الثلاثاء 07 مايو 2024, 16:28

مجتمع

طبيب مغربي شهير يكشف كل ما تريد معرفته عن التلقيح واللقاحات ضد كوفيد 19


كشـ24 نشر في: 1 ديسمبر 2020

كشف الدكتور، الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية عن مجموعة من المعطيات العلمية عن التلقيح واللقاحات ضد فيروس “كورونا” المستجد.وقال الطيب حمضي في مقالة مطولة على حسابه بـ”الفيسبوك”، إن اللقاح يحفز جهاز المناعة ولا يقوم بإرهاقه كما هو متداول.ونشر الدكتور حمضي مقالته المقسّمة إلى ثلاثة أجزاء معنونة بـ "التلقيح انجاز طبي لا مثيل له" و"عن اللقاحات ضد كوفيد" و " المغرب واللقاحات ضد كوفيد".وهذا نص مقال الدكتور، الطيب حمضي كما ورد على حسابه بالفيسبوك: الجزء الأول: التلقيح انجاز طبي لا مثيل له.أرقام عن دور التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة البشريةملايين الأرواح نحافظ عليها سنويا بفضل التلقيح، وملايين أخرى نعجز عن حمايتها بسبب عدم تمكن عدد من الناس للقاحات الموجودة، أو بسبب عجز الطب الى اليوم عن اكتشاف لقاحات ضد أمراض فتاكة.يؤكد الخبراء ان لا شيء في تطور البشرية، باستثناء توفير الماء الشروب، وفّر خدمة تفوق أو تساوي ما قدمه التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة الناس عبر التاريخ البشري. اليوم وبعد ازيد من 200 سنة من اكتشاف التلقيح، لدينا فقط لقاحات ضد 28 مرض. وتجري الأبحاث حاليا لتوفير 200 لقاح ضد أمراض أخرى.تم القضاء نهائيا على مرض الجدري قبل 40 سنة من اليوم بفضل التلقيح. وهكذا لم يعد 5 ملايين انسان يفقدون حياتهم كل سنة بعد القضاء على الجدري، ولا يُصاب أضعاف هده الملايين من الناس بآثار ومخلفات المرض.9 مليون حياة إنسانية نحافظ عليها سنويا: اليوم بفضل هدا الاكتشاف المذهل، الدي هو التلقيح، نتجنب 9 ملايين وفاة سنويا، أي أزيد من 24 ألف وفاة يوميا أو 17 وفاة في الدقيقة.3 مليون وفاة سنويا أو5 وفيات كل دقيقة نتجنبها: اذا استثنينا الخمسة ملايين وفاة سنويا التي لم نعد نسجلها بعد اختفاء مرض الجدري بفضل اللقاح الدي لم يعد يُعطَى لنفس السبب، فان اللقاحات التي يستفيد منها أطفال العالم ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال تُجنّبنا 3 مليون وفاة سنويا، أي ازيد من ثمانية آلاف وفاة يوميا، وهو ما يعادل 5 وفيات كل دقيقة.5 وفيات كل دقيقتين بسبب عدم الوصول الى اللقاحات المتوفرة: للأسف ليس كل أطفال هدا العالم يستفيدون من اللقاحات المتوفرة، بسبب الفقر أساسا. وهو ما يجعلنا، رغم توفر اللقاحات، نسجل مليون ونصف وفاة سنويا. تحدث جل أو كل هده الوفيات في البلدان التي لم تستطع توفير اللقاحات لكل أبنائها، ضد أمراض لقاحاتُها متوفرة مند عقود، أوّلُها الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال.16 مليون وفاة إضافية يمكننا تجنبها: أما ادا تمكن الطب من إيجاد اللقاحات ضد كل الامراض الجرثومية التي يمكن إيجاد لقاحات ضدها، فسيصير بإمكاننا انقاد 16 مليون من الأرواح الإضافية كل سنة.هده ارقام عن الوفيات فقط، علما ان هده الامراض تخلف وراءها ملايين آخرين من الناس يحملون آثارا على صحتهم الى الابد، كالشلل عند الأطفال مثلا أو العمى أو فقدان السمع او إصابات الدماغ وغيرها.عن المناعة الطبيعية والمناعة باللقاحهناك من يعتقد أو يروج لكون التلقيح قد يصيب الجهاز المناعي بالتكاسل، وأن التمنيع الطبيعي، أي بالتعرض للمكروبات والأمراض، هو الأفضل لأنه طبيعي في اعتقادهم. هدا خطأ وخطر كبيران.المناعة بالتطعيم أو التلقيح هي أصلا مناعة طبيعية يكون فيها الدور الأساسي لمناعة جسم الانسان نفسه. اللقاح يلعب فقط دور المحفز لهده المناعة الطبيعية.هدف التمنيع ليس إعطاء جسم الانسان مضادات جاهزة تحل محل مناعته الطبيعية قصد تعويضها للقضاء على الامراض او تجنبها. التمنيع الوقائي هو استخدام مواد (المستضدات Antigènes ) تثير الاستجابة المناعية لتحفيز مناعة الجسم، لتكوين مناعة متخصصة تجاه مكروب ما.وينحصر دور اللقاح فقط في تحفيز مناعة جسم الانسان الأصلية والطبيعية والشخصية، وتشجيع الجسم للاستعداد بشكل مبكر للقضاء على المكروبات في حال تعرضه لها، بفضل مضادات الأجسام التي يفرزها الجسم نفسه.انتظار تعرض الانسان للجراثيم دون تمنيع يؤدي الى حالات مرضية كثيرة وأحيانا خطيرة وقاتلة بالملايين سنويا عبر العالم. لو كان التعرض لهده الامراض لا يشكل أي خطورة لما اهتم أحد بالبحث عن تمنيع ضدها لا باللقاح ولا بالتعرض المباشر للمرض. التطعيم يعطينا فائدة الحصول على المناعة ضد جرثومة ما دون التعرض لمخاطر المرض.المناعة المكتسبة بعد اللقاح أكثر قوة وحماية وديمومة من المناعة المكتسبة بعد الإصابة بالمرض.على عكس ما يعتقد البعض، فان الدراسات العلمية تؤكد أن المناعة المكتسبة بالتطعيم تكون أكثر حماية واطول مدة من المناعة المكتسبة بالمرض، مع احتمال أن تؤدي الإصابة بالمرض الى مضاعفات منها الخطيرة ولربما الوفاة، عكس اللقاح. وهده حقيقة مهمة جدا لأن هناك امراض لا تعطي مناعة قوية أو لا تعطيها تماما، ويمكن ان يصاب بها الانسان عدة مرات، كأمراض الكزاز أو الدفتريا على سبيل المثال.اللقاحات تحفز الجهاز المناعي ولا تُرهقه.على عكس بعض التصورات، فان إعطاء جسم الانسان لقاحات مختلفة لا يرهق جهازه المناعي. هده تصورات يمكن تَفَهُمُها وتفهم تخوفات الناس التي قد تنتج عنها. لكنها خاطئة ولا أساس لها. هده بعض من الأسباب:أولا الدراسات تقدر ان الجهاز المناعي للمولود الجديد يمكنه ان يتجاوب مع 10 آلاف لقاح في نفس الوقت بفضل قوة الجهاز المناعي..ثانيا لو تم إعطاء كل اللقاحات الموجهة للأطفال في وقت واحد الى رضيع ما، فان هده اللقاحات لن تشغل سوى نسبة واحد من الألف من قدرة الجهاز المناعي.ثالثا يزداد عدد اللقاحات مع البحث العلمي، لكن، بفضل هدا البحث العلمي نفسه، كمية المستضدات التي تحتوي عليها هده اللقاحات تنقص باستمرار في اللقاحات الجديدةرابعا علينا ان ندكر أن جسم الطفل والانسان بشكل عام يتعرض يوميا للعديد من المستضدات التي يتفاعل معها الجهاز المناعي بدون أدني مشاكل أو ارهاق له. الجزء الثاني: عن اللقاحات ضد كوفيد.سرعة وليس تسرع: اللقاحات ضد كوفيد 19 وُجدت في زمن قياسي بفضل تظافر عدة عوامل.بعض الناس يعتقدون ان سرعة الوصول الى لقاحات ضد كوفيد 19 هو تسرع او يثير الشكوك.الحصول على لقاح في ظرف وجيز ـ أقل من سنة ـ يعتبر إنجازا علميا غير مسبوق في تاريخ الطب. معدل الوصول الى لقاح هو أزيد من عشر سنوات كمتوسط. الوصول الى لقاح ضد بوشويكة (جدري الماء أو الحُمَاقُ Varicelle) تطلب 34 سنة. السيدا: نحن اليوم في 40 سنة من المرض والأبحاث دون لقاح بعد...هناك على الأقل ثلاثة أسباب يرجع الفضل لها في هذه السرعة مع كوفيد 19:أولا. جائحة كوفيد لم تصب الافراد فقط، بل أثرت كثيرا على الحياة الاجتماعية وعلى العملية التعليمية وأنهكت الاقتصادات العالمية. الخسائر الاقتصادية العالمية بسبب الجائحة تقدر بآلاف الملايير من الدولارات. يكفي ان نشير ان ما صرفته الدول الغنية في مجموعة العشرين G20 لمجابهة الجائحة وصل لحد اليوم الى 11 ألف مليار دولار، وهو رقم فلكي.بسبب دلك سارعت المختبرات بتخصيص ميزانيات ضخمة لإجراء الدراسات والأبحاث لإيجاد اللقاح. المختبرات تدرك يقينا ان عملية تسويق اللقاح وبيعه ستتم بسرعة فائقة بسبب انتظارات العالم كله لهدا الحل.أكثر من ذلك، حتى الحكومات قدمت ملايير الدولارات للمختبرات لمساعدتها على مواصلة وتسريع الأبحاث. الدول الغنية أبرمت اتفاقيات كطلبيات مسبقة لشراء كميات هائلة من اللقاحات. وهدا التمويل الاستثنائي كان عاملا أساسيا في تكثيف الدراسات ليل نهار وبأقسى الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية.ثانيا. هناك دور مهم لتقنية حصل أصحابها على جائزة نوبل للكيمياء سنة 2017، استعملت لأول مرة في تطوير اللقاحات مع كوفيد 19.. تم تطوير مجهر إلكتروني يساعد على تبسيط وتحسين تصوير الجزيئات الحيوية بتقنية التجميد Cryo microscopie électronique. لتحديد بنية الفيروس، وبالتالي دراسة مكامن ضعفه وطرق صنع لقاحات تقضي عليه .وهكذا تمت دراسة فيروس كورونا المستجد وتصويره في أدق تفاصيله ومشاهدته من طرف العالم في زمن قياسي لا يتعدى بضعة أسابيع عوض عدة سنوات في السابق.ثالثا. الأبحاث عن اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 لم تنطلق من الصفر، بل من تراكم علمي مع نسختين سابقتين من الفيروسات التاجية: وباء كرونا 1 بآسيا سنة 2003، ووباء كرونا الشرق الأوسط سنة 2012. خلال الوباءين معا تم توقيف البحث عن اللقاح بسبب التحكم والقضاء على الوباءين.وحيث أن هناك تشابه كبير بين الفيروسات الثلاثة التي تنتمي لنفس الفصيلة، فان البحث بدأ سنة 2020 مع كرونا المستجد من حيث انتهت الدراسات السابقة وليس من الصفر. وهو ما سهل تسريع الأبحاث والوصول الى نتائج مرضية اليوم في أوقات قياسية.المكاسب المنتظرة من التلقيح.- على المستوى الفردي: حماية صحة وحيات الناس الملقحين ضد الامراض المستهدفة.- على المستوى المجتمعي: تخفيض أعداد الناس الدين ينشرون المرض، وبالتالي تحجيم الوباء ومحاصرته بفضل المناعة الجماعية.- على مستوى المنظومة الصحية: تفادي الضغط على المنظومة الصحية وعلى الأطر الصحية لمواجهة مضاعفات ومخلفات تلك الامراض.- على المستوى الاقتصادي: تفادي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مصاريف وتكاليف الاستشفاء والعلاج، والاعاقات الناتجة عن هده الامراض، والغياب عن العمل والهدر الاقتصادي الناتج عنه. هدا بالنسبة للقاحات بشكل عام.درجة أمان وفعالية اللقاحات ضد كوفيد 19اليوم هناك ازيد من 200 لقاح ضد كوفيد قيد الدرس او التجريب. حوالي 50 منها في مرحلة الدراسات السريرية أي على البشر، 12 منها في المرحلة الثالثة او أنهتها.النتائج المعلنة لحد اليوم تؤكد درجة عالية من الأمان والفعالية: آثار جانبية قليلة وبسيطة، وفعالية تفوق ال 90%. وهو ما لم يكن يتوقعه حتى الأكثر الباحثين تفاؤلا.هناك اجمالا خمس تقنيات كبرى تتبعها المختبرات لإنتاج هده اللقاحات: اللقاح الحي الموهن، اللقاح الخامل Vaccin inactivé، لقاح بتوظيف جزيئات ال فيروسSous unitaires، تقنية "النواقل الفيروسية" (Vecteur viral) ، تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال (ARN messager) .هده الأخيرة هي التقنية الجديدة والتي استعملتها مختبرات فايزر وموديرنا. الجزء الثالث: المغرب واللقاحات ضد كوفيد.لقاح شركة سينوفارم Sinopharmالمغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزويد المغرب بهده اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب.اللقاح هو من نوع اللقاح الخامل Vaccin inactivé. وهي تقنية تقليدية أي مجربة كثيرا، وتقوم على الاستعانة بالفيروس المقتول. تقنية لها تراكم كبير وسلامتها موثقة عبر عقود من الزمن، وعدد كبير من اللقاحات المنتجة بهده الطريقة.الأبحاث أجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثاربسيطة معروفة ومتوقعة: حمى بسيطة والام خفيفة واحمرار في موقع أخذ اللقاح. وهي نفس الاثار الجانبية التي سجلت في الدول الأخرى.أظهرت دراسات المرحلة الأولى والثانية على هدا اللقاح والمنشورة في مجلة The Lancet درجة أمان وفعالية كبيرة. وهما خاصيتان تم تأكيدهما حسب المؤشرات الواردة من المرحلة الثالثة.واليوم هناك ازيد من مليون صيني استفادوا من اللقاح بدرجة امان وفعالية عاليتين جدا، كما استعمل على نطاق واسع بالإمارات العربية المتحدة. وستنشر النتائج النهائية بالمجلات العلمية كما هو معمول به، كما تتوصل الدول المعنية بالنتائج المؤقتة للدراسات قصد الاستعمال المستعجل.هدا اللقاح لا يحتاج لسلسلة تبريد خاصة بل فقط سلسلة تبريد عادية (ثلاجات عادية) التي تستعمل لحفظ اللقاحات الأخرى أي اقل من 8 درجات.لقاح فايزر Pfizer يحتاج لتبريد اقل من 70 درجة تحت الصفر، لقاح موديرنا Moderna يحتاج ل 20 درجة تحت الصفر.الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19المكاسب المنتظرة من التلقيح الموسع ضد كوفيد 19.حماية صحة وحياة المستفيدين من التلقيح ضد الإصابة بكوفيد وخفض الوفيات والحالات الخطرة، حتى وقف الوباء، وتمكين المنظومة الصحية والأطر الطبية من العودة لمهامهم العادية.ـ خلق مناعة جماعية تحد من انتشار الوباء ووقفه، وبالتالي حماية كل المواطنين بما في دلك اللدين لم يتمكنوا من التلقيح بسبب ظروفهم الصحية او المناعية ، أو ضعف استجابة مناعتهم للتطعيم. أولئك اللدين لم تستجب مناعتهم بشكل كامل مع التمنيع.ـ فتح اقتصاد البلاد بمختلف قطاعاته، وعدم تعطيل البحث عن لقمة العيش للأسر، وفتح المدارس بشكل كامل، والعودة لحياة اجتماعية طبيعية.ـ المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم الصينية، وكدلك مع شركة استرا زينيكا AstraZeneca السويدية البريطانية التي تطور لقاحا بتعاون مع جامعة اوكسفورد. وهو في مفاوضات مع شركة فايزر Pfizer، ومع وجونسون اند جونسون Johnson & Johnson الأمريكيتين، وكانسينو Cansino الصينية ...سيكون المغرب من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول الى اللقاح الا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.فبفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح. مند شهر غشت تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس.بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الاشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها جلالته، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني.بفضل دلك فان بلدنا ستشرع في استقبال اللقاحات واستعمالها بشكل مبكر جدا وبكميات مهمة. طبعا هده اللقاحات لن تصل بالكميات الكافية لتلقيح الجميع من البداية وفي نفس الحين، بل تباعا.وقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وفق الإرشادات العلمية وحسب الحالة الوبائية، تنظيما تراتبيا للفئات المستهدفة: المهنيون الصحيون والمهن المتواجدة في الخطوط الأولى في مواجهة الجائحة، أطر التربية والتعليم، المسنون، الامراض المزمنة، كأولوية الأولويات.شرطان ضروريان للتخلص من الوباء: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، ونسب تلقيح عالية.في ظل التطور الوبائي لكوفيد 19 محليا وعالميا، وفي ظل المعطيات العلمية المتوفرة، فان اللقاح يبقى الحل الوحيد لمحاصرة الوباء، والعودة للحياة الطبيعية بشكل آمن.لدلك تؤكد الدراسات ان القضاء على الجائحة يتوقف على عنصرين: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، مشاركة عالية للمواطنين في عملية التلقيح لضمان الحصول علة مناعة جماعية. كلما تأخر الوصول لهده المناعة الجماعية كلما بقي الوباء منتشرا، والاصابات والوفيات تسجل، والحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدرسية معلقة.وكلما كان التنظيم محكما، والاستجابة عالية وسريعة، كلما تراجع الوباء وانخفضت الإصابات وتراجعت الحالات الخطرة والوفيات اليومية، واستأنفت الدورة الاقتصادية وانشطة الأسر حياتهما الطبيعية، وفتحت المدرسة أبوابها امام الجميع.في انتظار ذلك علينا ان نلتزم بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتطهير وتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التنقلات الغير الضرورية، حتى الوصول للنتائج المتوخاة خلال الشهر القليلة المقبلة.

كشف الدكتور، الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية عن مجموعة من المعطيات العلمية عن التلقيح واللقاحات ضد فيروس “كورونا” المستجد.وقال الطيب حمضي في مقالة مطولة على حسابه بـ”الفيسبوك”، إن اللقاح يحفز جهاز المناعة ولا يقوم بإرهاقه كما هو متداول.ونشر الدكتور حمضي مقالته المقسّمة إلى ثلاثة أجزاء معنونة بـ "التلقيح انجاز طبي لا مثيل له" و"عن اللقاحات ضد كوفيد" و " المغرب واللقاحات ضد كوفيد".وهذا نص مقال الدكتور، الطيب حمضي كما ورد على حسابه بالفيسبوك: الجزء الأول: التلقيح انجاز طبي لا مثيل له.أرقام عن دور التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة البشريةملايين الأرواح نحافظ عليها سنويا بفضل التلقيح، وملايين أخرى نعجز عن حمايتها بسبب عدم تمكن عدد من الناس للقاحات الموجودة، أو بسبب عجز الطب الى اليوم عن اكتشاف لقاحات ضد أمراض فتاكة.يؤكد الخبراء ان لا شيء في تطور البشرية، باستثناء توفير الماء الشروب، وفّر خدمة تفوق أو تساوي ما قدمه التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة الناس عبر التاريخ البشري. اليوم وبعد ازيد من 200 سنة من اكتشاف التلقيح، لدينا فقط لقاحات ضد 28 مرض. وتجري الأبحاث حاليا لتوفير 200 لقاح ضد أمراض أخرى.تم القضاء نهائيا على مرض الجدري قبل 40 سنة من اليوم بفضل التلقيح. وهكذا لم يعد 5 ملايين انسان يفقدون حياتهم كل سنة بعد القضاء على الجدري، ولا يُصاب أضعاف هده الملايين من الناس بآثار ومخلفات المرض.9 مليون حياة إنسانية نحافظ عليها سنويا: اليوم بفضل هدا الاكتشاف المذهل، الدي هو التلقيح، نتجنب 9 ملايين وفاة سنويا، أي أزيد من 24 ألف وفاة يوميا أو 17 وفاة في الدقيقة.3 مليون وفاة سنويا أو5 وفيات كل دقيقة نتجنبها: اذا استثنينا الخمسة ملايين وفاة سنويا التي لم نعد نسجلها بعد اختفاء مرض الجدري بفضل اللقاح الدي لم يعد يُعطَى لنفس السبب، فان اللقاحات التي يستفيد منها أطفال العالم ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال تُجنّبنا 3 مليون وفاة سنويا، أي ازيد من ثمانية آلاف وفاة يوميا، وهو ما يعادل 5 وفيات كل دقيقة.5 وفيات كل دقيقتين بسبب عدم الوصول الى اللقاحات المتوفرة: للأسف ليس كل أطفال هدا العالم يستفيدون من اللقاحات المتوفرة، بسبب الفقر أساسا. وهو ما يجعلنا، رغم توفر اللقاحات، نسجل مليون ونصف وفاة سنويا. تحدث جل أو كل هده الوفيات في البلدان التي لم تستطع توفير اللقاحات لكل أبنائها، ضد أمراض لقاحاتُها متوفرة مند عقود، أوّلُها الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال.16 مليون وفاة إضافية يمكننا تجنبها: أما ادا تمكن الطب من إيجاد اللقاحات ضد كل الامراض الجرثومية التي يمكن إيجاد لقاحات ضدها، فسيصير بإمكاننا انقاد 16 مليون من الأرواح الإضافية كل سنة.هده ارقام عن الوفيات فقط، علما ان هده الامراض تخلف وراءها ملايين آخرين من الناس يحملون آثارا على صحتهم الى الابد، كالشلل عند الأطفال مثلا أو العمى أو فقدان السمع او إصابات الدماغ وغيرها.عن المناعة الطبيعية والمناعة باللقاحهناك من يعتقد أو يروج لكون التلقيح قد يصيب الجهاز المناعي بالتكاسل، وأن التمنيع الطبيعي، أي بالتعرض للمكروبات والأمراض، هو الأفضل لأنه طبيعي في اعتقادهم. هدا خطأ وخطر كبيران.المناعة بالتطعيم أو التلقيح هي أصلا مناعة طبيعية يكون فيها الدور الأساسي لمناعة جسم الانسان نفسه. اللقاح يلعب فقط دور المحفز لهده المناعة الطبيعية.هدف التمنيع ليس إعطاء جسم الانسان مضادات جاهزة تحل محل مناعته الطبيعية قصد تعويضها للقضاء على الامراض او تجنبها. التمنيع الوقائي هو استخدام مواد (المستضدات Antigènes ) تثير الاستجابة المناعية لتحفيز مناعة الجسم، لتكوين مناعة متخصصة تجاه مكروب ما.وينحصر دور اللقاح فقط في تحفيز مناعة جسم الانسان الأصلية والطبيعية والشخصية، وتشجيع الجسم للاستعداد بشكل مبكر للقضاء على المكروبات في حال تعرضه لها، بفضل مضادات الأجسام التي يفرزها الجسم نفسه.انتظار تعرض الانسان للجراثيم دون تمنيع يؤدي الى حالات مرضية كثيرة وأحيانا خطيرة وقاتلة بالملايين سنويا عبر العالم. لو كان التعرض لهده الامراض لا يشكل أي خطورة لما اهتم أحد بالبحث عن تمنيع ضدها لا باللقاح ولا بالتعرض المباشر للمرض. التطعيم يعطينا فائدة الحصول على المناعة ضد جرثومة ما دون التعرض لمخاطر المرض.المناعة المكتسبة بعد اللقاح أكثر قوة وحماية وديمومة من المناعة المكتسبة بعد الإصابة بالمرض.على عكس ما يعتقد البعض، فان الدراسات العلمية تؤكد أن المناعة المكتسبة بالتطعيم تكون أكثر حماية واطول مدة من المناعة المكتسبة بالمرض، مع احتمال أن تؤدي الإصابة بالمرض الى مضاعفات منها الخطيرة ولربما الوفاة، عكس اللقاح. وهده حقيقة مهمة جدا لأن هناك امراض لا تعطي مناعة قوية أو لا تعطيها تماما، ويمكن ان يصاب بها الانسان عدة مرات، كأمراض الكزاز أو الدفتريا على سبيل المثال.اللقاحات تحفز الجهاز المناعي ولا تُرهقه.على عكس بعض التصورات، فان إعطاء جسم الانسان لقاحات مختلفة لا يرهق جهازه المناعي. هده تصورات يمكن تَفَهُمُها وتفهم تخوفات الناس التي قد تنتج عنها. لكنها خاطئة ولا أساس لها. هده بعض من الأسباب:أولا الدراسات تقدر ان الجهاز المناعي للمولود الجديد يمكنه ان يتجاوب مع 10 آلاف لقاح في نفس الوقت بفضل قوة الجهاز المناعي..ثانيا لو تم إعطاء كل اللقاحات الموجهة للأطفال في وقت واحد الى رضيع ما، فان هده اللقاحات لن تشغل سوى نسبة واحد من الألف من قدرة الجهاز المناعي.ثالثا يزداد عدد اللقاحات مع البحث العلمي، لكن، بفضل هدا البحث العلمي نفسه، كمية المستضدات التي تحتوي عليها هده اللقاحات تنقص باستمرار في اللقاحات الجديدةرابعا علينا ان ندكر أن جسم الطفل والانسان بشكل عام يتعرض يوميا للعديد من المستضدات التي يتفاعل معها الجهاز المناعي بدون أدني مشاكل أو ارهاق له. الجزء الثاني: عن اللقاحات ضد كوفيد.سرعة وليس تسرع: اللقاحات ضد كوفيد 19 وُجدت في زمن قياسي بفضل تظافر عدة عوامل.بعض الناس يعتقدون ان سرعة الوصول الى لقاحات ضد كوفيد 19 هو تسرع او يثير الشكوك.الحصول على لقاح في ظرف وجيز ـ أقل من سنة ـ يعتبر إنجازا علميا غير مسبوق في تاريخ الطب. معدل الوصول الى لقاح هو أزيد من عشر سنوات كمتوسط. الوصول الى لقاح ضد بوشويكة (جدري الماء أو الحُمَاقُ Varicelle) تطلب 34 سنة. السيدا: نحن اليوم في 40 سنة من المرض والأبحاث دون لقاح بعد...هناك على الأقل ثلاثة أسباب يرجع الفضل لها في هذه السرعة مع كوفيد 19:أولا. جائحة كوفيد لم تصب الافراد فقط، بل أثرت كثيرا على الحياة الاجتماعية وعلى العملية التعليمية وأنهكت الاقتصادات العالمية. الخسائر الاقتصادية العالمية بسبب الجائحة تقدر بآلاف الملايير من الدولارات. يكفي ان نشير ان ما صرفته الدول الغنية في مجموعة العشرين G20 لمجابهة الجائحة وصل لحد اليوم الى 11 ألف مليار دولار، وهو رقم فلكي.بسبب دلك سارعت المختبرات بتخصيص ميزانيات ضخمة لإجراء الدراسات والأبحاث لإيجاد اللقاح. المختبرات تدرك يقينا ان عملية تسويق اللقاح وبيعه ستتم بسرعة فائقة بسبب انتظارات العالم كله لهدا الحل.أكثر من ذلك، حتى الحكومات قدمت ملايير الدولارات للمختبرات لمساعدتها على مواصلة وتسريع الأبحاث. الدول الغنية أبرمت اتفاقيات كطلبيات مسبقة لشراء كميات هائلة من اللقاحات. وهدا التمويل الاستثنائي كان عاملا أساسيا في تكثيف الدراسات ليل نهار وبأقسى الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية.ثانيا. هناك دور مهم لتقنية حصل أصحابها على جائزة نوبل للكيمياء سنة 2017، استعملت لأول مرة في تطوير اللقاحات مع كوفيد 19.. تم تطوير مجهر إلكتروني يساعد على تبسيط وتحسين تصوير الجزيئات الحيوية بتقنية التجميد Cryo microscopie électronique. لتحديد بنية الفيروس، وبالتالي دراسة مكامن ضعفه وطرق صنع لقاحات تقضي عليه .وهكذا تمت دراسة فيروس كورونا المستجد وتصويره في أدق تفاصيله ومشاهدته من طرف العالم في زمن قياسي لا يتعدى بضعة أسابيع عوض عدة سنوات في السابق.ثالثا. الأبحاث عن اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 لم تنطلق من الصفر، بل من تراكم علمي مع نسختين سابقتين من الفيروسات التاجية: وباء كرونا 1 بآسيا سنة 2003، ووباء كرونا الشرق الأوسط سنة 2012. خلال الوباءين معا تم توقيف البحث عن اللقاح بسبب التحكم والقضاء على الوباءين.وحيث أن هناك تشابه كبير بين الفيروسات الثلاثة التي تنتمي لنفس الفصيلة، فان البحث بدأ سنة 2020 مع كرونا المستجد من حيث انتهت الدراسات السابقة وليس من الصفر. وهو ما سهل تسريع الأبحاث والوصول الى نتائج مرضية اليوم في أوقات قياسية.المكاسب المنتظرة من التلقيح.- على المستوى الفردي: حماية صحة وحيات الناس الملقحين ضد الامراض المستهدفة.- على المستوى المجتمعي: تخفيض أعداد الناس الدين ينشرون المرض، وبالتالي تحجيم الوباء ومحاصرته بفضل المناعة الجماعية.- على مستوى المنظومة الصحية: تفادي الضغط على المنظومة الصحية وعلى الأطر الصحية لمواجهة مضاعفات ومخلفات تلك الامراض.- على المستوى الاقتصادي: تفادي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مصاريف وتكاليف الاستشفاء والعلاج، والاعاقات الناتجة عن هده الامراض، والغياب عن العمل والهدر الاقتصادي الناتج عنه. هدا بالنسبة للقاحات بشكل عام.درجة أمان وفعالية اللقاحات ضد كوفيد 19اليوم هناك ازيد من 200 لقاح ضد كوفيد قيد الدرس او التجريب. حوالي 50 منها في مرحلة الدراسات السريرية أي على البشر، 12 منها في المرحلة الثالثة او أنهتها.النتائج المعلنة لحد اليوم تؤكد درجة عالية من الأمان والفعالية: آثار جانبية قليلة وبسيطة، وفعالية تفوق ال 90%. وهو ما لم يكن يتوقعه حتى الأكثر الباحثين تفاؤلا.هناك اجمالا خمس تقنيات كبرى تتبعها المختبرات لإنتاج هده اللقاحات: اللقاح الحي الموهن، اللقاح الخامل Vaccin inactivé، لقاح بتوظيف جزيئات ال فيروسSous unitaires، تقنية "النواقل الفيروسية" (Vecteur viral) ، تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال (ARN messager) .هده الأخيرة هي التقنية الجديدة والتي استعملتها مختبرات فايزر وموديرنا. الجزء الثالث: المغرب واللقاحات ضد كوفيد.لقاح شركة سينوفارم Sinopharmالمغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزويد المغرب بهده اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب.اللقاح هو من نوع اللقاح الخامل Vaccin inactivé. وهي تقنية تقليدية أي مجربة كثيرا، وتقوم على الاستعانة بالفيروس المقتول. تقنية لها تراكم كبير وسلامتها موثقة عبر عقود من الزمن، وعدد كبير من اللقاحات المنتجة بهده الطريقة.الأبحاث أجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثاربسيطة معروفة ومتوقعة: حمى بسيطة والام خفيفة واحمرار في موقع أخذ اللقاح. وهي نفس الاثار الجانبية التي سجلت في الدول الأخرى.أظهرت دراسات المرحلة الأولى والثانية على هدا اللقاح والمنشورة في مجلة The Lancet درجة أمان وفعالية كبيرة. وهما خاصيتان تم تأكيدهما حسب المؤشرات الواردة من المرحلة الثالثة.واليوم هناك ازيد من مليون صيني استفادوا من اللقاح بدرجة امان وفعالية عاليتين جدا، كما استعمل على نطاق واسع بالإمارات العربية المتحدة. وستنشر النتائج النهائية بالمجلات العلمية كما هو معمول به، كما تتوصل الدول المعنية بالنتائج المؤقتة للدراسات قصد الاستعمال المستعجل.هدا اللقاح لا يحتاج لسلسلة تبريد خاصة بل فقط سلسلة تبريد عادية (ثلاجات عادية) التي تستعمل لحفظ اللقاحات الأخرى أي اقل من 8 درجات.لقاح فايزر Pfizer يحتاج لتبريد اقل من 70 درجة تحت الصفر، لقاح موديرنا Moderna يحتاج ل 20 درجة تحت الصفر.الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19المكاسب المنتظرة من التلقيح الموسع ضد كوفيد 19.حماية صحة وحياة المستفيدين من التلقيح ضد الإصابة بكوفيد وخفض الوفيات والحالات الخطرة، حتى وقف الوباء، وتمكين المنظومة الصحية والأطر الطبية من العودة لمهامهم العادية.ـ خلق مناعة جماعية تحد من انتشار الوباء ووقفه، وبالتالي حماية كل المواطنين بما في دلك اللدين لم يتمكنوا من التلقيح بسبب ظروفهم الصحية او المناعية ، أو ضعف استجابة مناعتهم للتطعيم. أولئك اللدين لم تستجب مناعتهم بشكل كامل مع التمنيع.ـ فتح اقتصاد البلاد بمختلف قطاعاته، وعدم تعطيل البحث عن لقمة العيش للأسر، وفتح المدارس بشكل كامل، والعودة لحياة اجتماعية طبيعية.ـ المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم الصينية، وكدلك مع شركة استرا زينيكا AstraZeneca السويدية البريطانية التي تطور لقاحا بتعاون مع جامعة اوكسفورد. وهو في مفاوضات مع شركة فايزر Pfizer، ومع وجونسون اند جونسون Johnson & Johnson الأمريكيتين، وكانسينو Cansino الصينية ...سيكون المغرب من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول الى اللقاح الا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.فبفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح. مند شهر غشت تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس.بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الاشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها جلالته، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني.بفضل دلك فان بلدنا ستشرع في استقبال اللقاحات واستعمالها بشكل مبكر جدا وبكميات مهمة. طبعا هده اللقاحات لن تصل بالكميات الكافية لتلقيح الجميع من البداية وفي نفس الحين، بل تباعا.وقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وفق الإرشادات العلمية وحسب الحالة الوبائية، تنظيما تراتبيا للفئات المستهدفة: المهنيون الصحيون والمهن المتواجدة في الخطوط الأولى في مواجهة الجائحة، أطر التربية والتعليم، المسنون، الامراض المزمنة، كأولوية الأولويات.شرطان ضروريان للتخلص من الوباء: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، ونسب تلقيح عالية.في ظل التطور الوبائي لكوفيد 19 محليا وعالميا، وفي ظل المعطيات العلمية المتوفرة، فان اللقاح يبقى الحل الوحيد لمحاصرة الوباء، والعودة للحياة الطبيعية بشكل آمن.لدلك تؤكد الدراسات ان القضاء على الجائحة يتوقف على عنصرين: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، مشاركة عالية للمواطنين في عملية التلقيح لضمان الحصول علة مناعة جماعية. كلما تأخر الوصول لهده المناعة الجماعية كلما بقي الوباء منتشرا، والاصابات والوفيات تسجل، والحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدرسية معلقة.وكلما كان التنظيم محكما، والاستجابة عالية وسريعة، كلما تراجع الوباء وانخفضت الإصابات وتراجعت الحالات الخطرة والوفيات اليومية، واستأنفت الدورة الاقتصادية وانشطة الأسر حياتهما الطبيعية، وفتحت المدرسة أبوابها امام الجميع.في انتظار ذلك علينا ان نلتزم بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتطهير وتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التنقلات الغير الضرورية، حتى الوصول للنتائج المتوخاة خلال الشهر القليلة المقبلة.



اقرأ أيضاً
بسبب الإدمان على المخدرات.. “مسخوط” يجهز على والديه بقلعة السراغنة
اهتزت جماعة بروطة المتواجدة بإقليم قلعة السراغنة، على وقع جريمة قتل شنيعة، راح ضحيتها زوجين بعد تعرضهما لضرب مبرح من طرف ابنهما الثلاثيني. ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فالمعني بالأمر كان في حالة هيسترية نتيجة تعاطيه للمخدرات، وانهال على والديه بوابل من الضرب قبل أن يجهز عليها بآلة حادة ويلوذ بعدها بالفرار، ليتم نقلهما نحو مستعجلات المستشفى الجامعي محمد السادس، لكنهما فارقا الحياة فور دخولها المستشفى.  وفور علمها بالفاجعة،اعتقلت عناصر الدرك الملكي المعني بالامر وقامت وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذا الحادث.   
مجتمع

إجراءات قبلية لتلبية حاجيات المسافرين خلال فترة عيد الأضحى
أفاد وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل، أمس الاثنين 06 ماي الجاري بمجلس النواب، بأن الوزارة تعمل في إطار مقاربة استباقية للإعداد القبلي لعملية نقل المسافرين وتوفير وسائل نقل إضافية لتلبية حاجيات المسافرين خلال فترة عيد الأضحى، “التي يشهد ارتفاعا ملحوظا في تنقلات المواطنين، وإقبالا استثنائيا على مختلف وسائل النقل الجماعي”. واستعرض عبد الجليل، في جوابه على سؤال خلال جلسة الأسئلة الشفوية، حول “توفير النقل للمسافرين بمناسبة عيد الأضحى”، تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار، الإجراءات التي تقوم بها الوزارة بهدف ضمان شروط أمن وسلامة المسافرين، حيث أشار إلى أنها تتمثل أساسا في “إخضاع الحافلات المزمع الترخيص لها في تدعيم الخطوط إلى مراقبة الحالة الميكانيكية من طرف مصالح المراقبة المختصة، وتعزيز وتشديد عمليات المراقبة على حافلات النقل العمومي للمسافرين ما بين المدن من طرف جمع الأجهزة المعنية على طول الشبكة الطرقية”. وأوضح أن الوزارة وضعت مسطرة مبسطة لمنح هذه الرخص من أجل معالجة طلبات الرحلات الاستثنائية خلال الأعياد والمواسم، مشيرا إلى أن عدد الرخص الاستثنائية الممنوحة خلال عيد الفطر المنصرم بلغت حوالي 1.400 رخصة مقابل 893 ممنوحة بنفس المناسبة خلال السنة الماضية 2023، بزيادة تبلغ 56 في المائة. وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة لتفادي المشاكل المتعلقة بارتفاع أسعار التذاكر، أكد المسؤول الحكومي أن متوسط الأثمنة المتداولة خلال العيد لا تتعدى الثمن الأقصى المحدد بالقرار الوزاري الذي يرجع إلى سنة 1996، مضيفا أنه “من أجل التصدي للتجاوزات الاستثنائية المتعلقة بعدم احترام الأسعار، يتم تعزيز عمل لجن مراقبة الأسعار تحت إشراف السلطات المحلية”.
مجتمع

اطلاق النار داخل “كوميسارية” بعد تعرض عميد شرطة لطعنتين بتزنيت
 شهدت منطقة الأمن في تيزنيت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، حادث اعتداء بالسلاح الأبيض، حيث تعرض رجل أمن برتبة عميد شرطة لهجوم خطير. تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت، ومن ثم إلى إحدى المصحات في أكادير لتلقي العلاج بسبب خطورة جروحه. ووفقًا للتقارير الأولية للحادث، فقد تعرض الضحية لطعنتين بالسكين في الوجه والصدر من قبل مشتبه به يبلغ من العمر حوالي العشرين عامًا. تم اعتقاله في الساعات الأولى من الصباح خلال دورية أمنية على الطريق المؤدية إلى تافراوت، وكان برفقته مجموعة من الشبان في حالة سكر. اضطرت السلطات الأمنية إلى إطلاق النار من أسلحتها الرسمية لتحييد التهديد واسترجاع السلاح الأبيض من المهاجم. وقد فتحت السلطات الأمنية في تيزنيت تحقيقًا قضائيًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد ملابسات وظروف هذا الحادث الخطير.
مجتمع

محاولة “تهريب” تسجيلات كاميرات المراقبة يجر زوجة مدير التحرش بتلميذات للتحقيق
الملف المرتبط بقضية مدير الثانوية التأهيلية التقدم بمنطقة عين الشقف بإقليم مولاي يعقوب لا يزال مفتوحا على جميع الاحتمالات. ففي الوقت الذي تمسك فيه المدير طيلة أطوار التحقيق معه على إنكار التهم المنسوبة إليه في قضية التحرش، ونفيه بأنه هو بطل الفيديو المسرب الذي يوثق تقبيله التلميذة الضحية في مكتبه، ولمسها في مناطق حساسة من جسمها، ورميها بعبارات التحرش، قالت المصادر إن الخبرة التي ستنجز على الوحدة المركزية للحاسوب في الإدارة والتي تتضمن تسجيلات كاميرات المراقبة في المؤسسة، من شأنها أن تحسم في عدد من الزوايا المرتبطة بهذا الملف.  وكانت عناصر الدرك، طبقا للمصادر، قد حجزت على هذه الوحدة المركزية، بينما كانت زوجة المدير الذي كان حينها في حالة اختفاء، حاول عزل هذه الوحدة، وإبعادها عن الأنظار، تبعا لتوصية من المدير الذي ربط معها الاتصال عبر تطبيق الواتساب. المحققون فاجؤوا المعنية في حالة تلبس، وتمكنوا من السيطرة على هذه الوحدة وتم حجزها للخبرة، بناء على تعليمات النيابة العامة. وجرت هذه القضية زوجة المدير بدورها للتحقيق.  الضحية الرئيسية التي ظهرت في الفيديو ومعها تلميذة أخرى تمسكت، من جانبها، بأقوالها. وقالت إن المدير، ويقدم نفسه على أنه صديق لوالدها، قد ظل يتحرش بها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وفي كل مرة تضطر فيها إلى ولوج مكتبه، يعمد المدير إلى تقبيلها ولمسها في أطراف حساسة من جسمها، ورميها بعبارات "الغزل" و"الإعجاب".  وكان المحققون قد استعموا إلى أربعة تلميذات أوردن في تصريحاتهن على أنهن تعرضن للتحرش من قبل مدير هذه المؤسسة والذي وصفت أطر التربية والإدارة في المؤسسة ذاتها، أفعاله بالشنيعة. في حين اتخذت في حقه مصالح وزارة التربية الوطنية بالجهة، إجراءات إدارية تمثلت في إعفائه من مهامه، وتوقيفه لاحقا عن العمل وتوقيف راتبه.   
مجتمع

تواجه تهما ثقيلة في ملف البوصيري..مجلس جماعة فاس يطرد تجمعية فرت من العدالة إلى تركيا
قرارات الإقالة من عضوية المجلس الجماعي لفاس التي سيحسم في شأنها المجلس الجماعي لمدينة فاس، يوم غد الثلاثاء، في دورة ماي العادية، لن تقتصر فقط على العمدة الأسبق، حميد شباط، وزوجته فاطمة طارق. فقد تقرر أيضا إدراج ملف العضوة سارة خضار في اللائحة. سارة خضار للإشارة تنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، وقد فرت، في ملابسات لا تزال غامضة، إلى تركيا، ساعات قليلة قبل قرار إغلاق الحدود في وجهها، وإصدار مذكرة بحث وطنية في حقها، وذلك بعدما تردد اسمها بشكل كبير في ملف البرلماني السابق، عبد القادر البوصيري. الملف توبع فيه أعضاء وموظفون جماعيون، إلى جانب مقاولين، وصدرت في شأنه أحكام إدانة في المرحلة الابتدائية. كما صدرت أحكام براءة كما هو الشأن بالنسبة للعمدة البقالي وكاتب المجلس. لكن الملف لم يطو بعد. النيابة العامة أصدرت لاحقا أمرا دوليا بإلقاء القبض على هذه التجمعية التي قررت الاستقرار، على ما يظهر في تركيا. وظلت في كل دورة تبرق للجماعة شواهد طبية مكتوبة باللغة التركية ومترجمة إلى اللغة العربية، وهي الشواهد التي أثارت موجة من الانتقادات، خاصة من جهة المعارضين الذين دعوا إلى إقالتها، لأن الأمر يتعلق بهدر للمال العام، ولأن القضية تسيء إلى سمعة المجلس الذي يواجه الكثير من الهزات المرتبطة بالمتابعات القضائية. لكن اللافت في هذه القضية إشارة المعارضين إلى أن سارة خضار بصفتها نائبة لرئيس مجلس مقاطعة سايس ظلت تعالج ملفات التعمير "عن بعد"، وهي مبحوث عنها في قضية فساد ثقيلة عاشها المجلس الجماعي للمدينة. المصادر أوردت أن المصالح المعنية تدخلت لاحقا لتطويق هذا الملف، قبل المرور إلى المرحلة الموالية: الإقالة.     
مجتمع

قضية التوظيف مقابل المال..محكمة تطوان ترفض السراح المؤقت للاتحادي اليملاحي
الاتحادي أنس اليملاحي، مستشار وزير العدل السابق، محمد بنعبد القادر، لم  يرفع عنه الاعتقال الاحتياطي تبعا لملتمس تقدم بهد دفاعه اليوم الإثنين، 6 ماي الجاري، أمام المحكمة الابتدائية لتطوان. وتم تأخير جلسة مواصلة النظر في الملف ليوم الإثنين القادم، 13 ماي الجاري. المحكمة رفضت الملتمس بالنظر إلى خطورة الأفعال المنسوبة إلى هذا الاتحادي الذي يتابع في قضية أصبحت معروفة بقضية "التوظيف مقابل المال"، رغم إصراره قبل اعتقاله على نفي كل المنسوب إليه في هذه القضية. وفيها يتهم اليملاحي بأنه تلقى مبلغا ماليا كبيرا مقابل وعد بالتوظيف في الوزارة عندما كان مستشارا للوزير السابق بنعبد القادر.   وإلى جانب كونه من القيادات المحلية لحزب "الوردة" في تطوان، فإنه يشغل أيضا منصب نائب للعمدة بالمدينة. الكثير من المراقبين يرون أن الملف سينهي مسار هذا السياسي الذي  الذي يبلغ من العمر حوالي 37 سنة. وجرى اعتقال اليملاحي الأسبوع الماضي، مباشرة بعد عودته من الخارج من قبل أمن مطار سلا. وتم عرضه على أنظار محكمة الاسائناف بالرباط، قبل أن تتم إحالة الملف على المحكمة الابتدائية بتطوان لعدم الاختصاص.  
مجتمع

بحث هولندي: “الملحدون” في المغرب يلجأون إلى أساليب غريبة لإخفاء توجههم
كشفت عالمة الأنثروبولوجيا لينا ريختر، أن "الملحدين بالمغرب لا يعلنون عن توجههم بشكل علني لأن القيام بذلك ستكون له عواقب اجتماعية متعددة"، ويلجأون إلى أساليب "خفية وغريبة". ووفق بحث أكاديمي أعدته عالمة الأنثروبولوجيا، في جامعة "رادبود نايمخن" الهولندية حول وضعية الأشخاص "اللادينيين" بالمغرب (فئة مقتنعة بعدم أهمية الأديان)، تم الكشف عن أساليب خفية تلجأ إليها هذه الفئة الضئيلة "من أجل التعبير عن إلحادها، وسط مجتمع مسلم بنسبة كبيرة". وأجرت ريختر مقابلات مع 50 شخصا من هذه الفئة بالمغرب منهم من يستقر بالمملكة، ومنهم من هاجر نحو أوروبا، وتتراوح أعمارهم جميعا بين 18 و35 عاما، وينتمون إلى أسر من الطبقة المتوسطة بالمناطق الحضرية، حسب ما ذكر الموقع الرسمي للجامعة الهولندية. وكشفت هذه المقابلات أن "تعبير هؤلاء الأشخاص عن الإلحاد يكون عبر تصرفات خفية، مثل حمل الأوشام، وشرب النبيذ في الحانات، أو الأكل والشرب في شهر رمضان، والمزاح عن الدين في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا التوقف عن ممارسات دينية اعتاد عليها المغاربة، كالتوقف عن الصلاة أو العزوف عن الذهاب إلى المسجد". وأوضحت الباحثة أن "المقابلات أظهرت وجود تسامح مجتمعي أسري، وتعايش من قبله مع هذه الممارسات، عكس مناطق أخرى من العالم، على غرار أوروبا، حيث يعتبر الملحدون العرب ظاهرة ويتعرضون في الغالب للاستغلال الانتخابي من اليمين المتطرف للضرب في الإسلام وتشويه صورته". وأشارت ريختر إلى أنه "في أوروبا، هناك خطر من أن يتم التلاعب بروايات المغاربة غير المتدينين من قبل الجماعات اليمينية، حيث يتم استخدام الأفراد غير المتدينين كقدوة ضد الإسلام لأنهم تركوه، في حين أن ذلك لم يكن سببهم في ذلك على الإطلاق، ونتيجة لذلك، فإن معظم المغاربة من هذه الفئة يتجنبون المناقشات العامة عند هجرتهم إلى أوروبا، أو حتى في حالة بقائهم في بلدهم". وأردفت: "وسائل التواصل الاجتماعي أضحت فضاء للنقاش بين الشباب المغاربة حول الإلحاد، مما جعل هذه الظاهرة ينتشر الحديث عنها في وسط مسلم"، مشيرة إلى أن "إظهار نقاش حولها داخل المجتمع وفي الواقع أمر غير مرغوب فيه من طرف هذه الفئة". وقالت ريختر في بحثها الأكاديمي إن "شابا مغربيا رغم دخوله في هذا النقاش، فإنه لا يزال يحس بالارتباط القوي بالإسلام، ويحس بالأمن والأمان وهو يقضي أوقاتا دينية مثل شهر رمضان رفقة عائلته". وأظهرت دراسات أن من 7% إلى 15% من المغاربة يعتبرون من "اللادينيين"، لكن العدد يمكن أن يكون أعلى من ذلك لأن هذه الفئة تفضل التستر عن كونها "لادينيين" لتجنب المشاكل مع المحيط والأسرة. المصدر: "الموقع الرسمي للجامعة الهولندية"
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 07 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة