الأحد 28 أبريل 2024, 17:24

جهوي

تأثير المستثمرين على التنظيم الاجتماعي لفلاحي أراضي الاصلاح الزراعي” مراكش نمودجا”


كشـ24 نشر في: 22 نوفمبر 2017

كشف مقتطف من بحث لعزالدين ازيان طالب باحث بعلم الاجتماع رئيس هيئة المساواة ومقاربة النوع وتكافؤ الفرص و رئيس جمعية أصدقاء المدارس  تأثير المستثمرين على التنظيم الاجتماعي لفلاحي أراضي الاصلاح الزراعي، من خلال سرد قصة تجسد التشكل التاريخي لتعاونيات الإصلاح الزراعي ، خاصة بإقليم الحوز، حيث حاول ربط خيوط الماضي البعيد بخيوط الماضي القريب والحاضر، من خلال مسار فلاح اسمه الحاج عبد السلام  وعلاقته تعاونيات الإصلاح الزراعي.

ويحكي عن الحاج عبد السلام ابن منطقة أوريكة  انه و بعد سنة من عمله بإحدى الضيعات الفلاحية للمدعو  "موريس" الواقعة بحي تاركة بمدينة مراكش، تسرب الملل وشوق القرب  بالعائلة إليه، ليعود إدراجه نحو مسقط رأسه لإقناع عائلته لمغادرة أوريكة نحو منطقة أغواطيم ، التي يمتلك بها والده أرض فلاحية متواضعة وكان الأمر كذلك .

 ويضيف الحاج عبد السلام أنه في بداية سنة 1954 تزوجت أختي من رئيس عمال " كابران " إحدى الضيعات الفلاحية لمعمر فرنسي يدعى " الرملي "، فاقترح علي العمل بجواره، فلبثت معه في الضيعة سنة كاملة ، قبل أن يتم تسريحي من العمل من طرف المعمر، بدعوى التهاون في تزويد قطيع من الأبقار بالماء الشروب ، وكان اليوم هو يوم الأحد، الذي هو أصلا يوم عطلة بالنسبة للعمال , مما جعل صهري الكابران الذي كان على علم تام بأنني بريء من تهمة التقصير في عملي يتضامن معي، و يمدني ببعض الوثائق، ويوجهني لدى إحدى المعمرات المسماة "مدام الشادلية "، وواحد من المعمرين المدعو "مسيو كيوم "، ولم أتمكن من مقابلة الأولى لغيابها ، بينما تمكنت من عرض الوثائق على السيد كيوم بعد جهد جهيد، ومعاناة المشي على الأقدام  ، من دوار تبوهنيت نحو تمصلوحت ،وكذلك لصعوبة اختراق حواجز وقيود وإجراءات الولوج إلى ضيعات المعمرين، وقدمت الأمانة التي سلمني إياها صهري الكابران  لدى صديقه المعمر "مسيو الرملي " فتعرف عليه بسرعة وتحفظ في بداية الأمر من توظيفه، خاصة انه رئيس عمال سابق بضيعة صديقه ، فخشي إزعاجه رغم حاجته الملحة له، فضرب لي  موعدا لبعض الساعات ، وكأنني بالرجل يريد أن يأخد الوقت ليستفسر صديقه ويستأذنه في الأمر لدفع الحرج.

بعد ذلك طرح علي مجموعة من الأسئلة للاختبار  والاستعلام ، بدء من طبيعة وقيمة الأجرة التي كنت أتقاضاها أنا كعامل، والتي كانت لا تتعدى 20 ريالا، بينما لم يستفسرني عن أجرة صهري الكابران ، يبدو لي آنذاك بأنه كان على علم تام بها ،كما استفسرني عن هويتي ، فطلب مني الحضور رفقة صهري في يوم الاثنين الموالي بمقر مكتب الفلاحة بمراكش لتتمة إجراءات التشغيل ، بعدها أخدنا أمتعتنا أنا وصهري الكابران بواسطة شاحنة نحو مقر عملنا الجديد بضيعة كيوم ، بعد أن باءت جميع محاولات مسيو الرملي لثنينا عن الرحيل بالفشل .

وفعلا انسجمنا بشكل كبير داخل ضيعة السيد كيوم، حيث لبثنا فيها من سنة 1955 إلى سنة 1969 ، وكانت ظروف العمل جد ملائمة وموزعة بشكل دقيق حسب كل اختصاص ، من حراسة ، وسقي، وحرث ،وغرس، وجني للثمار والغلال ، وتقليم الأشجار، ورعي الماشية ...حيث أن الضيعة كانت جد شاسعة تبلغ مساحتها حوالي 740 هكتارا .

وتزامنا مع هذه الفترة فقد بدأت عملية إجلاء المعمرين, ومغادرتهم للمغرب ، وحيازة الدولة لعقاراتهم، بعدما تقوم بتعويضهم عن المنقولات، والآليات ،والمواشي، وجميع الممتلكات المتخلى عنها ، لتقوم بعد ذلك بإعادة توزيع قسط مهم منها في المرحلة الأولى على شركات فلاحية تابعة للدولة sodea صوديا،  وتوزيع العمال عليها بتأطير جديد ، لم يرقى إلى ما عهده العمال مع المعمرين، بحيث بدأت أجور الشهور تتراكم ،  و الشكايات والاحتقانات تشتد بين صفوف العمال ، ما دفع بالسلطات الوصية إلى تحويل تدبير هذه الضيعات لفائدة العمالات والأقاليم ، لكن الأمر ازداد تعقيدا أكثر، بحيث أصبحت مجموعة من الانزلاقات والخروقات تمارس بشكل ممنهج في تدبير الضيعات ، مما عجل في إفلاسها ، بعد أن أصبحت مصالح العمالات غير قادرة على تأدية أجور العمال، وهو ما جعل السلطات العليا تعتمد مقاربة جديدة  لتمكين العمال من الاستفادة من هذه العقارات الفلاحية  بشكل مباشر كمتصرفين فيها، بدل صفتهم كأجراء وعمال ، وهو ما لم يستسغه معظم الفلاحون في بداية الأمر، حيث بدأت نقاشات اجتماعية متعلقة بطبيعة تعاقدات الفلاح مع المعمرين ، الذين لبثوا معهم في الشغل لعقود من الزمن .

وفي صبيحة أحد الأيام الموالية لهذه الإحداث ، تمت المناداة علينا نحن مجموعة من العمال الفلاحين بالضيعات ، و كان عددنا آنذاك 36 عاملا فلاح ، من طرف مصالح العمالة  لإقناعنا بضرورة استغلال الأرض بشكل مباشر، عوض العمل لدى الغيرة، وهو ما استقر عليه رأي 14 فلاح بعد مد وجزر في نقاش بين الفلاحين ، الذي رأى بعضهم بان الأمر هو عباراة عن صيغة جديدة لإدماجنا كخماسة لدى الدولة المغربية .وهو ما خلق نوع من الاحتقان والغليان في صفوف الفلاحين الذين تم استدعاءهم للقاء بمقر العمالة ،الذي حضره مفتش الشغل وقائد المنطقة ، الذي هدد أحدنا وخيره بين تسلم القطعة الأرضية آو ثلاثة أشهر سجنا نافذا ، كرسالة وتهديد لباقي الفلاحين الرافضين للعرض.

وفعلا لقد قامت السلطات باستدعائنا لدوار سيدي موسى بتسلطانت، وقامت بتسليمنا قطعة أرضية بعيدة عن أرض المعمر الذي كنا نشتغل معه ، نظرا لخصوبة هذه الأخيرة التي تبين لنا فيما بعد أنها قد احتفظ بها بشكل خاص لعملية أخرى في إطار أجندة لم يكشف لنا عنها آنذاك ، ولقد كان ذلك بتاريخ شهر شتنبر من سنة 1969 ، حيث تسلمنا نحن الاربعة عشرة ظهير استغلال ارض تعاونية الباهية ، البالغ مساحتها نحو 470 هكتار، فيما تحفظ بعض الفلاحين عن العملية ، كما تمت إضافة مجموعتين إلى مجموعتنا الأولى ، مكونة من 3 فلاحين من منطقة تمصلوحت ، و3 آخرين من دوار تدارت بتحناوت ، ليصبح عددنا 20 مستفيدا ، شكلنا فيما بيننا تعاونية الإصلاح الزراعي الباهية بتأطير من وزارة الفلاحة ، وفي نفس التاريخ وبنفس الشروط تم تأسيس تعاونية العزيزية المجاورة لنا حيث تم تسطير الحدود بين التعاونيتين .
    
لم يمر وقت طويل عن تأسيس التعاونية حتى بدأت بعض الخلافات تطفو على السطح بين المتعاونين ، حيث حاولنا نحن مجموعة مكونة من أربع متعاونين ، فك ارتباطنا بالعملية جملة وتفصيلا، وقررنا الخروج من التعاونية وترك الجمل بما حمل، بحيث انه وبشكل استثنائي فقد بقي السيد كيوم يستغل ضيعته الفلاحية، ولم يغادر بعد المغرب كباقي المعمرين، ما جعلنا حينها نعود للضيعة لمحاولة استئناف العمل بها ، فدخل على الخط إطار تابع لوزارة الفلاحة وهو المدعو باسكون، لتنبيه السلطات الإقليمية بان فلسفة توزيع الأراضي، وخلق تعاونيات بين الفلاحين يتم إجهاضها، بسبب عزوف بعض الفلاحين، الذين غاب عنهم التأطير، ليستمر الأمر على هذا الحال لمدة أربعة أشهر، إلى أن تم الحسم من طرف مصالح العمالة التي تدخلت لدى مشغلينا بضيعة كيوم،  وإيقافنا عن العمل بالضيعة ، والرجوع لاستئناف نشاطنا بتعاونية الباهية، وهو الأمر الذي لم يكن سهلا كذلك، خاصة بالنسبة لزملائي الذين كلفهم الأمر التدخل لدى البرلماني المرحوم محمد بوقدير للترافع لهم لدى السلطات، من اجل أخد وضعهم الطبيعي بالتعاونية.

و قد توجهت شخصيا  إلى حي سيدي يوسف بن علي بمراكش، واكتريت منزلا بقيمة 20 درهما شهريا ، ضاربا عرض الحائط أية علاقة بيني وبين التعاونية ، والسعي للبحث عن شغل جديد بالمدينة ، وبقي الأمر على هذا الحال ، إلى أن اتصل بي زملائي الثلاثة مبدين لي رغبة كبيرة وحماس شديد للالتحاق بهم بالضيعة ، واخذ مكاني الطبيعي بينهم ، وفتح صفحة جديدة مع رئيس التعاونية، و فعلا تم إدماجي في حياة التعاونية من جديد ، وبقينا مجتمعين نمارس نشاطنا الفلاحي بشكل عادي،  إلى أواخر العشرية الأولى من القرن الحالي، حيث تلاقفتنا عن بغثة أيادي المستثمرين ، بكل إغراءاتها المادية، التي كنا في أمس الحاجة إليها، خاصة أنه  لا سبيل لنا في التصرف في عقارات التعاونية خارج ممارساتنا لنشاطنا  الفلاحي ، فبدأت مساوماتنا في بيع الأرض الجماعية للمستثمرين ، بعد رفع اليد من طرف الدولة ، وإزاحة شروط التمليك النهائي للفلاحين المتعاونين ، وهي العملية التي كانت محاطة بمجموعة من التعقيدات والعراقيل ، خاصة بالنسبة للفلاحين الصغار من أمثال تركيبة متعاوني تعاونيات الإصلاح الزراعي .
 
 

كشف مقتطف من بحث لعزالدين ازيان طالب باحث بعلم الاجتماع رئيس هيئة المساواة ومقاربة النوع وتكافؤ الفرص و رئيس جمعية أصدقاء المدارس  تأثير المستثمرين على التنظيم الاجتماعي لفلاحي أراضي الاصلاح الزراعي، من خلال سرد قصة تجسد التشكل التاريخي لتعاونيات الإصلاح الزراعي ، خاصة بإقليم الحوز، حيث حاول ربط خيوط الماضي البعيد بخيوط الماضي القريب والحاضر، من خلال مسار فلاح اسمه الحاج عبد السلام  وعلاقته تعاونيات الإصلاح الزراعي.

ويحكي عن الحاج عبد السلام ابن منطقة أوريكة  انه و بعد سنة من عمله بإحدى الضيعات الفلاحية للمدعو  "موريس" الواقعة بحي تاركة بمدينة مراكش، تسرب الملل وشوق القرب  بالعائلة إليه، ليعود إدراجه نحو مسقط رأسه لإقناع عائلته لمغادرة أوريكة نحو منطقة أغواطيم ، التي يمتلك بها والده أرض فلاحية متواضعة وكان الأمر كذلك .

 ويضيف الحاج عبد السلام أنه في بداية سنة 1954 تزوجت أختي من رئيس عمال " كابران " إحدى الضيعات الفلاحية لمعمر فرنسي يدعى " الرملي "، فاقترح علي العمل بجواره، فلبثت معه في الضيعة سنة كاملة ، قبل أن يتم تسريحي من العمل من طرف المعمر، بدعوى التهاون في تزويد قطيع من الأبقار بالماء الشروب ، وكان اليوم هو يوم الأحد، الذي هو أصلا يوم عطلة بالنسبة للعمال , مما جعل صهري الكابران الذي كان على علم تام بأنني بريء من تهمة التقصير في عملي يتضامن معي، و يمدني ببعض الوثائق، ويوجهني لدى إحدى المعمرات المسماة "مدام الشادلية "، وواحد من المعمرين المدعو "مسيو كيوم "، ولم أتمكن من مقابلة الأولى لغيابها ، بينما تمكنت من عرض الوثائق على السيد كيوم بعد جهد جهيد، ومعاناة المشي على الأقدام  ، من دوار تبوهنيت نحو تمصلوحت ،وكذلك لصعوبة اختراق حواجز وقيود وإجراءات الولوج إلى ضيعات المعمرين، وقدمت الأمانة التي سلمني إياها صهري الكابران  لدى صديقه المعمر "مسيو الرملي " فتعرف عليه بسرعة وتحفظ في بداية الأمر من توظيفه، خاصة انه رئيس عمال سابق بضيعة صديقه ، فخشي إزعاجه رغم حاجته الملحة له، فضرب لي  موعدا لبعض الساعات ، وكأنني بالرجل يريد أن يأخد الوقت ليستفسر صديقه ويستأذنه في الأمر لدفع الحرج.

بعد ذلك طرح علي مجموعة من الأسئلة للاختبار  والاستعلام ، بدء من طبيعة وقيمة الأجرة التي كنت أتقاضاها أنا كعامل، والتي كانت لا تتعدى 20 ريالا، بينما لم يستفسرني عن أجرة صهري الكابران ، يبدو لي آنذاك بأنه كان على علم تام بها ،كما استفسرني عن هويتي ، فطلب مني الحضور رفقة صهري في يوم الاثنين الموالي بمقر مكتب الفلاحة بمراكش لتتمة إجراءات التشغيل ، بعدها أخدنا أمتعتنا أنا وصهري الكابران بواسطة شاحنة نحو مقر عملنا الجديد بضيعة كيوم ، بعد أن باءت جميع محاولات مسيو الرملي لثنينا عن الرحيل بالفشل .

وفعلا انسجمنا بشكل كبير داخل ضيعة السيد كيوم، حيث لبثنا فيها من سنة 1955 إلى سنة 1969 ، وكانت ظروف العمل جد ملائمة وموزعة بشكل دقيق حسب كل اختصاص ، من حراسة ، وسقي، وحرث ،وغرس، وجني للثمار والغلال ، وتقليم الأشجار، ورعي الماشية ...حيث أن الضيعة كانت جد شاسعة تبلغ مساحتها حوالي 740 هكتارا .

وتزامنا مع هذه الفترة فقد بدأت عملية إجلاء المعمرين, ومغادرتهم للمغرب ، وحيازة الدولة لعقاراتهم، بعدما تقوم بتعويضهم عن المنقولات، والآليات ،والمواشي، وجميع الممتلكات المتخلى عنها ، لتقوم بعد ذلك بإعادة توزيع قسط مهم منها في المرحلة الأولى على شركات فلاحية تابعة للدولة sodea صوديا،  وتوزيع العمال عليها بتأطير جديد ، لم يرقى إلى ما عهده العمال مع المعمرين، بحيث بدأت أجور الشهور تتراكم ،  و الشكايات والاحتقانات تشتد بين صفوف العمال ، ما دفع بالسلطات الوصية إلى تحويل تدبير هذه الضيعات لفائدة العمالات والأقاليم ، لكن الأمر ازداد تعقيدا أكثر، بحيث أصبحت مجموعة من الانزلاقات والخروقات تمارس بشكل ممنهج في تدبير الضيعات ، مما عجل في إفلاسها ، بعد أن أصبحت مصالح العمالات غير قادرة على تأدية أجور العمال، وهو ما جعل السلطات العليا تعتمد مقاربة جديدة  لتمكين العمال من الاستفادة من هذه العقارات الفلاحية  بشكل مباشر كمتصرفين فيها، بدل صفتهم كأجراء وعمال ، وهو ما لم يستسغه معظم الفلاحون في بداية الأمر، حيث بدأت نقاشات اجتماعية متعلقة بطبيعة تعاقدات الفلاح مع المعمرين ، الذين لبثوا معهم في الشغل لعقود من الزمن .

وفي صبيحة أحد الأيام الموالية لهذه الإحداث ، تمت المناداة علينا نحن مجموعة من العمال الفلاحين بالضيعات ، و كان عددنا آنذاك 36 عاملا فلاح ، من طرف مصالح العمالة  لإقناعنا بضرورة استغلال الأرض بشكل مباشر، عوض العمل لدى الغيرة، وهو ما استقر عليه رأي 14 فلاح بعد مد وجزر في نقاش بين الفلاحين ، الذي رأى بعضهم بان الأمر هو عباراة عن صيغة جديدة لإدماجنا كخماسة لدى الدولة المغربية .وهو ما خلق نوع من الاحتقان والغليان في صفوف الفلاحين الذين تم استدعاءهم للقاء بمقر العمالة ،الذي حضره مفتش الشغل وقائد المنطقة ، الذي هدد أحدنا وخيره بين تسلم القطعة الأرضية آو ثلاثة أشهر سجنا نافذا ، كرسالة وتهديد لباقي الفلاحين الرافضين للعرض.

وفعلا لقد قامت السلطات باستدعائنا لدوار سيدي موسى بتسلطانت، وقامت بتسليمنا قطعة أرضية بعيدة عن أرض المعمر الذي كنا نشتغل معه ، نظرا لخصوبة هذه الأخيرة التي تبين لنا فيما بعد أنها قد احتفظ بها بشكل خاص لعملية أخرى في إطار أجندة لم يكشف لنا عنها آنذاك ، ولقد كان ذلك بتاريخ شهر شتنبر من سنة 1969 ، حيث تسلمنا نحن الاربعة عشرة ظهير استغلال ارض تعاونية الباهية ، البالغ مساحتها نحو 470 هكتار، فيما تحفظ بعض الفلاحين عن العملية ، كما تمت إضافة مجموعتين إلى مجموعتنا الأولى ، مكونة من 3 فلاحين من منطقة تمصلوحت ، و3 آخرين من دوار تدارت بتحناوت ، ليصبح عددنا 20 مستفيدا ، شكلنا فيما بيننا تعاونية الإصلاح الزراعي الباهية بتأطير من وزارة الفلاحة ، وفي نفس التاريخ وبنفس الشروط تم تأسيس تعاونية العزيزية المجاورة لنا حيث تم تسطير الحدود بين التعاونيتين .
    
لم يمر وقت طويل عن تأسيس التعاونية حتى بدأت بعض الخلافات تطفو على السطح بين المتعاونين ، حيث حاولنا نحن مجموعة مكونة من أربع متعاونين ، فك ارتباطنا بالعملية جملة وتفصيلا، وقررنا الخروج من التعاونية وترك الجمل بما حمل، بحيث انه وبشكل استثنائي فقد بقي السيد كيوم يستغل ضيعته الفلاحية، ولم يغادر بعد المغرب كباقي المعمرين، ما جعلنا حينها نعود للضيعة لمحاولة استئناف العمل بها ، فدخل على الخط إطار تابع لوزارة الفلاحة وهو المدعو باسكون، لتنبيه السلطات الإقليمية بان فلسفة توزيع الأراضي، وخلق تعاونيات بين الفلاحين يتم إجهاضها، بسبب عزوف بعض الفلاحين، الذين غاب عنهم التأطير، ليستمر الأمر على هذا الحال لمدة أربعة أشهر، إلى أن تم الحسم من طرف مصالح العمالة التي تدخلت لدى مشغلينا بضيعة كيوم،  وإيقافنا عن العمل بالضيعة ، والرجوع لاستئناف نشاطنا بتعاونية الباهية، وهو الأمر الذي لم يكن سهلا كذلك، خاصة بالنسبة لزملائي الذين كلفهم الأمر التدخل لدى البرلماني المرحوم محمد بوقدير للترافع لهم لدى السلطات، من اجل أخد وضعهم الطبيعي بالتعاونية.

و قد توجهت شخصيا  إلى حي سيدي يوسف بن علي بمراكش، واكتريت منزلا بقيمة 20 درهما شهريا ، ضاربا عرض الحائط أية علاقة بيني وبين التعاونية ، والسعي للبحث عن شغل جديد بالمدينة ، وبقي الأمر على هذا الحال ، إلى أن اتصل بي زملائي الثلاثة مبدين لي رغبة كبيرة وحماس شديد للالتحاق بهم بالضيعة ، واخذ مكاني الطبيعي بينهم ، وفتح صفحة جديدة مع رئيس التعاونية، و فعلا تم إدماجي في حياة التعاونية من جديد ، وبقينا مجتمعين نمارس نشاطنا الفلاحي بشكل عادي،  إلى أواخر العشرية الأولى من القرن الحالي، حيث تلاقفتنا عن بغثة أيادي المستثمرين ، بكل إغراءاتها المادية، التي كنا في أمس الحاجة إليها، خاصة أنه  لا سبيل لنا في التصرف في عقارات التعاونية خارج ممارساتنا لنشاطنا  الفلاحي ، فبدأت مساوماتنا في بيع الأرض الجماعية للمستثمرين ، بعد رفع اليد من طرف الدولة ، وإزاحة شروط التمليك النهائي للفلاحين المتعاونين ، وهي العملية التي كانت محاطة بمجموعة من التعقيدات والعراقيل ، خاصة بالنسبة للفلاحين الصغار من أمثال تركيبة متعاوني تعاونيات الإصلاح الزراعي .
 
 


ملصقات


اقرأ أيضاً
جهة مراكش آسفي تتبوأ المرتبة الأولى في مسابقة زيت الزيتون بالملتقى الدولي للفلاحة
تبوأ زيت الزيتون المنتج بجهة مراكش اسفي، المرتبة الأولى في الدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، على جل جوائز المباراة الوطنية الرابعة عشر لجودة زيت الزيتون البكر الممتازة للموسم الفلاحي 2023/2024، وشهدت المسابقة هذه السنة مشاركة 54 مرشحا ينتمون لست جهات من المملكة. وترأس حفل توزيع الجوائز، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يوم أمس الأربعاء 24 أبريل الجاري، بمكناس، تتويجا للمباراة الوطنية الرابعة عشر لجودة زيت الزيتون البكر الممتازة للموسم الفلاحي 2023/2024، والتي فتحت في وجه جميع منتجي زيت الزيتون في المغرب. وأشرفت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على تنظيم المباراة بالتشاور مع الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، وتعكس الاهتمام الخاص الذي توليه استراتيجية الجيل الأخضر لتحسين جودة المنتجات الفلاحية، بما في ذلك زيت الزيتون. هذا وأسفرت المباراة عن فوز اثنتي عشر زيت زيتون تنتمي إلى أربع جهات وتنقسم إلى أربع فئات متجانسة من حيث النكهة الثمرية، وهي النكهة الثمرية الخضراء القوية، النكهة الثمرية الخضراء المعتدلة، النكهة الثمرية الخضراء الخفيفة والنكهة الثمرية الناضجة، وفي كل فئة، تم منح ثلاث جوائز (الأولى والثانية والثالثة). وكانت الجائزة الأولى من فئة زيت الزيتون قوية النكهة الثمرية الخضراء،من نصيب شركة الشجرة المباركة أڭرو، بينما حصلت على الجائزة الثانية تعاونية نور مجاط ، فيما عادت الجائزة الثالثة لتعاونية الغدير الأحمر، كلهن بجهة مراكش آسفي. أما بالنسبة لفئة زيت الزيتون معتدلة النكهة الثمرية الخضراء، فالجائرة الأولى كانت من نصيب شركة معصرة إبراهيم الزنيبر عن جهة فاس-مكناس، والجائرة الثانية حصلت عليها شركة CHICHAOUA OLIVE عن جهة مراكش-آسفي، بينما حصلت شركة OLEA CAPITAL عن جهة فاس-مكناس على الجائزة الثالثة.  وذهبت الجائزة الأولى في فئة زيت الزيتون خفيفة النكهة الثمرية الخضراء لتعاونية تيزي عن الجهة الشرقية، بينما حصلت المجموعة ذات النفع الاقتصادي آيت عتاب جهة بني ملال-خنيفرة عن الجائزة الثانية، وحصلت شركة OLIVEINVEST عن جهة فاس-مكناس عن الجائزة الثالثة في هذا الصنف.أما فيما يتعلق بفئة زيت الزيتون ذات النكهة الثمرية الناضجة، فالجائزة الأولى حصلت عليها تعاونية أزاغار موڭادور عن جهة مراكش-آسفي، والجائرة الثانية معصرة بن ملوك بجهة مراكش-آسفي، وحصلت تعاونية أرياف كيسان عن جهة فاس-مكناس، عن الجائزة الثالثة.  وللإشارة، فقد أجريت المباراة وفقا لنظام وضع طبقا للمعايير المعمول بها من قبل المجلس الدولي للزيتون في هذا المجال.
جهوي

درك إمنتانوت يوقف 3 متورطين في حيازة معادن باهضة الثمن
أوقفت عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي بامنتانوت، ثلاثة أشخاص على متن سيارة خفيفة متلبسين بحيازة أحجار معدنية. وتمكنت عناصر الدرك الملكي من خلال هذه العملية التي تمت على مستوى تراب جماعة انفيفة التابعة لدائرة امنتانوت، من حجز أحجار معدنية باهضة الثمن ومبلغ مالي مهم. وقد تم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة لتوقيف باقي المشاركين المفترضين في هذه الشبكة.
جهوي

رصاص أمن الصويرة يُنهي “عربدة” عشريني حاول الإعتداء على شرطي بسلاح أبيض
اضطر مفتش شرطة ممتاز يعمل بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الصويرة، خلال الساعات الأولى من صباح امس الأحد 21 أبريل الجاري، لاستعمال سلاحه الوظيفي بشكل احترازي في تدخل أمني لتوقيف شخص يبلغ من العمر 20 سنة، من ذوي السوابق القضائية، كان في حالة سكر وعرض أمن المواطنين وسلامة عناصر الشرطة الجسدية لاعتداء باستعمال السلاح الأبيض. وكانت دورية للشرطة كانت قد تدخلت من أجل توقيف المشتبه فيه الذي كان في حالة سكر، بعد ضبطه متلبسا باعتراض سبيل المواطنين وتهديدهم باستعمال السلاح الأبيض بساحة "بين الأسوار" بمدينة الصويرة، غير أنه رفض الامتثال وحاول تعريض موظف شرطة لاعتداء جسدي باستعمال السلاح الأبيض، وهو الأمر الذي اضطر هذا الأخير لاستعمال سلاحه الوظيفي وإطلاق عيار تحذيري. وقد مكن هذا الاستعمال التحذيري للسلاح الوظيفي من درء الخطر الناتج عن المشتبه فيه وتوقيفه، فضلا عن حجز السلاح الأبيض المستعمل في تنفيذ هذا الاعتداء. وقد تم إخضاع المشتبه فيه الموقوف لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
جهوي

الطريق الوطنية بين مراكش وآيت أورير تتحول إلى “طريق الموت”
يشتكي مستعملو الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين آيت أورير ومراكش وتحديدا عند الكيلوميتر 7 من مراكش من الحالة المزرية التي يعرفها المقطع الطرقي، معبرين عن امتعاضهم من تآكل الطريق وتهالكها منذ سنوات، حيث أصبح السائقون يطلقون عليها "طريق الموت" بسبب انتشار الحفر الخطيرة التي تملأ الطريق وتجعلها غير صالحة للسير. وأكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن مستعملي هذا المقطع الطرقي المصنف ضمن الطرق الوطنية يعيشون الجحيم كل يوم بسبب تآكل المقطع الطرقي من الجنبات وكثرة الحفر وسطه. ويشتكي مستعملو الطريق، سواء سائقي الدراجات النارية أو السيارات من الخسائر الميكانيكية التي يتكبدونها جراء الأضرار التي أصابت المقطع الطرقي سالف الذكر، مشيرين إلى أن الوضع المزري لهذه الطريق ليس وليد اليوم، بل ظل على حاله لعدة سنوات. في المقابل، أكد المشتكون أن المقطع الطرقي سالف الذكر أصبح في حالة مزرية بفعل تآكل جنباته وضيقه ووجود حفر عميقة وسطه، ما يؤثر على الحالة الميكانيكية للعربات، ويزيد من معاناة قاصدي المنطقة ذهابا ورواحا، مطالبين الجهات المسؤلة بالعمل على إصلاح هذه الطريق في أسرع وقت ممكن، عدم الاكتفاء بترقيعها وإنهاء معاناة السائقين.
جهوي

انطلاق فعاليات الملتقى الجهوي لحقوق الطفل بجهة مراكش
انطلقت أمس السبت 20 أبريل الجاري، فعاليات الملتقى الجهوي لحقوق الطفل، تحت شعار "من أجل مجتمع تسوده المساواة والعدالة ". الملتقى الذي ينعقد من 20 إلى 30 من الشهر الجاري، بجهة مراكش آسفي يعرف مشاركة 15 جمعيه بالجهة، تتقاسم مع المنتدى تطلعاته للمساهمة في بناء مغرب الغد المتشبع بقيم المواطنة وفق استراتيجية داعمة لحقوق الطفل منفتحة على المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين بجعل القرارات والسياسات التي تعنى بالطفل تأخذ بعين الاعتبار مصلحته الفضلى. وعرف ىالمنتدى توقيع اتفاقية شراكة مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش اسفي، تم تفعيلها من خلال تنظيم قافلة امل لفائدة الاطفال المتضررين من الزلزال، بشراكة مع العديد من الجمعيات. وبمشاركة اسماء وازنة افتتحت اشغال الملتقى الجهوي بندوة فكرية "في أفق تعديل مدونة الاسرة" ساهم فيها محاضرات و محاضرون، من قبل فريدة بناني، باحثة وفاعلة حقوقية، عبد الوهاب رفيقي باحث ومستشار وزير العدل، عتيقه ازولاي فاعلة جمعوية وحقوقية وسياسي، وانس سعدون قاضي وباحث في قانون الاسرة المغربي. ويأتي تنظيم هذه الندوة مواكبة للنقاش الوطني لمراجعة مدونة الاسرة، مراجعة نقدية تتجاوز كل الثغرات التي توظف سلبا للاجهاز على كل المكتسبات واغراق المجتمع في قراءة احادية لبعض فصول المدونة بغطاء فكري ضيق الاف،ق معلنة بشكل ضمني مصادرة قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان التي قدم مجتمعنا في سبيلها تضحيات كبيرة، متنكرة لكل اجتهادات الفقهاء والعلماء الاجلاء الذين انجبهم هذا الوطن مهملة كل الكتابات والبحوث العلمية التي تؤسس لافق جديد، وعلاقات متجانسة بين كل مكونات الاسرة وخاصه الطفل والمرأة.  
جهوي

الدرك يحقق في الإستيلاء على مبلغ مالي ومجوهرات من داخل منزل بشيشاوة
فتحت مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي بمجاط، تحقيقا لفك لغز سرقة منزل بدوار إغزر إزركان الواقع بجماعة امزوضة دائرة مجاط إقليم شيشاوة. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن مجهولين اقتحموا منزلا بداية الأسبوع الجاري، مستغلين غياب رب الأسرة الذي غادر المنزل قصد التسوق بالسوق الأسبوعي “اثنين ايمنتانوت”، وقاموا بحسب رواية الزوجة، بتهديدها بسلاح أبيض قبل الإستيلاء على مجموعة من الممتلكات. وبحسب المعطيات نفسها، فقد تمكن اللصوص من الإستيلاء على مبلغ مالي قدره 30 ألف درهم ومجموعة من المجوهرات، وهي الواقعة التي كان موضوع شكاية لدى مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي بمجاط، التي انتقلت إلى عين المكان لإجراء معايناتها الميدانية وفتح تحقيق في الموضوع قصد الوصول إلى الجاني أو الجناة.
جهوي

سلطات الحوز تنفذ ازيد من 30 قرار هدم بجماعة تمصلوحت
قامت السلطات المحلية باقليم الحوز صبيحة يومه الاربعاء بتنفيذ العشرات من قرارات الهدم ابصادر بشأن بنايات بجملعة تمصلوحت. وقام قائد قيادة قيادة تمصلوحت في هذا الاطار صباح اليوم الاربعاء 17 ابريل الجاري، بشن عملية هدم بنايات عشوائية بمختلف الدواوير التابعة للجماعة. وقد اسفرت هذه الحملة على تطبيق اكثر من 31 قرار هدم بكل من دوار اولاد يحي  دوار لعطاونة، اومناس، سيدي بروزيد، تكاديرت، ورياض مراكش، بالاضافة الى دواوير اخرى.  
جهوي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 28 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة