الجمعة 03 مايو 2024, 22:36

مجتمع

نافذة افتراضية للتشجيع على التعدد تلقى صدى لدى نساء المغرب


كشـ24 نشر في: 27 أغسطس 2018

يحاول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا فيسبوك، التشجيع على تعدد الزوجات واستقطاب المتحمسات لهذا الموضوع، مبررين ذلك بارتفاع نسبة العوانس في المغرب. إلا أن ارتباط المرأة برجل متزوج لا يمثل حلا جذريا كما يروج له البعض، بقدر ما هو سبب لمشكلة أكبر منه، قد تنتهي بالابتزاز أو التحرش الافتراضي أو تقود إلى زواج فاشل ينتهي باكتساب المرأة لقب مطلقة بدلا من عانسعلى الرغم من أن القانون في المغرب لا يمنع تعدد الزوجات بل يقيده بشروط أهمها حضور الزوجة الأولى أمام القاضي للتأكيد على موافقتها، فإن عددا من المغاربة نقل هذه القضية والجدل الذي يدور حولها من أرض الواقع إلى مواقع التواصل الاجتماعي.وتعددت تسميات “الغروبات” التي تم إنشاؤها للغرض ما بين #معا من أجل تعدد الزوجات في المغرب، #تعدد_الزوجات_نعمة_مغبون_فيها_كثير من_الناس، #عددوا_واعدلوا_تسعدوا، و#نعم_للتعدد_لا_للتردد. اختلفت التسميات لكن الهدف كان واحدا؛ الدعوة إلى التعدد بوصفه حلا لمجموعة من المشاكل التي تؤرق أصحابها، ومنها، حسب رأيهم، تأخر سن الزواج عند الفتيات.وبحسب مصادر إخبارية، فإن إحدى الصفحات نجحت في استقطاب حوالي 33 ألف معجب، وتعرض قصصا ناجحة لرجال ونساء اختاروا التعدد، ويعيشون استقرارا أسريا، ويؤكد القائمون عليها أن هدفهم “مقاومة تأخر سن الزواج والفساد”.وللتأكد من صحة هذا الكلام قامت جريدة “العرب” بإجراء بحث بسيط على موقع فيسبوك نتج عنه العثور على عدد من الصفحات التي تم إنشاؤها قصد تشجيع التعدد وأن نسبة كبيرة من النساء تدعمها، وتعود أسباب هذا الانتقال من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي بالأساس إلى سرعة وسهولة إيجاد نساء يقبلن الزواج من رجل متزوج، كما ييسر على الرجال استغلال الثغرات الموجودة في القانون للزواج من امرأة ثانية.كما يعود سبب إقبال المغربيات على مثل هذه المجموعات الافتراضية إلى أن أحدث دراسة قدمتها مؤسسة “فاميلي أوبتيميز″ عن العنوسة في العالم العربي، أبريل الماضي، أكدت أن 60 بالمئة من النساء المغربيات عوانس؛ أي حوالي ثمانية ملايين مغربية، بالإضافة إلى أن إحصائيات ومعطيات رسمية كشفت أن النسب بين الذكور والإناث في معظم الدول العربية متقاربة، غير أن هناك دولا عربية يزيد فيها عدد الإناث على الذكور، ومن بين هذه الدول المغرب.ولعل هذا ما دفع النساء إلى القبول بخيار التعدد كحل لإنهاء عزوبيتهن ورغبة في الإنجاب وتكوين أسرة، وما شجع على ذلك أن الرجال لا يمانعون أيضا الزواج بأكثر من امرأة حتى وإن كانت ظروفهم المادية لا تسمح في غالب الأحيان.وسبق أن ذكر المحامي حسن حلحول في تصريح صحافي أن ”المشرع المغربي حاول التقليل من حالات التعدد إلا أن هناك فراغا قانونيا يمكن للمواطن استغلاله للاستمرار في طلب التعدد”، مضيفا ”بعض الرجال خاصة ممن يتشبعون بالمرجعية الإسلامية يتشبثون بالنص القرآني الذي حث على التعدد بل حتى الفقراء منهم يعددون بالرغم من الظروف الاقتصادية المزرية”.وقال أحد النشطاء في “غروب” “معا من أجل تعدد الزوجات في المغرب” إن الهدف من وجود مثل هذه المجموعات الافتراضية “تبادل الأفكار حول موضوع التعدد ومشاركة آخر المستجدات في الموضوع مع الاستفادة من تجارب الآخرين خصوصا المعددين والمعددات في جو من الاحترام المتبادل بعيدا عن التصرفات الصبيانية ولِمَ لا قد نجد عروسا أو عريسا مع توخي الحذر في التعامل هنا بالعالم الافتراضي”.وأوضح محمد اهجطان، عضو وناشط في “الغروب” نفسه وتاجر من تطوان في المغرب، “أنشأنا هذه المجموعة من أجل فتح باب النقاش والتعارف على الراغبات في الزواج من رجل متزوج”.وأضاف اهجطان (40 عاما) لـ”العرب” “تضم المجموعة عددا من النساء منهن العازبات، غالبا جاوز سنهن الثلاثين، والمطلقات والأرامل، ويحصل الرجال على زوجة ثانية، كل حسب ظروفه فهناك من يبحث عن فتاة في مقتبل العمر ويجدها”، مشيرا إلى أن هناك تواجدا لا بأس به للعنصر النسائي الذي لا يمانع التعرف على العنصر الرجالي قصد الزواج. تجمع نسائيوجود مجموعات افتراضية للتعدد يديرها أعضاء رجال وتضم نساء يعد أمرا عاديا لا سيما وأن الرجال يسعون إلى الحصول على زوجة ثانية، لكن وجود مجموعات تديرها نساء من أجل الهدف ذاته يلفت الانتباه إلى إيمان عدد من المغربيات بأن الحل لعنوسة البعض منهن يكمن في التعدد، وهذا هو الأمر المستجد حيث أنشأ عدد من النساء “غروبا” تحت اسم “تجمع النساء المغربيات اللواتي يعشن تجربة التعدد”.وفي هذه المجموعة تتبادل المغربيات النصح والإرشاد حيث كتبت إحدى المنضمات إلى “الغروب” طلبا للمساعدة والمشورة “السلام عليكم أخواتي أخت مغربية تقدم إليها خاطب مصري متزوج، من تعرف الوثائق المطلوبة، علما أن الزوجة الأولى غير موافقة”، وهذه الرسالة تؤكد أن المغربيات لا يمانعن فكرة التعدد حتى وإن كان العرض من غير رجل مغربي، علما وأن عددا من “الغروبات” المعنية بالتعدد في المغرب يضم جنسيات مختلفة منها التونسية والكردستانية والمصرية والجزائرية.وهناك من قدمت اقتراح أن يقمن بإنشاء “مجموعة واتساب للتواصل المباشر، المرجو وضع أرقام الهواتف”، ووجد اقتراحها مباركة من عدد من الموجودات في “الغروب” حيث انهالت عليها أرقامهن في خانة التعليقات.ولا يخلو “الغروب” من نساء عايشن التعدد تطلب منهن بقية المنضمات النصح من قبيل “ممكن لو أن هناك زوجة أولى تخبرنا كيف تقبلت أن زوجها تزوج عليها وكيف تعاملت مع الغيرة خصوصا الأيام الأولى؟”.ولا تقتصر نساء “الغروب” على تبادل النصائح بل حولن الصفحة إلى منصة تقدم المواعظ والعبر عبر فيديوهات لشيوخ يدعون إلى التعدد وآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على التعدد وتنهى الزوجة الأولى عن التعنت والرفض وطلب الطلاق، حتى أن إحدى الناشطات اعتبرت أن تقييد التعدد بقانون فرصة لمعرفة معادن الرجال الحقيقية حيث كتبت “التعدد قانونيا صعب المنال ولكن ألا ترين معي أنه فرصة لتمحيص رجولة من يتقدم لك ودرجة تمسكه بك وقدرته فعلا على تحقيق العدل والاحتواء؟ ربما جاءت هذه المدونة في هذا الزمن حتى يتم تمحيص الرجل والتأكد من رجولته”، وطرحت رأيها للنقاش قائلة “ما رأيكن؟”.وحاولت جريدة“العرب” التي أعدت التقرير الوقوف على أسباب إقبال عدد من المغربيات على الغروبات المشجعة على تعدد الزوجات؛ فكانت إجابة البعض من المنتميات لمجموعة “تجمع النساء المغربيات اللواتي يعشن تجربة التعدد” (مفضلات عدم ذكر أسمائهن) كالآتي:الانتقال بظاهرة التعدد إلى الفضاء الافتراضي لا يعالج لب القضية ولا يحفظ للمرأة حقوقها سواء بالنسبة للزوجة الأولى أو الثانية- التعدد شرع الله وهو أمر جيد.- القبول بالزواج من رجل متزوج لا يخرج عن أمرين إما هربا من العنوسة وإما طمعا.- أغلب النساء اللاتي يقبلن التعدد إما فاتهن القطار (مصطلح متداول يعني من جاوزت سن الزواج) أو مطلقات أو أرامل، وهناك أيضا أسباب مادية.- التعدد هو الحل لمشكلة الطلاق وإنقاذ النساء من العنوسة والترمل.- التعدد هو حل لمشكلات اجتماعية، لكنني لا أقبل إلا إذا توفر في الرجل شرطان وهما أن يكون صاحب مال وعلم، علما وأنني أعرف بعض الفتيات اللاتي يقبلن التعدد تحت ضغوط عائلية كبيرة.- أستغرب من الرجال الذين يكتبون بالغروبات أنا فقير وأريد التعدد. وجاءت الإجابة حول هذا الاستفسار: للأسف الكثير من الآنسات يتخلين عن عدة شروط قصد الزواج، وبرأيي لو أن المطلقات والأرامل يبحثن عن رجل مطلق أو أرمل بدل الدخول على ضرة، فسيقلل من اندفاع الرجل المتزوج وراء شهواته، من المفروض أن تساند المرأة بنت جنسها بدل أن تشاركها زوجها، أما حجة التعدد شرع الله فالعودة للآية والتدبر فيها يكشفان أن التعدد مقيد بشروط.- ضرة في الحلال خير من أخريات في الحرام.- التعدد لا يحل مشكلة انسياق الرجال وراء غرائزهم، لا سيما مع وجود النت التي سهلت عليهم تكوين علاقات لا حصر لها ولا تلزمهم عقدا رسميا. تكريس لحق التواصلقالت سهام بنمسعود، عضوة في الودادية الحسنية للقضاة وقاضية في المحكمة الابتدائية بمكناس وقاضية تطبيق العقوبات، إن موضوع التعدد يثير جدلا واسعا داخل الوسط الحقوقي ونؤكد أن التعدد تم التنصيص عليه كاستثناء طبقا للمادة 40 من مدونة الأسرة التي جاء فيها “يمنع التعدد إذا خِيف عدم العدل بين الزوجات أو إذا تضمن عقد الزواج شرط الزوجة بعدم الزواج عليها”، كما أن المحكمة لا تأذن بالتعدد وإن توفرت الإمكانيات المادية، إلا إذا توفر الشرط الموضوعي الاستثنائي “كمرض الزوجة وعدم قدرتها على معاشرة الزوج”.واعتبرت بنمسعود أن فتح مجموعة من المغاربة حسابا على موقع فيسبوك تحت اسم “معا من أجل تعدد الزوجات” يعد تكريسا للحق في التواصل وممارسة لحرية التعبير واختيار فيسبوك كوسيلة يساعد على التواصل والتعبير عن الرأي بكل سهولة وهو بؤرة تكوين الرأي والاتفاق عليه من قبل مجموعة من الأشخاص.وتعتقد القاضية المغربية في حديثها للصحيفة أن فرضية نجاح التعدد في القضاء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية السائدة في المجتمع تكون صحيحة إن كانت مؤسسة الزواج ناجحة، ولكن في ظل الأوضاع الراهنة وتفاقم ظاهرة الطلاق للشقاق من طرف الزوج والزوجة والطلاق الاتفاقي ويمكن القول إن نسبة الزواج توازيها نسبة الطلاق، يثبت أن التعدد ليس حلا ويجب عدم تعليق الانحلال الأسري وفشل الزواج على تكريس المشرع للتعدد كاستثناء وزواج القاصر كاستثناء كذلك، لذلك نؤكد على ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية للمشاكل العائلية التي على رأسها التربية والتعليم والعامل المادي الاقتصادي ومحاولة إعادة تأهيل الأسرة للقيام بالدور المنوط بها.وقد يكون إنشاء “غروبات” على الفيسبوك هدفه تسهيل التواصل وحرية الاختيار، لكنه لا يخلو من لوائح ينضوي تحتها فأغلب هذه المجموعات خاصة وليست مفتوحة للعموم ولا يمكن مشاهدة منشوراتها إلا إذا تم قبول دعوة الصداقة التي يرسلها الراغب في الانضمام إلى المجموعة، علما أن كل مجموعة تروج لصفحة أخرى تحمل الهدف نفسه.وخيرت مجموعة “مغربيات ومغاربة من أجل تعدد الزوجات وتشجيع الزواج” أن تضع قائمة بشروط الانتساب والتواصل مع بقية الأعضاء؛ “هدف هذه المجموعة هو تقاسم المعلومات والتجارب الخاصة بتعدد الزواج وتشجيع الزواج بين العزاب والمطلقين و الأرامل، المرجو الالتزام بما يلي: يمنع التحرش بالنساء من طرف الرجال أو العكس في التعليقات والمنشورات/ يمنع الكلام الساقط أو الذي يجرح المشاعر ويمنع السب والشتم والجدال… وشكرا لكم جميعا/ مصير المخالفين للقوانين هو الحذف والحظر من المجموعة”.يحاول أصحاب هذه المجموعات من خلال مثل هذه الترتيبات استقطاب أكبر عدد ممكن من النساء بإيهامهن أن الفضاء الافتراضي آمن وخال من الانحلال الأخلاقي.وأكدت نادية نواري، إطار بوزارة الصحة وناشطة جمعياتية، في تصريح لموقع ”العرب” أن النساء بطبعهن يحببن التملك ويكرهن أن يشاركهن أحد خاصة في الزوج وقد تنجم عن زواج الرجل بالثانية عدة حوادث لا حد لها قد تصل إلى حد ارتكاب جرائم، مع أن الدين الإسلامي شرع للرجل التعدد دونا عن المرأة لعدة اعتبارات لعل من بينها المحافظة على توازنات الحياة للرجل والمرأة وبالتالي الحد من ظاهرة الزنا التي أصبحت متفشية بصورة رهيبة بالموازاة مع منع ظاهرة التعدد.وشددت نواري على أن التعدد إن لم يكن في الحلال سيكون الزنا في الحرام وبالتالي سيرتفع عدد الأمهات العازبات وما يلي ذلك من مشاكل أسرية ونفسية واجتماعية وظهور مشاكل أخرى كاحتراف الدعارة والإدمان، وتنامي تجارة البشر واستغلال النساء بأبشع الصور، إضافة إلى تنامي ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم والأطفال الموؤدين أحياء من طرف الأمهات العازبات للتخلص منهم وبالتالي ارتفاع وفيات الأطفال والرضع وارتفاع عدد أطفال الشوارع بكل ما له من انعكاسات وسلبيات وما ينتج عنه من مشاكل اجتماعية المجتمع المغربي في غنى عنها.وأوضحت أنه بالنسبة للصفحات التي تدعو إلى التعدد تعتقد أن فكرة إنشائها قائمة بالأساس على شرح الظاهرة وتسليط الضوء عليها، نظرا لكونها ستساهم بشكل جزئي في حل بعض الظواهر الإنسانية والاجتماعية والسوسيواقتصادية، وربما تكون منصة للنداء، والترافع من أجل إعطاء حق التعدد للرجل والذي ستستفيد منه أيضا المرأة، كحق لها في الزواج.وكما يضمن المشرع حقوق المرأة المتزوجة يمكن بهذه الصفحة الترافع لضمان حقوق النساء العازبات في الحصول على زوج وحياة أسرية سليمة وأطفال مع الحفاظ على الحقوق الكاملة للزوجة الأولى وأطفالها، لكن من دون اشتراط إذنها في الزواج بالثانية، وبالتالي تيسير الزواج لمن استطاع إليه سبيلا وضبط حقوق جميع الأطراف.وأشارت نواري إلى أن هناك العديد من النساء اللاتي يوافقن على زواج الزوج من أخرى بل هناك من تذهب بنفسها لخطبة الزوجة الثانية، وتساعده على اختيارها وليس لديها أدنى مشكلة في ذلك.في حين استغربت مونية الطراز، باحثة في قضايا المرأة والأسرة، إثارة قضية التعدد في المغرب، “فهذه القضية لا يمكن أن تكون أولوية، فقضايا الأمة كثيرة والمغرب غارق في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو محاط بالمخاطر من كل جهة مما يستدعي الاستنفار ضد الجهل والأمية والفقر وغير ذلك من المشاكل التي نحسبها من أولوياتنا في المغرب”.ولا ترى الطراز الخوض في موضوع التعدد إلا من قبيل الشغب الذي يستمتع به البعض من الشباب وهم يعلمون أن الموضوع أبعد من أن يكون قضية مجتمع وأشارت إلى أن القرآن يتحدث عن الزواج بخصيصة واضحة تقوم على اقتران فردين من ذكر وأنثى يجتمعان على التآلف والانسجام بما يعنيه ذلك من سكن هو عصب الزواج وأهم مقاصده، ولا يقول عاقل بأن الأوْلى بتحقيق السكينة في الأسرة أن تجتمع الضرتان إلى رجل واحد، فهذا مما لا يعقل وهو مناف للفطرة والأصل، وإذا قبلته أنثى فإنما تفعل ذلك باعتباره واجبا، ولكنها لا تفعل من تلقاء فطرتها ولا تسلم راضية بغير داعي الدين إلا أن يكون تخوفا من ترهيب أو من ضياع أو غير ذلك من العوارض والمضار التي تتقيها بضرر أخف هو التعدد.وقالت الباحثة المغربية إن الآية الكريمة التي تحدثت عن التعدد تشير إلى الإباحة فعلا ولكنها إباحة أقرب إلى المنع لمن تأمل، وأن ما يثير في المسألة أن بعض الناس جعلوا هذا المباح على ما فيه من تقييد واجبا مقدسا أصبحوا يخوضون من أجله المعارك الوهمية، ويحاولون عقلنة خطابهم فيسندونه بمعطيات اجتماعية واهية كمحاربة العنوسة، بيد أن أمر العنوسة لا يحل بالتعدد، وإنما بتسهيل الزواج وتيسيره، كما أن الكثير من الإناث اللواتي يمكن أن يوصفن بالعوانس هن من اخترن وضعهن لدواع مختلفة والكثير منهن رفضن الزواج.وختمت الباحثة في قضايا المرأة والأسرة، قائلة إن كانت هذه الدعوى في المغرب تثار بدافع ديني فإن الدين لا يتحدث به تيار واحد وفهمه مشاع لأطياف مختلفة من أهل العلم وخصوصا منهم الذين جمعوا بين معارف الشريعة ومعارف الواقع. مقاومة الظاهرةفي النهاية لا يعالج هذا الانتقال إلى الفضاء الافتراضي لب القضية ولا يحفظ للمرأة حقوقها وكرامتها سواء بالنسبة للزوجة الأولى أو الثانية، لا سيما وأن بعض العلاقات عن بعد تكرس للتلاعب بالمشاعر وتفتح الباب أمام الرجل للتعدد في علاقاته النسائية قبل تعدد زوجاته، وقد يتم التحرش بالمرأة عبر استغلالها عاطفيا وجرها إلى علاقة محرمة من قبيل فتح الكاميرات بالمسنجر ودفعها إلى التجرد من بعض ملابسها.ورغم وجود مثل هذه المجموعات الافتراضية التي تضم عدد كبيرا من النساء، فإن هناك وعيا نسويا بضرورة التخلص من ظاهرة التعدد، حيث قالت خديجة الرويسي، وهي ناشطة حقوقية مغربية ورئيسة جمعية “بيت الحكمة”، في تصريح صحافي إن ”من بين القوانين المجحفة التي لا نزال نأمل في إلغائها نهائيا تعدد الزوجات لأنه لا يحترم شعور المرأة وإنسانيتها ولا يحمي الأسرة والأطفال”.وأضافت “الدين لم يحرم التعدد لكن الله تعالى وضع شروطا صارمة على التعدد تقترب من التحريم باشتراطه العدل وجزمه في الوقت نفسه بصعوبة تحقيق هذا الشرط (ولن تعدلوا)”.وتتفق ناشطات في مجال حقوق المرأة على أن ”الإشكاليات المطروحة في هذا المجال متعددة“ مسجلات ”إيجابية القانون بالرغم من أنه لا يطبق بالصفة التي وجد من أجلها”.وأكدت الرويسي أن الإشكاليات مرتبطة ”بتغيير العقليات ومحاربة الرشوة والفقر والجهل والأمية خاصة في أوساط النساء”. 

جريدة "العرب"

يحاول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا فيسبوك، التشجيع على تعدد الزوجات واستقطاب المتحمسات لهذا الموضوع، مبررين ذلك بارتفاع نسبة العوانس في المغرب. إلا أن ارتباط المرأة برجل متزوج لا يمثل حلا جذريا كما يروج له البعض، بقدر ما هو سبب لمشكلة أكبر منه، قد تنتهي بالابتزاز أو التحرش الافتراضي أو تقود إلى زواج فاشل ينتهي باكتساب المرأة لقب مطلقة بدلا من عانسعلى الرغم من أن القانون في المغرب لا يمنع تعدد الزوجات بل يقيده بشروط أهمها حضور الزوجة الأولى أمام القاضي للتأكيد على موافقتها، فإن عددا من المغاربة نقل هذه القضية والجدل الذي يدور حولها من أرض الواقع إلى مواقع التواصل الاجتماعي.وتعددت تسميات “الغروبات” التي تم إنشاؤها للغرض ما بين #معا من أجل تعدد الزوجات في المغرب، #تعدد_الزوجات_نعمة_مغبون_فيها_كثير من_الناس، #عددوا_واعدلوا_تسعدوا، و#نعم_للتعدد_لا_للتردد. اختلفت التسميات لكن الهدف كان واحدا؛ الدعوة إلى التعدد بوصفه حلا لمجموعة من المشاكل التي تؤرق أصحابها، ومنها، حسب رأيهم، تأخر سن الزواج عند الفتيات.وبحسب مصادر إخبارية، فإن إحدى الصفحات نجحت في استقطاب حوالي 33 ألف معجب، وتعرض قصصا ناجحة لرجال ونساء اختاروا التعدد، ويعيشون استقرارا أسريا، ويؤكد القائمون عليها أن هدفهم “مقاومة تأخر سن الزواج والفساد”.وللتأكد من صحة هذا الكلام قامت جريدة “العرب” بإجراء بحث بسيط على موقع فيسبوك نتج عنه العثور على عدد من الصفحات التي تم إنشاؤها قصد تشجيع التعدد وأن نسبة كبيرة من النساء تدعمها، وتعود أسباب هذا الانتقال من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي بالأساس إلى سرعة وسهولة إيجاد نساء يقبلن الزواج من رجل متزوج، كما ييسر على الرجال استغلال الثغرات الموجودة في القانون للزواج من امرأة ثانية.كما يعود سبب إقبال المغربيات على مثل هذه المجموعات الافتراضية إلى أن أحدث دراسة قدمتها مؤسسة “فاميلي أوبتيميز″ عن العنوسة في العالم العربي، أبريل الماضي، أكدت أن 60 بالمئة من النساء المغربيات عوانس؛ أي حوالي ثمانية ملايين مغربية، بالإضافة إلى أن إحصائيات ومعطيات رسمية كشفت أن النسب بين الذكور والإناث في معظم الدول العربية متقاربة، غير أن هناك دولا عربية يزيد فيها عدد الإناث على الذكور، ومن بين هذه الدول المغرب.ولعل هذا ما دفع النساء إلى القبول بخيار التعدد كحل لإنهاء عزوبيتهن ورغبة في الإنجاب وتكوين أسرة، وما شجع على ذلك أن الرجال لا يمانعون أيضا الزواج بأكثر من امرأة حتى وإن كانت ظروفهم المادية لا تسمح في غالب الأحيان.وسبق أن ذكر المحامي حسن حلحول في تصريح صحافي أن ”المشرع المغربي حاول التقليل من حالات التعدد إلا أن هناك فراغا قانونيا يمكن للمواطن استغلاله للاستمرار في طلب التعدد”، مضيفا ”بعض الرجال خاصة ممن يتشبعون بالمرجعية الإسلامية يتشبثون بالنص القرآني الذي حث على التعدد بل حتى الفقراء منهم يعددون بالرغم من الظروف الاقتصادية المزرية”.وقال أحد النشطاء في “غروب” “معا من أجل تعدد الزوجات في المغرب” إن الهدف من وجود مثل هذه المجموعات الافتراضية “تبادل الأفكار حول موضوع التعدد ومشاركة آخر المستجدات في الموضوع مع الاستفادة من تجارب الآخرين خصوصا المعددين والمعددات في جو من الاحترام المتبادل بعيدا عن التصرفات الصبيانية ولِمَ لا قد نجد عروسا أو عريسا مع توخي الحذر في التعامل هنا بالعالم الافتراضي”.وأوضح محمد اهجطان، عضو وناشط في “الغروب” نفسه وتاجر من تطوان في المغرب، “أنشأنا هذه المجموعة من أجل فتح باب النقاش والتعارف على الراغبات في الزواج من رجل متزوج”.وأضاف اهجطان (40 عاما) لـ”العرب” “تضم المجموعة عددا من النساء منهن العازبات، غالبا جاوز سنهن الثلاثين، والمطلقات والأرامل، ويحصل الرجال على زوجة ثانية، كل حسب ظروفه فهناك من يبحث عن فتاة في مقتبل العمر ويجدها”، مشيرا إلى أن هناك تواجدا لا بأس به للعنصر النسائي الذي لا يمانع التعرف على العنصر الرجالي قصد الزواج. تجمع نسائيوجود مجموعات افتراضية للتعدد يديرها أعضاء رجال وتضم نساء يعد أمرا عاديا لا سيما وأن الرجال يسعون إلى الحصول على زوجة ثانية، لكن وجود مجموعات تديرها نساء من أجل الهدف ذاته يلفت الانتباه إلى إيمان عدد من المغربيات بأن الحل لعنوسة البعض منهن يكمن في التعدد، وهذا هو الأمر المستجد حيث أنشأ عدد من النساء “غروبا” تحت اسم “تجمع النساء المغربيات اللواتي يعشن تجربة التعدد”.وفي هذه المجموعة تتبادل المغربيات النصح والإرشاد حيث كتبت إحدى المنضمات إلى “الغروب” طلبا للمساعدة والمشورة “السلام عليكم أخواتي أخت مغربية تقدم إليها خاطب مصري متزوج، من تعرف الوثائق المطلوبة، علما أن الزوجة الأولى غير موافقة”، وهذه الرسالة تؤكد أن المغربيات لا يمانعن فكرة التعدد حتى وإن كان العرض من غير رجل مغربي، علما وأن عددا من “الغروبات” المعنية بالتعدد في المغرب يضم جنسيات مختلفة منها التونسية والكردستانية والمصرية والجزائرية.وهناك من قدمت اقتراح أن يقمن بإنشاء “مجموعة واتساب للتواصل المباشر، المرجو وضع أرقام الهواتف”، ووجد اقتراحها مباركة من عدد من الموجودات في “الغروب” حيث انهالت عليها أرقامهن في خانة التعليقات.ولا يخلو “الغروب” من نساء عايشن التعدد تطلب منهن بقية المنضمات النصح من قبيل “ممكن لو أن هناك زوجة أولى تخبرنا كيف تقبلت أن زوجها تزوج عليها وكيف تعاملت مع الغيرة خصوصا الأيام الأولى؟”.ولا تقتصر نساء “الغروب” على تبادل النصائح بل حولن الصفحة إلى منصة تقدم المواعظ والعبر عبر فيديوهات لشيوخ يدعون إلى التعدد وآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على التعدد وتنهى الزوجة الأولى عن التعنت والرفض وطلب الطلاق، حتى أن إحدى الناشطات اعتبرت أن تقييد التعدد بقانون فرصة لمعرفة معادن الرجال الحقيقية حيث كتبت “التعدد قانونيا صعب المنال ولكن ألا ترين معي أنه فرصة لتمحيص رجولة من يتقدم لك ودرجة تمسكه بك وقدرته فعلا على تحقيق العدل والاحتواء؟ ربما جاءت هذه المدونة في هذا الزمن حتى يتم تمحيص الرجل والتأكد من رجولته”، وطرحت رأيها للنقاش قائلة “ما رأيكن؟”.وحاولت جريدة“العرب” التي أعدت التقرير الوقوف على أسباب إقبال عدد من المغربيات على الغروبات المشجعة على تعدد الزوجات؛ فكانت إجابة البعض من المنتميات لمجموعة “تجمع النساء المغربيات اللواتي يعشن تجربة التعدد” (مفضلات عدم ذكر أسمائهن) كالآتي:الانتقال بظاهرة التعدد إلى الفضاء الافتراضي لا يعالج لب القضية ولا يحفظ للمرأة حقوقها سواء بالنسبة للزوجة الأولى أو الثانية- التعدد شرع الله وهو أمر جيد.- القبول بالزواج من رجل متزوج لا يخرج عن أمرين إما هربا من العنوسة وإما طمعا.- أغلب النساء اللاتي يقبلن التعدد إما فاتهن القطار (مصطلح متداول يعني من جاوزت سن الزواج) أو مطلقات أو أرامل، وهناك أيضا أسباب مادية.- التعدد هو الحل لمشكلة الطلاق وإنقاذ النساء من العنوسة والترمل.- التعدد هو حل لمشكلات اجتماعية، لكنني لا أقبل إلا إذا توفر في الرجل شرطان وهما أن يكون صاحب مال وعلم، علما وأنني أعرف بعض الفتيات اللاتي يقبلن التعدد تحت ضغوط عائلية كبيرة.- أستغرب من الرجال الذين يكتبون بالغروبات أنا فقير وأريد التعدد. وجاءت الإجابة حول هذا الاستفسار: للأسف الكثير من الآنسات يتخلين عن عدة شروط قصد الزواج، وبرأيي لو أن المطلقات والأرامل يبحثن عن رجل مطلق أو أرمل بدل الدخول على ضرة، فسيقلل من اندفاع الرجل المتزوج وراء شهواته، من المفروض أن تساند المرأة بنت جنسها بدل أن تشاركها زوجها، أما حجة التعدد شرع الله فالعودة للآية والتدبر فيها يكشفان أن التعدد مقيد بشروط.- ضرة في الحلال خير من أخريات في الحرام.- التعدد لا يحل مشكلة انسياق الرجال وراء غرائزهم، لا سيما مع وجود النت التي سهلت عليهم تكوين علاقات لا حصر لها ولا تلزمهم عقدا رسميا. تكريس لحق التواصلقالت سهام بنمسعود، عضوة في الودادية الحسنية للقضاة وقاضية في المحكمة الابتدائية بمكناس وقاضية تطبيق العقوبات، إن موضوع التعدد يثير جدلا واسعا داخل الوسط الحقوقي ونؤكد أن التعدد تم التنصيص عليه كاستثناء طبقا للمادة 40 من مدونة الأسرة التي جاء فيها “يمنع التعدد إذا خِيف عدم العدل بين الزوجات أو إذا تضمن عقد الزواج شرط الزوجة بعدم الزواج عليها”، كما أن المحكمة لا تأذن بالتعدد وإن توفرت الإمكانيات المادية، إلا إذا توفر الشرط الموضوعي الاستثنائي “كمرض الزوجة وعدم قدرتها على معاشرة الزوج”.واعتبرت بنمسعود أن فتح مجموعة من المغاربة حسابا على موقع فيسبوك تحت اسم “معا من أجل تعدد الزوجات” يعد تكريسا للحق في التواصل وممارسة لحرية التعبير واختيار فيسبوك كوسيلة يساعد على التواصل والتعبير عن الرأي بكل سهولة وهو بؤرة تكوين الرأي والاتفاق عليه من قبل مجموعة من الأشخاص.وتعتقد القاضية المغربية في حديثها للصحيفة أن فرضية نجاح التعدد في القضاء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية السائدة في المجتمع تكون صحيحة إن كانت مؤسسة الزواج ناجحة، ولكن في ظل الأوضاع الراهنة وتفاقم ظاهرة الطلاق للشقاق من طرف الزوج والزوجة والطلاق الاتفاقي ويمكن القول إن نسبة الزواج توازيها نسبة الطلاق، يثبت أن التعدد ليس حلا ويجب عدم تعليق الانحلال الأسري وفشل الزواج على تكريس المشرع للتعدد كاستثناء وزواج القاصر كاستثناء كذلك، لذلك نؤكد على ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية للمشاكل العائلية التي على رأسها التربية والتعليم والعامل المادي الاقتصادي ومحاولة إعادة تأهيل الأسرة للقيام بالدور المنوط بها.وقد يكون إنشاء “غروبات” على الفيسبوك هدفه تسهيل التواصل وحرية الاختيار، لكنه لا يخلو من لوائح ينضوي تحتها فأغلب هذه المجموعات خاصة وليست مفتوحة للعموم ولا يمكن مشاهدة منشوراتها إلا إذا تم قبول دعوة الصداقة التي يرسلها الراغب في الانضمام إلى المجموعة، علما أن كل مجموعة تروج لصفحة أخرى تحمل الهدف نفسه.وخيرت مجموعة “مغربيات ومغاربة من أجل تعدد الزوجات وتشجيع الزواج” أن تضع قائمة بشروط الانتساب والتواصل مع بقية الأعضاء؛ “هدف هذه المجموعة هو تقاسم المعلومات والتجارب الخاصة بتعدد الزواج وتشجيع الزواج بين العزاب والمطلقين و الأرامل، المرجو الالتزام بما يلي: يمنع التحرش بالنساء من طرف الرجال أو العكس في التعليقات والمنشورات/ يمنع الكلام الساقط أو الذي يجرح المشاعر ويمنع السب والشتم والجدال… وشكرا لكم جميعا/ مصير المخالفين للقوانين هو الحذف والحظر من المجموعة”.يحاول أصحاب هذه المجموعات من خلال مثل هذه الترتيبات استقطاب أكبر عدد ممكن من النساء بإيهامهن أن الفضاء الافتراضي آمن وخال من الانحلال الأخلاقي.وأكدت نادية نواري، إطار بوزارة الصحة وناشطة جمعياتية، في تصريح لموقع ”العرب” أن النساء بطبعهن يحببن التملك ويكرهن أن يشاركهن أحد خاصة في الزوج وقد تنجم عن زواج الرجل بالثانية عدة حوادث لا حد لها قد تصل إلى حد ارتكاب جرائم، مع أن الدين الإسلامي شرع للرجل التعدد دونا عن المرأة لعدة اعتبارات لعل من بينها المحافظة على توازنات الحياة للرجل والمرأة وبالتالي الحد من ظاهرة الزنا التي أصبحت متفشية بصورة رهيبة بالموازاة مع منع ظاهرة التعدد.وشددت نواري على أن التعدد إن لم يكن في الحلال سيكون الزنا في الحرام وبالتالي سيرتفع عدد الأمهات العازبات وما يلي ذلك من مشاكل أسرية ونفسية واجتماعية وظهور مشاكل أخرى كاحتراف الدعارة والإدمان، وتنامي تجارة البشر واستغلال النساء بأبشع الصور، إضافة إلى تنامي ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم والأطفال الموؤدين أحياء من طرف الأمهات العازبات للتخلص منهم وبالتالي ارتفاع وفيات الأطفال والرضع وارتفاع عدد أطفال الشوارع بكل ما له من انعكاسات وسلبيات وما ينتج عنه من مشاكل اجتماعية المجتمع المغربي في غنى عنها.وأوضحت أنه بالنسبة للصفحات التي تدعو إلى التعدد تعتقد أن فكرة إنشائها قائمة بالأساس على شرح الظاهرة وتسليط الضوء عليها، نظرا لكونها ستساهم بشكل جزئي في حل بعض الظواهر الإنسانية والاجتماعية والسوسيواقتصادية، وربما تكون منصة للنداء، والترافع من أجل إعطاء حق التعدد للرجل والذي ستستفيد منه أيضا المرأة، كحق لها في الزواج.وكما يضمن المشرع حقوق المرأة المتزوجة يمكن بهذه الصفحة الترافع لضمان حقوق النساء العازبات في الحصول على زوج وحياة أسرية سليمة وأطفال مع الحفاظ على الحقوق الكاملة للزوجة الأولى وأطفالها، لكن من دون اشتراط إذنها في الزواج بالثانية، وبالتالي تيسير الزواج لمن استطاع إليه سبيلا وضبط حقوق جميع الأطراف.وأشارت نواري إلى أن هناك العديد من النساء اللاتي يوافقن على زواج الزوج من أخرى بل هناك من تذهب بنفسها لخطبة الزوجة الثانية، وتساعده على اختيارها وليس لديها أدنى مشكلة في ذلك.في حين استغربت مونية الطراز، باحثة في قضايا المرأة والأسرة، إثارة قضية التعدد في المغرب، “فهذه القضية لا يمكن أن تكون أولوية، فقضايا الأمة كثيرة والمغرب غارق في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو محاط بالمخاطر من كل جهة مما يستدعي الاستنفار ضد الجهل والأمية والفقر وغير ذلك من المشاكل التي نحسبها من أولوياتنا في المغرب”.ولا ترى الطراز الخوض في موضوع التعدد إلا من قبيل الشغب الذي يستمتع به البعض من الشباب وهم يعلمون أن الموضوع أبعد من أن يكون قضية مجتمع وأشارت إلى أن القرآن يتحدث عن الزواج بخصيصة واضحة تقوم على اقتران فردين من ذكر وأنثى يجتمعان على التآلف والانسجام بما يعنيه ذلك من سكن هو عصب الزواج وأهم مقاصده، ولا يقول عاقل بأن الأوْلى بتحقيق السكينة في الأسرة أن تجتمع الضرتان إلى رجل واحد، فهذا مما لا يعقل وهو مناف للفطرة والأصل، وإذا قبلته أنثى فإنما تفعل ذلك باعتباره واجبا، ولكنها لا تفعل من تلقاء فطرتها ولا تسلم راضية بغير داعي الدين إلا أن يكون تخوفا من ترهيب أو من ضياع أو غير ذلك من العوارض والمضار التي تتقيها بضرر أخف هو التعدد.وقالت الباحثة المغربية إن الآية الكريمة التي تحدثت عن التعدد تشير إلى الإباحة فعلا ولكنها إباحة أقرب إلى المنع لمن تأمل، وأن ما يثير في المسألة أن بعض الناس جعلوا هذا المباح على ما فيه من تقييد واجبا مقدسا أصبحوا يخوضون من أجله المعارك الوهمية، ويحاولون عقلنة خطابهم فيسندونه بمعطيات اجتماعية واهية كمحاربة العنوسة، بيد أن أمر العنوسة لا يحل بالتعدد، وإنما بتسهيل الزواج وتيسيره، كما أن الكثير من الإناث اللواتي يمكن أن يوصفن بالعوانس هن من اخترن وضعهن لدواع مختلفة والكثير منهن رفضن الزواج.وختمت الباحثة في قضايا المرأة والأسرة، قائلة إن كانت هذه الدعوى في المغرب تثار بدافع ديني فإن الدين لا يتحدث به تيار واحد وفهمه مشاع لأطياف مختلفة من أهل العلم وخصوصا منهم الذين جمعوا بين معارف الشريعة ومعارف الواقع. مقاومة الظاهرةفي النهاية لا يعالج هذا الانتقال إلى الفضاء الافتراضي لب القضية ولا يحفظ للمرأة حقوقها وكرامتها سواء بالنسبة للزوجة الأولى أو الثانية، لا سيما وأن بعض العلاقات عن بعد تكرس للتلاعب بالمشاعر وتفتح الباب أمام الرجل للتعدد في علاقاته النسائية قبل تعدد زوجاته، وقد يتم التحرش بالمرأة عبر استغلالها عاطفيا وجرها إلى علاقة محرمة من قبيل فتح الكاميرات بالمسنجر ودفعها إلى التجرد من بعض ملابسها.ورغم وجود مثل هذه المجموعات الافتراضية التي تضم عدد كبيرا من النساء، فإن هناك وعيا نسويا بضرورة التخلص من ظاهرة التعدد، حيث قالت خديجة الرويسي، وهي ناشطة حقوقية مغربية ورئيسة جمعية “بيت الحكمة”، في تصريح صحافي إن ”من بين القوانين المجحفة التي لا نزال نأمل في إلغائها نهائيا تعدد الزوجات لأنه لا يحترم شعور المرأة وإنسانيتها ولا يحمي الأسرة والأطفال”.وأضافت “الدين لم يحرم التعدد لكن الله تعالى وضع شروطا صارمة على التعدد تقترب من التحريم باشتراطه العدل وجزمه في الوقت نفسه بصعوبة تحقيق هذا الشرط (ولن تعدلوا)”.وتتفق ناشطات في مجال حقوق المرأة على أن ”الإشكاليات المطروحة في هذا المجال متعددة“ مسجلات ”إيجابية القانون بالرغم من أنه لا يطبق بالصفة التي وجد من أجلها”.وأكدت الرويسي أن الإشكاليات مرتبطة ”بتغيير العقليات ومحاربة الرشوة والفقر والجهل والأمية خاصة في أوساط النساء”. 

جريدة "العرب"



اقرأ أيضاً
ملف “نصب” في تذاكر سفر نحو إسرائيل وكوريا الجنوبية يخيم على مجلس جماعة فاس
بعد قضية الفساد المالي والإداري التي هزت المجلس الجماعي لفاس وأدت إلى اعتقال وإدانة  مجموعة من المتابعين في الملف ضمنهم البرلماني الاتحادي عبد القادر البوصيري، تخيم فضيحة أخرى على سماء المجلس، لكن هذه المرة الأمر يتعلق بشبهات محاولات نصب في ملف تذاكر سفر نحو إسرائيل وكوريا الجنوبية. أما المتهمون فيها فهم مستشارون تشير المصادر إلى أن عددا منهم محسوب على الأغلبية التي تتولى تدبير الشأن العام المحلي للمدينة.  المصادر ذكرت أن وكالة أسفار تعاملت مع المستشارين الجماعيين في قضية هذه التذاكر، قد عمدت إلى تبليغهم بإنذارات تدعوهم إلى تسوية ما بذمتهم تحت طائلة عرض الملف على أنظار النيابة العامة. وبحسب المصادر، فإن الأمر يتعلق بمبلغ مالي كبير. أما المهلة التي منحت للمستشارين من قبل الوكالة، فإنها لا تتعدى الأسبوع الواحد.  الملف قد يضع أيضا مسؤولي الجماعة بالنظر إلى أن هؤلاء الأعضاء سافروا في مهام رسمية، وبناء على تكليفات من الجماعة، ما يعني أن الجماعة هي التي تتحمل مسؤولية أذاء التذاكر وتسوية الوضعية، وهو ما ترصد له مبالغ مالية في الميزانية السنوية.  وبحسب المصادر، فإن الملف خلف حالة استنفار قصوى في أوساط المجلس الجماعي للمدينة، حيث تم تكثيف الاتصالات من قبل هؤلاء المستشارين المعنيين مع مسؤولي الجماعي، ومنهم العمدة البقالي، من أجل البحث عن مخارج مشرفة واستعجالي لهذا الملف الذي يعيد فضائح سابقة لأعضاء في الجماعة إلى الواجهة، ومنهم من سقط في قضية ارتشاء في حالة تلبس، أو في ملف ذبيحة سرية، أو في قضية تسويق هرمي. 
مجتمع

الدكتور التازي يتشبث ببراءته ويصرح: لا أتحمل مسؤولية ما وقع داخل مصحتي
مثل يومه الجمعة 03 ماي الجاري، أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الدكتور الحسن التازي الذي قدم كلمته الأخيرة أمام هيئة الحكم. وقال التازي في كلمته الأخيرة : "المصحة شخص معنوي وأنا شخص ذاتي ولا أتحمل ما وقع في المصحة". واستشهد في كلمته بآية “لا تزر وازرة وازة أخرى"، معتبرا أن : “كل مسؤول عن أفعاله لوحده، وقال: "أنا أتابع في الملف كراع مسؤول عن رعيتي، لكن رعيتي تنحصر في عائلتي الصغيرة، في زوجتي وأبنائي، أما ما حدث فأنا طبيب ولا أتحمل مسؤولية ما وقع داخل مصحتي من طرف المستخدمين". وتشبث الدكتور الحسن التازي ببراءته ونفى علاقته بالاتهامات الموجهة إليه، وخاطب هيئة المحكمة قائلا : "أتمنى الحكم ببراءتي وزوجتي وأخي وباقي المتهمين.. أرجو من هيئة المحكمة أن تدخل علينا الفرحة"، معبرا عن ثقته في قراراتها التي حتما لن تظلم بريئا، مشيدا بحكمتها. وأوضح أنه يتابع في الملف بكونه مالك المصحة وليس طرفا في التهم الموجهة للآخرين الذين يشتغلون داخل المصحة، مضيفا : "الفصل 110 من القانون الجنائي ينص على أن الجريمة هي عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه بمقتضاه ونحن لم نكن نرفض استقبال المرضى، ولا يمكن أن نقطع الوصل بين المصحة والمستشفيات العمومية لأننا نتكامل". من جهتها، طالبت مونية بنشقرون زوجة الدكتور الحسن التازي في كلمتها الأخيرة، بالحكم ببراءتها من كل الاتهامات، وقالت : "فقدت فلذة كبدي وفقدت أبي ودخلت السجن وأنا بريئة"، مؤكدة عدم ارتباطها بأي "قضية تتضمن تسعيرة أو زيادة"، داعية المحكمة إلى إعادة الأمر إلى نصابها. وتوبع الدكتور التازي رفقة شقيقه وزوجته وخمس متهمين آخرين، بتهم تتعلق بـ" جناية الاتجار بالبشر تجاه طفل تقل سنه عن 18 سنة، والنصب، والمشاركة، والتزوير في محرر تجاري واستعماله، والمشاركة في صنع عن علم شهادة تتضمن وقائع مصطنعة غير صحيحة واستعمالها"، كل حسب المنسوب إليه.
مجتمع

أزمة مفتوحة.. طلبة كليات الطب والصيدلة يعلنون عن إضراب عن التداريب
أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، عن خطوة احتجاجية جديدة. وقالت إن طلبة السنة السادسة والسابعة قرروا الانخراط في إضراب وطني عن التداريب الاستشفائية. وطبقا للجنة، فقد تم استثناء المداومات الليلية والنهارية ومصالح المستعجلات في هذه الخطوة المقررة ليوم الإثنين والثلاثاء، 6 و7 ماي الجاري. ‎ وانطلقت الاحتجاجات في كليات الطب منذ سنتين، لكنها بلغت ذروتها مطلع السنة الحالية، حيث دخل الطلبة في إضرابٍ مفتوح يشملُ مقاطعة جميع الأنشطة البيداغوجية من دروس نظرية وتداريب استشفائية وامتحانات. وارتبطت هذه الاحتجاجات بمطلب إلغاء قرار خفض سنوات التكوين إلى ست سنوات. كما دعا الطلبة إلى تجويد عرض التكوين، وتوفير التجهيزات الضرورية والموارد البشرية. ولم تسفر جلسات الحوار التي عقدها بين المحتجين وبين كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن إيجاد مهارج لتجاوز هذا الإحتقان الذي أسفر عن مجالس تأديبية لعدد من المحتجين. وبتاريخ 16 دجنبر 2023، قرر الطلبة الانتقال إلى محطة جديدة تمثلت في الإعلان عن الدخول في مقاطعة شاملة ومفتوحة عن الدروس النظرية والتطبيقية، والتداريب الاستشفائية وكذا الامتحانات.  وقرر الطلبة تأجيل المسيرة الوطنية ليوم 06 ماي 2024، كبادرة حسن نية منا وذلك من أجل إعادة بناء جسور الحوار والتواصل، قبل أن يتم التأكيد على تنظيمها من جديد، بسبب ما اعتبروه غيابا للحوار.
مجتمع

عبد النباوي: قضايا غسل الأموال تتميز بالتعقيد
كشف الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية عن أرقام تخص مجال تتبع النشاط القضائي لغرف غسل الأموال، وتحدث عن التطور الإيجابي الذي عرفه متوسط أجل البت في هذا النوع من القضايا التي تتميز بالتعقيد، واتساع مجال الاختصاص الترابي. وبلغت القضايا المحكومة خلال الربع الأول من السنة الجارية 114 مقرراً قضائيا، وهو ما يفيد أن 75% من المقررات الصادرة عن الهيئات الابتدائية صدرت داخل الآجال الاسترشادية كما حددها قرار المجلس الأعلى للسلطة القضائية في 180 يوما كأجل بت في القضايا الابتدائية و120 يوما في القضايا الاستئنافية. واعتبر أن الجهود المشتركة، والتعاون المتواصل بين الهيئات القضائية وهيئات الدفاع، يظل هو السبيل الأنجع لتجاوز التحديات المستحدثة وغير المسبوقة، التي تحملها التقنيات الناشئة في مجال المعاملات المالية، كالعملات الافتراضية والمشفرة والطرق اللامركزية لتحويل الأموال وتخزينها. وقال محمد عبد النباوي بمناسبة ندوة الاتحاد الدولي للمحامين حول : "مكافحة غسيل الأموال الرهانات والتحديات"، بمدينة طنجة، اليوم الجمعة، إن موضوع مكافحة غسل الأموال أصبح في قلب التحديات والتحولات الاقتصادية والتكنولوجية الكبرى المرتبطة بالجريمة المنظمة عموماً وبتمويل الإرهاب على الخصوص. وأشار إلى أن الموضوع أصبح  من جهة أخرى يسائل مهنة المحاماة ويدعوها إلى استحضار أسبابه وآثاره، وتدارس القوانين المتعلقة به، بالنظر إلى أن المحامي يعتبر من بين الأشخاص الخاضعين لمقتضيات القانون 43.05 المتعلق بغسل الأموال، مما يضع أعضاء هيئات الدفاع في الصف الأمامي لمنظومة اليقظة والمراقبة الداخلية. كما أورد أن المحامي يعتبر حلقة أساسية في المحاكمة العادلة. وتحت هذا الغطاء المزدوج يجد المحامي نفسه أمام مفترق طرق من المخاطر والتحديات المهنية، تلزمه بتسليح نفسه بالمعرفة القوية والفهم العميق للمقتضيات التشريعية والتنظيمية لموضوعٍ بالغ التعقيد، قوي التأثير على الاقتصادات، وشديد الارتباط بأمن الأمم. وكان المجلس الأعلى للسلطة القضائية قد أحدث المجلس خلال الأشهر السابقة بنية متخصصة في تتبع قضايا غسل الأموال تابعة لقطب القضاء الجنائي، من أجل تحقيق تواصل أفضل مع العمل القضائي للمحاكم، من خلال تتبع نشاطها في قضايا غسل الأموال وتنفيذ برامج النجاعة القضائية ذات الصلة بهذا النوع من الجرائم. كما تهدف إلى تحقيق الأمن القضائي ومراقبة الالتزام بمعايير المحاكمة العادلة من خلال المساهمة في جمع ونشر الاجتهاد القضائي والمعلومة القانونية وتوفير التكوين المستمر وإعداد الدلائل العملية؛ بالإضافة إلى تخليق المنظومة القضائية وتعزيز النجاعة القضائية عن طريق احترام البت في القضايا في الأجل المعقول، وتسريع تنفيذ الأحكام.
مجتمع

هل يعلم الوالي فريد شوارق مكان أخطر نقطة سوداء لبيع الماكولات بمراكش ؟
في اطار مواكبتها للحملات الواسعة التي تشنها السلطات والمصالح الصحية المختصة بمراكش خلال هذه الايام، لمراقبة محلات بيع الماكولات تنفيذا لتعليمات والي الجهة، لا سيما بعد واقعة التسمم الغذائي المميت بحي المحاميد، تواصل كشـ24 رصد مجموعة من النقاط السوداء، والمظاهر الخطيرة التي تهدد سلامة المواطنين بمراكش . وإن كانت هذه الحملات قد شملت مجموعة من الاحياء والمناطق والشوارع التي تعرف تواجدا كبيرا لهذا النوع من المحلات، الا ان بعد النقاط السوداء بقيت خارج اي مراقبة، رغم خطورة موقعها واستقطابها لفئات مختلفة من المواطني،ن لا سيما منهم الوافدين على مدينة مراكش عبر المحطة الطرقية بمنطقة باب دكالة.ويتعلق الامر بباعة المأكولات بالعربات المواجدة بين المحطة الطرقية ومحطة سيارات الاجرة الكبيرة المعروفة بمحطة "سبعة رجال"، حيث تعرض مختلف اصناف الماكولات التي يتم عرضها وطهيها في ظروف غير صحية تماما، حيث يعلم الكبير والصغير بمراكش حجم "العفونات" التي يتم بيعها للمواطنين القادمين من مدن اخرى وخاصة البسطاء منهم.و من المفترض ان لا تقتصر الحملات الحالية على المحلات و"السناكات" لمجرد وقوع التسمم الغذائي المميت في واحد منها، بل من الضروري ان تشمل العربات خاصة، ولاسيما تلك المتواجدة بمحيط محطة باب دكالة لما تشكله من خطر ، وربما من حسن الحظ ان لا احد يعلم بمصيرهم، لان جل من يتناولون هذه الوجبات يشدون الرحال بعدها بلحظات صوب وجهات اخرى عبر الحافلات او سيارات الاجرة.   
مجتمع

حجز سيارة محملة بالمخدرات ومسكر ماء الحياة التقليدية الصنع بضواحي البيضاء
تمكنت عناصر المركز القضائي بسرية برشيد، بقيادة قائد المركز ومساعده الأول، تحت الإشراف الفعلي لنائب القائد الجهوي بجهوية سطات، من إحباط محاولة لترويج وتوزيع كمية مهمة من المخدرات، والمشروبات الكحولية ومسكر ماء الحياة التقليدية الصنع، إثر توصل المصالح الدركية، بإخبارية تفيد بتواجد سيارة رباعية الدفع مشبوهة، على مستوى دوار الخلايف، جماعة وقيادة السوالم الطريفية، غير بعيد من الطريق الوطنية رقم 01، الرابطة بين الدار البيضاء والجماعة الحضرية حد السوالم، عمالة إقليم برشيد. وأفادت مصادر جريدة كش 24 الإلكترونية، بأن عددا من عناصر الدرك الملكي بسرية برشيد، توجهوا إلى عين المكان، قصد القيام بالمتطلب، وعملوا على نصب كمين محكم، بمحيط وجنبات منطقة ترويج وتوزيع المخدرات، قبل أن يباغتوا البارون المعني بالأمر والمستهدف بعملية التدخل، ما أسفر عن حجز السيارة المحملة بالمخدرات، في الوقت الذي لاذ فيه المعني بالأمر، وتلةمن المخبرين والمساعدين بالفرار إلى وجهة مجهولة. وأضافت المصادر ذاتها، أن عملية تفتيش السيارة المحجوزة، في إطار التفتيش الإحترازي، المعمول به قانونيا، في مثل هذه الحالات، أسفر عن ضبط كمية مهمة من المخدرات، ومسكر ماء الحياة التقليدية الصنع، كما تم العثور بداخل العربة موضوع الحجز، على عدد من الأسلحة البيضاء، عبارة عن سيوف وسكاكين مختلفة. تجدر الإشارة إلى أن العملية المذكورة، هي الثانية من نوعها، في ظرف أقل من 24 ساعة، إذ تمكنت عناصر درك المركز القضائي بسرية برشيد، خلال المناسبتين من حجز سيارتين، محملتين بكميات مهمة من المخدرات، على مستوى النفوذ الترابي لعمالة إقليم برشيد، ما دفع الدركيين بسرية برشيد، إلى تكثيف عمليات التفتيش والمراقبة، بهدف تشديد الخناق على تجار المخدرات، والمخدرات الصلبة والقوية ذات التأتير المرتفع، الذين يستعملون المسالك الثرابية الغير معبدة، لنقل ممنوعاتهم وترويجها في المنطقة.
مجتمع

إعطاء انطلاقة خدمات 14 مركزا للرعاية الصحية الأولية على مستوى جهة فاس- مكناس
أعطى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، البروفيسور خالد آيت طالب، رفقة  عامل عمالة إقليم مكناس، عبد الغني الصبار، وبحضورعدد من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، انطلاقة خدمات 14 مركزا للرعاية الصحية الأولية، حضريا وقرويا، يوم الجمعة 03 ماي 2024، بمركز تشخيص السل والأمراض التنفسية سيدي سعيد بمدينة مكناس. وقالت الوزارة، إن إعطاء الانطلاقة لخدمات هذه المراكز يندرج في إطار مواصلة تهيئة البنية التحتية الصحية الملائمة لتنزيل الورش الملكي المتعلق بتعميم التغطية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية، ولاسيما فيما يتعلق ببناء وإعادة تأهيل وتهيئة مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، يعطي فعلى مستوى عمالة مكناس، تم إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية حضرية من المستوى الأول، ويتعلق الأمر بكل من" مركز تشخيص السل والأمراض التنفسية سيدي سعيد " " بني امحمد"، " البساتين"، "سباتة" و"سيدي عامر"، بالإضافة إلى 4 مستوصفات قروية ستشرع في تقديم خدماتها، ويهم الأمر كلا من "بوعسال"، "عين أكوال"، "بريدية"، و"اولاد سليم". كما أعطيت انطلاقة العمل بـ 5 منشآت صحية قروية من المستوى الأول، ويتعلق الأمر بكل من " الزوالط"، "آيت عيسى عدي"، " بني مرعاز"، "واد الجديدة" و"سيدي سليمان مول لكيفان". وستقدم هذه المؤسسات الصحية، التي تندرج ضمن الجيل الجديد من مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، خدمات صحية متنوعة وسلة علاجات تضم على الخصوص؛ الاستشارات الطبية العامة، والعلاجات التمريضية، إضافة إلى تتبع الأمراض المزمنة، لاسيما مرض السل والأمراض التنفسية، وداء السكري وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن تتبع صحة الأم والطفل، والصحة المدرسية، وخدمات التوعية والتحسيس والتربية من أجل الصحة. وتروم هذه المراكز، بحسب الوزارة،  الصحية تعزيز العرض الصحي على مستوى أقاليم جهة فاس - مكناس، كما تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنات والمواطنين المستهدفين بخدماتها.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 03 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة