الثلاثاء 18 يونيو 2024, 05:40

ثقافة-وفن

احمد القاطي من الشعر إلى القصة الدواعي والمآلات


كشـ24 نشر في: 23 مارس 2024

عزيز باكوش

أليس حدثا نوعيا أن يصدر شاعر مجيد مجموعة قصصية؟ نتساءل رفقة رائد القصة القصيرة في المغرب ومهندسها الأستاذ د أحمد بوزفور. كان ذلك على هامش إصدار الشاعر المغربي أحمد القاطي "حكايات عجيبة" هي المجموعة القصصية الأولى للشاعر وتضم بين دفتيها تشتمل 11 حكاية من صنف عجائبي منثورة على 109 من الصفحات الأنيقة من الحجم المتوسط.

الإصدار المومأ إليه جاء بعد ثلاث مجموعات شعرية موسومة ب " جنون الليالي الجريحة" 1995 ."سلسبيل" 1998 . ديوان الرمل 2000. 2007 متعدد لوجه واحد- لكن العام 2015 ستشكل منعطفا نوعيا في تجربته في الإبداع والأدب . سينعطف الشاعر قاصا مجيدا ،وينجز مجموعة قصصية موسومة ب" "تحولات " لينزو الشاعر والأديب أحمد القاطي بعد ذلك بعيدا عن الأنظار ،بمنآى عن أوجاع النشر والتأليف لأسباب وحده من سيكشف عن تفاصيلها على صفحته الرسمية بمنصة الفايسبوك.

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة - المغرب - أستاذ للتعليم الإعدادي سابقا متقاعد حاليا ، منتسب إلى اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان وتقاطعاتهما في بناء الذات في كل الأحداث تقريباً.

والقصص العجيبة في المجموعة هي: المسحوق الذهبي - الحمل العجيب - ضمير صالح- مجرى الماء – بكيطة - سيدي أحمد بن أحمد- الصداق - التابعة وحمار الليل -اللغز المحير- عام 1945 - في المستبطآت - شهادة. وعلى الرغم من مرارة الواقع،وتفاهة إسناداته ، وسخف المعتقد أحيانا ، ومن خيبات الحياة كما عاشها ،وانكساراتها المتلاحقة، فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة، ويصر القاطي على "إبلاغ الكاذب الى باب الدار " كما يقول المثل. هذه رؤية (الأستاذ أحمد القاطي ) التي أراد أن يقدمها لنا عبر مجموعته القصصية (حكايات عجيبة ) وكأن العنوان يدل على هذه الرؤية فدلالة (العجب ) تؤكد على هذه الإضاءات، لذلك جاءت حصيلة تجربة الشاعر والإنسان أحمد القاطي في الشعر والحب والحياة والوطن.

حينما كتب رائد القصة الحديثة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور عن التجربة ، قال دونما مواربة " هو حدث يستحق الالتفات ، ويستحق التنويه والإعجاب لمجرد حدوثه ، بغض النظر عن كيفية الحدوث.وإذا كان الهدف من التقديم " ليس التنويه والإعجاب فقط ،براي بوزفور، بل هو أيضا محاولة التعرف على طبيعة" القصصية " في هذه المجموعة ، وكيفية اشتغالها وأثرها النوعي على المتلقي... فان العجيب في حكايات عجيبة كما يراها "و كما بدت له هو " عالم الجن الذي يكون فضاءات اغلب القصص ، لكن هذا الجن ليس مخيفا الى حد تجميد الحكاية ولا خطيرا الى حد تفجيرها ، انه جن حكائي طريف ، " يعجبن" حياة الإنسان، ويعطيها سرا، أي معنى خفيا كامنا وراء سطحها اليومي الرتيب".

وتتخلل هذه القصص العجيبة قصص واقعية صارخة الحدة" ضمير صالح" "في المستبطآت" حتى لقد تتجاوز في واقعيتها الحد فتنقلب إلى الضد وتصبح هي بدورها قصصا عجيبة وأي عجب أعجب من أن يهمل المرضى في المستعجلات ،وأن يمارس "النقل" المعلمون المربون . وإذا فسد الملح كما يقول المسيح فبماذا نملح؟؟ وإذا اتسخ الصابون فبماذا نصبن؟؟؟ تلك كانت بعض الآثار التي خلفتها قراءة هذه المجموعة القصصية الجميلة في نفس قاص متميز .

والمتعة في مثل هذه الأبنية يقول احمد بوزفور"هي متعة الحكي لا متعة الشكل،ومتعة الكل لا متعة الجزء، ومتعة الاستقبال لا متعة البحث. وبذلك يصبح "المتلقي في هذه الأبنية ضيفا له فقط كما للضيف زبدة الشيء لا صنعته، والإقامة العابرة لا المكث او التردد او سبر الأغوار".

على أن ما يستوقف كل قارئ في هذه المجموعة لغتها، إذ يتوقع للوهلة الأولى " أن تكون لغة الشاعر لغة شاعرية، فإذا به يجدها لغة سرد شديدة السردية .وقد قدم القاص أحمد بوزفور لها قائلا" فهي لغة بسيطة متخففة من المجازات، قاصدة مستوية كالطريق ذات الاتجاه الواحد، لا يتعثر فيها السارد، ولا يتعرض فيها القارئ لأخطار سوء الفهم أو عسره أو قصوره..كان الشاعر استبعد عامدا لغته السامية وهو ينزل إلى حضيض السرد أو كأنها استراحة الشاعر أو كان الشعر انتقل هنا من الدال إلى المدلول ومن العبارة العجيبة إلى المحكي العجيب. وأيا كان الأمر، فإن هذه اللغة ببساطتها واستوائها تنسجم مع نوعية الحكاية العجيبة موضوعا وبناء وخصوصية متعة". أحمد بوزفور.

تعرف الدكتور جمال بوطيب على نصوص المبدع احمد القاطي الشعرية في منتصف التسعينيات ، فوجدها كما هو . و جاء في شهادة أعدها بهذا الخصوص " ووجدتها كما هي شاعر وقصيدة، "لا يشيان بغير ما فيهما. صفاء لغة ، واستقامة إيقاع ، وتأن في النشر، وحسن إصغاء إلى النصوص وكتابها ونقادها ، وصبر على إنتاجها، ومؤانسة ثابتها ومتغيرها، وبالصفاء نفسه والاستقامة عينها، وبالتأني ذاته ، والصبر هوهو، تلفي أحمد القاطي الإنسان المربي الشاعر".هي لحظة ولادة قصصية حدث ، نفذت من السوق في طبعتها الأولى قياسيا ، وهي جديرة بأن نتمنى لها التألق الذي تستحق .

في مجموعته القصصية "متعدد لوجه واحد " ،نقرأ في الإهداء" إلى الذي تمنى أن لا تكون مجموعتي القصصية الأولى –حكايات عجيبة- مقطوعة من شجرة الشعر ليس لها أخوات إلى العزيز أحمد بوزفور". القصص السبعة أهداها الشاعر القاص إلى صديقه وصديقنا جميعا الشاعر والأديب الدكتور جمال بوطيب المشرف على دار مقاربات الرائدة في الصناعات الثقافة بالمغرب والوطن العربي .

في مجموعته – متعدد لوجه واحد- يمتح الكاتب من فضاء عجائبي بامتياز، وبذلك أخلص القاطي الوفاء بعهده في تحقيق أدب ينماز بالدهشة ويحقق متعة ملفوفة باستراحة المعنى العميق الدال في بساطته. لذلك ، يجد القارئ الأسماء والأشخاص الشخوص والأشياء ، الأحداث والأعمار والأسوار والأماكن والانفعالات الفضاءات كلها متجاورة ، متساكنة منسجمة وهي ترسم للنفس دهشتها الأولى ، لغة ونسقا أسلوبا وحياة، وتخطط للذات ارتباكها الذي يليق بالمعنى ومبناه الغريب العجيب .لا تمتلك كقارئ – متعدد لوجه واحد- وأنت تستعرض دفء القصص السبعة : الرهان والوتد القاتل- ببغاء الفضاء- تحولات- مأساة إسماعيل- الضفدع والقلادة- طلاق بدون طعم- كلمة السر- فاطنة والرقاء –غرابة- إلا أن تستكين لدهشتك الروعى ، وتقتطف من رحيق ارتباكك نسغ الوجود والمعنى العابر في استقراره ، والثابت في تحولاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية . أليس الارتباك سيد المعنى، وصانع القرارات ، ومهندس الانفعال الذي يقود عالمنا –العربي- حتما إلى الاحتماء من رعب السلطة وأجلافها سرا إلى نور العجب والتمائم والرقيات وعوالم مسكونة بالرعب الذي ما بعده نور. عندما تقرأ" الرهان والوتد القاتل" تتلمس العفوية المدروسة ، كما لو إن خاتمة الحكاية انبثقت للتو ، من غير أن يتحكم مبدعها في حبكتها . والحقيقة إن القاص القاطي خطط بناء غرائبيا محكما ، بعد أن امتلك مفاتيح زمن ومكان الدهشة ورتب تكتيكا جيدا في شد أنفاس قرائه المفترضين عن سابق إصرار وترصد." ما رآه المهدي بأم عينيه كان كافيا تحت وطأة الخوف لدفعه إلى العدول عن إتمام العملية التي أتى من أجلها، حيث ولى هاربا بأقصى سرعة، ودون إبطاء. لكنه أثناء هربه زلت قدمه فسقط على الوتد- الذي كان يحمله في يده - السقطة التي لن يقف بعدها أبدا. ص13

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة المغربية . وهو أستاذ للتعليم الإعدادي متقاعد حاليا عضو اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان في كل الأحداث تقريباً. في قصته المدهشة –فاطنة والرقاء- نقرأ: قضى التازي مع أمه الليلة، وسمع من إخوته أشياء عجيبة. لقد قالوا له: بأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون هدهدا، ويرون أشخاصا غرباء عن الدار لهم قوائم البقر. وأنهم كانوا يعيشون معهم في الدار ويأكلون مما يأكلون. بل في بعض الأحيان كانوا يقترضون منهم الحليب وأشياء أخر، وهذا كان لا يحدث سوى مع أمه. أمام الذي سمع ووقع لامه ، حملها التازي في يوم الغد ، وقصد بها مدينة تازة لتدبر أمرها وعدم تركها تحتضر بالتدريج..في تازة بعد حديثه مع العارفين والمجربين ، تم نصحه بالذهاب عند رقاء في تازة العليا للاستعانة به قصد تخليصها ممن " سكنوها".

من مجموعة القصصية " تحولات " نقتبس " بعد صمت خيم على المكان، والمعطي لا يدري أهو في حلم أم يقظة، تابعت السيدة كلامها ولكن هذه المرة بنبرة حادة، وصرامة جادة. - والآن أريدك أن تصغي إلي جيدا، وأتمنى أن تكون قد وعيت المقصود من كلامي السابق، وعرفت من أكون، لتترك عنك نزقك غير المقبول، وتجنب نفسك دواهي...

وخرج المعطي من منزله غير ملتفت إلى الوراء، ودون أن يتركها تتم کلامها استعاد وهو في طريقه إلى سيارته شريط كل الأحداث منذ أول لقاء، ففكر في هجر بيته وعدم العودة إليه لكنه عدل عن فكرته لعدم جدواها لما وصل إلى سيارته أراد أن يتأكد بنفسه مما قالته له حول أبواب السيارة المفتوحة فتح الباب الأمامية فانفتحت ألقى نظرة على ما بداخلها فوقع بصره على حبل ملقى فوق المقعد الأمامي. ظل ينظر إليه طويلا وهو لا يدري ما يفعل وأخيرًا اتخذ القرار، ونفذه في الحال غير بعيد عن الدار."

عزيز باكوش

أليس حدثا نوعيا أن يصدر شاعر مجيد مجموعة قصصية؟ نتساءل رفقة رائد القصة القصيرة في المغرب ومهندسها الأستاذ د أحمد بوزفور. كان ذلك على هامش إصدار الشاعر المغربي أحمد القاطي "حكايات عجيبة" هي المجموعة القصصية الأولى للشاعر وتضم بين دفتيها تشتمل 11 حكاية من صنف عجائبي منثورة على 109 من الصفحات الأنيقة من الحجم المتوسط.

الإصدار المومأ إليه جاء بعد ثلاث مجموعات شعرية موسومة ب " جنون الليالي الجريحة" 1995 ."سلسبيل" 1998 . ديوان الرمل 2000. 2007 متعدد لوجه واحد- لكن العام 2015 ستشكل منعطفا نوعيا في تجربته في الإبداع والأدب . سينعطف الشاعر قاصا مجيدا ،وينجز مجموعة قصصية موسومة ب" "تحولات " لينزو الشاعر والأديب أحمد القاطي بعد ذلك بعيدا عن الأنظار ،بمنآى عن أوجاع النشر والتأليف لأسباب وحده من سيكشف عن تفاصيلها على صفحته الرسمية بمنصة الفايسبوك.

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة - المغرب - أستاذ للتعليم الإعدادي سابقا متقاعد حاليا ، منتسب إلى اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان وتقاطعاتهما في بناء الذات في كل الأحداث تقريباً.

والقصص العجيبة في المجموعة هي: المسحوق الذهبي - الحمل العجيب - ضمير صالح- مجرى الماء – بكيطة - سيدي أحمد بن أحمد- الصداق - التابعة وحمار الليل -اللغز المحير- عام 1945 - في المستبطآت - شهادة. وعلى الرغم من مرارة الواقع،وتفاهة إسناداته ، وسخف المعتقد أحيانا ، ومن خيبات الحياة كما عاشها ،وانكساراتها المتلاحقة، فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة، ويصر القاطي على "إبلاغ الكاذب الى باب الدار " كما يقول المثل. هذه رؤية (الأستاذ أحمد القاطي ) التي أراد أن يقدمها لنا عبر مجموعته القصصية (حكايات عجيبة ) وكأن العنوان يدل على هذه الرؤية فدلالة (العجب ) تؤكد على هذه الإضاءات، لذلك جاءت حصيلة تجربة الشاعر والإنسان أحمد القاطي في الشعر والحب والحياة والوطن.

حينما كتب رائد القصة الحديثة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور عن التجربة ، قال دونما مواربة " هو حدث يستحق الالتفات ، ويستحق التنويه والإعجاب لمجرد حدوثه ، بغض النظر عن كيفية الحدوث.وإذا كان الهدف من التقديم " ليس التنويه والإعجاب فقط ،براي بوزفور، بل هو أيضا محاولة التعرف على طبيعة" القصصية " في هذه المجموعة ، وكيفية اشتغالها وأثرها النوعي على المتلقي... فان العجيب في حكايات عجيبة كما يراها "و كما بدت له هو " عالم الجن الذي يكون فضاءات اغلب القصص ، لكن هذا الجن ليس مخيفا الى حد تجميد الحكاية ولا خطيرا الى حد تفجيرها ، انه جن حكائي طريف ، " يعجبن" حياة الإنسان، ويعطيها سرا، أي معنى خفيا كامنا وراء سطحها اليومي الرتيب".

وتتخلل هذه القصص العجيبة قصص واقعية صارخة الحدة" ضمير صالح" "في المستبطآت" حتى لقد تتجاوز في واقعيتها الحد فتنقلب إلى الضد وتصبح هي بدورها قصصا عجيبة وأي عجب أعجب من أن يهمل المرضى في المستعجلات ،وأن يمارس "النقل" المعلمون المربون . وإذا فسد الملح كما يقول المسيح فبماذا نملح؟؟ وإذا اتسخ الصابون فبماذا نصبن؟؟؟ تلك كانت بعض الآثار التي خلفتها قراءة هذه المجموعة القصصية الجميلة في نفس قاص متميز .

والمتعة في مثل هذه الأبنية يقول احمد بوزفور"هي متعة الحكي لا متعة الشكل،ومتعة الكل لا متعة الجزء، ومتعة الاستقبال لا متعة البحث. وبذلك يصبح "المتلقي في هذه الأبنية ضيفا له فقط كما للضيف زبدة الشيء لا صنعته، والإقامة العابرة لا المكث او التردد او سبر الأغوار".

على أن ما يستوقف كل قارئ في هذه المجموعة لغتها، إذ يتوقع للوهلة الأولى " أن تكون لغة الشاعر لغة شاعرية، فإذا به يجدها لغة سرد شديدة السردية .وقد قدم القاص أحمد بوزفور لها قائلا" فهي لغة بسيطة متخففة من المجازات، قاصدة مستوية كالطريق ذات الاتجاه الواحد، لا يتعثر فيها السارد، ولا يتعرض فيها القارئ لأخطار سوء الفهم أو عسره أو قصوره..كان الشاعر استبعد عامدا لغته السامية وهو ينزل إلى حضيض السرد أو كأنها استراحة الشاعر أو كان الشعر انتقل هنا من الدال إلى المدلول ومن العبارة العجيبة إلى المحكي العجيب. وأيا كان الأمر، فإن هذه اللغة ببساطتها واستوائها تنسجم مع نوعية الحكاية العجيبة موضوعا وبناء وخصوصية متعة". أحمد بوزفور.

تعرف الدكتور جمال بوطيب على نصوص المبدع احمد القاطي الشعرية في منتصف التسعينيات ، فوجدها كما هو . و جاء في شهادة أعدها بهذا الخصوص " ووجدتها كما هي شاعر وقصيدة، "لا يشيان بغير ما فيهما. صفاء لغة ، واستقامة إيقاع ، وتأن في النشر، وحسن إصغاء إلى النصوص وكتابها ونقادها ، وصبر على إنتاجها، ومؤانسة ثابتها ومتغيرها، وبالصفاء نفسه والاستقامة عينها، وبالتأني ذاته ، والصبر هوهو، تلفي أحمد القاطي الإنسان المربي الشاعر".هي لحظة ولادة قصصية حدث ، نفذت من السوق في طبعتها الأولى قياسيا ، وهي جديرة بأن نتمنى لها التألق الذي تستحق .

في مجموعته القصصية "متعدد لوجه واحد " ،نقرأ في الإهداء" إلى الذي تمنى أن لا تكون مجموعتي القصصية الأولى –حكايات عجيبة- مقطوعة من شجرة الشعر ليس لها أخوات إلى العزيز أحمد بوزفور". القصص السبعة أهداها الشاعر القاص إلى صديقه وصديقنا جميعا الشاعر والأديب الدكتور جمال بوطيب المشرف على دار مقاربات الرائدة في الصناعات الثقافة بالمغرب والوطن العربي .

في مجموعته – متعدد لوجه واحد- يمتح الكاتب من فضاء عجائبي بامتياز، وبذلك أخلص القاطي الوفاء بعهده في تحقيق أدب ينماز بالدهشة ويحقق متعة ملفوفة باستراحة المعنى العميق الدال في بساطته. لذلك ، يجد القارئ الأسماء والأشخاص الشخوص والأشياء ، الأحداث والأعمار والأسوار والأماكن والانفعالات الفضاءات كلها متجاورة ، متساكنة منسجمة وهي ترسم للنفس دهشتها الأولى ، لغة ونسقا أسلوبا وحياة، وتخطط للذات ارتباكها الذي يليق بالمعنى ومبناه الغريب العجيب .لا تمتلك كقارئ – متعدد لوجه واحد- وأنت تستعرض دفء القصص السبعة : الرهان والوتد القاتل- ببغاء الفضاء- تحولات- مأساة إسماعيل- الضفدع والقلادة- طلاق بدون طعم- كلمة السر- فاطنة والرقاء –غرابة- إلا أن تستكين لدهشتك الروعى ، وتقتطف من رحيق ارتباكك نسغ الوجود والمعنى العابر في استقراره ، والثابت في تحولاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية . أليس الارتباك سيد المعنى، وصانع القرارات ، ومهندس الانفعال الذي يقود عالمنا –العربي- حتما إلى الاحتماء من رعب السلطة وأجلافها سرا إلى نور العجب والتمائم والرقيات وعوالم مسكونة بالرعب الذي ما بعده نور. عندما تقرأ" الرهان والوتد القاتل" تتلمس العفوية المدروسة ، كما لو إن خاتمة الحكاية انبثقت للتو ، من غير أن يتحكم مبدعها في حبكتها . والحقيقة إن القاص القاطي خطط بناء غرائبيا محكما ، بعد أن امتلك مفاتيح زمن ومكان الدهشة ورتب تكتيكا جيدا في شد أنفاس قرائه المفترضين عن سابق إصرار وترصد." ما رآه المهدي بأم عينيه كان كافيا تحت وطأة الخوف لدفعه إلى العدول عن إتمام العملية التي أتى من أجلها، حيث ولى هاربا بأقصى سرعة، ودون إبطاء. لكنه أثناء هربه زلت قدمه فسقط على الوتد- الذي كان يحمله في يده - السقطة التي لن يقف بعدها أبدا. ص13

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة المغربية . وهو أستاذ للتعليم الإعدادي متقاعد حاليا عضو اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان في كل الأحداث تقريباً. في قصته المدهشة –فاطنة والرقاء- نقرأ: قضى التازي مع أمه الليلة، وسمع من إخوته أشياء عجيبة. لقد قالوا له: بأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون هدهدا، ويرون أشخاصا غرباء عن الدار لهم قوائم البقر. وأنهم كانوا يعيشون معهم في الدار ويأكلون مما يأكلون. بل في بعض الأحيان كانوا يقترضون منهم الحليب وأشياء أخر، وهذا كان لا يحدث سوى مع أمه. أمام الذي سمع ووقع لامه ، حملها التازي في يوم الغد ، وقصد بها مدينة تازة لتدبر أمرها وعدم تركها تحتضر بالتدريج..في تازة بعد حديثه مع العارفين والمجربين ، تم نصحه بالذهاب عند رقاء في تازة العليا للاستعانة به قصد تخليصها ممن " سكنوها".

من مجموعة القصصية " تحولات " نقتبس " بعد صمت خيم على المكان، والمعطي لا يدري أهو في حلم أم يقظة، تابعت السيدة كلامها ولكن هذه المرة بنبرة حادة، وصرامة جادة. - والآن أريدك أن تصغي إلي جيدا، وأتمنى أن تكون قد وعيت المقصود من كلامي السابق، وعرفت من أكون، لتترك عنك نزقك غير المقبول، وتجنب نفسك دواهي...

وخرج المعطي من منزله غير ملتفت إلى الوراء، ودون أن يتركها تتم کلامها استعاد وهو في طريقه إلى سيارته شريط كل الأحداث منذ أول لقاء، ففكر في هجر بيته وعدم العودة إليه لكنه عدل عن فكرته لعدم جدواها لما وصل إلى سيارته أراد أن يتأكد بنفسه مما قالته له حول أبواب السيارة المفتوحة فتح الباب الأمامية فانفتحت ألقى نظرة على ما بداخلها فوقع بصره على حبل ملقى فوق المقعد الأمامي. ظل ينظر إليه طويلا وهو لا يدري ما يفعل وأخيرًا اتخذ القرار، ونفذه في الحال غير بعيد عن الدار."


ملصقات


اقرأ أيضاً
بلمسة مغربية..مهاجرون بإيطاليا يحكون قصصهم في مسرح اجتماعي وثائقي
يقدم عبد المجيد الفرجي، المعروف باسم مجيد في الأوساط الفنية الإيطالية، العرض المسرحي "بييترا ألتا"، الذي أخرجه وكتب نصه بنفس، وذلك يوم الأربعاء 12 يونيو 2023، على الساعة 18:00 بـ"بولو ديل 900 '، بساحة أنطونيشيلي،  تورينو، بإيطاليا. يشتغل عبد المجيد الفرجي، "في عرضه بيترا ألطا،(الصخرة العالية) كثيرا على ذاكرة المواطن الإيطالي والمهاجر أو الإيطاليون الجدد، بضمير المتكلم،  يجسدون حكاياتهم لأول مرة  في قالب مسرحي اجتماعي ووثائقي فرجوي إلى جانب مسرحيين محترفين، من خلال البوح بالكلمة والصوت النغمي، رفقة تعبيرات جسدية كوريوغرافية، ومادة بصرية وصوتيه أرشيفية وأخرى من وحي اللحظة أثناء العرض، عبر التوثيق بالكاميرا المباشرة لرسومات أطفال، يتم بثها مباشرة على شاشة كبيرة، لتغذي سينوغرافيا المسرحية. يروي عرض "بييترا ألتا" قصة مجموعة من الفتيان من ضواحي تورينو، وتحديداً من حي بييترا ألتا، الذين يرغبون في تقديم عرض مسرحي في مركز المدينة لإيصال أصواتهم. لكنهم يجهلون قواعد المسرح ولا يتوفر ن على  نص مكتوب ولا مخرج، سيجدون شبابا من الطلبة المهاجرين الجدد، وإيطاليين، يدرسون المسرح وفن التواصل، وسيساعدونهم في تأسيس مختبر للمسرح الإجتماعي لتحقيق حلمهم، سيعدون معا نصا مسرحيا استنادًا إلى كتاب وجدوه في مكتبة دار الحي/ دار الحي تحت عنوان: "من المغرب إلى إيطاليا... الدليل العلمي للعيش في إيطاليا"، وهو كتاب كان قد أصدره مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج بشراكة مع نقابة باطروناطو آكلي وقام بترجمته إلى العربية عبد المجيد الفرجي مخرج "بيترا ألطا". ويمثل هذا العرض ذروة عام من ورشات المسرح الاجتماعي التي شملت أشخاصًا من مختلف الأعمار، من 3 إلى 60 عامًا، ومن خلفيات متعددة: أطفال، مراهقين، طلاب أجانب، عمال ولاجئين. تهدف  هذه الورشات، التي أُقيمت في حي بييترا ألتا، إلى تعزيز الإندماج المتبادل بين الإيطاليين المهاجرين الجدد وخلق مواطنة نشطة من خلال الفن الاجتماعي وخاصة المسرح. عبد المجيد الفرجي مهاجر مغربي يشتغل في المجال الفني مخرجا مسرحيا ومشخصا، وبشكل خاص المسرح الغنائي،  كما يعمل في حقل الإعلام كاتبا صحفيا ومنتجا إذاعيا وتلفزيونيا ومخرجا للوثائقيات، وهو حاصل على إجازة في التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، وإجازة في علوم الإتصال بجامعة تورينو، وماجستير في السينما وفنون العرض، من خلال بحث في الإخراج الوثائقي والعرض الفني بضمير المتكلم، في كل من جامعتي تورينو ونيس صوفيا أنتيبوليس ضمن برنامج منح إيرازموس.  وصدر له  كتابان حول الفيلم الوثائقي: الحراك العرب بعيون غربية، سنة 2019 عن دار النشر الأكاديمية ببرلين، وآخر عبارة عن ترجمة حول دليل العيش في إيطاليا سنة 2022 عن باتروناطو آكلي ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج كما وقع العديد من الأفلام السينمائية الروائي القصيرة وفيديوهات فنية للعرض في المتاحف ووثائفيات كان آخرها وثائقي قصير بعنوان : الحديقة الزرقاء، والذي عرض قبل أسابيع بالمتحف الوطني للسينما بإيطاليا، في إطار فعاليات مهرجان كلوكال موفي، وسبق للمخرج الذي هاجر قبل حوالي عقد ونصف لأجل دراسة السينما والمسرح، أن حصل سنة 2014على جائزة أحسن فيلم وثائقي ضمن مهرجان لافوري إن كورتوا الذي تنظمه جمعية المتحف الوطني للسينما بإيطاليا.  
ثقافة-وفن

مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكون الصحافيين في النقد السينمائي
تنفتح مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على مجال تكوين الصحافيين في مجال النقد السينمائي، من خلال دورة تكوينية طيلة يومين يؤطرها نائب رئيس النقابة الفرنسية للنقد السينمائي ورئيس التحرير السابق لمجلة دفاتر السينما. وأوضح بلاغ لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن هذه الدورة التكوينية ستنظم يومي 16 و 17 يوليوز المقبل بمدينة الدار البيضاء لتلقين مبادئ النقد السينمائي وتجويده، لفائدة الصحفيين، سيؤطرها شارل تيسون نائب رئيس النقابة الفرنسية للنقد السينمائي ورئيس التحرير السابق لمجلة دفاتر السينما. وقال البلاغ إنه في سياق الأنشطة المختلفة التي تقوم بها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والهادفة لدعم تقوية النشاط المهني في قطاع السينما، تتيح هذه الورشة إمكانية اكتساب معارف ومهارات خاصة حول النقد السينمائي من خلال التحليل الفيلمي وممارسة النقد السينمائي، سواء ما يتعلق بإعداد اللقاءات الحوارية أو كتابة النصوص النقدية. والورشة موجهة لفائدة الصحفيين المختصين في مجال الثقافة والسينما العاملين بالمغرب، والذين يرغبون في تعلم مبادئ النقد السينمائي أو في صقل ممارستهم في هذا المجال واكتساب أدوات جديدة لتطوير مهاراتهم. وسيسهر على تأطير هذه الورشة شخصية معروفة لدى عشاق السينما، يتعلق الأمر بشارل تيسون، الذي تولى مسؤولية المندوب العام لقسم "أسبوع النقد" بمهرجان كان من 2012 إلى 2021، كما سبق له أن تقلد منصب رئيس تحرير مجلة دفاتر السينما من 1998 إلى 2003. وبالموازاة مع نشاطه كناقد سينمائي، عمل تيسون كذلك أستاذا لتاريخ السينما في جامعة السوربون ، كما صدرت له العديد من المؤلفات حول السينما: "ساتياجيت راي" (1992)، "لويس بونويل" (1995)، "المسرح والسينما" (2007)، "أكيرا كوروساوا" (2008)، وغيرها.
ثقافة-وفن

بدون قيمة مضافة..مهرجان حب الملوك بصفرو ينهي دورته المائة وسط تجدد الانتقادات
وسط أجواء من عدم الرضا عبرت عنه الكثير من الفعاليات المحلية، اختتم مهرجان صفرو أنشطة دورته المائة، مساء يوم أمس الأحد، في وقت يرتقب أن تستمر أنشطة المعارض الموازية إلى غاية يوم الأربعاء. موكب ملكة الجمال لهذه السنة، ومعها الوصيفة الأولى والثانية، سار في الشوارع الرئيسية للمدينة، وسط متابعة جماهيرية كبيرة، وعلى إيقاع عروض فنية متنوعة. ورغم هذه العروض، فإن الفعاليات المحلية، ومنها أعضاء في المجلس الجماعي، وفي الأغلبية المسيرة، عبرت عن خيبة أملها تجاه نسخة تؤرخ لمرور مائة سنة على هذا المهرجان الذي يعود إحداثه إلى سنة 1919. أسباب خيبة الأمل، بالنسبة لهؤلاء متعددة. فهناك ارتباك في التنظيم، وسوء تدبير لتوزيع الشارات، وتكريس لاستمرار ما سموه بالزبونية والمحاباة، وعدم النجاعة في توزيع السهرات الفنية التي حضرها نجوم في سماء الأغنية المغربية. وجرى تسلبم مشعل تنظيم هذه النسخة لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، بعدما أظهرت حصيلة عقود من التنظيم فشل المجلس الجماعي في إنجاح هذه التظاهرة التي لم تكرس إشعاعها رغم الشرعية التاريخية، ولم تتمكن من أن تقدم قيمة مضافة واضحة لفائدة تنمية المدينة. المهرجان مناسبة، بالنسبة للمنتقدين، لتعرية واقع تدني التجهيزات والبنيات. وكل سنة تتجدد نفس الانتقادات، لكن دون مشاريع ملموسة لتجاوزها. فهناك غياب مهول للمؤسسات الفندقية. واللافت أن المدينة لا تتوفر على مراحيض عمومية. وحتى الإنارة العمومية تعاني من ضعف كبير. وعوض أن يكرس المهرجان جاذبية سياحية للمدينة، فإن تدهور التجهيزات يؤدي إلى نتائج عكسية، يورد المنتقدون، مضيفين بأن الأدهى من ذلك أنه لا يقدم أي قيمة مضافة حتى للمتوجات بلقب ملكة الجمال ووصيفاتها.
ثقافة-وفن

صفرو .. استعراض موكب ملكة “حب الملوك” ووصيفاتها وسط حضور غفير
نُظم مساء السبت بصفرو حفل كبير تميز باستعراض موكب “ملكة حب الملوك ” ووصيفاتها وسط حضور غفير من ساكنة المدينة وزوارها. ويعد هذا الحفل، الذي جرى بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، ووالي جهة فاس – مكناس عامل عمالة فاس سعيد زنيبر وشخصيات أخرى، إحدى أقوى لحظات مهرجان حب الملوك الذي يطفئ هذه السنة شمعته المائة. وتضمن الموكب لوحات فنية رائعة جسدت الموروث الشعبي التقليدي لمدينة صفرو و محيطها، حيث توسطته العربة الخاصة بملكة حب الملوك ووصيفاتها التي دأب زوار المهرجان على انتظار مرورها على امتداد الدورات السابقة. وأفاد مهدي بنسعيد، في تصريح للصحافة بالمناسبة، بأن مهرجان حب الملوك المُنظم بشراكة مع المجالس المنتخبة يطفئ هذه السنة شمعته المائة وتم تصنيفه كتراث لامادي للإنسانية من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”. وأكد الوزير على الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمجال الثقافي الذي يرتبط بالمجال التنموي ومجال الشباب، مبرزا أن مهرجان حب الملوك يعتبر تظاهرة نموذجية بجهة فاس مكناس ومدينة صفرو على وجه الخصوص التي تضم أزيد من 23 جماعة جزء كبير منها قروي، وهو ما يعكس الاهتمام الذي يحظى به المجال الثقافي. وأضاف المسؤول الحكومي أن مدينة صفرو تحتل مكانة خاصة تاريخيا وتراثيا وتعتبر على امتداد تاريخها رمزا للتعايش، و”نحن الآن بحاجة لهذا التاريخ وهذا النموذج”، معربا عن امتنانه لساكنة صفرو لمساهمتها المتميزة في إنجاح هذا المهرجان. وتميز اليوم الأول من المهرجان، المنظم بشراكة مع المجلس الجماعي لصفرو، والذي يعد الأقدم من بين جميع مهرجانات المملكة، بافتتاح فضاء المعارض الذي يضم المعرض الجهوي للنشر والكتاب ومعرض إنتاج وتحويل فاكهة الكرز إضافة إلى معرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. ويعد مهرجان حب الملوك، الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الإنساني الثقافي غير المادي سنة 2012، فرصة للاحتفال بهذه الفاكهة المميزة، وما يحيط بها من معارف ومهارات وأشكال احتفالية، مع إعطاء دفعة للأنشطة الثقافية والسياحية والاقتصادية في المدينة. ويعكس مهرجان حب الملوك بصفرو الذي تأسس سنة 1920، إبان الحماية الفرنسية، قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها سكان المدينة التي تعايشت فيها الديانات السماوية الثلاث. وتجتمع بهذه المناسبة التي تنظم خلال شهر يونيو كل مكونات المدينة، حيث يتم الاحتفاء بموسم حب الملوك، وانتخاب ملكة حب الملوك ووصيفاتها. كما يشكل هذا الملتقى مناسبة سانحة لإنعاش الاقتصاد المرتبط بالتراث غير المادي لمدينة صفرو والإرث الثقافي العريق للجهة الذي يتميز بالتعدد والتنوع، لاسيما في ما يتعلق بالصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية.
ثقافة-وفن

“ريدوان” ينفي إنتاجه أغنية لفريق ريال مدريد
نفى الفنان والمنتج المغربي العالمي نادر خياط، الشهير بلقب “ريدوان”، ما تداولته العديد من المنابر الإعلامية المغربية، والتي تؤكد أن الفنان النجم المغربي يستعد لإنتاج أغنية جديدة خاصة بنادي ريال مدريد الإسباني. وأكد "ريدوان" أنه تفاجأ بتداول العديد من المنابر الإعلامية المغرب بخبر تكليفه من طرف رئيس النادي الملكي بإنتاج أغنية ثانية خاصة بالفريق. وقال النجم المغربي : "كل ما قمت به هو نشر صورتي مع رئيس النادي الملكي وصديقنا العزيز فلورنتينو بيريز، شاكرا إياه علي الفرصة التي منحني منذ عشر سنوات مضت لإنتاج النشيد الذي صار رمزا لحب هذا النادي العظيم". وكان "ريدوان" قد شارك صورة جمعته برئيس نادي ريال مدريد الإسباني، فلورنتينو بيريز، معبرا عن شكره البالغ له على إيمانه به وإعطائه فرصة ليكون جزءا من تاريخ ريال مدريد الذي يعتبره “فريق حياته”.    
ثقافة-وفن

تمديد فترة إيداع الترشيحات للاستفادة من دعم النشر والكتاب لسنة 2024
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة- في بلاغ لها، عن تمديد فترة إيداع الترشيحات للاستفادة من برنامج دعم النشر والكتاب لسنة 2024 إلى غاية يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024. وتجدر الإشارة إلى أن تقديم الترشيحات يتم حصريا عبر المنصة المخصصة لإيداع طلبات عروض المشاريع على الرابط الإلكتروني التالي: https://daam.minculture.gov.ma
ثقافة-وفن

مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو يحتفل بالذكرى المئوية
تستعد مدينة صفرو لتنظيم النسخة المائة من مهرجان حب الملوك. دورة سنة 2024 في الفترة ما بين 6 و9 يونيو الجاري، تعد أول نسخة يتم تنظيمها من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الجماعي لمدينة صفرو. الحدث الثقافي والاجتماعي السنوي لصفرو سبق له أن حظي منذ سنة 2012 باعتراف منظمة اليونيسكو، حيث صنف تراثا غير ماديا للإنسانية على القائمة التمثيلية للمنظمة. ويعد هذا الملتقى، الذي يحتفي بفاكهة الكرز وما ينسج حولها من معارف ومهارات وأشكال تعبيرية واحتفالية، مناسبة للوقوف على ما ظل المهرجان يجسده من قيم، منذ تأسيسه بمدينة صفرو سنة 1919، سمتها التسامح والتعايش بين مكونات المدينة الثقافية والدينية ونسج عرى المودة والعيش المشترك الآمن في مدينة عريقة، ذات إرث مديني ثري ومتنوع سواء في منتجاته المحلية أو صناعاته اليدوية. تقترح الدورة المئوية للمهرجان، فقرات فنية وثقافية متنوعة، تسعى إلى إبراز مختلف المهارات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية المحيطة بفاكهة حب الملوك وإقامة عدة معارض موضوعاتية وملتقيات فكرية وفنية، بالإضافة إلى التقليد الذي دأب عليه المهرجان منذ تأسيسه والمتمثل في انتخاب ملكة حب الملوك ووصيفاتها. كما تراهن الدورة المئوية لمهرجان حب الملوك، على المساهمة في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية لمدينة صفرو، وإثارة فضول واهتمام الزوار لاكتشاف المزيد من سحر مدينة صفرو بأسوارها ومآثرها وأحيائها العريقة وفن عيش أهلها، يقول بلاغ صادر عن إدارة المهرجان.
ثقافة-وفن

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 18 يونيو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة