الأربعاء 22 مايو 2024, 00:18

وطني

أكادير تحيي الذكرى 57 لفاجعة الزلزال صيانة لذاكرة جماعية أليمة


كشـ24 نشر في: 1 مارس 2017

صيانة لفصل أليم من تاريخها الحديث، تحتضن فضاءات مختلفة من مدينة أكادير فعاليات متنوعة لإحياء الذكرى 57 لفاجعة الزلزال الذي غير معالمها ذات يوم من 1960.
 
وفي هذا الإطار، سطرت جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" برنامجا تنشيطيا متنوعا ، يشمل فضاءات وأحياء مختلفة من مدينة الانبعاث، لاستحضار جوانب من ذاكرة جماعية وشمها زلزال ليلة 29 فبراير من سنة 1960.
 
وستستهل هذه الأنشطة المنظمة إلى غاية 20 مارس القادم تحت شعار "رد الاعتبار للذاكرة الجماعية لاكادير مسؤولية للجميع"، بتنظيم وقفة ترحم على أرواح شهداء زلزال أكادير، وذلك بعد عصر اليوم الثلاثاء، في مقابر "إحشاش"، حيث من المقرر أن يشارك فيها على الخصوص إمام، وقس، وحاخام، تعبيرا عن أواصر التعايش والتسامح والتضامن التي عرفت بها أكادير.
 
وسيشهد يوم فاتح مارس التوقيع على اتفاقية للتدبير المشترك لمعرض "ذاكرة أكادير"، بين كل من "ملتقى إزوران نوكادير" والجماعة الحضرية لأكادير، إلى جانب افتتاح معرض "ذاكرة أكادير "بتيمة جديدة تحمل عنوان:"مظاهر الهندسة المعمارية الحديثة بأكادير خلال فترة المندوبية السامية لإعادة بنا ء أكادير".
 
كما ستعلن جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" في اليوم نفسه عن إطلاق الدورة الثانية لمسابقة في التصوير الفوتوغرافي بعنوان "نوستالجيا الأمكنة، محفز لتثمين الذاكرة الجماعية لأكادير" والتي تشرف على تأطيرها الجمعية المغربية لهواة التصوير الفوتوغرافي.
 
وتحضر الأفلام الوثائقية ضمن الأنشطة المخلدة للذكرى 57 لفاجعة زلزال أكادير، حيث سيتم بث شريط وثائقي عن "سينما سلام" بعنوان "سوليمانو" حيث تعتبر بناية هذه القاعة السينمائية ذات الشكل الهندسي المميز من بين البنايات التي نجت من كارثة الزلزال.
 
وفي الشق المتعلق بالنقاشات المفتوحة في وجه عموم المهتمين، برمجت الجمعية مجموعة من اللقاءات الموزعة على فضاءات مختلفة بمدينة أكادير، حيث سيتم في هذا الإطار عقد لقاء لتبادل الآراء حول مواضيع تتعلق بـ "إشكالية المشهد الحضري باكادير: المؤهلات والنقائص"، و"الطبيعة الزلزالية لموقع مجال أكادير: الإكراهات والتحديات"، إضافة إلى عرض وثائق غير منشورة عن تاريخ أكادير للباحث والإعلامي محمد شاطر، وتقديم مشروع هندسي لإعادة الاعتبار لقصبة "أكادير أوفلا" من طرف المهندسة شمس الضحى أوالقاضي، الحائزة على جائزة "هولشيم بيروت 2015".
 
وفضلا عن ذلك، برمجت جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" لقاءات أخرى ذات طبيعة ثقافية تشمل على الخصوص تقديم وقراءة صفحات من كتاب "إغلاق ميناء أكادير من طرف السلطان محمد بن عبد الله وتدعياته على سوس" للأستاذ عبد الله كيكر، وتقديم و قراءة في كتاب "ومضات من ذاكرة أنزا "لمؤلفه محمد احمد ازداك ، وقراءة في رواية "الحلم الضال" للأستاذ حسن أومولود.
 
وتتضمن الأنشطة الفنية المبرمجة في إطار تخليد الذكرى 57 لفاجعة زلزال أكادير تنظيم أمسية تراثية بمقر متحف التراث الأمازيغي بأكادير، وتقديم شريط غنائي (كليب) حول قصبة "أكادير اوفلا" للإخوان مسير، من المجموعة الغنائية "لارياش".
 
للتذكير، فإن أكادير شهدت ذات مساء رمضاني هزة أرضية ضربت المدينة يوم 29 فبراير من سنة 1960 على الساعة الحادية عشرة و 40 دقيقة، حيث بلغت قوة الرجة 7ر5 درجات على سلم ريشتر.
 
وكانت 15 ثانية كافية لتودي بحياة 15 ألف قتيل، أي ما يعادل ثلث سكان المدينة وقتئذ، فضلا عن إصابة حوالي 25 ألف آخرين بجروح ، حيث شكل زلزال أكادير كارثة طبيعية لم يعرف المغرب مثيلا لها من حيث الخسائر التي خلفتها.
 
ووصل دوي زلزال أكادير إلى المدن المجاورة ومن ضمنها مدن إنزكان، وتارودانت والصويرة، وحتى مراكش. إلا أن الهزة الأرضية لم تشكل أية خطورة سواء على الإنسان أو الممتلكات في هذه المدن.
 
وتزامن هذا الزلزال مع ظرفية دقيقة في تاريخ المغرب الحديث، الذي شرع في إطلاق أوراش كبرى للبناء بعد فترة وجيزة من الحصول على الاستقلال، مما حذا بالبعض إلى اعتبار الخسارة الثقيلة لهذه الكارثة الطبيعية بمثابة عامل مشوش على جهاد التشييد والبناء الذي انخرط فيه المغرب.
 
إلا أن الإرادة القوية للمغاربة المجندين وقتئذ وراء الملك المجاهد، محمد الخامس طيب الله ثراه، جعلت الشعب المغربي، الذي كان متعودا على مواجهة المحن والمصاعب، يرفع التحدي ويواجه بالتالي مصيره الحتمي المتمثل في ركوب مسلسل غير مسبوق من البناء الذي أظهر جانبا مشرقا من الشخصية المغربية الفذة.

صيانة لفصل أليم من تاريخها الحديث، تحتضن فضاءات مختلفة من مدينة أكادير فعاليات متنوعة لإحياء الذكرى 57 لفاجعة الزلزال الذي غير معالمها ذات يوم من 1960.
 
وفي هذا الإطار، سطرت جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" برنامجا تنشيطيا متنوعا ، يشمل فضاءات وأحياء مختلفة من مدينة الانبعاث، لاستحضار جوانب من ذاكرة جماعية وشمها زلزال ليلة 29 فبراير من سنة 1960.
 
وستستهل هذه الأنشطة المنظمة إلى غاية 20 مارس القادم تحت شعار "رد الاعتبار للذاكرة الجماعية لاكادير مسؤولية للجميع"، بتنظيم وقفة ترحم على أرواح شهداء زلزال أكادير، وذلك بعد عصر اليوم الثلاثاء، في مقابر "إحشاش"، حيث من المقرر أن يشارك فيها على الخصوص إمام، وقس، وحاخام، تعبيرا عن أواصر التعايش والتسامح والتضامن التي عرفت بها أكادير.
 
وسيشهد يوم فاتح مارس التوقيع على اتفاقية للتدبير المشترك لمعرض "ذاكرة أكادير"، بين كل من "ملتقى إزوران نوكادير" والجماعة الحضرية لأكادير، إلى جانب افتتاح معرض "ذاكرة أكادير "بتيمة جديدة تحمل عنوان:"مظاهر الهندسة المعمارية الحديثة بأكادير خلال فترة المندوبية السامية لإعادة بنا ء أكادير".
 
كما ستعلن جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" في اليوم نفسه عن إطلاق الدورة الثانية لمسابقة في التصوير الفوتوغرافي بعنوان "نوستالجيا الأمكنة، محفز لتثمين الذاكرة الجماعية لأكادير" والتي تشرف على تأطيرها الجمعية المغربية لهواة التصوير الفوتوغرافي.
 
وتحضر الأفلام الوثائقية ضمن الأنشطة المخلدة للذكرى 57 لفاجعة زلزال أكادير، حيث سيتم بث شريط وثائقي عن "سينما سلام" بعنوان "سوليمانو" حيث تعتبر بناية هذه القاعة السينمائية ذات الشكل الهندسي المميز من بين البنايات التي نجت من كارثة الزلزال.
 
وفي الشق المتعلق بالنقاشات المفتوحة في وجه عموم المهتمين، برمجت الجمعية مجموعة من اللقاءات الموزعة على فضاءات مختلفة بمدينة أكادير، حيث سيتم في هذا الإطار عقد لقاء لتبادل الآراء حول مواضيع تتعلق بـ "إشكالية المشهد الحضري باكادير: المؤهلات والنقائص"، و"الطبيعة الزلزالية لموقع مجال أكادير: الإكراهات والتحديات"، إضافة إلى عرض وثائق غير منشورة عن تاريخ أكادير للباحث والإعلامي محمد شاطر، وتقديم مشروع هندسي لإعادة الاعتبار لقصبة "أكادير أوفلا" من طرف المهندسة شمس الضحى أوالقاضي، الحائزة على جائزة "هولشيم بيروت 2015".
 
وفضلا عن ذلك، برمجت جمعية "ملتقى إزوران نوكادير" لقاءات أخرى ذات طبيعة ثقافية تشمل على الخصوص تقديم وقراءة صفحات من كتاب "إغلاق ميناء أكادير من طرف السلطان محمد بن عبد الله وتدعياته على سوس" للأستاذ عبد الله كيكر، وتقديم و قراءة في كتاب "ومضات من ذاكرة أنزا "لمؤلفه محمد احمد ازداك ، وقراءة في رواية "الحلم الضال" للأستاذ حسن أومولود.
 
وتتضمن الأنشطة الفنية المبرمجة في إطار تخليد الذكرى 57 لفاجعة زلزال أكادير تنظيم أمسية تراثية بمقر متحف التراث الأمازيغي بأكادير، وتقديم شريط غنائي (كليب) حول قصبة "أكادير اوفلا" للإخوان مسير، من المجموعة الغنائية "لارياش".
 
للتذكير، فإن أكادير شهدت ذات مساء رمضاني هزة أرضية ضربت المدينة يوم 29 فبراير من سنة 1960 على الساعة الحادية عشرة و 40 دقيقة، حيث بلغت قوة الرجة 7ر5 درجات على سلم ريشتر.
 
وكانت 15 ثانية كافية لتودي بحياة 15 ألف قتيل، أي ما يعادل ثلث سكان المدينة وقتئذ، فضلا عن إصابة حوالي 25 ألف آخرين بجروح ، حيث شكل زلزال أكادير كارثة طبيعية لم يعرف المغرب مثيلا لها من حيث الخسائر التي خلفتها.
 
ووصل دوي زلزال أكادير إلى المدن المجاورة ومن ضمنها مدن إنزكان، وتارودانت والصويرة، وحتى مراكش. إلا أن الهزة الأرضية لم تشكل أية خطورة سواء على الإنسان أو الممتلكات في هذه المدن.
 
وتزامن هذا الزلزال مع ظرفية دقيقة في تاريخ المغرب الحديث، الذي شرع في إطلاق أوراش كبرى للبناء بعد فترة وجيزة من الحصول على الاستقلال، مما حذا بالبعض إلى اعتبار الخسارة الثقيلة لهذه الكارثة الطبيعية بمثابة عامل مشوش على جهاد التشييد والبناء الذي انخرط فيه المغرب.
 
إلا أن الإرادة القوية للمغاربة المجندين وقتئذ وراء الملك المجاهد، محمد الخامس طيب الله ثراه، جعلت الشعب المغربي، الذي كان متعودا على مواجهة المحن والمصاعب، يرفع التحدي ويواجه بالتالي مصيره الحتمي المتمثل في ركوب مسلسل غير مسبوق من البناء الذي أظهر جانبا مشرقا من الشخصية المغربية الفذة.


ملصقات


اقرأ أيضاً
وزارة الشؤون الخارجية الاتحادية لسويسرا توجه صفعة موجعة للبوليساريو
أكدت وزارة الشؤون الخارجية الاتحادية لسويسرا، أنه لا وجود لتمثيلية رسمية لجبهة البوليساريو لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف أو لدى المجلس الفيدرالي (الحكومة السويسرية)، لتكون بذلك قد وجهت صفعة جديدة للانفصاليين. وفي هذا الصدد، شددت الوزارة، في توضيح من خلال مذكرة شفوية موجهة إلى سفارة المملكة المغربية ببرن، على أن “مكتب جبهة البوليساريو في جنيف لا يتمتع بأي امتياز أو حصانة في سويسرا”. ويعد هذا التوضيح انتكاسة جديدة تلقتها جبهة البوليساريو في سعيها للترويج لأطروحاتها الزائفة. وفي هذا السياق، أكدت الوزارة أنه تمت، مجددا، إثارة انتباه ما يسمى بممثل البوليساريو في سويسرا بتجنب استخدام الأسماء والألقاب التي توحي بالاعتقاد بأن الأمر يتعلق بتمثيلية رسمية للبوليساريو. ويتعلق الأمر بصفعة موجعة للبوليساريو وجهتها وزارة الشؤون الخارجية الاتحادية لسويسرا، إثر المناورات المرتبكة لما يسمى بممثل البوليساريو في سويسرا، الذي زعم بأنه السفير الممثل لهذه الجبهة الانفصالية في هذا البلد، ولدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف.  
وطني

الاتحاد الأوروبي يقرر الرفع من رسوم تأشيرة شنغن بنسبة %12
كشف موقع “شنغن فيزا أنفو” أن الاتحاد الأوروبي الرفع من رسوم تأشيرة شنغن إلى 90 يورو اعتبارًا من 11 يونيو المقبل. وأوضح الموقع المتخصص في أخبار ومستجدات تأشيرات منطقة شنغن أن هذا القرار يأتي بعد أن نشر الاتحاد الأوروبي مسودة اقتراحه لزيادة رسوم تأشيرة شنغن في 2 فبراير 2024، طالبًا من الجمهور إبداء الرأي. ومن المرتقب أن تتم زيادة رسوم تأشيرة شنغن كل 3 سنوات، حيث تم رفع الرسوم في العام 2020 من 60 يورو إلى 80 يورو، كما أعلنت المفوضية الأوروبية عن زيادة رسوم التأشيرة في 2 فبراير، وعلى الرغم من أنها لم تعلن رسميًا عن تاريخ الزيادة، من المتوقع أن تفعل ذلك قريبًا. وحسب نفس المصدر، فقد أعلنت وزارة الخارجية السلوفينية أن المفوضية الأوروبية رفعت رسوم تأشيرة شنغن بنسبة 12 في المئة إلى 90 يورو. في حين ارتفعت رسوم التأشيرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا من 40 يورو إلى 45 يورو. وسيتعين على مواطني الدول التي لا تتعاون في قبول إعادة مواطنيها الذين يقيمون بشكل غير قانوني في الاتحاد الأوروبي دفع رسوم تأشيرة قدرها 135 أو 180 يورو وفقًا لقرار المفوضية.   
وطني

الأميرة للا حسناء تدشن المنتزه التاريخي لحبول في مكناس بعد تجديده
أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اليوم الثلاثاء، على تدشين المنتزه التاريخي لحبول بمكناس، بعد خضوعه لأشغال تجديد. وبهذه المناسبة، أزاحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء الستار عن اللوحة التذكارية للمنتزه، قبل أن تقدم لسموها شروحات حول تراث المنتزه الرئيسي لمكناس، الذي استعاد رونقه بعد تجديده بشكل كامل، بتنسيق من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في إطار شراكة مع الجماعة الحضرية لمكناس، والمديرية العامة للجماعات الترابية، وعمالة مكناس، والمجلس الجهوي لفاس – مكناس، والوكالة الوطنية للمياه والغابات. كما قدمت لسموها شروحات حول النافورة والساقية، وتقنيات النافورات، وهي منظومة ري عريقة بالمدينة، وبركة أوراق زنابق الماء، وأنواع الطيور داخل الأقفاص، والفضاء الرياضي، والفضاء المخصص للعبة الشطرنج، وكذا وحدات “نافورة الماء”، و”تاريخ الأعمدة”، و”لغز النظم الإيكولوجية”، و”نظم النباتات العطرية”، و”التنوع البيولوجي النباتي”، والتطبيق على الهاتف المحمول لمنتزه لحبول، الذي يمكن تصفحه عبر الرابط .https://jardinlahboul.ma/ وقد تأسس المنتزه التاريخي لحبول عام 1906. وسيستعيد فيه سكان مدينة مكناس متعة التنزه والاستجمام، ويمتد على مساحة واسعة تبلغ خمس هكتارات في قلب المدينة، والذي يظلله نخل وأشجار معمرة، مع مدرجات رائعة تم إنشاؤها على منحدرات وادي بوفكران، مما يمنحه طابع منتزه معلق. ويوفر المدرج الأخير، في أدنى نقطة من المنتزه، على طول 400 متر، إطلالة على الوادي الذي تنهمر المياه عبره. وقد تمت إعادة تأهيل هذا المنتزه، الذي يشكل فضاء مندمجا، ويوفر أيضا أرضية لأنشطة رياضية، في احترام لأحد المبادئ الأساسية للمؤسسة في عمليات التجديد بما في ذلك احترام تاريخ المكان ومقاصد مؤسسي المنتزه، وكذا احترام وتعزيز الترتيب الدقيق للمدرجات. ويرتفع اصطفافها المتناسق بشكل متواز مع مجرى الوادي، ويُذكر بشكل مدهش بأغراس حديقة مدرج مودون الشهير، على طول مماثل، والذي بناه أندريه لو نوتر، بستاني لويس الرابع عشر، في سنة 1690. ويسمح هذا التصميم بالاستمتاع بالامتداد الطويل الكامل للوادي مع تقديم منظر قطري للمناظر الطبيعية الكبيرة وسهل سايس. وبالنسبة لهذه المجموعة الرائعة من المدينة ، التي جعل منها السلطان مولاي إسماعيل عاصمته، شملت أشغال إعادة التهيئة مسارات المنتزه، ووضع النافورات والأحواض، وإعادة تأهيل المدرجات في الهواء الطلق، وتطوير أقفاص الطيور، وإعادة تأهيل الأغراس والجدران والأسوار. وتظل المتنزهات والحدائق، بالنسبة لرؤية المؤسسة، أماكن للتوعية والتحسيس بحماية البيئة. وقد أنشئ مسار بيداغوجي لهذا الغرض. ويتألف من محطات لتوفير المعلومات والتحسيس التي كان تصميمها موضوع مسابقة للأفكار، أطلقتها المؤسسة كجزء من رسالتها للتوعية والتحسيس والتربية بشأن التنمية المستدامة، بين طلاب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس. وتندرج هذه المبادرة الموحِّدة للمؤسسة في إطار مسلسل لتجريب وتقييم الإمكانات الإبداعية للطلاب الشباب في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، وتجسيدا لانخراطهم لصالح البيئة والتنمية المستدامة. وقد اقترح أكثر من ثلاثين طالبا مهندسا مشاريع وحدات مبتكرة وتفاعلية لإثراء هذا المقاربة التربوية. وتغطي وحدات المسار البيداغوجي العديد من المواضيع، تتمثل في “تاريخ المنتزه”، و”تاريخ الأعمدة الرومانية”، و”نافورة-الماء”، و”لغز النظم الإيكولوجية”، و”النظم الإيكولوجية للنباتات العطرية”، و”التنوع البيولوجي النباتي”، و”المظلة”، و”فندق الحشرات”. وبغية الحفاظ على هذا الموقع ذي القيمة التراثية والثقافية والتاريخية العالية، شرعت المؤسسة، مع شركائها، في إدراج منتزه لحبول كموقع مصنف ضمن التراث الوطني. وعلى سبيل التذكير، يعد منتزه لحبول السادس الذي تتم إعادة تأهيله من قبل المؤسسة في إطار برنامجها لإعادة تأهيل المتنزهات والحدائق التاريخية. وقد بدأت المؤسسة هذا البرنامج بإصلاح حديقة عرصة مولاي عبد السلام في مراكش سنة 2005، وهي حديقة أميرية رائعة تبلغ مساحتها ثمانية هكتارات بالقرب من صومعة الكتبية، ثم، في السنة التالية، حدائق بوقنادل العجيبة (2005) بهكتاراتها الأربعة من الحدائق الرائعة، وجنان السبيل في فاس (2010)، وهي حديقة أنشئت قبل عدة قرون، وحديقة لارميتاج في الدار البيضاء (2011) بهكتاراتها الاثني عشر، وغابة الشباب في مراكش في سنة 2022، التي تصل مساحتها إلى 140 هكتارا في قلب المدينة. ومنذ سنة 2007، تشرف المؤسسة أيضا على برنامج لحماية وتطوير حدائق النخيل بمراكش. ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، تقدم للسلام على سموها شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ومحمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل. كما تقدم للسلام على سموها، محمد فوزي، الوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية والمدير العام للجماعات الترابية بالنيابة، وسعيد زنيبر ،والي جهة فاس – مكناس، والسيد عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس الجهة، وعبد الغني الصبار، عامل عمالة مكناس، وهشام القايد ، رئيس مجلس عمالة مكناس ، وجواد باحجي، رئيس المجلس الجماعي لمكناس، وأحمد الغجاوي رئيس المنطقة الحضرية الإسماعيلية. وتقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، أيضا، شكيب لعلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وباسكال لوبيز مهندس المناظر الطبيعية، و نادية السلاك مديرة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس، وكذا العديد من أعضاء مجلس إدارة وشركاء مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وطني

وزير الفلاحة: القطيع الوطني للأغنام هذه السنة يعرف نقصا مقارنة مع السنة الفارطة
قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، في جلسة الأسئلة الشفوية ليوم أمس الاثنين، أن عيد الأضحى هو مناسبة مهمة لمربي الماشية وأنه تم خلال هذه السنة تحويل أزيد من 14 مليار درهم للعالم القروي بهذه المناسبة. وأكد الوزير، أن مجموع القطيع الوطني للأغنام يبلغ 20.3 مليون رأس، بنقص بنسبة 2 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، وقطيع الماعز 5.4 مليون رأس بنقص يمثل 4 في المائة مقارنة مع العام الفارط. وأوضح أن الطلب على الأضاحي يقدر ب 6 ملايين رأس، منها 5.4 مليون من الأغنام (81 في المائة من الخرفان، و19 في المائة من النعاج) و 600 ألف رأس من الماعز.
وطني

الأميرة للا حسناء تترأس مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة
ترأست الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اليوم الثلاثاء بفاس، مجلس إدارة المؤسسة، بحضور أعضاء المجلس. وفي كلمة بالمناسبة، سلطت صاحبة السمو الملكي الضوء على أبرز الإنجازات والمبادرات الرئيسية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برسم سنة 2023. وذكرت الأميرة للا حسناء، في هذا الإطار، بالتزام سموها المستمر تجاه الشباب الإفريقي من خلال مبادرة الشباب الإفريقي من أجل التغيرات المناخية (AYCH)، وذلك في كلمتها الافتتاحية للاجتماع السنوي الرفيع المستوى الأول “للشراكة من أجل التعليم الأخضر”، الذي نظمته اليونسكو ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، على هامش مؤتمر الأطراف (كوب 28). وأكدت صاحب السمو الملكي في كلمتها على أهمية تبادل البيانات بشكل عادل مع دول الجنوب، داعية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لسد الفجوة الرقمية في القارة الإفريقية. وبعد أن أكدت على دورها كعرابة لتحالف عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، وهي المبادرة التي تقودها اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، أعلنت صاحبة السمو الملكي عن العديد من المشاريع التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ولاسيما خلال حوار المؤسسات الثالث، الذي عقد بموناكو في يونيو 2023. وتهدف هذه المشاريع، المكملة للبرامج القائمة منذ سنوات عديدة مثل برنامج “شواطئ نظيفة” الذي تستند إليه “جوائز للا حسناء للسواحل المستدامة”، وعملية “بحر بلا بلاستيك”، إلى دعم طلبة الجامعات الإفريقية في تعزيز المعارف المتعلقة بالمحيطات. وتتيح هذه المشاريع، المقامة بتعاون مع مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، خلق موارد تدريبية، إلكترونية أساسا، لاستخدامها في إطار عقد المحيطات. وشكل التزام المؤسسة بإزالة الكربون من الاقتصاد الوطني أيضا نقطة رئيسية من النقاط الواردة في خطاب صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، حيث تطرقت سموها إلى التكوين المقدم للشركات المساهمة في استخدام أداة حساب البصمة الكربونية لقياس انبعاثاتها، والتكوين الخاص بتمويل المناخ للجماعات الترابية. وكان أبرز ما جاء في كلمة صاحبة السمو الملكي هو الإعلان أمام أعضاء مجلس الإدارة عن تدشين حديقة الحبول التاريخية بمكناس، وهو مشروع ترميم تم تنفيذه بالتعاون مع مختلف شركاء المؤسسة. واختتمت صاحبة السمو الملكي كلمتها بتوجيه الشكر الجزيل لجميع الشركاء على دعمهم المستمر والتزامهم الثابت بالمبادرات البيئية التي تقوم بها المؤسسة، مما يساهم في مستقبل أكثر استدامة وتوازنا. وصادق مجلس إدارة المؤسسة على البيانات المالية، بناء على رأي مراقب الحسابات القانوني، الذي يشهد بأن البيانات الموجزة منتظمة وصادقة وتعطي، من جميع جوانبها الهامة، صورة حقيقية ودقيقة عن نتائج العمليات للسنتين الماليتين 2022 و2023. وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة كانت قد أحدثت سنة 2001 بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل المساهمة في توعية المواطنين بالقضايا البيئية. وتتمثل المهمة الأساسية للمؤسسة في التربية والتحسيس بالتنمية المستدامة. وتستهدف المؤسسة في مهمتها هاته كافة الجماهير وفي المقام الأول الشباب، من الطفولة المبكرة إلى الطلاب، ثم المواطنين، والمجتمع المدني، والشركات، والإدارة، والجماعات الترابية، والجامعات والبحث. وتضم المؤسسة، فرقا مخصصة لبرامجها العديدة، ومركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، ذراعها الأكاديمي الذي يتمتع بموقع استراتيجي يتماشى مع النهج التربوي للمؤسسة، من أجل البيئة ومن خلالها وحولها، مما يضع التربية من أجل التنمية المستدامة في صلب اهتماماتها. وتنفذ المؤسسة برامج مختارة لحماية البيئة تجمع من أجلها العديد من الشركاء المحليين والدوليين. وتغطي هذه البرامج خمسة محاور تتمثل في “التربية من أجل التنمية المستدامة”، و”حماية السواحل والمحيطات”، و”جودة الهواء والمناخ وحماية وتنمية واحة نخيل مراكش”، و”السياحة المستدامة”، و”ترميم المنتزهات والحدائق التاريخية”.
وطني

هذا ما قررته وزارة بنموسى في حق الأساتذة الموقوفين
خلف توقيف الأساتذة، والأطر المختصة، من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سيلا من الانتقادات على الأخيرة والحكومة، من لدن عدد من الهييئات الحقوقية والنقابية، معتبرين التوقيفات، “تعسيفية وانتقامية وانتقائية”. وتفاعلا مع ذلك طالبت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي الأساتذة الذين صدرت في حق عقوبات التوبيخ والإنذار، بالعودة لاستئناف العمل بالمؤسسات التي يدرسون بها. وتوصل عدد من الأساتذة الموقوفين عن العمل، من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بقرارات استئناف العمل، بعد النظر في ملفاتهم المعروضة على المجالس التأديبية، التي انعقدت الأسبوع الماضي، بمختاف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وأوضحت قرارات استئناف العمل، إقرار عقوبات التوبيخ والإنذار، على إثر ما أسمته وزارة بنموسى، “ارتكاب مجموعة من الأخطاء والتصرفات اللامسؤولة، التي تعد بمثابة هفوة خطيرة، وإخلال بالالتزامات المهنية، والمتمثلة في عدم الالتزام بأداء المهام الوظيفية والتعليمية، والإنقطاع المتكرر عن العمل، بصفة غير مشروعة، مما حرم التلاميذ في حقهم في التمدرس”، وفق ماورد في المراسلة. وأصدرت المجالس التأديبية المنعقدة بالأكاديميات الجهوية يوم الجمعة 10 ماي الجاري، عقوبات تأديبية في حق أزيد من 200 أستاذ موقوف تتراوح بين التوبيخ والإنذار والتوقيف المؤقت عن العمل. وشددت المراسلة، التي تحمل توقيع شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على أنه تم الإستناد على الفصل 72 من النظام الأساسي للوظيفية العمومية، وعلى اقتراحات المجالس التأديبية المنقعدة للبث في ملف الأساتذة الموقوفين.  
وطني

البطاقة الخاصة تعمق وضعية الإعاقة
منير خير الله صادق مجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس 09 مايو 2024 على مشروع مرسوم بطاقة الشخص في وضعية إعاقة، تنفيذا لأحكام الفقرة الثانية من المادة 23 من قانون الإطار 97.13. وهي الخطوة التي اعتبرتها الوزيرة لحظة تاريخية في تعاطي السياسات العمومية مع حقوق الأشخاص المعاقين باعتبار أنهم ظلوا لما يزيد عن أربعين سنة في انتظار هذا الفتح العظيم. في مقابل نشوة الوزيرة، عبر الكثير من الأشخاص المعاقين وفعاليات مدنية عاملة في مجال الإعاقة عن خيبة أمل كبيرة عند سماع برمجة تدارس مشروع المرسوم المعيق في المجلس الحكومي. وانضافت خيبة الأمل هاته إلى إعلان وزيرة التنمية يوم 22 ابريل الماضي في معرض تقديمها للحصيلة نصف المرحلية لوزارتها خلال الولاية التشريعية الحالية عن خبر توقيف الحكومة لبرامج صندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي في سبيل تعبئة الموارد المالية اللازمة لضمان استدامة ورش الحماية الاجتماعية. وهو ما يعني عمليا أولا إلحاق برنامج تحسين ظروف تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بوزارة التربية الوطنية بعدما كان يتم تدبيره لسنوات طويلة من طرف بعض الجمعيات ومراكز التربية الخاصة وثانيا انهاء إشراف مراكز توجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة على دعم الأجهزة الخاصة والمعينات التقنية وإدراجها في منظومة صناديق التضامن الاجتماعي والتأمين. ودون الخوض في تفاصيل الخلاف بين وزارة التضامن وبعض مكونات حركة الإعاقة وما يخفيه هذا الصراع من توظيف سياسي أحيانا وانتهازي أحيانا أخرى لقضايا الأشخاص المعاقين من أجل تحقيق مصالح ضيقة، نحاول في هذه الورقة تسليط الضوء على بعض الجوانب الشائكة التي يطرحها المرسوم في صيغته الرقمية المتوفرة لدينا اليوم والتي يشكل بعضها هاجسا عند معظم الأشخاص المعاقين وبعض جمعيات الأشخاص المعاقين. تقييم الإعاقة والنظام الغائبتفعيلا لمقتضيات المادة الثانية من قانون الإطار 97.13 ولاسيما الفقرة الأولى ، تنص المادة الثانية من المرسوم على اعتماد نوعين من المعايير في تقييم أهلية الشخص المتقدم بطلب الحصول على هذه البطاقة الخاصة وهي معايير طبية واجتماعية. ويترجم اعتماد هذين النوعين من المعايير مفهوم وضعية الإعاقة أي وضعية الاستبعاد من الخدمات العمومية. وهي وضعية ناتجة عن تعامل الشخص ذي القصور الوظيفي مع مختلف الحواجز المادية والاجتماعية والثقافية المنتشرة في البيئة الخارجية. إذ تشير مقتضيات المادة أن المعايير الطبية تمكن من قياس طبيعة القصور الوظيفي بالإضافة إلى درجته كما تشير إلى ذلك المادة السابعة. فيما يمكن النوع الثاني من المعايير تقييم المشاركة الاجتماعية وعوامل المحيط. وهي معايير سيتم تحديدها بقرار مشترك بين وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية.غير أن تنفيد مقتضيات هذه المادة يبقى رهين بإخراج نظام تقييم الإعاقة الذي ظل لسنوات طويلة داخل دهاليز كل من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة بسبب اعتماده على مكونات التصنيف الدولي لتأدية الوظائف والعجز والصحة الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية سنة 2001 وتم تبنيه في الاتفاقية الدولية 2006. وهو نظام تقييم غاية في التعقيد يحاول التوفيق بين النموذج الفرضي التقليدي الذي اعتمدته المنظمة سنة 1981 فيما كان يعرف ب التصنيف الدولي للفشل والعجز والإعاقة والنموذج الاجتماعي الذي فك منم خلاله الأشخاص المعاقين الارتباط بين القصور والاستبعاد منذ ستينيات القرن الماضي, إذ يقوم التصنيف الدولي لتأدية الوظائف على ثلاث مكونات رئيسية وهي القصور والأنشطة والمشاركة، وبغض النظر عن صعوبة حصر دلالات هذه المفاهيم فإن قوة التصنيف تكمن في اعتبار العوامل الخارجية والاجتماعية جزء من مسببات وضعية الاقصاء إلى جانب العجز في القدرات الجسدية. وبالتالي فإن وضعية الإعاقة من منظور السياسات العمومية أي الاستبعاد من الخدمات العمومية تحصل عندما يختل التفاعل بين هذه المستويات الثلاث. ويبقى مفهوم المحيط من أكثر المفاهيم تعقيدا إذ لا يمكن حصر أبعاده الاجتماعية والثقافية والمعيارية باعتبارها سببا ونتيجة للإعاقة. فعلى سبيل المثال نجد أن عدد من الأشخاص المعاقين فقدوا أحد وظائفهم الجسدية او ما تبقى منها بسبب بعض الممارسات الاستشفائية التقليدية. وعليه فإننا نتساءل عن المؤشرات الإحصائية التي تمكننا من قياس هذه الممارسات وعن تصور واضعي السياسات الحكومية في تقييم دورها في إنتاج الاستبعاد من الخدمات العمومية.وحسب المادة 23 من قانون الإطار فإن البطاقة تخول لحاملها الاستفادة من الحقوق ولامتيازات المنصوص عليها من الباب الثاني إلى الباب الثامن والنصوص التنظيمية والتشريعية ذات الصلة والبالغ عددها 7 بالإضافة إلى نص تشريعي. مما يجعل تفعيل البطاقة رهينا بقوة التدافع السياسي والحقوقي في إعمال حقوق الأشخاص المعاقين في الوقت الذي لم يعد خفيا على أي كان الهشاشة والبلقنة التي يعرفها المشهد المدني في مجال الإعاقة ومحاولة بعض أصحاب المصلحة في إضفاء المزيد من اللبس على الحواجز الحقيقية التي تحول دون المشاركة الكاملة والفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع, الزمن السياسي يزيد من تعميق الإعاقة فبالإضافة إلى ضرورة استكمال إصدار كل النصوص التنظيمية المشار إليها أعلاه من أجل دخول البطاقة حيز التنفيذ الفعلي، فأن مسطرة إخراج هذه البطاقة يبقى حسب المرسوم رهين بإصدار قرارين مشتركين يهم الأول تحديد المعايير الطبية والاجتماعية في تقييم الإعاقة وهو قرار مشترك بين القطاع المكلف بالأشخاص في وضعية إعاقة وقطاع الصحة في حين يحدد القرار المشترك الثاني تاريخ دخول مقتضيات هذا المرسوم وهو قرار مشترك بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التضامن ووزارة المالية. فبالإضافة إلى هذين القرارين المشتركين فإن شكل والمعطيات التي ينبغي تضمينها في البطاقة سيتم تحديدها عبر قرار لوزارة التنمية الاجتماعية. و كما هو الحال في النصوص التنظيمية والتشريعية ذات الصلة بقانون الإطار 97.13 فإن الحكومة لم تقم بتحديد أفق زمني لاستكمال إخراج هذه القرارات. بل اعتمدت بدل ذلك على مبدأ التدرج الترابي والزمني في دخول البطاقة حيز التنفيذ وهو ما يعني عمليا أن ولوج الأشخاص المعاقين للخدمات على المستوى الوطني سيبقى معلقا إلى حين قيام إحدى الحكومات المقبلة ربما بعد 40 سنة لاتخاذ خطوة تاريخية أخرى لإخراج هذه القرارات المشتركة. ولنا في القرارات المشتركة الخمسة المنصوص عليها في قانون الولوجيات لسنة 2003 خير مثال إذ تطلب استصدار ثلاث منها ما يفوق عقد من الزمن في حين ظل اثنان منها في انتظار خطوة تاريخية لم تأتي بعد؛ ومن بينها النص التنظيمي المتعلق بوسائل الاتصال المنصوص عليه في الفصل 30. وهو نص في غاية الأهمية بالنسبة للأشخاص المعاقين لسببين: أولهما أن تقديم طلب الحصول على البطاقة سيتم عبر منصة رقمية كما تنص على ذلك المادة الثالثة. وهو ما يقتضي وجوبا أن تكون المنصة سهلة الولوج لتمكين كل الأشخاص مهما اختلفت طبيعة وحدة القصور الوظيفي من الولوج المستقل للمنصة وذلك لتوفير أقصى درجات حماية معطياتهم الشخصية. وثانيهما اعتماد الإدارات العمومية بشكل متزايد على المنصات الإلكترونية في الحصول على الخدمات العمومية وتقديم المعلومات ذات الصلة بها بعد انتشار جائحة كرونا. فعدم إصدار النص التنظيمي المتعلق بولوجيات الاتصال يعزز من خطر تعميق عزلة الأشخاص المعاقين وحاجتهم إلى مساعدة الأغيار في الحصول على البطاقة.أما بخصوص التدرج الترابي المنصوص عليه في المادة 19 من المرسوم،فحسب ما يتم تداوله بين بعض الفعاليات المدنية فإن اختيار المجلس الحكومة وقع على بعض أقاليم وعمالات جهة الشرق لإطلاق تجريب العمل بالبطاقة. فإذا تأكد هذا المعطى فيمكن تفسير هذا الاختيار بالخصائص الديموغرافية للساكنة والخصائص المجالية للجهة إذ أن الكثافة السكانية حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط لا تتجاوز 27،2 نسمة في الكيلومتر الواحد مقابل 50،6 على المستوى الوطني كما أن الجهة تتسم بشساعة المجال الصحراوي وهو ما يعني عمليا أن إقبال المواطنين المعاقين على الخدمات التي ربما توفرها هذه البطاقة قد يكون جد محدودا في مرحلة أولى مقارنة مع باقي جهات المملكة وهو ما سيسمح للوزارة بالتحكم في العرض الخدماتي. في الواقع أن حرص الحكومة على اعتماد مقاربة اقتصادية في تمكين الأشخاص المعاقين من الولوج للخدمات العمومية ليس بجديد حيث أنه انطلق منذ اعداد البحث الوطني الأول حول الإعاقة عندما ترددت كثيرا كتابة الدولة في اعتماد تعريف منظمة الصحة العالمية لمفهوم الأشخاص في وضعية إعاقة؛ حيث افترضت بعض الجهات داخل كتابة الدولة أن اعتماد المفهوم التفاعلي قد يؤدي إلى ارتفاع في نسبة الأشخاص المعاقين وبالتالي ارتفاع الكلفة الاقتصادية لتكييف الخدمات العمومية مع حاجياتهم. وهو الأمر الذي يتأكد مع اعتماد المندوبية السامية للتخطيط في إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى سنة 2014 على تعريف طبي "للمعاق"؛ الشئ الذي يفسر تدني نسبة انتشار الإعاقة في الإحصاء مقارنة مع البحث الوطني الثاني. بالإضافة إلى ما يتم تداوله عن اتجاه الحكومة الحالية إلى عدم إنجاز البحث الوطني الثالث حول الإعاقة مخافة كشفه عن نسب مهولة في الحاجة إلى تكييف الخدمات العمومية.في الواقع أن المقاربة المرتبكة التي تنهجها الحكومة في التعاطي مع قضايا الأشخاص المعاقين ليست ناتجة عن عدم فهم المشاكل الحقيقية التي تحول دون ولوج الأشخاص المعاقين للخدمات العمومية وإنما هي راجعة إلى الاختيارات الاستراتيجية للدولة وهي مزيج بين اختيارات لبرالية وتمثلات تقليدية حول الأشخاص المعاقين إذ تحاول الدولة الحد من النفقات العمومية على الخدمات العمومية المجانية كالتربية الدامجة ورعاية الأشخاص المسنين. بالإضافة إلى شيوع تمثلات دونية مازالت ترى ورغم تبنيها لخطاب سياسي مبني على مفاهيم ولغة حقوق الإنسان أن هؤلاء الأشخاص مجرد عبء على أسرهم والمؤسسات الاجتماعية.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 22 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة