الثلاثاء 18 يونيو 2024, 08:15

مراكش

“الجزيرة” تسلط الضوء على تنوع مواقيت الصلاة بمراكش


كشـ24 - وكالات نشر في: 29 فبراير 2024

تشير الساعة إلى الثالثة والنصف زوالا من يوم الجمعة، يندهش العم صالح وهو سائح عربي من سماع صوت الأذان، بالرغم من أن الوقت ليس وقت صلاة، لكن مرشده السياحي حميد أومزدو الذي يرافقه طيلة مقامه بمدينة مراكش المغربية، يشرح له أن مسجدا بالمدينة يؤخر الصلاة إلى ما قبيل العصر من أجل تمكين من فاتته الصلاة من الجماعة.

يتوجهان إلى مسجد سيدي ابن سليمان الجزولي بحومة رياض العروس، فيلاحظان توافد المصلين من كل حدب وصوب، بأعمار مختلفة، يستمعان إلى خطبة قصيرة بصوت إمام شجي، يعود بهم إلى تاريخ المدينة التليد.

يقول حميد "يكون صوت الأذان واختلاف مواقيته، وتكراره 3 مرات يوم الجمعة، وزيادة بعض العبارات في أذان الصبح، دائما محل تساؤل زائري المدينة الحمراء، سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، لذلك يجب دائما أن يجدوا عندك المعلومة الصحيحة بعيدا عن كل فلكلورية".

ويضيف "كما لا يمكن أن تذكر مواقيت الصلاة، دون ذكر عدد من رجال المدينة الذين نبغوا في تحديد وقت الصلاة بدقة، مثل ابن المؤقت المراكشي، وابن البناء المراكشي".

تنفرد مدينة مراكش، وخاصة المدينة القديمة، بتنظيم وقت الصلوات بشكل خاص، فيعرف عن مساجد تأخير وقت صلاة الصبح والظهر وكذلك صلاة الجمعة، لإتاحة الفرصة للجميع لأداء الصلاة جماعة.

ويقول الأستاذ الباحث أحمد متفكر إن صلاة الظهر في بدايته يسمى "لعلام" (الإعلام بدخول وقت الصلاة)، وهي تصلى خاصة في المساجد الصغيرة المتواجدة بكثرة في الأحياء الشعبية، فيما تنفرد مساجد أخرى خاصة الكبيرة منها بتأخير هذه الفريضة حوالي ساعة ونصف.

ويبرز أن كل ذلك مرتبط بعادات المراكشيين في تقديم الطعام، وعمل الحرفيين في الأسواق ممن لا يرغبون في إغلاق محالهم وقت الصلاة.

ويشرح أن هناك مساجد صغيرة جدا تقام فيها الصلاة بمجرد نزول المؤذن من الصومعة، وغالبا ما يقصدها أصحاب الحوانيت الصغيرة، والذين لا تستدعي الصلاة تغيير ملابسهم، على خلاف بعض الحرفيين الذين يستغرقون بعض الوقت من أجل الاستعداد للصلاة قبل التوجه إلى المسجد الكبير.

وتستمر عادة قديمة بالرغم من التقدم في العمران، وهي رفع بعض الصوامع لأعلام بيضاء للإعلام بدخول وقت الصلاة، وأخرى زرقاء خاصة بصلاة يوم الجمعة، كما يبرز الأكاديمي متفكر، مضيفا أن هذه الصوامع غالبا ما تحتوي على غرفة بها معدات لمعرفة وقت الصلاة، كما أن عادة تأخير وقت صلاة الجمعة موجودة أيضا في مسجد الحارة بحومة باب دكالة.

من بين ما يميز مدينة مراكش، تأخير وقت صلاة الصبح بجامع حومة المواسين إلى اقتراب بزوغ الشمس، والذي أقرها العالم المغربي محمد بن سعيد المرغيتي كما يوضح الباحث متفكر، وذلك رفقا بالمرضى والضعفاء والمسنين والمسافرين، مبرزا أن هذه العادة عرفت أيضا في المدينة المنورة.

ومن طريف ما يقع خلال اليوم، كما يقول عبد الصمد أبو الثقة، وهو رئيس جمعية التجار بسوق السمارين (القريب من ساحة جامع الفنا المشهورة)، أن يؤثر "المعلم" (صاحب الدكان) الصناع العاملين لديه، بأول وقت الصلاة، فيما هو ينتظر رجوعهم للحاق بالمسجد في الصلاة المتأخرة.

كما إنه من جميل ما يحافظ عليه في السوق، بتعبير "أبو الثقة"، التآزر والتعاون بين التجار وقت الصلاة، حيث يستمر البيع والشراء، دون توقف، لوجود فرص لأدائها في أوقات ممتدة في جوامع مختلفة لمدة تصل إلى حوالي نصف ساعة، إذ يمكن لتاجر أن يحل محل زميله في المحل لبيع سلعة في غيابه، ويضع ثمنها في محله إلى حين رجوعه، وهي عادة محمودة يحافظ عليها تجار الأسواق القديمة، وتزرع بينهم الألفة والثقة والتعاون.

من يتجول في أسواق المدينة القديمة بمراكش، يقف على استمرار تدفق الحياة في شرايينها دون توقف، حتى يخيل للمرء أن لا أحد ذهب إلى أداء الصلاة في وقتها، ومن يدخل مسجدا قريبا يجده مليئا بالمصلين حتى يخيل له أيضا ألا أحد بقي في السوق، كما يلاحظ المرشد السياحي أومزدو.

ويذهب الأكاديمي المغربي الباحث في التراث والتاريخ عبد البر حدادي إلى أن اختلاف مواقيت الصلاة بمساجد مراكش، وغيرها في بعض مدن المغرب مثل فاس، وتازة وغيرهما، يعكس شكلا من الذكاء الاجتماعي عند المغاربة، ونوعا من التيسير في التعاطي مع بعض الشعائر والعبادات الدينية، وخاصة من قبل بعض الفئات الاجتماعية التي لا تسعفها ظروفها المهنية أو الصحية أو الاجتماعية في تأدية بعض الكلف الشرعية كالصلوات الـ5 أو صلاة الجمعة.

وينوه حدادي في حديثه للجزيرة نت إلى أن "هذا الذكاء لا يترجم من خلال تقديم أوقات الصلوات أو تأخيرها فحسب، بل نجده حتى في العمارة الدينية على سبيل المثال كذلك، إذ نجد أن عرض المسجد أكثر من طوله، والقصد من ذلك هو تمكين أكبر عدد ممكن من المصلين من تحصيل فضل صلاة الجماعة في الصفوف الأولى الأمامية".

ما يلاحظه زوار المدينة، مع ورود عبارات أو تكرار آذان الجمعة، يشرحه الباحث حدادي، إذ يشير إلى أن بعض عبارات الأذان تعود إلى الفترة الموحدية، من قبيل عبارة "أصبح ولله الحمد" في أذان الفجر، وكذا عبارة التوسيع "اللهم يا واسع المغفرة"، أضف إلى ذلك تكرار الأذان 3 مرات يوم الجمعة، والتي ذاعت في المغرب منذ ذلك الحين، اللهم إذا استثنينا بعض الجهات التي كانت تقتصر على أذان واحد، مثلما هو الأمر في الزاوية الناصرية بتمكروت، وبعض فروعها، قبل أن يتغير الأمر فيما بعد.

ويبرز الأكاديمي نفسه أن مواقيت الصلاة تختلف باختلاف العلامات التي نصبها الشارع لهذا الغرض، فمن كان قادرا على تحديد مواعيد الصلاة بناء على العلامات الشرعية فذاك، وإلا فلا صلاة حتى يتيقن المرء، أو يغلب على الظن أن وقت الصلاة قد دخل، فهناك من يصلي الصلاة في أول وقتها منفردا، أو يؤخرها عن أول وقتها ليصليها مع الجماعة.

ويضيف أن الأعمال التي يتوصلون بها إلى معرفة أوقات الصلاة والصوم عددت عند المؤلفين الميقاتيين (الفترة المرينية نموذجا)، وساروا في ذلك على 3 طرائق، يعتمد في اثنتين منها على الظلال من غير آلة، والثالثة الأخذ بالآلات مثل الربع المُجَيّب والربع المقنطر والكرة والإسطرلاب.

عبد الغني بلوط
عن الجزيرة نت

تشير الساعة إلى الثالثة والنصف زوالا من يوم الجمعة، يندهش العم صالح وهو سائح عربي من سماع صوت الأذان، بالرغم من أن الوقت ليس وقت صلاة، لكن مرشده السياحي حميد أومزدو الذي يرافقه طيلة مقامه بمدينة مراكش المغربية، يشرح له أن مسجدا بالمدينة يؤخر الصلاة إلى ما قبيل العصر من أجل تمكين من فاتته الصلاة من الجماعة.

يتوجهان إلى مسجد سيدي ابن سليمان الجزولي بحومة رياض العروس، فيلاحظان توافد المصلين من كل حدب وصوب، بأعمار مختلفة، يستمعان إلى خطبة قصيرة بصوت إمام شجي، يعود بهم إلى تاريخ المدينة التليد.

يقول حميد "يكون صوت الأذان واختلاف مواقيته، وتكراره 3 مرات يوم الجمعة، وزيادة بعض العبارات في أذان الصبح، دائما محل تساؤل زائري المدينة الحمراء، سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، لذلك يجب دائما أن يجدوا عندك المعلومة الصحيحة بعيدا عن كل فلكلورية".

ويضيف "كما لا يمكن أن تذكر مواقيت الصلاة، دون ذكر عدد من رجال المدينة الذين نبغوا في تحديد وقت الصلاة بدقة، مثل ابن المؤقت المراكشي، وابن البناء المراكشي".

تنفرد مدينة مراكش، وخاصة المدينة القديمة، بتنظيم وقت الصلوات بشكل خاص، فيعرف عن مساجد تأخير وقت صلاة الصبح والظهر وكذلك صلاة الجمعة، لإتاحة الفرصة للجميع لأداء الصلاة جماعة.

ويقول الأستاذ الباحث أحمد متفكر إن صلاة الظهر في بدايته يسمى "لعلام" (الإعلام بدخول وقت الصلاة)، وهي تصلى خاصة في المساجد الصغيرة المتواجدة بكثرة في الأحياء الشعبية، فيما تنفرد مساجد أخرى خاصة الكبيرة منها بتأخير هذه الفريضة حوالي ساعة ونصف.

ويبرز أن كل ذلك مرتبط بعادات المراكشيين في تقديم الطعام، وعمل الحرفيين في الأسواق ممن لا يرغبون في إغلاق محالهم وقت الصلاة.

ويشرح أن هناك مساجد صغيرة جدا تقام فيها الصلاة بمجرد نزول المؤذن من الصومعة، وغالبا ما يقصدها أصحاب الحوانيت الصغيرة، والذين لا تستدعي الصلاة تغيير ملابسهم، على خلاف بعض الحرفيين الذين يستغرقون بعض الوقت من أجل الاستعداد للصلاة قبل التوجه إلى المسجد الكبير.

وتستمر عادة قديمة بالرغم من التقدم في العمران، وهي رفع بعض الصوامع لأعلام بيضاء للإعلام بدخول وقت الصلاة، وأخرى زرقاء خاصة بصلاة يوم الجمعة، كما يبرز الأكاديمي متفكر، مضيفا أن هذه الصوامع غالبا ما تحتوي على غرفة بها معدات لمعرفة وقت الصلاة، كما أن عادة تأخير وقت صلاة الجمعة موجودة أيضا في مسجد الحارة بحومة باب دكالة.

من بين ما يميز مدينة مراكش، تأخير وقت صلاة الصبح بجامع حومة المواسين إلى اقتراب بزوغ الشمس، والذي أقرها العالم المغربي محمد بن سعيد المرغيتي كما يوضح الباحث متفكر، وذلك رفقا بالمرضى والضعفاء والمسنين والمسافرين، مبرزا أن هذه العادة عرفت أيضا في المدينة المنورة.

ومن طريف ما يقع خلال اليوم، كما يقول عبد الصمد أبو الثقة، وهو رئيس جمعية التجار بسوق السمارين (القريب من ساحة جامع الفنا المشهورة)، أن يؤثر "المعلم" (صاحب الدكان) الصناع العاملين لديه، بأول وقت الصلاة، فيما هو ينتظر رجوعهم للحاق بالمسجد في الصلاة المتأخرة.

كما إنه من جميل ما يحافظ عليه في السوق، بتعبير "أبو الثقة"، التآزر والتعاون بين التجار وقت الصلاة، حيث يستمر البيع والشراء، دون توقف، لوجود فرص لأدائها في أوقات ممتدة في جوامع مختلفة لمدة تصل إلى حوالي نصف ساعة، إذ يمكن لتاجر أن يحل محل زميله في المحل لبيع سلعة في غيابه، ويضع ثمنها في محله إلى حين رجوعه، وهي عادة محمودة يحافظ عليها تجار الأسواق القديمة، وتزرع بينهم الألفة والثقة والتعاون.

من يتجول في أسواق المدينة القديمة بمراكش، يقف على استمرار تدفق الحياة في شرايينها دون توقف، حتى يخيل للمرء أن لا أحد ذهب إلى أداء الصلاة في وقتها، ومن يدخل مسجدا قريبا يجده مليئا بالمصلين حتى يخيل له أيضا ألا أحد بقي في السوق، كما يلاحظ المرشد السياحي أومزدو.

ويذهب الأكاديمي المغربي الباحث في التراث والتاريخ عبد البر حدادي إلى أن اختلاف مواقيت الصلاة بمساجد مراكش، وغيرها في بعض مدن المغرب مثل فاس، وتازة وغيرهما، يعكس شكلا من الذكاء الاجتماعي عند المغاربة، ونوعا من التيسير في التعاطي مع بعض الشعائر والعبادات الدينية، وخاصة من قبل بعض الفئات الاجتماعية التي لا تسعفها ظروفها المهنية أو الصحية أو الاجتماعية في تأدية بعض الكلف الشرعية كالصلوات الـ5 أو صلاة الجمعة.

وينوه حدادي في حديثه للجزيرة نت إلى أن "هذا الذكاء لا يترجم من خلال تقديم أوقات الصلوات أو تأخيرها فحسب، بل نجده حتى في العمارة الدينية على سبيل المثال كذلك، إذ نجد أن عرض المسجد أكثر من طوله، والقصد من ذلك هو تمكين أكبر عدد ممكن من المصلين من تحصيل فضل صلاة الجماعة في الصفوف الأولى الأمامية".

ما يلاحظه زوار المدينة، مع ورود عبارات أو تكرار آذان الجمعة، يشرحه الباحث حدادي، إذ يشير إلى أن بعض عبارات الأذان تعود إلى الفترة الموحدية، من قبيل عبارة "أصبح ولله الحمد" في أذان الفجر، وكذا عبارة التوسيع "اللهم يا واسع المغفرة"، أضف إلى ذلك تكرار الأذان 3 مرات يوم الجمعة، والتي ذاعت في المغرب منذ ذلك الحين، اللهم إذا استثنينا بعض الجهات التي كانت تقتصر على أذان واحد، مثلما هو الأمر في الزاوية الناصرية بتمكروت، وبعض فروعها، قبل أن يتغير الأمر فيما بعد.

ويبرز الأكاديمي نفسه أن مواقيت الصلاة تختلف باختلاف العلامات التي نصبها الشارع لهذا الغرض، فمن كان قادرا على تحديد مواعيد الصلاة بناء على العلامات الشرعية فذاك، وإلا فلا صلاة حتى يتيقن المرء، أو يغلب على الظن أن وقت الصلاة قد دخل، فهناك من يصلي الصلاة في أول وقتها منفردا، أو يؤخرها عن أول وقتها ليصليها مع الجماعة.

ويضيف أن الأعمال التي يتوصلون بها إلى معرفة أوقات الصلاة والصوم عددت عند المؤلفين الميقاتيين (الفترة المرينية نموذجا)، وساروا في ذلك على 3 طرائق، يعتمد في اثنتين منها على الظلال من غير آلة، والثالثة الأخذ بالآلات مثل الربع المُجَيّب والربع المقنطر والكرة والإسطرلاب.

عبد الغني بلوط
عن الجزيرة نت



اقرأ أيضاً
“عطلة عيد الأضحى”.. إغلاق “الحانوت” يتسبب في أزمة بمراكش
على غرار عدد من مدن المملكة، تشهد مدينة مراكش منذ صبيحة عيد الأضحى، إغلاقا للعديد من المحلات التجارية، الشيء الذي يتسبب في خصاص في المواد الاستهلاكية لدى مجموعة من الأسر المراكشية التي لم تسعفها ظروفها من أجل إقتناء حاجياتها الضرورية قبل حلول العيد. وتتكرر هذه الظاهرة مع حلول كل عيد ديني، كما يرجع السبب وراء هذا الإغلاق إلى الأهمية الكبرى التي يتميز بها عيد الأضحى؛ في قلوب المغاربة قاطبة، حيث يستغل أصحاب تلك المحلات، والتي يتواجد أغلبها بالاحياء الشعبية للمدن، يوم العيد لأخذ قسط من الراحة وإمضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء. ويقدم بعض أصحاب المحلات على توقيف نشاطهم التجاري لأيام عديدة بعد يوم العيد، من أجل السفر إلى مدن إقامتهم. وكما لهذا الأمر من أثر إيجابي على أصحاب المحلات التجارية، فإن بعض المواطنين يرون أن توقف أغلب المحلات التجارية أيام الأعياد يؤثر سلبا على سير حياتهم اليومية حيث قد يضطرون إلى التنقل خارج أحياءهم لأجل اقتناء حاجياتهم اليومية.
مراكش

ساحة جامع الفنا تخلو من حيويتها في عطلة العيد
مع بداية أيام عيد الأضحى، تعيش ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش حركية ضعيفة وهدوء غير معتاد على عكس الأيام العادية. هذه الساحة التي تشهد عادةً حركة نشطة وزخماً من الزوار والسياح، تتوقف أنشطتها بشكل ملحوظ في أول أيام العيد، حيث ينشغل المواطنون بالاحتفال بالعيد وأداء الطقوس الدينية والاجتماعية المتعارف عليها. وتخلو الساحة من باعتها وحرفييها والمواطنين الذين يزورونها بانتظام، وتصبح وجهة قليلة الحضور تحتضن السياح الأجانب وبعض العابرين الذين يمرون بها بشكل عرضي. هذا الأمر يرجع بالأساس إلى انصراف الكثير من الزوار إلى مناطق سكناهم خارج المدينة، حيث يقضون عطلة العيد مع أسرهم. ومن بين الذين غادروا، صناع الفرجة من "الحلايقية"، العارضين، وفناني الشارع الذين يجعلون من هذه الساحة مسرحاً لعروضهم وفنونهم. تلك الشخصيات المميزة التي تضيف لمسة خاصة إلى جو المكان يصبحون غائبين خلال هذه الفترة الخاصة بالعيد. ومع اقتراب نهاية عطلة العيد، يتوقع عودة الحيوية المعهودة إلى ساحة جامع الفنا في قلب المدينة الحمراء. فبعد أن تنتهي التزامات العيد وتعود الحياة إلى طبيعتها، ستعود هذه الساحة لتعيش أيامها النشطة والمفعمة بالحياة، حيث يعود السياح والمواطنون ليملؤوا الساحة بنشاطهم وحركتهم المعتادة، مما يجعلها مرة أخرى واحدة من أبرز الوجهات السياحية الساحرة.
مراكش

الجزارون المتجولون يستفردون بشوارع مراكش في يوم عيد الأضحى
ينتشر جزارو الذبائح بشوارع مراكش ، عقب صلاة عيد الاضحي المبارك من كل عام، شاهرين السكاكين والسواطير "أدوات الذبح" ليتميز بعضهم عن غيرهم بالزي الأبيض والأدوات المعلقة بجسدهم. ويستوقف الجزار المتجول كل من له ذبيحة اراد التضحية بها خلال أيام عيد الاضحي المبارك، دون اللجوء إلى حجز الجزار بوقت كاف قبل التضحية، ليكون "الجزار المتجول " علامة مميزة داخل شوارع المدينة خلال أيام عيد الاضحي المبارك، ومن بين هؤلاء من كان جزارا بالفعل ومنهم من يتخذها هواية، تساعده على الإنفاق لأيام قادمة عقب انقضاء هذا الموسم. ولم يشترط أن يكون "الجزار المتجول" من أصحاب مهن الجزارة في الأساس، ولكن يتواجد من بينهم من له هواية الذبح فقط ولم يتخذها مهنة أساسية له فهي موهبة لكسب الرزق الموسمي فقط. ويُعتبر يوم العيد فرصة مهمة للجزار، إذ يُخصَّص الصباح لعملية الذبح، بينما تفتح محال الجزارة أبوابها بعد الزوال لتقديم خدماتها للمواطنين الذين يرغبون في تقطيع خرافهم خشية تعفن لحومها نتيجة الحرارة المرتفعة في المدينة الحمراء.
مراكش

تذكير: هذه قائمة مصليات عيد الأضحى بمراكش وموعد الصلاة فيها
قالت المندوبية الإقليمية للأوقاف والشؤون الإسلامية لعمالة مراكش، إن صلاة عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1445 ه/2024 م، ستقام في تمام الساعة السابعة صباحا بجميع المصليات. وبخصوص لائحة هذه المصليات، أشارت إلى مصلى أزلي ومصلى سيدي عمارة ومصلى العزوزية ومصلى المسيرة الأولى، ومصلى المحاميد الشكيلي. كما ذكرت مصلى المسيرة الثالثة ومصلى حي الرياض السلام ومصلى الزهور عين إيطي، ومصلى عين مزوار. من المصليات التي وردت في اللائحة، مصلى باب أحمر سيدي يوسف بن علي، ومصلى دوار السراغنة حي الشرف، ومصلى أبواب مراكش طريق الصويرة وأكادير، وأخيرا مصلى الساحة المجاورة لإعدادية الشاطبي حي بلبكار. في السياق ذاته، ذكرت المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بأنها ستفتح المساجد كذلك لأداء صلاة عيد الأضحى لمن أراد الصلاة بها.
مراكش

شخص في حالة غير طبيعية يثير المخاوف بمراكش
توصلت "كشـ24"، بمجموعة من الصور لشخص مجهول الهوية يتجول في حالة غير طبيعية، بالقرب من المركب الاستشفائي الجامعي محمد السادس. ووفق ما أفادت به مصادرنا، فإن المعني بالأمر الذي يتجول بالقرب من المنطقة المذكورة منذ ليلة أمس السبت 16 يونيو الجاري، من المرجح أنه يعاني من اضرابات عقلية. وطالب مواطنون الجهات المعنية بالتدخل من أجل التحقق من أمر المعني بالأمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص.
مراكش

عيد الأضحى في مراكش.. مناسبة لظهور مهن موسمية
ككل سنة تنشط الحركة التجارية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث تظهر مهن موسمية تتيح للعديد من الشباب والتجار تحقيق مداخيل إضافية خلال هذه الفترة من السنة، والاستفادة من الرواج الاقتصادي الذي يُصاحب هذه المناسبة الدينية. بمراكش وعلى غرار العديد من مدن المملكة، يتم الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى داخل البيوت وأيضا في الأحياء التي تتحول إلى فضاءات خاصة تعج بالمواطنين من أجل التبضع في أجواء من الفرحة والأخوة تعكس التشبث الراسخ بالتقاليد. أجواء تتميز بظهور مهن مؤقتة تأتي للاستجابة لبعض الحاجيات وتقديم خدمات يكثر الطلب عليها خلال مناسبة " عيد الكبير" ولاسيما المنتجات الاستهلاكية والفخار والمعدات واللوازم المرتبطة بفترة قبل وبعد العيد. في المدينة الحمراء وخاصة بالأسواق والأحياء الشعبية، يعرض التجار مواد مختلف المواد الضرورية لاكتمال مائدة العيد وفي مقدمتها التوابل بكل أصنافها، تملء المحلات بألوانها وروائحها المختلفة. وتزدهر العديد من المهن خلال هذه الفترة من السنة من قبيل بيع الأواني الفخارية التي يستخدمها المراكشيون في إعداد أطباق متميزة تشتهر بها المدينة من قبيل الطاجين و"الطنجية" التي تستهلك بكثرة خلال العيد. ويتعلق الأمر أيضا، ببيع المشاوي الحديدية، والكلأ والعلف المخصص للأغنام، إلى جانب مهنة شحذ السكاكين والأدوات الحادة المخصصة للذبح، وبيع مادة الفحم الطبيعي المخصص للطهي والشواء والتي يكثر عليها الإقبال خلال هذه الفترة. ومن بين المهن الظرفية التي تظهر خلال عيد الأضحى وتتيح للشباب الحصول على دخل مهم، شي رؤوس الأغنام على الخشب، في أماكن خاصة بالشوارع، مما يسهل عملية تنظيف وغسل رأس الأضحية من قبل الزبائن. وتشهد هذه المناسبة الدينية، أيضا، بروز مهنة باعة جلود الأضحية، الذين يجوبون الأزقة والشوارع لجمع جلود الأضحية لبيعها للمدابغ من أجل استخدامها في صناعة الملابس والأفرشة وغيرها من المنتوجات الجلدية. وإذا كانت لهذه المهن مكانتها في هذه المناسبة، فإن هناك كذلك العديد من العادات والطقوس المرتبطة بشعيرة عيد الأضحى تحمل في طياتها الكثير من القيم والغايات النبيلة، والتي حرص الأجداد على الحفاظ على استمراريتها على مر السنين. ومن بين هذه التقاليد والعادات، ما يعرف بطقس "بوجلود"، أو "الهرمة" وهي عادة تكون في اليوم الثالث من عيد الأضحى، ويتم من خلالها جمع التبرعات من المنازل، والتي تخصص لتنظيم حفل جماعي في اليوم السابع من العيد، ثم عادة "تاقديرت "، وهي عبارة عن طقس مرتبط بالأطفال يجتمعون بمعداتهم المتمثلة في "مجمر صغير"، "وقدر صغير"، ليتنافسوا حول طهي ألذ الأطباق. وأبرز الأستاذ الباحث في التراث، أنس الملحوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه قبل أيام من حلول عيد الأضحى، تشهد المدينة رواجا تجاريا مهما من خلال ظهور مهن موسمية (الحنطة)، ولاسيما بائعي التوابل، والأواني الطينية، والفحم وغيرها. وأشار إلى استعدادات الأسر لاستقبال عيد الأضحى والتي من بينها ترتيب أفرشة المنزل وتنظيف المعدات النحاسية والفضية المتواجدة به، وتهيئ الحلويات وشراء اللوازم التي يكثر استخدامها خلال هذه المناسبة. ولفت من جهة أخرى، إلى أن هذه المناسبة الدينية تشكل فرصة لصوم يوم عرفة، والتصدق على الأسر المحتاجة وإدخال الفرحة والسرور في نفوس أفرادها. من جهته، قال محمد أشبار، أحد تجار التوابل بسوق العطارين بمراكش، في تصريح مماثل، إنه خلال مناسبة عيد الأضحى يزداد إقبال المواطنين على المعروضات من التوابل، واقتناء حاجياتهم منها كل واحد حسب إمكانياته المادية. وأضاف أن "بائعي التوابل يوفرون كميات كبيرة من هذه المواد، وإن كانت هذه الفترة تعرف إقبالا متواضعا هذه السنة مقارنة مع السنوات الماضية". وأشار إلى أن محلات بيع التوابل يقصدها خلال فترة العيد ساكنة المدينة وزائروها نظرا للأثمنة المناسبة بسوق العطارين. ويبقى عيد الأضحى من أهم الأعياد الدينية التي يحتفل بها جميع المسلمين في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، تتعزز فيها الروابط العائلية من خلال تبادل الزيارات واحياء التقاليد والعادات المتوارثة في أجواء من البهجة والسرور.  
مراكش

حملات تحسيسية من أجل عيد أضحى نظيف بمراكش + صور
نظمت الملحقة الادارية الازدهار بمقاطعة جليز بشراكة مع شركة "ARMA" لتدبير قطاع النظافة بمقاطعة جليز، حملات تحسيسية من أجل توعية المواطنات والمواطنين باجراءات عيد أضحى نظيف.وتخلل هذه الحملة توزيع الاكياس البلاستيكية على السكان، وتم اعتماد وسائل حديثة في التوعية والتحسيس منها الدراجات العادية الحاملة لملصقات توعي الساكنة بكيفية التعامل مع النفايات الخاصة بهذه المناسبة الدينية.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 18 يونيو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة