الجمعة 29 مارس 2024, 10:07

صحة

الوردي: الإجهاض السري بالمغرب يساءلنا جميعا والقانون أضحى متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الراهنة


كشـ24 نشر في: 11 مارس 2015

الوردي: الإجهاض السري بالمغرب يساءلنا جميعا والقانون أضحى متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الراهنة
الوردي: الإجهاض السري بالمغرب يساءلنا جميعا والقانون أضحى متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الراهنة
 
قال وزير الصحة الحسن الوردي إن الإجهاض السري الغير مأمون و وضعية النساء اللواتي يتعرضن له تساءل الجميع، مشيرا إلى العواقب التي وصفها بالخطيرة والتي تنجم عنه من قبل اللجوء إلى الانتحار، أو جرائم الشرف، أو طرد الفتاة من البيت العائلي واسفحال ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم.

وأضاف الوردي في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني  الذي نظمته الوزارة يومه الأربعاء بالرباط حول موضوع : "الإجهاض : التأطير القانوني و متطلبات السلامة الصحية"، والتي توصلت "كشـ24" بنسخة منها، إن القانون المغربي المتعلق بالإجهاض أصبح اليوم متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الحالية الخاصة بالحفاظ على صحة الأم و تمتيعها بجميع حقوقها الإنجابية.


نص كلمة الوزير: 

 المملكة المغربية
وزارة الصحة
اللقاء الوطني حول الإجهاض تحت شعار
" الإجهاض : التأطير القانوني و متطلبات السلامة الصحية "


مداخلة السيد وزير الصحة

بسم الله الرحمان الرحيم
حضرات السيدات والسادة
في البداية أود أن أعبر لكم عن مدى افتخاري وسعادتي بالمشاركة معكم في هذا اللقاء الوطني حول الإجهاض و الذي ينظم تحت شعار " الإجهاض : التأطير القانوني و متطلبات السلامة الصحية "، و الذي يندرج في إطار المقاربة التشاركية التي ما فتأت تنهجها وزارة الصحة عبر خلق فضاء للتشاور حول هذه الإشكالية بين مختلف المتدخلين من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية  وعلماء ومنظمات المجتمع المدني و الحقوقي ومنظمات دولية. 

و يهدف هذا اللقاء إلى مناقشة إشكالية الإجهاض بالمغرب و التي تعتبر مشكلة صحية عمومية و من أولويات وزارة الصحة لما لها من عواقب وخيمة على مرضات و وفيات الأمهات؛ و قد تطرقت شخصيا إلى هذه الإشكالية منذ أن كنت منسقا لقطاع الصحة بحزب التقدم و الاشتراكية و كذلك في أول اللقاءات التلفزية التي عقدتها سنة 2012 كمسؤول عن قطاع الصحة.

و إذ أغتنم هذه الفرصة لأشكركم جميعا على استجابتكم لدعوة وزارة الصحة و مشاركتكم في هذا اللقاء الذي ستغنونه لا محالة بآرائكم و مقترحاتكم.
حضرات السيدات والسادة
لقد عرفت المملكة المغربية تفعيل مجموعة من الإصلاحات تهم مختلف الجوانب السياسية و التنموية، من بينها اعتماد دستور جديد للمملكة في يوليوز 2011 و الذي أكد على مجموعة من الحقوق من بينها الحق في الحياة باعتباره أول الحقوق لكل إنسان و الذي يحميه القانون(المادة 20)، وكذلك ضرورة تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في العلاج و العناية الصحية و الحماية الاجتماعية(المادة 31)، و كذا وضع و تفعيل سياسات موجهة إلى الأشخاص و الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، و السهر على معالجة الأوضاع الهشة لفئات من النساء و الأمهات و الأطفال و الوقاية منها(المادة 34). ويبقى تمتيع جميع الفئات من المجتمع بهذه الحقوق رهينا بوضع و تفعيل سياسات عمومية ناجعة في مجموعة من المجالات بما فيها الصحية. 
حضرات السيدات والسادة
إن الإجهاض السري الغير مأمون و وضعية النساء اللواتي يتعرضن له تساءلنا جميعا حول إشكالية الحمل غير المرغوب فيه أو الغير مبرمج و الذي يشكل فاجعة بالنسبة للمرأة الغير مستعدة لتحمل تبعاته، خاصة في حالة الاغتصاب أو زنى المحارم أو الأم العازبة، مما قد يؤدي إلى سلوكيات تترتب عنها مضاعفات خطيرة و مميتة أحيانا تساهم في الرفع من نسبة وفيات الأمهات مع ما يترتب عن ذلك من آثار اجتماعية و اقتصادية سلبية. 

و تجدر الإشارة إلى أن الإجهاض السري الغير مأمون يتم غالبا في ظروف غير صحية و التي لا تحترم أبسط قواعد السلامة. هكذا، فمجموعة من الفتيات و النساء خوفا من تبعات القانون الجنائي الحالي المتعلق بالإجهاض، و الذي يعاقب سواء مرتكبه أو الوسيط أو المستفيدة منه بعقوبات حبسية تتراوح ما بين سنة و خمس سنوات، يلجأن إلى وسائل بدائية باستعمال أدوات حادة غير معقمة أو أعشاب سامة أو أدوية خطيرة، الشيء الذي ينتج عنه مضاعفات صحية من تعفن أو نزيف حاد أو قصور في جهاز التنفس  و كذلك على مستوى الكبد، مما قد يؤدي إلى الوفاة في ظروف جد مؤلمة. 

كما أن للحمل غير المرغوب فيه أو الإجهاض السري الغير مأمون عواقب اجتماعية جد خطيرة تتجلى في إمكانية اللجوء إلى الانتحار (suicide)  أو جرائم الشرف   (crimes d’honneur)أو طرد الفتاة من البيت العائلي مع جميع العواقب المترتبة عن تواجدها في الشارع بدون مأوى (expulsion du foyer familiale)  أو استكمال الحمل مع التخلص من الرضيع  (abandon du nouveau-né) بتركه بمستشفى الولادة أو التخلص منه بمختلف الطرق الغير قانونية.   

حضرات السيدات والسادة
إن حولي 65 % من الدول المتقدمة رفعت جميع الحواجز على الإجهاض و الاختلاف  الوحيد بينهم اليوم هي المرحلة من الحمل التي يمكن الإجهاض فيها، و كذلك هو الشأن بالنسبة لبعض الدول الإسلامية كتونس و تركيا و كازاخيستان و أزربيدجان. 

كما أن مجموعة من الدول الإسلامية الأخرى اشتغلت على مسألة الإجهاض و رفعت الحواجز بالنسبة لبعض الحالات الخاصة مثل إيران في حالة الاغتصاب أو زنى المحارم أو التشوهات الخلقية للجنين. و تجدر الإشارة أنه في الوضعية الراهنة، وحدها بعض دول أمريكا اللاتينية و الدول الإفريقية باستثناء جنوب إفريقيا لديهم تشريعات جد مقيدة لعملية الإجهاض و هي الدول التي تعاني اليوم أكثر من ارتفاع نسبة وفيات الأمهات.
 
أما على المستوى الوطني، فالقانون الجنائي يتعرض لمسألة الإجهاض في الفصول ما بين 449 و 458 و لا يسمح بالإجهاض الطبي إلا إذا استوجبته ضرورة المحافظة على حياة أو صحة الأم في الفصل 453 و الذي يبقى صعب التأويل باعتبار المنظمة العالمية للصحة تعرف الصحة بحالة رفاه كامل بدني و عقلي و اجتماعي. و يمكنني القول أن هذا القانون أصبح اليوم متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الحالية الخاصة بالحفاظ على صحة الأم بالمغرب و تمتيعها بجميع حقوقها الإنجابية حيث بين التقرير الثاني للجنة الخبراء الوطنية الخاص بالتدقيق السري لوفيات الأمهات لسنة 2010، أن مضاعفات الإجهاض تتسبب في حوالي 4,2 % من مجموع وفيات الأمهات و 5,5 % من وفيات الأمهات الناتجة عن التعقيدات المباشرة للولادة.

حضرات السيدات والسادة
لقد انخرطت المملكة المغربية في جميع المبادرات الدولية التي تهدف إلى تحسين صحة السكان بصفة عامة والصحة الإنجابية على وجه الخصوص و من بينها برنامج عمل  المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد سنة 1994، و الذي شكل أول اتفاق دولي عبر بطريقة مباشرة على العلاقة بين الحق في الصحة الإنجابية وحقوق الإنسان، كما أكد على ضرورة الاهتمام بالجانب البدني والعقلي والاجتماعي للصحة الإنجابية وعلى الأهمية القصوى لاستهداف جميع مراحل دورة الحياة و حق الجميع رجالا و نساءا في اتخاذ القرار في مجال الصحة الإنجابية.
و فيما يتعلق بموضوع لقاء اليوم، أكد برنامج العمل للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الدعوة إلى الإجهاض كوسيلة من وسائل تنظيم الأسرة، كما أكد على ضرورة تعزيز الالتزام بالحفاظ على صحة المرأة و معالجة الآثار الصحية للإجهاض غير المأمون مع تقليل اللجوء إلى الإجهاض من خلال توسيع خدمات تنظيم الأسرة و تحسينها. و أن أية تدابير أو تغييرات تتصل بالإجهاض في إطار نظام الرعاية الصحية لا يمكن أن تقرر إلا على المستوى الوطني و وفقا للتشريع الوطني.
كما أن الدورة 57 للجمعية العالمية للصحة المنعقدة في شهر ماي 2004 تبنت أول استراتيجية للمنظمة العالمية للصحة الخاصة بالصحة الإنجابية والتي تهدف إلى خمس أولويات في مجال الصحة الإنجابية والجنسية و من بينها القضاء على ظاهرة الإجهاض غير المأمون.
حضرات السيدات والسادة
لمعالجة إشكالية الحمل غير المرغوب فيه و تفادي الإجهاض السري، تعمل وزارة الصحة على تنفيد مجموعة من التدابير و التي تبقى أساسا وقائية "أي قبل حدوث الحمل"، كما تعمل على تحسين جودة التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض.  و نسرد من بين  هذه التدابير :
- الاستجابة إلى حاجيات الأزواج في مجال تنظيم الأسرة بتوفير وسائل منع الحمل بصفة مجانية لفائدة النساء المتزوجات عبر كل التراب الوطني حيث بلغت نسبة استعمال وسائل تنظيم الأسرة 67,4 %؛ 
- تقديم المشورة و التربية الصحية في مجال تنظيم الأسرة لفائدة النساء المتزوجات؛ 
- إدماج أنشطة في الإعلام  و التثقيف الصحي في  مجال الصحة الإنجابية لفائدة اليافعين و الشباب و التي يتم وضعها بشراكة مع القطاعات الحكومية المؤطرة لهذه الفئة من السكان؛
- مراجعة التوجهات السريرية الخاصة بالبرنامج الوطني لمراقبة الحمل و الولادة طبقا لتوجيهات المنظمة العالمية للصحة و صندوق الأمم المتحدة للسكان و التي تتطرق إلى جميع المضاعفات التي يمكن أن تنتج خلال فترة الحمل و الولادة و ما بعد الولادة بما فيها التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض كالنزيف أو التعفنات أو إصابات الرحم. 
و لكن تبقى فعالية هذه الإجراءات رغم أهميتها غير كافية و متجزئة و تهم بالأساس النساء المتزوجات. و لمعالجة هذه الإشكالية تنكب وزارة الصحة حاليا على وضع خطة عمل تعتمد على نظرة شمولية و ترتكز على 3 محاور متكاملة للتدخل:
- المحور الأول يهتم بتطوير سبل الوقاية من الحمل غير المرغوب فيه بتطوير برامج للتربية الجنسية و الإنجابية و هو دور منوط أساسا بالمدرسة و الآباء و منظمات المجتمع المدني إضافة إلى وزارة الصحة، و كذلك تيسير الولوج للمعلومات الصحية الشاملة لفائدة جميع مكونات المجتمع و لخدمات تنظيم الأسرة ذات جودة و توفير حبوب منع الحمل في الحالات الطارئة بخلايا التكفل بالنساء ضحايا العنف؛
- المحور الثاني يهدف إلى تيسير ولوج النساء ضحايا الإجهاض السري لخدمات الصحة الإنجابية دون أي خوف من المتابعة مع تحسين جودة التكفل بالمضاعفات الناتجة عنه؛
- أما المحور الثالث فيهم مناقشة الإطار القانوني و التنظيمي الخاص بالإجهاض الطبي في المغرب في أفق مراجعته للاستجابة للحاجيات و التحديات المطروحة علينا حاليا و ذلك مع الاحترام الكامل للقيم الدينية والأخلاقية والخلفيات الثقافية للبلاد و وفقاَ لحقوق الانسان المتعارف عليها دولياً. و هذا المحور تشتغل عليه حاليا وزارة العدل و الحريات و التي عقدت في هذ الإطار مجموعة من اللقاءات.
و تجدر الإشارة إلى أن نجاح هذه الخطة الخاصة بمعالجة إشكالية الإجهاض رهين بإشراك جميع المعنيين خلال مراحل بلورتها و تظافر جهود الكل خلال تنفيذها، و لهذا ارتأت وزارة الصحة تنظيم هذا اللقاء الوطني لإغناء النقاش كمرحلة أولية سيتلوها خلق لجنة وطنية لصياغتها النهائية.  

حضرات السيدات والسادة
في الختام أود أن أؤكد لكم أن رفع الحواجز على الإجهاض للحفاظ على الصحة البدنية و النفسية للأم و في حالات الاغتصاب و زنى المحارم و التشوهات الخلقية للجنين، ستكون له آثار إيجابية على البلاد من حيث :
- خفض نسبة مرضات و وفيات الأمهات الناجمة على الإجهاض السري غير المأمون؛
-  تمكين الأطباء من العمل في إطار قانوني و في ظروف تحترم السلامة الصحية؛
- العمل في شفافية مما سيعطي المغرب مصداقية أكثر أمام دول العالم فيما يخص الحقوق و الصحة الإنجابية؛
-  و أخيرا خفض الكلفة المادية سواء بالنسبة للنساء باعتبار العملية سرية أو بالنسبة للدولة فيما يخص تكلفة التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض السري.
و أود كذلك أن أعبر لكم عن قناعتي الشخصية بأن معالجة إشكالية الإجهاض لا يمكن أن تكون قانونية صرفة، لأن الدول التي اكتفت بالمقاربة القانونية وحدها فشلت، بل في إطار مقاربة شمولية ترتكز على ما هو وقائي للحد من نسب الحمل غير المرغوب فيه و التقليص من اللجوء إلى الإجهاض كهدف أساسي، إضافة إلى تيسير ولوج النساء إلى التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض السري و وضع الإطار القانوني المناسب.

حضرات السيدات والسادة
أشكركم جميعا على استجابتكم لدعوة وزارة الصحة و مشاركتكم في هذا اللقاء، و أؤكد لكم مسبقا على أن كل مداخلاتكم و مساهماتكم و انتقاداتكم سوف تؤخذ بعين الاعتبار خلال بلورة خطة العمل الوطنية الخاصة بالإجهاض. كما أهيب بجميع الخبراء و ممثلي منظمات المجتمع المدني الذين لديهم اقتراحات ملموسة في الموضوع أن يرسلوها كتابيا إلى وزارة الصحة.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير بلدنا الأمين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة
الملك محمد السادس نصره الله و أيده
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته


 

الوردي: الإجهاض السري بالمغرب يساءلنا جميعا والقانون أضحى متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الراهنة
الوردي: الإجهاض السري بالمغرب يساءلنا جميعا والقانون أضحى متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الراهنة
 
قال وزير الصحة الحسن الوردي إن الإجهاض السري الغير مأمون و وضعية النساء اللواتي يتعرضن له تساءل الجميع، مشيرا إلى العواقب التي وصفها بالخطيرة والتي تنجم عنه من قبل اللجوء إلى الانتحار، أو جرائم الشرف، أو طرد الفتاة من البيت العائلي واسفحال ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم.

وأضاف الوردي في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني  الذي نظمته الوزارة يومه الأربعاء بالرباط حول موضوع : "الإجهاض : التأطير القانوني و متطلبات السلامة الصحية"، والتي توصلت "كشـ24" بنسخة منها، إن القانون المغربي المتعلق بالإجهاض أصبح اليوم متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الحالية الخاصة بالحفاظ على صحة الأم و تمتيعها بجميع حقوقها الإنجابية.


نص كلمة الوزير: 

 المملكة المغربية
وزارة الصحة
اللقاء الوطني حول الإجهاض تحت شعار
" الإجهاض : التأطير القانوني و متطلبات السلامة الصحية "


مداخلة السيد وزير الصحة

بسم الله الرحمان الرحيم
حضرات السيدات والسادة
في البداية أود أن أعبر لكم عن مدى افتخاري وسعادتي بالمشاركة معكم في هذا اللقاء الوطني حول الإجهاض و الذي ينظم تحت شعار " الإجهاض : التأطير القانوني و متطلبات السلامة الصحية "، و الذي يندرج في إطار المقاربة التشاركية التي ما فتأت تنهجها وزارة الصحة عبر خلق فضاء للتشاور حول هذه الإشكالية بين مختلف المتدخلين من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية  وعلماء ومنظمات المجتمع المدني و الحقوقي ومنظمات دولية. 

و يهدف هذا اللقاء إلى مناقشة إشكالية الإجهاض بالمغرب و التي تعتبر مشكلة صحية عمومية و من أولويات وزارة الصحة لما لها من عواقب وخيمة على مرضات و وفيات الأمهات؛ و قد تطرقت شخصيا إلى هذه الإشكالية منذ أن كنت منسقا لقطاع الصحة بحزب التقدم و الاشتراكية و كذلك في أول اللقاءات التلفزية التي عقدتها سنة 2012 كمسؤول عن قطاع الصحة.

و إذ أغتنم هذه الفرصة لأشكركم جميعا على استجابتكم لدعوة وزارة الصحة و مشاركتكم في هذا اللقاء الذي ستغنونه لا محالة بآرائكم و مقترحاتكم.
حضرات السيدات والسادة
لقد عرفت المملكة المغربية تفعيل مجموعة من الإصلاحات تهم مختلف الجوانب السياسية و التنموية، من بينها اعتماد دستور جديد للمملكة في يوليوز 2011 و الذي أكد على مجموعة من الحقوق من بينها الحق في الحياة باعتباره أول الحقوق لكل إنسان و الذي يحميه القانون(المادة 20)، وكذلك ضرورة تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في العلاج و العناية الصحية و الحماية الاجتماعية(المادة 31)، و كذا وضع و تفعيل سياسات موجهة إلى الأشخاص و الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، و السهر على معالجة الأوضاع الهشة لفئات من النساء و الأمهات و الأطفال و الوقاية منها(المادة 34). ويبقى تمتيع جميع الفئات من المجتمع بهذه الحقوق رهينا بوضع و تفعيل سياسات عمومية ناجعة في مجموعة من المجالات بما فيها الصحية. 
حضرات السيدات والسادة
إن الإجهاض السري الغير مأمون و وضعية النساء اللواتي يتعرضن له تساءلنا جميعا حول إشكالية الحمل غير المرغوب فيه أو الغير مبرمج و الذي يشكل فاجعة بالنسبة للمرأة الغير مستعدة لتحمل تبعاته، خاصة في حالة الاغتصاب أو زنى المحارم أو الأم العازبة، مما قد يؤدي إلى سلوكيات تترتب عنها مضاعفات خطيرة و مميتة أحيانا تساهم في الرفع من نسبة وفيات الأمهات مع ما يترتب عن ذلك من آثار اجتماعية و اقتصادية سلبية. 

و تجدر الإشارة إلى أن الإجهاض السري الغير مأمون يتم غالبا في ظروف غير صحية و التي لا تحترم أبسط قواعد السلامة. هكذا، فمجموعة من الفتيات و النساء خوفا من تبعات القانون الجنائي الحالي المتعلق بالإجهاض، و الذي يعاقب سواء مرتكبه أو الوسيط أو المستفيدة منه بعقوبات حبسية تتراوح ما بين سنة و خمس سنوات، يلجأن إلى وسائل بدائية باستعمال أدوات حادة غير معقمة أو أعشاب سامة أو أدوية خطيرة، الشيء الذي ينتج عنه مضاعفات صحية من تعفن أو نزيف حاد أو قصور في جهاز التنفس  و كذلك على مستوى الكبد، مما قد يؤدي إلى الوفاة في ظروف جد مؤلمة. 

كما أن للحمل غير المرغوب فيه أو الإجهاض السري الغير مأمون عواقب اجتماعية جد خطيرة تتجلى في إمكانية اللجوء إلى الانتحار (suicide)  أو جرائم الشرف   (crimes d’honneur)أو طرد الفتاة من البيت العائلي مع جميع العواقب المترتبة عن تواجدها في الشارع بدون مأوى (expulsion du foyer familiale)  أو استكمال الحمل مع التخلص من الرضيع  (abandon du nouveau-né) بتركه بمستشفى الولادة أو التخلص منه بمختلف الطرق الغير قانونية.   

حضرات السيدات والسادة
إن حولي 65 % من الدول المتقدمة رفعت جميع الحواجز على الإجهاض و الاختلاف  الوحيد بينهم اليوم هي المرحلة من الحمل التي يمكن الإجهاض فيها، و كذلك هو الشأن بالنسبة لبعض الدول الإسلامية كتونس و تركيا و كازاخيستان و أزربيدجان. 

كما أن مجموعة من الدول الإسلامية الأخرى اشتغلت على مسألة الإجهاض و رفعت الحواجز بالنسبة لبعض الحالات الخاصة مثل إيران في حالة الاغتصاب أو زنى المحارم أو التشوهات الخلقية للجنين. و تجدر الإشارة أنه في الوضعية الراهنة، وحدها بعض دول أمريكا اللاتينية و الدول الإفريقية باستثناء جنوب إفريقيا لديهم تشريعات جد مقيدة لعملية الإجهاض و هي الدول التي تعاني اليوم أكثر من ارتفاع نسبة وفيات الأمهات.
 
أما على المستوى الوطني، فالقانون الجنائي يتعرض لمسألة الإجهاض في الفصول ما بين 449 و 458 و لا يسمح بالإجهاض الطبي إلا إذا استوجبته ضرورة المحافظة على حياة أو صحة الأم في الفصل 453 و الذي يبقى صعب التأويل باعتبار المنظمة العالمية للصحة تعرف الصحة بحالة رفاه كامل بدني و عقلي و اجتماعي. و يمكنني القول أن هذا القانون أصبح اليوم متجاوزا و لا يستجيب للتحديات الحالية الخاصة بالحفاظ على صحة الأم بالمغرب و تمتيعها بجميع حقوقها الإنجابية حيث بين التقرير الثاني للجنة الخبراء الوطنية الخاص بالتدقيق السري لوفيات الأمهات لسنة 2010، أن مضاعفات الإجهاض تتسبب في حوالي 4,2 % من مجموع وفيات الأمهات و 5,5 % من وفيات الأمهات الناتجة عن التعقيدات المباشرة للولادة.

حضرات السيدات والسادة
لقد انخرطت المملكة المغربية في جميع المبادرات الدولية التي تهدف إلى تحسين صحة السكان بصفة عامة والصحة الإنجابية على وجه الخصوص و من بينها برنامج عمل  المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد سنة 1994، و الذي شكل أول اتفاق دولي عبر بطريقة مباشرة على العلاقة بين الحق في الصحة الإنجابية وحقوق الإنسان، كما أكد على ضرورة الاهتمام بالجانب البدني والعقلي والاجتماعي للصحة الإنجابية وعلى الأهمية القصوى لاستهداف جميع مراحل دورة الحياة و حق الجميع رجالا و نساءا في اتخاذ القرار في مجال الصحة الإنجابية.
و فيما يتعلق بموضوع لقاء اليوم، أكد برنامج العمل للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الدعوة إلى الإجهاض كوسيلة من وسائل تنظيم الأسرة، كما أكد على ضرورة تعزيز الالتزام بالحفاظ على صحة المرأة و معالجة الآثار الصحية للإجهاض غير المأمون مع تقليل اللجوء إلى الإجهاض من خلال توسيع خدمات تنظيم الأسرة و تحسينها. و أن أية تدابير أو تغييرات تتصل بالإجهاض في إطار نظام الرعاية الصحية لا يمكن أن تقرر إلا على المستوى الوطني و وفقا للتشريع الوطني.
كما أن الدورة 57 للجمعية العالمية للصحة المنعقدة في شهر ماي 2004 تبنت أول استراتيجية للمنظمة العالمية للصحة الخاصة بالصحة الإنجابية والتي تهدف إلى خمس أولويات في مجال الصحة الإنجابية والجنسية و من بينها القضاء على ظاهرة الإجهاض غير المأمون.
حضرات السيدات والسادة
لمعالجة إشكالية الحمل غير المرغوب فيه و تفادي الإجهاض السري، تعمل وزارة الصحة على تنفيد مجموعة من التدابير و التي تبقى أساسا وقائية "أي قبل حدوث الحمل"، كما تعمل على تحسين جودة التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض.  و نسرد من بين  هذه التدابير :
- الاستجابة إلى حاجيات الأزواج في مجال تنظيم الأسرة بتوفير وسائل منع الحمل بصفة مجانية لفائدة النساء المتزوجات عبر كل التراب الوطني حيث بلغت نسبة استعمال وسائل تنظيم الأسرة 67,4 %؛ 
- تقديم المشورة و التربية الصحية في مجال تنظيم الأسرة لفائدة النساء المتزوجات؛ 
- إدماج أنشطة في الإعلام  و التثقيف الصحي في  مجال الصحة الإنجابية لفائدة اليافعين و الشباب و التي يتم وضعها بشراكة مع القطاعات الحكومية المؤطرة لهذه الفئة من السكان؛
- مراجعة التوجهات السريرية الخاصة بالبرنامج الوطني لمراقبة الحمل و الولادة طبقا لتوجيهات المنظمة العالمية للصحة و صندوق الأمم المتحدة للسكان و التي تتطرق إلى جميع المضاعفات التي يمكن أن تنتج خلال فترة الحمل و الولادة و ما بعد الولادة بما فيها التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض كالنزيف أو التعفنات أو إصابات الرحم. 
و لكن تبقى فعالية هذه الإجراءات رغم أهميتها غير كافية و متجزئة و تهم بالأساس النساء المتزوجات. و لمعالجة هذه الإشكالية تنكب وزارة الصحة حاليا على وضع خطة عمل تعتمد على نظرة شمولية و ترتكز على 3 محاور متكاملة للتدخل:
- المحور الأول يهتم بتطوير سبل الوقاية من الحمل غير المرغوب فيه بتطوير برامج للتربية الجنسية و الإنجابية و هو دور منوط أساسا بالمدرسة و الآباء و منظمات المجتمع المدني إضافة إلى وزارة الصحة، و كذلك تيسير الولوج للمعلومات الصحية الشاملة لفائدة جميع مكونات المجتمع و لخدمات تنظيم الأسرة ذات جودة و توفير حبوب منع الحمل في الحالات الطارئة بخلايا التكفل بالنساء ضحايا العنف؛
- المحور الثاني يهدف إلى تيسير ولوج النساء ضحايا الإجهاض السري لخدمات الصحة الإنجابية دون أي خوف من المتابعة مع تحسين جودة التكفل بالمضاعفات الناتجة عنه؛
- أما المحور الثالث فيهم مناقشة الإطار القانوني و التنظيمي الخاص بالإجهاض الطبي في المغرب في أفق مراجعته للاستجابة للحاجيات و التحديات المطروحة علينا حاليا و ذلك مع الاحترام الكامل للقيم الدينية والأخلاقية والخلفيات الثقافية للبلاد و وفقاَ لحقوق الانسان المتعارف عليها دولياً. و هذا المحور تشتغل عليه حاليا وزارة العدل و الحريات و التي عقدت في هذ الإطار مجموعة من اللقاءات.
و تجدر الإشارة إلى أن نجاح هذه الخطة الخاصة بمعالجة إشكالية الإجهاض رهين بإشراك جميع المعنيين خلال مراحل بلورتها و تظافر جهود الكل خلال تنفيذها، و لهذا ارتأت وزارة الصحة تنظيم هذا اللقاء الوطني لإغناء النقاش كمرحلة أولية سيتلوها خلق لجنة وطنية لصياغتها النهائية.  

حضرات السيدات والسادة
في الختام أود أن أؤكد لكم أن رفع الحواجز على الإجهاض للحفاظ على الصحة البدنية و النفسية للأم و في حالات الاغتصاب و زنى المحارم و التشوهات الخلقية للجنين، ستكون له آثار إيجابية على البلاد من حيث :
- خفض نسبة مرضات و وفيات الأمهات الناجمة على الإجهاض السري غير المأمون؛
-  تمكين الأطباء من العمل في إطار قانوني و في ظروف تحترم السلامة الصحية؛
- العمل في شفافية مما سيعطي المغرب مصداقية أكثر أمام دول العالم فيما يخص الحقوق و الصحة الإنجابية؛
-  و أخيرا خفض الكلفة المادية سواء بالنسبة للنساء باعتبار العملية سرية أو بالنسبة للدولة فيما يخص تكلفة التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض السري.
و أود كذلك أن أعبر لكم عن قناعتي الشخصية بأن معالجة إشكالية الإجهاض لا يمكن أن تكون قانونية صرفة، لأن الدول التي اكتفت بالمقاربة القانونية وحدها فشلت، بل في إطار مقاربة شمولية ترتكز على ما هو وقائي للحد من نسب الحمل غير المرغوب فيه و التقليص من اللجوء إلى الإجهاض كهدف أساسي، إضافة إلى تيسير ولوج النساء إلى التكفل بالمضاعفات الناتجة عن الإجهاض السري و وضع الإطار القانوني المناسب.

حضرات السيدات والسادة
أشكركم جميعا على استجابتكم لدعوة وزارة الصحة و مشاركتكم في هذا اللقاء، و أؤكد لكم مسبقا على أن كل مداخلاتكم و مساهماتكم و انتقاداتكم سوف تؤخذ بعين الاعتبار خلال بلورة خطة العمل الوطنية الخاصة بالإجهاض. كما أهيب بجميع الخبراء و ممثلي منظمات المجتمع المدني الذين لديهم اقتراحات ملموسة في الموضوع أن يرسلوها كتابيا إلى وزارة الصحة.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير بلدنا الأمين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة
الملك محمد السادس نصره الله و أيده
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته


 


ملصقات


اقرأ أيضاً
هل تخفض صلاة التراويح ضغط الدم؟
إذا كنت تعاني مرض ارتفاع ضغط الدم، ونويت الصيام في شهر رمضان، فلا داعي لأن تقلق، لأن الصيام لا يؤثر سلبا على توازن ضغط الدم. كيف يصوم مريض الضغط في رمضان؟ يجب على مريض ارتفاع ضغط الدم القيام بما يلي: استشارة الطبيب المعالج لتحديد الحالة والقدرة على الصيام وإجراء تعديلات على جرعات الدواء ومواعيده لتلائم أوقات السحور والإفطار. يمكن الاعتماد على أدوية الضغط ذات المفعول الطويل المدى، إذ تستخدم مرة واحدة أو مرتين على أقصى حد خلال اليوم، ويمكن تناولها مساء ولا تتعارض مع أوقات الصيام، وذلك وفقا للسيدة دعاء أبو الشيخ، المثقِّفة الصحية في وزارة الصحة العامة القطرية. قياس الضغط بشكل دوري خلال اليوم. بماذا يفطر مريض الضغط المرتفع؟ يُنصح مريض ارتفاع ضغط الدم بالتالي: الإكثار من تناول السوائل والعصائر الطبيعية غير المحلاة عند الإفطار، وذلك لتجنب الشعور بالعطش والجفاف وما قد يتبعه من مضاعفات. جعل الخضروات والفواكه جزءا أساسيا من الوجبات الرمضانية، فهي مصدر أساسي للبوتاسيوم الذي يسهم في التحكم بضغط الدم المرتفع. تناول السمك المشوي مرتين -على الأقل- أسبوعيا، إذ تحتوي الأسماك على الأحماض الدهنية الخاصة "أوميغا 3" (Omega 3)، التي تساعد في تنظيم ضغط الدم، إضافة إلى تأثيرها الوقائي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية السلمون والسردين. عدم المبالغة في تناول اللحوم والدواجن. تناول منتجات الحليب قليلة الدسم لأن الكالسيوم يلعب دورا مهما في تنظيم ضغط الدم، إضافة إلى أهميته في تعزيز صحة العظام. أغذية يُنصح مريض ضغط الدم بتقليلها أو تجنبها الأطعمة والسوائل التي تحوي نسبة عالية من الدسم. المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، مثل القهوة والمشروبات الغازية. الأطعمة الغنية بالصوديوم مثل المكسرات المملحة والمخللات، لأنها قد تؤدي لارتفاع الضغط. الأجبان واللحوم المعالجة كالنقانق والمرتديلا، لاحتوائها على تركيز عال للصوديوم. هل تخفض صلاة التراويح ضغط الدم؟ و تشير للدراسات إلى أن النشاط البدني الذي يبذله المسلم في أثناء صلاة التراويح يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع. هل يمكن لمريض ارتفاع ضغط الدم ممارسة الرياضة في رمضان؟ لا مانع من ممارسة الرياضة في رمضان، بل إنها قد تسهم في التحكم في ضغط الدم. مع ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية خاصة استشارة الطبيب المعالج بخصوص زيادة النشاط البدني خلال رمضان. ما أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم في رمضان؟ الدوخة. الصداع. التعب الشديد. في حال ظهور أي من هذه الأعراض على مريض ارتفاع ضغط الدم، تجب عليه مراجعة الطبيب فورا. ما ضغط الدم الطبيعي في رمضان؟ ضغط الدم الطبيعي في رمضان هو نفسه مثل باقي السنة. ويقدم الإنفوغراف التالي قيم ضغط الدم الطبيعية والمرتفعة. هل الصيام يرفع الضغط؟ الصيام عموما يخفض الضغط، ومع ذلك ينبغي لمرضى الضغط مراقبة ضغطهم، فقد يؤدي الصيام إلى هبوطه بشكل كبير، أو اضطرابه. تجدر الإشارة إلى أن شهر رمضان يعد فرصة حقيقية لإنقاص الوزن بشكل تدريجي، وتشير الدراسات إلى أن تخفيض الوزن، حتى بنسبة بسيطة تصل إلى 5% قد تساعد في إعادة ضغط الدم في رمضان إلى الوضع الطبيعي. ولذلك، فإن الصيام إذا كان وفق نظام صحي وأدى لخفض الوزن، سيؤدي إلى خفض ضغط الدم. المصدر : الجزيرة
صحة

تأثير الحلويات في شهر رمضان: تحذيرات ونصائح للصائمين
يشعر الكثيرون برغبة قوية في تناول الحلويات في شهر رمضان، خاصة خلال وقت الإفطار بعد ساعات طويلة من الصيام، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة. حيث يؤكد خبراء التغذية أن السيطرة على هذه الرغبة تبدأ منذ وجبة الإفطار حتى وجبة السحور. فالمعروف خلال فترة الصيام، ينخفض مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى زيادة رغبة الجسم في تناول السكريات. ومع بدء وجبة الإفطار، يندفع الصائمون لتناول الحلويات على الريق دون التفكير في تأثيراتها على صحتهم. إليكم بعض التحذيرات والنصائح التي تقدمها خبراء التغذية: ارتفاع سكر الدم: تناول الحلويات على معدة فارغة يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، مما يحتاج إلى إفراز كميات كبيرة من هرمون الإنسولين لتنظيمها. الخمول والتخمة: قد يشعر الصائمون بالخمول والتعب بعد تناول الحلويات، نتيجة هبوط مستويات السكر في الدم بعد ارتفاعها الناتج عن تناول السكريات. إدمان السكريات: تزيد الحلويات من إفراز هرمون الدوبامين الذي يسبب الشعور بالسعادة، مما يجعل الشخص يرغب في تناول المزيد منها. سوء التغذية: تفتقر الحلويات إلى العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الجسم بعد فترة طويلة من الصيام. السمنة: يمكن أن يؤدي تناول الحلويات بكثرة إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، خاصة إذا كانت تلك الحلويات غنية بالدهون. ينصح الخبراء بالابتعاد عن تناول الحلويات الغنية بالدهون والسكريات، واللجوء إلى البدائل الأكثر صحية مثل الفواكه الطازجة والمجففة. وفي حالة عدم القدرة على مقاومة الرغبة في تناول الحلويات، يمكن اختيار البدائل الأقل ضرراً مثل مخبوزات الشوفان والشوكولاتة الداكنة. المصدر: العربية
صحة

انتكاسة.. الدكتور حمضي: داء السل في المغرب يخلف تسع وفيات يوميا
دق الدكتور طيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، ناقوس الخطر بخصوص داء السل في المغرب، وأشار، في ورقة له حول " داء السل في المغرب: الأرقام والتحديات"، توصلت بها "كشـ24"، إلى أن السل في المغرب هو مرض يصيب حوالي 100 شخص كل يوم، ويودي بحياة 9 أشخاص يوميا. وذهب إلى أن معدلات الإصابة بالسل تتراجع سنويا ببطء شديد. أما السكان الأكثر تضرراً فهم سكان الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق الفقيرة المحيطة بالمدن. ومن المعطيات اللافتة التي أوردها حمضي أن 15 في المائة من حالات داء السل لا يتم اكتشافها وتشخيصها سنويا. ولا يتم تشخيص حالات السل المقاوم للأدوية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تفاقم معضلة السل. ويشكل السل خارج الرئتين نصف الحالات، وهو ما يشكل نسبة عالية جدا. لتحسين الفحص والعلاج والتشخيص الدقيق لحالات السل والحد منها، أو حتى القضاء على المرض، يلزم اتخاذ العديد من التدابير، منها: توسيع نطاق الفحص والتشخيص المبكر، وإدارة الحالات المخالطة والأشخاص المعرضين للخطر، وتوسيع العلاج الوقائي، وتسهيل الوصول إلى الرعاية من خلال تقنيات التشخيص الجديدة والسريعة، وتعميم الفحوصات المجانية للكشف ومتابعة المرض، ودعم المرضى لتغطية تكاليف النقل والمساعدات الغذائية لأن في علاج المريض سلامة المجتمع ككل. وتحدث الدكتور حمضي عن تدبير المحددات الاجتماعية الأخرى ومنها الفقر، وظروف السكن، والغذاء الكافي، والتدخين، ومستوى المعيشة، والحالة المناعية، والامراض المزمنة كالسكري وغيرها من العوامل. تقدر منظمة الصحة العالمية أن المغرب عرف سنة 2021 ما مجموعه 35 ألف حالة جديدة او انتكاسة (بمعدل حدوث 94 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة)، وقدرت الوفيات ب 3300 وفاة. ويموت واحد من كل 10 مرضى السل في المغرب، وواحد من كل خمسة مرضى السل المصابين أيضا بفيروس نقص المناعة المكتسبة في نفس الوقت. وذكر الدكتور حمضي أن الانخفاض في حالات الإصابة بالسل بطيء جدا ولا ينخفض إلا بنسبة 1٪ في السنة بين عامي 2015 و2021، مما يعيق الحد من الإصابة بالسل أو القضاء عليه بحلول عام 2030 وفقا للأهداف المحددة دوليا. ويصيب داء السل الذكور بنسبة 59٪ مقابل 41٪ بين الإناث (من الحالات المبلغ عنها) أي امرأتين مقابل كل ثلاث رجال. أما الفئة العمرية الأكثر تضررا فهي (25 إلى 34 سنة (وهي الفئة العمرية الأكثر إنتاجا. ويعتبر سكان الأحياء المكتظة والأحياء المحيطة بالمدن هي الأكثر إصابة. الجهات الأكثر تضررا من حيث عدد الاصابات لكل مائة ألف نسمة: طنجة تطوان الحسيمة، والرباط وسلا والقنيطرة، والدار البيضاء سطات. و معدل كتشاف المرض وتشخيصه نسبة لعدد المصابين: 85٪.  (أي أن 15٪ من المصابين أو واحد من 6 أشخاص هم مصابون بداء السل دون أن يتم تشخيص مرضهم). بينما يصل معدل الشفاء هو 88 ٪. ومن المعطيات اللافتة التي تضمنها ورقة " داء السل في المغرب: الأرقام والتحديات" أن ثلثا حالات السل المقاوم للأدوية لا يتم تشخيصهم، مما يشكل مشكلة صحية عمومية خطيرة تتمثل في انتشار السل المقاوم للأدوية، و   نصف حالات داء السل تهم أعضاء غير الرئتين: انتقل معدل داء السل خارج الرئتين من 28٪ سنة 1990 إلى 49٪ سنة 2021. وقال الدكتور حمضي إنه ينبغي العمل على المحددات الاجتماعية والاقتصادية المساهمة في انتشار داء السل: المستوى الاجتماعي والاقتصادي، التغذية الكافية، الفقر، السكن، وعوامل الخطر الأخرى: الحالة المناعية، داء السكري، التدخين، وغيرها من العوامل. كما اقترح تحسين معدل الكشف والتغطية العلاجية لمرض السل وتحسين معدلات الشفاء نجاحه العلاجي من خلال التوسع في استخدام اختبارات التشخيص السريع لتشخيص مرض السل بشكل سريع ومبكر والحد من انتشار الداء، والتقليل من نسب عدد المرضى الذين ينقطعون عن العلاج  والمتابعة وتبلغ نسبتهم حاليا 8%: دعم المرضى الخاضعين للعلاج في مواجهة الآثار الجانبية للأدوية، وتعميم مجانية الاشعة والتحاليل المرتبطة بالكشف ومتابعة المرض، ودعم المرضى لتغطية تكاليف النقل والمساعدات الغذائية، لأن السل يصيب في الغالب الفئات الهشة والفقيرة وبالتالي من مسؤولية الدولة التكفل الكامل بمواجهة المرض لتأمين حق العلاج للأفراد وضمان سلامة المجتمع. واقترح أيضا تحسين الكشف عن حالات السل المقاوم للأدوية وعلاجها ونجاحها العلاجي وكدا حالات السل لدى المصابين بفيروس فقدان المناعة، وضمان العلاج الوقائي لمرض السل لدى الأشخاص المعرضين للخطر، لحماية الأشخاص الذين يصابون بالمرض والحد من انتشاره، وتحسين إدارة مرض السل لدى الشباب والأطفال.  
صحة

هذه العادات تفاقم حرقة المعدة في رمضان
على الرغم من أن الصيام في شهر رمضان يعمل على التخفيف من الاضطرابات الهضمية، إلا أنه قد يزيد من مشكلة حرقة المعدة إذا لم يتبع الأشخاص عاداتٍ صحيحة. وتشير الدكتورة ميسم عكروش، استشارية الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد، إلى أن أحد أسباب حرقة المعدة الرئيسية هو زيادة إفراز حامض المعدة. في حالة عدم توفر المواد الغذائية التي يجب أن يعمل عليها هذا الحامض، فإنه يمكن أن يلحق ضررًا بأغشية المعدة، مما يؤدي إلى زيادة حدة الأعراض خلال فترة الصيام. وتتضمن أعراض حرقة المعدة بحسب الدكتورة عكروش: الشعور بحرقة داخل الصدر وآلام فيه، ورجوع المحتوى الحمضي من المعدة إلى الفم، وصوت الشخص الخشن في الصباح مع النشاف، وتآكل الأسنان أو تكرار التسوس، وتقرحات في الفم أو رائحة كريهة، وقد تتفاقم هذه الأعراض لتشمل صعوبة في البلع وألمًا في أسفل المعدة وشعورًا بالغثيان. من العادات الخاطئة التي قد تزيد من حدة حرقة المعدة، تناول كميات كبيرة من الطعام مرة واحدة بعد الإفطار أو قبل النوم. تناول الوجبات السريعة والمقلية والحارة التي تحتوي على البهارات. عدم شرب كميات كافية من الماء، والتدخين. أخذ الأدوية على معدة فارغة أو بعد الإفطار. للتخفيف من أعراض حرقة المعدة والارتداد المريئي خلال شهر رمضان، ينصح الخبراء بعدم الاستلقاء مباشرة بعد السحور أو الإفطار، وتناول الطعام ببطء وبكميات مناسبة، وتجنب الأطعمة الحارة والمقلية والدسمة. كما يُنصح بشرب الكمية المناسبة من الماء لتجنب الجفاف، وتجنب الإفراط في استهلاك القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، وتجنب التدخين تمامًا. بشكل عام، يمكن تخفيف أعراض حرقة المعدة والوقاية منها من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين وتناول الأطعمة الحارة والدهنية بكميات كبيرة، إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام وشرب كميات كافية من الماء. المصدر : الجزيرة
صحة

تطوير لقاح “رائد” لسرطان الرئة
يعمل فريق من العلماء على تطوير لقاح "رائد" لسرطان الرئة قد يكون فعالا في منع حوالي 90% من حالات المرض. وتشرف كل من جامعة أكسفورد ومعهد فرانسيس كريك وجامعة كوليدج لندن على تطوير اللقاح، الذي يطلق عليه "LungVax". وأوضح العلماء أن خلايا سرطان الرئة تبدو مختلفة عن الخلايا الطبيعية بسبب وجود بروتينات تسمى المستضدات الجديدة، التي تظهر على سطح الخلية بسبب الطفرات المسببة للسرطان داخل الحمض النووي للخلية. وسيحمل لقاح LungVax خيطا من الحمض النووي الذي يدرّب الجهاز المناعي على التعرف على المستضدات الجديدة الموجودة في خلايا الرئة غير الطبيعية. ثم ينشّط جهاز المناعة لقتل هذه الخلايا ووقف سرطان الرئة. وقال البروفيسور تيم إليوت، الباحث الرئيسي في جامعة أكسفورد: "يمكن أن يقدم هذا البحث لقاحا جاهزا يعتمد على تقنية لقاح أكسفورد، والتي أثبتت نفسها في جائحة "كوفيد". وإذا تمكنا من تكرار هذا النوع من النجاح الذي شهدناه في التجارب أثناء الوباء، فيمكننا إنقاذ حياة عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام في المملكة المتحدة وحدها". وحصل العلماء على زهاء 1.7 مليون جنيه إسترليني من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة ومؤسسة CRIS للسرطان. وسيتلقى الفريق تمويلا للدراسة على مدار العامين المقبلين لدعم الأبحاث المعملية والتصنيع الأولي لـ 3000 جرعة من اللقاح في مرفق التصنيع الحيوي السريري في أكسفورد. وإذا نجح اللقاح، فسينتقل مباشرة إلى التجارب السريرية، التي تشمل الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، مثل المدخنين الحاليين والسابقين. وقالت لولا مانتيرولا، رئيسة مؤسسة CRIS للسرطان: "نحن في لحظة حاسمة في تاريخ أبحاث السرطان وعلاجه. لأول مرة، تسمح لنا التكنولوجيا والمعرفة بجهاز المناعة باتخاذ الخطوات الأولى نحو الوقاية من السرطان. وتمثل هذه الدراسة الرائدة خطوة ثابتة في هذا الاتجاه، ونحن نعتبر أنه من الضروري دعمها".   ديلي ميل
صحة

علماء يدقون ناقوس الخطر ويحذرون من انتشار وشيك لوباء جديد
في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات بالضبط، أعلنت دول العالم عن أول إغلاق بسبب فيروس كورونا، وتم إخبار السكان "بالبقاء في منازلهم"، وبعد ذلك أصبح العمل من المنزل واقع العالم، وانفصل الأشخاص عن أحبائهم، بينما واجه العاملون في الخطوط الأمامية فيروسا جديدا وغير معروف. ووفقا لما أورده موقع "سكاي نيوز عربية، اليوم الأحد فإنه مع انتهاء أزمة كورونا الخانقة، يبقى سؤال مهم وهو، إذا ضربتنا جائحة أخرى، هل سنضطر إلى الإغلاق مرة أخرى، وكيف سيكون الأمر مختلفا؟ وحسب ذات المصدر، يحذر العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري وإزالة الغابات تزيد من احتمالية "انتقال" العوامل الفيروسية أو البكتيرية من الحيوانات إلى البشر والتسبب في جائحة أخرى. وفي هذا السياق، تقول الطبيبة ناتالي ماكديرموت، المحاضرة السريرية في الأمراض المعدية في جامعة كينغز كوليدج في لندن: "إننا نواجه وضعًا يشجع على تفشي المرض". وتضيف: "أعلم أن فيروس كورونا كان صعبا جدا على الناس ونريد أن نصدق أنه يمكننا العودة إلى طبيعتنا وأنا أتفهم ذلك تمامًا". وفقا للموقع. وتوضح ماكديرموت أنه من خلال قطع الأشجار في مناطق مثل الأمازون وأجزاء من أفريقيا، تقترب الحيوانات والحشرات من منازل الناس. ومع ارتفاع درجات الحرارة، فإن تفشي الفيروسات التي ينقلها البعوض والقراد يحدث في أجزاء من العالم نادرا ما شوهدت من قبل.وتقول ماكديرموت إنه إلى أن تعرف الحكومة والعلماء والعاملون في مجال الرعاية الصحية المزيد عن الفيروس القادم الناشئ وكيفية انتشاره، "سيكون الإغلاق أمرا لا مفر منه إلى حد ما".
صحة

تعرف على أبرز فوائد تناول التمر عند الإفطار وكذلك عند السحور
خلال شهر الصيام، من المفيد جداً تناول التمر والماء عند الإفطار وكذلك عند السحور، وذلك لتعويض فقدان السوائل والحصول على الفيتامينات الغذائية المهمة للجسم مثل فيتامين C وD الموجودان في التمر. وبحسب ما نشره موقع DNA India، تساهم مضادات الأكسدة في التمر في مقاومة الشيخوخة ومكافحة التجاعيد، ومنع تراكم الميلانين في الجسم، بالإضافة إلى الفوائد التالية: 1-غني بالمغذيات إن التمر مليء بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، بما في ذلك البوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين B6 والحديد. 2-زيادة الطاقة نظرًا لاحتوائه على سكريات طبيعية، يوفر التمر دفعة سريعة من الطاقة، ما يجعله خيارًا رائعًا للوجبات الخفيفة للأفراد النشطين. 3-صحة الجهاز الهضمي يدعم المحتوى العالي من الألياف في التمر صحة الجهاز الهضمي عن طريق تعزيز حركات الأمعاء المنتظمة. 4-صحة القلب يساعد التمر على خفض مستويات الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب محتواه من البوتاسيوم الذي يدعم وظيفة القلب. 5-صحة العظام يعد التمر مصدرًا جيدًا للمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على عظام قوية وصحية. 6-خصائص مضادة للأكسدة يحتوي التمر على مضادات الأكسدة المختلفة، مثل الفلافونويد والكاروتينات وحمض الفينول، والتي تساعد على حماية الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. 7-تحسين وظائف المخ تشير بعض الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في التمر يمكن أن يكون لها تأثيرات وقائية للأعصاب، مما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي. 8-بديل تحلية طبيعي يمكن استخدام التمر كمحلي طبيعي في الوصفات، حيث يقدم بديلاً أكثر صحة مقارنة بالسكر المكرر، علاوة على أنه يمنح إشباعا ويقلل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات. المصدر : العربية
صحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 29 مارس 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة