قيادي بالعدالة والتنمية يكشف أسباب التراجع “المدوي” لـ”البيجيدي”

كشف القيادي في حزب العدالة والتنمية والرئيس السابق لفرع الحزب بألمانيا، أنس الحيوني، الأسباب الحقيقية للهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية في الإنتخابات العامة التي أجريت أمس الأربعاء 08 شتنبر الجاري. ونشر الحيوني تدوينة اختار فيها مواجهة الواقع بجرأة كبيرة، واستهلها بآية من القرآن الكريم ” قائلا تقول الآية الكريمة: “فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”. وقال المتحدث ذاته، أن الأسباب معروفة والنتائج كانت متوقعة وبعض الرؤوس كانت طوال المدة متحجرة متعجرفة متطرفة إلى أبعد الحدود، إلى إقصاء مناضلات ومناضلين كانوا ينعتون بالفلاليس وبالقلة المشوشة. وتابع: “منذ نقاش الولاية الثالثة وما تلى ذلك من ممارسات وتمييع وتحريف لعقيدة الحزب الإصلاحية، وسكوت أغلبية أعضاء هيئة حزبية ذات أهمية كبيرة كالمجلس الوطني على كثير من الانحرافات، كلها أسباب أدت إلى ما نعيشه اليوم. وأضاف “خاطبت يوما الرباح وأمحجور على هامش نقاش الولاية الثالثة وبعد أن كان بشكل مباشر وصريح في مداخلة لي بأني أتحداهما أن يصل أي تجمع خطابي لهما بمدينتي طنجة أو القنيطرة إلى 40 ألف كما كان في عهد بنكيران. ولا داعي أن أتطرق إلى سياق الحديث الذي جعلني أود على الإثنين حينها”. في إحدى دورات المجلس السابقة -يضيف الحيوني- نبهت إلى خطورة المسار الجديد وقلت لا مشكل أن نغير سائق الحافلة (في إشارة مني إلى من كان يتهمنا بعقدة “بنكيران” والصدمة النفسية التي أثرت حسب تفسيرهم في سلوكنا الحزبي والسياسي)، ولكن هل لازالت هذه الحافلة على نفس المسار المناهض للتحكم والاستبداد؟! واسترسل: “نبهت في دورة أخرى إلى أنه ليس من الحكمة فعل نفس الشيء وإعادة التجربة مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة. مذكرا بسيناريو الاتحاد الاشتراكي وكيف واضح تماما النتائج التي تنتظر الحزب. وهذا ما وقع”. كما سبق وقلت يوما بأن القاسم الانتخابي هو من سيعود على هذه القيادة الفاشلة “بالنفع” ويحفظ ماء وجهها ويغطي على حجم التراجع الكبير لشعبية الحزب لدى المواطن المغربي بسببها. مع التأكيد على كون القاسم الانتخابي انتكاسة ديمقراطية وخسارة كبيرة للوطن، يقول القيادي ذاته. وأضاف: “أتألم اليوم وأنا الذي ينام عادة باكرا فأجدني الليلة ساهرا متابعا للنتائج يحز في نفسي أن يصوت جزء من المغاربة على حزبي الأحرار والبام! فرغم المال المغاربة الأحرار كانوا وحتى وإن أخذوه لحاجتهم كانوا في عمومهم يصوتون في الأخير على أحزاب وطنية. لكنه ليس السبب في تراجع الحزب، فشراء الأصوات لم يخل في أية انتخابات سابقة ومنها المناسبتين الأخيرتين حيث تقدم الحزب ونال ثقة جزء كبير من الناخبين رغم التلاعبات ورغم المال”. وزاد: “فعلا رب ضارة نافعة والتموقع في المعارضة فرصة لترتيب البيت الداخلي وتنقيته وإعادة تحديد الأولويات وتسطير الأهداف. كان علينا الذهاب إلى المعارضة كما دعى إلى ذلك عدد من المناضلين قبل سنوات، لكن.. وتساءل الحيوني: “ماذا استفدنا من هذا الدرس وما الذي يجب القيام به؟ أظن أن جزءا من الجواب متوفر في محطة المؤتمر الوطني القادم وقبل ذلك انعقاد المجلس الوطني وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة دون عاطفة ودون القبول بتبريرات جديدة كالبكاء على “شراء الأصوات” الذي كان دوما حاضرا في الانتخابات وليس اليوم فقط”. وشدد، على أنه غير مقبول اليوم أن يلجأ البعض مجددا إلى التبرير وتهريب النقاش الحقيقي والوقوف على أسباب الفشل المعروفة. هذه المجموعة عليها أن تخجل وتعترف بمسؤوليتها وتقدم استقالتها من جميع هيئات الحزب وتترك الفرصة لإعادة تصحيح المسار مجددا. رغم صعوبة إعادة البناء بعد هذه السرعة المهولة في الهدم. وإن شاء الله الخير قادم للوطن والمغاربة أجمع..