الخميس 02 مايو 2024, 02:06

سياسة

“فجيج” تعيد فتح ملف الحدود بين الجزائر والمغرب


كشـ24 نشر في: 19 مارس 2021

خرج العشرات من سكان منطقة "فجيج"، على الحدود المغربية الجزائرية، في مظاهرات للاحتجاج على قرار السلطات الجزائرية القاضي بإخلاء المزارعين المغاربة لمنطقة "العرجة" الحدودية، وذلك ابتداء من أمس الخميس، 18 مارس 2021، بدعوى أنها "أراض جزائرية".وأمام صمت الحكومة المغربية، عقد المدير الإداري لإقليم فجيج، لقاء قبل يومين، جمعه بعدد من المزارعين المتضررين جراء القرار الجزائري، الذي وُصف بـ"الظرفي"، وذلك لتدارس التطورات المرتبطة بوضعية الأراضي الفلاحية المغربية المتواجدة بالجزء الواقع شمال وادي "العرجة" على الحدود المغربية الجزائرية.وبحسب بلاغ صادر عن عمالة فجيج، عقب اللقاء الذي حضره أيضا ممثلون عن الفلاحين المتضررين، فإن السلطات المغربية "ستبقى منكبة على دراسة وإعداد صيغ حلول تأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتمالات الواردة".مشكل حدودي موروث عن الاستعماروالخطوة التي أقدمت عليها السلطات الجزائرية، تأتي بناء على اتفاقية لترسيم الحدود بين البلدين، كانا قد وقعا عليها خلال العام 1972، وفيما صادق عليها البرلمان الجزائري، لم تحض بمصادقة نظيره المغربي عليها بسبب غموض بعض مضامينها.ويشير مختصون في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية، إلى أن المشكل يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، خصوصا بعد معركة "إيسلي" بين المغرب وفرنسا، والتي تم على إثرها توقيع معاهدة "لالة مغنية"، حيث تم بمقتضاها اقتطاع جزء من الأراضي الشرقية المغربية، وضمها إلى المستعمرات الفرنسية بالجزائر، وهي المعاهدة التي وُصفت في التاريخ المغربي بـ"الخديعة الدبلوماسية" التي وقع ضحية لها المفاوض المغربي، ما نتج عنه عدم تحديد الحدود الجنوبية بدقة، ليسهل على القوات الفرنسية حينئذ التغلغل داخل الأراضي المغربية.وكانت المملكة المغربية قد أحجمت، بحسب ما تذكره المصادر التاريخية، عن تسوية المشاكل الحدودية مع الجزائر، إلى أن حصلت الأخيرة على استقلالها خلال العام 1962، فيما زادت ظروف السنوات اللاحقة الأمر تعقيدا، لتتمسك لاحقا الجزائر بـ"الحدود الموروثة عن الاستعمار".ويحتج المزارعون المغاربة على السلطات الجزائرية، لكونها منعتهم من الأراضي التي استمر استغلالهم لها طوال العقود الماضية، خصوصا وأنهم يتوفرون على عقود تثبت ملكيتهم لها، وهو ما جعل الباحث والكاتب عبد الهادي مزراري يعتبر، أن تلك المستندات "تتيح للفلاحين المغاربة اللجوء إلى العدالة الدولية".تعقيدات اجتماعية وتوقيت حرجفي بلاغ صادر عن فرع حزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم فجيج، أكد بأن الفلاحين كانوا قد استثمروا في أراضي وادي العرجة لسنين، معتبرا أنها أراض تعود إلى ملكية أصحابها "بعقود ووثائق ثابتة ورسمية".وذكر البلاغ بأنه قد تم التأكد من أن هناك نية للدولتين المغربية والجزائرية تقضي بـ"ترسيم اتفاقية سابقة تقضي بأن وادي العرجة هو الحد الفاصل بين الأراضي المغربية والجزائرية"، لافتا إلى أنه قد تم تبليغ الفلاحين المغاربة بأن القرار الجزائري "يتم بتنسيق مع الدولة المغربية".ويمتلك المزارعون الأراضي المعنية، بحسب مختصين، من خلال آلية الملكيات الجماعية، والتي يطلق عليها في المغرب اسم "السلاليات"، وهي تجمعات عشائرية وعائلية تتوارث الملكيات الزارعية عبر السنين والقرون، وتنظم أنشطة الزراعة والسقي والرعي بالاعتماد على التعاون الجماعي بين أفراد الجماعية السلالية ذاتها.وكان عدد من نواب الجماعة السلالية ولاد سليمان قد اجتمعوا بسلطات فجيج لتدارس الوضع، حيث كانت تعود إليهم ملكية تلك الأراضي، قبل أن تتسبب مضامين معاهدة لالة مغنية في تمزيقها بين المغرب والجزائر، لكن دون أن يتوقف الفلاحون عن استغلالها.ويشير الباحث عبد الله الرامي، إلى أن "هذه الأراضي هي بسبب الحدود المورثة عن الاستعمار صارت أراض جزائرية، أما من حيث الواقع الفعلي والتاريخي فهي أراض مملوكة للفلاحين المنحدرين من منطقة فجيج".وأكد الرامي أن تلك "الأراضي لم تكن يوما ما مأهولة بأي مزارعين جزائريين يقومون باستغلال نخيل واحاتها"، ما يفتح الباب، بحسب ذات المتحدث أمام "التساؤل بخصوص التوقيت الذي اختارته السلطات الجزائرية للإقدام على ما أقدمت عليه قبل أيام، خصوصا وأن الوضع كان قائما لسنوات بسبب التعقيدات المعروفة".وفي ذات المنحى أكد المزراري أن الخطوة الجزائرية قد تكون ذات صلة بالمكاسب التي حققها في الفترات الأخيرة المغرب بخصوص مغربية الصحراء، والتي لا ترضي الجزائر، رابطا ذلك بـ"الحراك الجزائري"، في إشارة منه إلى رغبة البلاد في لفت انتظار الإعلام العالمي والمحلي نحو الخلافات الحدودية المغربية الجزائرية.تكلفة إنسانية واقتصاديةمن جهته يؤكد الباحث الجزائري، قادة اسطيفي (اسم مستعار)، أن "الخلافات المغربية الجزائرية فعلا مؤسفة، وهي تتسبب في كل مرة في تضييع الفرص أمام الشعبين الشقيقين"، لافتا إلى أن تلك الخلافات "يتضرر منها تارة البسطاء الذين هم وقود الحراك في الجزائر، وتارة أخرى المغاربة المجاورون للحدود".وشدد ذات المتحدث، على أن "مجرد استمرار الحدود مغلقة بين الجارين، واندلاع الخلافات الحدودية الموروثة عن الاستعمار تارة أخرى يتسبب في استمرار قطع أوصال مئات الأفراد من العائلات المغربية الجزائرية المنقسمة بين البلدين، كما يتسبب كما حدث في منطقة فجيج في حرمان الفلاحين الفقراء من أراضيهم".وبحسب بعض التقديرات، فإن المغرب والجزائر يخسران سنويا ما يقارب 10 مليارات دولار، بسبب إغلاق الحدود وشلل القطار المغاربي، منذ العام 1994، فيما تنتعش بقوة تجارة التهريب خاصة الوقود والمشتقات البترولية الجزائرية، مقابل امتلاء الأسواق الجزائرية الحدودية بالمنتجات المغربية من أقمشة ومواد غذائية.وفي حين يفوت الوضع الحالي على البلدين تحقيق عائدات نمو اقتصادي تقدر بالمليارات، وتخلق آلاف فرص الشغل، تكشف بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي، في وقت سابق، أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر ترشح معدلات الدخل الفردي بالبلدين إلى الارتفاع بما يفوق 60 في المئة، مقارنة بالمستوى الحالي.ويأمل مراقبون أن يتوصل المغرب والجزائر إلى توافقات حول الخلافات القائمة بينهما، لاسيما والمنطقة تعج بالتهديدات القادمة من الساحل والصحراء، فيما شبح الأزمات الاجتماعية يطل برأسه، وتزيد من خطورته الظروف الاقتصادية التي خلفها انتشار وباء كورونا، وسط دعوات محتشمة تسعى نحو إعادة الروح إلى الجسد المغاربي الذي من شأنه وحده أن يقضي على خلافات موروثة عن حقبة الاستعمار، عمرت طويلا، وما يزال الفقراء يعانون آثارها.

المصدر: سكاي نيوز

خرج العشرات من سكان منطقة "فجيج"، على الحدود المغربية الجزائرية، في مظاهرات للاحتجاج على قرار السلطات الجزائرية القاضي بإخلاء المزارعين المغاربة لمنطقة "العرجة" الحدودية، وذلك ابتداء من أمس الخميس، 18 مارس 2021، بدعوى أنها "أراض جزائرية".وأمام صمت الحكومة المغربية، عقد المدير الإداري لإقليم فجيج، لقاء قبل يومين، جمعه بعدد من المزارعين المتضررين جراء القرار الجزائري، الذي وُصف بـ"الظرفي"، وذلك لتدارس التطورات المرتبطة بوضعية الأراضي الفلاحية المغربية المتواجدة بالجزء الواقع شمال وادي "العرجة" على الحدود المغربية الجزائرية.وبحسب بلاغ صادر عن عمالة فجيج، عقب اللقاء الذي حضره أيضا ممثلون عن الفلاحين المتضررين، فإن السلطات المغربية "ستبقى منكبة على دراسة وإعداد صيغ حلول تأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتمالات الواردة".مشكل حدودي موروث عن الاستعماروالخطوة التي أقدمت عليها السلطات الجزائرية، تأتي بناء على اتفاقية لترسيم الحدود بين البلدين، كانا قد وقعا عليها خلال العام 1972، وفيما صادق عليها البرلمان الجزائري، لم تحض بمصادقة نظيره المغربي عليها بسبب غموض بعض مضامينها.ويشير مختصون في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية، إلى أن المشكل يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، خصوصا بعد معركة "إيسلي" بين المغرب وفرنسا، والتي تم على إثرها توقيع معاهدة "لالة مغنية"، حيث تم بمقتضاها اقتطاع جزء من الأراضي الشرقية المغربية، وضمها إلى المستعمرات الفرنسية بالجزائر، وهي المعاهدة التي وُصفت في التاريخ المغربي بـ"الخديعة الدبلوماسية" التي وقع ضحية لها المفاوض المغربي، ما نتج عنه عدم تحديد الحدود الجنوبية بدقة، ليسهل على القوات الفرنسية حينئذ التغلغل داخل الأراضي المغربية.وكانت المملكة المغربية قد أحجمت، بحسب ما تذكره المصادر التاريخية، عن تسوية المشاكل الحدودية مع الجزائر، إلى أن حصلت الأخيرة على استقلالها خلال العام 1962، فيما زادت ظروف السنوات اللاحقة الأمر تعقيدا، لتتمسك لاحقا الجزائر بـ"الحدود الموروثة عن الاستعمار".ويحتج المزارعون المغاربة على السلطات الجزائرية، لكونها منعتهم من الأراضي التي استمر استغلالهم لها طوال العقود الماضية، خصوصا وأنهم يتوفرون على عقود تثبت ملكيتهم لها، وهو ما جعل الباحث والكاتب عبد الهادي مزراري يعتبر، أن تلك المستندات "تتيح للفلاحين المغاربة اللجوء إلى العدالة الدولية".تعقيدات اجتماعية وتوقيت حرجفي بلاغ صادر عن فرع حزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم فجيج، أكد بأن الفلاحين كانوا قد استثمروا في أراضي وادي العرجة لسنين، معتبرا أنها أراض تعود إلى ملكية أصحابها "بعقود ووثائق ثابتة ورسمية".وذكر البلاغ بأنه قد تم التأكد من أن هناك نية للدولتين المغربية والجزائرية تقضي بـ"ترسيم اتفاقية سابقة تقضي بأن وادي العرجة هو الحد الفاصل بين الأراضي المغربية والجزائرية"، لافتا إلى أنه قد تم تبليغ الفلاحين المغاربة بأن القرار الجزائري "يتم بتنسيق مع الدولة المغربية".ويمتلك المزارعون الأراضي المعنية، بحسب مختصين، من خلال آلية الملكيات الجماعية، والتي يطلق عليها في المغرب اسم "السلاليات"، وهي تجمعات عشائرية وعائلية تتوارث الملكيات الزارعية عبر السنين والقرون، وتنظم أنشطة الزراعة والسقي والرعي بالاعتماد على التعاون الجماعي بين أفراد الجماعية السلالية ذاتها.وكان عدد من نواب الجماعة السلالية ولاد سليمان قد اجتمعوا بسلطات فجيج لتدارس الوضع، حيث كانت تعود إليهم ملكية تلك الأراضي، قبل أن تتسبب مضامين معاهدة لالة مغنية في تمزيقها بين المغرب والجزائر، لكن دون أن يتوقف الفلاحون عن استغلالها.ويشير الباحث عبد الله الرامي، إلى أن "هذه الأراضي هي بسبب الحدود المورثة عن الاستعمار صارت أراض جزائرية، أما من حيث الواقع الفعلي والتاريخي فهي أراض مملوكة للفلاحين المنحدرين من منطقة فجيج".وأكد الرامي أن تلك "الأراضي لم تكن يوما ما مأهولة بأي مزارعين جزائريين يقومون باستغلال نخيل واحاتها"، ما يفتح الباب، بحسب ذات المتحدث أمام "التساؤل بخصوص التوقيت الذي اختارته السلطات الجزائرية للإقدام على ما أقدمت عليه قبل أيام، خصوصا وأن الوضع كان قائما لسنوات بسبب التعقيدات المعروفة".وفي ذات المنحى أكد المزراري أن الخطوة الجزائرية قد تكون ذات صلة بالمكاسب التي حققها في الفترات الأخيرة المغرب بخصوص مغربية الصحراء، والتي لا ترضي الجزائر، رابطا ذلك بـ"الحراك الجزائري"، في إشارة منه إلى رغبة البلاد في لفت انتظار الإعلام العالمي والمحلي نحو الخلافات الحدودية المغربية الجزائرية.تكلفة إنسانية واقتصاديةمن جهته يؤكد الباحث الجزائري، قادة اسطيفي (اسم مستعار)، أن "الخلافات المغربية الجزائرية فعلا مؤسفة، وهي تتسبب في كل مرة في تضييع الفرص أمام الشعبين الشقيقين"، لافتا إلى أن تلك الخلافات "يتضرر منها تارة البسطاء الذين هم وقود الحراك في الجزائر، وتارة أخرى المغاربة المجاورون للحدود".وشدد ذات المتحدث، على أن "مجرد استمرار الحدود مغلقة بين الجارين، واندلاع الخلافات الحدودية الموروثة عن الاستعمار تارة أخرى يتسبب في استمرار قطع أوصال مئات الأفراد من العائلات المغربية الجزائرية المنقسمة بين البلدين، كما يتسبب كما حدث في منطقة فجيج في حرمان الفلاحين الفقراء من أراضيهم".وبحسب بعض التقديرات، فإن المغرب والجزائر يخسران سنويا ما يقارب 10 مليارات دولار، بسبب إغلاق الحدود وشلل القطار المغاربي، منذ العام 1994، فيما تنتعش بقوة تجارة التهريب خاصة الوقود والمشتقات البترولية الجزائرية، مقابل امتلاء الأسواق الجزائرية الحدودية بالمنتجات المغربية من أقمشة ومواد غذائية.وفي حين يفوت الوضع الحالي على البلدين تحقيق عائدات نمو اقتصادي تقدر بالمليارات، وتخلق آلاف فرص الشغل، تكشف بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي، في وقت سابق، أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر ترشح معدلات الدخل الفردي بالبلدين إلى الارتفاع بما يفوق 60 في المئة، مقارنة بالمستوى الحالي.ويأمل مراقبون أن يتوصل المغرب والجزائر إلى توافقات حول الخلافات القائمة بينهما، لاسيما والمنطقة تعج بالتهديدات القادمة من الساحل والصحراء، فيما شبح الأزمات الاجتماعية يطل برأسه، وتزيد من خطورته الظروف الاقتصادية التي خلفها انتشار وباء كورونا، وسط دعوات محتشمة تسعى نحو إعادة الروح إلى الجسد المغاربي الذي من شأنه وحده أن يقضي على خلافات موروثة عن حقبة الاستعمار، عمرت طويلا، وما يزال الفقراء يعانون آثارها.

المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
المغرب والولايات المتحدة يعززان تعاونهما في مجال التبادل الأكاديمي
جرى أمس الثلاثاء بواشنطن، توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة الدولية للرباط وجامعة ولاية ميسيسيبي، خلال حفل ترأسه سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني. وتهدف مذكرة التفاهم، التي وقعها كل من رئيس الجامعة الدولية للرباط، نور الدين مؤدب، ورئيس جامعة ولاية ميسيسيبي الأمريكية، مارك كينوم، إلى تعزيز التبادل الأكاديمي وتوسيع التعاون المثمر بين الجامعتين في مختلف مجالات البحث العلمي. وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز العمراني أن توقيع هذه المذكرة يعد ثمرة شراكة متينة بين مؤسستين أكاديميتين بارزتين، ويشكل مرحلة جديدة في تعاونهما في سبيل بناء مستقبل مشترك لفائدة الطلبة من البلدين الصديقين. وأبرز أن نجاح هذه الشراكة الواعدة ما كان ليتبلور على أرض الواقع لولا الرؤية المنفتحة والمستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال التعليم. كما اعتبر أن هذا الاتفاق يعد نموذجا يمهد السبيل أمام العديد من الجامعات المغربية في سعيها لتحقيق التميز الأكاديمي والانفتاح على العالم. وذكر العمراني بأن المغرب والولايات المتحدة يعدان حليفين استراتيجيين عريقين، تحدوهما الرغبة في تعزيز شراكتهما في مختلف المجالات، ومن ضمنها نقل التكنولوجيا لخدمة التنمية السوسيو-اقتصادية المستدامة، وتحفيز التبادل الإنساني الذي يعد حاسما لإرساء جسور دائمة للتبادل الثقافي عبر المحيط الأطلسي. بدوره، أكد رئيس الجامعة الدولية للرباط أن مذكرة التفاهم تروم توسيع مجال اتفاق الإطار الموقع بين الجامعتين في سنة 2011، وهي تعد كذلك نقلة نوعية تكرس الشراكة الاستراتيجية بين الجامعتين. ومن جانبه، أبرز كينوم، رئيس جامعة ولاية مسيسيبي، وهو قنصل فخري للمملكة المغربية، في مداخلته، أن مذكرة التفاهم تعد احتفاء بالشراكة والصداقة الراسختين بين المغرب والولايات المتحدة، مؤكدا على أهمية توسيع الفرص المتاحة أمام الجامعتين من أجل تكوين الشباب في مختلف المجالات وتعزيز البحث الأكاديمي. وبمناسبة حفل التوقيع على مذكرة التفاهم، تم تقديم عرض حول منجزات الجامعتين في المجال الأكاديمي، وآفاق تعزيز الشراكة بينهما.
سياسة

التقدم والاشتراكية يرفض مقايضة الزيادات في الأجور بتمرير قوانين مجحفة
في الوقت الذي قدمت فيه الحكومة الزيادات الأخيرة التي أقرتها بأنها تندرج في إطار ترسيخ خيار الدولة الاجتماعية، وبأنها ستساهم بشكل مهم ضمن إجراءات أخرى في تخفيف العبء على المواطنين، قدم حزب التقدم والاشتراكية، الموجود في المعارضة نظرة قاتمة للوضع الاجتماعي في بيان أصدره بمناسبة فاتح ماي العمالية. حزب "الكتاب"  اعتبر أن لأوضاع الاجتماعية مقلقة، وتُـــفَـنِّــدُ خطابَ الارتياح لدى الحكومة. وتطرق، في هذا الصدد، إلى التدهور الخطير للقدرة الشرائية؛ والغلاءُ الفاحش والمتواصل لأسعار معظم المواد الاستهلاكية والخدمات؛ وبلوغ معدلات البطالة أرقاماً قياسية؛ وتفقيرُ ملايين المنتمين إلى الطبقة المتوسطة؛ وتسريح عشرات الآلاف من العمال من جرَّاء إفلاس آلاف المقاولات، والهجوم على الحريات النقابية وحقوق العمال، وتدهور ظروف العمل؛ والميْل نحو تفكيك المرفق العمومي والخدمة العمومية في ميادين حيوية كالماء والكهرباء والصحة والتعليم. اللافت أن حزب "الكتاب" رغم هذا الخطاب الموغل في التشاؤم، سجل إيجاباً مضامين الاتفاق الاجتماعي ل 29 أبريل 2024، وهنأ الطبقة العاملة المغربية، وخاصة في القطاع العمومي، على المكاسب التي تَــمَكَّـــنَت من انتزاعها من الحكومة على مستوى التحسين الطفيف للدخل بالنظر إلى الارتفاع الهائل لمعدلات التضخم، وذلك بعد سنتيْن ونصف من التعنُّــت الحكومي، وبعد سنتين على اتفاق 30 أبريل 2022 الذي لم تلتزم به الحكومة. وعاد حزب التقدم والاشتراكية، ما جهة أخرى، ليحذر الحكومة من استخدام منطق مُقايضة المكاسب الحالية للأجراء بمحاولة تمرير أيِّ صيغٍ لقانون الإضراب أو لإصلاح منظومة التقاعد يكونُ فيها مساسٌ بالحقوق النقابية للأجراء، أو بقدرتهم الشرائية، أو بوضعياتهم المادية بعد التقاعد. وطالب أيضا بالحرص على تنفيذ الاتفاق الاجتماعي الحالي، وتشجيع المفاوضات والاتفاقيات الجماعية، والنهوض بالحوار الاجتماعي المنتج للحلول قطاعيا وترابيا.   كما طالب باتخاذ إجراءاتٍ اجتماعية ملموسة الأثر، كالرفع من قيمة المعاشات؛ وملاءمة دخل الأجراء مع معدلات التضخم؛ ومراقبة وضبط الأسعار؛ واستعمال الوسائل التنظيمية والجمركية والضريبية والمداخيل الإضافية من أجل حماية القدرة الشرائية للمغاربة عموماً والأجراء تحديداً.  
سياسة

ميارة: بعد الزيادات في الأجور اتفقنا على فتح ملف أنظمة التقاعد والإصلاح سيكون قاسيا
قال النعم ميارة، الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في التجمع الخطابي الذي ترأسه اليوم الأربعاء، بمدينة فاس، بمناسبة فاتح ماي، إن النقابات المركزية اتفقت مع الحكومة على فتح النقاش من أجل مراجعة قانون الإضراب وإصلاح أنظمة التقاعد.  بالنسبة لقانون الإضراب، فقد بعث الكاتب العام لنقابة حزب الاستقلال برسالة اطمئنان إلى أعضاء نقابته، حيث أخبرهم بأن هذا القانون سيصون كرامة الشغيلة، ولن يتجاوز المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.  لكنه أشار، في هذا التجمع الذي حضره عمدة المدينة وعدد من برلمانيي أحزاب التحالف الحكومي، إلى أن "إصلاح أنظمة التقاعد سيكون مريرا" وستكون فيه تنازلات كبيرة من طرف الأجراء ومن طرف الحكومة، وذلك "لكي نصل إلى إصلاح حقيقي"، حسب تعبيره.  ميارة حاول أن يقلل من حجم الصدمة، موردا بأن الأجراء ليسوا مسؤولين على إفلاس هذه الصناديق، لكن الحكومة الحالية بدورها ليست مسؤولة. "الإصلاح ضروري لكنه لا يجب أن يكون على حساب الأجراء وحدهم"، يورد النعم ميارة، قبل أن يضيف بأنه تم الاتفاق أيضا على مراجعة مدونة الشغل، وهذه المراجعة ستكون لصالح الطبقة الشغيلة، التي تواجه الطرد التعسفي بسبب ثغرات وأخطاء المدونة.  وأشاد الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمأسسة الحوار الاجتماعي من قبل الحكومة الحالية. كما نوه بتنفيذها لالتزاماتها، حسب تعبيره. وقال في هذا الصدد: اشتغلنا مع حكومة تفي بوعودها. كما سجل بأن ما تضمنه اتفاق 29 أبريل 2024 هو نفسه ما ورد في المذكرة المطلبية التي سبق لنقابته أن رفعتها إلى الحكومة، واصفا الاتفاق بالتاريخي. 
سياسة

طعن في أهلية قنديل لخلافة الفايق في مجلس النواب يخلق أزمة جديدة في بيت “الأحرار”
أكد مصدر مقرب من الراضي السلاوني، القيادي المحلي في حزب التجمع الوطني للأحرار، لـ"كشـ24"، بأن هذا الأخير قد تقدم بطعن أمام المحكمة الدستورية في شأن أهلية محمد قنديل، الرئيس الحالي لجماعة سيدي حرازم، في خلافة البرلماني المعزول رشيد الفايق في مجلس النواب. المصدر قال في حديثه لـ"كشـ24" حول الموضوع: "لقد تم الطعن في أوانه"، مضيفا بأن "الطعن تم أمام المحكمة الدستورية" لأنها هي "صاحبة الاختصاص"، بحسب تعبيره.  وكانت المحكمة الدستورية قد قررت، في وقت سابق، تجريد الفايق من عضوية مجلس النواب بعد اعتقاله وإدانته في قضية مخالفات التعمير في أولاد الطيب. وقضت بأن يخلفه في هذه المهمة الثاني في لائحة التجمع الوطني للأحرار في دائرة فاس الجنوبية. لكن العمدة الحالي لمدينة فاس، عبد السلام البقالي، اختار الاستمرار في منصبه كرئيس لجماعة فاس، ما جعل المقعد يؤول للثالث في اللائحة، ويتعلق الأمر بمحمد قنديل.  وأشارت المصادر إلى أن الراضي السلاوني، والذي كان من قيادات حزب العدالة والتنمية قبل أن يلتحق بحزب الأصالة والمعاصرة ثم بعده بحزب التجمع الوطني للأحرار، قرر أن يطعن في أهلية رئيس جماعة سيدي حرازم لولوج البرلمان، بالنظر إلى أنه يواجه أحكاما قضائية نهائية قضت بإلغاء انتخابه في ملف نزاع انتخابي حاد نشب بينه وبين فريق حزب الأصالة والمعاصرة في المنتجع.  الراضي السلاوني، وفق المصادر، اعتبر بأنه هو المؤهل لشغل المنصب، تبعا لهذا الحكم القضائي الصادر ضد قنديل، بالنظر إلى أنه الرابع في لائحة "الحمامة" في الانتخابات التشريعة التي جرت في 8 شتنبر 2021 بدائرة فاس الجنوبية. 
سياسة

موقع إسباني يفضح مؤامرة لتوريط مسؤولين مغاربة في قضية زوجة سانشيز
كشفت منصة مالتيدا المتخصصة في كشف "الفايك نيوز" في المشهد الإعلامي الإسباني، عن زيف المحادثات المزعومة المنسوبة إلى بيغونيا غوميز (زوجة رئيس الحكومة الإسبانية) مع أعضاء في الحكومة المغربية، حول تحويلات مالية مفترضة إلى جزر البهاماس. وقالت المنصة المذكورة، أنه لا يوجد أي أثر للصوتيات المفترضة والوثائق المتداولة ليست رسمية، ولكن تم إعدادها من قبل ألبرتو روييلا وخوان مارتينيز غراسا، الذي سبقا لهما فبركة اتهامات عن مؤامرة إجرامية بين العديد من المسؤولين السياسيين والقضائيين داخل إسبانيا. وتم نشر هذا المحتوى منذ 17 أبريل 2024، من طرف خوان مارتينيز جراسا وألبرتو روييلا على قناة على اليوتيوب. ويتعلق الأمر بمقطع فيديو مدته 16 دقيقة يزعمون فيه أنهم تمكنوا من الوصول إلى التسجيلات وقاموا بنسخها، حول محادثات بين زوجة سانشيث ومصرفي مغربي ومسؤولين حكوميين بالمغرب. وفي 28 يونيو 2023، تمت إحالة كل من ألبرتو روييلا وخوان مارتينيز غراسا إلى السجن المؤقت دون كفالة، حيث تم التحقيق معهما بتهمة الاحتيال والاختلاس المشدد، والارتباط غير المشروع بمجموعة إجرامية. وتم إطلاق سراحهما في وقت لاحق بشكل مؤقت . ويتعلق الأمر بملف نصي يتضمن العديد من التسجيلات الصوتية المفترضة بين بيجونيا غوميز والمدير التنفيذي لبنك التجاري وفا، محمد الكتاني، والعديد من المسؤولين السياسيين، على رأسهم عزيز أخنوش، ووزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ووزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، ووزيرة التحول الطاقي ليلى بنعلي.
سياسة

ملف اللجنة التنفيذية لحزب “الميزان”.. هل انهزم تيار ولد الرشيد في مواجهة تيار بركة؟
تيار نزار بركة، الذي ظهر طيلة مراحل الإعداد للمؤتمر الوطني الـ18 لحزب الاستقلال، في وضعية غير مريحة وهو يواجه تيار ولد الرشيد، نجح في قلب موازين القوى، وظهر بعد المؤتمر في وضع يوحي بأنه مريح. وقد ينجح في استكمال تحكمه في كل الهياكل الحزبية، ما لم ينجح تيار ولد الرشيد في تجاوز الضربة الموجعة. لقد نجح تيار بركة في تأمين الولاية الثانية لـ"زعيمه"، دون صعوبات. وتمكن من استبعاد كل المقترحات التي تدعو إلى إحداث مناصب نيابية للأمين العام، في محاولة من تيار ولد الرشيد تطويق تحركاته. لكن الأهم هو أنه نجح في أن يؤجل الحسم في ملف عضوية اللجنة التنفيذية والتي كان تيار ولد الرشيد يتطلع لأن يحصل فيها على حصة الأسد لشل حركة نزار بركة، وجعله مجرد أمين عام "صوري" ليس له سوى أن ينفذ قرارات التيار المهيمن في دواليب حزب "الميزان".   ينص النظام الأساسي للحزب على أن مجلسه الوطني يصوت على أعضاء اللجنة التنفيذية بناء على اقتراح يقدمه الأمين العام بواسطة لائحة تضم المرشحات والمرشحين. نزار بركة مباشرة بعد انتخابه ترأس جلسة انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية، لكن الخلافات التي نشبت بين التيارين حول أشخاص بعينهم دفعت إلى تأجيل النظر في الملف بعدما وضل التشنج إلى ذروته بين ولد الرشيد وبركة. وقال بلاغ للحزب إنه تم الإبقاء على دورة المجلس الوطني مفتوحة "حتى يتمكن من القيام بالمشاورات الحزبية الضرورية وتوسيع الاستماع للفعاليات المعنية من أجل إعداد اللائحة التي سيقترحها لعضوية اللجنة التنفيذية، تعكس مصلحة الحزب ورهانات تقويته وحدته وتماسك بيته الداخلي". حزب "الميزان" لم يعلن بعد عن أي موعد لحسم هذا الملف. في حين سيكون أمام تيار نزار بركة كل الوقت لترتيب الأوراق، وانتقاء لائحة تضم 34 عضوا من أصل 107 مرشحا، تضمن للأمين العام هامشا زمنيا واسعا للتحرك، ما قد يتيح له إمكانية القطع مع أعطاب التجربة السابقة التي كرست هيمنة تيار ولد الرشيد والتي أدت إلى خلافات داخلية طاحنة أدت إلى فرملة أداء الحزب وأجلت حتى عقد هذا المؤتمر الوطني لما يقرب من ثلاث سنوات. لكن متتبعين يرون أن تيار ولد الرشيد، في ظل هذه المستجدات، سيناور بدوره وسيعمل على تحقيق مكاسب، ولو باللجوء إلى الذراع النقابي الذي يسيطر عليه، ومعه هياكل أخرى تابعة للحزب، للضغط من أجل تحقيق مكاسب وضمان مكانة مشرفة في اللجنة التنفيذية.  
سياسة

الحزب الشعبي بإسبانيا يعتزم تقديم مقترح بسحب الاعتراف بمغربية الصحراء
قالت وكالة أوروبا برس، أن الحزب الشعبي الإسباني يعتزم، في الجلسة العامة لمجلس النواب، تقديم مقترح للتصويت من ثمان نقاط، من بينها سحب اعتراف مدريد بمغربية الصحراء. وأضافت الوكالة ذاتها، أن الاقتراح الذي سيقدمه زعيم الحزب، نونيز فييخو، يُركز على مطالبة الحكومة بالتراجع عن دعمها لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب. وسيتم التصويت على المقترح بحضور وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس. ونقلت الوكالة المذكورة عن الحزب الشعبي، قوله بأن الموقف الذي تتبناه إسبانيا أثر على السياسة الخارجية لمدريد. وفي فبراير الماضي، جدد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بالرباط، التأكيد على موقف بلاده الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 لتسوية الخلاف المفتعل حول الصحراء المغربية. وشدد رئيس الحكومة الإسبانية على أن موقف بلاده حول قضية الصحراء قد تم التعبير عنه بوضوح ، معتبرا أن مخطط الحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 02 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة