مراكش
نساء مراكش على دراجاتهن النارية.. قصص وتحولات في مجتمع يتحلى بقيم الذكورية الإيجابية
زكرياء البشيكري
تتميز مدينة مراكش بكثرة الدراجات النارية في شوارعها، الشيء الذي دأب المراكشيين على مصادفته بالطرقات والأزقة، لكن الشيء الذي يتعجب له زوار المدينة هو عدد النساء اللواتي يمتطين الدراجات النارية وتجدهن في طوابير الإشارات الضوئية ومحطات الوقود، حيث تجد في كل حي بأحياء المدينة شابة أو امرأة تمتلك دراجة نارية وفي كل منزل بالمدينة تجد دراجة نارية، في مدينة تسمى عاصمة الدراجات النارية في المغرب.
تعتبر مدينة البهجة مدينة سياحية بامتياز، وتخلق فيها وسائل النقل تشكيلة حضارية فريدة مقارنة مع المدن المغربية الأخرى، ففي مراكش تجد "الكوتشي" وهي عربة تجرها الخيول، وسيارات الأجرة والحافلات لكن الدراجات النارية تشكل الحيز الأكبر والوسيلة الأكثر استعمالا للتنقل.
وتقول زينب البالغة من العمر 27 سنة، أمتطي الدراجة النارية منذ أن بدأ يشتد عودي، وتعلمت سياقة الدراجة النارية مباشرة بعد شرائها من طرف والدي، وتجربتي مع الدراجة النارية هي تجربة فريدة وجد ممتعة خاصة أثناء التجول بشوارع مراكش المنبسطة والخالية من المرتفعات، وأعتبرها فعالة لقضاء أغراضي وجلب الحاجيات المنزلية للبيت، خاصة عند توجهي للمحلات المتواجدة بالمدينة القديمة، وأكون حينها مستمتعة وأنا على متن دراجتي وأخيط دروب المدينة الضيقة.
تضيف زينب تسهل الدراجة النارية وصولي إلى أبعد نقطة بمراكش، باعتبارها تتوفر على طبيعة جغرافية وهندسة مجالية مختلفة، عن باقي المدن، وأكثر ما يعجبني في الدراجة النارية هو سهولة ركنها مقارنة مع السيارة، إذ لا تحتاج مساحة كبيرة لركنها ولا تحتاج لمن يوجه السائق لركنها، الدراجة النارية تمكنني من ركنها دون الاستعانة بأحد.
تستجمع شابتنا أنفاسها وتسترسل قائلة يختلف كثيرا ركوب الدراجة النارية بمدينة مراكش عن مدينة الدار البيضاء، لأن المراكشيون طبعوا مع سياقة الدراجة النارية من طرف النساء وأصبح أمرا عاديا بالنسبة لهم، في حين لايزال البيضاويون يعتبرون أن سياقة المرأة للدراجة النارية أمرا غير مألوف وخارج عن الطبيعة، على اعتبار أن سياقة الدراجة النارية تقتصر فقط بالرجال، مما يجعل .المرأة لا تشعر بالارتياح والاستقرار والانتماء الذي أشعر بهما في مدينة مراكش.
ومن جانبها تقول سارة الدراجة النارية بالنسبة لي هي وسيلة النقل التي تخلق المتعة بشكل كبير خاصة بعدما أقوم بتجاوز طابور من السيارات امام إحدى الإشارات الضوئية بالمدينة، بالإضافة لكون السيارة تتوقف بشكل متكرر خاصة في أوقات الدروة، مساء أيام نهاية الأسبوع، نظرا لما تشهده مدينة مراكش من دينامية، وازدحام مروري خاصة بمنطقة جليز وجامع الفنا.. والدراجة النارية هي التي تخلصني من ضغط الازدحام المروري بالمدينة.
وتشير سارة إلى أن الدراجة النارية خلصتها من ابتزاز أصحاب مواقف السيارات والدراجات النارية، حيث تعتبر أن تسعيرة وضع الدراجة النارية في موقف الدراجات غير مكلفة وتبقى معقولة، على خلاف السيارة التي يستدعي ركنها بموقف للسيارات ثمنا يتراوح بين عشرون وخمسون درهما، إضافة إلى استهلاك الدراجة النارية للبنزين الذي لا يتعدى عشرة دراهم، لأتمكن من التنقل من منزلي نحو عملي بالحي الصناعي ذهابا وإيابا.
وفي الختام، يمكن أن نقول أن مدينة مراكش تضرب مثلا في الانفتاح والمساواة وفي ترسيخ وتعزيز قيم الذكورية الإيجابية، كما يمكننا أن نعتبر أن تعويض الدراجة الهوائية بالدراجة النارية واكتساح هذه الأخيرة لشوارع وأزقة مراكش هو تعويض ثقافي محض، لأن "الموتور" صار يؤدي الأدوار والوظائف نفسها التي يمكن للدراجة الهوائية والسيارة في وقت أسرع، وبشكل فعال واقتصادي، وركوب النساء المراكشيات للدراجات النارية جاء نتيجة عوامل تاريخية خصبة وذاكرة غنية في تعاملهن مع الدراجات الهوائية منذ القرن الماضي، وهنا يمكننا أن نقول أن هذا الانفتاح جاء بفضل تصالح المجتمع المراكشي، مع مجمل الصور النمطية السلبية والقطع الميزوجينية البئيسة المضمرة، عبر قيادة النساء للدراجة النارية.
زكرياء البشيكري
تتميز مدينة مراكش بكثرة الدراجات النارية في شوارعها، الشيء الذي دأب المراكشيين على مصادفته بالطرقات والأزقة، لكن الشيء الذي يتعجب له زوار المدينة هو عدد النساء اللواتي يمتطين الدراجات النارية وتجدهن في طوابير الإشارات الضوئية ومحطات الوقود، حيث تجد في كل حي بأحياء المدينة شابة أو امرأة تمتلك دراجة نارية وفي كل منزل بالمدينة تجد دراجة نارية، في مدينة تسمى عاصمة الدراجات النارية في المغرب.
تعتبر مدينة البهجة مدينة سياحية بامتياز، وتخلق فيها وسائل النقل تشكيلة حضارية فريدة مقارنة مع المدن المغربية الأخرى، ففي مراكش تجد "الكوتشي" وهي عربة تجرها الخيول، وسيارات الأجرة والحافلات لكن الدراجات النارية تشكل الحيز الأكبر والوسيلة الأكثر استعمالا للتنقل.
وتقول زينب البالغة من العمر 27 سنة، أمتطي الدراجة النارية منذ أن بدأ يشتد عودي، وتعلمت سياقة الدراجة النارية مباشرة بعد شرائها من طرف والدي، وتجربتي مع الدراجة النارية هي تجربة فريدة وجد ممتعة خاصة أثناء التجول بشوارع مراكش المنبسطة والخالية من المرتفعات، وأعتبرها فعالة لقضاء أغراضي وجلب الحاجيات المنزلية للبيت، خاصة عند توجهي للمحلات المتواجدة بالمدينة القديمة، وأكون حينها مستمتعة وأنا على متن دراجتي وأخيط دروب المدينة الضيقة.
تضيف زينب تسهل الدراجة النارية وصولي إلى أبعد نقطة بمراكش، باعتبارها تتوفر على طبيعة جغرافية وهندسة مجالية مختلفة، عن باقي المدن، وأكثر ما يعجبني في الدراجة النارية هو سهولة ركنها مقارنة مع السيارة، إذ لا تحتاج مساحة كبيرة لركنها ولا تحتاج لمن يوجه السائق لركنها، الدراجة النارية تمكنني من ركنها دون الاستعانة بأحد.
تستجمع شابتنا أنفاسها وتسترسل قائلة يختلف كثيرا ركوب الدراجة النارية بمدينة مراكش عن مدينة الدار البيضاء، لأن المراكشيون طبعوا مع سياقة الدراجة النارية من طرف النساء وأصبح أمرا عاديا بالنسبة لهم، في حين لايزال البيضاويون يعتبرون أن سياقة المرأة للدراجة النارية أمرا غير مألوف وخارج عن الطبيعة، على اعتبار أن سياقة الدراجة النارية تقتصر فقط بالرجال، مما يجعل .المرأة لا تشعر بالارتياح والاستقرار والانتماء الذي أشعر بهما في مدينة مراكش.
ومن جانبها تقول سارة الدراجة النارية بالنسبة لي هي وسيلة النقل التي تخلق المتعة بشكل كبير خاصة بعدما أقوم بتجاوز طابور من السيارات امام إحدى الإشارات الضوئية بالمدينة، بالإضافة لكون السيارة تتوقف بشكل متكرر خاصة في أوقات الدروة، مساء أيام نهاية الأسبوع، نظرا لما تشهده مدينة مراكش من دينامية، وازدحام مروري خاصة بمنطقة جليز وجامع الفنا.. والدراجة النارية هي التي تخلصني من ضغط الازدحام المروري بالمدينة.
وتشير سارة إلى أن الدراجة النارية خلصتها من ابتزاز أصحاب مواقف السيارات والدراجات النارية، حيث تعتبر أن تسعيرة وضع الدراجة النارية في موقف الدراجات غير مكلفة وتبقى معقولة، على خلاف السيارة التي يستدعي ركنها بموقف للسيارات ثمنا يتراوح بين عشرون وخمسون درهما، إضافة إلى استهلاك الدراجة النارية للبنزين الذي لا يتعدى عشرة دراهم، لأتمكن من التنقل من منزلي نحو عملي بالحي الصناعي ذهابا وإيابا.
وفي الختام، يمكن أن نقول أن مدينة مراكش تضرب مثلا في الانفتاح والمساواة وفي ترسيخ وتعزيز قيم الذكورية الإيجابية، كما يمكننا أن نعتبر أن تعويض الدراجة الهوائية بالدراجة النارية واكتساح هذه الأخيرة لشوارع وأزقة مراكش هو تعويض ثقافي محض، لأن "الموتور" صار يؤدي الأدوار والوظائف نفسها التي يمكن للدراجة الهوائية والسيارة في وقت أسرع، وبشكل فعال واقتصادي، وركوب النساء المراكشيات للدراجات النارية جاء نتيجة عوامل تاريخية خصبة وذاكرة غنية في تعاملهن مع الدراجات الهوائية منذ القرن الماضي، وهنا يمكننا أن نقول أن هذا الانفتاح جاء بفضل تصالح المجتمع المراكشي، مع مجمل الصور النمطية السلبية والقطع الميزوجينية البئيسة المضمرة، عبر قيادة النساء للدراجة النارية.
ملصقات
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش