياسة خارجية متوازنة ومحايدة ومستقلة تدعم الاستقرار والأمن، وتبتعد ما أمكن عن المغامرات والمقامرات".



اقرأ أيضاً
مسيرة أيت بوكماز..فيدرالية اليسار الديمقراطي: صرخة من الهامش من أجل عدالة مجالية تنصف الجبل
اعتبر حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بأزيلال، بأن احتجاجات أيت بوكماز هي "صرخة من الهامش، تقول إن التنمية الحقيقية تبدأ من الأسفل. ودعا حزب "الرسالة" إلى "عدالة مجالية تنصف الجبل وتعيد الاعتبار للكرامة الإنسانية".وكانت مسيرة حاشدة لساكنة جماعة تبانت بمنطقة أيت بوكماز بنواحي بني ملال قد استرعت اهتمام الرأي العام الوطني. ورفع المحتجون مطالب بسيطة، تظهر الهوة الشاسعة في التنمية المجالية في المغرب. وقرروا التوجه في مسيرة احتجاجية نحو مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، احتجاجا على واقع التهميش والإقصاء، وعلى سياسة الأبواب الموصدة التي ووجهت بها مطالبهم البسيطة.وانتقدت الفيدرالية منطق التسويف والمماطلة الذي واجهت به السلطات مطالب الساكنة، رغم جولات الحوار السابقة، ودعت إلى الاستجابة الفورية للمطالب الحيوية المرتبطة بفك العزلة وضمان شروط العيش الكريم، وفي مقدمتها إصلاح وتعبيد الطريقين الجهويتين 302 و317، وتوفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي وتجهيزه، وتعميم التغطية الهاتفية والرقمية لفائدة التلاميذ والسكان، باعتبارها حقوقاً أولية غير قابلة للتأجيل.وشددت على ضرورة خلق شروط الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لشباب المنطقة، من خلال إعادة فتح مركز للتكوين في المهن الجبلية والبيئية، وبناء المدرسة الجماعاتية، إلى جانب تشييد فضاءات رياضية وشبابية، وإنشاء سدود تلية لحماية الأراضي الزراعية من الفيضانات، بما يضمن تنمية محلية قائمة على تثمين الموارد الذاتية والحد من النزوح القروي.
سياسة

خارج حدود اللباقة .. ترمب يحرج ضيوفه من القادة والرؤساء الافارقة + فيديو
كعادته، لم يتوانَ الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إحراج ضيوفه من القادة والرؤساء، على غرار ما فعله خلال استضافته رؤساء خمس دول إفريقية على غداء عمل في البيت الأبيض.  واصطف قادة خمس دول الغابون وليبيريا وموريتانيا وغينيا بيساو والسينغال على طاولة واحدة قبالة ترمب، للمرافعة من أجل شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة، الا ان طريقة تعامل ترامب و تسييره لاشغال الاجتماع لم تحترم حدود اللباقة والبروتوكول الدبلوماسي.
سياسة

المصادقة على مشروع قانون يتعلق بالحالة المدنية
انعقد يومه الخميس 10 يوليوز 2025، مجلس للحكومة، برئاسة عزيز أخنوش، خصص للتداول في عدد من مشاريع النصوص القانونية والاطلاع على اتفاقية دولية، وللتداول في مقترحات تعيين في مناصب عليا، طبقا للفصل 92 من الدستور. واستهل مجلس الحكومة أشغاله بالتداول والمصادقة على مشروع القانون رقم 16.25 بتغيير القانون رقم 36.21 المتعلق بالحالة المدنية، قدمه عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية.ويندرج هذا المشروع في إطار تبسيط المساطر والإجراءات الإدارية الهادفة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز الثقة بين الإدارة والمرتفق، وضمان استمرارية مرفق الحالة المدنية بما يخدم الصالح العام، وتقريب الإدارة من المواطن بشكل يستجيب لانتظاراته وتطلعاته.ويهدف مشروع هذا القانون إلى تغيير الفقرة الرابعة من المادة 35 من القانون رقم 36.21 المتعلق بالحالة المدنية، وذلك قصد فتح المجال لتلبية طلبات المواطنين المعروضة على أنظار اللجنة العليا للحالة المدنية.
سياسة

55 ألف مستفيد من برنامج دعم السكن في المغرب حتى يوليوز
كشف الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن عدد المسجلين في برنامج دعم السكن بلغ، إلى غاية 9 يوليوز 2025، 170 ألفاً و344 شخصاً من جميع جهات المملكة، فيما بلغ عدد المستفيدين 55 ألفا و512 شخصا. وأوضح بايتاس، خلال ندوة صحفية عقب انعقاد المجلس الحكومي يومه الخميس 10 يوليوز الجاري، أن 76.3% من المسجلين يقيمون داخل المغرب، بينما يشكل مغاربة العالم نسبة 23.7%، مع نسبة مؤهلين للاستفادة من الدعم تقترب من 90%. وحول توزيع الطلبات حسب قيمة العقارات، كشف بايتاس أن 62% منها موجهة للعقارات التي تتراوح قيمتها بين 300 و700 ألف درهم، في حين أن 33% موجهة للعقارات التي تقل قيمتها عن 300 ألف درهم. وأشار الوزير إلى جانب التوزيع الاجتماعي والديمغرافي للمستفيدين، حيث تبلغ نسبة النساء المستفيدات 46% مقابل 54% من الرجال، بينما يبلغ متوسط أعمار طالبي الدعم 41 سنة، مع نسبة شباب تقل أعمارهم عن 35 سنة تبلغ حوالي 37%. وبخصوص التوزيع الجغرافي للطلبات، تأتي مدينة فاس في المرتبة الأولى، تليها مدن برشيد، القنيطرة، الدار البيضاء، الجديدة، بنسليمان، سطات، وجدة، فيما تحتل بركان المرتبة العاشرة. وأكد بايتاس أن برنامج دعم السكن هو أحد الإجراءات العديدة التي أطلقتها الحكومة، مشددا على أن المنظومة السابقة للسكن كانت تخضع لمنطق محدود، حيث كان الدعم مقتصرا على فئة ضيقة ضمن السكن الاجتماعي، وكان المواطن لا يعرف غالبا بوجوده. أما المقاربة الجديدة، فهي تشجع الطلب بشكل مباشر، حيث يتقدم المواطن بطلبه بنفسه للاستفادة من الدعم، والذي يصل إلى 100 ألف درهم في حال كان سعر السكن 300 ألف درهم، بينما ينخفض الدعم إلى 70 ألف درهم إذا تجاوز سعر السكن 700 ألف درهم. ويُذكر أن هناك منصة إلكترونية مخصصة لهذا الغرض يمكن الولوج إليها من داخل المغرب ومن خارجه. وأكد بايتاس على أن هذه المقاربة الجديدة تلقى اهتماما واسعا، لافتا إلى أن تقييم نجاح هذه السياسة الحكومية لا يمكن أن يتم في الوقت الراهن بسبب استمرار فتح العديد من الأوراش، مشيرا إلى أن الوقت مطلوب لتبلور الصورة الكاملة، وعندها فقط يمكن الحديث عن مدى قدرة هذا البرنامج على تمكين المواطنين من السكن الملائم.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 10 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة