الخميس 02 مايو 2024, 10:01

مجتمع

انقلاب في قصر آل سعود


كشـ24 نشر في: 25 يناير 2015

انقلاب في قصر آل سعود
استمر مرسوم الملك عبد الله كل الساعات الاثنتي عشرة (بعد وفاته)، كانت تلك الفترة كافية لتمكين السديريين – ذلك الفرع الثري والمتنفذ سياسياً داخل آل سعود، الذي أضعفه الملك الراحل – من العودة بقوة إلى الصدارة، لينفذوا انقلاباً داخل القصر بكل ما تعنيه الكلمة.

تحرك سلمان بسرعة ليهدم ما بناه أخوه غير الشقيق. فهو وإن كان قد قرر ألا يغير ولي عهده، الذي اختاره له الملك عبد الله، ربما مؤجلاً ذلك إلى إشعار آخر، غير أنه بادر بسرعة إلى تعيين شخصية بارزة أخرى من فرع السديريين، ألا وهو محمد بن نايف وزير الداخلية الذي أصبح ولي ولي العهد. ليس سراً أن عبد الله كان يريد هذا المنصب لابنه متعب، ولكنه بات الآن خارج اللعبة.

والأهم من ذلك أن سلمان، وهو نفسه سديري، سعى إلى ضمان مستقبل الجيل الثاني من خلال تسليم ابنه محمد البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً إقطاعية وزارة الدفاع ذات النفوذ الهائل. إلا أن المنصب الآخر الذي عهد به لمحمد ربما كان الأهم، فقد غدا الآن رئيس الديوان الملكي، وقد أعلن عن هذه التغييرات كلها حتى قبل أن يوارى عبد الله الثرى.

منصب رئاسة الديوان الملكي كان يشغله خالد التويجري، وهو كان أشبه ما يكون بشخصية الكاردينال ريشيليو (صاحب النفوذ الذي لا يضاهى في بلاط لويس الثالث عشر في فرنسا القرن السابع عشر). وكانت رئاسة الديوان منصباً يعود على صاحبه بالثراء والمنافع التي تكاد لا تحصى، وكان قد ورث من الأب إلى الأبن، وبدأ بعبد العزيز التويجري. كان التويجريون حراساً لبوابة الملك وأمناء سره، ولم يكن بالإمكان ترتيب لقاء ملكي دون إذن منهم أو دون إشراكهم أو إحاطتهم علماً. وكان التويجري هو اللاعب الأهم في المكائد والمؤامرات الخارجية – ومنها على سبيل المثال إفشال الثورة المصرية وإحباط التحول الديمقراطي في مصر، وإرسال القوات لسحق الاحتجاجات في البحرين، وتمويل داعش في سوريا في المراحل الأولى من الحرب الأهلية، وذلك بالتنسيق مع حليفه السابق الأمير بندر بن سلطان.

كما أن الرابطة كانت وثيقة بين التويجري ومحمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي وأحد رواد تيار المحافظين الجدد في منطقة الخليج. والآن خرج التويجري من الديوان. ربما بدأ أعضاء القائمة الطويلة من زبائنه الأجانب، بدءاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يشعرون بريح باردة تهب من الرياض. لم يفلح السيسي في حضور الجنازة يوم الجمعة، فهل كان سوء الأحوال الجوية هو السبب فعلاً؟

في هذه الأثناء تثير الحالة الصحية لسلمان القلق، ومن هنا يعتبر منحه نفوذاً كبيراً لابنه أكثر أهمية من التعيينات الأخرى كلها التي أعلن عنها. ويبلغ سلمان من العمر 79 عاماً ومعروف أنه مصاب بمرض ألزهايمر، إلا أن حالة الخرف التي يقال إنه يعاني منها باتت محط كثير من الجدل والتخمين. من المعروف أنه تحدث بأسلوب قوي وواضح من حين لآخر، وكان آخر هذه المناسبات في نهاية أكتوبر الماضي، ولكنه أيضاً يمكن أن ينسى ما قاله قبل دقائق أو ينسى وجوه من كان يعرفهم معظم حياته، ويشهد بذلك بعض معارفه. وهذه الأعراض معروفة عمن يعاني من هذا المرض. وبلغني أن زياراته إلى المستشفى زاد عددها خلال الشهور القليلة الماضية، وأنه لم يعد يمشي كثيراً كما كان يفعل من قبل. 

ولعل هذا ما يثير الشكوك في قدرته على توجيه دفة الدولة في بلد مركزي يخلو من المؤسسات (الديموقراطية)، ومن الأحزاب السياسية، وحتى من الأعراف السياسة الوطنية الراسخة. إلا أن مؤشراً واحداً على تغيير محتمل في الاتجاه يمكن أن يراه المراقب في محاولتين أخيرتين لإقامة علاقات مع شخصيات من المعارضة المصرية؛ فقد علمت بأن بعض كبار مستشاري سلمان تواصلوا مع سياسي مصري معارض ذي توجه ليبرالي مؤخراً، وعقدوا اجتماعاً بشكل منفصل مع أحد المحامين المصريين. 

لم يكن أي منهما عضواً في جماعة الإخوان المسلمين ولكن لهما بعض الاتصالات وعلاقات العمل المشترك مع الجماعة. بعض هذه المحادثات أجريت خلال الشهرين الماضيين في المملكة العربية السعودية، حول كيفية إدارة عملية المصالحة (الشاملة في مصر). لم يتم الاتفاق على مبادرة معينة، إلا أن المحادثات نفسها كانت مؤشراً على مقاربة من سلمان ومستشاريه، أكثر براغماتية وأقل عدوانية. 

وفهم من هذه الاجتماعات أنها تحضير لمبادرة محتملة قد يعلن عنها سلمان عند وصوله إلى السلطة. في حين كانت سياسة الملك الراحل قد اشتملت على إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، مثلها مثل الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.

ولكن حتى قبل أن يقدم السديريون على تحركهم، كان جلياً وجود صراع على السلطة داخل عائلة آل سعود؛ ففي وقت مبكر من مساء الخميس أغرقت شبكة الإنترنت بإشاعات انتشرت عبر تويتر مفادها أن الملك قد مات، مع العلم أن الإنترنت هو المصدر الأول للأخبار والمعلومات السياسية في المملكة، ما لبثت أن صدرت تصريحات رسمية تنفي صحة ما تم تناقله عبر الإنترنت عندما غرد بذلك صحفي سعودي يعمل في صحيفة الوطن، إلا أن القصر أجبر على الإقرار بوفاة الملك بعد أن غرد أميران بما يؤكد موته. 

ومن الملفت للنظر أن شبكة "إم بي سي" التلفزيونية قطعت برامجها الاعتيادية وبدأت ببث تلاوة للقرآن الكريم، وهو مؤشر على الحداد، بينما ظل التلفزيون الوطني الرسمي يبث برامجه كالمعتاد (لفترة معتبرة قبل أن يذيع البيان الرسمي للوفاة). ولعل في ذلك إشارة إلى أن بعضاً من العائلة الحاكمة كان يرغب في نشر الخبر بسرعة، بينما أراد جزء آخر تأخير ذلك والمماطلة للسماح بوقت إضافي للتفاوض.

لم يعد يخفى على أحد أن ثمة حاجة ماسة إلى التغيير، ففي الليلة نفسها التي كانت تجرى فيها وقائع الدراما الملكية، وقع زلزال سياسي في الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية، أي في اليمن، حيث استقال الرئيس عبد ربه منصور هادي كما استقال رئيس وزرائه وأعضاء الوزارة كافة، بعد أيام من وجودهم تحت ما يشبه الإقامة الجبرية التي فرضتها عليهم المليشيات الحوثية. فبعد استقالة هادي تبقى في اليمن قوتان تتنازعان على مقاليد الأمور في البلاد وكلاهما مدجج بالسلاح، القوة الأولى عبارة عن مليشيا تدعمها إيران وتحصل على تدريباتها من حزب الله، والقوة الثانية هي القاعدة التي باتت تتصرف كما لو أنها المدافع عن المسلمين السنة.

ما من شك في أن ذلك يمثل كارثة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وكارثة لما تبقى لدى مجلس التعاون الخليجي من قدرة على إنجاح أي صفقة سياسية. لقد اجتمع وزراء خارجية دول المجلس في اليوم السابق فقط لهذه التطورات، والآن ها هو علي عبد الله صالح، رئيس اليمن السابق والرجل القوي فيه، يدعو إلى انتخابات جديدة، وهو الذي كان قد أجبر على التخلي عن السلطة قبل ثلاثة أعوام، والذي اتضح أنه كان ينصح الحوثيين ويرشدهم إلى كيفية الاستيلاء على السلطة بحسب تسريب لمحادثة هاتفية بينه وبين أحد زعماء الحوثيين. في هذه الأثناء توالت النداءات منذ مساء الخميس مطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال. بمعنى آخر، أصبح اليمن بشكل رسمي الدولة الفاشلة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط.

لم يكن الصعود الصاورخي للحوثيين في اليمن نتيجة للاختراق التلقائي الذاتي، بل لقد خطط له وجرى التآمر بشأنه منذ شهور بالتعاون بين علي عبد الله صالح ودولة الإمارات العربية المتحدة، فابنه أحمد، السفير اليمني لدى الإمارات العربية المتحدة، كان عنصراً أساسياً في الدسائس الخارجية. وكما كنت قد كتبت في السابق، كان أحمد قد التقى بوفد إيراني في روما، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية – التي رصدت مخابراتها الاجتماع – بإبلاغ هادي عن تفاصيله. قبل ذلك بعام قام الأمير بندر بإحضار قيادي بارز من الحوثيين إلى السعودية بطائرة عبر لندن للاجتماع به. ما يبدو غير قابل للتصديق أن السعوديين حينها قاموا بإعادة فتح قناة للتواصل مع فئة زيدية – أو شيعية – مدعومة من إيران، كانوا من قبل قد خاضوا ضدها حروباً ضروسة.

وكانت الخطة السعودية الإماراتية، تقضي باستخدام الحوثيين أداة لتوريط وتدمير هدفهم الحقيقي، ألا وهو التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الإسلامي الذي يعتبر ممثلاً أساسياً للقبائل السنية في اليمن.

كما هو الحال في بقية أرجاء الوطن العربي، فقد كان التركيز الكلي للسياسة الخارجية للملك عبد الله ما بعد عام 2011 ينصب على وقف الربيع العربي وشله تماماً في تونس وفي مصر، وكذلك على سحق القوى جميعها القادرة على تشكيل معارضة فعالة للأنظمة الحاكمة في دول الخليج.

وغدا كل شيء آخر، بما في ذلك صعود المنافس الإقليمي الأول للسعودية – إيران، أمراً ثانوياً مقارنة بالهدف الأهم والأكثر إلحاحاً، ألا وهو سحق تيار الإسلام السياسي الديمقراطي.

إلا أن الخطة اليمنية أتت بعكس ما أريد تحقيقه منها عندما رفض حزب الإصلاح حمل السلاح لمقاومة التقدم الحوثي، وكانت النتيجة هي تمكن الحوثيين من السيطرة على أكثر بكثير مما كان متوقعاً منهم، أو مرسوماً لهم، ومحصلة كل ذلك أن اليمن بات على شفا جرف هار، يكاد ينزلق إلى الحرب الأهلية. وبذلك يكون قد تعزز ادعاء القاعدة بأنها الفرقة المقاتلة الوحيدة التي لديها الاستعداد للدفاع عن القبائل اليمنية السنية.

إن من المبكر جداً معرفة ما إذا كان الملك سلمان قادراً على تغيير المسار، أو حتى مدركاً لأهمية تغييره. كل ما يمكن للمرء أن يقوله بنوع من الثقة يتعلق بأن بعض أهم الشخصيات التي تتحمل المسؤولية عن إدارة المكائد السعودية الكارثية في الخارج، قد باتت خارج دائرة صناعة القرار؛ فمتعب نفوذه محدود، والتويجري أصبح في خارج دائرة النفوذ.

ليس من مصلحة أحد أن تنتشر الفوضى إلى داخل المملكة نفسها، ولعله من المصادفة أن يموت الملك عبد الله عشية الذكرى السنوية لثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر. ولكن توقيت موته (عشية هذه الذكرى) له رمزية خاصة. على العائلة المالكة السعودية أن تتعلم بأن مزاج التغيير الذي بدأ في الخامس والعشرين من يناير لا قبل لأحد بوقفه، ولعل أفضل دفاع عن الذات في مواجهة الثورة هو المبادرة بإصلاح سياسي ملموس وحقيقي داخل المملكة. عليهم السماح للبلاد بأن تنتقل إلى عالم الحداثة حيث تنشأ السياسة الوطنية، وتتشكل الأحزاب السياسية وتجرى انتخابات فيها منافسة حقيقية، وحيث يحصل المواطنون السعوديون على سهم أكبر من السلطة، وحيث يطلق سراح المعتقلين السياسيين.

هناك نظريتان حول ما جرى للشرق الأوسط الذي يشبه إلى حد التطابق خروج قطار سريع عن سكته. أما الأولى فتدعي أن الدكتاتورية والحكم الفردي والاحتلال، تشكل معاً السد المنيع في وجه الفوضى العارمة الناجمة عن الحرب الأهلية وتشريد الناس. وأما النظرية الثانية، فتجزم بأن الدكتاتوريين هم سبب انعدام الاستقرار وانتشار التطرف.

كانت سيرة الملك عبد الله أكبر إثبات لصحة النظرية الثانية، فقد ترك عهده المملكة العربية السعودية وهي أضعف حالاً داخلياً، بينما هي محاطة من الخارج بالأعداء من كل مكان، في سابقة هي الأولى من نوعها. هل بإمكان سلمان أن يغير من هذا الوضع؟

ما من شك في أنها مهمة كبيرة وعسيرة، ولكن قد يكون ثمة رجال من حوله يرون الحاجة الماسة إلى تغيير جذري في المسار. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحوز من خلالها ملك سعودي على دعم حقيقي من شعبه، وقد يختار في أثناء عملية هذا التغيير الجذري أن يحول نفسه إلى زعيم رمزي على رأس نظام ملكي دستوري. لو فعل ذلك، فإن الجائزة ستكون تحقيق الاستقرار، الذي لن يعم المملكة فحسب بل وأرجاء المنطقة كافة.

(عن صحيفة هافنغتون بوست، مترجم خصيصاً لـ"عربي21"، كانون الثاني/ يناير 2015)

انقلاب في قصر آل سعود
استمر مرسوم الملك عبد الله كل الساعات الاثنتي عشرة (بعد وفاته)، كانت تلك الفترة كافية لتمكين السديريين – ذلك الفرع الثري والمتنفذ سياسياً داخل آل سعود، الذي أضعفه الملك الراحل – من العودة بقوة إلى الصدارة، لينفذوا انقلاباً داخل القصر بكل ما تعنيه الكلمة.

تحرك سلمان بسرعة ليهدم ما بناه أخوه غير الشقيق. فهو وإن كان قد قرر ألا يغير ولي عهده، الذي اختاره له الملك عبد الله، ربما مؤجلاً ذلك إلى إشعار آخر، غير أنه بادر بسرعة إلى تعيين شخصية بارزة أخرى من فرع السديريين، ألا وهو محمد بن نايف وزير الداخلية الذي أصبح ولي ولي العهد. ليس سراً أن عبد الله كان يريد هذا المنصب لابنه متعب، ولكنه بات الآن خارج اللعبة.

والأهم من ذلك أن سلمان، وهو نفسه سديري، سعى إلى ضمان مستقبل الجيل الثاني من خلال تسليم ابنه محمد البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً إقطاعية وزارة الدفاع ذات النفوذ الهائل. إلا أن المنصب الآخر الذي عهد به لمحمد ربما كان الأهم، فقد غدا الآن رئيس الديوان الملكي، وقد أعلن عن هذه التغييرات كلها حتى قبل أن يوارى عبد الله الثرى.

منصب رئاسة الديوان الملكي كان يشغله خالد التويجري، وهو كان أشبه ما يكون بشخصية الكاردينال ريشيليو (صاحب النفوذ الذي لا يضاهى في بلاط لويس الثالث عشر في فرنسا القرن السابع عشر). وكانت رئاسة الديوان منصباً يعود على صاحبه بالثراء والمنافع التي تكاد لا تحصى، وكان قد ورث من الأب إلى الأبن، وبدأ بعبد العزيز التويجري. كان التويجريون حراساً لبوابة الملك وأمناء سره، ولم يكن بالإمكان ترتيب لقاء ملكي دون إذن منهم أو دون إشراكهم أو إحاطتهم علماً. وكان التويجري هو اللاعب الأهم في المكائد والمؤامرات الخارجية – ومنها على سبيل المثال إفشال الثورة المصرية وإحباط التحول الديمقراطي في مصر، وإرسال القوات لسحق الاحتجاجات في البحرين، وتمويل داعش في سوريا في المراحل الأولى من الحرب الأهلية، وذلك بالتنسيق مع حليفه السابق الأمير بندر بن سلطان.

كما أن الرابطة كانت وثيقة بين التويجري ومحمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي وأحد رواد تيار المحافظين الجدد في منطقة الخليج. والآن خرج التويجري من الديوان. ربما بدأ أعضاء القائمة الطويلة من زبائنه الأجانب، بدءاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يشعرون بريح باردة تهب من الرياض. لم يفلح السيسي في حضور الجنازة يوم الجمعة، فهل كان سوء الأحوال الجوية هو السبب فعلاً؟

في هذه الأثناء تثير الحالة الصحية لسلمان القلق، ومن هنا يعتبر منحه نفوذاً كبيراً لابنه أكثر أهمية من التعيينات الأخرى كلها التي أعلن عنها. ويبلغ سلمان من العمر 79 عاماً ومعروف أنه مصاب بمرض ألزهايمر، إلا أن حالة الخرف التي يقال إنه يعاني منها باتت محط كثير من الجدل والتخمين. من المعروف أنه تحدث بأسلوب قوي وواضح من حين لآخر، وكان آخر هذه المناسبات في نهاية أكتوبر الماضي، ولكنه أيضاً يمكن أن ينسى ما قاله قبل دقائق أو ينسى وجوه من كان يعرفهم معظم حياته، ويشهد بذلك بعض معارفه. وهذه الأعراض معروفة عمن يعاني من هذا المرض. وبلغني أن زياراته إلى المستشفى زاد عددها خلال الشهور القليلة الماضية، وأنه لم يعد يمشي كثيراً كما كان يفعل من قبل. 

ولعل هذا ما يثير الشكوك في قدرته على توجيه دفة الدولة في بلد مركزي يخلو من المؤسسات (الديموقراطية)، ومن الأحزاب السياسية، وحتى من الأعراف السياسة الوطنية الراسخة. إلا أن مؤشراً واحداً على تغيير محتمل في الاتجاه يمكن أن يراه المراقب في محاولتين أخيرتين لإقامة علاقات مع شخصيات من المعارضة المصرية؛ فقد علمت بأن بعض كبار مستشاري سلمان تواصلوا مع سياسي مصري معارض ذي توجه ليبرالي مؤخراً، وعقدوا اجتماعاً بشكل منفصل مع أحد المحامين المصريين. 

لم يكن أي منهما عضواً في جماعة الإخوان المسلمين ولكن لهما بعض الاتصالات وعلاقات العمل المشترك مع الجماعة. بعض هذه المحادثات أجريت خلال الشهرين الماضيين في المملكة العربية السعودية، حول كيفية إدارة عملية المصالحة (الشاملة في مصر). لم يتم الاتفاق على مبادرة معينة، إلا أن المحادثات نفسها كانت مؤشراً على مقاربة من سلمان ومستشاريه، أكثر براغماتية وأقل عدوانية. 

وفهم من هذه الاجتماعات أنها تحضير لمبادرة محتملة قد يعلن عنها سلمان عند وصوله إلى السلطة. في حين كانت سياسة الملك الراحل قد اشتملت على إعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، مثلها مثل الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة.

ولكن حتى قبل أن يقدم السديريون على تحركهم، كان جلياً وجود صراع على السلطة داخل عائلة آل سعود؛ ففي وقت مبكر من مساء الخميس أغرقت شبكة الإنترنت بإشاعات انتشرت عبر تويتر مفادها أن الملك قد مات، مع العلم أن الإنترنت هو المصدر الأول للأخبار والمعلومات السياسية في المملكة، ما لبثت أن صدرت تصريحات رسمية تنفي صحة ما تم تناقله عبر الإنترنت عندما غرد بذلك صحفي سعودي يعمل في صحيفة الوطن، إلا أن القصر أجبر على الإقرار بوفاة الملك بعد أن غرد أميران بما يؤكد موته. 

ومن الملفت للنظر أن شبكة "إم بي سي" التلفزيونية قطعت برامجها الاعتيادية وبدأت ببث تلاوة للقرآن الكريم، وهو مؤشر على الحداد، بينما ظل التلفزيون الوطني الرسمي يبث برامجه كالمعتاد (لفترة معتبرة قبل أن يذيع البيان الرسمي للوفاة). ولعل في ذلك إشارة إلى أن بعضاً من العائلة الحاكمة كان يرغب في نشر الخبر بسرعة، بينما أراد جزء آخر تأخير ذلك والمماطلة للسماح بوقت إضافي للتفاوض.

لم يعد يخفى على أحد أن ثمة حاجة ماسة إلى التغيير، ففي الليلة نفسها التي كانت تجرى فيها وقائع الدراما الملكية، وقع زلزال سياسي في الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية، أي في اليمن، حيث استقال الرئيس عبد ربه منصور هادي كما استقال رئيس وزرائه وأعضاء الوزارة كافة، بعد أيام من وجودهم تحت ما يشبه الإقامة الجبرية التي فرضتها عليهم المليشيات الحوثية. فبعد استقالة هادي تبقى في اليمن قوتان تتنازعان على مقاليد الأمور في البلاد وكلاهما مدجج بالسلاح، القوة الأولى عبارة عن مليشيا تدعمها إيران وتحصل على تدريباتها من حزب الله، والقوة الثانية هي القاعدة التي باتت تتصرف كما لو أنها المدافع عن المسلمين السنة.

ما من شك في أن ذلك يمثل كارثة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وكارثة لما تبقى لدى مجلس التعاون الخليجي من قدرة على إنجاح أي صفقة سياسية. لقد اجتمع وزراء خارجية دول المجلس في اليوم السابق فقط لهذه التطورات، والآن ها هو علي عبد الله صالح، رئيس اليمن السابق والرجل القوي فيه، يدعو إلى انتخابات جديدة، وهو الذي كان قد أجبر على التخلي عن السلطة قبل ثلاثة أعوام، والذي اتضح أنه كان ينصح الحوثيين ويرشدهم إلى كيفية الاستيلاء على السلطة بحسب تسريب لمحادثة هاتفية بينه وبين أحد زعماء الحوثيين. في هذه الأثناء توالت النداءات منذ مساء الخميس مطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال. بمعنى آخر، أصبح اليمن بشكل رسمي الدولة الفاشلة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط.

لم يكن الصعود الصاورخي للحوثيين في اليمن نتيجة للاختراق التلقائي الذاتي، بل لقد خطط له وجرى التآمر بشأنه منذ شهور بالتعاون بين علي عبد الله صالح ودولة الإمارات العربية المتحدة، فابنه أحمد، السفير اليمني لدى الإمارات العربية المتحدة، كان عنصراً أساسياً في الدسائس الخارجية. وكما كنت قد كتبت في السابق، كان أحمد قد التقى بوفد إيراني في روما، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية – التي رصدت مخابراتها الاجتماع – بإبلاغ هادي عن تفاصيله. قبل ذلك بعام قام الأمير بندر بإحضار قيادي بارز من الحوثيين إلى السعودية بطائرة عبر لندن للاجتماع به. ما يبدو غير قابل للتصديق أن السعوديين حينها قاموا بإعادة فتح قناة للتواصل مع فئة زيدية – أو شيعية – مدعومة من إيران، كانوا من قبل قد خاضوا ضدها حروباً ضروسة.

وكانت الخطة السعودية الإماراتية، تقضي باستخدام الحوثيين أداة لتوريط وتدمير هدفهم الحقيقي، ألا وهو التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الإسلامي الذي يعتبر ممثلاً أساسياً للقبائل السنية في اليمن.

كما هو الحال في بقية أرجاء الوطن العربي، فقد كان التركيز الكلي للسياسة الخارجية للملك عبد الله ما بعد عام 2011 ينصب على وقف الربيع العربي وشله تماماً في تونس وفي مصر، وكذلك على سحق القوى جميعها القادرة على تشكيل معارضة فعالة للأنظمة الحاكمة في دول الخليج.

وغدا كل شيء آخر، بما في ذلك صعود المنافس الإقليمي الأول للسعودية – إيران، أمراً ثانوياً مقارنة بالهدف الأهم والأكثر إلحاحاً، ألا وهو سحق تيار الإسلام السياسي الديمقراطي.

إلا أن الخطة اليمنية أتت بعكس ما أريد تحقيقه منها عندما رفض حزب الإصلاح حمل السلاح لمقاومة التقدم الحوثي، وكانت النتيجة هي تمكن الحوثيين من السيطرة على أكثر بكثير مما كان متوقعاً منهم، أو مرسوماً لهم، ومحصلة كل ذلك أن اليمن بات على شفا جرف هار، يكاد ينزلق إلى الحرب الأهلية. وبذلك يكون قد تعزز ادعاء القاعدة بأنها الفرقة المقاتلة الوحيدة التي لديها الاستعداد للدفاع عن القبائل اليمنية السنية.

إن من المبكر جداً معرفة ما إذا كان الملك سلمان قادراً على تغيير المسار، أو حتى مدركاً لأهمية تغييره. كل ما يمكن للمرء أن يقوله بنوع من الثقة يتعلق بأن بعض أهم الشخصيات التي تتحمل المسؤولية عن إدارة المكائد السعودية الكارثية في الخارج، قد باتت خارج دائرة صناعة القرار؛ فمتعب نفوذه محدود، والتويجري أصبح في خارج دائرة النفوذ.

ليس من مصلحة أحد أن تنتشر الفوضى إلى داخل المملكة نفسها، ولعله من المصادفة أن يموت الملك عبد الله عشية الذكرى السنوية لثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر. ولكن توقيت موته (عشية هذه الذكرى) له رمزية خاصة. على العائلة المالكة السعودية أن تتعلم بأن مزاج التغيير الذي بدأ في الخامس والعشرين من يناير لا قبل لأحد بوقفه، ولعل أفضل دفاع عن الذات في مواجهة الثورة هو المبادرة بإصلاح سياسي ملموس وحقيقي داخل المملكة. عليهم السماح للبلاد بأن تنتقل إلى عالم الحداثة حيث تنشأ السياسة الوطنية، وتتشكل الأحزاب السياسية وتجرى انتخابات فيها منافسة حقيقية، وحيث يحصل المواطنون السعوديون على سهم أكبر من السلطة، وحيث يطلق سراح المعتقلين السياسيين.

هناك نظريتان حول ما جرى للشرق الأوسط الذي يشبه إلى حد التطابق خروج قطار سريع عن سكته. أما الأولى فتدعي أن الدكتاتورية والحكم الفردي والاحتلال، تشكل معاً السد المنيع في وجه الفوضى العارمة الناجمة عن الحرب الأهلية وتشريد الناس. وأما النظرية الثانية، فتجزم بأن الدكتاتوريين هم سبب انعدام الاستقرار وانتشار التطرف.

كانت سيرة الملك عبد الله أكبر إثبات لصحة النظرية الثانية، فقد ترك عهده المملكة العربية السعودية وهي أضعف حالاً داخلياً، بينما هي محاطة من الخارج بالأعداء من كل مكان، في سابقة هي الأولى من نوعها. هل بإمكان سلمان أن يغير من هذا الوضع؟

ما من شك في أنها مهمة كبيرة وعسيرة، ولكن قد يكون ثمة رجال من حوله يرون الحاجة الماسة إلى تغيير جذري في المسار. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحوز من خلالها ملك سعودي على دعم حقيقي من شعبه، وقد يختار في أثناء عملية هذا التغيير الجذري أن يحول نفسه إلى زعيم رمزي على رأس نظام ملكي دستوري. لو فعل ذلك، فإن الجائزة ستكون تحقيق الاستقرار، الذي لن يعم المملكة فحسب بل وأرجاء المنطقة كافة.

(عن صحيفة هافنغتون بوست، مترجم خصيصاً لـ"عربي21"، كانون الثاني/ يناير 2015)


ملصقات


اقرأ أيضاً
اعتقال ثمانيني إسباني بسبب ترتيب “زواج أبيض” لشابة مغربية
أوقفت الشرطة الوطنية الإسبانية بغرناطة، مؤخرا، أربعة أشخاص بتهمة عقد زواج وهمي بين شاب إسباني ومغربية، من أجل تسوية وضعها القانوني في إسبانيا. وبحسب المصادر الأمنية، فإن عملية "بودريس" سمحت باعتقال رجلين وامرأتين، ثلاثة منهم إسبان. وهم متهمون بجرائم الاتجار بالبشر وتزوير الوثائق وتسهيل الهجرة غير الشرعية والانتماء إلى جماعة إجرامية. والمعتقلون هم رجل يبلغ من العمر 79 عاماً، صاحب مؤسسة ترفيهية، وابنته التي تعمل أيضاً في المؤسسة. إضافة إلى ذلك، تمت ملاحقة الشاب الذي كان مرشحا للزيجة الوهمية، ومغربية شقيقة الضحية. وكان المعتقلون الأربعة مسؤولين عن ترتيب زواج بالوكالة لتسوية الإقامة في إسبانيا لفتاة مغربية تبلغ من العمر 21 عاما، كانت ستتزوج من الإسباني البالغ من العمر 23 عاما. وبدأ التحقيق قبل بضعة أشهر عندما تلقى عملاء وحدة مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية والتزييف الوثائقي (UCRIF) في غرناطة معلومات من السجل المدني للتحقق من صحة الزواج بين الشابين. وعلى الرغم من أن الزوجين قدما وثائق وصورا فوتوغرافية حول العلاقة، إلا أن العملاء اكتشفوا سلسلة من التناقضات في الإفادات التي قدمها المعتقلون الأربعة.
مجتمع

محكمة إسبانية تُدين بارون مخدرات مغربي بالسجن النافذ
قالت جريدة "أوكيدياريو" الإسبانية، أن محكمة العدل العليا في الأندلس صادقت، مؤخرا، على الحكم الذي أصدرته محكمة قادس بحق بارون مخدرات مغربي مقيم بشكل غير قانوني بإسبانيا. وأضافت الصحيفة الإيبيرية، أن المعني بالأمر أُدين بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بتهمة تهريب المخدرات، مع حظره من دخول إسبانيا لمدة سبع سنوات. وحسب المعلومات المنشورة، ستكون العقوبة نافذة بحقه بمجرد قضاء ثلثي العقوبة الحبسية أو الوصول إلى الدرجة الثالثة أو استفادته من امتياز الإفراج المشروط. وتعود الأحداث إلى مارس 2022، عندما كان المتهم يبحر في قارب مطاطي بطول خمسة أمتار بمحرك خارجي، على بعد حوالي ثمانية أميال من سواحل بلدية بارباتي (قادس). وتم إلقاء القبض عليه، بسبب حيازته خمسة أكياس من الحشيش، يبلغ وزنها الصافي 118 كيلوغراما، وكان ينوي توزيعها في جميع أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية.
مجتمع

الاتحاد الوطني للشغل يطعن في نتائج الحوار الاجتماعي وتصفها بالغامضة
في الوقت الذي اعتبرت فيه النقابات المركزية الموقعة أن اتفاق 29 أبريل 2024 للحوار الاجتماعي "تاريخي" ذهبت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، القريبة من حزب العدالة والتنمية المعارض، أن الاتفاق غامض، حيث لم تقدم بنوده أي رؤية مندمجة موحدة تحدد الخطوط العريضة للقانون المنظم للحق في الإضراب وقانون النقابات ومراجعة قانون مدونة الشغل، ولا أي جدولة صريحة لإصدارها. النقابة في كلمة لها بمناسبة تخليد فاتح ماي في تجمعها المركزي الذي عقدته بالدار البيضاء، دعت الحكومة إلى تغيير مقاربتها للحوار الاجتماعي، من خلال اعتماد حوار اجتماعي وطني متعدد الأطراف، دون إقصاء لأي تنظيم نقابي بناء على حسابات سياسية ضيقة، لتجاوز تنامي مؤشرات الأزمة الاجتماعية. كما دعت إلى سن إجراءات فورية لتسقيف الأسعار وإحداث توازن بين الاستيراد والتصدير من أجل التحكم في التضخم، وإلى اتخاذ إجراءات استعجالية للحفاظ على الأمن الغذائي للمغاربة، بعيدا عن خدمة شراهة بعض الأطراف الاقتصادية التي لا يهمها إلا العائد الربحي ، وعدم استثناء أي من الشغيلة المغربية من أي زيادة مرتقبة. واستنكرت تعثر بعض الحوارات القطاعية، والتي أدت إلى تصاعد وثيرة الاحتجاجات، من قبيل الفلاحة والعدل والجماعات المحلية والصحة....كما دعت إلى تجاوز المقاربة الأمنية في التعاطي مع الحق في الاحتجاجات والإضرابات واللجوء إلى الإجراءات الانتقامية من قبيل الإمعان في الاقتطاعات والتوقيفات. النقابة تطرقت إلى استمرار غياب المراقبة وزجر الاستغلال الفاحش والتوزيع غير العادل والمعقلن للدعم الفلاحي. وذهبت إلى أن هذا الوضع  استمرت معه موجة الغلاء البنيوي لأثمنة الخضر واللحوم والخضروات التي تعرفها أسواق المملكة. واستعانت بتقارير المندوبية السامية للتخطيط للحديث عن ارتفاع معدل البطالة وتراجع مستوى المعيشة.  
مجتمع

نزار بركة: الحكومة لم يكن من خيار أمامها سوى الزيادة في الأجور
ردد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، اسم عباس الفاسي، الأمين العام الأسبق للحزب، في أكثر من مرة في الكلمة التي ألقاها، اليوم الأربعاء، في التجمع الخطابي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والذي نظم بقاعة 11 يناير بوسط مدينة فاس. وقال إن الكثير من الانجازات ذات الطابع الاجتماعي تحققت في ظل حكومته، وحاول أن يربط بين هذه الإنجازات وما تقوم به الحكومة الحالية التي يترأسها عزيز أخنوش، ويشارك فيها حزب الاستقلال. وقال، في هذا الصدد، إن مأسسة الحوار الاجتماعي يعود إلى عهد حكومة الفاسي. كما أشار إلى نتائج اتفاقية 26 أبريل 2011 والتي وقعت بين حكومة الفاسي والنقابات المركزية.  الأمين العام لحزب الاستقلال تحدث عن أوضاع اجتماعية كانت صعبة في المغرب في السنوات السابقة بسبب ما أسماه بالحرب الروسية على أوكرانيا. وأشار إلى أن الحكومة قررت عدم الزيادة في أسعار القمح وقنينات الغاز والكهرباء. كما أكد بأن الحكومة كانت أمام مواجهة الجفاف. وأدت كل هذه الأوضاع إلى تراجع القدرة الشرائية، ولم يكن من خيار أمام الحكومة سوى الزيادة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل، وهو نفسه ما سبق أن قامت به حكومة عباس الفاسي، يورد نزار بركة.  واعتبر، وهو يتحدث أمام حشد من أعضاء نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلى جانب قيادات عن أحزاب التحالف المحلي بالمدينة، بأن هذه الزيادات حققت الإنصاف. وتحدث، وهو يستعرض إنجازات الحكومة، عن المراجعات التي شملها نظام التقاعد بالنسبة للأجراء غيرالمستوفين لعدد الأيام المحددة في السابق. ومكنت هذه المراجعة من تمكين الأجراء الذين بلغوا سن التقاعد إما من الحصول على التقاعد أو الحصول على دعم. 
مجتمع

بالڤيديو: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمراكش تنتقد مخرجات الحوار الاجتماعي
خلدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمراكش يومه الاربعاء فاتح ماي، عيد الشغل على غرار باقي المركزيات النقابية بالمغرب، حيث اكد الكاتب العام للإتحاد المحلي للنقابة عبد الفتاح زيزي بهذه المناسبة في تصريبح لـ كشـ24، مواصلة وقوف النقابة الى الجانب القضية الفلسطينية، ومطالب الشغيلة بالمغرب، منتقدا في الوقت ذاته مخرجات الحوار الاجتماعي الاخير. 
مجتمع

بالصور.. عمال و مستخدمي عشرات المقاولات بمراكش يحتفون بعيد الشغل
شارك المئات من العمال و المستخدمين المنتمين لمختلف المقاولات بمراكش، في مسيرات بمناسبة عيد الشغل، حيث توجهت جميع المسيرات نحو ساحة باب دكالة حيث نظمت التجمعات الخطابية لمختلف النقابات.  
مجتمع

حادثة سير مروعة تنهي حياة المايسترو “أحمد هبيشة” أشهر عازف كمان بالمغرب
نعى عدد من الموسيقيين و الفنانين المغاربة، زميلهم المايسترو "أحمد هبيشة"، عازف الكمان الشهير، الذي توفي صباح اليوم الأربعاء، بعد تعرضه مساء أول أمس الاثنين لحادثة سير خطيرة، نقل إثرها على عجل إلى مستشفى 20 غشت بمدينة الدار البيضاء، التي ظل يرقد بها إلى أن وافته المنية. ونشر الفنانون المغاربة، تدوينات عبر حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا من خلالها عن حزنهم الشديد، لفقدان الفقيد أحمد هبيشة. وكتبت أسماء لمنور تدوينة مؤثرة قالت فيها: “وداعا صديقي ورفيق المشوار والدرب، إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا أحمد هبيشة لمحزونون.. وداعا المايسترو وأحد أمهر عازفي الكمان، الفنان صاحب الابتسامة والقلب الطيب”. من جهتها، نعت المطربة نجاة رجوي زميلها قائلة: “إنا لله وإنا إليه راجعون … أخونا وصديقنا الأستاذ والمايسترو أحمد هبيشة في ذمة الله، الله يرحمك يا طيب القلب ودائمً الابتسامة، واللهم صبرنا وصبر أحبابك على فراقك”. الفنان المغربي سعيد الإمام، رئيس المرصد الوطني للأغنية المغربية، عبّر أيضا عن حزنه الشديد لرحيل صديق مشواره، قائلا: “تلقينا، اللحظة، خبر وفاة أخينا الفنان الملحن والموسيقي والموزع وأستاذ المادة الموسيقية أحمد هبيشة، بعد حادثة سير مروعة تعرض لها صحبة رفيقه الفنان عصام فهيم.. عزاؤنا واحد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم ثبته عند السؤال واجعله من الصديقين والشهداء”. ويذكر أن أحمد هبيشة هو واحد من أهم عازفي الكمان بالمغرب، اشتغل مع أبرز الفنانين المغاربة والعرب في مجموعة من المهرجانات وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية التي تولى فيها قيادة الفرق الموسيقية.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 02 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة