مراكش
تلميذ كفيف يجتاز امتحان البكالوريا دورة 2019 بمراكش
رنّ جرس المنبه على الساعة السادسة والنصف صباحا، التفتت وهيبة تكناوي صوبه مسارعة على غير حركتها المعتادة، فقد اوقفت الجرس واستجمعت قواها ومستلزمات التحرير والكتابة، وتراخيص الموافقة الادارية التي تسمح باصطحاب مرافق لولوج قاعة الامتحان الاشهادي، هو صباح غير عادي بالنسبة لها إذن ، فهو يوافق لأول ايام امتحانات البكالوريا، مؤهلها العلمي النظامي لا يتجاوز الجدع المشترك، لكنها سعيدة بانتقائها لمرافقة تلميذ يعاني من اعاقة بصرية حصل على تكييف لاجتياز هذا الاستحقاق المفصلي شعبة العلوم الاقتصادية بثانوية محمد السادس التقنية بمراكش.نكاية بالارغامات الممكنة التي كانت فوق رغبة التصريف السهل، وبكل معاني الفرح واظبت التلميذة وهيبة على تكثيف تمريناتها التواصلية منذ مدة سابقة على موعد اجراء امتحان البكالوريا مع التلميذ حمزة سيما في بعض المواد التخصصية التي تقتضي معرفة مسبقة ببعض تفاصيلها الصغيرة لتفكيك وتركيب مصطلحاتها، وهيبة كانت تدرك ان استيعاب الاستفهامات التقويمية والتمكن من سبر أغوارها بالنسبة لحمزة يقتضي من جانبها ايضا تمتين جسور الثقة معه المبنية على الحس التضامني الرفيع وروح المسؤولية وتحقيق ابعد مدى من التواصل.التلميذ كاتب حمزة الذي يعاني من إعاقة عضوية مزداد سنة 2001 التحق بمؤسسة الخالد للتعليم المدرسي الخصوصي منذ سنة 2007، اصيب بورم خبيث في الراس كان له تأثير مباشر على بصره الذي بدأ يفقده تدريجيا منذ أن كان في المستوى الخامس من التعليم الابتدائي، ليفقده كليا في المستوى السادس.حمزة تلميذ مفعم بالنشاط والحيوية، تغمره احاسيس البهجة والسرور والثقة بالنفس والتعالي عن كل عراقيل المعيش اليومي ومعوقات الجسد؛ الاعاقة العضوية شكلت له محفزا للمضي في طلب العلم و التسلح بالتحصيل الدراسي، إعاقة حولها ايضا الى طاقة ايجابية ملئها التفاؤل والاقبال على الحياة، هو مدرك انه ليس فقط صاحب حق بل صاحب احلام عريضة شانه شان غيره من التلاميذ، ملحاح ، طموح مؤمن بان الغد حتما سيكون افضل، حين تقترب من حمزة ليس لك خيار فأنت لا تملك سوى ان تحبه ولا تستطيع مقاومة الرغبة الجارفة في احتضانه. حمزة كان يؤمن دائما ان الاعاقة الحقيقية هي حين يتوقف الذهن عن خلق منافد للأمل ومن تحويل الحلم إلى حقيقة تعاش بأبسط الشروط الممكنة، وحلم حمزة الذي يود ان يحوله الى حقيقة هو ان يصير يوما صحافيا او اعلاميا ألمعيا.اجتياز حمزة كاتب للامتحان الاشهادي للبكالوريا تسجل لحظة هامة، "للإشارة فقط فقد حصل على معدل جيد في الامتحان الجهوي للسنة الاولى بكالوريا 14.13" ، أقول أن هذه اللحظة تقتضي من باب الرمزية والعرفان الاعتراف بالتضحيات الجسام لوالديه وبصفة خاصة والدته وايضا مؤسسة الخالد للتعليم المدرسي الخصوصي التي عملت على استحضار الشرط الانساني في التعامل مع هذا التلميذ في وضعية اعاقة من خلال اعفاءه من جميع رسوم التمدرس، تقتضي الاشادة ايضا بحب المحيط الاسرى والمدرسي الايجابي الذي غمره بالمساندة والعون والثقة في ذكاءه وكفاءته.ورغم تمطط فترة انتظار نتائج الامتحان البكالوريا بالنسبة للتلميذ حمزة وترقبها الممزوج بالقلق، يسود تفائل بقدرته على معانقة النجاح والحصول على شهادة البكالوريا التي ستمنح حمزة تأشيرة العبور لتحقيق حلمه في ولوج مجال الاعلام.بقلم : محمد تكناوي
رنّ جرس المنبه على الساعة السادسة والنصف صباحا، التفتت وهيبة تكناوي صوبه مسارعة على غير حركتها المعتادة، فقد اوقفت الجرس واستجمعت قواها ومستلزمات التحرير والكتابة، وتراخيص الموافقة الادارية التي تسمح باصطحاب مرافق لولوج قاعة الامتحان الاشهادي، هو صباح غير عادي بالنسبة لها إذن ، فهو يوافق لأول ايام امتحانات البكالوريا، مؤهلها العلمي النظامي لا يتجاوز الجدع المشترك، لكنها سعيدة بانتقائها لمرافقة تلميذ يعاني من اعاقة بصرية حصل على تكييف لاجتياز هذا الاستحقاق المفصلي شعبة العلوم الاقتصادية بثانوية محمد السادس التقنية بمراكش.نكاية بالارغامات الممكنة التي كانت فوق رغبة التصريف السهل، وبكل معاني الفرح واظبت التلميذة وهيبة على تكثيف تمريناتها التواصلية منذ مدة سابقة على موعد اجراء امتحان البكالوريا مع التلميذ حمزة سيما في بعض المواد التخصصية التي تقتضي معرفة مسبقة ببعض تفاصيلها الصغيرة لتفكيك وتركيب مصطلحاتها، وهيبة كانت تدرك ان استيعاب الاستفهامات التقويمية والتمكن من سبر أغوارها بالنسبة لحمزة يقتضي من جانبها ايضا تمتين جسور الثقة معه المبنية على الحس التضامني الرفيع وروح المسؤولية وتحقيق ابعد مدى من التواصل.التلميذ كاتب حمزة الذي يعاني من إعاقة عضوية مزداد سنة 2001 التحق بمؤسسة الخالد للتعليم المدرسي الخصوصي منذ سنة 2007، اصيب بورم خبيث في الراس كان له تأثير مباشر على بصره الذي بدأ يفقده تدريجيا منذ أن كان في المستوى الخامس من التعليم الابتدائي، ليفقده كليا في المستوى السادس.حمزة تلميذ مفعم بالنشاط والحيوية، تغمره احاسيس البهجة والسرور والثقة بالنفس والتعالي عن كل عراقيل المعيش اليومي ومعوقات الجسد؛ الاعاقة العضوية شكلت له محفزا للمضي في طلب العلم و التسلح بالتحصيل الدراسي، إعاقة حولها ايضا الى طاقة ايجابية ملئها التفاؤل والاقبال على الحياة، هو مدرك انه ليس فقط صاحب حق بل صاحب احلام عريضة شانه شان غيره من التلاميذ، ملحاح ، طموح مؤمن بان الغد حتما سيكون افضل، حين تقترب من حمزة ليس لك خيار فأنت لا تملك سوى ان تحبه ولا تستطيع مقاومة الرغبة الجارفة في احتضانه. حمزة كان يؤمن دائما ان الاعاقة الحقيقية هي حين يتوقف الذهن عن خلق منافد للأمل ومن تحويل الحلم إلى حقيقة تعاش بأبسط الشروط الممكنة، وحلم حمزة الذي يود ان يحوله الى حقيقة هو ان يصير يوما صحافيا او اعلاميا ألمعيا.اجتياز حمزة كاتب للامتحان الاشهادي للبكالوريا تسجل لحظة هامة، "للإشارة فقط فقد حصل على معدل جيد في الامتحان الجهوي للسنة الاولى بكالوريا 14.13" ، أقول أن هذه اللحظة تقتضي من باب الرمزية والعرفان الاعتراف بالتضحيات الجسام لوالديه وبصفة خاصة والدته وايضا مؤسسة الخالد للتعليم المدرسي الخصوصي التي عملت على استحضار الشرط الانساني في التعامل مع هذا التلميذ في وضعية اعاقة من خلال اعفاءه من جميع رسوم التمدرس، تقتضي الاشادة ايضا بحب المحيط الاسرى والمدرسي الايجابي الذي غمره بالمساندة والعون والثقة في ذكاءه وكفاءته.ورغم تمطط فترة انتظار نتائج الامتحان البكالوريا بالنسبة للتلميذ حمزة وترقبها الممزوج بالقلق، يسود تفائل بقدرته على معانقة النجاح والحصول على شهادة البكالوريا التي ستمنح حمزة تأشيرة العبور لتحقيق حلمه في ولوج مجال الاعلام.بقلم : محمد تكناوي
ملصقات
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش