موجة من الاستياء عبرت عنها فعاليات في القطاع الصحي في تعليقها على نشر إعلان عن تشغيل أطباء حاصلين على الدكتوراه في الطب العام، عن طريق الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (ANAPEC) وبأجور وصفت بالزهيدة.

فقد تم الإعلان مؤخرا من طرف هذه الوكالة عن فتح الباب أمام الأطباء للعمل بعقود غير محددة في المستوصفات الكائنة بتراب عمالة إقليم فكيك. وتم تحديد الأجر في مبلغ 6 آلاف درهم. وقالت الفعاليات المنتقدة إن هذا الإعلان يكشف زيف الشعارات التي تروج لها الحكومة حول توجه نحو ترسيخ جاذبية القطاع، وتشجيع أطر الصحة على العمل في المناطق النائية. 

وأشارت إلى أن هذا الوضع هو ما يدفع جل الأطباء إلى عدم المشاركة في مباريات تعلن عنها مديريات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. وذكرت بأنه تم الإعلان في السنة الماضية من قبل مديرية جهة سوس عن مباراة توظيف ما يقرب من 80 طبيبا، لكنه لم يتقدم لاجتيازها سوى 6 أطباء، دون أن يلتحقوا بعد إعلانهم ناجحين في المباراة.

النائب البرلماني حسن اومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وجه في هذا السياق، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الإجتماعية، اعتبر فيه أن إعلان التشغيل عن طريق "الأنابيك" وبأجور زهيدة يتناقض مع مواد المرسوم رقم 7125 المتعلق بالنظام الأساسي الخاص بهيئة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان، الصادر بالجريدة الرسمية بتاريخ 12 شتنبر 2022. كما يتنافى مع مقتضيات مشروع تسهيل الولوج للخدمات الصحية وتحفيز الرأسمال البشري للعمل والاستقرار بالمناطق النائية.

وقال إن توسيع الخدمات الصحية وتوطيدها في مختلف المناطق، يستدعي تحفيز الناشئة على دراسة الطب، عبر السهر على تطبيق المقتضيات القانونية المنظمة للمهنة، والرفع من القيمة العلمية والمهنية لشهادة الدكتوراه في الطب، باعتبار أن العدالة الأجرية مبدأ أساسي وفعال في تحقيق العدالة والإنصاف بين مختلف مكونات القطاع الصحي، وذلك في ظل دولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية.