صرخة مرشد بسبب تطفل الأجانب على مهنة الإرشاد السياحي

“عدت يا سادتي بعد غيبة طويلة ، سبعة أعوام على وجه التحديد ، عرفت خلالها الكثير وغاب عني الكثير ” هكذا استهل الطيب صالح روايته المشهورة ” موسم الهجرة الى الشمال ” ؛ رواية شخص من خلالها ابتزاز الأوروبيين للافارقة على جميع المستويات اقتصادية كانت او اجتماعية وحتى الاخلاقية منها حينما هوجر عدد من الافارقة للدول الأوروبية منذ أوائل الستينات . لم يكن الطيب صالح يعلم ان هذا الابتزاز سيعرف استمراريته على الضفة الاخرى من طرف نفس المبتزين حينما بدأ موسم الهجرة من الشمال الى الجنوب . وقد عرف المغرب على غرار عدد من بلدان القارة السمراء هجرة منقطعة النظير من طرف الأوروبيين ، خاصة الفرنسيين منهم ، منذ أوائل الألفية الثالثة والتي جلبت معها نوعا متحضرا من الابتزاز مقنع بقناع الاستثمار ، امتاز هذه المرة بكونه إبتزازا مقننا في عقر الدار . فأين يكمن هذا الابتزاز وكيف يقترن بالاستثمار ؟ وما هي أنواعه وأشكاله ؟؟ انه من باب تخصصي كمرشد سياحي ملم بهذا القطاع أعطي مثالا بسيطا أعيشه يوميا يتجلى في دور الضيافة او ما يسمى بالرياضات من جهة وامتهان مهنة الإرشاد السياحي من طرف الأجانب من جهة الاخرى ولا تقل خطورة احداهما على الاخرى فجل الأجانب المستثمرين في مجال الفندق والمطعمة يمارسون انواعا كثيرة من الابتزاز على العمال المغاربة المشتغلين عندهم من احتقار وسوء معاملة ودنائة الأجرة بل وقد يصل في بعض الأحيان الى المستوى الخلقي من بيدوفيليا ودعارة وقوادة ناهيك عن إبتزاز الدولة في التملص الضريبي حيث يصبح الرياض شركة متعددة الاختصاصات بدون سند قانوني ، فهو بالتالي فندق ومطعم وحانة وحمام ووكالة أسفار ووكالة النقل السياحي ومحل الصناعة التقليدية وممتهن الإرشاد السياحي وملهى ليلي لا ينقصه الا المآثر التاريخية ليصبح مدينة كاملة في قلب المدينة المتواجد بها . ويترتب عن ذالك ابتزاز كبير للدولة من حيث التصريح بالمذاخيل من جهة وللطاقة البشرية المستخدمة من جهة اخرى. والطامة أشد حينما يتعلق الامر بامتهان الإرشاد السياحي من طرف الأجانب مستثمرين كانوا او عابري سبيل لان المشكل لايكمن فقط في التطفل على المهنة التي لا يمكن ان يمتهنها قانونيا الا المغاربة المستوفين للشروط المنصوص عليها في قانون الإرشاد السياحي بل الاخطر في ذالك ان الأجانب الذين يمتهنون الإرشاد يسيؤون لصورة المغرب عبر جميع القنوات من تاريخ عريق وحضارة وسياسة واقتصاد … ويعد هذا ابتزاز خطير يمس بأعماق وطنيتنا كغيورين على هذا الوطن الحبيب . فلا يمكن للا جنبي ان يرافق اي سائح الا اذا أقنعه بان المغرب بلد جميل وان المغاربة كلهم لصوص ومحتالون وان الشرذمة القليلة التي يتعامل معها الأجنبي ممتهن الإرشاد هي وحدها محل الثقة وهي في مجملها من بين هؤلاء المستثمرين الأجانب الذين سبق وان تحدثت عنهم . وبذالك يقف المرشد السياحي المغربي الوطني الغيور على وطنه موقف المتفرج في غياب تام لا ليأت المراقبة والزجر المنصوص عليهما في قانوني الإرشاد السياحي والقانون الجنائي المغربي . حينما كتب الطيب صالح روايته وشرح من خلالها أشكال الابتزاز الذي تعرض له أراد من خلالهاان يحفزنالنستعد لوقف هذا النزيف الذي اصبح ينخر اجسادنا وقوانا يوما بعد يوم وقد أصبحنا اوهن من بيت العنكبوت امام ظاهرة سنندم ذات يوم حتما على اننا كنّا أشباه الرجال وعقول ربات الحجال في مواجهتها . نحن شعب مضياف ومتسامح ولكننا شعب أردنا ان نستنجد بأولياء امورنا والحالة هذه قبل ان يستنجد غريق بغريق. اين المراقبة ؟ اين القانون؟ اين الزجر ؟ ام ان القانون يطبق فقط على المغاربة دون غيرهم من المقيمين او غير المقيمين الأجانب ؟ سؤال الى من يهمه الامر بوشعاب محمد مرشد سياحي