تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية أول أمس الثلاثاء من إلقاء القبض بمدريد على شخص يشتبه تورطه في جرائم تمويل أنشطة إرهابية لتنظيم (داعش) الإرهابي.وقال بيان للشرطة الوطنية الإسبانية إن الشخص المعتقل في إطار هذه العملية التي تم تنفيذها بتعاون وتنسيق مع مكتب المعلومات العامة للشرطة بمدريد والوكالة الأوربية للشرطة (أوروبول) يشكل عنصرا أساسيا ومحوريا في “جهاز التحويلات المالية لتنظيم (داعش) الإرهابي المتمركز بأوربا” وكان مسؤولا عن استلام وإرسال وتحويل الأموال في العديد من البلدان الأوربية والعربية عبر نظام (الحوالة).وأوضح نفس المصدر أن الهدف من هذه التحويلات المالية والمساهمات المقدمة كان هو دعم وتعزيز القدرات العملياتية لتنظيم (داعش) الإرهابي والمساعدة على تسهيل إعادة تنظيم هياكله الضعيفة في سوريا وكذا دعم عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى الفضاء الأوربي.وأضاف أن المشتبه به ورغم حداثة سنة اكتسب خبرة كبيرة في تحويل الأموال وأصبح متمرسا في عمليات تسلم وتحويل الأموال إلى سوريا بعد تلقيها من العديد من المتعاطفين والمؤيدين لتنظيم (داعش) الإرهابي الذين يقدمون الدعم والمساعدة عبر مساهمات مالية لهذا التنظيم.وأشار إلى أن مكتب المعلومات التابع للشرطة الوطنية بمدريد نفذ منذ نهاية شهر ماي من العام الماضي عمليتين تم خلالهما اعتقال شخصين متهمين بكونهما يشكلان جزء من الجهاز المالي لتنظيم (داعش) مضيفا أن التحقيقات حول المشتبه به الذي اعتقل يوم الثلاثاء الماضي انطلقت بعد الحصول على معلومات خلال العمليتين السابقتين تؤكد وجود صلات وروابط واتصالات مشتركة بين المعتقلين السابقين وهذا الشخص حيث تأكد أنهم كانوا يعملون جميعا بجهاز تحويل الأموال للتنظيم الإرهابي وإرسال هذه المساهمات المالية إلى منطقة النزاع.ومكنت التحقيقات التي أنجزت في إطار هذه العملية من اكتشاف كيف كان الهيكل المالي الذي يستخدمه الشخص المعتقل يشتغل والذي يشكل جزء من شبكة دولية لتحويل الأموال ذات صلات وروابط بأوربا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تم اكتشاف هيكل منظم يتمركز بشكل رئيسي في سوريا ويضم مسؤولين ماليين ومقاتلين يشتغلون بشكل وثيق لتقديم الدعم المالي للإرهابيين الأجانب وكذا للأعضاء الفاعلين والعملياتيين في تنظيم (داعش) المستعدين للعودة إلى أوربا .وحسب بيان الشرطة الإسبانية فإن المشتبه به ربط اتصالات بجهاديين من مختلف الجنسيات عبر شبكات التواصل الاجتماعي يطلب التمويل عن طريق إرسال وتحويل الأموال إلى تنظيم (داعش) وأعضائه مشيرة إلى أنه بمجرد قيامه بهذه العملية يربط الاتصال بالمسؤول المالي في التنظيم بسوريا لإخباره بحجم التمويلات المتوقعة.وأضاف أن التحويلات المالية كانت تتم عبر العديد من القنوات الخاصة بنقل الأموال وبصفة خاصة عبر نظام (الحوالة) التقليدي الذي هو نظام لتحويل الأموال غير رسمي يسمح بإرسال الأموال إلى أي مكان في العالم خارج النظام المالي العادي ودون مراقبة من أية جهة.ولتنفيذ هذه العمليات يتم استخدام شبكة من الوسطاء الذين يتلقون عمولات على استعمال شركاتهم ومقاولاتهم كتغطية لتحويل الأموال إلى البلد المطلوب حيث يقوم وسيط في هذا البلد بتسلم المبالغ المالية ليقوم بدوره بتحويلها إلى وجهتها النهائية بعد أن يعرف نفسه بـ(رمز خاص) متعارف عليه بين المشاركين في تنفيذ مثل هذه العمليات.وأضاف أن المشتبه به كان كباقي المعتقلين السابقين في إطار نفس الشبكة يعمل على إخفاء أنشطته وتحركاته واتخذ لذلك العديد من الإجراءات والتدابير الأمنية الاحترازية من أجل تجنب مراقبة مصالح الأمن .